
الظلام الذي كان شيكابالا قمرا ينيره
شيكابالا النادي : معتزل
محمود والذي حرص والده علـى غرز ثمار الانتماء لبلده ومحافظته في قلبه ومعهما "الأبيض ذو الخطين الحمر"، لم يكن يعلم أنه سيحصدها وقتما يتبعه ابنه، فكانت النتيجة تجديده لطاقة عشق النادي في نفوس أرهقها اليأس في سنوات عجاف.
في شوارع بلدته التي يتميز أهلها بطيبة القلب، اختار ذلك الطفل الأسمر كرة القدم لتشاركه طفولته بل وتبني معه مستقبلا دونه التاريخ لحظة بلحظة، فمن مرحلة إبهار كل من حوله بمراوغته لكل ما هو كائن حي أمامه، إلى قرار العيش بمفرده في محافظة آخرى.
الموهبة التي صفق لها أهله وجيرانه شجعت أخوه على منحه لقبا كاد ليحتفظ به لنفسه وهو 'شيكابالا'، وكانت دافعا لأسرته لتقديم أوراقه بمدرسة الموهوبين بالقاهرة وهو لم يكمل بعد عامه العاشر، والتي منها فتحت له أبواب المجد "عبر الصدفة"، صدفة دفعت شيكابالا بالذهاب لنادي الزمالك رفقة أحد أصدقائه، ليبدأ حلم مع كيان اعتاد مرافقة والده أثناء متابعته وتشجعيه منذ سنواته الأولى، ومن هنا بدأت القصة، قصة لاعب أحبته الكرة فجذب من خلال مهارته أعين كل من تابعه ليكون ضمن الفريق الأول وهو في السادسة عشر من عمر.
لعب شيكابالا مع الفريق الأول بنادي الزمالك بعدما أعجب به المدير الفني كابرال، ووقتما كان يضم بين صفوفه أسماء لامعه في تاريخ الساحرة المستديرة كحازم إمام ومحمد صبري وحسام حسن وغيرهم، برز ورد الجميل للمدرب الذي منحه تلك الفرصة الذهبية بهدف في أول ظهور له أمام غزل المحلة، ليهديه القدر لقب ثمين انتزعه نادي الزمالك في المباراة الأخيرة من المسابقة التي اشتهرت باسم "دوري سيد عبدالنعيم" وبطولة إفريقيا وغيرهم فيما بعد.
وبعدما عاش فترة قد تكون هي الأبرز في حياته وسط كوكبة من أبناء النادي وغيرهم من الذين ساهموا في زيادة عدد ألقابه، انضم إلي باوك اليوناني ليبدأ معهم مشوار احتراف لن ينساه طيلة حياته، فكيف لذاكرة الغزال الأسمر أن تغفل عن فترة نُقِشت في أذهان مشجعي النادي اليوناني، فهو الذي أطلقوا عليه هناك لقب 'ريفالدو اليونان'.
القدر لم يكن رحيما به كما هو الحال في فترات عدة في بقية مشواره، أعاده التجنيد لبلده ولناديه من جديد، وفي سنوات الظلام الكاحل التي مر بها نادي الزمالك من مشاكل إدارية وفريق ليس على وزن اسم النادي، كان هو النور في أعين الجماهير فاعتبروه قائدا بدون شارة، وملجأً وحيدا لتفريغ همومهم حتى وإن كان عبر معاتبته على ظروف أبدا لم تكن بيده.
هو الأمل البعيد والرمز الصامد والعاشق المثالي والسند في أحلك الظروف لناديهم ولهم حينما كان الإحباط رفيقهم، فرفض أن يتملكهم وكان سبيلا لزيادة عشقهم للنادي مع نشأة أجيال جديدة على حبه، تربوا على عازف لأجمل سيمفونية بدون آلة موسيقية ولا مسرح يعتليه ويقدر موهبته ويدعمها ويحميها.
حب بالفطرة للزمالك هو هدية أهداها والد شيكابالا لطفله الذي فتح عيناه على انتماء له، فاعتبرها وصية أخذ يسقيها لناشئ النادي الذين تعلقوا به أكثر بسبب حب شيكابالا وغيرته عليه.
دائما ما يعشق الجمهور لاعب بقدر ما منحهم من ألقاب، ولكن مع شيكابالا الأمر يختلف، غابت البطولات، انكسر الفريق، تزعزع استقرار النادي، لم يحنو أحدا عليه فظلم نفسه وظُلم، رحل من النادي وقرر الاحتراف مجددا لفترة قصيرة قبل أن يعود لمصر باحثا في حطام الذكريات عن قشة تقوي ظهره المحني، كل شئ حوله تغير حتـي جدران النادي التي يشهد كل شبر فيها حكاية صعوده وصموده أيضا تغيرت، ولكـن بقى محمود عبدالرازق 'شيكابالا' أسطورة لن يغيرها الزمان، ولم تفقد بريقها ولن تخلو مذكرات العاشقين من اسمه الذي سيعيش حتـي لحظة فناء البشر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تحيا مصر
منذ ساعة واحدة
- تحيا مصر
ناصر منسي يوجه رسالة مؤثرة لشيكابالا بعد الاعتزال: "هتفضل أسطورة"
حرص ناصر منسي وكتب ناصر منسي في رسالته عبر ستوري إنستجرام، شكراً يا أسطورة هتوحشنا والله وأنا بحبك من قبل ما ألعب في الزمالك. وتابع ناصر منسي، بتمنالك كل التوفيق في اللي جاي إن شاء الله أسطورة وهتفضل ديما أسطورة. شيكابالا وناصر منسي محمود عبد الرازق شيكابالا: جوزيه جوميز تعرض للظلم في الزمالك.. ولم أشك في خسارة كأس مصر وطبيب الفريق لم يقصر في عمله قال وأردف محمود عبد الرازق شيكابالا، فترة الإصابات العديدة داخل الزمالك خلال فترة جروس لم تكن بسبب محمد أسامة طبيب الفريق السابق، وبعد ذلك تواجد جوزيه بيسيرو فالأحمال كانت مختلفة للغاية بين كل مدرب، وزاد محمود عبد الرازق شيكابالا، محمد أسامة طبيب الفريق تعرض لظلم كبير داخل نادي الزمالك، ولم يطلب من أي شخص بأن يتحدث عنه نهائيا وله قيمته وجمهور الزمالك واعي للغاية.


اليوم السابع
منذ ساعة واحدة
- اليوم السابع
بعد اعتزال شيكابالا.. هل يسعى الزمالك لتجديد تعاقد عبد الله السعيد
أعلن محمود عبد الرازق"شيكابالا" قائد فريق الزمالك، اعتزاله كرة القدم بعد مسيرة حافلة مع القلعة البيضاء، حقق خلالها اللاعب العديد من الألقاب والإنجازات، وكان قائداً للفريق. ويُعد محمود عبد الرازق شيكابالا اللاعب الأكثر حصولًا على بطولات في تاريخ نادي الزمالك، برصيد 18 بطولة خلال مسيرته منذ ظهوره الأول بالقميص الأبيض. وبعد إعلان شيكابالا اعتزاله، أصبح الزمالك مطالبًا بتجديد تعاقد عبد الله السعيد الذى انتهى تعاقده بنهاية الموسم المنقضى، خاصة وأن الفريق سيكون بحاجة لوجود عناصر ذات خبرة وسط اللاعبين. ولم تشهد الأيام الماضية أى مفاوضات بين عبد الله السعيد والزمالك حول تجديد تعاقده، خاصة منذ أن تولي جون إدوار منصب المدير الرياضى، لاسيما وأن اللاعب يمتلك عرض من سيراميكا والبنك الأهلى ونادٍ أخر جارى المفاوضات معه. وقال عبد الله السعيد ، في تصريحات تليفزيونية: " شيكابالا من أحرف اللاعبين في تاريخ الكرة المصرية، ودي حاجة أنا عاصرتها بنفسي، لم أكن أرغب في أن تكون مداخلتي الأولى عن شيكابالا في وقت اعتزاله، لأنني حزين جدًا، كرة القدم ستفقد لاعبًا كبيرًا برحيله".


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
شيكابالا في عيون أوروبا.. حين أبهر لشبونة وجذب الأنظار في باوك
أعلن محمود عبد الرازق شيكابالا أسطورة الزمالك، مساء أمس الخميس، اعتزاله لعب كرة القدم بشكل نهائي، واضعًا نهاية لمسيرته الكروية الكبيرة، التي كان 'الفارس الأبيض' فيها الأساس، إضافة لبعض التجارب الأخرى سواء في أوروبا أو بالخليج أو حتى في مصر. ورغم أن مسيرته الكروية كانت مرتبطة في وجدان الجماهير المصرية بقميص الزمالك، فإن محمود عبد الرازق شيكابالا لم يكن يومًا مجرد موهبة محلية، بل لاعبًا ترك بصمات في محطات أوروبية، لفت خلالها الأنظار بإمكانياته الاستثنائية، وإن لم تطل فصول التجربة. في أوروبا، لا تُذكر تجربة شيكابالا دون استحضار اسمه في باوك سالونيكا اليوناني، حين انتقل إليه من الزمالك في موسم 2005-2006، ليعيد الحياة لمدرجات "تومبا ستاديوم" بسرعته ومهاراته وقدرته على اللعب تحت الضغط. باوك.. شرارة البداية الأوروبية في اليونان، خطف شيكابالا الأنظار رغم قصر التجربة، كان أصغر اللاعبين في الفريق، لكنه الأكثر لفتًا للأنظار، حيث سجل 4 أهداف وصنع 7 آخرين، وتم استقباله من الجماهير بـ"هتافات خاصة" امتدت حتى بعد مغادرته، فلم يكن مجرد محترف أجنبي آخر، بل مشروع نجم كانت جماهير باوك تأمل استمراره، قبل أن يعود إلى الزمالك. الصحف اليونانية وصفت شيكابالا آنذاك بأنه "موهبة من نوع خاص"، و"لاعب قادر على قلب الموازين في أي لحظة"، ورغم أن فترته لم تستمر أكثر من أشهر قليلة، فقد كانت كافية ليترك انطباعًا لا يُنسى لدى جمهور الكرة في اليونان. سبورتينج لشبونة في عام 2014، وبعد سنوات من التألق مع الزمالك، انتقل شيكابالا إلى سبورتينج لشبونة البرتغالي، حيث حط الرحال في فريق ينافس في الدوري البرتغالي الممتاز ويمتلك تاريخًا عريقًا كان بمثابة شهادة أوروبية لقدراته. لكن عوامل عدة حالت دون استمرار التجربة، أبرزها عدم تأقلمه مع الأجواء، وتأخره في العودة من إجازة، ما أدى لتجميده وخروجه من حسابات الجهاز الفني، إضافة لعدم جاهزيته البدنية والفنية في ذاك الوقت بحسب مدربه ليوناردو جارديم ورغم ذلك، ظل اسم شيكابالا حاضرًا في التقارير البرتغالية كلما ذُكر اللاعبون الذين مروا بسرعة وأثاروا ضجة رغم ندرة مشاركاتهم. تجربة شيكابالا في أوروبا لم تتجاوز فصولًا قصيرة، إلا أنها كانت كافية لتؤكد أن ما يملكه من موهبة كان يستحق أكثر بكثير، فبين باوك ولشبونة، لم ينطفئ وهج "الفهد الأسمر"، بل ظل في ذاكرة من شاهدوه كأحد أولئك اللاعبين الذين يصنعون الفارق بلمسة، ويتركون أثرًا حتى إن غابوا، ولا ننسى أيضًا تجربته القصيرة مع أبولون سميرني اليوناني، والتي خاض خلالها 11 مباراة وسجل خلالها هدفا وصنع آخر.