logo
البابا فرنسيس.. بطل في العمل المناخي

البابا فرنسيس.. بطل في العمل المناخي

الاتحاد٢٢-٠٤-٢٠٢٥

طه حسيب (أبوظبي)
رَحَلَ البابا فرنسيس بعد إنجازات غير مبسوقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، أهمها: توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي مع شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب في 4 فبراير2019، وتعزيزه للحوار بين الأديان، وقيامه بزيارات غير مسبوقة لأربع دول عربية وإسلامية، مقدماً رسائل كبرى في الحوار والتسامح والعيش المشترك.
وفي المجال البيئي والتحذير من خطر التغير المناخي، ترك البابا الراحل تركة ثرية، أهمها إصدار وثيقة «لاوداتو سي» أو «كن مسبِّحاً» في عام 2015 بهدف حماية البيئة ومواجهة التحديات الناجمة عن التغير المناخي. ومن إنجازات البابا فرنسيس، أنه بذل جهداً لفتح عيون كاثوليك العالم البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة لمخاطر تغير المناخ، وطوال حياته، كان صريحاً بشأن هذه المخاطر، خاصة تأثيرها على أفقر دول العالم وأكثرها ضعفاً، وخلال قيادته للكنيسة الكاثوليكية، تحدث البابا فرنسيس بشكل متكرر عن تغير المناخ.
البابا فرنسيس اسمه الأصلي: خورخي ماريو بيرغوليو، اختار اسمه البابوي تيمناً باسم القديس فرنسيس الأسيزي (1181-1226 ميلادية)، الشهير بحبه للفقراء والمهمشين واهتمامه بالطبيعة، حيث تبنى فرنسيس الأسيزي منطق احترام الطبيعة ورعاية جميع مكوناتها بدلاً من الهيمنة عليها في إطار صداقة بين الكائنات ضمن ما يسمى بـ «العائلة العالمية».
وبالعودة إلى وثيقة «لاوداتو سي»، فإنها تتكون من 6 فصول و73 فقرة، أراد من خلالها البابا فرنسيس أن يحدد ويكمِّل ما أكّده حول علم البيئة المتكامل، ليطلق إنذاراً ودعوةً إلى المسؤولية المشتركة إزاء حالة الطوارئ المتعلقة بالتغير المناخي.
في الفصل الأول من الوثيقة، يؤكد البابا الراحل أن علامات التغير المناخي مهما حاولنا أن ننكرها أو نخفيها أو نجعلها نسبية، إلا أنَّها حاضرة وأكثر وضوحاً، ويضيف أن السنوات الأخيرة شهدت ظواهر مناخية متطرفة، وظهرت فترات متكررة من الحرارة غير الطبيعية والجفاف، وغيرها من تذمرات الأرض، إنه مرض صامت يؤثر علينا جميعاً.
دعوة للصدق والشجاعة والمسؤولية
وتقول الوثيقة: «إن الحدّ من الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري يتطلّب صدقاً وشجاعةً ومسؤوليةً، وبالأخص من قِبَل البلدان الأكثر قدرة والأكثر تسبباً في التلوث. أما مؤتمر الأمم المتحدة حول التنمية المستدامة، المُسَمّى ريو+20 (ريو دي جانيرو 2012)، فقد أصدر بياناً نهائيّاً مسهباً في محتواها وفي عدم جدوها. فالمفاوضات الدولية لا تستطيعُ إحرازَ تقدّم ملحوظ بسبب مواقف البلدان التي تضع مصالحها الوطنية الخاصة فوق مصالح الخير العام العالمي».
وفي الوثيقة، يحذر البابا فرنسيس من أن «بعض التغيرات المناخية التي يسببها الإنسان تزيد بشكل كبير من احتمال وقوع أحداث متطرفة أكثر تواتراً وأكثر شدة». وإذ ذكّر أنه إذا تمَّ تجاوز زيادة درجة الحرارة بدرجتين مئويتين «سوف تذوب القمم الجليدية في غرينلاند وجزء كبير من القارة القطبية الجنوبية، مع عواقب هائلة وخطيرة على الجميع».
ما نشهده الآن هو تسارع غير عادي في ظاهرة الاحتباس الحراري، بسرعة كبيرة لدرجة أنه لا يستغرق الأمر سوى جيل واحد - وليس قروناً أو آلاف السنين لكي نتنبّه لذلك. وبالتالي «من المحتمل في غضون سنوات قليلة أن يضطر العديد من السكان إلى نقل منازلهم بسبب هذه الأحداث». كذلك درجات الحرارة القصوى هي «تعبيرات بديلة للسبب عينه».
إشادة سايمون ستيل
وعن رحيل البابا فرنسيس، يقول سايمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC): «البابا فرنسيس قامة كبرى ورمز شاهق للكرامة البشرية، وبطل عالمي في العمل المناخي، وأيضاً لعب دوراً حيوياً في توصيل رسالة التغير المناخي».
وأوضح ستيل أن دعوة البابا الدؤوبة ذكّرتنا بأنه لا يمكن أن يكون هناك أي ازدهار مشترك حتى نصنع السلام مع الطبيعة، ونقوم بحماية الأكثر ضعفاً، حيث إن التلوث والتدمير البيئي يضعان كوكبنا على مقربة من نقطة الانهيار.
وأضاف ستيل أن البابا فرنسيس كان لديه معرفة عميقة وعملية بتعقيدات التغير المناخي، وجمعت قيادته قوى الإيمان والعلم لتقديم الحقائق وتسليط الضوء على تكاليف أزمة المناخ لمليارات الناس.
وحسب ستيل، «سيشعر الملايين بالحزن العميق على رحيل البابا فرنسيس، لكن رسالته ستظل حية وهي: أن الإنسانية مجتمع. وعندما يتم التخلي عن أي مجتمع واحد، وتركه للفقر والجوع والكوارث المناخية والظلم، فإن البشرية جميعها تتضاءل بعمق، مادياً وأخلاقياً».
آل جور: بابا الشعوب
نائب الرئيس الأميركي الأسبق، الناشط البيئي المخضرم آل جور، أكد في تدوينة على منصة إكس أن «البابا فرنسيس سيتذكره الجميع بكونه (بابا الشعوب)، لقد كان بطلاً لا يكل في مجال العمل المناخي، لما لديه من قناعة راسخة بأنه من أجل رعايتنا بعضنا بعضاً وحماية الأكثر ضعفاً بيننا ينبغي علينا أن نوقف تدمير خلق الله.. وأن قيادته المتواضعة في أزمة المناخ دشنت حركة أخلاقية ستستمر في إضاءة الطريق إلى الأمام للبشرية. ألهمت دعوته للعدالة الاجتماعية والاقتصادية المليارات في جميع أنحاء العالم».
رسالة فرنسيس إلى «كوب 28»
وفي رسالته الموجهة إلى مؤتمر «كوب 28» الذي انعقد في دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 13 ديسمبر 2023، أكد البابا فرنسيس ضرورة أن يحقق المؤتمر «تحولاً حاسماً» في جهود التصدي للتغير المناخي، مستنكراً تغليب البعض المصالح الخاصة على الصالح العالمي للبشرية. وقدم البابا آنذاك رسالة واعية عن التحول المنشود في مجال الطاقة، حيث قال «لا يمكننا التخلي عن الحلم بأن يؤدي (كوب 28) إلى تسريع حاسم لتحول الطاقة بتبني التزامات فعالة يمكن مراقبتها بشكل دائم»، مضيفاً أن «المفاوضات الدولية بشأن خفض الانبعاثات لا يمكن أن تحرز تقدماً بشكل ملموس بسبب مواقف البلدان التي تفضل مصالحها الوطنية على الصالح العام العالمي». وأشار إلى أنه «على الرغم من المفاوضات والاتفاقيات العديدة إلا أن الانبعاثات العالمية مستمرة في النمو»، مشيراً إلى أن «التحول الضروري نحو الطاقات النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والتخلي عن الوقود الأحفوري لا يمضي بالسرعة الكافية».
تنمية تتميز بالإنسانية
وفي الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29) الذي انعقد في باكو بأذربيجان من 11 إلى 22 نوفمبر 2024، وكان هدفه الرئيس حشد المزيد من التمويل لدعم وتحفيز العمل المناخي، وجَّه البابا الراحل رسالته، داعياً إلى هيكلية مالية دولية جديدة تتمحور حول الإنسان، وتنطلق من مبادئ المساواة والعدالة والتضامن، مشيراً إلى أنه لدينا الموارد التكنولوجية والبشرية اللازمة لتغيير المسار والوصول إلى تنمية متكاملة تتميز بالإنسانية والاشتمال.
وأكد البابا في رسالته إلى «كوب 29»، أن «المعطيات العلمية المتوافرة لدينا تشير إلى أن الحفاظ على الخليقة بات اليوم مسألة ملحة للغاية لا تقبل الانتظار، كما أنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحفاظ على السلام، ثم حذّر من أنانية الأفراد والدول والمجموعات، التي تغذي أجواء انعدام الثقة والانقسامات، ولا تتلاءم مع احتياجات عالم نعيش فيه جميعاً كأعضاء في عائلة واحدة». ولفت إلى أن «المجتمع المعولم جعل منا جيراناً لكن لم يجعل منا أخوة. كما أن التنمية الاقتصادية لم تحد من عدم المساواة، بل على العكس لقد ساهمت في تقديم المصالح الخاصة على حساب مبدأ حماية الضعفاء، فضلاً عن كونها فاقمت المشاكل البيئية».
وفي 5 سبتمبر 2024، دعا البابا فرنسيس للتصدي لخطر تغير المناخ والتطرف، أثناء زيارته‭ ‬لمسجد الاستقلال في جاكرتا، هو أكبر مسجد في جنوب شرق آسيا. وخلال رحلة البابا إلى إندونيسيا، أصدر البابا إعلاناً مشتركاً مع إمام إندونيسيا الأكبر نصر الدين عمر، دعا خلاله إلى «اتخاذ إجراءات حاسمة» للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري.
رؤية صائبة ودعوات مخلصة لمواجهة التغير المناخي والحفاظ على الطبيعة، ترجمها البابا فرنسيس في خطوة عملية هي وثيقة «لاوداتو سي» أو «كن مسبِّحاً» في عام 2015 بهدف حماية البيئة ومواجهة التحديات الناجمة عن التغير المناخي، إضافة إلى رسائله لمؤتمرات المناخ السنوية، كل هذا يترك بصمة خالدة له كقيادة دينية عالمية كبرى في العمل المناخي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجيش السوداني ينفي صحة تقرير 'رايتس ووتش' بشأن قصفه للمدنيين
الجيش السوداني ينفي صحة تقرير 'رايتس ووتش' بشأن قصفه للمدنيين

صقر الجديان

timeمنذ ساعة واحدة

  • صقر الجديان

الجيش السوداني ينفي صحة تقرير 'رايتس ووتش' بشأن قصفه للمدنيين

الخرطوم – صقر الجديان نفى الجيش السوداني، الأربعاء، صحة ما أوردته منظمة 'هيومن رايتس ووتش' الدولية بشأن استهداف قواته للمدنيين في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور مطلع فبراير/ شباط الماضي، واصفًا ذلك بأنه 'غير صحيح ومجاف للواقع'. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، نبيل عبد الله، في بيان: 'نؤكد أن الادعاءات الواردة في تقرير هيومن رايتس ووتش بشأن قصف المدنيين في نيالا غير صحيحة ومجافية للواقع'. وفي وقت سابق الأربعاء، قالت منظمة 'هيومن رايتس ووتش'، في بيان، إن 'القوات المسلحة السودانية قتلت أعدادا كبيرة من المدنيين في هجمات استخدمت فيها قنابل غير موجهة أُلقيت جوّا على أحياء سكنية وتجارية في نيالا، بجنوب دارفور، مطلع فبراير (شباط) الماضي. وأضاف عبد الله، أن 'هذه التقارير موجهة ومنحازة، وتندرج ضمن مخطط دولي يستهدف السودان وشعبه'، بحسب البيان. واستنكر صمت المؤسسات الدولية تجاه 'الانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها (قوات) الدعم السريع'، لافتا إلى أنها 'تستهدف بشكل مباشر المرافق العامة بما في ذلك المنشآت الصحية ومصادر المياه والكهرباء، أمام أنظار المجتمع الدولي'، وفق ما أورده البيان. وتتهم السلطات السودانية منذ فترة قوات الدعم السريع بشن هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت مدنية، من بينها محطات كهرباء وبنية تحتية في مدن شمال وشرق البلاد، دون تعليق من 'الدعم السريع'. ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونًا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.

رويترز: هل سيتمكن «ترامب» من علاج ضعف الوكالة الدولية فى إيران؟.. فجوة كبيرة وأجهزة متقدمة لتخصيب اليورانيوم بطهران
رويترز: هل سيتمكن «ترامب» من علاج ضعف الوكالة الدولية فى إيران؟.. فجوة كبيرة وأجهزة متقدمة لتخصيب اليورانيوم بطهران

البوابة

timeمنذ 9 ساعات

  • البوابة

رويترز: هل سيتمكن «ترامب» من علاج ضعف الوكالة الدولية فى إيران؟.. فجوة كبيرة وأجهزة متقدمة لتخصيب اليورانيوم بطهران

عادت المحادثات الأمريكية الإيرانية مجددًا إلى الواجهة، بهدف فرض قيود نووية جديدة على طهران؛ لكن رأى مسئولون ودبلوماسيون ومحللون وفقًا لـ"رويترز" للأنباء أن أى اتفاق يبرمه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مع إيران يجب أن يعالج نقاط الضعف فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. حيث واجه مفتشو الأمم المتحدة الذين يراقبون موقع "فوردو" النووى الإيرانى فجوة كبيرة فى معلوماتهم العام الماضي، عندما شاهدوا شاحنات تحمل أجهزة طرد مركزى متقدمة لتخصيب اليورانيوم تتجه إلى المنشأة المحفورة فى جبل جنوب طهران. وفى حين أبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها ستركب مئات من أجهزة الطرد المركزى الإضافية من طراز IR-٦ فى فوردو؛ فإن المفتشين ليس لديهم أى فكرة عن مصدر هذه الأجهزة المتطورة، حسبما قال مسئول مطلع على عمل الأمم المتحدة فى مجال المراقبة لـ"رويترز" شريطة عدم الكشف عن هويته. نقاط ضعف الوكالة الدولية ولفتت وكالة "رويترز" أن هذه الحلقة جسدت، كيف فقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة وتُخضع ١٨٠ دولة عضوًا لها، بعض العناصر الحاسمة فى الأنشطة النووية الإيرانية منذ انسحاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من الاتفاق النووى المبرم عام ٢٠١٥، والذى فرض قيودًا صارمة وإشرافًا وثيقًا من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتُظهر التقارير الفصلية للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن من أبرز نقاط الضعف عدم معرفة عدد أجهزة الطرد المركزى التى تمتلكها إيران أو أماكن إنتاج وتخزين هذه الأجهزة وأجزائها. كما فقدت الوكالة القدرة على إجراء عمليات تفتيش مفاجئة فى مواقع لم تُعلن عنها إيران. محادثات جديدة مع إيران وبدأت الولايات المتحدة محادثات جديدة مع إيران، بهدف فرض قيود نووية جديدة عليها. إلا أن نجاح أى اتفاق يتطلب معالجة نقاط الضعف التى أغفلتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفقًا لأكثر من اثنى عشر شخصًا مطلعًا على الأنشطة النووية الإيرانية، بمن فيهم مسئولون ودبلوماسيون ومحللون. ووفقًا لـ"رويترز"، قال على فايز؛ مدير مشروع إيران فى مجموعة الأزمات الدولية: "هناك فجوات فى معرفتنا بالبرنامج النووى الإيرانى يجب معالجتها من أجل الحصول على فهم أساسى لحجمه ونطاقه الحاليين". وتابع: "قد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى يتم تجميعها، ولكن من الأهمية بمكان أن تثق الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأطراف المشاركة فى المفاوضات فى فوائد عدم الانتشار التى قد تنجم عن الاتفاق". إيران تتمسك ببنود اتفاق ٢٠١٥ وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أنه لطالما تمسكت إيران بحقها فى إلغاء التزاماتها بتعزيز رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب اتفاق عام ٢٠١٥ بعد انسحاب الولايات المتحدة أحادى الجانب. وترفض الاتهامات الغربية بأنها تُبقى على الأقل خيار تطوير سلاح نووى مفتوحًا، مؤكدةً أن أهدافها سلمية بحتة، ومع ذلك، فقد حققت الجمهورية الإسلامية خطوات كبيرة فى تخصيب اليورانيوم خلال السنوات الأخيرة. كم تملك إيران من اليورانيوم المخصب؟ وبحسب تقرير سرى أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى نهاية الأسبوع الماضي؛ فإن إيران تمتلك ما يكفى من اليورانيوم المخصب إلى هذا المستوى لصنع تسعة أسلحة نووية إذا قامت بتكريره بشكل أكبر، وفقا لمعايير الوكالة. وأضافت الهيئة أنه لم يسبق لأى دولة أخرى أن خصبّت اليورانيوم إلى هذا المستوى العالى دون إنتاج أسلحة نووية. وغالبًا ما تستخدم محطات الطاقة النووية وقودًا مُخصّبًا بنسبة تتراوح بين ٣٪ و٥٪. وقال مسئول أوروبى يتابع البرنامج النووى الإيرانى لـ"رويترز": "إن برنامج التخصيب أصبح الآن متقدما للغاية حتى أنه حتى لو تم إغلاقه بالكامل فإن الإيرانيين يستطيعون إعادة تشغيله وإعادة بنائه فى غضون بضعة أشهر". ماذا بعد ٥ جولات من المفاوضات الأمريكية الإيرانية؟ وبعد خمس جولات من المناقشات بين المفاوضين الإيرانيين والأمريكيين، لا تزال هناك عدة عقبات. من بينها رفض إيران مطلبًا أمريكيًا بالالتزام بوقف التخصيب، ورفضها نقل مخزونها الحالى من اليورانيوم عالى التخصيب إلى الخارج. تعزيز إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على البرنامج النووي وذكرت "رويترز" أنه نظرًا لأن النافذة المتاحة لاستعادة نفس المدة الزمنية اللازمة لتجاوز العقبة كما كانت فى عام ٢٠١٥ قد أغلقت؛ فإن أى اتفاق جديد سوف يتعين عليه بدلًا من ذلك تعزيز إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على البرنامج النووي، وفقا للمسئول الذى طلب أيضًا عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمر بالغ الأهمية للمجتمع الدولى لفهم المدى الكامل للبرنامج النووى الإيراني، لكنه أضاف أنه ليس من مصلحة أمريكا "التفاوض على هذه القضايا علنا". إيران ترفض طلب الولايات المتحدة بالتخصيب حدّ الاتفاق النووى المبرم فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما عام ٢٠١٥ من نقاء اليورانيوم المسموح لإيران بتخصيبه عند ٣.٦٧٪، وهو مستوى أقل بكثير من ٢٠٪ التى بلغتها إيران بالفعل آنذاك، وقيّد عدد ونوع أجهزة الطرد المركزى التى يمكن لإيران استخدامها وأماكن استخدامها. ولم يُسمح بالتخصيب فى فوردو. وفى الوقت نفسه، وافقت إيران على عمليات التفتيش المفاجئة وتوسيع نطاق إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ ليشمل مجالات مثل إنتاج أجهزة الطرد المركزى ومخزونها من ما يسمى باليورانيوم الأصفر الذى لم يتم تخصيبه. انسحاب ترامب وندد الرئيس الأمريكى بـ"الاتفاق الأحادى الجانب والمروع" الذى لم يتناول قضايا أخرى مثل برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانى أو دوره فى الصراعات الإقليمية. وقد دفع انسحابه طهران إلى الرد، سواء من خلال تجاوز حدود التخصيب وأجهزة الطرد المركزي، أو من خلال إلغاء الرقابة الإضافية التى فرضتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد الاتفاق النووى لعام ٢٠١٥. المحادثات النووية الجديدة بدأ المفاوضون الأمريكيون والإيرانيون محادثاتهم النووية الجديدة فى أبريل الماضي، حيث هدد ترامب بالعمل العسكرى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. وصرح رافائيل غروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فى واشنطن فى أبريل الماضي، بضرورة قبول إيران قيودًا "ضرورية" لتمكين وكالته من طمأنة العالم بشأن نوايا إيران، دون تحديد هذه القيود. كما صرّح الأسبوع الماضى بأن أى اتفاق جديد يجب أن ينص على "تفتيش دقيق للغاية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها لا تستطيع فى الوقت الحالى "تقديم ضمانات بأن البرنامج النووى الإيرانى سلمى بحت". إكمال اللغز لقد توقع الدبلوماسيون لسنوات أن أى اتفاق جديد سوف يكلف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإنشاء ما يسمى بخط الأساس، وهى صورة كاملة عن مكانة جميع مجالات البرنامج النووى الإيراني، وملء الثغرات فى معرفة الوكالة بقدر استطاعتها. إن تحديد خط الأساس سيكون تحديًا خاصًا نظرًا، لأن بعض النقاط العمياء استمرت لفترة طويلة بحيث لا يمكن سدها بالكامل؛ وقد قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى تقاريرها الفصلية للدول الأعضاء إنها فقدت "استمرارية المعرفة" ولن تكون قادرة على استعادتها فيما يتصل بالإنتاج والمخزون من أجهزة الطرد المركزى وبعض أجزاء أجهزة الطرد المركزى والكعكة الصفراء. وقال إريك بروير، محلل استخبارات أمريكى سابق يعمل حاليًا فى مبادرة التهديد النووي، وهى منظمة غير حكومية تُركز على الأمن ومقرها واشنطن: "سيكون تجميع هذا اللغز جزءًا أساسيًا من أى اتفاق. ونحن نعلم أن إرساء هذا الخط الأساسى الجديد سيكون صعبًا.. وسوف يعتمد ذلك جزئيا على مدى تعاون إيران". وأضاف أنه حتى فى هذه الحالة، هناك خطر كبير من أن تفتقر الوكالة إلى صورة كاملة لأنشطة طهران.. لكن هل هذا الغموض مقبولٌ للولايات المتحدة؟

ياسمين فؤاد: ملف البيئة أصبح جزءًا من الأمن القومي
ياسمين فؤاد: ملف البيئة أصبح جزءًا من الأمن القومي

البوابة

timeمنذ 10 ساعات

  • البوابة

ياسمين فؤاد: ملف البيئة أصبح جزءًا من الأمن القومي

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن مشاركة مصر الفعّالة في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى جانب تنفيذ مشروعات بيئية مشتركة، تمثل خطوة استراتيجية تعكس أهمية دمج قضايا البيئة والغذاء ضمن منظومة الأمن القومي والتنمية المستدامة. وقالت الوزيرة، خلال لقائها مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج "المشهد"، المذاع عبر قناة TeN، مساء الأربعاء: "نجاح مصر في التواجد داخل اتفاقية التصحر وتنفيذ مشروعات مشتركة هو تأكيد على أن قضايا البيئة والغذاء ما زالت الشغل الشاغل للعالم، وأن الأمن الغذائي والبيئي يمثلان قلب الاتفاقية." البيئة لم تعد قضية رفاهية وشددت على أن البيئة لم تعد قضية رفاهية، بل أصبحت محورًا أساسيًا في معادلة الأمن والاستقرار، مؤكدة أن التوجه العالمي الآن يربط بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد البيئية، خاصة في ظل مشروعات صناعية جديدة يجب أن تخضع لمعايير عدم الإضرار بالبيئة. وأضافت:"الهدف من الاجتماعات الدولية هو ضمان عدم إلحاق أي ضرر بيئي بالمشروعات الجديدة، خصوصًا في وقت تسعى فيه الدولة للنهوض بالصناعة دون الإخلال بالتوازن البيئي." دمج القضايا البيئية في عملية التنمية الشاملة وأعربت عن سعادتها بأن ملف البيئة أصبح جزءً من ملف الأمن القومي في مصر، وهو ما يعكس التوجه الرئاسي الواضح نحو دمج القضايا البيئية في عملية التنمية الشاملة. وتابعت:"فرحت جدًا يوم ما اتحط ملف البيئة تحت مظلة الأمن القومي... الرئيس السيسي يعتبر الملف البيئي في قلب عملية التنمية، وده كان محور لقائي معاه مؤخرًا."

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store