
اللواء رأفت الشرقاوي عن واقعة الأزهر: الوفاء العظيم
قال اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام إنه فى لفتة تعبر عن أكبر معانى الوفاء العظيم - جامعة الأزهر تقرر - منح الباحثة هانم محمود أبواليزيد محمد أبوالعزم ، المدرس المساعد في كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات ببورسعيد ، درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف ، وذلك عقب مناقشة رسالة الدكتوراه الخاصة بها بعد وفاتها.
زوج باحثة الأزهر المتوفاة بعد مناقشة رسالتها : «كنت أتمنى حضورها اليوم» فقد تيتم يوم فراقها وليس الابن وحده من يُيتم، بل الزوج أيضاً يُيتم بفقدان زوجته. وسأكمل مسيرتها وجهدها مع أبنائها بعون الله».
ووسط أجواء من البكاء والدعاء للباحثة بالرحمة مع إشادة بالغة من لجنة المناقشة قررت جامعة الأزهر، ، منح الباحثة هانم محمود أبواليزيد محمد أبوالعزم، المدرس المساعد في كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات ببورسعيد، درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف، وذلك عقب مناقشة رسالة الدكتوراه الخاصة بها بعد وفاتها.
وعقب انتهاء مناقشة رسالة الدكتوراه، صرح عمرو سعد، زوج الباحثة المتوفاة، لـ«المصري اليوم» قائلًا: «أتمنى أن يقتدي أبنائي بوالدتهم المتفوقة ، وأن يواصلوا المسيرة التي بدأتها. لقد كانت رحمها الله عليها ، نبراس حياتي، وأدعو الله أن يرزق أبنائي من تفوقها. لقد أرشدتهم إلى الطريق الصحيح، وكانت تتمنى أن يدرسوا في الأزهر مثلها».
وأوضح أن ابنته فاطمة تدرس في الصف الثالث الإعدادي بالأزهر الشريف ، وأن ابنه ياسين يدرس في الصف الثاني الإعدادي بالأزهر كذلك.
وأضاف: «كنت أتمنى أن تكون زوجتي حاضرة اليوم لتشاركنا فرحة حصولها على مرتبة الشرف الأولى لقد كانت مجتهدة دائمة، تتقن عملها على أكمل وجه، رغم مسؤولياتها كزوجة وأم ، ولم تقصر قط في عملها أو في بيتها».
واختتم حديثه قائلاً: «أتمنى أن تفرح زوجتي في مثواها الأخير لرؤية أبنائها يكملون مسيرتها. وأود أن أقول لها: لقد اشتقت إليك كثيراً، وفراقك صعب للغاية، ولا يمكن لأحد أن يعوضه. ليس الابن وحده من يُيتم، بل الزوج أيضاً يُيتم بفقدان زوجته. وسأكمل مسيرتها وجهدها مع أبنائها بعون الله».
موقف هذا الزوج يذكرنا بموقف السيدة زينب رضي الله عنها التى تزوجت من أبي العاص بن الربيع في حياة أمها خديجة رضي الله عنها، وأسلمت زينب قبل زوجها، وكانت تدعوه للإسلام فلم يستجب لها، ولم يؤثَر عنه عداء أو إيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم أو لزينب رغم كفره. وأرادت قريش من أبي العاص أن يطلق زينب رضي الله عنها ويزوجوه بمن شاء من بنات قريش إيذاءً لأبيها صلى الله عليه وسلم، ولكنَّ أبا العاص رفض ذلك لحبه الشديد لزينب، فقد ذكر ابن هشام في السيرة النبوية أن مشركي قريش ذهبوا إلى أبي العاص وقالوا له: "فارق صاحبتك (زوجتك زينب) ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئت، قال: لا والله، إني لا أفارق صاحبتي، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش" وبقيت زينب مع زوجها أبي العاص على هذه الحالة، إذْ لم يكن نزل حينئذ التفريق بين المسلمة وغير المسلم، والذي نزل بعد ذلك عند الحديبية، قال ابن كثير في تفسيره لقول الله تعالى: {لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}(الممتحنة:10): "هذه الآية هي التي حرمت المسلمات على المشركين، وقد كان جائزاً في ابتداء الإسلام أن يتزوج المشرك المؤمنة، ولهذا كان أبو العاص بن الربيع زوج ابنة النبي صلى الله عليه وسلم زينب رضي الله عنها، وقد كانت مسلمة وهو على دين قومه".
وفاء زينب رضي الله عنها لزوجها : لما علمت زينب رضي الله عنها بانتصار المسلمين في بدر ، وأن زوجها والذي لا زال مشركاً أصبح أسيراً من الأسرى لدى المسلمين، راحت تبذل ما في وسعها لفكاك زوجها من الأسْر، فكان مما أرسلته لتفديه وتفك أسره به: قلادة لها كانت أهدتها لها أمها خديجة رضي الله عنها عند زواجها منه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (لما بعث أهل مكة في فداء أُسَرائِهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت عند خديجة أدخلتها بها على أبي العاص، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رقَّ لها رِقَّةً شديدة وقال: إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها ! فقالوا: نعم) . قال الطيبي: (رقَّ لها) أي تذكَّر غربتها ووحدتها، وتذكر صلى الله عليه وسلم عهد خديجة وصحبتها، فإن القلادة كانت لها، فلما زوجتها من أبي العاص أدخلت القلادة مع زينب عليه".
أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم سراح أبي العاص من الأسْر، وأخذ عليه عهداً حين يرجع إلى مكة أن يسمح لزينب رضى الله عنها بالهجرة إلى المدينة المنورة، فوفَّى أبو العاص بذلك، قال ابن كثير في البداية والنهاية: "قال ابن إسحاق: وقد كان رسول صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه أن يُخْلِي سبيل زينب، يَعْنِي أَنْ تُهَاجِر إِلى المدينة، فَوَفَّى أبو العاص بذلك". فكان صلى الله عليه وسلم يثني عليه فيقول: (أَنْكَحْتُ (زوَّجْتُ) أبا العاص بن الربيع فَحَدَّثَنِي وَصَدَقنِي رواه البخاري. وفي رواية أخرى: (وَوَعَدَنِي فَأوْفَى لي).
وبعد أن وفَّى أبو العاص بعهده، وأخلى سبيل زينب رضي الله عنها، ورجعت إلى المدينة المنورة، بقيت عند أبيها صلوات الله وسلامه عليه. ثم أُسِر أبو العاص مرة أخرى وهو ذاهب إلى الشام للتجارة، قال الذهبي: "خرج أبو العاص تاجراً إلى الشام بماله، وبمالٍ كثيرٍ لقريش، فلما رجع لقيته سرية (أميرها زيد بن حارثة وذلك في جمادى الأول سنة ست من الهجرة) فأصابوا ما معه، وأعجزهم هارباً، فقدموا بما أصابوا، وأقبل أبو العاص في الليل حتى دخل على زينب، فاستجار بها فأجارته، وجاء في طلب ماله فلما خرج صلى الله عليه وسلم إلى الصبح وكبَّر وكبَّر الناس معه، صرخت زينب من صفة النساء (مكان مظلل في المسجد للنساء): أيها الناس إني قد أجرتُ أبا العاص بن الربيع. وبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى السرية الذين أصابوا ماله فقال: إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالا، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له، فإنَّا نحب ذلك، وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم، فأنتم أحق به. قالوا: بل نرده، فردوه كله، ثم ذهب (أبو العاص) إلى مكة، فأدَّى إلى كل ذي مالٍ ماله، ثم قال: يا معشر قريش، هل بقي لأحد منكم عندي مال؟ قالوا: لا، فجزاك الله خيرا، فقد وجدناك وفيَّاً كريما، قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت أكل أموالكم. ثم قدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم". ولما أسلم أبو العاص بن الربيع ذهب إلى المدينة المنورة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين زينب رضي الله عنها، وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة النبوية.
كما لم تعِش زينب رضي الله عنها طويلاً بعد إسلام زوجها والتقائها به، إذ توفِّيت رضي الله عنها في العام الثامن من الهجرة النبوية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وأما وفاة أبي العاص فقد تأخّرت عن وفاتها رضي الله عنها، قال الذهبي: "زينب كانت رضي الله عنها أَكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَتْ سنة ثمانٍ من الهِجرة"، وقال: "ومات أبو العاص ، سنة اثْنَتَيْ عَشْرة في خلافة الصِّدِّيق" .
وفارقت زينب رضي الله عنها الدنيا بعد أن ضربت مثلاً عالياً في صدق الإيمان ووفاء الزوجة، وبكاها أبو العاص رضي الله عنها بكاءً حارّاً، وحزن عليها النبي صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً، وأعطى النساء اللاتي يُغَسِّلنها قبل دفنها إزاره الذي يُشد على الخصر، وأمرهن أن يجعلوه يلاصق جسدها الطاهر مباشرة، فعن أم عطية رضي الله عنها قالت: (لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اغسلنها وتراً ـ ثلاثًا أو خمسا ـ، واجعلن في الخامسة كافورا، أو شيئًا من كافور، فإذا غسَّلتُنَّها فأعْلِمننى، قالت: فأعلمناه، فأعطانا حِقْوَه (إزاره)وقال: أشعِرْنها (أَلْفِفْنها) إياه) ، صل الله علية وسلم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار المصرية
منذ 41 دقائق
- النهار المصرية
رئيس البرلمان العربي يعزي مصر في استشهاد طاقم طائرة تدريب عسكرية نتيجة عطل فني
أعرب محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي عن خالص التعازي وصادق المواساة لجمهورية مصر العربية قيادة وحكومة وبرلمانًا وشعبًا في استشهاد طاقم طائرة تدريب عسكرية تابعة للقوات الجوية المصرية أثناء تنفيذها نشاط تدريبي نتيجة عطل فني. وأكد اليماحي تضامن البرلمان العربي الكامل مع مصر في هذا الحادث الأليم، داعيًا الله أن يلهم أهالي الشهداء الصبر والسلوان .


أهل مصر
منذ 42 دقائق
- أهل مصر
الكل حزين عليه .. مراسم تشييع جثمان سائق توك توك بأسيوط
شيع المئات من أهالى منطقة الوليدية التابعة لحى شرق أسيوط، منذ قليل ، جثمان سائق توك توك لفظ أنفاسه الأخيرة اثر مشاجرة مع زميل بعد تلقيه عدة طعنات بسلاح أبيض اودت بحياته فى الحال ، وذلك بسبب خلافهم على ركوب أحدالمواطنين . أحداث الواقعة لقى شاب يعمل سائق توك توك مصرعه إثر مشاجرة مع آخر بسبب الاختلاف على زبون أدى إلى تلقيه طعنات بسلاح أبيض أودت بحياته وتم نقله إلى المستشفى وإكمال الإجراءات القانونية اللازمة ومباشرة التحقيقات ، كان ذلك بميدان أسماء الله الحسنى فى أسيوط. كانت البداية بتلقى اللواء وائل نصار مدير أمن أسيوط إخطارا من غرفة عمليات النجدة يفيد وصول شاب عشرينى جثة هامدة إلى مستشفى الأزهر إثر تلقيه طعنات بسلاح أبيض. فور ورود البلاغ انتقل إلى موقع الحادث الجهات الأمنية المختصة مكونة من ضباط الشرطة والمباحث وبالفحص والمعاينة تبين وفاة شاب عشرينى يدعى أسامة جمال، يعمل سائق توك توك ، بطعنات بسلاح أبيض أثناء عمله ، وتم نقله إلى المستشفى لمحاولة إسعافه بدون جدوى . وبسؤال شهود العيان أفادوا أن مشاجرة نشبت بين سائقين توك توك على ركوب مواطن أسفرت عن وفاة أحدهم بسلاح أبيض على يد الآخر. حرر محضر بالواقعة وجار إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ومباشرة التحقيقات بواسطة النيابة العامة.

يمرس
منذ 42 دقائق
- يمرس
صنعاء .. مسيرات راجلة ووقفات قبلية حاشدة دعما لغزة وإعلانًا للبراءة من الخونة
ورفع المشاركون في المسيرات والوقفات التي شهدتها عزل وادي الاجبار مديرية سنحان، وادي ضهر مديرية همدان ، متوح مديرية صعفان، الكبس مديرية الحصن، جبل اللوز مديرية الطيال، مسور مديرية جحانة ، مفحق ، بني محمد، بني منصور ،بني شمهان ، بني وليد ، يادع مديرية الحيمة الخارجية، رجام مديرية بني حشيش، و الوقشة مديرية نهم ، العلمين اليمني والفلسطيني، وشعار البراءة من أعداء الله . وأطلقوا الهتافات الغاضبة المنددة بالمجازر الصهيونية بحق أبناء غزة ، والمعبرة عن استنكارهم للمواقف العربية والإسلامية المخزية من تلك الجرائم والانتهاكات الإنسانية التي يرتكبها العدو الصهيوني بشكل يومي في قطاع غزة ، لافتين الى تزايد تلك الجرائم والانتهاكات عقب قمة الخزي والعار. كما أطلقوا الهتافات المعبرة عن الجهوزية القتالية والاستعداد الكامل لأي مواجهة أو تصعيد يستهدف الوطن وأمنه وسيادته واستقلاله. وأكدت الوقفات بحضور نائب رئيس مجلس الشورى وعدد من أعضاء مجلس الشورى ومديري المديريات ومسؤولي التعبئة العامة والشخصيات الاجتماعية ، الجهوزية الكاملة لمواجهة تصعيد العدو الصهيوني في غزة واليمن. ووقع المشاركون في الوقفات، على وثيقة الشرف القبلية ، معلنين البراءة من الخونة والعملاء وكل من يشارك أو يتخابر مع دول العدوان على الوطن، مؤكدين وجوب العقوبات المتعارف عليها في الوسط القبلي على الخونة والعملاء ، وإهدار دمهم وقطع الصحبة معهم. وطالب أبناء مديريات سنحان وصعفان وجحانة ونهم والحيمة الخارجية وبني حشيش والطيال والحصن وهمدان ، الجهات المعنية بتنفيذ قانون الخيانة العظمى وتطبيق الأحكام القانونية ضد الخونة والعملاء. وجددوا التأكيد على الوقوف إلى جانب القيادة الثورية والقوات المسلحة في نصرة الأقصى والانتصار للشهداء والدفاع عن الدين والأرض والعرض وخوض معركة" الفتح الموعود والجهاد المقدس" بكل إصرار وثبات . وثمنت البيانات الصادرة عن الوقفات ، مواقف قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي المشرفة في نصرة المستضعفين في غزة..منوهة بعمليات القوات المسلحة التي تستهدف عمق كيان العدوّ الصهيوني وتقض مضاجع اليهود المغتصبين . وحثت على استمرار التحشيد والتعبئة للالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة والتعبئة والتدريب والتأهيل ورفد مراكز التدريب بالمقاتلين استعدادًا للمواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني، أو أي طارئ أو أي خيارات تتخذها القيادة الثورية في إطار "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس" . وأكدت أن جرائم العدو الصهيوني على الوطن لن تخيف أهل الحكمة والإيمان بل تزيدهم عزيمة وإصرارًا وثباتًا على الموقف الإيماني والأخلاقي المساند للمظلومين في غزة. وجدّدت البيانات موقف قبائل محافظة صنعاء ، في إسناد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في مواجهة العدو، وتحصين الجبهة الداخلية، والبراءة من الخونة والعملاء الذين ارتموا في أحضان اليهود والنصارى ضد وطنهم وشعبهم، ورفع يد الحماية عنهم، معلنة الجهوزية الكاملة لخوض غمار معركة تحرير الأراضي المحتلة والتحدي للعدو الصهيوني وكل من شارك في العدوان على الوطن وارتكب الجرائم بحق الأشقاء في غزة.