logo
بعد عقود من العزلة... تركمانستان تمهّد الطريق أمام المسافرين الأجانب

بعد عقود من العزلة... تركمانستان تمهّد الطريق أمام المسافرين الأجانب

CNN عربيةمنذ 3 أيام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما أعلنت حكومة تركمانستان عن لوائح تأشيرات جديدة ومبسطة في أبريل/ نيسان، لم يكن الأشخاص المطلعون على السفر إلى هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى متأكدين مما تعنيه هذه الخطوة.
وإلى جانب كوريا الشمالية وإريتريا، اعتُبِرت تركمانستان منذ فترة طويلة واحدة من أكثر دول العالم عزلة، وهو إرث يعود إلى تسعينيات القرن الماضي عندما انفصلت البلاد عن الاتحاد السوفيتي المنهار وانغلقت على نفسها، متبنيةً نظامًا استبداديًا مستقلاً ومغلقًا.
ومع ذلك، بالنسبة لبعض المسافرين، وخاصة أولئك الذين ينجذبون إلى مناطق النزاع والغرائب الجيوسياسية، فإن غموض تركمانستان منحها جاذبية فريدة. لكن ثمة مشكلة واحدة فقط، أي كيفية الدخول إليها.
ويعتبر الحصول على تأشيرة سياحية عملية طويلة ومعقدة تتطلب الحصول على "خطاب دعوة" من وزارة الخارجية بعد حجز الرحلة من خلال مشغّل سياحي معتمد من الحكومة.
وقد تستغرق عملية التحقق من الأهلية، حيث تقرر الحكومة ما إذا كان ينبغي السماح لك بالدخول، عدة أشهر أحيانًا.
ولفت ديلان لوبين، الذي تقدم شركته البريطانية "Lupine Travel" جولات جماعية صغيرة إلى تركمانستان، إلى أن الأخبار التي تفيد بأن النظام يعتزم جعل الأمور أكثر سهولة وودّية للمسافرين كانت مفاجئة.
وقال لوبين: "ما زلنا نجهل التفاصيل، وكذلك شركاؤنا المحليون في تركمانستان، إذ لم تصدر أي تحديثات منذ ذلك الحين".
وتابع: "لوائح التأشيرة الجديدة لم تدخل حيّز التنفيذ بعد، ولا توجد أي أخبار عن موعد تطبيقها".
وإذا بدأ العمل بالإجراءات الجديدة، فسيكون بإمكان الزوار التقدّم بطلب التأشيرة عبر الإنترنت، مع تعهد المسؤولين بأن العملية ستكون أسرع بكثير وستؤدي إلى عدد أقل من حالات الرفض.
ويقال إن شرط الحصول على "خطاب دعوة" سيتم إلغاؤه، لكن الزوار سيظلون بحاجة إلى "راعي" في تركمانستان، وهو ما يعني غالبًا التسجيل في جولة سياحية مُنظّمة.
وأضاف لوبين: "بمجرد دخول النظام الجديد حيز التنفيذ، أعتقد أنه سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الزوار".
وقد تواصلت CNN مع وزارة الخارجية التركمانستانية للحصول على تعليق.
ولعدة عقود، حتى قبل الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي، كانت الوجهة الرئيسية في تركمانستان فوهة غاز "دارفازا".
تقع الحفرة النارية الضخمة في صحراء قره قوم، على بُعد نحو أربع ساعات بالسيارة من العاصمة عشق آباد، وهي ظاهرة من صنع الإنسان، تشكلت خلال الحقبة السوفيتية عندما انهارت منصة استكشاف غاز طبيعي في حفرة عميقة.
لكن فوهة "دارفازا" بدأت تفقد الغاز فعليًا، مع تراجع ألسنة اللهب بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وهناك من يتوقع أن تنطفئ الحفرة بالكامل في السنوات المقبلة.
تُعرف بـ"بوابة الجحيم"..تركمانستان تعتزم إغلاق أشهر معالم جذب السياح في البلاد
لكن هذا لا يعني أنه لا توجد أسباب أخرى للزيارة، إذ أن مدن طريق الحرير القديمة، بما تحويه من مساجد تاريخية ومآذن، تقدم تباينًا صارخًا مع عشق آباد، التي تتميز بهندستها المعمارية الحديثة المبالغ فيها، والمعالم الفخمة.
ونظرًا لندرة الزوار الأجانب الذين يلتقون بهم، فإن الشعب التركماني شعب ودود ومرحّب.
وتقول الكاتبة والأنثروبولوجية النرويجية إيريكا فاتلاند، مؤلفة كتاب "Sovietistan" وكتب أخرى عن آسيا الوسطى والاتحاد السوفييتي السابق: "تركمانستان لا يشبه أي بلد زرته من قبل".
وتضيف: "العاصمة عشق آباد اللامعة، المغطاة بالرخام الأبيض، بشوارعها الخالية، تعد من أغرب العواصم التي زرتها على الإطلاق".
تتزين عشق آباد بالتماثيل الذهبية والرخام الأبيض، وتُعد في الوقت ذاته أعجوبة معمارية وأيقونة على "إنستغرام".
وصُمِّمت العديد من مبانيها لتجسد الوظائف الحكومية التي تمثلها، مثل مبنى وزارة النفط والغاز الذي يشبه ولاعة عملاقة.
كانت تركمانستان ذات يوم في موقع استراتيجي على طريق الحرير التجاري بين آسيا وأوروبا، وتضم العديد من مواقع التراث العالمي لليونسكو، بما في ذلك قلعة "نيزا" من الحقبة البارثية، بالقرب من عشق آباد، وأطلال مدينة مرو شرق تركمانستان.
ومن المفارقات أن زيارة تركمانستان كانت أسهل خلال الحقبة السوفيتية، عندما سرّعت شركة "Intourist" السفر في الاتحاد السوفيتي.
أُنشئت هذه الوكالة السياحية الحكومية عام 1929 على يد الزعيم الاستبدادي، جوزيف ستالين، وكانت مهمتها كسب العملات الأجنبية من خلال السياحة، والتأكد من أن الزوار (جميعهم تقريبًا ضمن جولات سياحية مُشرف عليها عن كثب) لا يرون إلا الجانب المشرق من الاتحاد السوفيتي.
شهدت السياحة نموًا بطيئًا في البداية. ولكن مع ذوبان جليد الحرب الباردة في ثمانينيات القرن الماضي، كان الاتحاد السوفيتي يجذب حوالي 4 ملايين سائح سنويًا.
أتاح تفكك الاتحاد السوفيتي بعد سقوط جدار برلين فرصة لزيادة عدد الزوار بشكل أكبر، إلا أن تركمانستان لم تنضم إلى هذه الموجة.
عندما عرضت موسكو على جمهورياتها الاشتراكية الـ14 الاستقلال عام 1991، رفض الزعيم التركماني صابر مراد نيازوف الفكرة في البداية.
قال لوبين: "كان الأمر كله يعود إلى نيازوف"، وشرح: "قبل تفكك الاتحاد السوفيتي، أظهرت أفعاله موقفًا سلبيًا تجاه إعادة الهيكلة والانفتاح. وأدخل أساليبه الخاصة بعد الاستقلال، لكنها تأثرت بشدة بالنموذج السوفيتي".
في الوقت نفسه، مكّنت احتياطيات البلاد الضخمة من الغاز تركمانستان من الحفاظ على اعتمادها على نفسها وحيادها في حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي، ما ألغى الحاجة إلى أي تأثير دولي خارجي. حتى بعد وفاة نيازوف عام 2006، استمرت القيادة الجديدة في فرض قيود صارمة على الزيارات الأجنبية.
ولكن هناك تلميحات إلى أن التغيير قد يكون وشيكًا.
وفقًا لأحدث تقرير لمؤشر "Bertelsmann" للتحول (BTI) حول تركمانستان، عانت البلاد من أزمات اقتصادية منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
من أجل جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وزيادة فرص العمل، سعت الحكومة إلى التعاون الاقتصادي مع دول أخرى.
ويعتقد بعض المراقبين أن تبسيط إجراءات الموافقة على التأشيرات وزيادة السياحة جزء من هذه الاستراتيجية الشاملة، وهي وسيلة أخرى لتعزيز احتياطياتها من النقد الأجنبي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أشجار تبدو وكأنها تنمو من أعماق المياه بكازاخستان.. ما سرها؟
أشجار تبدو وكأنها تنمو من أعماق المياه بكازاخستان.. ما سرها؟

CNN عربية

timeمنذ 2 أيام

  • CNN عربية

أشجار تبدو وكأنها تنمو من أعماق المياه بكازاخستان.. ما سرها؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في قلب جبال كازاخستان الشاهقة، تتربّع بحيرة "كايندي" كواحدة من أجمل الظواهر الطبيعية وأكثرها دهشة وغرابة. لا تشتهر هذه البحيرة بلونها الفيروزي فحسب بل بمشهد أشجارها الغارقة أيضًا، التي تبدو وكأنها تنمو بشكل آسر من أعماق المياه. (شاهد مقطع الفيديو أعلاه)وقالت مدونة السفر البحرينية، أنوار السميع، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "ما نراه أمامنا ليس مجرد بحيرة عاديّة، بل غابة حقيقية ماتت أغصانها بعدما غمرتها المياه، لكنّ جذوعها ظلّت شامخة فوق السطح".وأضافت: "مع تكوّن الطحالب حول الأجزاء السفلية المغمورة بالمياه، بدت الأشجار وكأنّها غابة مقلوبة من دون أوراق أو أغصان". في العام 1911، ضرب زلزال عنيف جبال "تيان شان" بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر، فتسبّب بانهيار أرضي أغلق مجرى وادٍ جبلي.ومع مرور الوقت، تجمّعت مياه الأمطار والأنهار خلف السدّ الطبيعي، وارتفعت حتى غمرت الغابة بالكامل. لكنّ الغابة لم تختفِ، بل بقيت جذوع الأشجار صامدة تحت المياه، وكأنها تروي بصمت قصة ولادة "كايندي" من بين أنقاض الزلزال.كيف تصل إليها؟ تبعُد البحيرة 130 كيلومترًا عن مدينة ألماتي. وتبدأ الرحلة بسيارة عادية، ثم تنتقل إلى مركبة دفعٍ رباعي تتحدّى الصخور والأنهار والطرق الوعرة. لكن المغامرة لا تنتهي هنا! إذ أوضحت السمّيع أن الرحلة يجب استكمالها أخيرًا على ظهر الخيل أو سيرًا على الأقدام. ورغم أن ذلك يزيد من صعوبة المغامرة، إلّا أنه يُضفي عليها طابعًا مميزًا. ورغم تقلّبات الطقس ووعورة الطريق، فإنّ بحيرة "كايندي" تستحقّ كلّ العناء للوصول إليها. وأضافت مدونة السفر البحرينية: "لوحة طبيعية تتحدّى الخيال.. مياهها صافيّة كالزمرد، تعكس القمم الثلجية والغيوم.. وأشجارها الصامتة تختزل قصة الزلزال".تنصح السميع بزيارة البحيرة في فصلَي الربيع والخريف، بسبب سهولة الطريق. وفي العادة، تكون البحيرة في أبهى ألوانها، والجبال مكلّلة بالثلوج.وقالت: "تُذكّرنا كايندي بأنّ الكوارث، رغم ما تحمله من دمار، قد تترك وراءها عجائب لا يدرك جمالها سوى من نظر إليها بعمق".قراءة المزيد البحرين رحلات ظواهر طبيعية كازاخستان مغامرات

بعد عقود من العزلة... تركمانستان تمهّد الطريق أمام المسافرين الأجانب
بعد عقود من العزلة... تركمانستان تمهّد الطريق أمام المسافرين الأجانب

CNN عربية

timeمنذ 3 أيام

  • CNN عربية

بعد عقود من العزلة... تركمانستان تمهّد الطريق أمام المسافرين الأجانب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما أعلنت حكومة تركمانستان عن لوائح تأشيرات جديدة ومبسطة في أبريل/ نيسان، لم يكن الأشخاص المطلعون على السفر إلى هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى متأكدين مما تعنيه هذه الخطوة. وإلى جانب كوريا الشمالية وإريتريا، اعتُبِرت تركمانستان منذ فترة طويلة واحدة من أكثر دول العالم عزلة، وهو إرث يعود إلى تسعينيات القرن الماضي عندما انفصلت البلاد عن الاتحاد السوفيتي المنهار وانغلقت على نفسها، متبنيةً نظامًا استبداديًا مستقلاً ومغلقًا. ومع ذلك، بالنسبة لبعض المسافرين، وخاصة أولئك الذين ينجذبون إلى مناطق النزاع والغرائب الجيوسياسية، فإن غموض تركمانستان منحها جاذبية فريدة. لكن ثمة مشكلة واحدة فقط، أي كيفية الدخول إليها. ويعتبر الحصول على تأشيرة سياحية عملية طويلة ومعقدة تتطلب الحصول على "خطاب دعوة" من وزارة الخارجية بعد حجز الرحلة من خلال مشغّل سياحي معتمد من الحكومة. وقد تستغرق عملية التحقق من الأهلية، حيث تقرر الحكومة ما إذا كان ينبغي السماح لك بالدخول، عدة أشهر أحيانًا. ولفت ديلان لوبين، الذي تقدم شركته البريطانية "Lupine Travel" جولات جماعية صغيرة إلى تركمانستان، إلى أن الأخبار التي تفيد بأن النظام يعتزم جعل الأمور أكثر سهولة وودّية للمسافرين كانت مفاجئة. وقال لوبين: "ما زلنا نجهل التفاصيل، وكذلك شركاؤنا المحليون في تركمانستان، إذ لم تصدر أي تحديثات منذ ذلك الحين". وتابع: "لوائح التأشيرة الجديدة لم تدخل حيّز التنفيذ بعد، ولا توجد أي أخبار عن موعد تطبيقها". وإذا بدأ العمل بالإجراءات الجديدة، فسيكون بإمكان الزوار التقدّم بطلب التأشيرة عبر الإنترنت، مع تعهد المسؤولين بأن العملية ستكون أسرع بكثير وستؤدي إلى عدد أقل من حالات الرفض. ويقال إن شرط الحصول على "خطاب دعوة" سيتم إلغاؤه، لكن الزوار سيظلون بحاجة إلى "راعي" في تركمانستان، وهو ما يعني غالبًا التسجيل في جولة سياحية مُنظّمة. وأضاف لوبين: "بمجرد دخول النظام الجديد حيز التنفيذ، أعتقد أنه سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الزوار". وقد تواصلت CNN مع وزارة الخارجية التركمانستانية للحصول على تعليق. ولعدة عقود، حتى قبل الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي، كانت الوجهة الرئيسية في تركمانستان فوهة غاز "دارفازا". تقع الحفرة النارية الضخمة في صحراء قره قوم، على بُعد نحو أربع ساعات بالسيارة من العاصمة عشق آباد، وهي ظاهرة من صنع الإنسان، تشكلت خلال الحقبة السوفيتية عندما انهارت منصة استكشاف غاز طبيعي في حفرة عميقة. لكن فوهة "دارفازا" بدأت تفقد الغاز فعليًا، مع تراجع ألسنة اللهب بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وهناك من يتوقع أن تنطفئ الحفرة بالكامل في السنوات المقبلة. تُعرف بـ"بوابة الجحيم"..تركمانستان تعتزم إغلاق أشهر معالم جذب السياح في البلاد لكن هذا لا يعني أنه لا توجد أسباب أخرى للزيارة، إذ أن مدن طريق الحرير القديمة، بما تحويه من مساجد تاريخية ومآذن، تقدم تباينًا صارخًا مع عشق آباد، التي تتميز بهندستها المعمارية الحديثة المبالغ فيها، والمعالم الفخمة. ونظرًا لندرة الزوار الأجانب الذين يلتقون بهم، فإن الشعب التركماني شعب ودود ومرحّب. وتقول الكاتبة والأنثروبولوجية النرويجية إيريكا فاتلاند، مؤلفة كتاب "Sovietistan" وكتب أخرى عن آسيا الوسطى والاتحاد السوفييتي السابق: "تركمانستان لا يشبه أي بلد زرته من قبل". وتضيف: "العاصمة عشق آباد اللامعة، المغطاة بالرخام الأبيض، بشوارعها الخالية، تعد من أغرب العواصم التي زرتها على الإطلاق". تتزين عشق آباد بالتماثيل الذهبية والرخام الأبيض، وتُعد في الوقت ذاته أعجوبة معمارية وأيقونة على "إنستغرام". وصُمِّمت العديد من مبانيها لتجسد الوظائف الحكومية التي تمثلها، مثل مبنى وزارة النفط والغاز الذي يشبه ولاعة عملاقة. كانت تركمانستان ذات يوم في موقع استراتيجي على طريق الحرير التجاري بين آسيا وأوروبا، وتضم العديد من مواقع التراث العالمي لليونسكو، بما في ذلك قلعة "نيزا" من الحقبة البارثية، بالقرب من عشق آباد، وأطلال مدينة مرو شرق تركمانستان. ومن المفارقات أن زيارة تركمانستان كانت أسهل خلال الحقبة السوفيتية، عندما سرّعت شركة "Intourist" السفر في الاتحاد السوفيتي. أُنشئت هذه الوكالة السياحية الحكومية عام 1929 على يد الزعيم الاستبدادي، جوزيف ستالين، وكانت مهمتها كسب العملات الأجنبية من خلال السياحة، والتأكد من أن الزوار (جميعهم تقريبًا ضمن جولات سياحية مُشرف عليها عن كثب) لا يرون إلا الجانب المشرق من الاتحاد السوفيتي. شهدت السياحة نموًا بطيئًا في البداية. ولكن مع ذوبان جليد الحرب الباردة في ثمانينيات القرن الماضي، كان الاتحاد السوفيتي يجذب حوالي 4 ملايين سائح سنويًا. أتاح تفكك الاتحاد السوفيتي بعد سقوط جدار برلين فرصة لزيادة عدد الزوار بشكل أكبر، إلا أن تركمانستان لم تنضم إلى هذه الموجة. عندما عرضت موسكو على جمهورياتها الاشتراكية الـ14 الاستقلال عام 1991، رفض الزعيم التركماني صابر مراد نيازوف الفكرة في البداية. قال لوبين: "كان الأمر كله يعود إلى نيازوف"، وشرح: "قبل تفكك الاتحاد السوفيتي، أظهرت أفعاله موقفًا سلبيًا تجاه إعادة الهيكلة والانفتاح. وأدخل أساليبه الخاصة بعد الاستقلال، لكنها تأثرت بشدة بالنموذج السوفيتي". في الوقت نفسه، مكّنت احتياطيات البلاد الضخمة من الغاز تركمانستان من الحفاظ على اعتمادها على نفسها وحيادها في حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي، ما ألغى الحاجة إلى أي تأثير دولي خارجي. حتى بعد وفاة نيازوف عام 2006، استمرت القيادة الجديدة في فرض قيود صارمة على الزيارات الأجنبية. ولكن هناك تلميحات إلى أن التغيير قد يكون وشيكًا. وفقًا لأحدث تقرير لمؤشر "Bertelsmann" للتحول (BTI) حول تركمانستان، عانت البلاد من أزمات اقتصادية منذ ما يقرب من عقد من الزمان. من أجل جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وزيادة فرص العمل، سعت الحكومة إلى التعاون الاقتصادي مع دول أخرى. ويعتقد بعض المراقبين أن تبسيط إجراءات الموافقة على التأشيرات وزيادة السياحة جزء من هذه الاستراتيجية الشاملة، وهي وسيلة أخرى لتعزيز احتياطياتها من النقد الأجنبي.

الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة

CNN عربية

timeمنذ 4 أيام

  • CNN عربية

الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُعدّ الهند والصين الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم، وهما دولتان جارتان تتنافسان على جذب السياح، لكن في السنوات الخمس الماضية، واجه المواطنون الهنود والصينيون صعوبة في السفر إلى البلد الآخر لقضاء العطل. والآن يبدو أن هذا الوضع على وشك أن يتغير أخيرًا، إذ بدأت العلاقات المتوترة سابقًا بين العملاقين الآسيويين في الذوبان. وستبدأ الهند بإصدار تأشيرات سياحية للمواطنين الصينيين لأول مرة منذ خمس سنوات، ما سيسمح لمواطني البلدين بالزيارة بِحُرية، في خطوة تمثّل تحولًا كبيرًا في العلاقات، بعد صدام حدودي مميت أدى إلى تجميد العلاقات لفترة طويلة. اعتبارًا من يوم 24 يوليو/ تموز الماضي، يمكن للمواطنين الصينيين التقدّم بطلب للحصول على تأشيرات سياحية إلى الهند، بحسب ما أعلنته السفارة الهندية في بكين. وصف المتحدث باسم الخارجية الصينية، قوه جياكون، هذا التطور بأنه "خبر إيجابي" ويصب في "المصلحة المشتركة لجميع الأطراف"، مضيفًا أنّ "الصين مستعدة للحفاظ على التواصل والتشاور مع الهند من أجل تحسين مستوى تسهيلات تبادل الأفراد بين البلدين بشكل مستمر". عمره مئات السنين.. كيف أصبح هذا الحي القديم رمزا مهيبًا في الهند؟ وقد بدأت العلاقات بين الهند والصين في العودة تدريجيًا إلى طبيعتها خلال الأشهر الأخيرة، بعدما شهدت توترًا شديدًا في يونيو/ حزيران العام 2020، عندما اندلع اشتباك دموي بالأيدي في وادي جالوان، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 جنديًا هنديًا و4 جنود صينيين. ولا تزال الدولتان تحتفظان بوجود عسكري كثيف على طول حدودهما الفعلية البالغ طولها 3,379 كيلومترًا، والمعروفة بـ"خط السيطرة الفعلية"، وهو خط حدودي غير مرسّم بوضوح، لطالما شكّل مصدرًا للتوتر منذ الحرب الدامية بينهما في العام 1962. وقد شكّل الاشتباك، الذي وقع في العام 2020، في المنطقة المتنازع عليها بين لاداخ الهندية وأكساي تشين الخاضعة للسيطرة الصينية، أول مواجهة دامية على طول الحدود المتنازع عليها بين الهند والصين منذ أكثر من 40 عامًا. وقد تصاعدت التوترات في أعقاب الحادث، إذ حظرت الهند العديد من التطبيقات الصينية، وشدّدت الرقابة على الاستثمارات الصينية، كما تم إلغاء الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين الجارين. وكان البلدان قد أغلقا حدودهما أمام السيّاح الأجانب بسبب جائحة "كوفيد-19"، إلا أن قيود التأشيرات استمرت حتى مع بدء استئناف السفر العالمي. وبحسب وكالة رويترز، فقد رفعت الصين قيود التأشيرات السياحية للمواطنين الهنود في شهر مارس/ آذار الماضي، بعدما أعلنت بكين ونيودلهي عن عزمهما العمل على استئناف الرحلات الجوية المباشرة. رئيس الوزراء الهندي يفتتح أعلى جسر للسكك الحديدية بالعالم في كشمير وتعتبر خطوة الهند بالمقابل الآن موضع ترحيب من قبل الكثيرين. من جانبه، قال سارفجيت سانكريت، مؤسس وكالة السفر "Ghum India Ghum" (تجوّل في الهند) التي تتخذ من دلهي مقرًا لها: "السياحة الوافدة تمرّ بفترة صعبة بعد كوفيد، لذا من الجيد بالنسبة لنا أن سوقًا جديدة قد فُتحت"، مشيرًا إلى أنه كان يرى "الكثير من السيّاح الصينيين" يزورون العاصمة قبل حظر التأشيرات. وأضاف: "رفع الهند للقيود يعد أمرا جيدا بالنسبة لأصحاب المركبات، والمرشدين السياحيين، وأصحاب الفنادق"، مؤكدًا أن "الجميع سيحصل على المزيد من العمل". "بوذا يقفز فوق الجدار".. لهذا السبب ترجمة أسماء الأطعمة الصينية تعد "مهمة مستحيلة" يعد قرار الهند برفع قيود التأشيرات أحدث خطوة ضمن سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها نيودلهي وبكين لإعادة ضبط العلاقات، وذلك بعد لقاء الزعيم الصيني شي جين بينغ برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على هامش قمة "بريكس" التي عُقدت في روسيا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، وافقت الهند والصين على استئناف الرحلات التجارية المباشرة، كما وافقت بكين أخيرًا على إعادة فتح جبل "كايلاش" وبحيرة "ماناساروفار" في غرب التبت أمام الحجاج الهنود لأول مرة منذ خمس سنوات. وفي وقت سابق من هذا الشهر، التقى وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامنيام جايشانكار نظيره الصيني وانغ يي في بكين، حيث "أخذ الجانبان علمًا بالتقدّم الأخير الذي تحقق في سبيل استقرار العلاقات وإعادة بنائها، مع إعطاء الأولوية للتواصل الذي يركز على الناس"، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية الهندية. وقال هارش بانت، رئيس قسم السياسات الخارجية لدى مؤسسة "أوبزرفر" للبحوث في نيودلهي: "هناك تطبيع تدريجي في العلاقات بين الهند والصين". وأضاف: "هناك إعادة ضبط للعلاقات من كلا الطرفين، لكن هذا أيضًا يعكس التحدي الفريد الذي تواجهه الهند في إدارة علاقاتها مع الصين". ورغم التوترات المستمرة، لا تزال الهند تعتمد اقتصاديًا على الصين، وتدرك "إمكانية بناء شراكة اقتصادية" معها، مع توضيح خطوطها الحمراء، بحسب ما قاله بانت.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store