«برطمانات قانوبية مع سدادة برأس بشرية».. حاويات الأسرار الخالدة
تعد البرطمانات القانوبية أحد أهم الأدوات المستخدمة في طقوس التحنيط المصرية القديمة، حيث لعبت دورًا محوريًا في حفظ أحشاء الموتى استعدادًا للحياة الآخرة.
تطورت هذه البرطمانات عبر العصور، واتخذت أشكالًا متنوعة، من الأغطية المستديرة البسيطة إلى السدادات المنحوتة على هيئة رؤوس بشرية، والتي ظهرت لأول مرة خلال الفترة المتوسطة الأولى.كانت هذه الرؤوس البشرية تمثل أبناء حورس، وهم الحراس الإلهيون للأعضاء الداخلية، من خلال دراسة هذه البرطمانات، نستطيع استكشاف أوجه متعددة من المعتقدات الدينية، والفنون الجنائزية، والتطورات الفنية التي شهدتها الحضارة المصرية القديمة.يهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على اثنين من هذه البرطمانات القانوبية ذات السدادات البشرية، التي تعود إلى الأسرة الثانية عشرة في المملكة الوسطى، والتي تم العثور عليها في دهشور، داخل مجمع هرم سنوسرت الثالث.سنستعرض في هذا التقرير الأهمية الدينية لهذه البرطمانات، تطورها التاريخي، المواد المستخدمة في صناعتها، وعلاقتها بعقيدة البعث والخلود لدى المصريين القدماء.1- أصل البرطمانات القانوبية وتطورها عبر العصوربدأ استخدام البرطمانات القانوبية في مصر القديمة منذ المملكة القديمة، وكان تصميمها الأولي بسيطًا، يتمثل في جرار ذات سدادات مستديرة، مع تطور تقنيات التحنيط والممارسات الدينية، بدأ الفنانون المصريون بإضافة عناصر رمزية أكثر تعقيدًا، مثل السدادات المنحوتة على هيئة رؤوس بشرية.في عهد الأسرة التاسعة عشرة، تغيرت الأشكال البشرية إلى رؤوس حيوانية تمثل أبناء حورس الأربعة، لكل منهم وظيفة محددة في حماية الأعضاء الداخلية للمتوفى.2- الدور الديني والتشريحي للبرطمانات القانوبيةكان المصريون القدماء يؤمنون بأن الحفاظ على الجسد بعد الموت ضروري للانتقال إلى الحياة الآخرة، خلال عملية التحنيط، كان يتم استخراج الأعضاء الداخلية ووضعها في البرطمانات القانوبية، حيث كان لكل منها دور محدد:إمستي (برأس بشري) لحماية الكبد.حابي (برأس قرد) لحماية الرئتين.دواموتف (برأس ابن آوى) لحماية المعدة.قبح سنوف (برأس صقر) لحماية الأمعاء.3- تصميم البرطمانات القانوبية في المملكة الوسطىفي المملكة الوسطى، وخاصة في عهد الأسرة الثانية عشرة، شهدت البرطمانات القانوبية تحسينات كبيرة في التصميم والنحت، كانت تُصنع عادةً من مواد فاخرة مثل الألباستر (المرمر المصري)، وهو حجر أبيض شفاف يتميز بملمسه الناعم وسهولة نحته. وكان يتم زخرفتها بأسماء المتوفى ونصوص جنائزية لضمان حمايته في العالم الآخر.4- برطمانا سنوسرت الثالث: دراسة تحليليةتم اكتشاف برطمانين قانوبيين يعودان لعهد سنوسرت الثالث في مجمع هرمه في دهشور، وهما مصنوعان من المرمر ومزينان بكتابات هيروغليفية دقيقة. تتميز سداداتهما بشكل بشري يعكس ملامح متقنة، ما يدل على مهارة فائقة في النحت.تعد هذه القطع نموذجًا مثاليًا للفن الجنائزي في المملكة الوسطى، حيث كانت الدقة في التصوير والتنفيذ تعكس مكانة المتوفى وأهميته الدينية.5- الفن والرمزية في البرطمانات القانوبيةعكست البرطمانات القانوبية فلسفة المصريين القدماء حول الموت والخلود، حيث رُبطت بالسحر والطقوس الدينية التي تهدف إلى إعادة إحياء المتوفى في العالم الآخر.اقرا ايضا لربات البيوت.. حيل ذكية لفتح البرطمانات العنيدةكان الشكل البشري للسدادات يرمز إلى الدور الإلهي لأبناء حورس في حماية الأعضاء، وكان لكل نقش محفور على سطح البرطمان وظيفة روحانية تهدف إلى استدعاء القوة الإلهية للحماية.6- التقنيات المستخدمة في نحت البرطماناتكان الحرفيون المصريون القدماء يستخدمون أدوات دقيقة مثل الأزاميل الحجرية والمثاقب النحاسية لنحت المرمر، مما ساعد في تشكيل هذه البرطمانات بشكل دقيق ومتقن، وكان يتم صقل السطح ليصبح ناعمًا، ثم تضاف الزخارف والنقوش بتقنيات الحفر العميق أو البارز.7- موقع الاكتشاف وأهميته الأثريةتم اكتشاف البرطمانين في دهشور، ضمن مجمع هرم سنوسرت الثالث، الذي يُعد أحد أهم المواقع الأثرية في مصر، يشير وجود هذه البرطمانات في الموقع إلى ارتباطها بمقابر ملكية، مما يعزز فهمنا لطقوس الدفن الملكية في المملكة الوسطى.8- إرث البرطمانات القانوبية في الحضارة المصريةتعد البرطمانات القانوبية جزءًا أساسيًا من تطور الفن والطقوس الجنائزية في مصر القديمة، حيث تعكس مفهوم الخلود وعقيدة البعث عند المصريين، وبفضل اكتشافات مثل برطماني سنوسرت الثالث، تزداد معرفتنا حول تفاصيل التحنيط ومعتقدات ما بعد الموت، مما يمنحنا نظرة أعمق على هذه الحضارة العريقة التي استمرت في التأثير على العالم حتى يومنا هذا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المصري اليوم
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- المصري اليوم
مصر.. على الأصل دوَّر
بدعوة كريمة من أ. د. أيمن صلاح، مدير مستشفى مصر للطيران، هذا الطبيب الإنسان، أستاذ طب العيون، الذى أحب الناس جميعًا فأحبه الناس جميعًا، والذى نهض بالمستشفى نهضة غير مسبوقة بسبب كفاءته ونزاهته، تحت رعاية وزير الطيران المدنى سامح أحمد زكى، الذى يقع فى هواه كل مَن يراه بسبب محبته وتواضعه، كان حفل الختام للمؤتمر الذى تشرف بوجود أ. د. محمد عوض تاج الدين، أ.د. أسامة عبدالحى، نقيب الأطباء، وغيرهما من أعلام الطب والصحافة. حدثتهم عن العلامة التى نضعها على روشتاتنا الطبية أو تذاكرنا الطبية قبل كتابة الدواء، هذه العلامة إنما هى عين حورس، ولها قصة. كانت المعركة بين حورس وعمه الشرير SET، ويقال إن كلمة شيطان جاءت من SET ولكن الأستاذ العقاد يرى أنها جاءت من «شاط» أى احترق، من شطن أى أخذ الجانب الآخر من الخير وهو الشر!. المهم أن ست تنكر على هيئة خنزير أسود وفقأ عين حورس، جاء تحوت، رب العلم والمعرفة، وأعاد لحورس عينه، وحين يضع الطبيب هذا الرمز، «عين حورس»، قبل كتابة الدواء، فهذا وعد من الطبيب للمريض: أعيد إليك صحتك كما عادت إلى حورس عينه. الجميل أن مصر هى أول مَن حرَّم أكل لحم الخنزير لأنه رمز للشر، أخذ العبرانيون من مصر كل شىء حتى ختان الذكور وتحريم أكل لحم الخنزير. نجد فى المسيحية أن السيد المسيح أخرج أرواحًا شريرة من مريض، خرجت منه، ودخلت فى قطيع من الخنازير، اندفعت وماتت فى النهر. جاء اليونانيون ومن بعدهم الرومان، أخذوا من مصر الكثير، ونسبوه لأنفسهم، كيمياء مثلًا من Chemistry والاثنان من كميت، أى مصر، أى التربة السوداء، فأطلق اليونانيون هذا الاسم بمعنى العلم الأسود لأنهم شاهدوا براعة المصريين فى هذا العلم العظيم، بل أخذوا كلمة مصرية قديمة، وهى «فارما كا»، أى بيت الشفاء والصفاء «الطب فى مصر القديمة- بول جليونجى- صفحة ١٠٠»، وقالوا إنها كلمة يونانية والتى جاءت منها فارماكولوجى «علم الأدوية»، فارماسى أى صيدلية، فارما سيست أى صيدلى، فارما كوكنازى، أى علم النباتات الطبية.. إلخ. لم تسلم عين حورس من هذه السرقة، أخذها الرومان، وقالوا إن هذا الرمز من كلمة لاتينية recipe أى خذ أو تناول «هذا الدواء» وإذا كان حورس رمزا للخير والصحة، نحن أيضًا لدينا Jupter جوبتر رب الصحة، ووضعوا اسمه على كوكب المشترى. جدير بالذكر أن مصر عرفت الكواكب السبعة التى كتب عنها إخوان الصفا وخلان الوفا، وقالوا إن الساعة الأولى من نهار الأحد للشمس، والاثنين للقمر، والثلاثاء لمارس، والأربعاء لعطارد، والخميس للمشترى، الجمعة للزهرة، والسبت لزحل، فكان الخميس Jude من جوبتر أى المشترى، أو Tursday أو ثور أى رب الفنون عند أمم الشمال، لم تسلم آثار مصر من أيدى اللصوص، بل أيضًا علومها وحضارتها، حتى البلهارسيا التى عرفتها مصر باسم عاع، الدودة حررت، والدواء أنتيمون، وكانت مصر تصنعه على هيئة لبوسات شرجية، جاء تيودور بلهارز وقرأ البرديات المترجمة، وقرأ عن استخدام الأنتيمون كعلاج، فجعله حقنًا فى الوريد وهو الطرطير Antimony - Tartrat. ولو كنا استخدمنا اللبوسات بدلًا من الحقن لما فتك بنا فيروس C بهذا الشكل المريع، والذى قضت عليه الدولة سنة ٢٠١٨، عالجت ٤ ملايين مريض مجانًا، انخفضت الإصابة إلى ١٪.


فيتو
٠١-٠٤-٢٠٢٥
- فيتو
حسن الخاتمة، وفاة مسن أثناء الوضوء داخل مسجد في الأقصر
لفظ رجل مسن أنفاسه الأخيرة داخل حمام مسجد العامري بأرمنت الحيط غرب محافظة الأقصر، إثر تعرضه لغيبوبة سكر مفاجئة، في ثاني أيام عيد الفطر المبارك. وفاة رجل ستيني داخل حمام مسجد بالأقصر في عيد الفطر تلقى اللواء محمد الصاوي مساعد وزير الداخلية مدير أمن الأقصر إخطارا من غرفة العمليات بمديرية الأمن يفيد بورود بلاغ للنجدة عن وفاة رجل يدعى « ع.م» 68 عاما، مقيم بناحية أرمنت الحيط، داخل حمام مسجد العامري أثناء قيامه بالوضوء استعدادا لتأدية صلاة العصر. جري نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى حورس بأرمنت التابعة لهيئة الرعاية الصحية بالأقصر، لحين العرض على مفتش الصحة للتصريح بالدفن ونقله إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة. جرى تحرير محضر بالواقعة وتم إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات بإشراف من المحامي العام لنيابات الأقصر. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


مستقبل وطن
٢٦-٠٢-٢٠٢٥
- مستقبل وطن
رئيس هيئة الرعاية الصحية يلتقي سفير التشيك لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات الرعاية الصحية
شارك الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، بالحفل الختامي لتكريم مقدمي خدمات الرعاية الصحية الفائزين بجائزة "السعودي الألماني الصحية" في نسختها الثالثة لعام 2024، والذي شهد تكريم أبرز مقدمي خدمات الرعاية الصحية المتميزة. جاء ذلك بحضور قيادات وزارة الصحة والسكان، وكبار شخصيات المجتمع الطبي، وجميع شركاء النجاح من القيادات في القطاع الصحي المصري الحكومي والخاص والأهلي. وثمَّن الدكتور أحمد السبكي خلال كلمته الدعوة الكريمة من مجموعة مستشفيات السعودي الألماني للمشاركة في الاحتفالية، موجهًا شكره وتقديره للمهندس صبحي البترجي، رئيس مجلس إدارة المجموعة، والدكتور خالد البترجي، نائب رئيس مجلس إدارة المجموعة، والدكتور محمد حبلص، المدير الإقليمي لمستشفيات السعودي الألماني، وكل قيادات وأعضاء إدارة المجموعة، ولجنة تحكيم جائزة السعودي الألماني الصحية في نسخته الثالثة وكافة المشاركين في الاحتفالية. وأكد رئيس هيئة الرعاية الصحية أن الهيئة شاركت في الجائزة بـ 22 مشروعًا مبتكرًا من خلال منشآتها الصحية، مشيرًا إلى أن جائزة "السعودي الألماني الصحية" تجسد التعاون الوثيق بين مختلف مؤسسات الدولة المصرية، سواء في القطاع الحكومي أو الجامعي أو الخاص أو الأهلي، وتعزز التنافسية في تقديم الخدمات الطبية، وتدعم التكنولوجيا والابتكار، وترتقي بجودة الخدمات الصحية، كما تساهم في رفع كفاءة وقدرات الكوادر الطبية. وحصدت هيئة الرعاية الصحية جائزتين مرموقتين ضمن الفئات المتميزة في القطاع الطبي، حيث فاز فريق الاستدامة والتحول الأخضر برئاسة الهيئة بـ"المركز الثاني" في الجائزة التقديرية للمشروعات الكبرى لقطاع المستشفيات عن مشروع "الاستدامة وكفاءة الطاقة: الطريق نحو التحول الأخضر" وتسلم الجائزة الدكتور أمير التلواني المدير التنفيذي للهيئة والدكتورة نيرمين عاشور، المشرف العام على الاستدامة والتحول الأخضر بالهيئة ، وفريق عمل المشروع. فيما حصد مستشفى حورس التخصصي التابع لهيئة الرعاية الصحية بالأقصر على المستوى البرونزي لأفضل مشروع في تحقيق فاعلية التكلفة، عن مشروع "تقليل تكاليف التخلص من النفايات الطبية الخطرة: نموذج عملي لمنهجية كايزن في تحسين الجودة"، وتسلم الجائزة، الدكتور أمجد عبدالعزيز، مدير مستشفى حورس التخصصي وفريق عمل المشروع. وقال رئيس هيئة الرعاية الصحية: أن المشاركة في الجائزة تعكس تكامل الجهود بين مختلف القطاعات العاملة في مجال الرعاية الصحية بمصر، لافتًا إلى أن وجود مؤسسات من جميع القطاعات في المنافسة يعد برهانًا واضحًا على العمل المشترك لبناء نظام صحي قوي ومستدام يلبي تطلعات المصريين. وفي ختام كلمته، أشاد الدكتور أحمد السبكي بالدور المجتمعي الفاعل للقطاع الخاص في دعم الخدمات الصحية، مؤكدًا أن تأثيره يمتد إلى التنمية المستدامة، كما اقترح استحداث جائزة سادسة ضمن جوائز "السعودي الألماني الصحية" مخصصة للاستدامة والتحول الأخضر، نظرًا لأهميتها على المستويين القومي والدولي في تعزيز جودة وكفاءة المنظومة الصحية. وفي ختام الحفل، وضمن إطار الاحتفاء بالقيادات المؤثرة في تطوير القطاع الصحي، كرّمت مجموعة مستشفيات السعودي الألماني الدكتور أحمد السبكي تقديرًا لدوره الريادي في تطوير منظومة الرعاية الصحية في مصر، كما تم تكريم الدكتور هاني راشد، نائب رئيس هيئة الرعاية الصحية، لجهوده البارزة كعضو لجنة تحكيم جائزة "السعودي الألماني الصحية" في نسختها الثالثة.