logo
بعد وقف المساعدات.. هل يدفع اليمنيون ثمن حرب واشنطن على الحوثيين؟

بعد وقف المساعدات.. هل يدفع اليمنيون ثمن حرب واشنطن على الحوثيين؟

الأمناء ١٨-٠٤-٢٠٢٥

الخارجية الأمريكية : إيقاف تمويلنا لليمن وأفغانستان لمخاوفنا بأنه "يُفيد الجماعات الإرهابية الحوثية وطالبان"
الدبعي: تعليق المساعدات الغذائية الأمريكية يكشف خلل آليات توزيع الدعم الإنساني الدولي وليس وجود تهديد أمني
بلفقيه : لتقليل أضرار وقف المساعدات الأمريكية هناك جهود للتحالف العربي والمنظمات الإقليمية لتعويض هذا النقص
وقف المساعدات الخارجية يهدد نحو 20 مليون يمنيّ يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة
في وقت تتواصل فيه ضرباتها الجوية على مواقع منذ شهر، تبدو الولايات المتحدة ماضية في أخذ اليمنيين بجريرة الميليشيا، ومعاقبتهم جميعًا باستمرار وقف مساعداتها، عن أفقر البلدان العربية، الذي يعاني أزمة إنسانية هي الأسوأ عالميًا، وفقًا للأمم المتحدة.
وإلى جانب أفغانستان، استثنت واشنطن اليمن من تراجعها الأخير عن قرار خفض مساعداتها الغذائية الطارئة، التي عادت للعديد من دول العالم عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ما يهدد نحو 20 مليون يمنيّ، يعتمدون على المساعدات الخارجية، للبقاء على قيد الحياة.
ووفقًا للخارجية الأمريكية، فإن إيقاف تمويلها المخصص لليمن وأفغانستان، يستند إلى مخاوف موثوقة وطويلة الأمد تشير إلى أنه "يُفيد الجماعات الإرهابية، بما في ذلك الحوثيون وطالبان".
وبدلًا من إيجاد آلية منسّقة لترتيب مسار مساعداتها الإنسانية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، قررت الولايات المتحدة إيقاف تمويلات البرامج الإغاثية عن جميع اليمنيين، سواء الواقعين تحت قبضة الحوثيين، أم القاطنين في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.
انتقال المنظمات :
ويقول مستشار وزارة الإدارة المحلية لشؤون الإغاثة، الدكتور جمال بلفقيه، إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تأتي كثالث أكبر جهة دولية مانحة لليمن؛ إذ تقدم دعمًا سنويًا بمعدل 750 مليون دولار، موزعة على خطة الاستجابة الأممية ودعم المشاريع التنموية.
وذكر بلفقيه في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن توقف هذه المنح "سيؤثر بلا شك على تفاقم الأزمة الإنسانية التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين، نتيجة منعهم وصول المساعدات السابقة إلى مستحقيها، واستمرار انتهاكاتهم ضد موظفي المنظمات الأممية والوكالات الإغاثية الدولية".
وأعرب عن أسفه لهذا القرار الذي قال إنه "يأتي متزامنًا مع خفض المساعدات الأممية، واستمرار الضربات الأمريكية التي قد تدفع الكثير من الأسر للنزوح، فضلًا عن الضحايا والخسائر الكبيرة التي تحدثها السيول والأمطار سنويًا، ونحن مقبلون على موسم الأمطار".
وأكد أن "ثمّة خللا يعتري العمل الإغاثي والإنساني، لأن معظم المنظمات والمؤسسات الدولية، تعمل من مناطق الحوثيين، ولا تزال ترفض الانتقال إلى مناطق الحكومة الشرعية رغم ما تبديه من استعداد لتذليل الصعوبات أمام العمل الإنساني، والتزامها بإيصال المساعدات إلى مستحقيها على كافة الأراضي اليمنية، وهذا يحول دون استمرار الدعم الأمريكي، لا سيما بعد تصنيفهم الحوثيين جماعة إرهابية أجنبية".
تقليل الأضرار :
وفيما يتعلق بالبدائل الممكنة لتقليل الأضرار المتوقعة، أشار بلفقيه إلى أن اليمن يعتمد على جهود التحالف العربي والمنظمات الإقليمية في تعويض هذا النقص، "والأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والجمعية الكويتية، يبذلون جهودًا كبيرة لسدّ الثغرات، سواء المتعلقة بالأمن الغذائي أم قطاع الصحة أو المجالات الإغاثية الأخرى".
وأضاف أن العمل الإنساني يجب أن ينظم، ويمكن ذلك من خلال انتقال المنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن، ونقل الأموال إلى البنك المركزي اليمني، والاستفادة من الممرات البرّية والبحرية لإيصال المساعدات واعتماد منظمات المجتمع المدني لإيصالها إلى جميع أنحاء البلاد، وفق آلية لا مركزية.
وقال بلفقيه، إن الحكومة تعمل حاليًا على حشد الجهود الدولية، من أجل خطة الاستجابة الإنسانية التي من المتوقع أن تكون في مايو/ أيار المقبل، لمساعدة اليمنيين على الصمود إلى أن تتم عملية ترتيب العمل الإنساني بشكل عام.
معايير صارمة :
ويرى المدافع عن حقوق الإنسان، رياض الدبعي، أن استمرار تعليق المساعدات الغذائية الأمريكية بحجّة الخشية من وقوعها في أيدي الحوثيين "يكشف عن خلل واضح في آليات توزيع الدعم الإنساني الدولي، وليس فقط عن وجود تهديد أمني".
وقال في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن الحكومة الشرعية، تسيطر على مساحة واسعة من البلاد، وتمتلك بنية مؤسسية قادرة على التنسيق مع الجهات المانحة، سواء على مستوى الوزارات أم السلطات المحلية.
وبحسب الدبعي، فإن ما يحول دون ذلك "هو التردد، وربما العجز في إعادة هيكلة البرامج الإغاثية بما يتناسب مع الواقع السياسي والإنساني"، مشيرًا إلى أن الكثير من الوكالات الدولية "ما زالت تفضل التعامل مع المنظمات العاملة في صنعاء، بما فيها تلك التي تخضع لتوجيهات الحوثيين، بحجة القدرة على الوصول، متجاهلين أن هذا الوصول يكون في الغالب مشروطًا، وتتحكم به جماعة مصنّفة إرهابية".
بدوره، يعتقد رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، أن ما يحول دون نجاح الحكومة اليمنية في إقناع شركائها الأمريكيين باستئناف المساعدات، مرتبط بآلية توزيعها؛ إذ كانت تمرّ عبر وكالات الأمم المتحدة التي يعمل معظمها في صنعاء، وفق إرادة وتوجيهات الحوثيين، وهذا ما يجعل الأمريكيين متخوفين من تجييرها لصالح الميليشيا.
وأكد نصر في حديثه لـ"إرم نيوز"، أنه ثبت ذلك فعليًا خلال الفترات السابقة، وتكرر مؤخرًا بعد استيلاء الحوثيين على مخازن برنامج الغذاء العالمي في صعدة.
وقال إن جزءًا من هذه المساعدات يوجه مباشرة للحكومة الشرعية، عبر شركات أمريكية تعمل معها في قطاعات تنموية مختلفة، أو ما يخصص لدعم قدرات البنك المركزي اليمني، وزيادة كفاءة الحكومة عبر العديد من البرامج التي كانت ناجحة فعليًا ومؤثرة، "لكن ذلك توقف الآن، رغم إدراك الولايات المتحدة بأنها لا تذهب للحوثيين".
المصدر: رويترز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي يقترح حظر طائرات الرئاسة الأجنبية
زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي يقترح حظر طائرات الرئاسة الأجنبية

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي يقترح حظر طائرات الرئاسة الأجنبية

قدم زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، اليوم الاثنين، مشروع قانون من شأنه منع استخدام أي طائرة أجنبية لتصبح الطائرة الرئاسية والمعروفة في الولايات المتحدة باسم «إير فورس وان». واقترح تشومر مشروع «قانون أمن الجسر الجوي الرئاسي» بعد أن أشارت تقارير الأسبوع الماضي إلى أن الرئيس دونالد ترمب يعتزم قبول طائرة تصل قيمتها إلى 400 مليون دولار من قطر. ترمب في حديقة البيت الأبيض في 16 مايو 2025 (أ.ف.ب) وقال خبراء قانونيون إن هذا الأمر أثار مجموعة من الأسئلة حول نطاق القوانين المتعلقة بالهدايا التي تقدمها الحكومات الأجنبية، والتي تهدف إلى مكافحة الفساد وسوء استخدام النفوذ.

استقالة رئيسة «سي بي إس نيوز» وسط تصاعد الخلاف مع ترمب
استقالة رئيسة «سي بي إس نيوز» وسط تصاعد الخلاف مع ترمب

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

استقالة رئيسة «سي بي إس نيوز» وسط تصاعد الخلاف مع ترمب

فقدت شبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية شخصية بارزة جديدة في ظل نزاعها المستمر مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وأعلنت الرئيسة التنفيذية للشبكة، ويندي ماكماهون، استقالتها يوم الاثنين، بحسب ما أفادت عدة وسائل إعلام أميركية نقلا عن مذكرة داخلية وجهت إلى الموظفين. ووصفت ماكماهون، في المذكرة، الأشهر الماضية بأنها كانت «صعبة»، وفقا لما أورده تقرير في صحيفة «واشنطن بوست». وأشارت إلى أنه بات من الواضح وجود تباين في الرؤى بينها وبين الشركة بشأن التوجه المستقبلي للمؤسسة الإعلامية. وكان بيل أوينز، المنتج التنفيذي لبرنامج «60 دقيقة» الشهير، قد غادر «سي بي إس نيوز» الشهر الماضي، بعد أن رفع ترمب دعوى قضائية بمليار دولار ضد البرنامج الإخباري. ويتهم ترمب برنامج «60 دقيقة» بالتلاعب في تحرير مقابلة مع كامالا هاريس، منافسته الديمقراطية في حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضي، ما أدى حسب زعمه إلى التأثير على مشاعر الناخبين. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن محامين يشككون في فرص نجاح هذه الدعوى، إلا أن شاري ريدستون، المساهم المسيطر في الشركة الأم لشبكة «سي بي إس نيوز»، وهي «باراماونت غلوبال»، لا تزال تسعى للتوصل إلى تسوية مع الرئيس. وقد يكون ذلك مرتبطا أيضا بخطط اندماج شركة «باراماونت» مع «سكاي دانس ميديا»، وهو اتفاق بمليارات الدولارات لا يزال بانتظار موافقة السلطات.

بريطانيا وفرنسا وكندا تهدد باجراءات ضد إسرائيل
بريطانيا وفرنسا وكندا تهدد باجراءات ضد إسرائيل

المدينة

timeمنذ 6 ساعات

  • المدينة

بريطانيا وفرنسا وكندا تهدد باجراءات ضد إسرائيل

هدد قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، أمس، باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا لم توقف حملتها العسكرية التي استأنفتها على غزة وترفع القيود المفروضة على المساعدات.وجاء في بيان مشترك للدول الثلاث نشرته الحكومة البريطانية: أن منع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان المدنيين أمر غير مقبول وينتهك القانون الإنساني الدولي.وأضاف البيان: "نعارض أي محاولة لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية... ولن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات، بما في ذلك فرض عقوبات محددة الهدف".وقال رئيس الوزراء الاسرائيليلي بنيامين نتانياهو إنه يعتزم السيطرة على كامل أراضي غزة، مع تكثيف الغارات الجوية والعملياته البرية في القطاع الفلسطيني المحاصر حيث أعلن الدفاع المدني، أمس مقتل العشرات أسوة بكل يوم. وأشار نتانياهو الى أن على اسرائيل تفادي حدوث مجاعة في القطاع المحاصر «لأسباب دبلوماسية»، وذلك غداة إعلانه السماح بدخول «كمية أساسية» من الغذاء الى القطاع بعد شهرين من إطباق الحصار على سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.وقال نتانياهو في شريط مصوّر إن «القتال شديد ونحن نحقق تقدما. سوف نسيطر على كامل مساحة القطاع ... لن نستسلم. غير أن النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له».وأتت تصريحاته غداة تأكيد الجيش أن قواته بدأت عملية برية واسعة في شمال وجنوب غزة، على الرغم من الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار وتخفيف الأزمة الانسانية التي يشهدها القطاع المدمّر جراء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 19 شهرا.وأفاد تقرير للأمم المتحدة، بأن قطاع غزة يواجه مستوى «حرجا» من خطر المجاعة فيما 22% من سكانه مهددون بالانزلاق إلى وضع «كارثي»، في ظل منع إسرائيل التام لدخول المساعدات الانسانية.وكان مكتب نتانياهو أعلن الأحد أن إسرائيل ستسمح بدخول «كمية أساسية» من الأغذية التي لن يسمح لحماس بالاستفادة منها.وأشار الى أن القرار جاء «بناء على توصية الجيش ونظرا إلى الحاجة العملياتية للسماح بتكثيف الحملة العسكرية لإلحاق الهزيمة بحماس».وقال الرئيس الاميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إن الكثيرين في غزة «يتضوّرون جوعا»، وأن بلاده تسعى إلى «معالجة» الوضع.وفي الفاتيكان، أكد البابا لاوون الرابع عشر الأحد أنه «يتألم بشكل كبير أمام ما يحدث في قطاع غزة».بدوره، ندد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير باستئناف إدخال المساعدات، معتبرا عبر منصة إكس أن نتانياهو «يرتكب خطأ جسيما من خلال هذه الخطوة... حماس يجب أن تُسحق فقط، وليس أن تمد في الوقت ذاته بالأوكسجين للبقاء على قيد الحياة».أما وزير المال بتسلئيل سموطريتش فأكد أنه لن يسمح بوصول المساعدات إلى حماس.وقال إن «ما سيدخل في الأيام المقبلة سيكون الحد الأدنى فقط: بعض المخابز التي تُعد الخبز للناس، ومطابخ مجتمعية تقدم وجبة مطبوخة يوميًا. هذا سيسمح للمدنيين بتناول الطعام، ولأصدقائنا في العالم بمواصلة توفير الحماية الدبلوماسية لنا».وكانت فرنسا، قد طالبت إسرائيل بأن يكون استئناف دخول المساعدات إلى قطاع غزة، فوريا وواسع النطاق ودون عوائق، وذلك في أعقاب إعلان تل أبيب السماح بإدخال «كمية أساسية» من الغذاء إلى القطاع، بهدف ضمان «عدم حدوث مجاعة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store