logo
المهندس عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : 'أبو حسن' .. مندوب الملك الذي 'فتح الأبواب' وطبّبَ الجراح

المهندس عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : 'أبو حسن' .. مندوب الملك الذي 'فتح الأبواب' وطبّبَ الجراح

صراحة نيوز١٩-٠٤-٢٠٢٥

صراحة نيوز ـ هو ظاهرة أردنية، كثر شاكروها، وقلّ، بل انعدم منتقدوها.
يوسف حسن العيسوي، أبو حسن، كما يحب أن يسميه الأردنيون، إبن المؤسسة العسكرية، حيث الانضباط، وحيث الولاء والانتماء دون انتظار الثمن سوى 'قوة الوطن'.
عسكري، تربى في الجيش، 'مدرسة الشرف'، بين رفاق السلاح، فكان الوطن والعرش عنوانه الأول بعد الله، فشعار القوات المسلحة الذي آمن به، وحمله على طول سِني عمره، الله الوطن الملك.
إلى الديوان الملكي، حيث ذاك العرين الذي يسكنه القائد الذي آمن دائماً بالولاء إليه، انتقل أبو حسن، وهو يحمل ذاك الإيمان في قلبه وعقله، فحمل أمانة الملك بعقيدة الجندي، وصان بيت الهاشميين بأمانة الأردني النشمي، وجَسّر العلاقة بين القائد والناس بأحلام المواطن العادي، فهو يعلم بأن مهمته الأولى أن يشعر كل مواطن بأنه قريب من الملك، ففتح أبواب بيت الأردنيين لكل مواطن أراد أن يدخله، وأن يتحسس تاريخ 'وطن' حين يلامس تلك الجدران التي حملت ذكريات 'بلد' منذ بدايات التأسيس وكأنه يسمع صوت رجالات الوطن الكبار ويقرأ الأحرف والسطور التي صاغت القرارات المصيرية التي اتُّخِذت بين جنباتها، فحملت عبق ذاك التاريخ العظيم للحلم الكبير بـ 'أردنِ' قوي كريم.
ليس هذا فحسب، بل أن أبو حسن، انطلق ليكون مندوب الملك إلى كل بيت أردني، فشارك الأردنيين أفراحهم وأحزانهم باسم الملك وولي عهده الأمين، فكان بلسماً على كل جرح، وفرحاً في كل قلب، وبسمةً على كل وجه، فتلك رسالة ملكية يحملها أبو حسن إلى كل الناس ليؤكد لهم بأن الملك معكم وبينكم، يفرح لفرحكم، ويحزن لحزنكم، ولطالما تركت تلك الكلمات في نفوس الناس الأثر الطيب، حملها رجل طيب من طينتهم، ومن أرضهم ومن بين جنودهم.
على الجانب الإنساني، كان التركيز الكبير لرئيس الديوان الملكي بأمر مباشر من جلالة الملك، فَهَمُّ الناس وقوتهم ورزقهم وسكنهم، هو الأهم الذي أمر جلالة الملك رئيس ديوانه، أن يؤدّي أمانته بكل أمانة، فكان أبو حسن على رأس المبادرات الملكية، وصال البلاد طولاً وعرضاً، بحثاً عن كل صاحب حاجة، وعن كل أردني لا يقي عائلته 'سقفاً'، فوصلت المكارم الملكية بالسكن الآمن الكريم، إلى كل بقاع الوطن، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، فلم يكلّ أبو حسن،أو يملّ، وهو يطوف أرض الوطن شبراً شبراً لينفذ أمر الملك، فتجده في كل يوم، حتى في أيام الجمعة، يستقبل الوفود، يستمع إلى مطالبهم، وينقل إلى سيدنا هَمَّ كل أردني، ولا يغمض له جفن قبل أن يؤدي الأمانة التي كلفه بها 'سيدنا'، بأن تنام كل أسرة أردنية قريرة العين، وآمنة.
لطالما عُرِفَ موظفو القصور على مر التاريخ، وعبر كل العصور، بأنهم 'حُجّاب'، لكن أبا حسن، غَيّر ذاك المفهوم، فهو ليس 'حاجباً'، بل هو من يفتح الأبواب، وهذا تاريخ سيُكتب بحروف من ذهب إذ قلّما تجد أردنياً لم يدخل القصر والديوان الملكي، وقلّما تجد أردنياً لم يصل طلبه إلى جلالة الملك، وقلّما تجد أردنياً لا يشعر بأنه قريب من الملك وكأنه شعر بوجوده في منزله وفي حارته وفي شارعه، وفي مدينته وفي قريته وفي مخيمه، وهذا إن كان، فإنه كان على يدي رجل أدى الأمانة لـ 'سيدنا' وللناس، بكل إخلاص.
هذه كلمات أحسب أنها لم ولن، تفِ أبا حسن حقه، لكنني أتمنى أن أكون، ولو على أقل تقدير، قد أنصفت الرجل ولو ببعضٍ مما يستحق، فهو رجل دخل القلوب من أوسع أبوابها، وأحسب أن التاريخ سيذكره دائماُ، مع الأردنيين الشرفاء في هذا الوقت من عمر الوطن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حزب المحافظين بمناسبة الاستقلال: متطلبات السيادة الوطنيّة خط أحمر
حزب المحافظين بمناسبة الاستقلال: متطلبات السيادة الوطنيّة خط أحمر

عمون

timeمنذ 36 دقائق

  • عمون

حزب المحافظين بمناسبة الاستقلال: متطلبات السيادة الوطنيّة خط أحمر

عمون - أصدر حزب المحافظين الأردني "تحت التأسيس"، بيانا بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعي:ن ينتهز حزب المحافظين الأردني "تحت التأسيس" حلول الذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال الوطن من صلف الانتداب والتبعيّة الأجنبيّة، والذي كان ثمرة تضحيات ونضالات الآباء والأجداد من أبناء الوطن وقيادتهم الهاشميّة الممتدة من عبدالله المؤسس إلى عبدالله المعزز في مسيرة ممتدة وناجزة في توأمة خالدة بين الأردنيين والهاشميين. إنَّ مضامين الاستقلال تقتضي من كل القوى السياسية والاجتماعية احترام مضامين الدستور، وقواعد سيادة القانون، ورصّ الصفوف لمواجهة قوى الاستهداف والتآمر بأدواته الخارجيّة والداخلية على حدٍ سواء، ونبذ عوامل التفرقة والاستقواء، وتكريس استحقاقات الكرامة والرفض الوطني لكل مؤآمرات التَّهجير والتَّوطين، ودعوات الوطن البديل. إنَّ حزب المحافظين الأردني يعتبر متطلبات السيادة الوطنيّة خط أحمر دونه الرِّقاب، وإن التزام القوى السياسيّة بالعمل السياسي ضمن أحكام الدستور هو واجب حد الشَّرف، وأن المرجعيات الخارجيّة للقوى والأفراد هي خيانة ليس بعدها خيانة تقتضي من أجهزة إنفاذ القانون اجتثاها – إن وجدت – فوراً ودون إبطاء. ولعل الاستقلال فرصة لتوجيه التحيّة المُكللة بالفخر والاعتزاز إلى شهدائنا الأبطال وقواتنا المسلحة – الجيش العربي – حماة الثغور، وإلى أجهزتنا الأمنيّة العين الساهرة على أمن الوطن، وإلى البناة الأوائل الذين حملوا معركة البناء الوطني منذ التأسيس على أكتافهم الشَّريفة بقيادة آل البيت الأطهار. حفظ الله الوطن حراً عزيزاً مهاباً، وقيادتنا الحكيمة وشعبنا الأصيل من كل سوء.

شقيقة الشيخ سلطان هايل الدحيم بني خالد في ذمة الله
شقيقة الشيخ سلطان هايل الدحيم بني خالد في ذمة الله

سرايا الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سرايا الإخبارية

شقيقة الشيخ سلطان هايل الدحيم بني خالد في ذمة الله

سرايا - تتقدم أسرة موقع سرايا الإخباري ممثلة برئيسها التنفيذي الأستاذ هاشم الخالدي بأحر مشاعر العزاء والمواساة إلى آل الدحيم وآل الشرفات الكرام بوفاة المغفور لها بإذن الله تعالى مشاعل هايل الدحيم بني خالد (أم نواف) زوجة خالد باير الشرفات و شقيقة الشيخ سلطان هايل الدحيم بني خالد في ذمة الله التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى صباح هذا اليوم بعد صراع مع المرض. وسيُصلى على جثمانها الطاهر في مسجد الصحابة – حي الحسين، شارع فراس، ويوارى جثمانها الثرى في مقبرة المفرق (الدوريات)، بالقرب من الإشارة الضوئية. تُقبل التعازي في منزل زوجها – المفرق، شارع الثلاثين، بالقرب من مدرسة الأميرة عالية الجديدة. نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

الاستقلال نقيض الاستغلال
الاستقلال نقيض الاستغلال

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

الاستقلال نقيض الاستغلال

ليس جميع اللغات ولا اللهجات كلها، قادرة على إدراك المعاني والدلالات بالقدر الوافي الكافي. من فضل الله علينا في مشرقنا العظيم، أن العائلة الآرامية كما «القرمية» منها تفرعت الأصول وانبثقت الغصون، ففاضت ثمار الخير والبركة وغمرت الجميع، بمن فيهم أولئك المستشرقون ومن أراهم «مستغربين» لا استغرابا بل اغترابا روحيا، قبل أن يكون فكريا وحسيا. الاستقلال في لغتنا الجميلة نقيض الاستغلال وهي أشد وطأة من التبعية وأفدح أثرا، إلى جانب معاني كثيرة. تعلّق أفئدة الأجداد وتثبثهم بالأرض، سبق فكرة قيام الدولة، وكذلك التعبير عن العزة والقوة والثروة بكل أشكالها. الوطن في سر أسرارنا الجينية الثقافية، أسرة. والعائلة التي تعرّف بعلم الاجتماع والدراسات السكانية بالأسرة النووية، والعشيرة المعروفة بالأسرة الممتدة، إنما هي حجر الزاوية وقطب الرحى. الأسرة والعشيرة قبل الأرض عندما كانت لدى بعض الحضارات مرتبطة بمسقط الرأس في مهد، أو مرقد الجسد في لحد. وما كانت الأسرة والعشيرة إلا سيدة الأرض وسادتها، عندما كانت تعني أكثر من مجرد الأمن من الجوع والأمان من الخوف في توفيرها المطعم والمشرب والحصن والملاذ والمرعى. كانت الديرة تعرف بحيثما تكون الأسرة والعشيرة. الدار هي أصل الديرة لا تبنيها ولا تحميها سوى المحبة والكرامة، والفطنة واليقظة. كنا وما زلنا نباهي الدنيا بأننا شعب يعرف الملك شخصيا، ويعرف إلى جانبيه ومن أمامه وخلفه الأمراء والشرفاء وقادة الجند الغر الميامين والمسؤولين المؤتمنين على رعاية الرعية وكل من لاذ بالأردن واحتمى في أكنافه واستظل في أفيائه. كان الاستقلال قبل أن يكون يوما وعيدا كان ثورة. ثورة أحرار. ثورة عربية كبرى فيها للكردي والشركسي والشيشاني والأرمني ما لأعرق قبائل العرب الأقحاح. ثورة نحيى ذكراها الشهر المقبل في العاشر من حزيران. ثورة لو أخلص إليها الأخ والشقيق والجار والقريب لما نكبنا ولا انتكسنا لا في الثمانية وأربعين ولا السابعة والستين ولا ما فاق كارثيتهما ذلك الطوفان الذي نسبته إيران ومحورها إلى الأقصى. الاستقلال نقيض الاستغلال في مستويات عدة، أهمها أسماها، ألا وهو علاقة الناس برب الناس. لا كهنوت ولا انفرادا ولا تفردا ولا تجبّرا، بالتالي لا تحكّم باسم الثورة أو الاستقلال في رقاب الناس وأرزاقهم ومعتقداتهم وآرائهم وأهوائهم، هم أحرار دائما وأبدا، وعليه سار أحرار العرب في هدي وركاب القيادة الهاشمية. من دمشق قالها ملك الأحرار فيصل بلسان مبين: «أنا عربيّ قبل عيسى وموسى ومحمد». ما اختلف قول فيصل في سوريا عن فعل فيصل في العراق، فصارت «الفيصلية» رمزا تعنى «أن الدين لله والوطن للجميع».. هي أولى الأولويات أن تتمم الثورة وينجز الاستقلال ذلك التجسيد العملي الحي المستدام للضرب بيد من حديد كل من تجرّأ على الدين، أي دين، وزعم أنه الممثل الشرعي والوحيد له! تشكيل أحزاب أو جمعيات أو شلل على أسس دينية يمس في أسس الاستقلال ومعاني المدنية والسلمية والمواطنة الحقة. في تتمة الأسبوع المكرس لعيدنا عيد الاستقلال التاسع والسبعين للأردن المفدى حديث بعون الله عن معاني جديرة بالاحتفال في الجوهر والمظهر. الأردن كله يحيى هذه الأيام أيام عز وفرح لا ينغص عليها شيء ولا كائن. شكرا لصحفنا ومواقعنا وشاشات الوطن الأردنية التي قسمت شاشاتها إلى مربعات لكل منها اسم مدينة أردنية، تكتمل معها صور الأردنيين داخل الوطن الحبيب، علها تشمل في المقبل من الأيام والمناسبات المجيدة مربعات لا جزر يحيا في أردنيو المهجر، وما هاجر الأردن العظيم من قلوبهم أبدا.. شهادات إخوتنا الأوفياء في حبهم للأردن من مقيمين في المملكة أو مضيفين للمغتربين الأردنيين في الدول العربية الشقيقة خاصة في الخليج العربي، كان لها وقع خاص في زمن جحود القلة القليلة ممن لا يمثلون إلا أنفسهم. لكن العيد عيد الأردنيين، وأولى الناس بالحديث عن الاستقلال هم من صنعوا وصانوا الإنجاز الوطني الذي يعزز الاستقلال ويحارب الاستغلال بأي شكل كان. أولئك وحدهم المساءلون أمام الله والأبناء والأحفاد على أردن المئوية الثانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store