بسمان والملك فيصل وبينهما بنك الأمة...صورة توثق تطور عمّان بعد الاستقلال
خالد سامح
إلى العام 1956 يعود ذلك المشهد من وسط عمّان، وبحسب ما هو موثق مع الصورة من مصدرها-وهو أجنبي على الأغلب- فإن المبنى الظاهر في الواجهه يعود لـ»بنك الأمة»، إلا أن البحث عن تاريخ ذلك البنك في الأردن، أو تفاصيل عن مؤسسيه وأفرعه وأهميته كمؤسسة مالية لم تقدنا إلى أية معلومة موثقة، لكن من المعروف أن مصرفاً ضخماً كان في فلسطين حينها باسم «بنك الأمة العربي»، ولربما كان لذلك البنك الظاهر في الصورة فرعاً له في عمّان، لا سيما وأن الضفة الغربية كانت حينها جزءا من الأردن بموجب قرار الوحدة الاندماجية وضم ضفتي نهر الأردن في دولة واحدة الصادر في 12 حزيران من العام 1950، وفي العام 1943 تولى السياسي الفلسطيني-الأردني أحمد حلمي عبد الباقي رئاسة مجلس البنك، وكان قبل ذلك قد أسس مع عبد الحميد شومان البنك العربي، أما في الأردن فقد كان عبد الباقي وزيراً للمالية في ثلاث حكومات وهي : حكومة علي رضا الركابي عام 1922، وحكومة مظهر رسلان الثانية عام 1923 وحكومة حسن خالد أبو الهدى الأولى عام 1923.
في الستينيات من القرن الماضي -وبحسب ما يظهر في الأرشيف الفوتوغرافي للمنطقة - أضيف طابق ثالث للمبنى، واعتلاه إعلان تجاري كبير لساعات رولكس الشهيرة، والذي ما زال يميزه حتى الآن، وافتتح فيه فرع للبنك العقاري المصري، الذي يعرف الآن بـ» البنك العقاري المصري العربي»، وهو من أقدم البنوك في العالم، تأسس عام 1880 واشترك في تأسيسه موسى قطاوي وروفائيل سوارس وروبير رولو، وقد كان رأسمال البنك عند تأسيسه 40 مليون فرنك فرنسي.
شهد المبنى خلال السنوات القليلة الماضية الكثير من التحولات، وافتُتح فيه مقاه للأرجيلة؛ ما أفقد الكثير من بريقه وأهميته كأحد الشواهد على تطورات العاصمة عمّان في مرحلة ما بعد الاستقلال عام 1946، وهو ليس استثناءً في ذلك، فالكثير من العمارات في تلك المنطقة العريقة، إما أنه أغلق وهجر بالكامل، أو تم تشويهه وتغيير معالمه لتحتله مطاعم وجبات سريعة ومقاهي شبابية. معلمان آخران يبرزان في الصورة، الأول هو شارع بسمان، والثاني هو شارع الملك فيصل، بسمان هو الواصل بين ما كان يعرف بـ»ساحة البريد» والمسجد الحسيني الكبير، ويقع بموازاة شارع الملك فيصل بارتفاع أعلى منه بقليل وهو قريب على جبل عمان لاسيما منطقة شارع الرينبو وشارع خرفان، لا يتجاوز طول شارع بسمان حوالي نصف كيلو متر، وهو ضيق لايتسع لأكثر من سيارة، حيث شق الشارع في فترة كان عدد السيارات في العاصمة قليلا للغاية وذلك في ثلاثينيات القرن الماضي.
بنيت على جوانب شارع بسمان المحال التجارية والفنادق الصغيرة وافتُتحت فيه مدرسة حكمت عيسى جانخط سنة 1931 وهي من أوائل المدارس الخاصة في تاريخ المملكة، وكان شارع بسمان مشهوراً بالعديد من النشاطات الفنية السينمائية التي كانت تقام فيه، حيث كان شارعا يحتضن قديماً دار سينما رغدان ودار سينما بسمان الفخمتين، واشتهر بأفخر متاجر الأحذية الايطالية في عمّان لسنوات طويلة، ومنذ تسعينيات القرن الماضي أغلقت معظم تلك المحال أبوابها وتحول الشارع لأكبر تجمع لمحال الأدوات الكهربائية وسط المدينة.
أما شارع الملك فيصل، فقد سمي بهذا الاسم تخليداً لذكرى الملك فيصل الأول مؤسس الدولة العراقية الحديثة، كان يسمى الشارع في الأصل شارع البلدية عام 1909، حيث كان فيه أول مبنى لبلدية عمان، وأصبح أحد الشوارع الرئيسية في المدينة، وخاصة بعد أن أصبحت عاصمة إمارة شرق الأردن عام 1921. في فترة الإمارة كانت توجد فيه أبرز الفنادق ودور السينما والمقاهي والمطاعم في المدينة.
في بدايات الخمسينيات من القرن العشرين، أصبح الشارع من الأسواق التجارية المهمة، حيث انتشرت فيه: المباني ذات الطوابق المتعددة، والفنادق، والبنوك، وأسواق الذهب، ومكاتب سيارات الأجرة وسيارات نقل الناس إلى القدس ودمشق وبيروت، ودار للسينما ومحلات تجارية راقية وكبيرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Amman Xchange
منذ 3 أيام
- Amman Xchange
الدولار يواصل التراجع أمام العملات الرئيسية
واصل الدولار الأميركي انخفاضه لليوم الثاني على التوالي، أمام سلة من العملات الرئيسية، وسط ضغوط متزايدة في أسواق الصرف العالمية. وبحسب وكالة بلومبيرغ للأخبار الاقتصادية، سجل الدولار تراجعا بنسبة 0.55 بالمئة ليصل إلى 143.715 ين، كما انخفض بنسبة 0.67 بالمئة إلى 0.8222 فرنك سويسري. وارتفع اليورو بنسبة 0.42 بالمئة ليبلغ 1.1332 دولار، بينما صعد الجنيه الاسترليني بنسبة 0.3 بالمئة ليسجل 1.34315 دولار. أما مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسية، فانخفض بنسبة 0.38 بالمئة إلى 99.59، مواصلا تراجعه الذي بلغ 1.3 بالمئة خلال اليومين الماضيين. --(بترا)


الوكيل
منذ 3 أيام
- الوكيل
الدولار يواصل التراجع أمام العملات الرئيسية
الوكيل الإخباري- واصل الدولار الأميركي انخفاضه لليوم الثاني على التوالي، أمام سلة من العملات الرئيسية، وسط ضغوط متزايدة في أسواق الصرف العالمية. اضافة اعلان وبحسب وكالة بلومبيرغ للأخبار الاقتصادية، سجل الدولار تراجعا بنسبة 0.55 بالمئة ليصل إلى 143.715 ين، كما انخفض بنسبة 0.67 بالمئة إلى 0.8222 فرنك سويسري. وارتفع اليورو بنسبة 0.42 بالمئة ليبلغ 1.1332 دولار، بينما صعد الجنيه الاسترليني بنسبة 0.3 بالمئة ليسجل 1.34315 دولار.

عمون
منذ 3 أيام
- عمون
الدولار يواصل التراجع أمام العملات الرئيسية
عمون - واصل الدولار الأميركي انخفاضه لليوم الثاني على التوالي، أمام سلة من العملات الرئيسية، وسط ضغوط متزايدة في أسواق الصرف العالمية. وبحسب وكالة بلومبيرغ للأخبار الاقتصادية، سجل الدولار تراجعا بنسبة 0.55 بالمئة ليصل إلى 143.715 ين، كما انخفض بنسبة 0.67 بالمئة إلى 0.8222 فرنك سويسري. وارتفع اليورو بنسبة 0.42 بالمئة ليبلغ 1.1332 دولار، بينما صعد الجنيه الاسترليني بنسبة 0.3 بالمئة ليسجل 1.34315 دولار. أما مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسية، فانخفض بنسبة 0.38 بالمئة إلى 99.59، مواصلا تراجعه الذي بلغ 1.3 بالمئة خلال اليومين الماضيين.