logo
بعمر 113 سنة.. حلاقة يابانية تدخل موسوعة غينيس

بعمر 113 سنة.. حلاقة يابانية تدخل موسوعة غينيس

متابعة– واع
ترجمة: أميد حسين
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
سجلت اليابانية هاكويشي شيتسوي، البالغة من العمر 113 سنة رقمًا قياسيًا في موسوعة غينيس كأكبر حلاقة نسائية عاملة في العالم.
ووفقًا لتقرير بثته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (NHK) وترجمته وكالة الأنباء العراقية (واع)، فقد حصلت هاكويشي، التي تعمل في محافظة توتشيغي، على هذا اللقب الفريد.
وتحدثت هاكويشي في حفل تكريمها وتسليم الشهادة، بحضور جيرانها وزبائنها، عن مسيرتها الطويلة والمصاعب التي واجهتها منذ الصغر، قائلة: يأتي الناس من أماكن بعيدة لرؤيتي، لذلك أرغب في مواصلة عملي لأطول فترة ممكنة".
وبعد كلمتها، تسلمت شهادة غينيس للأرقام القياسية رسميًا.
وُلدت هاكويشي عام 1912 في منطقة ناكاغاوا بمحافظة توتشيغي، وبدأت مسيرتها المهنية متدربة في صالون تجميل في طوكيو عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها.
وفي عام 1936، حصلت على رخصة الحلاقة، وافتتحت مع زوجها صالونًا خاصًا، إلا أنه تعرض للدمار خلال الحرب العالمية الثانية.
وبعد وفاة زوجها خلال الحرب، عادت هاكويشي إلى مسقط رأسها، حيث أنشأت صالونًا صغيرًا داخل منزلها، إلى جانب تربية طفليها.
ووفقًا لوكالة الأنباء اليابانية الرسمية كيودو، فقد شاركت هاكويشي في حمل الشعلة الأولمبية خلال دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية طوكيو 2020.
ورغم تقدمها في العمر، لا تزال هاكويشي تمارس مهنتها، وإن كانت تستقبل عددًا محدودًا من الزبائن بسبب آلام في ركبتيها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كانييه ويست يثير موجة من الغضب بأغنية تمجد "هتلر"
كانييه ويست يثير موجة من الغضب بأغنية تمجد "هتلر"

شفق نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • شفق نيوز

كانييه ويست يثير موجة من الغضب بأغنية تمجد "هتلر"

شفق نيوز/ أثار مغني الراب الأمريكي كانييه ويست، عاصفة من الغضب والاستنكار بعد نشره أغنية جديدة بعنوان "هيل هتلر" تضمّنت إشادات مباشرة بالزعيم النازي أدولف هتلر. وقد أثار توقيت إطلاق الأغنية، الذي تزامن مع ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية، موجة انتقادات واسعة في الأوساط الفنية والسياسية. ورغم أن كبرى المنصات مثل "يوتيوب"، و"سبوتيفاي"، و"آبل ميوزيك" سارعت إلى حذف الأغنية استناداً إلى سياسات محاربة خطاب الكراهية، فإن المقطع المصور الذي نشره ويست على منصة "إكس" حصد قرابة 10 ملايين مشاهدة في غضون أيام. ويظهر في الفيديو المصاحب للأغنية مجموعة من الأمريكيين من أصول إفريقية يرتدون جلوداً ويرددون العبارة المثيرة للجدل، قبل أن تُختتم الأغنية بتسجيل صوتي لهتلر نفسه. وفي بيان أوردته شبكة "إن بي سي نيوز"، أكد موقع "يوتيوب" أنه قام بحذف الأغنية وسيواصل إزالة أي نسخ جديدة منها يتم تحميلها على المنصة، بينما أعلن موقع "ريديت" موقفاً مماثلاً مؤكداً أن "معاداة السامية وخطاب الكراهية لا مكان لهما على الإطلاق". ولم تكن هذه الحادثة الأولى التي يثير فيها ويست عاصفة مماثلة، فقد سبق له أن أطلق تصريحات علنية مؤيدة للنازية، من بينها قوله "أنا أحب هتلر"، إضافة إلى نشره رموزاً نازية مثل الصليب المعقوف المدموج بنجمة داوود، ما أدى إلى تعليق حسابه سابقاً على "تويتر" قبل أن يُعاد تفعيله تحت إدارة إيلون ماسك. ويتّهم ماسك، الذي استحوذ على المنصة وأعاد تسميتها إلى "إكس"، بالتساهل مع خطاب الكراهية وتمكين الأصوات المتطرفة بدعوى الدفاع عن "حرية التعبير"، لا سيما مع دعمه العلني لدونالد ترامب في الحملة الرئاسية الأمريكية الأخيرة وتمويله لها بمئات ملايين الدولارات. ويست الذي يعاني وفق تصريحاته من اضطراب ثنائي القطب، سبق أن خسر العديد من شراكاته التجارية بسبب مواقفه، بينها شركة "أديداس" و"شوبيفاي" التي أغلقت متجر علامته التجارية "ييزي" بعد عرضه منتجات عليها رموز نازية.

"الصليب الملتوي": الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهوال ألمانيا النازية
"الصليب الملتوي": الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهوال ألمانيا النازية

شفق نيوز

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

"الصليب الملتوي": الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهوال ألمانيا النازية

بعد ثمانين عاماً من يوم النصر في أوروبا وانتهاء الحرب العالمية الثانية بغزو الحلفاء لألمانيا، وسيطرة الاتحاد السوفييتي على برلين، والاستسلام غير المشروط من قبل ألمانيا في 8 مايو أيار عام 1945، لا يزال الاهتمام بما حدث قوياً. ازداد الطلب على حكايات أوروبا في زمن الحرب حينها وبشكل ملحوظ منذ نشر رواية أنتوني دوير الشعرية "كل النور الذي لا نستطيع رؤيته"، الحائزة على جائزة بوليتزر عام 2015، والتي حُوّلت لاحقاً إلى مسلسل على شبكة نتفليكس. كما وصلت قصص الحب والمعارك وفك الشفرات والمقاومة ومعسكرات الاعتقال، إلى قوائم الكتب الأكثر مبيعاً حول العالم. وبينما استقى العديد من الروائيين في هذا النوع الأدبي الفرعي ببراعة من وثائق ورسائل وروايات شهود عيان تعود إلى ثمانية عقود، فمن غير المرجح أن يشهد العالم في هذا الوقت الحالي، عملاً روائياً جديداً مستوحى من تجربة شخصية من تلك الحقبة. هذا أحد أسباب كون رواية "الصليب الملتوي" Crooked Cross، التي أعادت دار بيرسيفوني للنشر إصدارها ربيع هذا العام. واستلهمت الكاتبة، سيلفيا "سالي" كارسون، وهي شابة إنجليزية، من زياراتها لأصدقائها في بافاريا في أوائل الثلاثينيات، الكثير لكتابة رواية عن بزوغ فجر الاستبداد النازي في بلدة ألمانية صغيرة. أثبتت رواية كارسون بصيرتها الثاقبة بشأن الأهوال القادمة، ومع ذلك، بعد وفاتها المبكرة عام 1941، طواها النسيان. وقال الروائي الأمريكي الشهير إي. إل. دكتورو، مؤلف روايات "راغتايم" و"بيلي باثجيت" وغيرها من الأعمال الروائية التي تدور أحداثها في الماضي: "سيخبرك المؤرّخ بما حدث، بينما يستطيع الروائي أن يخبرك بما شعرت به". ويتمثل إنجاز كارسون في تجسيد عائلة كلوغر، المقيمة قرب الجبال جنوب ميونيخ، والتي شهدت على مدار ستة أشهر - من ليلة عيد الميلاد عام 1932 إلى ليلة منتصف الصيف عام 1933 - تحطيم حياتها. رواية "الصليب الملتوي" - يُشير عنوانها إلى "سافاستيكا"، أي رمز الصليب المعقوف الذي تبناه النازيون. ونُشرت الرواية عام 1934، بعد عام من الأحداث. ولاقت الرواية إشادات واسعة، وحوّلت كارسون روايتها إلى مسرحية عُرضت لأول مرة في مسرح برمنغهام ريبيرتوري عام 1935، ثم نُقلت إلى ويست إند بلندن بعد عامين. وأثبتت الرواية بصيرة كارسون الثاقبة بشأن الأهوال القادمة، ومع ذلك، وبعد وفاتها المبكرة عام 1941 بسبب سرطان الثدي، طواها النسيان. لكن قرار دار بيرسيفوني للنشر بإعادة إصدار رواية كارسون الآن، كان قراراً حكيماً ومرحباً به. تبدأ أحداث القصة عندما يجتمع هانز وروزا كلوغر، وأطفالهما الثلاثة البالغين - ابنتهما ليكسا، وابناهما هلمي وإريك - لقضاء عطلة عيد الميلاد. كانت الحياة صعبة في ألمانيا خلال فترة الكساد الكبير. خُفِّض راتب السيد كلوغر، الذي كان يعمل في مكتب البريد، وابنه البكر هلمي عاطل عن العمل، ووظيفة إريك الموسمية كمدرب تزلج تتطلب منه تلبية رغبات النساء الثريات. لكن عيد الميلاد هو "وقتٌ لتحقيق السعادة الشخصية، واستكمال الدائرة السحرية لعائلتهما"، كما كتبت كارسون. كما يشارك خطيب ليكسا الوسيم والناجح، الجراح الشاب موريتز فايسمان، في جميع الاحتفالات. وبينما يتولى هلمي وليكسا تزيين شجرة عيد الميلاد – إذ كانا دائماً قريبيْن من بعضهما - تصف الرواية المشهد الاحتفالي بدقة، يخدع المشهد القارئ ليُصدق، رغم تلميحات التهديد، أن لا شيء يُمكن أن يُحطم هذه العائلة المُخلصة، المُحترمة، والمُحبة. بعد شهر، وفي يناير/ كانون الثاني 1933، عُيّن هتلر مستشاراً، وبدأ عهد ماخترغرايفونغ، كما يُطلق عليه الألمان، وهو توطيد النازية للسلطة. وفي غضون أيام، يُكافأ هلمي على ولائه المُبكر للنازيين، ووعودهم بإعادة ازدهار الأمة، بوظيفة سكرتير الحزب المحلي، وفي المقابل يُطرد موريتز، وهو من أب يهودي، من عيادة ميونيخ التي يعمل بها. مقارنات معاصرة وشخصية تُظهر كارسون تعاطفاً مع جميع شخصياتها، إلى جانب بصيرة حادة في نقاط ضعفهم. مع ذلك، يقع هلمي، الرجل الحساس وصاحب الضمير الحي، في شراك "أيديولوجية الشر". ويُحاول إقناع أخته بأنه في الواقع الجديد، يجب عليها فسخ خطوبتها وعدم رؤية موريتز مرة أخرى. تقاوم ليكسا، متمسكة بأمل أن يُطرد هتلر من الحكومة في برلين البعيدة. لكن بدلاً من ذلك، ومع اخضرار مروج الجبال في الربيع، يزداد عالم العائلة ظلمةً. إذ يترك إريك وظيفته المتواضعة للانضمام إلى مرتدي القمصان البنية، ويتجول في المدينة مرتدياً زيه وحذائه العسكري - يشعر الوالدان كلوغر بفخرٍ شديد، على الرغم من أن السيد كلوغر، المحارب القديم في الحرب العالمية الأولى، لا يزال حذراً من الانخراط بصراع دموي آخر. ويحضر هلمي المثالي تجمعاً للنازيين ويشعر بالذهول. تكتب كارسون: "لم يكن يتخيل ولم يكن لديه أي فكرة عن الدمار الذي سيسببه تحرير تلك القوة التي كان ينادي بها الآن بصوتٍ أجشّ مثل الآخرين. كان هتلر بالنسبة لهم بمثابة مُخلّص رائع، "إله". ارتسمت أذرعهم في نفس الإشارة - كانت غابة من الأذرع البنية الممتدة بأصابع تشير إلى الإله الصغير ذي الشارب الشبيه بفرشاة الأسنان. "هايل هتلر!" موريتز، المُجرّد من عمله ودخله، والمُحظور حتى من استعارة الكتب من المكتبة العامة، يُصاب باليأس. ليكسا تريد قضاء أمسية جميلة، فتقنعه بأخذها إلى حفلة رقص. على المسرح المزدحم، وبينما كانا يؤديان رقصة الـ"فوكستروت" أو "رقص الصالة"، اصطدم الاثنان بالصدفة بثنائي آخر. التفت موريتز ليعتذر. "اللعنة عليك أيها اليهودي القذر! ابتعد عن الطريق"، صرخ الرجل الآخر. روت كارسون لصحيفة برادفورد أوبزرفر كيف سمعت هذه الكلمات تُلقى على الرجل اليهودي الذي رافقها في قاعة رقص أثناء عطلتها في بافاريا. وفي ليلة منتصف الصيف، عندما يتفاقم الوضع في ألمانيا، تختار ليكسا حبها لموريتز على كل الولاءات الأخرى، وتكون النتائج مدمرة. (لن أروي المزيد من التفاصيل كي لا أفسد القصة لك). الرواية تُظهر كيف يُمكن لأمة مُتحضرة أن تقع في قبضة الاستبداد. في حديثها لبرنامج "توداي" الإخباري على إذاعة بي بي سي، استشهدت فرانشيسكا بومان، المؤرخة ومديرة تحرير دار نشر بيرسيفوني، بمراجعة نُشرت في صحيفة أكتون غازيت وقت نشر الكتاب. وقالت "رواية الصليب الملتوي أكثر صدقاً من التقارير المُرسلة عبر التلغراف، إنها أكثر عدلاً من الدعاية، وأكثر إثارةً للاهتمام". ماذا ستفعل لو بدأ أحباؤك بتبني أفكار تكرهها؟ لم يرغب جميع معاصري كارسون في سماع التحذير المُضمن في رواية "الصليب الملتوي". عندما انتقلت مسرحيتها إلى مسرح لندن عام 1937، انتقدها البعض في بريطانيا باعتبارها مُعادية لألمانيا، وأصرّ مكتب اللورد تشامبرلين على إزالة كل تحية "هايل هتلر" من العرض. كان جزء كبير من المؤسسة البريطانية آنذاك يأمل في "التعايش السلمي" مع النظام المُتعطش للحرب في برلين. قد يسارع بعض القراء إلى استخلاص أوجه تشابه معاصرة، لا سيما مع صعود الشعبوية اليمينية حول العالم، وميل الشباب إلى الانجذاب للحركات المتطرفة، عندما يشعرون - كما شعر الملايين في ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي - بالضياع أو السخط أو انعدام الهدف. لكن القضية الحقيقية التي تطرحها رواية الصليب الملتوي هي قضية شخصية وتتساءل: ماذا ستفعل لو بدأ أحباؤك بتبني أفكار تكرهها؟ والآن، وبعد أن عادت قصة عائلة كلوغر المأساوية إلى الواجهة، أثبتت أنها تستحق مكانةً دائمةً في أدب الحرب العالمية الثانية.

من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة "الإلغاء" وحقّ الجمهور بالمحاسبة
من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة "الإلغاء" وحقّ الجمهور بالمحاسبة

شفق نيوز

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة "الإلغاء" وحقّ الجمهور بالمحاسبة

تشهد نقابة الفنانين السوريين في الآونة الأخيرة صراعاً محتدماً يعكس عمق الانقسامات السياسية في البلاد. فقد أصدرت النقابة، قبل يومين، بياناً موقّعاً باسم النقيب مازن الناطور، أعلن فيه إلغاء قرار عزله من منصبه، وذلك بعد ساعات قليلة من تسريب قرار العزل إلى وسائل إعلام سورية، وكان موقّعاً من نائب النقيب، الفنان نور مهنا. وقد برّر مهنا قرار العزل باتهام الناطور بـ"الاستئثار والتفرّد في اتخاذ القرار، وتهميش المجلس المركزي، ومخالفة القانون الناظم لعمل النقابة". وتأتي هذه التطوّرات بعد أسابيع قليلة من تصدّر نقابة الفنانين السوريين عناوين الأخبار، عقب منح النقيب عضوية النقابة "بمرتبة الشرف" لكلٍ من: المغنية السورية أصالة نصري، والمؤلف الموسيقي مالك جندلي، والمغني التراثي أحمد القسيم، والمغني اللبناني فضل شاكر. لكن القرار الأكثر إثارة للجدل جاء قبل نحو ثلاثة أسابيع، حين أعلن الناطور فصل الفنانة سلاف فواخرجي من النقابة، استناداً إلى "النظام 40، الفقرة 58" من النظام الداخلي للنقابة، والذي يُجيز شطب قيد أي عضو "يسيء إلى سمعة الجمهورية العربية السورية أو ينافي الآداب العامة". وقد أثار القرار موجة واسعة من الجدل، أعادت إلى الواجهة نقاشات قديمة حول العلاقة بين الفن والسياسة، وحدود حرّية التعبير، و"ثقافة الإلغاء" التي تشهد اهتماماً متزايداً حول العالم في السنوات الأخيرة. وفي مقابلة صحفية، قال الناطور إن قرار فصل فواخرجي "جاء في ضوء تصريحاتها التي تمجّد فاعلي الجرائم الأسدية في وقتٍ لا تزال فيه جراح السوريين مفتوحة"، مضيفاً: "الآن، بعد الإعلان الدستوري الجديد الذي يُجرّم من يمجّد الجرائم الأسدية أو ينكرها أو يمجّد فاعليها، خصوصاً أننا لا نزال نعيش مآسي الجرائم الأسدية، ولم يمضِ قرنان على ما فعله الأسد في سوريا، أن يأتي عضو في نقابة الفنانين له تأثير على جمهوره ويطعن بآلام السوريين، ويمجّد ويمنح صفة الشرف للقاتل، فهذا يتنافى حتى مع أبسط القيم الإنسانية والنقابية والوطنية". وكانت فواخرجي قد وصفت، في مقابلةٍ أجرتها في فبراير/ شباط الماضي، الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بـ"الشريف"، مشيرةً إلى أنها لا تزال ترى فيه هذه الصفة "إلى أن يتبيّن العكس". وفي تصريحات أخرى لها خلال شهر رمضان الماضي، كرّرت فواخرجي وصف الأسد بـ"الإنسان المحترم"، وقالت إن النظام السوري كان بمثابة "صمام الأمان" للبلاد طوال فترة حكمه. فنّانون في "قفص الاتهام" لا يقتصر الجدل الذي أثاره قرار فصل فواخرجي من النقابة على السياق السوري وحده. إذ يعيد إلى الواجهة نقاشاً عالمياً أوسع حول العلاقة المعقّدة بين الفنّ ومواقف صاحبه، ومدى إمكانية أو مشروعية فصل العمل الفنّي عن سلوكيات صاحبه ومواقفه الشخصيّة. وعبر التاريخ، اتخذ العديد من الفنانين البارزين مواقف إشكالية ومثيرة للانقسام، سواء كانت سياسية أو أخلاقية، وتعرّضوا على إثرها لدعوات للمقاطعة أو لإعادة النظر في إرثهم، لا سيما خلال العقود الأخيرة. ولعلّ أشهر مثال على الإطلاق في هذا السياق هو الموسيقي الألماني ريشارد فاغنر. وقد رُوِّج لفاغنر خلال الحقبة النازية على أنه من الملحّنين المفضّلين لدى أدولف هتلر. ومنذ ذلك الحين، ارتبطت صورة فاغنر التاريخية بهذه الصفة، ولا يزال الجدل قائماً حول مدى تأثير أعماله الفنّية وكتاباته، لا سيما مقاله "اليهودية في الموسيقى"، في تشكيل أيديولوجيا ألمانيا النازية. كذلك الأمر بالنسبة للشاعر الأمريكي عزرا باوند الذي أيّد الفاشية وبثّ خطابات معادية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية، ما أدّى إلى اعتقاله بتهمة الخيانة وإيداعه في مصحّة عقلية، لكنه لا يزال يُدرَّس في أقسام الأدب، وإن ضمن سياقات نقدية صارمة. بدوره، واجه الفنان الإسباني بابلو بيكاسو اتهامات بسلوكيات مسيئة تجاه النساء، ودعت بعض التيارات النسوية إلى كسر الهالة المحيطة به وبأعماله. وفي وقتٍ أقرب، أدّت اتهامات بالاعتداءات الجنسية إلى الإطاحة بالمخرج البولندي رومان بولانسكي وبالممثل كيفن سبايسي من مشاريع فنّية كبرى، فيما لا تزال أعمال الفنان الأمريكي مايكل جاكسون الغنائية موضع انقسام بين من يحتفل بها ومن يدعو إلى مقاطعتها لا سيما بعد عرض الفيلم الوثائقي "ليفينغ نيفرلاند" عام 2019 الذي أعاد إلى الواجهة اتهام جاكسون بالاعتداء الجنسي على أطفال. كذلك، تسببت آراء الكاتبة البريطانية ج. ك. رولينغ والتي اعتُبرت معادية للعابرين والعابرات جنسياً، في انقسام جمهور سلسلة هاري بوتر، إحدى مؤلفاتها، بين من يرى فيها خطاب كراهية ومن يدافع عن حقها في التعبير. "إلغاء" الفنانين: بين المحاسبة والرقابة يستند أنصار إلغاء الفنانين بشكلٍ أساسي إلى فكرة أن الشهرة تمنح أصحابها سلطة رمزية وتأثيراً واسعاً على الرأي العام، وبالتالي لا يمكن التعامل مع آرائهم أو سلوكياتهم على أنها "شخصية" أو "معزولة عن الفن". بالنسبة إليهم، استمرار دعم الفنانين الذين يروّجون لخطابات عنيفة - سواء كانت عنصرية أو تبريرية للجرائم أو معادية للنساء أو العابرين جنسياً - يعدّ تطبيعاً مع هذا الخطاب، بل ومشاركة غير مباشرة في الأذى. كما يرون أن استهلاك أعمال هؤلاء الفنانين يدعمهم مادياً وثقافياً، ويرسل رسالة صامتة مفادها أن الإبداع يمنح صاحبه أو صاحبته إعفاءً من المساءلة. من هنا، يُطرح الإلغاء كنوع من التضامن مع الضحايا، وكتحرك مجتمعي يفرض نوعاً من العدالة الرمزية. في المقابل، يحذّر المدافعون عن فصل الفن عن الفنان من أن ثقافة الإلغاء قد تتحوّل إلى أداة رقابة وقمع، تحكم على الناس بمعايير أخلاقية متغيّرة وتضيّق هامش التعبير. ويشير هؤلاء إلى أن العديد من الفنانين الذين يُعدّون رموزاً اليوم كانت لديهم مواقف إشكالية بمعايير الحاضر، فهل يعني ذلك محو إرثهم بالكامل؟ إضافة إلى ذلك، يرى هذا التيار أن الإبداع فعل إنساني معقّد، وأن مطالبة الفنانين بالكمال الأخلاقي هو أمرٌ في غاية الصعوبة. نظرية "موت المؤلّف" خلال القرن الماضي مع تنامي إشكالية فصل الفنّ عن الفنّان، وإشكالية إن كان ذلك ممكناً، برزت نظريات عدّة سعت إلى تقديم حلول لما بدا في أحيان كثيرة أشبه بمعضلة. أهم هذه النظريات، نظرية "النقد الجديد" ونظرية المفكر الفرنسي وعالم السيميائيات رولان بارت عن "موت المؤلف". النظرية الأولى أطلقها بدايةً الشاعر الأميركي تي. أس. إليوت حين كتب أنه على القراء كي يقيّموا القصيدة التي بين أيديهم، ألا ينظروا إلى آثار حياة المؤلف، ولا إلى ما يمكن أن يكون قد قصده المؤلف، لكن عوضاً عن ذلك التعامل مع القصيدة كمرجع لذاتها منفصل عن العالم. لكن نظرية "موت المؤلف" تظلّ الأكثر شهرةً في هذا المجال، حين أعلن بارت عام 1967 أن الكاتب لا يخلق نصّاً، بل القارئ هو من يفعل ذلك. ويرفض بارت تضمين أي حكم نقدي لعمل فني بُعداً أخلاقياً يصل إلى مؤلف العمل نفسه، لأن برأيه لا يجب أن يكون النقد مهتماً بالمؤلف بل بالعمل فقط. ويرى أن صورة الأدب في الثقافة المعاصرة متمركزة بشكل "استبدادي" على المؤلف، شخصه، وتاريخه، ومذاقه، وشغفه، والنقد لا يزال يعتمد في أغلب الأحيان على القول مثلاً "إن عمل بودلير الأدبي هو نتيجة فشل بودلير الرجل، وعمل فان غوغ هو نتيجة جنونه، وعمل تشايكوفسكي هو نتيجة سيئاته؛ تفسير العمل دائماً يعتمد على الشخص الذي أنتجه". يقول بارت: "في كل مرة، نهتم فيها بنيّات المؤلف وحالته النفسية، نعود إلى المؤلف - الإله. نعطي المؤلف قوة تأويلية (على ما نفكر به نحن) وقوة مؤسساتية (على كيف يمكنه أن يتعامل مع الناس من دون عواقب)". ويضيف: "لنقل إن المخرج يخرج فيلماً. ما أن يسرد الموقف وصولاً لنهاياته اللازمة (...) يصبح (المخرج) خارجاً عن أي وظيفة إلا عن التمثيل القوي للرمز. يحدث هذا الفصل، يفقد الصوت مصدره، يدخل المؤلف موته، وتبدأ الكتابة". الفنّ ليس "بريئاً" على عكس هذه المقاربات التي تدعو إلى فصل العمل الفني عن حياة صانعه، نجد وجهات نظر أخرى تعتبر أن هذا الفصل يُستخدم في كثير من الأحيان لتبرئة الفنّ من مضامينه السلطوية أو حتى العنفيّة. ويعتبر هذا التوجه أن من غير الممكن تقييم العمل الفني بمعزل عن السياق الاجتماعي والسياسي الذي أُنتج فيه، ولا عن المنظومات التي يعكسها أو يعيد إنتاجها، سواء كانت استعمارية أو أبوية أو عنصرية. على سبيل المثال، ناقدات نسويات مثل البريطانية لورا مولفي التي ابتكرت مفهوم "النظرة الذكورية" في الفنّ، رأين علاقة عضوية بين الفنّ والفنّان. فقد رأت مولفي في مقالها الشهير "اللذة البصرية وسينما السرد" (1975)، أن السينما الكلاسيكية، وخصوصاً الهوليوودية مبنية على تمثيل المرأة كجسد يُنظر إليه ويُشتهى، لا كذات فاعلة. فهي "صورة"، فيما الرجل هو "صاحب النظرة" وفاعلها. ومعظم هذه الأعمال إن لم تكن كلّها، من صناعة رجال. ويُظهر تحليل مولفي لبنية النظرة في السينما أن المشكلة لا تقتصر على حياة الفنان الشخصية أو مواقفه، بل تمتد إلى داخل العمل نفسه. أي أن الأيديولوجيا الذكورية لا تأتي فقط من سلوك المخرج أو الكاتب خارج الفيلم، بل تتسرّب إلى اللغة البصرية، وإلى كيفية بناء السرد وتوزيع الأدوار والسلطة داخل الحكاية. بهذا المعنى، يصبح من الصعب فصل الفن عن الفنان، ليس فقط لأن الفنان قد يكون شخصاً مسيئاً، بل لأن رؤيته للعالم التي قد تكون قائمة على تمييز ما، تتجسّد في العمل الفني نفسه. ويوضح هذا المثال جوهر التوجه النقدي الذي نجده على نطاق واسع في النقد النسوي ونقد ما بعد الاستعمار. ويرى هذا التوجه أنه لا يمكننا التعامل مع الفن ككائن مستقل ومتعالٍ عن سياقه. لأنه، في كثير من الأحيان، ينتج ويعيد إنتاج البنى ذاتها التي تديم التمييز والعنف الرمزي. من هنا، لا تكون المطالبة بإلغاء فنان مسيء موقفاً رقابياً أو أخلاقوياً فحسب، بل أداة تحليلية في مشروع أوسع لتفكيك البُنى السلطوية التي ينطوي عليها هذا الفنّ، والتي بدورها تُنتجه وتُكرّسه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store