
الخلافات تشتعل بين ترامب وماسك.. اتهامات متبادلة وفضائح تهدد التحالف الاستثنائي.. واستغلال القاصرات قنبلة قد تطيح بالرئيس الأمريكي
بعدما كان أحد أقرب حلفائه، وأحد مهندسي حملته الناجحة، تحول إيلون ماسك إلى خصم علني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
في مشهد غير مألوف في أروقة السلطة الأمريكية، تتصاعد الحرب الكلامية بين اثنين من أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم، لتكشف عن تصدعات عميقة في قلب إدارة ترامب الثانية.
من خلاف حول قانون للميزانية إلى اتهامات بالفساد والتستر على ملف جيفري إبستين، تقاذف الرجلان الاتهامات على الملأ، في صراع يبدو أنه يزداد حدة ويهدد بإشعال عاصفة سياسية داخل البيت الأبيض وخارجه.
من الحليف الأقرب إلى الخصم اللدود
في الخامس من يونيو 2025، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات غاضبة ضد الملياردير إيلون ماسك، منتقدا ما وصفه بـ"هجوم غير مبرر" من ماسك على مشروع قانون التخفيضات الضريبية الذي تبنته الإدارة باعتباره "أضخم إنجاز اقتصادي للحكومة".
وأعرب ترامب عن "استياء بالغ"، وقال إن ماسك "يعاني من متلازمة اضطراب بترامب"، ملمحا إلى أن ماسك لم يتقبل خروجه من منصبه في البيت الأبيض قبل أسبوع فقط.
لكن ماسك لم يصمت. فبعد ساعات، كتب على منصته "إكس": "من دوني، كان ترامب سيخسر الانتخابات. أي قلة وفاء هذه".
تصريح يعد من أجرأ ما قاله ماسك علنا، ويكشف عن حجم الجفاء بين الرجلين بعد أشهر من التعاون الوثيق.
من صداقة إلى اتهامات
لم يكن الخلاف وليد اللحظة. فعلى مدار العام الماضي، تطورت العلاقة بين ترامب وماسك من شراكة استراتيجية إلى نزاع متفجر.
ماسك كان ضيفا دائما في اجتماعات ترامب، ظهر إلى جواره في عدة مناسبات، أبرزها بعد محاولة اغتيال الرئيس في يوليو 2024، حيث نشر ماسك صورة لترامب وهو ملطخ بالدماء وكتب: "أؤيد الرئيس بالكامل".
لكن التوتر بدأ حين انقلب ماسك على مشروع ترامب الجديد، المعروف باسم "مشروع القانون الواحد"، واصفا إياه بأنه "رجس يثير الاشمئزاز".
واعترض بشدة على البنود المتعلقة بالإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية، معتبرًا أنها تستهدف شركته "تسلا" بشكل غير مباشر.
ماسك يتحدث عن "ملف إبستين"
ذروة التصعيد جاءت حين نشر ماسك تغريدة مثيرة قال فيها: "حان وقت تفجير القنبلة الحقيقية.. دونالد ترامب موجود في ملفات إبستين. هذا هو السبب الحقيقي لعدم الكشف عنها".
اتهام ضمني بأن ترامب مدرج في الوثائق غير المنشورة المرتبطة بجيفري إبستين، الممول الأمريكي الراحل والمتهم بالاتجار الجنسي بالقاصرات، ما أثار عاصفة من الجدل.
وأكد ماسك أن العلاقة بين ترامب وإبستين موثقة، مدعيا أن الرئيس سافر على متن طائرة إبستين "ما لا يقل عن سبع مرات"، رغم عدم وضوح ما إذا كان قد زار جزيرته المشهورة بالفضائح. ومع أن ماسك لم يقدم أدلة مباشرة، إلا أن مزاعمه دفعت شبكة CNN لمحاولة التواصل مع البيت الأبيض الذي التزم الصمت.
اجتماعات طارئة في البيت الأبيض
وبحسب وكالة "رويترز"، عقد كبار مسؤولي إدارة ترامب سلسلة اجتماعات طارئة لبحث تداعيات الخلاف العلني. وعبّر الرئيس، في تصريحات لاحقة، عن "خيبة أمله" العميقة تجاه ماسك، ملمّحًا إلى إمكانية إنهاء العقود الحكومية مع شركاته. وفي إشارة تهديد مبطّنة، قال ترامب: "قدّمنا له الكثير... لكنه لم يعرف كيف يرد الجميل".
ماسك من جهته وصف مشروع ترامب بأنه "جريمة مقززة" تزيد من العجز الفيدرالي وتفرض عبئًا ماليًا على الأجيال القادمة، مضيفًا: "هذا القانون يقتل مستقبل الابتكار". كما دعا علنًا إلى "قتل المشروع"، في رسالة صريحة للكونجرس.
الخسائر تبدأ.. تسلا تتأثر
انعكست الأزمة على سوق المال، إذ تراجعت أسهم شركة تسلا بنسبة 9% في وول ستريت، بالتزامن مع انفجار الأزمة السياسية.
مراقبون ربطوا ذلك مباشرة بتدهور العلاقة بين ماسك والإدارة الأمريكية، والتي كانت قد فتحت أمام شركاته أبوابًا واسعة للعقود والدعم الفيدرالي.
من نجم الإدارة إلى عدو الداخل
منذ نوفمبر 2024 وحتى نهاية مايو 2025، لعب ماسك دورا مركزيا في إدارة ترامب، عبر وزارة "كفاءة الحكومة"، حيث تعهّد بتقليص الإنفاق العام بقيمة تريليون دولار. لكنه لم ينجح سوى في تحقيق تخفيض بنحو 175 مليار دولار، ما أثار انتقادات داخلية وخارجية، خاصة مع موجة تسريحات كبرى في القطاع العام، واحتجاجات شعبية من مؤسسات متضررة.
وفي آخر يوم له بالبيت الأبيض، بدا ماسك مثقلًا بالإحباط، إذ قال للصحفيين: "لقد فعلت ما بوسعي، لكنني لا أستطيع تبرير هذا القانون. أرفض أن أكون جزءًا من سياسة تزيد الإنفاق بينما تُفقر الشعب".
الخلاف العلني بين ترامب وماسك تجاوز حدود الخلاف السياسي العادي، ليتحول إلى قضية رأي عام، تهدد مستقبل العلاقة بين الرئاسة ومجتمع التكنولوجيا، وتفتح الباب أمام معركة إعلامية وتشريعية قد تمتد إلى الانتخابات المقبلة.
في الوقت الراهن، لا يوجد مؤشر على التهدئة، خاصة مع إصرار ماسك على أن لديه "ما هو أكثر ليقوله". وفي حال قرر فعلًا كشف ملفات مرتبطة بإبستين أو إنفاق الحكومة، فقد تتحول هذه الأزمة إلى فضيحة من العيار الثقيل تهدد عرش الرئيس.
ما بدأ كتحالف استثنائي بين رجل السياسة القوي ورجل التكنولوجيا الطموح، انتهى إلى صراع مفتوح يحمل أبعادًا سياسية، اقتصادية، وأخلاقية. ومع أن كلًا من ترامب وماسك يملك قاعدته الصلبة، إلا أن التصعيد الأخير قد يغير معادلات القوة في واشنطن ويدفع الناخب الأمريكي إلى التساؤل من يصدق ومن يخفي الحقيقة؟
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 23 دقائق
- مصرس
قاضٍ أمريكي يصدر أمرًا بوقف ترحيل عائلة المصري محمد صبري سليمان
أصدر قاضٍ أمريكي، أمس الأربعاء، أمرًا بمنع ترحيل زوجة و5 أطفال للمواطن المصري محمد صبري سليمان المتهم بمحاولة القتل بعد هجومه، الأحد، على مسيرة مؤيدة للرهائن الإسرائيليين في غزة، شهدتها منطقة بولدر، بولاية كولورادو، حيث ألقى زجاجات حارقة (قنابل مولوتوف) على المشاركين في المسيرة. ووافق قاضي المحكمة الجزئية، جوردون جالاجر، على طلب عائلة سليمان بوقف إجراءات ترحيل زوجته والأطفال، الذين احتجزهم مسؤولو الهجرة، الثلاثاء، وفقا لوكالة أنباء«أسوشيتد برس».ولم تُوجَّه أي اتهامات لأفراد العائلة في الهجوم، ويواجه سليمان تهمًا فيدرالية بارتكاب جرائم كراهية، وتهمًا من الولاية بالشروع في القتل خلال الهجوم.وكان البيت الأبيض أعلن، في وقت سابق عبر منصة «إكس» (تويتر سابقا)، أن عائلة سليمان «تواجه ترحيلًا عاجلًا من الولايات المتحدة».وأضاف: «ألقي القبض على زوجة والأطفال الخمسة لمحمد سليمان، المقيم غير الشرعي، المشتبه به في هجوم إلقاء القنابل الحارقة المعادي للسامية على يهود أمريكيين، وهم الآن محتجزون لدى إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية لترحيلهم العاجل، وقد يتم ترحيلهم الليلة (بالتوقيت المحلي)».وكانت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم قالت عبر «إكس»: «نُحقق في مدى علم العائلة بهذا الهجوم المروع، وما إذا كانوا على علم به أو ما إذا كانوا قد قدموا الدعم له».


فيتو
منذ 28 دقائق
- فيتو
حملة "تطهير" وشيكة على حلفاء ماسك في الإدارة الأمريكية بعد خلافه مع ترامب
أفادت صحيفة فاينانشال تايمز بأن حلفاء الملياردير إيلون ماسك في المناصب الحكومية الأمريكية قد يتعرضون لحملة تطهير بسبب نزاعه مع الرئيس دونالد ترامب. حلفاء ماسك وجاء في مقالة الصحيفة: "يبدو أن الإقالة المفاجئة لجاريد إيزاكمان وهو من حلفاء ماسك، وكان تم ترشيحه سابقًا لقيادة ناسا، كانت مجرد بداية لعملية تطهير متوقعة". ووفق الصحيفة، يحوم خطر "التطهير" حاليًّا فوق رؤوس رئيس العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي ديفيد ساكس، والمستشار في الشؤون السياسية سريرام كريشنان، ومايكل جرايمز المصرفي السابق لدى ماسك في Morgan Stanley والذي يشغل الآن منصب مسؤول في وزارة التجارة. وفي وقت سابق، أكد الرئيس الأمريكي عبر شبكة التواصل الاجتماعي Truth Social، أنه سيستبدل ترشيح الملياردير جاريد إيزاكمان، الحليف المقرب من ماسك، لمنصب رئيس ناسا. وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام أمريكية نقلًا عن مصادر أن ترامب ينوي سحب ترشيح إيزاكمان بسبب تبرعاته لشخصيات ديمقراطية بارزة. مشادة كلامية علنية بين ماسك وترامب ويوم الخميس الماضي، نشبت مشادة كلامية علنية بين ماسك وترامب بسبب مشروع الميزانية الذي اقترحه الرئيس الأمريكي، والذي وصفه ماسك يوم الثلاثاء بأنه "قذارة مقززة". كما دعا ماسك يوم الأربعاء إلى "قتل مشروع القانون"، ورد ترامب بأنه يشعر بخيبة أمل من ماسك لأنه "فعل الكثير من أجله". وبعد ذلك، اعتبر ماسك أن ترامب أصبح رئيسا بفضله وبات يسيطر على مجلسي الكونجرس. وقد انخفض سعر سهم تيسلا، المملوكة لإيلون ماسك، بنسبة 14% في تداولات الخميس بعد خلافه مع الرئيس ترامب. وارتفع السهم بنحو 5% عند افتتاح تداولات الجمعة، معوضًا ثلث الانخفاض. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


خبر صح
منذ ساعة واحدة
- خبر صح
عميل استخبارات أمريكي يكشف أسراراً لبرلين بسبب خيبة أمله من ترامب
كشفت وسائل الإعلام الألمانية عن حادثة تجسس غير مسبوقة، حيث حاول أحد موظفي وكالة استخبارات الدفاع الأميركية تمرير معلومات سرية إلى جهاز المخابرات الاتحادي الألماني، مدفوعًا بإحباطه من سياسات إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. عميل استخبارات أمريكي يكشف أسراراً لبرلين بسبب خيبة أمله من ترامب مواضيع مشابهة: تهديد مباشر لماكرون من سياسي إسرائيلي: الصفعة التالية ستكون مدمرة البداية برسالة مشفّرة وفقًا لتحقيق مشترك أجرته شبكات 'NDR' و'WDR' وصحيفة 'زود دويتشه تسايتونغ'، بدأ التواصل بين الموظف الأمريكي وجهاز الاستخبارات الألماني في أوائل مارس الماضي، عبر رسالة بريد إلكتروني مجهولة المصدر، حيث عرض فيها تمرير معلومات شديدة الحساسية. مواضيع مشابهة: ملفات إبستين تعود للواجهة واتهامات لماسك لترامب بالتورط وكشف الأسرار ألمانيا تبلغ واشنطن فوراً بعد تلقي الرسالة مباشرة، قام جهاز المخابرات الألماني بإبلاغ السلطات الأمريكية، مما يؤكد التزام برلين بالتحالف الأمني مع واشنطن، وأكدت متحدثة باسم الجهاز الألماني لوكالة الأنباء (د.ب.أ) أن 'الجهاز لا يعلق على قضايا استخباراتية، وهو ما لا يعني بالضرورة صحة أو عدم صحة المعلومات المتداولة'. في 30 مايو الماضي، ألقت السلطات الأميركية القبض على الموظف، ويدعى ناثان فيلاس إل، في ولاية فيرجينيا، ووجهت له تهمة محاولة التجسس. وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، كان المتهم لديه حق الوصول إلى معلومات مصنفة بـ'بالغة السرية'، وعرض تقديمها لـ'حكومة أجنبية صديقة'، لم يُكشف عن هويتها في البيان الرسمي. الدافع: معارضة ترامب في تطور لافت، أوضح ناثان فيلاس إل في رسالته الإلكترونية أن سبب قراره الخطير كان 'عدم الاتفاق مع القيم التي تمثلها إدارة ترامب'، مما يعكس تصدعًا داخليًا داخل أجهزة الأمن الأميركية نتيجة التوترات السياسية في البلاد خلال فترة رئاسة ترامب. تداعيات محتملة وتكتم رسمي حتى الآن، تلتزم السلطات الألمانية والأمريكية بالصمت إزاء التفاصيل الدقيقة للتحقيق، في حين يتوقع مراقبون أن تفتح هذه الحادثة بابًا جديدًا للنقاش حول الولاء داخل المؤسسات الأمنية، وأثر الانقسامات السياسية الأمريكية على منظومة الاستخبارات الوطنية.