
مدينة صور استقبلت ذخائر القديسة تيريزا الطفل يسوع بنثر الأرز والورود وتواصل جولتها غدا على رميش
بعدها، حملت الذخائر إلى كنيسة سيدة البحار، وتبارك الاهالي منها، وأقيم قداس احتفالي ترأسه المطران عبد الله، بمعاونة الآباء.
والقى عبد الله عظة تناول فيها "معاني اسم القديسة تريزا الطفل يسوع، التي تمثل روح البراقة والنقاوة والطفولة"، وقال: "اليوم، جاءت القديس تيريزا إلى صور لتزور المدينة والجنوب المتألم، وإن شاء الله بجولتها يعم السلام في لبنان والجنوب والعالم ويتخلص من آلامه".
ومساء، ترأس الأب صعب صلاة الشكر، وتبارك المؤمنون من الذخائر.
ويشار إلى أنّ الذخائر ستبيت ليلتها في كنيسة سيدة البحار في صور لتواصل جولتها غدا على بلدة رميش القليعة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
يوم عاشوراء.. اعرف فضله وموعده لهذا العام.. وماذا تفعل فيه؟
كشفت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك عن فضل يوم عاشوراء وفضل الصيام فيه. فضل يوم عاشوراء وقالت الإفتاء إنه ينبغي للمسلم أن يَغتَنِمَ ثواب يوم عاشوراء؛ فصيامه يكفر ذنوب سَنَةٍ قَبلَه؛ فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «... وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم. وأشارت إلى أن الله قد جعل يوم عاشوراء زمانًا لقبول التوبة وإجابتها؛ فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لِرَجُلٍ: «إِنْ كُنْتَ صَائِمًا بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ فَصُمْ الْمُحَرَّمَ فَإِنَّهُ شَهْرُ اللَّهِ، فِيهِ يَوْمٌ تَابَ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ وَيَتُوبُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ آخَرِينَ» أخرجه الترمذي. وتابعت: فإذا كان في صيام هذا اليوم مشقة؛ لطول اليوم وشدة الحر؛ فإن ثوابه يكون أعظم؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: «إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ قَدْرَ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ» رواه الدارقطني. موعد صيام يوم عاشوراء سوف يوافق يوم عاشوراء 2025، يوم السبت 10 يوليو 2025، العاشر من محرم 1447. ماذا نفعل يوم عاشوراء؟ من وظائف يوم عاشوراء : الصيام لِمَنْ يستطيع، وإن كنت غير قادر على الصيام ، ووسعت على الأسرة، فأنت بذلك قد قمت بسنة التوسعة، وعلى ذلك توسع عليَّ السنة كلها. وسئل ﷺ عن صوم يوم عرفة، فقال: يكفر السنة الماضية، والباقية. قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفر السنة الماضية» [رواه مسلم]. والذكر، والدعاء ، وقراءة القرآن أو الاستماع له ، وفعل الخير والصدقات. ومن أهم هذه الوظائف: اجتماع الأسرة، واجعلوها فرصة للقاء العائلة. وكان شيخنا الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى رحمه الله تعالى، عندما يُسْئَل عن كيف نحتفل بعاشورا، ونحتفل بالمولد النبوي، ونحتفل ببداية السنة الهجرية، ونحتفل ... فكان يقول: نحن في عصر انشغل الناس فيه، فمثل هذه الومضات، تجعل الحياة تضيء، فتجعل بينك وبين الإسلام علاقة، في الثقافة. فهذه المناسبات تجعل الناس تحيا في ظلال الإسلام . هُوِية الإسلام . فَهْم مشايخنا رحمهم الله تعالى أننا يجب أن نهتم بالمناسبات التي تجعلنا مرتبطين بِالْهُوِية، وأن نقوم بها كما فعلها رسول الله ﷺ ، وأن نراعي تغير الزمان والمكان، وأن نستحضر، ونحيي الوظائف في هذه الأيام، فنخرج بفوائدها، وهناك أسرار كثيرة لا نعرفها، ولكن إذا ما نحن اتبعنا الشريعة، وصلينا في مواقيتنا، وصليناها كما قال سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام ، سنتعرض لنفحات كثيرة، من أهمها : الهدوء النفسي، الطمأنينة، السعادة، الرضا والتسليم، الأمل، والهمة. وشدّد علي جمعة: «صوموا يوم عاشوراء، وَمَنْ لم يستطع أن يصم، فعليه بالذكر، والدعاء، والقرآن، قراءةً أو استماعًا، ووسعوا على عيالكم، واجتمعوا حول مائدة واحدة، حتى نصل الرحم، وحتى نطبق بركة سيدنا رسول الله ﷺ».


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
حكم من أكل أو شرب ناسيا في صيام يوم عاشوراء .. اعرف الموقف الشرعي
يوافق يوم عاشوراء هذا العام، السبت المقبل 5 يوليو 2025، الموافق 10 من محرم 1447 ه وهو من الأيام الفاضلة التي أوصى فيها السلف الصالح بالإكثار من الدعاء فيه؛ لما فيه من فضل عظيم، ونجاة نبي الله موسى عليه السلام ومن آمن معه من فرعون وجنوده. وجددت دار الإفتاء المصرية فتواها بشأن من يأكل أو يشرب ناسيًا أثناء صيام يوم عاشوراء أو في صيام التطوع، مؤكدة أن ذلك لا يُفسد الصوم، ويجوز للصائم أن يُتم صيامه دون إثم. وأوضحت الدار أن الفتوى تستند إلى حديث النبي ﷺ الذي رواه ابن عباس: "إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"، وما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه"، وهو حديث متفق عليه. وأكدت الإفتاء أن الحكم ينطبق على صيام الفرض والنفل على السواء، بما في ذلك صيام عاشوراء، وأن النسيان لا يُبطل العبادة، رحمة من الله بعباده. أدعية نبوية مستحبة في يوم عاشوراء اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير. اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي. اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر. اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ومن درك الشقاء ومن سوء القضاء ومن شماتة الأعداء، اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو. اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام اهدنا في من هديت وعافنا في من عافيت واقض عنا برحمتك شر ما قضيت إنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك آمنا بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فاغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت به أعلم أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم لك الحمد عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد على الرضا. اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره. اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت، اللهم ارزقنا أجر هذا اليوم ولا تحرمنا مغفرتك.


شبكة النبأ
منذ 3 ساعات
- شبكة النبأ
عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (٦)
أَخذَ (ع) كُلَّ العواملِ والأَسبابِ الموضوعيَّة عندما قدَّمَ الفُرصةَ لهُم والتي فازَ بها في نِهايةِ المطافِ من وعاها وأَحسنَ اغتنامَها، أَمَّا الذينَ عاندُوا ولم يستوعِبُوا جَوهرها أَو أَنَّهم لم يستوعِبُوا الغرضَ مِنها والهدفَ النَّهائي لعاشُوراء فإِنَّهم دفعُوا ثمَن ذلكَ غالِياً جدّاً سواءً بشَكلٍ مُباشرٍ أَو في عقبهِم، في الدُّنيا قبلَ الآخِرة... من الصَّعب جدَّاً ورُبَّما من المُستحيل إِقناع السُّلطويِّينَ الفاسدينَ بالكفِّ عن مُحاربةِ فُرصِ التَّغييرِ والإِصلاح، خاصَّةً إِذا كانُوا ممَّن يُحدِّثنا عنهُم الحُسين السِّبط (ع) ويصفهُم بقولهِ (فقَد مُلِئَت بُطونُكُم (وفي روايةٍ قلوبُكُم) مِن الحَرام) ممَّن شدَّدَ الله تعالى عليهِم العذابَ بقولهِ (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا). إِنَّ بعضهُم ممَّن استدرجهُ الله تعالى (فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ ۖ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ) لدرجةٍ أَصبحَ فيها مِصداق قولِهِ تعالى (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) لا يُمكنُ التَّأثير بمثلِ هؤلاءِ ليُغيِّرُوا ويبدِّلُوا أَبداً، فهؤُلاء ميؤُوسٌ منهُم وهُم أَنفُسهُم قد يئِسُوا حتَّى من رحمةِ الله تعالى وكأَنَّهم تيقَّنُوا من عاقبَتهِم المُخزِيةِ (وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ). فعندما ضربَ عدوَّ الله المُجرم إِبنَ ملجَم أَميرَ المُؤمنينَ (ع) في محرابِ الصَّلاةِ في مسجدِ الكوفةِ في شهرِ الله رمضانِ الكريم عام [٤٠ للهجرةِ] سأَلهُ الإِمامُ (أَبِئسَ الإِمامُ كنتُ لكَ؟!) فردَّ عليهِ اللَّعينُ؛ يا أَميرَ المُؤمنينَ (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ)؟! فقالَ لهُ الإِمامُ (ع) (صدَقتَ)!. بقيَ الصِّنفُ الثَّالث وهُم المُغفَّلُونَ الذين يُحاربُونَ فُرص الإِصلاح عن جهلٍ وعمى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ) فهؤُلاء ينبغي أَن يجري العملَ عليهِم لتغييرِ قناعاتهِم وتبديلِ مواقفهِم على الأَقلِّ لتحييدهِم فذلكَ مكسبٌ للعمليَّةِ الإِصلاحيَّةِ وإِنقاذاً لهُم مِن الضَّلالةِ إِلى الهُدى ومن العَمى والجهلِ إِلى الوعي والإِدراكِ ولإِبعادهِم عن السُّلطةِ الغاشِمةِ والحيلولةِ دونَ أَن يُزيدُوا من سوادِ الطَّاغوت الذي يُقاتل بهِم الإِصلاح. وهذا هوَ بالضَّبط ما فعلهُ الحُسين السِّبط (ع) في عاشوراءَ ونهضتهِ الرِّساليَّة. فبقَولهِ (ع) في وصيَّتهِ التي تركَها عندَ أَخيهِ محمَّد بن الحنفيَّة بمدينةِ جدِّهِ المَدينة المُنوَّرة (أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَلَا بَطِراً وَلَا مُفْسِداً وَلَا ظَالِماً وَإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي) إِنَّما دعا التوَّاقونَ للإِصلاحِ أَوَّلاً للِّحاقِ بمشرُوعهِ وهذهِ الشَّريحة التي لم تكُن قد اتَّخذَت بعدُ قرارَها النَّهائي!. ولقد أَخذَ (ع) كُلَّ العواملِ والأَسبابِ الموضوعيَّة عندما قدَّمَ الفُرصةَ لهُم والتي فازَ بها في نِهايةِ المطافِ من وعاها وأَحسنَ اغتنامَها، أَمَّا الذينَ عاندُوا ولم يستوعِبُوا جَوهرها أَو أَنَّهم لم يستوعِبُوا الغرضَ مِنها والهدفَ النَّهائي لعاشُوراء فإِنَّهم دفعُوا ثمَن ذلكَ غالِياً جدّاً سواءً بشَكلٍ مُباشرٍ أَو في عقبهِم، في الدُّنيا قبلَ الآخِرة. وتلكَ هي عاقبةُ الخائِن الذي يعِدُ ولم يفِ فيمتلئُ قلبهُ نِفاقاً كما يصفُ ذلكَ القُرآن الكرِيم (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ). ومعَ ذلكَ لم يبخَل الحُسين السِّبط (ع) بالفُرصةِ على أَحدٍ، منذُ لحظةِ قرارهِ رفض البَيعة للطَّاغيةِ يزيد وحتَّى لحظةِ استشهادهِ، فكانَ يصحرُ بموقفهِ ويجهرُ بشرحِ أَسبابِ خرُوجهِ ويدعُو النَّاس لاغتنامِ الفُرصةِ الَّتاريخيَّةِ ليكونَ حُجَّةً على الجميعِ فلا يقولَنَّ أَحدٌ غداً عندما يدفعُ فاتورةَ الخِذلانِ والعمى [لمْ أَكُن أَعلَم]!. كما أَنَّهُ (ع) منحَ الوقتَ الكافي ليُفكِّر النَّاس بالفُرصةِ لأَنَّهُ لم يشَأ أَن يَغصِبهم على شيءٍ أَو يجبرهُم على اختيارِ ما لا يرَونهُ مُناسباً حسبَ مفاهيمهِم أَو قناعاتهِم. وهذا النهجُ الذي رسمهُ القُرآن الكريم بقولهِ تعالى (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) إِلتزمَ بحذافيرهِ أَميرِ المُؤمنِينَ (ع) بقولهِ (وقَدْ أَحْبَبْتُمُ الْبَقَاءَ ولَيْسَ لِي أَنْ أَحْمِلَكُمْ عَلَى مَا تَكْرَهُونَ!) وكذلكَ التزمَ بهِ الحُسين السِّبط (ع) فبذلَ أَوَّلاً كُلَّ جُهدهِ لرفعِ حالةِ [العَمى] عندَ الأُمَّة والتي تتسبَّب بعدمِ وعي الفُرصةَ وتضييعِها في كُلِّ مرَّةٍ، فأَعمى البصيرةَ (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) لا يمكِنكَ أَن تشرحَ لهُ الفُرصةَ مهما بذلتَ من جُهدٍ معهُ لأَنَّهُ يكونُ قافلاً على ما يراهُ ويعتقدُ بهِ، حتَّى يكونُ لسانَ حالهِ (قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ* إِنْ هَٰذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ). إِزاء هؤُلاء ينبغي لكَ أَوَّلاً أَن تُزيحَ الغِشاوةَ عن بصيرتهِم قبلَ أَن تحدِّثهُم بالحقائقِ وتسوقَ لهُم الأَدلَّة والبَراهين، فإِذا رأَيتهُم يعوِّضُونَ جهلهُم وعماهُم بالتوسُّلِ بالشَّتائمِ والطَّعنِ بالنَّوايا والإِتِّهامات الرَّخيصة، كما أَسلفنا، والتي لم يسلَم منها حتَّى الرُّسل والأَنبياء كما في قولهِ تعالى (كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) وكذلكَ ما تعرَّضَ لهُ رسولُ الله (ص) من تُهمٍ والتي ردَّها القُرآن الكريم بقولهِ (فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ) فتأَكَّد بأَنَّهم ميؤُوسٌ منهُم (وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ). وصدقَ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) بوصفهِ الرَّائع لمثلِ هذهِ النَّماذج بقولهِ (ودَلِيلُهُمُ الْعَمَى)! وقولُهُ (ع) (وارْتِكَاسِهِمْ فِي الضَّلَالِ والْعَمَى)!.