
فارجاس.. فتى الأرصفة الذي راهن عليه النصراوي
في أحد أحياء مقاطعة مندوزا، شمال الأرجنتين، كان طفلٌ صغير يتجوّل بين الأرصفة، يحمل مكنسة أكبر من جسده، يسأل السكان بهدوء: «هل يمكنني تنظيف قنوات تصريف المياة؟»، لم يكن في الأمر لعبة، بل عمل بسيط يساعد فيه أهله مقابل بيزو أو اثنين.
بضع عملات معدنية يضعها في جيبه، ثم يعود إلى البيت، وقد اختلطت في قلبه رائحة الغبار بطموح غامض.
الطفل الصغير ماتياس فارجاس، الذي سيصبح لاعبًا لفريق الفتح الأول لكرة القدم، ولقبه «مونيتو»، القرد الصغير، هكذا كان يناديه الناس، على خطى أبيه «مونّو»، اللاعب السابق، الذي أحب الكرة، وعرفها جيدًا، بما يكفي، ليحذّر ابنه منها، قائلًا: «ستعاني أكثر مما ستفرح».
ماتياس لم يُجادل، فقط خبّأ الجملة في زاوية من ذهنه، ومضى نحو الحلم.
في الثالثة عشرة، ركب القطار إلى بوينس آيرس لينضم إلى أكاديمية فيليز سارسفيلد، تاركًا خلفه عائلةً لن يراها سوى ثلاث مرات في العام.
لم يكن يملك رفاهية القرار، فقط قناعة واحدة: «أن مستقبله هناك، في العاصمة، على بعد ألف كيلومتر من حضن والدته».
الأيام الأولى كانت قاسية، لا يعرف فيها أحدًا، وتمرّ الليالي ثقيلة، والصباحات بلا ضوء، ويداهمه الحنين.
بعد عامين، انكسر، وغادر الأكاديمية عائدًا إلى مندوزا، إلى غرفته، إلى الوجوه التي يعرفها.
أعلن بصوت داخلي خافت: «ربما لم تكن هذه الحياة لي». لكنه لم يحتمل الراحة، بعد 21 يومًا فقط، اشتاق إلى الحلم، إلى الملعب، وقرر العودة مدكرًا أن مستقبله في الساحرة المستديرة.
لم يتصل بأحد، فقط وصل، واعتذر، وبدأ من جديد.
حين رآه الأرجنتيني ميجيل روسو، مدرب النصر السابق، لمس فيه شيئًا مختلفًا.
منح الصبي فرصة التدرب مع الفريق الأول، لم يكن ماتياس جاهزًا تمامًا، لكنه خاض المباراة الأولى بقميص فيليز في عمر 18 عامًا.
على مدى أربعة مواسم، صار ركيزة فيليز، خاض فيها 78 مباراة، مسجلًا 15 هدفًا، وقدم 16 تمريرة حاسمة.
بات معروفًا في الدوري الأرجنتيني، وتردّد اسمه في مجالس الأندية الكبرى، ومع أنه لم يحقق بطولة كبيرة، كانت خطواته تسير بثبات، حتى جاءه العرض الأوروبي.
انضم إلى إسبانيول في برشلونة، صيف 2019، الصفقة الأغلى في تاريخ النادي.
وفي إحدى الليالي من بدايته مع النادي الكاتالوني، لعب ضد برشلونة المباراة التي حملت له هدية لا تُقدَّر بثمن.
اقترب من ليونيل ميسي بعد صافرة النهاية، طلب قميصه. وبعد أن منحه «البرغوث» أخذه إلى المنزل، نام بجواره، ورفض غسله.
والدته طلبت أن تلمسه وتنظّفه، لكنه قال: «لا تلمسيه»، وظل القميص أشهرًا في حضنه.
إسبانيول هبط، فارجاس لم يُقنع كما أراد، عاد إلى دكة البدلاء. وبدأ البحث من جديد، هذه المرة في تركيا.
في أضنة دميرسبور وجد نفسه بين جماهير لا تتحدث لغته، لكنها تهتف باسمه، أكل الكباب، وتعلّم كلمات تركية. استعاد الثقة، وسجّل أهدافًا، وبدا كأنه عاد إلى تلك الروح، التي تخلّت عنه في كاتالونيا.
مع نهاية الموسم، كتب فصلًا جديدًا، فانضم إلى شنغهاي الصيني، قبل أن تحط رحاله مع الفتح، يناير الماضي.
لم تكن رحلة الفتح ممهدة بالورود، وصل والفريق يعاني في مراكز الهبوط والخطر، ونجح برفقة زملائه بتحويل المسار، والابتعاد قليلًا عن الخطر، مساهمًا بالفوز أمام الاتحاد، متصدر دوري روشن السعودي، الخميس.
فارجاس.. من رصيف ترابي في مندوزا إلى نخيل الأحساء، ظل متمسكًا بالحلم، ومؤمنًا بأن الكرة لا تمنحك ما تستحقه فورًا، بل تختبر صبرك أولًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى الالكترونية
منذ 38 دقائق
- صدى الالكترونية
قرار عاجل من بلان قبل مواجهة ضمك المرتقبة
قرر الفرنسي لوران بلان، المدير الفني لفريق الاتحاد، منح لاعبيه راحة لمدة يومين من التدريبات، على أن تُستأنف التحضيرات يوم السبت المقبل استعدادًا لمواجهة ضمك المرتقبة. ويستضيف الاتحاد نظيره ضمك مساء الإثنين المقبل، في ختام منافسات دوري روشن للموسم الجاري، على ملعب الإنماء بجدة. وعقب نهاية الدوري، يتجه الاتحاد لخوض نهائي كأس الملك أمام القادسية يوم الجمعة 30 مايو، في آخر مباريات الفريق الرسمية هذا الموسم. ويتصدر الاتحاد جدول الترتيب برصيد 83 نقطة، بعدما حسم لقب الدوري رسميًا، في حين يدخل ضمك اللقاء وهو في المركز الثالث عشر برصيد 35 نقطة.


الرياضية
منذ 2 ساعات
- الرياضية
فيجا يقترب من وداع الأهلي بعد 631 يوما
بعد نحو 631 يومًا من أغسطس 2023 إلى مايو 2025 قضاها الإسباني جابرييل فيجا في صفوف فريق الأهلي الأول لكرة القدم، يتجه نجم خط الوسط، البالغ من العمر 22 عامًا، إلى إسدال الستار على تجربته مع بطل آسيا للنخبة قبل انتهاء عقده بموسم كامل، حسبما أكد لـ«الرياضية» مصدر مقرب من اللاعب. وتأتي هذه الخطوة وسط تفاوض متقدم مع نادي بورتو البرتغالي، الذي يسعى إلى ضم اللاعب مقابل 17 مليون يورو، في صفقة قد تعيد فيجا إلى الملاعب الأوروبية. انتقل فيجا إلى الأهلي في صيف 2023 من سيلتا فيجو الإسباني بعد موسم لامع في الليجا سجَّل خلاله 11 هدفًا وصنع 4 في 40 مباراة. تحت قيادة المدرب الألماني ماتياس يايسله، شارك اللاعب الشاب في 64 مباراة عبر جميع المسابقات، أحرز 12 هدفًا، وصنع 10 تمريرات حاسمة، وحصد لقب دوري أبطال آسيا للنخبة مع القطب الجداوي. في دوري روشن السعودي، كان فيجا ركيزة أساسية الموسم الجاري، حيث خاض 30 مباراة، سجَّل 7 أهداف، وصنع 5 تمريرات حاسمة. تألقه في الجولات الأخيرة برز بتسجيله هدفًا أمام الشباب وصناعته آخر في فوز الأهلي 2ـ0 على التعاون، إضافة إلى مشاركته الكاملة في الفوز 4ـ1 على الخلود. في دوري أبطال آسيا للنخبة، شارك في 12 مباراة، سجَّل هدفًا وصنع آخر، على الرغم من دوره المحدود في الأدوار الإقصائية، حيث لعب بديلًا أمام بوريرام يونايتد والهلال، و16 دقيقة في النهائي أمام كاواساكي الياباني، ليسهم في التتويج القاري. كما شارك في مباراة واحدة بكأس الملك وأخرى في كأس السوبر، ليصل إجمالي مبارياته إلى 44 مباراة الموسم الجاري. خلال موسمه الأول 2023ـ2024، واجه فيجا تحديًا كبيرًا بإصابة قوية في كاحل القدم أبعدته عن 12 مباراة متتالية، لكنه استعاد عافيته في الموسم الثاني، حيث لعب بانتظام دون إصابات، مؤكدًا مرونته في مراكز الوسط، سواء كمحور ارتكاز أو لاعب متقدم هجوميًّا وتلقى خلال مشواره 10 بطاقات صفراء. وفقًا لمصدر «الرياضية»، قرَّر فيجا عدم استكمال عقده مع الأهلي، الذي ينتهي في صيف 2026، بدافع رغبته في العودة إلى أوروبا. تفاوض بورتو مع الأهلي لا يزال مستمرًا، ولم يُحسم بعد، لكن العرض المالي قد يصل إلى 17 مليون يورو. بورتو، الذي احتل المركز الثالث في الدوري البرتغالي 2025 خلف سبورتينج لشبونة وبنفيكا، يعاني من موسم مخيب، حيث ودّع الدوري الأوروبي أمام روما «3ـ4 بمجموع المباراتين» وكأس البرتغال في الدور الرابع أمام مورينينسي «1ـ2». على الرغم من ذلك، يضم بورتو، بقيادة المدرب الأرجنتيني مارتين أنسيلمي، كوكبة من النجوم مثل دييجو كوستا، حارس المنتخب البرتغالي، المهاجم الإسباني سامو أمورديون، والموهبة الشابة رودريجو مورا «10 أهداف في 32 مباراة»، إضافة إلى فابيو فييرا، المعار من أرسنال، والجناح البرازيلي بيبي. ومع مشاركة بورتو في كأس العالم للأندية يونيو المقبل ومواجهته الأهلي المصري، إنتر ميامي الأمريكي، وبالميراس البرازيلي، قد يمنح انضمام فيجا دفعة قوية للفريق.

سعورس
منذ 3 ساعات
- سعورس
الجمعة.. قمتان من أجل نهائي "البلاي أوف" في يلو
وحجزت أندية الحزم، العدالة، البكيرية والطائي المراكز المؤهلة إلى "البلاي أوف" حيث تأهلت أندية الحزم، العدالة والبكيرية بحسمها للمراكز الثالث والخامس والسادس على الترتيب، بينما تأهل الطائي "صاحب المركز السابع" إلى الملحق بدلًا من الجبلين "صاحب المركز الرابع لعدم استيفائه معايير رخصة أندية دوري روشن المحترفين. ووفقًا لنظام "البلاي أوف" سيلتقي الحزم مع الطائي، فيما سيلتقي العدالة مع البكيرية في نصف نهائي الملحق على ملعبي الناديين المذكورين أولًا، مساء الجمعة، على أن النهائي بملعب الفريق الأفضل ترتيبًا بين طرفي المباراة النهائية. * البكيرية في ضيافة العدالة يستقبل العدالة ضيفه البكيرية في نصف النهائي الأول مساء الجمعة على ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية بالأحساء. وأنهى الفريقان مشوارهما في دوري يلو في المركزين الخامس والسادس وبنفس رصيد النقاط "58 نقطة" لكل منهما، بيد أن تفوق العدالة في المواجهات المباشرة منحه الأفضلية في الترتيب ليستضيف مواجهة نصف نهائي "البلاي أوف" على ملعبه. وكان العدالة فاز على البكيرية في الجولة الأولى من دوري يلو بهدفين نظيفين، وهي ذات النتيجة التي حسم بها لقاء العودة على ملعب البكيرية لحساب الجولة ال 18. * الحزم والطائي "حلم العودة سريعًا" وعلى ملعبه في الرس يستقبل الحزم ضيفه الطائي، مساء الجمعة، في ثاني مباريات نصف نهائي البلاي أوف، حيث يملك الحزم فرصة للصعود إلى دوري الكبار، لاسيما وأنه حال فوزه سيخوض نهائي "البلاي أوف" على ملعبه باعتباره الأفضل ترتيبًا بين أندية الملحق. وكان الحزم حسم مباراة الدور الأول من دوري يلو أمام الطائي بالفوز خارج الديار 2-1 قبل أن يتعادلا في الدور الثاني على ملعب الحزم بهدف لكل منهما. اللافت أن الفريقين يسعيان للعودة سريعًا إلى دوري روشن للمحترفين حيث كانا بين أنديته في الموسم الماضي 2023-2024 قبل أن ينهيا الموسم المذكور في المركزين الأخيرين.