logo
حل "العمال الكردستاني" يسهل مسار الإتفاق بين الشرع و"قسد"

حل "العمال الكردستاني" يسهل مسار الإتفاق بين الشرع و"قسد"

بعد أن كان زعيم حزب "العمال الكردستاني" ​عبدالله أوجلان​، دعا أنصار حزبه إلى إلقاء السلاح وحل المجموعة المسلحة، في 27 شباط الماضي، أعلن الحزب، أمس، حل الهيكل التنظيمي للحزب وإنهاء أسلوب الكفاح المسلح، بالإضافة إلى إنهاء الأنشطة التي كانت تمارس باسمه، مشيراً إلى أن حل الحزب وإنهاء أسلوبه في الكفاح المسلح، يوفر أساساً قوياً للسلام الدائم والحل الديمقراطي.
من حيث المبدأ، هذا المسار من المفترض أن يستكمل بشكل أوضح، في المرحلة المقبلة، لا سيما أن "العمال الكردستاني" لفت إلى أن تنفيذ القرارات المذكورة يتطلب أن يدير أوجلان العملية ويوجهها، والاعتراف بالحق في السياسة الديمقراطية وضمانة قانونية متينة وكاملة، ما يعني أن هناك خطوات يجب أن تقوم بها الحكومة التركية، إلا أن الأساس يبقى إنعكاس هذا التطور على العديد من الساحات الأخرى، لا سيما سوريا، التي لدى الأكراد فيها حضوراً بارزاً.
في هذا السياق، يعتبر الخبير في ​الشؤون التركية​ الدكتور محمد نورالدين، في حديث لـ"النشرة"، أن المشترك بين المسارين هو دور حزب "العمال الكردستاني"، الذي يعتبر داعماً أو راعياً لبنية "قسد"، وبالتالي بعد هذا التحول من الطبيعي أن ينفتح التركي على إحتمال الحل، الذي لن يكون موجهاً للحركة الكردية في تركيا فقط بل أيضاً في سوريا، ضمن شروط معينة.
من جانبها، تشير مصادر متابعة، عبر "النشرة"، إلى الإتفاق الذي كان قد وقع بين الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع وقائد "​قوات سوريا الديمقراطية​" مظلوم عبادي، في 10 آذار الماضي، أي بعد أيام قليلة من الدعوة التي كان قد وجهها أوجلان، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تلعب دوراً أساسياً في هذا المجال، بالإضافة إلى الجانب الأوروبي، من خلال ما تقوم به فرنسا.
وإنطلاقاً من أن أنقرة تعتبر الداعم الأبرز للسلطة الجديدة في سوريا، في حين كانت واشنطن وباريس من أبرز داعمي "قوات سوريا الديمقراطية" في السنوات الماضية، ترى المصادر نفسها أن من الطبيعي أن يكون هناك خطوات جديدة في مسار الإتفاق الأول في الفترة المقبلة، على قاعدة أن تركيا حصلت على ورقة مهمة تتعلق بواقعها الداخلي، وبالتالي من المفترض أن تلعب دوراً مساعداً في مسار المفاوضات في سوريا.
بدوره، يوضح نور الدين أن الإتفاق الذي وقع بين الشرع وعبادي لم يأت كردة فعل على ما حصل في الساحل السوري، كما تم الترويج، بل جاء كما لو أنه جزءاً من مسار حل المشكلة الكردية في تركيا، ولذلك لم تعد توجه أنقرة تهديدات لـ"قسد"، في حين أن ردة فعلها على الإتفاق كانت متحفظة لكنها غير رافضة.
في هذا المجال، من الضروري الإشارة إلى أن الرئاسة السورية كانت قد أعلنت، قبل نحو أسبوعين، أن تصريحات قيادة "قسد" حول الفيدرالية تتعارض مع مضمون الاتفاق الموقع معها وتهدد وحدة البلاد وسلامتها، بعد أن كان مؤتمر "وحدة الصف والموقف الكردي" قد قدم رؤيته السياسية، داعياً إلى اعتماد نظام حكم برلماني يقوم على التعددية السياسية وفصل السلطات، مع مجالس محلية في إطار نظام لا مركزي، يوزع السلطة والثروة بشكل عادل بين المركز والأطراف.
بناء على ما تقدم، ترى المصادر المتابعة أن قوة الدفع الدولية، تحديداً الأميركية، من الممكن أن تساعد في دفع الإتفاق المتعلق بأكراد سوريا إلى الأمام بسرعة أكبر، خصوصاً أن تركيا قد تكون، مع تقدم الخطوات المتعلقة بحل "العمال الكردستاني"، أكثر إنفتاحاً، مع العلم أنها كانت قد قدمت، في الفترة الماضية، قائمة تتضمن مجموعة من الأسماء التي تطالب بترحيلها خارج سوريا.
في المحصلة، يلفت نور الدين إلى أن صورة الحل في البلدين قد تكون متشابهة، لكنه يؤكد أنها ستكون بمستوى أقل حدة في تركيا، بسبب الذهنية القومية التي ترفض طروحات الحكم الذاتي أو الفيدرالية، بينما في سوريا الحل المحتمل من المرجح أن يكون أقل من الواقع القائم في كردستان العراق، لكنه في الوقت نفسه أعلى من ذلك الذي من الممكن أن يحصل في تركيا.
ماهر الخطيب - النشرة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

توماس باراك.. هل يحرّك "المياه الراكدة" في ملف أكراد سوريا؟
توماس باراك.. هل يحرّك "المياه الراكدة" في ملف أكراد سوريا؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 6 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

توماس باراك.. هل يحرّك "المياه الراكدة" في ملف أكراد سوريا؟

رأى خبيران أن تعيين السفير الأمريكي في تركيا توماس باراك مبعوثا إلى سوريا، يشكل "منعطفاً جديداً"، خاصة بشأن العلاقات الكردية التركية. وبينما يرى الأول أن باراك بخبرته الواسعة في الملف السوري، قد يتمكن من تخفيف الاحتقان عبر وساطة فعالة مع أنقرة، يشير الخبير الثاني إلى تعقيدات الموقف، خاصة فيما يتعلق بمستقبل وحدات حماية الشعب ونزع سلاحها. ويبرز الجدل حول قدرة السفير الجديد على تحقيق توازن دقيق بين المطالب التركية الرامية إلى نزع سلاح القوات الكردية، وحقوق المكون الكردي في سوريا. "قدرات جيدة" وقال رئيس منظمة "كرد بلا حدود"، كادار بيري، إن "السفير الأمريكي في تركيا توماس باراك، هو من سيستلم الملف السوري، وسيتم تعيينه؛ لأنه الأعلم والأدرى بخفايا الأمور سواء كانت في الداخل السوري أو حتى مع المعارضة السورية". وأضاف بيري لـ "إرم نيوز"، أن "تكليف باراك سيوفر الوقت على الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما أن له طرقا واتصالات للتفاهم أكثر مع الدولة التركية، لكن هو بطبيعة الحال يمثل دولته ومصالحها". ولفت إلى "الاعتقاد السائد أنه سيملك قدرات جيدة في الملف السوري خاصة وأنه يدرك خفايا الأمور، وخفايا الخلافات الكردية-التركية، وهو مطلع على المصالحات والاتفاقات التي حصلت أخيرا بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية، وهذا أيضاً سيكون له تأثير إيجابي على الملف السوري". وأوضح"من خلال هذا التعيين يجب الإشارة إلى نقطة جداً مهمة وهي وقف الضغط التركي على سوريا". "تعقيدات" من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا عماد مجول، إن "تعقيدات المشهد السوري مازالت تطفو على السطح، لكن مع تعيين السفير الأمريكي في تركيا توماس باراك، مبعوثاً لسوريا، قد يخف الاحتقان؛ لما لهذا السفير من تأثير كبير على أنقرة". وأضاف مجول لـ "إرم نيوز"، أن "السفير باراك قد يستطيع إقناع تركيا بإيجاد صيغة معينة تعود بالنفع على مستقبل سوريا، وخاصة مستقبل العلاقة بين الحكومة السورية الجديدة والقيادات الكردية في شمال وشرق سوريا". ورأى أن "تركيا ستعمل باتجاه نزع سلاح القوات الكردية، وسيرتبط نزع السلاح بالاتفاق الذي جرى مسبقاً مع قيادات حزب العمال الكردستاني بعد قرار مؤتمره بحل الحزب وترك السلاح استجابةً لرسالة عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني". وأوضح مجول، أن "كل هذه المستجدات ستقابل بتعقيدات كبيرة، ولن تكون بالأمر السهل، وسيكون الأمر صعباً على عمل المبعوث الجديد للولايات المتحدة في سوريا، خاصة لجهة إيجاد صيغة توافقية تقنع تركيا بقبول وجود هذه القوات مسلحة أو مدمجة في إطار المؤسسات الرسمية الجديدة". وبيّن أن "إيجاد هذه الصيغة سيكون إرضاءً للطرفين، أي دمج قوات سوريا الديمقراطية مع المؤسسات العسكرية السورية الجديدة، مع الاحتفاظ بالخصوصية لهذه القوات في مناطقها". وتوقع مجول أن "تكون المفاوضات حول هذا الأمر صعبة خاصة إذا كان هناك إرغام لقيادات قسد بترك سلاحها والاندماج فرادى إلى القوات العسكرية السورية التي تم تشكيلها عبر محطات لم تشارك فيها قسد". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

تقرير أميركي يتحدث عن نهاية عصر التطرف في الشرق الأوسط.. هذا ما كشفه
تقرير أميركي يتحدث عن نهاية عصر التطرف في الشرق الأوسط.. هذا ما كشفه

ليبانون 24

timeمنذ يوم واحد

  • ليبانون 24

تقرير أميركي يتحدث عن نهاية عصر التطرف في الشرق الأوسط.. هذا ما كشفه

ذكر موقع "19fortyfive" الأميركي أنه "في 20 أيار، تحدث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن قرار الولايات المتحدة بالتواصل مع الحكومة السورية الجديدة في دمشق، وقال إن عدم استقرار سوريا أثر تاريخيًا على المنطقة بأسرها. وجاءت تصريحاته بعد أسبوع تقريبًا من لقاء الرئيس دونالد ترامب بالرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع ، في الرياض. ويرمز هذا اللقاء المهم إلى التغيرات السريعة التي تشهدها المنطقة، وأهمها إضعاف الجماعات المتطرفة المختلفة". وبحسب الموقع، "ربما يكون الشرق الأوسط على أعتاب نظام إقليمي جديد، فالنزعات التي بدأت قبل عقود بدأت تصل إلى خواتيمها اليوم، وكان أكثرها ثباتاً خلال العقود الأربعة الماضية نمو الجماعات المتطرفة والتي تشمل القاعدة ، وداعش، ووكلاء النظام الإيراني ، وحزب العمال الكردستاني. لكل من هذه الجماعات أصول معقدة، لكن قوتها نمت بشكل كبير في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. واستغل تنظيم داعش دور القاعدة وبرز على الساحة عام 2014، مستغلًا فوضى الحرب الأهلية السورية، واستولى على مساحات شاسعة من العراق". ورأى الموقع أن "اليوم، أصبحت هذه الجماعات ضعيفة أو على وشك الانهيار. على سبيل المثال، أعلن حزب العمال الكردستاني أنه سيحل نفسه، منهيًا بذلك 40 عامًا من القتال ضد تركيا. في الواقع، قد لا تحذو الجماعات المرتبطة به حذوه في إيران أو سوريا، لكن من المرجح أن تتحول إلى كيان آخر. فقوات سوريا الديمقراطية في سوريا مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، لكنها ابتعدت عن جذورها، وهي الآن مستعدة للاندماج مع الحكومة الجديدة في دمشق.كما وقد يُنهي قرار حزب العمال الكردستاني أيضًا صراعًا محتدمًا في شمال العراق، حيث تحتفظ تركيا بقواعد لمحاربته. ولا تزال خلايا داعش نشطة في كل من سوريا والعراق، لكن التنظيم أضعف بكثير مما كان عليه عندما كان يسيطر على الأراضي ويرتكب الفظائع بين عامي 2015 و2017. ويتجلى أحد أوضح الأمثلة على تراجع الجماعات المتطرفة في تحول هيئة تحرير الشام في سوريا، فقد كانت الجماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة، لكنها أصبحت معتدلة أثناء سيطرتها على إدلب شمال سوريا". وتابع الموقع، "في 8 كانون الأول 2024، ومع سقوط نظام بشار الأسد ، أصبحت هيئة تحرير الشام الحاكم الفعلي الجديد في دمشق، وأصبح زعيمها، الشرع، الرئيس الانتقالي. وهي الآن تحاول ممارسة الحكم والتخلي عن تطرفها السابق. ويُظهر قرار ترامب بلقاء الشرع، وقرار الاتحاد الأوروبي في 20 أيار برفع العقوبات عن سوريا، أن الأطراف الخارجية تتبنى الإصلاحيين الجدد في دمشق". وأضاف الموقع، "في الحقيقة، لم تختفِ كل الجماعات الإسلامية في المنطقة التي تستخدم الإرهاب كأداة سياسية. ويُظهر هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023 مدى خطورة المتطرفين. مع ذلك، ضعفت حماس جراء حرب إسرائيل التي استمرت 19 شهرًا على غزة، وتعرضت قيادة الحركة لهزيمة نكراء. وعلى الرغم من أنها لا تزال تحظى بدعم إيراني، وبقبول واسع في تركيا وقطر، إلا أن قادتها المتقدمين في السن قد لا يتمكنون من إلهام الجيل القادم". وبحسب الموقع، "إن حزب الله في لبنان ، والحوثيين في اليمن، وقوات الحشد الشعبي في العراق، كلها جزء من شبكة الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المنطقة، وهذه الجماعات في طور التغير. فقد هُزم حزب الله هزيمة نكراء على يد إسرائيل عام 2024، وأدى سقوط نظام الأسد إلى تهميش الفصائل المدعومة من إيران في سوريا. ولا تزال قوات الحشد الشعبي قوية، لكنها تواجه بعض المحاولات لكبح جماحها. ويُشكل الحوثيون تهديدًا، وقد أثبتوا قدرتهم على مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة. ومع ذلك، من المحتمل أن يكون الحوثيون قد بلغوا ذروة قوتهم. فماذا يعني هذا للشرق الأوسط؟ في الواقع، لقد هدمت الجماعات المتطرفة دولًا ونشرت الفوضى في كل أنحاء المنطقة. على سبيل المثال، أضعفت الفصائل المدعومة من إيران لبنان والعراق وسوريا واليمن، وأصبحت كلها دولًا شبه فاشلة. وسيطرت حماس على غزة بانقلاب عام 2007، وألحقت الدمار بالمنطقة بعقد ونصف من الحروب مع إسرائيل. ارتكب داعش إبادة جماعية في العراق، ولم يحاول حزب العمال الكردستاني إشعال حرب في تركيا عام 2015 فحسب، بل تسبب أتباعه وكوادره أيضًا في إحداث فوضى في شمال العراق. أما في سوريا وإيران، فكان دور الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني مختلفًا، ولكن من المرجح أن يُسهم حلّ الجماعة بشكل عام في إحلال السلام في المناطق الكردية في أربع دول". وختم الموقع، "لعقود، حدّدت صور الإرهاب نظرة الناس في أنحاء العالم إلى الشرق الأوسط، واشتهرت مدن تاريخية كبغداد ودمشق بالحرب أكثر من الفنون والثقافة. أما غزة، التي كانت محطة مهمة على طرق التجارة، فقد أصبحت مسرحًا لحرب لا تنتهي. وقاتلت الجماعات المتطرفة بلا هوادة للاستيلاء على السلطة، وتفكيك الدول، واستخدامها قواعد لنشر الصراع. ومع إضعاف هذه الجماعات وعودة نظام الدولة إلى المنطقة، قد ينبثق مستقبل جديد يتجلى بلقاء ترامب مع الشرع، وتفكك حزب العمال الكردستاني، وعزل وكلاء إيران".

هل تنجح خطة ترامب في إنهاء الصراع الروسي –الاوكراني؟
هل تنجح خطة ترامب في إنهاء الصراع الروسي –الاوكراني؟

المركزية

timeمنذ 3 أيام

  • المركزية

هل تنجح خطة ترامب في إنهاء الصراع الروسي –الاوكراني؟

المركزية - أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين أن روسيا وأوكرانيا "ستباشران فورا مفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق النار" بعد اتصال اجراه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وصفه بأنه "ممتاز". من جهته، وصف الرئيس الروسي الاتصال بأنه "مفيد جدا"، وأضاف أمام صحافيين أن روسيا مستعدة للعمل مع اوكرانيا على "مذكرة تفاهم" بشأن "اتفاقية سلام محتملة" مشددا على الحاجة إلى "إيجاد تسويات" لدى طرفي النزاع. في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن لا تفاصيل لديه في الوقت الراهن بشأن هذه "المذكرة" معربا عن استعداده لدرس العرض الروسي. وكتب ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" إن "روسيا وأوكرانيا ستباشران فورا مفاوضات بهدف وقف لإطلاق النار، والأهمّ بهدف إنهاء الحرب"، خاتماً منشوره الطويل بعبارة "فلينطلق المسار!". فهل بات الصراع الروسي –الاوكراني على نار حامية باتجاه الحلّ؟ العميد المتقاعد ناجي ملاعب يؤكد لـ"المركزية" ان "لا بدّ من التوقف عند الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة بهدف فهم ما يجري في اوكرانيا وباقي العالم. صحيح ان الرئيس الاميركي يتحدث عن عالم من دون حروب وبأنه مرر ولايته السابقة من دون حروب وكان صاحب نظرية سحب الجنود الأميركيين من أفغانستان، وتساءل عن سبب تواجد القوات الاميركية في سوريا وسحب العديد منهم، وقام بإعادة جمع سوريا بالضغط لإنهاء حزب العمال الكردستاني، وإراحة تركيا، وإلزام الاكراد في الدخول في قوات سوريا الديمقراطية وفي وزارة الدفاع السورية الجديدة، وبالتالي، ما نراه في المنطقة يدلّ على أن ترامب يضغط فعلا باتجاه إنهاء الحروب المستمرة التي تشارك فيها الولايات المتحدة". ويضيف ملاعب: "بالعودة الى الاستراتيجية، نجد ان ترامب يحاول إنهاء الليبرالية التي تقوم على نشر الثقافة الاميركية وتقديم المساعدات تمهيدا لتحقيق الديمقراطية في الدول خارج الولايات المتحدة. وبدأ التساؤل حول جدوى نشر الديمقراطية والمساعدات التي تقوم بها الـusaid وغيرها في العالم، لأنها لم تساعد أميركا في شيء. فالصين تتقدم وأميركا في المقابل تخوض حروبًا تكلفها أموالًا طائلة. وهذا ما حصل في اوكرانيا، وسيحصل في حال دخول الهند في حرب مع باكستان. وأوقف القتال في اليمن، في سبيل تحرير طرق التجارة البحرية، والتوفير على الخزينة الأميركية مالا كثيرا. لم يعد ترامب يسأل إذا ما كان الحوثيون سوف يواصلون إرسال صواريخهم وقذائفهم باتجاه اسرائيل، لأن القتال خارج الولايات المتحدة واستقدام حاملات الطائرات بما تضمه من قطوعات بحرية أخرى، وعسكر مارينز مكلف جدًا. وهذا ما يدرسه الاميركيون". ويتابع: "من ناحية أخرى، استقدم ترامب اقتصاديين ورجال أعمال ناجحين في وظائفهم وأصبحوا جزءا من الإدارة الاميركية الجديدة، لأنه يعتبر ان أميركا أولا لناحية الحصول على الطاقة والتجارة الدولية وفرض ضرائب على المستوردات وتسهيل استهلاك البضائع الاميركية.. هذا الاسلوب نفذه في اوكرانيا، واعتبر ترامب ان طالما روسيا موجودة وتحارب وطالما لديها امدادات كبيرة وقادرة على الحرب، فهذا يعني ان الحرب مستمرة. لكن في سبيل ماذا؟ وبالتالي، استطاع ترامب ان يتدخل في هذا الاتجاه في إنهاء الحرب من خلال استغلال الموارد الاولية الاوكرانية لصالح اميركا، باعتبار أن واشنطن ستنهي الحرب لكن على طريقتها، هذا ما حاول حتى اليوم القيام به". ويشير ملاعب الى ان "عالم اوروبا ليبرالي يرتبط بالنظرية الاميركية السابقة بأن "لا يُسقِطُ حرفاً من النحوي"، كما قال بايدن في اول شباط 2022 عند الدخول الروسي الى اوكرانيا حين اعتبر ان ما يحصل تعدٍ على سيادات الدول ولن يقبل به. هذا كان الشعار وتحت هذا الشعار قاتلت اميركا وتكلفت، بينما الرئيس ترامب اليوم صاحب نظرة براغماتية أكثر، بمعنى ان عندما يصل الى السلطة سوف ينهي هذا القتال. القصد بإنهاء القتال هو اعتماد نظرية من نظريتين، الواقعية والليبرالية. تحدثنا عن الليبرالية والتي تعتمد على "لا يسقط حرفا من النحوي"، لكن الواقعية، وهي نظرية كيسنجر التي استعملها في استجلاب الصين الى العالم الغربي بدلا من ان تكون الصين جزءا من النضال الشرقي مع الاتحاد السوفياتي سابقا. وتفترض الواقعية، إذا ما كان هناك اعتراف بالأمن القومي الروسي، بأن تكون القرم جزءا من الأمن القومي الروسي في ما كانت سابقا جزءا من روسيا، الاعتراف بهذا الوضع يُنهي الحرب، لذلك هذا ما تفكر به أميركا". ويختم: "كل هذا يوصلنا الى الوضع الحالي، حيث ان الاتصالات المستمرة بين بوتين وترامب وآخرها اتصال دام لمدة ساعتين بينهما، وصف من الفريقين بأنه ناجح ويبنى عليه وأن الحوار سوف يبدأ مباشرة بين روسيا واوكرانيا، وقد استضافت تركيا جزءا منه. لكن الى اين سوف يؤدي؟ في حال كان هناك تدخل أميركي كما شهدنا بين الباكستان والهند وأوقف أي تطور باتجاه الحرب، عندها من الممكن، في حال الضغط الاميركي على اوكرانيا والاستفادة من ترغيب روسيا بأن الاتصالات المقبلة معها ستكون مثمرة للغاية اقتصاديا مع الاميركيين وسيستفيد منها الجانبان. في النهاية، ستضطر كل من روسيا واوكرانيا للقبول بالضغط الاميركي وصولا الى إنهاء الحرب التي طالت ولا أفق لها بالنجاح. الأمر يحتاج الى تدخل دولي وبالأخص أميركي يحمي حقوق البلدين عمليا، سواء اوكرانيا إذا ما وافقت على الخطط الاميركية الاقتصادية، ويبدو أنها وافقت، وكذلك روسيا إذا ما وعِدت باتجاه تحقيق تعاون اقتصادي قوي بين البلدين مستقبلا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store