logo
اختبار نوايا.. نووي.. عُمان تستضيف مفاوضات أولية بين الولايات المتحدة وإيران.. فهل تضع الحرب أوزارها؟ واشنطن تشترط عدم تهديد مصالحها أو الهجوم على إسرائيل

اختبار نوايا.. نووي.. عُمان تستضيف مفاوضات أولية بين الولايات المتحدة وإيران.. فهل تضع الحرب أوزارها؟ واشنطن تشترط عدم تهديد مصالحها أو الهجوم على إسرائيل

فيتو٢٣-٠٤-٢٠٢٥

استضافت سلطنة عمان مطلع الأسبوع الجارى محادثات رفيعة المستوى بين كلٍّ من إيران وأمريكا حول الملف النووي. المحادثات بدت أقرب لمفاوضات لاختبار النوايا بين الجانبين. تهدف المحادثات إلى إطلاق مفاوضات جديدة بشأن البرنامج النووى الإيرانى الذى يشهد تقدمًا سريعًا، خاصة بعد تهديدات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سابقًا بعمل عسكرى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.على الرغم من تحدث كل جانب عن فرص تحقيق بعض التقدم، إلا أنهما ما زالا بعيدين عن بعضهما البعض بشأن صراع استمر لأكثر من عقدين من الزمن.
مدير المركز العربى للبحوث والدراسات الدكتور هانى سليمان أوضح أن جلوس الولايات المتحدة الأمريكية وإيران فى حد ذاته يعتبر مكسبًا ونقطة إيجابية تعكس تحولًا ملحوظًا فى إدارة الدولتين لعلاقاتهما فى الفترة الأخيرة، منوها إلى أن السبب الرئيسى وراء الرضوخ الإيرانى يكمن فى مهلة الشهرين التى وضعها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأيضًا حجم القيود والتطويق الكبير الذى مارسته واشنطن من خلال استغلال الظرف التاريخى والانتقالى الصعب الذى تعانى فيه طهران من تراجع أدواتها، وكذلك تراجع القدرة على التأثير فى المحيط الإقليمى والمنطقة فيما يتعلق بلبنان والداخل السورى وأيضًا فيما يتعلق بالصراع والحرب فى غزة والهجمات على الحوثيين.
'سليمان' يرى أن طهران فى وضع صعب جدًا، فهى لم تجد سوى الجلوس على طاولة المفاوضات، ربما لانتزاع بعض المكاسب أو محاولة الحصول على فرصة للهروب للأمام والإيحاء برغبتها فى التفاوض وكسب مزيد من الوقت، وربما هناك أهداف ومحددات مختلفة لكلا الطرفين، ولكن فى النهاية الجلوس والوساطة العمانية هما نقطة إيجابية قد يترتب عليها العديد من النتائج المرجوة.
واستكمل: الولايات المتحدة الأمريكية وضعت ما يشبه الاشتراطات المتعلقة بعدم تهديد أمريكا ومصالحها أو الهجوم على إسرائيل أو غيرها من الاعتبارات المختلفة، التى هى أساس للتفاوض، وفى المقابل، بالنسبة للجانب الإيراني، هناك إغراءات تتمثل فى مزيد من الاستثمارات والدخول فى علاقات اقتصادية وبشكل كبير رفع العقوبات، ولكن الإشكالية تتعلق بسؤال رئيسى وعنوان عريض: هل إيران لديها استعداد للتخلى عن برنامجها النووي؟
يجيب 'سليمان': أعتقد أن هناك شكوكًا كبيرة وإشكالية فى قدرة إيران على التخلى عن برنامجها النووي، لأن التخلى عن هذا البرنامج فى هذا التوقيت وفى ظل لحظة ضعف تاريخية معناه فقدانها لكافة أدواتها والورقة الأساسية التى تعد بمثابة رأس الحربة التى تستخدمها فى التفاوض مع الغرب وابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالى ستتجرد من أدواتها وستصبح إيران دولة طبيعية تقليدية فى مسار العلاقات الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن إيران دولة أيديولوجية لديها مشروع وفلسفة معينة، كما أنها لا تستطيع التخلى عن استثماراتها فى الإقليم لسنوات طويلة، ووجودها كقوة إقليمية موازنة أيضًا، ومسألة التفاوض نفسها تعكس قوة إيران، فكيف تتخلى عن مثل هذا المسار؟
وأوضح قائلًا: فى اعتقادى أن إيران أحوج ما تكون إلى اتفاق ولا تريد أن تكون فى مهب الريح ومواجهة العقوبات الأمريكية أو الهجمات والسيناريوهات المختلفة التى قد تصل إلى هجمات عسكرية أو استهداف منشآت نووية أو حتى إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لكى تقوم بهذه المهمة، وبالتالى يمكن أن تعوّل إيران على الوصول إلى منطقة وسط أو اتفاق قد يبدو ربما مقبولًا بالنسبة لمصالحها فى ظل هذا الظرف الصعب الذى تواجهه.
لابد من الإشارة للإشكالية المتعلقة بالضمانات. فما هى الضمانات للالتزام بهذا الاتفاق؟ ففى ظل تراجع الإدارة الأمريكية ودونالد ترامب عن الاتفاق فى وقت سابق، فهذه إشكالية أخرى تضاف إلى الإشكاليات الأخرى المختلفة.
كما لابد من التأكيد على أن النظام الإيرانى والصناعات الإيرانية تمر باختبار حقيقى ومرحلة فارقة، ويمكن أن يصاحب ذلك تهديدات متتابعة من وزير خارجية إيران سابقًا كمال خرازى أو على شامخانى الأمين العام للمجلس القومى الإيرانى سابقًا أو وزير الثقافة سابقًا على لاريجانى فى أوقات متنوعة، تهديدات تؤكد قدرة إيران على تغيير عقيدتها النووية وعدم الالتزام بفتوى المرشد للحصول على القنبلة النووية، وبالتالى هذه الرسائل أيضًا تؤكد أن إيران لن تستطيع التفويض بسهولة.
ومما يوحى ببعض التفاؤل نوعًا ما أن عباس عراقجى وزير الخارجية لديه خبرة كبيرة فى المفاوضات، وكان موجودًا أثناء فترة الرئيس روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، ونائبه مجيد روانجى وأيضًا كاظم أبادي، لديهم خبرة كبيرة فى هذا الملف.
وأعتقد أن إيران عليها التخلى عن قدر من التصلب، ولكن هذا متعلق بمدى قدرتها ومدى قبول الولايات المتحدة الأمريكية للحلول الوسط، وأيضًا بالسياق الإقليمى والظرف الذى تمر به المنطقة بشكل عام.
وتظل الاحتمالات قائمة ومعلّقة. فإيران بعثت العديد من الرسائل فى الفترة السابقة: تدريبات عسكرية تحديدًا فى منشأة نطنز، واختبار أنظمة الدفاع الصاروخي. فالنقاش مختلف عندما يتعلق الأمر بأن المنشآت النووية الإيرانية تصل لأعماق كبيرة جدًا تحت سطح الأرض وبعيدة عن الاستهدافات الأمريكية، وربما تتفاخر إيران بقدرتها وبرنامجها الصاروخي، والذى هو أحد الأهداف الأمريكية المتمثلة فى الضغط ليس فقط بشأن برنامجها النووي، ولكن أيضًا الصاروخى والذى يصل مداه إلى العديد من العواصم الأوروبية ودول الإقليم.
مجموعة من المحددات المختلفة لا أعتقد أن إيران فى هذا التوقيت قادرة على التخلى عن كل شيء. فهى تريد أن تدير الأمور بقدر من التنازلات مقابل مكاسب مختلفة، لكن التنازل عن كل شيء وفق المقاربة الأمريكية أمر يصعب تنفيذه فى هذا التوقيت.
لذا أعتقد أن الإدارة الأمريكية فى نهاية المطاف ليس لديها رغبة بالدخول فى مواجهة مباشرة مع إيران رغم التصريحات السابقة لدونالد ترامب. ولكن هناك حسابات معقدة ولم تتبلور وجهة نظر كاملة داخل الإدارة الأمريكية، صحيح أن ترامب تبنى سياسة أكثر شدة وقسوة من جو بايدن، ولكن فى النهاية لم تصل إلى هذه الدرجة الحاسمة والعنيفة فى مواجهة إيران.
الجلوس على طاولة المفاوضات هو تأجيل الصدام ومحاولة البناء على الحد الأدنى من التوافق، تشير كافة السيناريوهات إلى أن الإدارة الأمريكية لديها القدرة على فرض شروطها وضوابطها، لكن إيران لن تتنازل بشكل كامل عن أهدافها وشخصيتها.
ومن جانبه شدد الدكتور سامح راشد، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات:
على أن الحسابات الاستراتيجية لكلٍّ من الطرفين تشير إلى أنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية ولا إيران الدخول فى مواجهة مسلحة أو حتى مواجهة غير مسلحة على المدى الطويل، لذا فمن المتوقع نجاح هذه المفاوضات، وإن لم يكن بالضرورة على المدى القريب، خاصة أن هذه المرة قد تختلف عن المرة السابقة لإيران مع إدارة أوباما فى عام 2015، عندما توصّلوا إلى اتفاق نووي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: متردد بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا
ترامب: متردد بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا

فيتو

timeمنذ 10 دقائق

  • فيتو

ترامب: متردد بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا

عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء عن تردده بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا قائلًا: إنه لا يريد أن تتعارض العقوبات مع التوصل إلى وقف إطلاق النار. وفي حديثه مع الصحفيين بالمكتب البيضاوي، قال ترامب عن العقوبات: "إذا كنت أعتقد أنني على وشك التوصل إلى اتفاق، فأنا لا أريد إفساد الأمر بفعل ذلك"، وفق رويترز. كما أضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما تعمد تأخير المفاوضات بشأن وقف النار في الحرب بأوكرانيا، معبرًا عن خيبة أمله بسبب القصف الروسي. وقال: "سنكتشف ما إذا كان يتلاعب بنا أم لا، وإذا كان يفعل ذلك، فسنرد بشكل مختلف قليلًا". جدير بالذكر أن ترامب كان وجه انتقادات لبوتين، معتبرًا أنه فقد رشده، وبات يلعب بالنار، لرفضه مفاوضات السلام ووقف الحرب مع أوكرانيا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

كلمة حق في مجتمع جائر.. السيسي يصدح في قمة العراق بما عجز عنه الآخرون
كلمة حق في مجتمع جائر.. السيسي يصدح في قمة العراق بما عجز عنه الآخرون

أهل مصر

timeمنذ 25 دقائق

  • أهل مصر

كلمة حق في مجتمع جائر.. السيسي يصدح في قمة العراق بما عجز عنه الآخرون

لاقت كلمة الرئيس عبد الفتاح كلمة الرئيس القمة العربية في العراق جاءت القمة العربية في العراق، بعد بضعة أيام من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية، والتي شهدت حفاوة واستقبالا غير مسبوقين وسط لفت لانتباه العالم لما أعلن عنه من استثمارات خليجية في الولايات المتحدة الأمريكية تجاوزت الـ 4 تريليونات دولار، والتي تعد الأكبر في التاريخ. وجهت انتقادات كبيرة لجولة ترامب خاصة مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة الذي يواجه حربا شعواء فرضت على شعب أعزل لا يملك الطعام الذي يسد رمقه أو الكساء الذي يستر عورته ولا الخيمة التي يحتمي بها من مدافع وغارات العدو الفاشي، حيث لم يعلن ترامب أي خطوات ملموسة في إنهاء الحرب على قطاع غزة. وسط هذا الزخم لزيارة الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، والنسيان لتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جاءت كلمة موقف مصر لم يكن مستغربا وفي هذا الصدد، أكد سفير فلسطين السابق لدى القاهرة بركات الفرا، أن موقف مصر لم يكن مستغربا، وكلمة الرئيس وأضاف «الفرا» في تصريح خاص لـ«أهل مصر»، أن التطبيع دون حل جذري ونهائي للقضية الفلسطينية لن يعود بشيئ لا على الاحتلال ولا على المطبعين ، مؤكدا أن مصر تتبنى القضية الفلسطينية بشكل علني أمام الجميع؛ خاصة بعد إعلان تهجير الفلسطينيين من أرضهم خط أحمر لا نقاش فيه أو جدال، إضافة إلى خطة إعادة إعمار قطاع غزة التي تبنتها مصر وجمعت لها الدعم العربي الدولي ولا تزال تتبناها إلى اليوم. وحول القمة العربية في العراق، أشار سفير فلسطين السابق لدى القاهرة، إلى الغياب اللافت للزعماء العرب في هذه القمة المصيرية التي من المفترض أن تحمل حلولا لأزمات القضية الفلسطينية، وإنهاء الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يحدث في قطاع غزة.

ترامب يطلب من نتنياهو تأجيل أي إجراء عسكري ضد إيران
ترامب يطلب من نتنياهو تأجيل أي إجراء عسكري ضد إيران

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 40 دقائق

  • بوابة ماسبيرو

ترامب يطلب من نتنياهو تأجيل أي إجراء عسكري ضد إيران

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم /الأربعاء/، إنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يؤجل أي إجراء عسكري ضد إيران، مشيرا إلى الجهود المستمرة التي تبذلها الولايات المتحدة لتأمين اتفاق نووي جديد مع طهران. وأوضح ترامب - خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض - "أخبرته (نتنياهو) أنه سيكون من غير المناسب القيام بذلك الآن لأننا قريبون جدا من التوصل لحل"، حسبما أوردت مجلة (نيوزويك) الأمريكية. وجاءت تصريحات ترامب تزامنا مع تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو جروسي، حيث قال الأخير إنه رغم أن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة لم تحسم بعد، إلا أن استمرارها يشكل علامة إيجابية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store