logo
بين موهبة الرسامين و"نهب الكتب".. هل يهدد الذكاء الاصطناعي جوهر الإبداع الإنساني؟

بين موهبة الرسامين و"نهب الكتب".. هل يهدد الذكاء الاصطناعي جوهر الإبداع الإنساني؟

الجزيرة٠٦-٠٤-٢٠٢٥

هل يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي ينتج صورا، ونصوصا، وأفلاما بكبسة زر أن يحل محل اليد البشرية التي تمضي عقودا في صقل موهبتها في ميادين الكتابة والفن؟
يزداد الجدل حول مصير الإبداع البشري، وحدود ما يمكن للآلة أن تحققه من دون المساس بجوهر الفن، والحق الفكري لصنّاعه. من طوكيو إلى لندن، تتوزع مشاهد القلق والمواجهة، بين صُنّاع الرسوم المتحركة والمؤلفين، في وجه زحف "الخوارزميات" على عوالم الجمال والكلمة.
في اليابان، حيث تشكلت أرقى أشكال الرسوم المتحركة في أستوديو غيبلي، يعبّر المخرج غورو ميازاكي (نجل رائد الأنمي هاياو ميازاكي) عن قلقه من سرعة تطور الذكاء الاصطناعي، ويقول: "لن يكون مفاجئا إذا تم إنتاج فيلم بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي خلال عامين"، لكنه يتساءل: "هل سيكون الجمهور مستعدا فعلا لمشاهدة عمل بلا روح بشرية؟".
ففي عالم اعتاد أن يستغرق إنجاز إطار واحد ساعات من العمل اليدوي المتقن، يبدو من الصعب على أبناء "الجيل زد" المتشبعين بالتقنية، أن يروا في الرسم اليدوي وسيلة ممكنة للعيش أو للتعبير. ويضيف غورو: "في عالم يستطيع الناس فيه مشاهدة أي شيء، في أي وقت، فقدَ الإبداع اليدوي قدرا من سحره وضرورته".
لكن التحدي لا يقف عند حدود الفرشاة، بل يمتد إلى أقلام الكتّاب. ففي لندن، نظم نحو 100 مؤلف بريطاني وقفة احتجاجية أمام مقر شركة "ميتا"، متهمين الشركة بـ"سرقة" أعمالهم الأدبية لاستخدامها في تدريب نماذجها الذكية، من دون إذن أو تعويض. وهتف المحتجون: "ميتا، ميتا، سارقة الكتب!"، متهمين رئيسها مارك زوكربيرغ بـ"نهب" مكتبة "ليب جين" (LibGen) الرقمية التي تحوي ملايين الكتب والمقالات الأكاديمية. وذلك لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وما أثار غضب المؤلفين أكثر هو تقارير صحفية تفيد بموافقة زوكربيرغ على استخدام تلك المكتبة، رغم ما تحمله من انتهاكات محتملة لحقوق النشر. الروائي إيه جيه ويست، صاحب رواية "ذا سبيريت إنجينيير" (The Spirit Engineer)، عبّر عن شعوره بـ"الاشمئزاز" لرؤية عمله يُستخدم "لتغذية تكنولوجيا صُممت لتدميرنا"، حسب تعبيره.
قرصنة الخوارزميات
ويبدو أن سؤال "من يملك المعرفة؟" يعود بقوة في عصر الذكاء الاصطناعي. هل يمكن اعتبار تغذية النماذج الذكية بنصوص وصور من دون إذن أصحابها تطورا طبيعيا في مسار التقنية، أم أنها إعادة صياغة للقرصنة، ولكن بلغة خوارزمية؟
الأزمة تكشف عن مفارقة عميقة: فبينما تسهل التكنولوجيا توليد محتوى بصري وأدبي هائل، فإنها تُهدد أيضا بأتمتة الإبداع، وتجريد العمل الفني من بصمته الإنسانية. هاياو ميازاكي، في فيديو شهير له عام 2016، وصف تجربة للذكاء الاصطناعي في رسم مخلوق زومبي بأنها "إهانة للحياة نفسها"، مضيفا أن هذا النوع من الفن "مقزز".
وبينما لم يحصل ميازاكي حتى اليوم على خليفة يُضاهي رؤيته، يبدو أن ابنه غورو –وإن كان يدرك صعوبة معادلة الإبداع في عصر التقنية– لا يزال مؤمنا بأن "اليد التي تعرف طعم الألم والحياة، لا يمكن أن تحل محلها خوارزمية".
ولا يهدد الاجتياح المتسارع لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي فقط مصدر رزق الفنانين وأصالة أعمالهم، بل يلقي بظلال من الشك على قيمة الإبداع الحقيقي في نظر الجمهور. يُخشى أن يصبح المنطق السائد هو: "لماذا ننتظر الفنان ليبدع، طالما أن الآلة تستطيع فعل ذلك بشكل أسرع وأرخص؟".
اجتياح الذكاء الصناعي للفن
بعد إصدار النسخة المحدثة من "شات جي بي تي" المسماة "جي بي تي 4 أو" (GPT4o)، شهدت الصفحات الإلكترونية سيلا من الصور والميمات التي أُنشئت بأسلوب أستوديو الرسوم المتحركة الشهير، المعروف بتنفيذه أفلاما شهيرة بينها "ماي نيبر توتورو" و"بوركو روسو" و"برنسس مونونوكي".
ويبدي غورو ميازاكي اعتقاده أن الذكاء الاصطناعي قد "يحل محل" صنّاع المحتوى يوما ما، قائلا "لن يكون مفاجئا إذا تم إنتاج فيلم (رسوم متحركة) بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي خلال عامين".
كما فتحت هذه الموجة من الصور الواسعة الانتشار -التي أنشئت بواسطة البرنامج التابع لشركة "أوبن إيه آي"- نقاشا حول حدوث انتهاك محتمل لحقوق الملكية الفكرية واستخدام المحتوى لتطوير هذا البرنامج.
لكن خلال مقابلة أجريت في نهاية مارس/آذار الماضي في مقر أستوديو غيبلي في غرب طوكيو، تساءل غورو ميازاكي عما إذا كان الجمهور سيكون مستعدا لمشاهدة فيلم رسوم متحركة يتم إنشاؤه بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، يقر المخرج -البالغ من العمر 58 عاما- بأن التقنيات الجديدة توفر "إمكانات كبيرة لظهور مواهب غير متوقعة".
الجيل الجديد
تواجه اليابان نقصا في رسامي الرسوم المتحركة المؤهلين، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن معظمهم يعتاشون من وظائف منخفضة الأجر لسنوات قبل أن يتعلموا أساسيات المهنة.
وأسس والد غورو أستوديو غيبلي مع إيساو تاكاهاتا عام 1985، بعد عام من إخراج فيلم الرسوم المتحركة "ناوسيكا أميرة وادي الرياح" الذي تدور أحداثه ما بعد نهاية العالم.
بعد وفاة تاكاهاتا عام 2018، واصل هاياو ميازاكي (84 عاما) صناعة أفلام الرسوم المتحركة مع المنتج توشيو سوزوكي (76 عاما).
ويقول غورو ميازاكي، ردا على سؤال عن مستقبل أستوديو غيبلي "إذا لم يعد هذان الشخصان قادرين على الحركة أو التحرك، فماذا سيحدث؟"، مضيفا "ليس من الممكن استبدالهما".
وعلى الرغم من سنه، فاز هاياو ميازاكي بجائزة الأوسكار الثانية في مسيرته العام الماضي عن فيلم "ذا بوي آند ذا هيرون" (The Boy and the Heron)، الذي من المرجح أن يكون آخر أفلامه الروائية الطويلة.
عادة ما تستهدف الرسوم المتحركة الأطفال، لكنّ تاكاهاتا وهاياو -اللذين ينتميان إلى "الجيل الذي شهد الحرب"- أضافا عناصر أكثر قتامة تناسب البالغين، بحسب غورو ميازاكي.
ويصف غورو ميازاكي "رائحة الموت" التي تعبق بها هذه الأفلام، قائلا "ليست هناك حلاوة فحسب، بل مرارة أيضا وأشياء أخرى متشابكة بشكل جميل في العمل"، و"هذا ما يعطي هذا العمل عمقه".
بالنسبة للشباب الذين نشؤوا في زمن السلم، "من المستحيل أن يخلقوا شيئا يحمل القدر نفسه من المعنى والنهج والموقف مثل جيل والدي"، كما يقول غورو ميازاكي.
مع انتشار الصور المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي على غرار صور أستوديو غيبلي عبر الإنترنت، ظهر مقطع فيديو يعود لعام 2016 لهاياو ميازاكي رأى فيه البعض إشارة إلى نفوره من التكنولوجيا.
وقال المؤسس المشارك لأستوديو غيبلي في فيلم وثائقي على قناة التلفزيون العامة اليابانية (إن إتش كيه): "أعتقد بصدق أن هذا الأمر يشكل إهانة للحياة نفسها".
وكان يتفاعل مع رسوم متحركة أنشئت بمساعدة الذكاء الاصطناعي لمخلوق يشبه الزومبي، وصفه بأنه "مقيت للغاية".
انضم ابن هاياو ميازاكي إلى أستوديو غيبلي عام 1998 وأخرج فيلمين للرسوم المتحركة.
كما أشرف على تطوير متحف غيبلي في منطقة كيتشيجوجي في طوكيو ومتنزه غيبلي الذي افتُتح في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في منطقة آيتشي (وسط اليابان).
وقد أحب غورو ميازاكي الرسم منذ الطفولة. ويقول إنه تعلم كثيرا من مشاهدة أعمال والده وتاكاهاتا، على الرغم من أنه "لم يعتقد أنه يمكن أن يصبح رساما" للأعمال الكرتونية بما يضاهي موهبتهما.
ويقول المخرج إن "والدتي، التي كانت تعمل رسامة للرسوم المتحركة، حثتني أيضا على عدم متابعة هذه المهنة، لأنها صعبة وتتطلب كثيرا من الجهد"، مضيفا أن والده هاياو نادرا ما كان يوجد في المنزل.
ويضيف "لكنني كنت أرغب دائما في القيام بشيء إبداعي… وأعتقد أن كوني مخرجا يناسبني".
مظاهرة لندن
ومن اليابان إلى لندن حيث تظاهر محتجون ضد شركة "ميتا"، يبدي هؤلاء المؤلفون قلقا خاص إزاء استخدام "ميتا" المفترض للمكتبة الإلكترونية "ليب جين" (LibGen) التي تعزز الوصول المجاني والمفتوح إلى المعرفة الأكاديمية وتحتوي على أكثر من 7.5 ملايين كتاب ومقالة علمية.
وفي دعوى قضائية رفعها عدد من المؤلفين ضد "ميتا" في الولايات المتحدة، تشير وثائق داخلية للشركة إلى أن زوكربيرغ وافق على استخدام "ليب جين"، حسب تقارير إعلامية أميركية.
نشرت مجلة "أتلانتيك" أخيرا قاعدة بيانات تحتوي على كل العناوين المتوفرة على "ليب جين".
وقال ناطق باسم "ميتا" لصحيفة غارديان البريطانية: "نحترم حقوق الملكية الفكرية للأطراف الثالثة، ونعتقد أن استخدامنا للمعلومات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي يتوافق مع القانون المعمول به".
لكن خارج المقر الرئيسي للشركة في لندن، قال الروائي إيه جيه ويست إنه شعر "بالاستغلال والاشمئزاز" عندما اكتشف أن كتابه "ذا سبيريت إنجينيير" موجود في قاعدة البيانات.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن "رؤية أعمالي (…) تُستخدم للسماح لأصحاب المليارات في مجال التكنولوجيا بكسب مزيد من المال، من دون إذني، أمر مثير للاشمئزاز".
وأضاف "لقد أخذوا كتبي لتغذية تكنولوجيا مصممة خصيصا لتدميري".
حاول إيه جي ويست الدخول إلى مقر "ميتا" لتسليم رسالة موقعة من كثير من المؤلفين، بينهم كايت موس وريتشارد أوسمان، عند مدخل الشركة، لكن الأبواب كانت مغلقة.
وبات الروائي يدعو الحكومة إلى التدخل في مواجهة "أكبر هجوم على حقوق النشر البريطانية في التاريخ".
وأواخر فبراير/شباط الماضي، ندد أكثر من ألف فنان بريطاني، بينهم إلتون جون ودوا ليبا، بخطة لحكومة حزب العمال تهدف إلى الحد من القيود المفروضة في قانون حقوق النشر للسماح لشركات الذكاء الاصطناعي باستخدام المحتوى بسهولة أكبر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

6 إجراءات بالذكاء الاصطناعي تساعدك في التعامل مع أطفالك وإمتاعهم
6 إجراءات بالذكاء الاصطناعي تساعدك في التعامل مع أطفالك وإمتاعهم

الجزيرة

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

6 إجراءات بالذكاء الاصطناعي تساعدك في التعامل مع أطفالك وإمتاعهم

لطالما كان ترفيه الأطفال وتعبئة وقتهم من أكبر التحديات بالنسبة لكثير من الأمهات والآباء، ولحسن الحظ دائما ما تكون التكنولوجيا مسعفة في هذه الأمور، وتأتي بحلول تُسهل حياتنا وتعلمنا شيئا جديدا، وآخر الثورات التكنولوجية كانت ابتكار الذكاء الاصطناعي الذي دخل حياتنا وبيوتنا وأصبح عنصرا أساسيا في تجاربنا اليومية. وإذا كان لديكِ أطفال صغار وتواجهين مشكلة في قضاء أوقات ممتعة معهم ولم يكن لديك الوقت لتحضير قصة أو أغنية أو أي شيء ترفيهي، فإن الذكاء الاصطناعي قادر على تقديم حلول مبتكرة عن طريق بعض التوجيهات منك، وببعض المدخلات البسيطة تصبحين قادرة على تقديم الترفيه والثقافة والتعلم لأطفالك وتحويل الأنشطة اليومية إلى تجارب تعليمية ممتعة، وسنذكر لك أفضل 6 إجراءات تساعدك في التعامل مع أطفالك باستخدام الذكاء الاصطناعي. إنشاء قصة قبل النوم تُعد القصص قبل النوم أمرا ضروريا عند كثير من الأطفال، لا سيما الذين اعتادوها، ولكن في يوم ما قد تكونين منهكة وليس لديكِ إلهام للتوصل إلى شيء، أو أن القصص التي اشتريتيها قرأتيها كلها عليهم، وتحتاجين إلى قصة جاهزة لأطفالك الذين ينتظرونك ولن يناموا سعداء بدونها. يمكنك ببساطة أن تستخدمي أحد روبوتات الدردشة مثل "شات جي بي تي" بشكل مجاني وأن تعطيه بعض التعليمات البسيطة والأفكار، وسيبدأ بكتابة القصة في ثوانٍ، ولتحقيق أكبر فائدة يجب عليك كتابة التعليمات بعناية بحيث تكون مخصصة ومستهدفة تناسب ثقافتك. ويستطيع "شات جي بي تي" أن يأخذ أفكارا غامضة أو كلمات عشوائية ويصنع منها شيئا مسليا يناسب أطفالك، جربي أن تكتبي له "هل يُمكنك أن تُخبرني قصة ما قبل النوم عن فتاة صغيرة (اختر لها اسما يناسب الأطفال) شجاعة معها عصا سحرية وتعيش في طبيعة هادئة، ويحاول مخلوق ماكر (اعطه اسما شريرا مناسبا للأطفال) إيذاء الفتاة الصغيرة، ولكنها تقوم بحيل ذكية وتنتصر عليه". سيقوم روبوت الدردشة بإنشاء القصة التي طلبتيها في ثوانٍ، ويمكنك قراءتها لأطفالك في غضون 10 دقائق وستكون النتائج مبهرة ومميزة. إنشاء أغان للأطفال تُعد الأغاني من أكثر الأشياء التي يقبلها الطفل ويتفاعل معها، ومن الجميل أن تقدمي لطفل شيئا مخصصا من إنشائك، ولإنشاء أغنية اليوم، فأنت لست بحاجة إلى مغن أو مُلحن أو آلات موسيقية فالذكاء الاصطناعي سيتكفل بكل شيء. استخدمي "شات جي بي تي" واطلبي منه إعطاءك 10 اقتراحات لأغان مناسبة للأطفال، وسيقدم روبوت الدردشة اقتراحات وعناوين لأغان تناسب الأطفال، يمكنك اختيار أحدها مثل أغنية "رحلة إلى حديقة الحيوان"، اطلبي من روبوت الدردشة مرة ثانية إنشاء كلمات أغنية بعنوان "رحلة إلى حديقة الحيوان" تناسب الأطفال وسيقوم بكتابة ما طلبت. والآن بعد أن أصبحت لديك كلمات أغنية جاهزة، يمكن الانتقال إلى المرحلة التالية، وهي إنشاء الأغنية مع الموسيقى والصوت والإيقاعات، وتتوفر عديد من المواقع التي توفر هذه الخدمة أبرزها موقع "سونو" (Suno). ادخلي إلى موقع "سونو" وسجلي فيه، ثم اضغطي على خيار "إنشاء"، وفعّلي زر "تخصيص" في أعلى الشاشة، وستكون لديك عدة خانات– في الخانة الأولى توضع كلمات الأغنية التي أنشأها "شات جي بي تي"، وفي الخانة الثانية سيطلب اختيار أسلوب الأغنية– بعد الانتهاء من كل شيء اضغطي على زر إنشاء الموجود في الأسفل. سيقوم نموذج "سونو" بإنشاء أغنيتين بالكلمات التي كتبتيها، ويضيف لحنا وإيقاعا مناسبا، ورغم أن هذه الميزة جميلة وتستحق التجربة، فإن النموذج قد يعاني بعض الشيء من النطق باللغة العربية. إنشاء صورة من وحي خيال أطفالك يحب الأطفال تخيل الشخصيات وإبهار الآخرين بإنجازاتهم، وبمساعدة الذكاء الاصطناعي يمكنك أن تمنح طفلك فرصة ليُخرج ما في ذهنه ويجسد تخيلاته بطريقة ممتعة وتعليمية. كل ما عليك فعله هو الدخول لأحد مولدات الصور بالذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي"، وتسجيل الدخول، وسيكون جاهزا لتوليد الصور، ومن الأفضل أن تجعلي طفلك يولد الصورة بنفسه ويكتب المدخلات بطريقته، ولكن من جهة أخرى يُفضل أن تُقدمي له بعض الإرشادات، مثل أن يكون الوصف دقيقا وموجها للوصول إلى الصورة التي يتخيلها. وبكتابة عبارات مثل "تنين مصنوع من الغيوم" أو "روبوت يرسم تحفة فنية"، يمكن للأطفال رؤية أفكارهم تتجسد على أرض الواقع، إنها طريقة سهلة ليفهموا الذكاء الاصطناعي وخيار رائع للأطفال لتعلم الإبداع والتصميم والاطلاع على إمكانيات التكنولوجيا اللامحدودة. يمكنك استخدام "شات جي بي تي" لإنشاء صور تلبي رغباتك، كما تتوفر عديد من المواقع لإنشاء الصور من الوصف، يمكنك تجربتها واختيار الأنسب لطفلك. وقت الوجبات الخفيفة قد يكون تحضير وجبات خفيفة صحية للأطفال الصغار (من عمر سنة إلى 5 سنوات) صعبا للغاية، لأن فضول الأطفال يدفعهم للمشاركة، فالمطبخ ليس مكانا آمنا للأطفال حيث يمكن للطفل أن يؤذي نفسه من سكين أو خلاط أو فرن. ولإيجاد حل لهذه المشكلة يمكن الاعتماد على "شات جي بي تي" لإعطاء اقتراحات عن وجبات خفيفة وصحية يمكن للطفل المشاركة بها، افتحي روبوت الدردشة، وجرّبي كتابة "أعطني أفكارا لوجبات خفيفة صحية يُمكن للأطفال مساعدتي في تحضيرها"، وسيقدم لك نصائح مفيدة مثل تحضير ساندويشة صغيرة (اللبنة مثلا) وسيقول "دعي طفلك يدهن اللبنة بملعقة ويضع الخضار بترتيب معين ويرش النعناع في النهاية" أو صنع أعواد الفواكه – "قومي بتجهيز فواكه على شكل قطع، ودعي طفلك يختار ويرتب الفواكه على العود". ابتكار ألعاب للأطفال في الأيام الممطرة، قد تصبح تسلية الأطفال داخل المنزل تحديا لكثيرين، خاصة إذا شعر الأطفال بالملل من ألعابهم المعتادة، وفي هذه الحالة من المفيد جدا استخدام "شات جي بي تي" ليقترح بعض الألعاب التي تناسبك ولا تتطلب هواتف أو أجهزة أو مهارات خاصة. اكتبي في الدردشة "ابتكر لعبة بسيطة للأطفال الصغار لا تتطلب كثيرا من الإعداد أو التنظيف"، ويمكنك تخصيص طلبك بتحديد عدد أطفالك، وهل هم فتيان أم فتيات لإعطائك لعبة مخصصة. وسيقترح لك روبوت الدردشة اسم اللعبة والعمر المناسب وطريقة اللعب، بالإضافة إلى الفوائد التي سيكتسبها طفلك من اللعبة، وبهذه التجربة تستطيعين تنمية مهارات أطفالك وقضاء وقت ممتع معهم بدل الاعتماد على الهواتف الذكية والتي قد يكون لها آثار سلبية عليهم. إصابات الأطفال الإصابات لدى الأطفال أمر لا مفر منه، مثل الزكام أو الكدمات الخفيفة، ولجعل رحلة التعافي سهلة وميسورة يجب الحفاظ على معنوياتهم مرتفعة وإعطاؤهم الدواء الذي غالبا ما يرفضونه. سيكون "شات جي بي تي" مساعدا حقيقيا في هذه الأوقات وسيقدم خيارات مفيدة، مثلا اسألي روبوت الدردشة "كيف يمكنني جعل طفلي الصغير يتناول دواءه من دون شكوى؟" وسيعطيك "شات جي بي تي" خيارات منطقية وتفاصيل مناسبة، وستلاحظين أنه يهتم ببعض التفاصيل التي لا تخطر ببالك أحيانا مثل سبب الرفض، هل هو بسبب الطعم أو القوام أو بسبب الخوف، وسيقدم حلولا مجربة تناسب حالتك. وينطبق الأمر نفسه عند حدوث كدمات ووضع ضمادة، سيكون "شات جي بي تي" مساعدا مفيدا وسيقدم أبرز الإسعافات الأولية وسيكون أداة مفيدة يمكنك اللجوء إليها للحصول على نصائح دقيقة في أي وقت.

بين موهبة الرسامين و"نهب الكتب".. هل يهدد الذكاء الاصطناعي جوهر الإبداع الإنساني؟
بين موهبة الرسامين و"نهب الكتب".. هل يهدد الذكاء الاصطناعي جوهر الإبداع الإنساني؟

الجزيرة

time٠٦-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

بين موهبة الرسامين و"نهب الكتب".. هل يهدد الذكاء الاصطناعي جوهر الإبداع الإنساني؟

هل يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي ينتج صورا، ونصوصا، وأفلاما بكبسة زر أن يحل محل اليد البشرية التي تمضي عقودا في صقل موهبتها في ميادين الكتابة والفن؟ يزداد الجدل حول مصير الإبداع البشري، وحدود ما يمكن للآلة أن تحققه من دون المساس بجوهر الفن، والحق الفكري لصنّاعه. من طوكيو إلى لندن، تتوزع مشاهد القلق والمواجهة، بين صُنّاع الرسوم المتحركة والمؤلفين، في وجه زحف "الخوارزميات" على عوالم الجمال والكلمة. في اليابان، حيث تشكلت أرقى أشكال الرسوم المتحركة في أستوديو غيبلي، يعبّر المخرج غورو ميازاكي (نجل رائد الأنمي هاياو ميازاكي) عن قلقه من سرعة تطور الذكاء الاصطناعي، ويقول: "لن يكون مفاجئا إذا تم إنتاج فيلم بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي خلال عامين"، لكنه يتساءل: "هل سيكون الجمهور مستعدا فعلا لمشاهدة عمل بلا روح بشرية؟". ففي عالم اعتاد أن يستغرق إنجاز إطار واحد ساعات من العمل اليدوي المتقن، يبدو من الصعب على أبناء "الجيل زد" المتشبعين بالتقنية، أن يروا في الرسم اليدوي وسيلة ممكنة للعيش أو للتعبير. ويضيف غورو: "في عالم يستطيع الناس فيه مشاهدة أي شيء، في أي وقت، فقدَ الإبداع اليدوي قدرا من سحره وضرورته". لكن التحدي لا يقف عند حدود الفرشاة، بل يمتد إلى أقلام الكتّاب. ففي لندن، نظم نحو 100 مؤلف بريطاني وقفة احتجاجية أمام مقر شركة "ميتا"، متهمين الشركة بـ"سرقة" أعمالهم الأدبية لاستخدامها في تدريب نماذجها الذكية، من دون إذن أو تعويض. وهتف المحتجون: "ميتا، ميتا، سارقة الكتب!"، متهمين رئيسها مارك زوكربيرغ بـ"نهب" مكتبة "ليب جين" (LibGen) الرقمية التي تحوي ملايين الكتب والمقالات الأكاديمية. وذلك لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وما أثار غضب المؤلفين أكثر هو تقارير صحفية تفيد بموافقة زوكربيرغ على استخدام تلك المكتبة، رغم ما تحمله من انتهاكات محتملة لحقوق النشر. الروائي إيه جيه ويست، صاحب رواية "ذا سبيريت إنجينيير" (The Spirit Engineer)، عبّر عن شعوره بـ"الاشمئزاز" لرؤية عمله يُستخدم "لتغذية تكنولوجيا صُممت لتدميرنا"، حسب تعبيره. قرصنة الخوارزميات ويبدو أن سؤال "من يملك المعرفة؟" يعود بقوة في عصر الذكاء الاصطناعي. هل يمكن اعتبار تغذية النماذج الذكية بنصوص وصور من دون إذن أصحابها تطورا طبيعيا في مسار التقنية، أم أنها إعادة صياغة للقرصنة، ولكن بلغة خوارزمية؟ الأزمة تكشف عن مفارقة عميقة: فبينما تسهل التكنولوجيا توليد محتوى بصري وأدبي هائل، فإنها تُهدد أيضا بأتمتة الإبداع، وتجريد العمل الفني من بصمته الإنسانية. هاياو ميازاكي، في فيديو شهير له عام 2016، وصف تجربة للذكاء الاصطناعي في رسم مخلوق زومبي بأنها "إهانة للحياة نفسها"، مضيفا أن هذا النوع من الفن "مقزز". وبينما لم يحصل ميازاكي حتى اليوم على خليفة يُضاهي رؤيته، يبدو أن ابنه غورو –وإن كان يدرك صعوبة معادلة الإبداع في عصر التقنية– لا يزال مؤمنا بأن "اليد التي تعرف طعم الألم والحياة، لا يمكن أن تحل محلها خوارزمية". ولا يهدد الاجتياح المتسارع لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي فقط مصدر رزق الفنانين وأصالة أعمالهم، بل يلقي بظلال من الشك على قيمة الإبداع الحقيقي في نظر الجمهور. يُخشى أن يصبح المنطق السائد هو: "لماذا ننتظر الفنان ليبدع، طالما أن الآلة تستطيع فعل ذلك بشكل أسرع وأرخص؟". اجتياح الذكاء الصناعي للفن بعد إصدار النسخة المحدثة من "شات جي بي تي" المسماة "جي بي تي 4 أو" (GPT4o)، شهدت الصفحات الإلكترونية سيلا من الصور والميمات التي أُنشئت بأسلوب أستوديو الرسوم المتحركة الشهير، المعروف بتنفيذه أفلاما شهيرة بينها "ماي نيبر توتورو" و"بوركو روسو" و"برنسس مونونوكي". ويبدي غورو ميازاكي اعتقاده أن الذكاء الاصطناعي قد "يحل محل" صنّاع المحتوى يوما ما، قائلا "لن يكون مفاجئا إذا تم إنتاج فيلم (رسوم متحركة) بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي خلال عامين". كما فتحت هذه الموجة من الصور الواسعة الانتشار -التي أنشئت بواسطة البرنامج التابع لشركة "أوبن إيه آي"- نقاشا حول حدوث انتهاك محتمل لحقوق الملكية الفكرية واستخدام المحتوى لتطوير هذا البرنامج. لكن خلال مقابلة أجريت في نهاية مارس/آذار الماضي في مقر أستوديو غيبلي في غرب طوكيو، تساءل غورو ميازاكي عما إذا كان الجمهور سيكون مستعدا لمشاهدة فيلم رسوم متحركة يتم إنشاؤه بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يقر المخرج -البالغ من العمر 58 عاما- بأن التقنيات الجديدة توفر "إمكانات كبيرة لظهور مواهب غير متوقعة". الجيل الجديد تواجه اليابان نقصا في رسامي الرسوم المتحركة المؤهلين، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن معظمهم يعتاشون من وظائف منخفضة الأجر لسنوات قبل أن يتعلموا أساسيات المهنة. وأسس والد غورو أستوديو غيبلي مع إيساو تاكاهاتا عام 1985، بعد عام من إخراج فيلم الرسوم المتحركة "ناوسيكا أميرة وادي الرياح" الذي تدور أحداثه ما بعد نهاية العالم. بعد وفاة تاكاهاتا عام 2018، واصل هاياو ميازاكي (84 عاما) صناعة أفلام الرسوم المتحركة مع المنتج توشيو سوزوكي (76 عاما). ويقول غورو ميازاكي، ردا على سؤال عن مستقبل أستوديو غيبلي "إذا لم يعد هذان الشخصان قادرين على الحركة أو التحرك، فماذا سيحدث؟"، مضيفا "ليس من الممكن استبدالهما". وعلى الرغم من سنه، فاز هاياو ميازاكي بجائزة الأوسكار الثانية في مسيرته العام الماضي عن فيلم "ذا بوي آند ذا هيرون" (The Boy and the Heron)، الذي من المرجح أن يكون آخر أفلامه الروائية الطويلة. عادة ما تستهدف الرسوم المتحركة الأطفال، لكنّ تاكاهاتا وهاياو -اللذين ينتميان إلى "الجيل الذي شهد الحرب"- أضافا عناصر أكثر قتامة تناسب البالغين، بحسب غورو ميازاكي. ويصف غورو ميازاكي "رائحة الموت" التي تعبق بها هذه الأفلام، قائلا "ليست هناك حلاوة فحسب، بل مرارة أيضا وأشياء أخرى متشابكة بشكل جميل في العمل"، و"هذا ما يعطي هذا العمل عمقه". بالنسبة للشباب الذين نشؤوا في زمن السلم، "من المستحيل أن يخلقوا شيئا يحمل القدر نفسه من المعنى والنهج والموقف مثل جيل والدي"، كما يقول غورو ميازاكي. مع انتشار الصور المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي على غرار صور أستوديو غيبلي عبر الإنترنت، ظهر مقطع فيديو يعود لعام 2016 لهاياو ميازاكي رأى فيه البعض إشارة إلى نفوره من التكنولوجيا. وقال المؤسس المشارك لأستوديو غيبلي في فيلم وثائقي على قناة التلفزيون العامة اليابانية (إن إتش كيه): "أعتقد بصدق أن هذا الأمر يشكل إهانة للحياة نفسها". وكان يتفاعل مع رسوم متحركة أنشئت بمساعدة الذكاء الاصطناعي لمخلوق يشبه الزومبي، وصفه بأنه "مقيت للغاية". انضم ابن هاياو ميازاكي إلى أستوديو غيبلي عام 1998 وأخرج فيلمين للرسوم المتحركة. كما أشرف على تطوير متحف غيبلي في منطقة كيتشيجوجي في طوكيو ومتنزه غيبلي الذي افتُتح في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في منطقة آيتشي (وسط اليابان). وقد أحب غورو ميازاكي الرسم منذ الطفولة. ويقول إنه تعلم كثيرا من مشاهدة أعمال والده وتاكاهاتا، على الرغم من أنه "لم يعتقد أنه يمكن أن يصبح رساما" للأعمال الكرتونية بما يضاهي موهبتهما. ويقول المخرج إن "والدتي، التي كانت تعمل رسامة للرسوم المتحركة، حثتني أيضا على عدم متابعة هذه المهنة، لأنها صعبة وتتطلب كثيرا من الجهد"، مضيفا أن والده هاياو نادرا ما كان يوجد في المنزل. ويضيف "لكنني كنت أرغب دائما في القيام بشيء إبداعي… وأعتقد أن كوني مخرجا يناسبني". مظاهرة لندن ومن اليابان إلى لندن حيث تظاهر محتجون ضد شركة "ميتا"، يبدي هؤلاء المؤلفون قلقا خاص إزاء استخدام "ميتا" المفترض للمكتبة الإلكترونية "ليب جين" (LibGen) التي تعزز الوصول المجاني والمفتوح إلى المعرفة الأكاديمية وتحتوي على أكثر من 7.5 ملايين كتاب ومقالة علمية. وفي دعوى قضائية رفعها عدد من المؤلفين ضد "ميتا" في الولايات المتحدة، تشير وثائق داخلية للشركة إلى أن زوكربيرغ وافق على استخدام "ليب جين"، حسب تقارير إعلامية أميركية. نشرت مجلة "أتلانتيك" أخيرا قاعدة بيانات تحتوي على كل العناوين المتوفرة على "ليب جين". وقال ناطق باسم "ميتا" لصحيفة غارديان البريطانية: "نحترم حقوق الملكية الفكرية للأطراف الثالثة، ونعتقد أن استخدامنا للمعلومات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي يتوافق مع القانون المعمول به". لكن خارج المقر الرئيسي للشركة في لندن، قال الروائي إيه جيه ويست إنه شعر "بالاستغلال والاشمئزاز" عندما اكتشف أن كتابه "ذا سبيريت إنجينيير" موجود في قاعدة البيانات. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن "رؤية أعمالي (…) تُستخدم للسماح لأصحاب المليارات في مجال التكنولوجيا بكسب مزيد من المال، من دون إذني، أمر مثير للاشمئزاز". وأضاف "لقد أخذوا كتبي لتغذية تكنولوجيا مصممة خصيصا لتدميري". حاول إيه جي ويست الدخول إلى مقر "ميتا" لتسليم رسالة موقعة من كثير من المؤلفين، بينهم كايت موس وريتشارد أوسمان، عند مدخل الشركة، لكن الأبواب كانت مغلقة. وبات الروائي يدعو الحكومة إلى التدخل في مواجهة "أكبر هجوم على حقوق النشر البريطانية في التاريخ". وأواخر فبراير/شباط الماضي، ندد أكثر من ألف فنان بريطاني، بينهم إلتون جون ودوا ليبا، بخطة لحكومة حزب العمال تهدف إلى الحد من القيود المفروضة في قانون حقوق النشر للسماح لشركات الذكاء الاصطناعي باستخدام المحتوى بسهولة أكبر.

ذكاء اصطناعي يعيد رسم العالم الساحر لأستوديو "غيبلي" دون إذن
ذكاء اصطناعي يعيد رسم العالم الساحر لأستوديو "غيبلي" دون إذن

الجزيرة

time٣١-٠٣-٢٠٢٥

  • الجزيرة

ذكاء اصطناعي يعيد رسم العالم الساحر لأستوديو "غيبلي" دون إذن

بعد أيام قليلة من إطلاق " أوبن إيه آي" أحدث مولد صور بالذكاء الاصطناعي، انتشرت على مواقع التواصل صور من إنشاء " شات جي بي تي" تحاكي أعمال أستوديو غيبلي الياباني، حيث قام المستخدمون بتحويل صور المشاهير وصورهم الشخصية إلى رسوم بنمط غيبلي وبتفاصيل دقيقة جدا. وفقا لموقع "سي إن إن". ولإنشاء صورة بهذا الأسلوب كل ما عليك هو رفع صورة في "شات جي بي تي" وكتابة الأمر "أعد تصميم هذه الصورة بأسلوب أستوديو غيبلي مع الحفاظ على جميع التفاصيل" (Restyle image in studio Ghibli style keep all details) وسيقوم النموذج بتحليل صور أستوديو غيبلي وتحويل الصورة التي رفعتها إلى صورة مرسومة بنفس أسلوب الأستوديو المُميز. ورغم النتائج المبهرة لهذا التحديث، فإنه سلط الضوء على المخاوف الأخلاقية بشأن أدوات الذكاء الاصطناعي المدربة على الأعمال الإبداعية المحمية بحقوق الطبع والنشر وما قد يعنيه هذا بالنسبة لمستقبل الفنانين. وقد أعرب مُؤسس أستوديو غيبلي هاياو ميازاكي (84 عاما)، المعروف بأسلوبه اليدوي في الرسم وقصصه الخيالية، عن شكوكه حول دور الذكاء الاصطناعي في صناعة الرسوم المتحركة. بدأت القصة عندما قام شخص يدعى جانو لينجيسواران بتجربة مولد الصور الجديد في "شات جي بي" وتحويل صورة قطته إلى صورة بنمط غيبلي. كانت النتيجة مذهلة حيث أبدت القطة تشابها كبيرا مع القطط المرسومة في أعمال ميازاكي، ولاقت الصورة رواجا واسعا لدى المستخدمين مما دفعهم لتجربة الأمر. وقد أثار رواج تحويل الصور إلى نمط غيبلي اهتمام الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" سام التمان ودفعه للمشاركة في هذا الحدث، وقام بتغيير صورة ملفه الشخصي إلى صورة مصممة بنمط غيبلي. وبسبب الرواج الكبير الذي حققه نموذج توليد الصور كتب ألتمان على حسابه معلقا "من الرائع جدا أن يستمتع الناس بميزة توليد الصور في (شات جي بي تي)، ولكن ذلك تسبب في إنهاك وحدات معالجة الرسومات لدينا، ولهذا سنضع قيودا للحد الأقصى من الصور التي يمكن توليدها ريثما نعمل على تحسينها -أتمنى ألا يطول الأمر- وسنسمح بإنشاء 3 صور يوميا للمستخدمين المجانيين". وبالمقابل، ذكرت "أوبن إيه آي" في ورقة فنية أن الأداة الجديدة ستتخذ نهجا محافظا في طريقة محاكاتها للجماليات الخاصة بالفنانين، وقالت "أضفنا خاصية جديدة تعمل عندما يحاول المستخدم إنشاء صورة بأسلوب فنان حي"، ولكن الشركة أضافت -في بيان- أنها لا تزال تسمح لأدواتها بتقليد أنماط فنية مُعينة. رأي هاياو ميازاكي بالذكاء الاصطناعي مع انتشار الصور المصممة بنمط غيبلي على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت تعليقات وأقاويل ميازاكي السابقة حول الرسوم المتحركة المولدة بالذكاء الاصطناعي، وانتشر فيديو يعود لعام 2016 يُظهر ميازاكي ينتقد الذكاء الاصطناعي واصفا إياه بأنه إهانة للحياة نفسها، وقال إنه لن يرغب أبدا في دمج هكذا تقنية في أعماله على الإطلاق. وهذا الأمر دفع ميازاكي إلى سرد قصة، حيث قال: "كل صباح -وليس في الأيام الأخيرة- أرى صديقي الذي يعاني من إعاقة شديدة في ذراعه لدرجة أنه لا يستطيع حتى مصافحتي، وعندما أفكر فيه لا يمكنني مشاهدة هذه الأشياء واعتبارها مثيرة للاهتمام، فمن يصنع هذه الأشياء لا يعرف معنى الألم". الذكاء الاصطناعي يستخدم أعمال ميازاكي دون إذن قال جوش ويغنسبيرغ، وهو شريك في شركة المحاماة "برايور كاشمان" (Pryor Cashman)، إن هناك تساؤلات عما إذا كان نموذج الذكاء الاصطناعي قد دُرب على أعمال ميازاكي أو أستوديو غيبلي، وهذه التساؤلات تثير سؤالا آخر وهو "هل لديهم حتى ترخيص أو إذن للقيام بهذا التدريب أم لا؟". وأضاف ويغنسبيرغ أنه إذا كان العمل مرخصا للتدريب فقد يكون من المنطقي أن تسمح الشركة بهذا النوع من الاستخدام، ولكن لو كان هذا النوع من الاستخدام يحدث بدون موافقة وتعويض فإن هذه مشكلة. وأشار إلى أن هناك مبدأ عاما يقول إن الأسلوب لا يمكن حمايته بموجب حقوق الطبع والنشر، ولكن ما يفكر فيه الناس عندما يقولون "أسلوب" قد يكون عناصر أكثر تحديدا يمكن تمييزها وعناصر منفصلة من عمل فني. وقال لو أخذنا بعض أعمال ميازاكي مثل "هولس موفينغ كاستل" (Howl's Moving Castle) أو "سيبرتد أوي" (Spirited Away) وأوقفنا الفيلم عند لقطة معينة وأشرنا إلى عناصر محددة، ثم نظرنا إلى الصور التي ينتجها الذكاء الاصطناعي، سنجد عناصر متطابقة أو شديدة التشابه. لذلك لا يكفي مجرد القول إن الأسلوب ليس محميا بموجب قانون حقوق الطبع والنشر، فهذا ليس بالضرورة نهاية البحث أو التحقيق في الأمر. ومن جانبها، أفادت الفنانة كارلا أورتيز بأن ما جرى مؤخرا هو دليل واضح أن شركات مثل "أوبن إيه آي" لا تهتم بأعمال الفنانين وسبل عيشهم، وقالت: "هذا استغلال لعلامة غيبلي التجارية واسمها وسمعتها للترويج لمنتجات (أوبن إيه آي)، وهذا بمثابة إهانة للفن"، وتُعرف أورتيز أنها نشأت وهي تشاهد أفلام ميازاكي، كما رفعت دعوى قضائية ضد شركات توليد الصور بالذكاء الاصطناعي بتهمة انتهاك حقوق الطبع والنشر. وزاد غضب أورتيز عندما شاركت إدارة ترامب في الحدث الأخير مستخدمه حساب البيت الأبيض الرسمي على منصة "إكس" ونشرت صورة بنمط غيبلي لامرأة تبكي من جمهورية الدومينيكان اعتقلت مؤخرا من قبل سلطات الهجرة الأميركية. وكتبت أورتيز على وسائل التواصل "إنه لمن المخزي تشويه عمل رائع مثل أعمال ميازكي واستغلاله لإنتاج شيء فاسد"، وأضافت إنها تأمل أن يقوم أستوديو غيبلي بمقاضاة "أوبن إيه آي" بسبب ذلك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store