
"حديقة الفضاء السِّيبراني"... ما المواقع الَّتي استهدفتها إيران في بئر السَّبع؟
متابعة/ فلسطين أون لاين
في الموجة الخامسة عشرة من ردودها العسكرية على العدوان الإسرائيلي، استهدفت إيران حديقة "غاف يام نيغيف" التكنولوجية في مدينة بئر السبع المحتلة، جنوبي فلسطين.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الجمعة، استهداف "حديقة الفضاء السيبراني"، في بئر السبع جنوب "إسرائيل"، بالصواريخ، وتحديدًا مبنى شركة "غاف-يام 4"، مشيرا إلى أن الضربة ألحقت أضرارًا جسيمة بالموقع.
وذكر الحرس الثوري في بيان، أن "الصاروخ الإيراني الذي سقط في بئر السبع استهدف مقرًا يعمل في المجال السيبراني ويتعاون مع الجيش الإسرائيلي". وأضاف أن "الهجوم جاء لكون الموقع جزءًا من منظومة دعم العدوان، وليس مجرد كيان مدني، إذ يشمل أنشطة سيبرانية متقدمة".
وأشار إلى أن "الهجوم طال مساكن لأشخاص يعملون في مجالي التجسس والذكاء الاصطناعي، ويتعاونون بشكل مباشر مع الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية".
وفي ذات السياق، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن "الهجوم الصاروخي الباليستي من إيران استهدف منطقة (CyberSpark) في بئر السبع، وأن المبنى المتضرر هو (Gav-Yam 4)، الذي يُعد جزءًا من الحديقة السيبرانية".
هذه الضربة "المركزة" لم تستهدف فقط منشأة عادية، بل قلب الابتكار والبحث العسكري التكنولوجي الإسرائيلي، ما يطرح تساؤلات عن أهمية هذه الحديقة ودلالات استهدافها.
1. حديقة "غاف يام نيغيف": مركز الابتكار التكنولوجي والإستراتيجي لإسرائيل
تأسيس الحديقة: أُنشئت في سبتمبر 2013 بمبادرة رسمية، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو، بهدف دعم الابتكار العلمي والتكنولوجي المتقدم في مجالات بحثية وعسكرية مدعومة من جامعة "بن غوريون" ووحدات الجيش التكنولوجية.
الكوادر العاملة: تضم الحديقة أكثر من 2500 مهندس في نحو 70 شركة تقنية، بالإضافة إلى حوالي 7000 جندي من وحدات تكنولوجية عسكرية، مع تفاعل مستمر مع 20 ألف طالب وباحث جامعي.
أهمية الموقع: تقع الحديقة بالقرب من معسكرات عسكرية وأبحاث سيبرانية، وتعتبر مركزاً رئيسياً لتقنيات الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، وأنظمة المراقبة، وتلعب دوراً حاسماً في دعم القرارات الأمنية والاستخباراتية.
2. الأدوار العسكرية والسيبرانية للحديقة
دعم وحدات الاستخبارات والتقنيات الحديثة: تستخدم الحديقة أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرات رصد الطائرات والصواريخ والتحركات البرية عبر الأقمار الصناعية.
القدرات السيبرانية الهجومية والدفاعية: لا تقتصر على الدفاع، بل تقوم أيضاً بعمليات هجومية في الفضاء السيبراني، مستفيدة من تقنيات متطورة في التعرف على الوجوه وتحليل الصوت لتوجيه العمليات العسكرية.
موقع استراتيجي: تلعب الحديقة دوراً محورياً في الأمن القومي الإسرائيلي، كحلقة وصل بين شمال وجنوب البلاد، وقريبة من المفاعل النووي "ديمونا".
3. أبرز الشركات العاملة في الحديقة وأدوارها
Dell Technologies: متخصصة في البنية التحتية السحابية وحوسبة البيانات، وتنفذ عقوداً ضخمة مع الجيش الإسرائيلي.
IBM: تعمل في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، وتتعاون مع وحدات استخباراتية مثل "8200".
Oracle: تقدم حلولاً سحابية وحماية قواعد البيانات للمؤسسات الأمنية.
Deutsche Telekom Innovation Labs: مختصة بشبكات الجيل الخامس والأمن السيبراني.
WiX وMellanox (NVIDIA): تساهم في تطوير بنى تحتية رقمية عسكرية متقدمة.
Incubit وRAD وCyberArk وJVP Cyber Lab: شركات متخصصة في أمن المعلومات، الاتصالات الدفاعية، وتطوير الطائرات المسيّرة وأنظمة المراقبة.
4. وحدات نخبوية تكنولوجية عسكرية في بئر السبع
لوطم (مكتب التكنولوجيا المتقدمة): تطوير أنظمة معلومات عسكرية متقدمة.
مَمْرام (مركز الحوسبة وأنظمة المعلومات): إشراف على البنية الحوسبية العسكرية.
متسفن (نظام قيادة وسيطرة رقمي): دعم اتخاذ القرار في الوقت الحقيقي.
متسوعاف (نظام اتصالات عملياتي مشفّر): تأمين التواصل خلال المعارك وحماية الاتصالات من الهجمات السيبرانية.
5. دلالات الضربة الإيرانية وأبعادها الاستراتيجية
استهداف الحديقة يؤكد قدرة إيران على ضرب بنية الاحتلال التكنولوجية المعقدة التي تُعتبر من نقاط القوة الأساسية لإسرائيل.
الضربة تعكس تحوّلاً نوعياً في طبيعة الرد الإيراني، من استهداف قواعد عسكرية واقتصادية إلى مراكز أبحاث وسيبرانية ذات أهمية عالية.
تأتي الرسالة الإيرانية لتؤكد أنها تعرف المواقع الحساسة بدقة، قادرة على اختراق ما يُعتبر حصوناً تكنولوجية، مهددة الأمن القومي الإسرائيلي من الداخل.
الضربة تمثل تحدياً مباشرًا لرؤية "الجنوب الذكي" الإسرائيلية، التي تعتمد على التفوق التقني والمعلوماتي، وقد تؤدي إلى إعادة تقييم إسرائيل لمواقعها الأمنية والتكنولوجية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 6 ساعات
- فلسطين أون لاين
"حديقة الفضاء السِّيبراني"... ما المواقع الَّتي استهدفتها إيران في بئر السَّبع؟
متابعة/ فلسطين أون لاين في الموجة الخامسة عشرة من ردودها العسكرية على العدوان الإسرائيلي، استهدفت إيران حديقة "غاف يام نيغيف" التكنولوجية في مدينة بئر السبع المحتلة، جنوبي فلسطين. وأعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الجمعة، استهداف "حديقة الفضاء السيبراني"، في بئر السبع جنوب "إسرائيل"، بالصواريخ، وتحديدًا مبنى شركة "غاف-يام 4"، مشيرا إلى أن الضربة ألحقت أضرارًا جسيمة بالموقع. وذكر الحرس الثوري في بيان، أن "الصاروخ الإيراني الذي سقط في بئر السبع استهدف مقرًا يعمل في المجال السيبراني ويتعاون مع الجيش الإسرائيلي". وأضاف أن "الهجوم جاء لكون الموقع جزءًا من منظومة دعم العدوان، وليس مجرد كيان مدني، إذ يشمل أنشطة سيبرانية متقدمة". وأشار إلى أن "الهجوم طال مساكن لأشخاص يعملون في مجالي التجسس والذكاء الاصطناعي، ويتعاونون بشكل مباشر مع الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية". وفي ذات السياق، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن "الهجوم الصاروخي الباليستي من إيران استهدف منطقة (CyberSpark) في بئر السبع، وأن المبنى المتضرر هو (Gav-Yam 4)، الذي يُعد جزءًا من الحديقة السيبرانية". هذه الضربة "المركزة" لم تستهدف فقط منشأة عادية، بل قلب الابتكار والبحث العسكري التكنولوجي الإسرائيلي، ما يطرح تساؤلات عن أهمية هذه الحديقة ودلالات استهدافها. 1. حديقة "غاف يام نيغيف": مركز الابتكار التكنولوجي والإستراتيجي لإسرائيل تأسيس الحديقة: أُنشئت في سبتمبر 2013 بمبادرة رسمية، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو، بهدف دعم الابتكار العلمي والتكنولوجي المتقدم في مجالات بحثية وعسكرية مدعومة من جامعة "بن غوريون" ووحدات الجيش التكنولوجية. الكوادر العاملة: تضم الحديقة أكثر من 2500 مهندس في نحو 70 شركة تقنية، بالإضافة إلى حوالي 7000 جندي من وحدات تكنولوجية عسكرية، مع تفاعل مستمر مع 20 ألف طالب وباحث جامعي. أهمية الموقع: تقع الحديقة بالقرب من معسكرات عسكرية وأبحاث سيبرانية، وتعتبر مركزاً رئيسياً لتقنيات الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، وأنظمة المراقبة، وتلعب دوراً حاسماً في دعم القرارات الأمنية والاستخباراتية. 2. الأدوار العسكرية والسيبرانية للحديقة دعم وحدات الاستخبارات والتقنيات الحديثة: تستخدم الحديقة أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرات رصد الطائرات والصواريخ والتحركات البرية عبر الأقمار الصناعية. القدرات السيبرانية الهجومية والدفاعية: لا تقتصر على الدفاع، بل تقوم أيضاً بعمليات هجومية في الفضاء السيبراني، مستفيدة من تقنيات متطورة في التعرف على الوجوه وتحليل الصوت لتوجيه العمليات العسكرية. موقع استراتيجي: تلعب الحديقة دوراً محورياً في الأمن القومي الإسرائيلي، كحلقة وصل بين شمال وجنوب البلاد، وقريبة من المفاعل النووي "ديمونا". 3. أبرز الشركات العاملة في الحديقة وأدوارها Dell Technologies: متخصصة في البنية التحتية السحابية وحوسبة البيانات، وتنفذ عقوداً ضخمة مع الجيش الإسرائيلي. IBM: تعمل في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، وتتعاون مع وحدات استخباراتية مثل "8200". Oracle: تقدم حلولاً سحابية وحماية قواعد البيانات للمؤسسات الأمنية. Deutsche Telekom Innovation Labs: مختصة بشبكات الجيل الخامس والأمن السيبراني. WiX وMellanox (NVIDIA): تساهم في تطوير بنى تحتية رقمية عسكرية متقدمة. Incubit وRAD وCyberArk وJVP Cyber Lab: شركات متخصصة في أمن المعلومات، الاتصالات الدفاعية، وتطوير الطائرات المسيّرة وأنظمة المراقبة. 4. وحدات نخبوية تكنولوجية عسكرية في بئر السبع لوطم (مكتب التكنولوجيا المتقدمة): تطوير أنظمة معلومات عسكرية متقدمة. مَمْرام (مركز الحوسبة وأنظمة المعلومات): إشراف على البنية الحوسبية العسكرية. متسفن (نظام قيادة وسيطرة رقمي): دعم اتخاذ القرار في الوقت الحقيقي. متسوعاف (نظام اتصالات عملياتي مشفّر): تأمين التواصل خلال المعارك وحماية الاتصالات من الهجمات السيبرانية. 5. دلالات الضربة الإيرانية وأبعادها الاستراتيجية استهداف الحديقة يؤكد قدرة إيران على ضرب بنية الاحتلال التكنولوجية المعقدة التي تُعتبر من نقاط القوة الأساسية لإسرائيل. الضربة تعكس تحوّلاً نوعياً في طبيعة الرد الإيراني، من استهداف قواعد عسكرية واقتصادية إلى مراكز أبحاث وسيبرانية ذات أهمية عالية. تأتي الرسالة الإيرانية لتؤكد أنها تعرف المواقع الحساسة بدقة، قادرة على اختراق ما يُعتبر حصوناً تكنولوجية، مهددة الأمن القومي الإسرائيلي من الداخل. الضربة تمثل تحدياً مباشرًا لرؤية "الجنوب الذكي" الإسرائيلية، التي تعتمد على التفوق التقني والمعلوماتي، وقد تؤدي إلى إعادة تقييم إسرائيل لمواقعها الأمنية والتكنولوجية.


فلسطين أون لاين
منذ 13 ساعات
- فلسطين أون لاين
ضربةٌ دقيقة تستهدف "المبنى 4": قلب المنظومة السيبرانية "الإسرائيلية" تحت النِّيران
في تطور لافت للحرب السيبرانية والضربات الدقيقة، كشفت مصادر مطلعة أن المبنى الذي طالته ضربة صاروخية مؤخرًا في إحدى المنشآت العسكرية الإسرائيلية يُعدّ مركزًا سيبرانيًا حيويًا تابعًا لجيش الاحتلال. ووفق المعطيات المتوفرة، فإن 'المبنى رقم 4' المستهدف هو في الحقيقة مدرسة الحاسوب والدفاع السيبراني التابعة للجيش الإسرائيلي، وتُشرف عليه المديرية العامة للحوسبة والاتصالات في قيادة الأركان. المدرسة السيبرانية.. مؤسسة عسكرية بواجهة مدنية تأسست المدرسة السيبرانية عام 2022 كجزء من خطة استراتيجية لتوسيع القدرات الرقمية لجيش الاحتلال. وتعمل تحت إشراف وحدة C4i، المختصة بقيادة عمليات الحوسبة والاتصالات والقيادة الرقمية، بالتنسيق مع الوحدة 8200 – جهاز الاستخبارات التقنية الإسرائيلي الأشهر – ومركز 'لوطم' للابتكار العسكري. ورغم طابعها العسكري الصريح، فإن المدرسة تُدار بأسلوب 'عسكرة مموّهة'، حيث تستخدم واجهة مدنية وتوظّف مدنيين ضمن مقارها، في إطار استراتيجية تهدف إلى تضليل المتابعين وتقليل حدة الانتقادات الدولية بشأن استهداف المنشآت العسكرية. تفاصيل الضربة: إصابة قلب المجمع السيبراني بحسب شهادات شهود عيان وتقارير تحليل ميداني، فإن الضربة الصاروخية الأخيرة استهدفت مجمعًا يضم سكنًا لضباط السيبرانية، ما أسفر عن أضرار مباشرة في 'المبنى 4'. ويُعتقد أن الرأس الحربي المستخدم في الضربة من النوع الانشطاري، ما تسبب بانفجارات ثانوية ألحقت أضرارًا بالغة بمباني مجاورة. ومن بين المباني المتضررة، مبنى Gav-Yam 4، المعروف بكونه مقراً لشركات تعمل في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الأمن، العديد منها متعاقد مع وزارة "الحرب الإسرائيلية" في مشاريع بحث وتطوير ذات طابع مزدوج (عسكري ومدني). منشآت مدنية لاحتضان مشاريع عسكرية كشفت الضربة عن أحد أنماط تمويه البنية التحتية العسكرية لدى الاحتلال، وهو إخفاء مشاريع أمنية في منشآت مدنية أو واجهات جامعية وتجارية، ومن أبرز الأمثلة: - 'هاكيرزون' – رمات غان: مشروع تدريبي إلكتروني تديره وحدة 8200 تحت غطاء الابتكار. - Gav-Yam Negev Park – بئر السبع: يضم شركات برمجيات وتجسس إلكتروني تعمل لصالح وزارة الأمن، بالإضافة إلى وحدات احتياط. -الحرم الجامعي للمركز الأكاديمي المفتوح – رعنانا: يُستخدم لتدريب عناصر على التحليل السيبراني الاستخباراتي. المنظومة السيبرانية الإسرائيلية.. ذراع الاحتلال الخفي في العقود الأخيرة، تحوّلت إسرائيل إلى واحدة من أبرز القوى السيبرانية عالميًا، حيث بنت منظومة متشابكة من الوحدات العسكرية، والمراكز البحثية، والشركات التكنولوجية الخاصة، التي تعمل بشكل متناغم ضمن استراتيجية وطنية تُعرف بـ"الأمن السيبراني الهجومي والدفاعي". منظومة لا تقتصر على حماية البنية الرقمية فحسب، بل تشمل اختراق الشبكات المعادية، جمع المعلومات الاستخباراتية، وتوجيه ضربات إلكترونية دقيقة، ما يجعلها جزءًا أصيلًا من عقيدة الاحتلال العسكرية الحديثة. - وحدة 8200: العمود الفقري للسيطرة الرقمية تُعد الوحدة 8200 (وحدة الاستخبارات العسكرية السيبرانية) أبرز مكونات هذه المنظومة. وتُوصف بـ"NSA إسرائيل"، نظرًا لحجم مهامها في التجسس، القرصنة، والتنصّت على الاتصالات الإقليمية والدولية. يقع مقرها الرئيسي في شمال تل أبيب، ويعمل بها آلاف الجنود والضباط المختصين في تحليل البيانات، البرمجة، والهندسة العكسية، وتُشارك بفعالية في عمليات عسكرية واستخباراتية ضد أهداف في فلسطين، إيران، لبنان وسوريا. وقد اتُهمت هذه الوحدة مرارًا بتنفيذ عمليات اختراق ضد منظمات أممية، وشركات اتصالات، وحتى حكومات أجنبية، ما دفع بعض المنظمات الحقوقية إلى المطالبة بوضعها تحت الرقابة الدولية. - C4i – القيادة الرقمية للجيش إلى جانب الوحدة 8200، تلعب وحدة C4i دورًا تكامليًا مهمًا، حيث تُعنى بإدارة البنية التحتية للحوسبة والاتصالات داخل جيش الاحتلال. وتضم تحت قيادتها مؤسسات مثل: مدرسة الدفاع السيبراني (Cyber School): لتأهيل المبرمجين العسكريين، ومركز لوطم Lotem: لتطوير البرمجيات والأنظمة الدفاعية الذكية. وتعمل الوحدة على ربط منظومات الاتصالات والاستخبارات في وقت حقيقي، بما يشمل الطائرات، الدبابات، والسفن الحربية، ضمن مشروع يعرف باسم 'الجيش الشبكي'. الدمج بين المدني والعسكري: ستار خادع تُعرف المنظومة السيبرانية الإسرائيلية باستخدامها المكثف للواجهة المدنية لتغطية أنشطتها العسكرية. إذ تشير تقارير موثقة إلى أن عددًا من الشركات الناشئة في مجال الأمن السيبراني، مثل NSO Group، تعمل بشكل وثيق مع وزارة الحرب، رغم تسجيلها كشركات خاصة. كما يتم تجنيد طلبة الجامعات التقنية (مثل التخنيون وبن غوريون) في برامج خاصة تُدار سرًا بالتعاون مع وحدات الجيش، ويتم توظيفهم لاحقًا في شركات تعمل تحت الغطاء المدني، لكنها تنفّذ مهامًا استخباراتية بحتة. - تعاون دولي واختراقات استراتيجية ترتبط "إسرائيل" بشبكة واسعة من التعاون السيبراني مع دول غربية، أبرزها الولايات المتحدة، بريطانيا، ألمانيا، والهند. كما يُعتقد أنها لعبت دورًا محوريًا في تطوير فيروسات هجومية مثل Stuxnet، الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية عام 2010. وتقوم الوحدات السيبرانية الإسرائيلية بإجراء تدريبات مشتركة مع جيوش غربية، أبرزها مناورات 'Cyber Dome' مع الولايات المتحدة، ومناورات الدفاع السيبراني الأوروبية. دلالات أمنية واستراتيجية الضربة الأخيرة تعكس تحولًا في بنك الأهداف العسكري، حيث لم تعد تقتصر على المواقع التقليدية، بل امتدت إلى البنى الرقمية التي تمثل العمود الفقري للأمن القومي الإسرائيلي. كما تفتح هذه الضربات نقاشًا قانونيًا دوليًا حول استخدام المدنيين كدروع تقنية، حيث تؤكد اتفاقيات جنيف ضرورة التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية. وتوثق منظمات مثل 'هيومن رايتس ووتش' و'مركز مراقبة الاستخدام العسكري للتكنولوجيا' تورط إسرائيل في تغليف منشآت عسكرية بطابع مدني لتقليل احتمالية استهدافها أو للمراوغة القانونية. وما جرى في 'المبنى 4' ليس مجرد ضربة على منشأة تدريب، بل استهداف مباشر لقلب المنظومة السيبرانية والعقل الرقمي للجيش الإسرائيلي. ويشير إلى انتقال المواجهة إلى مرحلة جديدة تتجاوز ميادين القتال التقليدية، لتشمل بنى تحتية ذكية تمثل مصدرًا للتفوق العسكري الإسرائيلي. المصدر / فلسطين أون لاين


فلسطين أون لاين
منذ 5 أيام
- فلسطين أون لاين
بالفيديو إيران تضرب "العقل النَّوويَّ لإسرائيل"... فماذا نعرف عن معهد "وايزمان"؟
متابعة/ فلسطين أون لاين استهدفت ضربة صاروخية إيرانية فجر اليوم الأحد معهد "وايزمان" للعلوم في مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب، ما أدى إلى دمار واسع في منشآت المعهد واندلاع حرائق كبيرة داخل مبانيه، في ضربة وُصفت بـ"النوعية" نظراً للأهمية العلمية والاستراتيجية للموقع المستهدف. ويشار إلى أن معهد وايزمان الذي استهدفته إيران، أسّسته الحركة الصهيونية عام 1934 في مستوطنة "روحوفوت"، ويُعد من أبرز مراكز الأبحاث في المجالات العلمية؛ وشارك في تطوير أسلحة الهاغاناه خلال النكبة، ولا يزال يساهم في مشاريع عسكرية بالتعاون مع جيش الاحتلال وشركات تسليح مثل "إلبيت سيستمز". وبحسب مشاهد وثقتها مقاطع فيديو وصور تداولها نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، اندلعت النيران في أحد المباني الرئيسية الذي يضم مختبرات متقدمة للأبحاث في مجالات الذكاء الاصطناعي، الفيزياء النووية، والتقنيات الحيوية، وذلك بعد لحظات من سقوط الصاروخ. وأفادت مصادر إعلامية بأن الهجوم تسبب بأضرار بالغة للبنية التحتية للمعهد، فيما لم تصدر السلطات الإسرائيلية حتى اللحظة بياناً رسمياً يوضح حصيلة الضحايا أو الخسائر المادية الدقيقة، وسط أنباء غير مؤكدة عن وجود علماء داخل المعهد وقت الاستهداف. ويعد معهد وايزمان للعلوم من أعرق وأهم المؤسسات العلمية في إسرائيل والعالم، ويحتل موقعاً مرموقاً ضمن أفضل عشرة مراكز بحثية دولياً، مع ارتباط وثيق بمشاريع بحثية تخدم القطاعات العسكرية والتكنولوجية الإسرائيلية، لا سيما في مجالات النانو تكنولوجي، الطب الحيوي، والتقنيات الدفاعية المتقدمة. وقد أثار الهجوم تفاعلاً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون "تحولاً نوعياً" في نمط الاستهداف الإيراني، الذي بات يطال رموز البنية العلمية لإسرائيل، في خطوة اعتبرها معلقون رسالة "مدروسة ودقيقة" من طهران، تحمل أبعادًا تتجاوز الرد العسكري التقليدي. فما هو معهد وايزمان؟ وما أهميته في المنظومة الإسرائيلية؟ ولماذا قد يُعد استهدافه تطورًا نوعيًا في الرد الإيراني؟ يُعد معهد وايزمان أحد أهم المراكز العلمية في إسرائيل والعالم، وتعود جذوره إلى عام 1934 حين أسسه حاييم وايزمان تحت اسم "دانيال سييف للبحوث"، قبل أن يُعاد تسميته عام 1949 تيمّنًا بمؤسسه الذي أصبح لاحقًا أول رئيس لإسرائيل. ويضم المعهد اليوم نحو 2500 باحث وعامل، ويوفر برامج متقدمة في الماجستير والدكتوراه بمجالات متعددة تشمل الرياضيات والفيزياء والأحياء والكيمياء وعلوم الحاسوب. كما يحتوي على أكثر من 30 مختبرًا علميًا، ومكتبة ضخمة، إضافة إلى مرافق سكنية ومحاضرات. لكن المعهد ليس مجرد منشأة أكاديمية، بل يُنظر إليه كجزء من البنية التحتية المرتبطة بالأمن القومي الإسرائيلي، حيث يلعب دورًا محوريًا في دعم المؤسسة العسكرية من خلال أبحاث وتقنيات متقدمة. دعم تكنولوجي للجيش.. من الذكاء الاصطناعي إلى الأقمار الصناعية يشكل معهد وايزمان أحد أعمدة الابتكار التقني في إسرائيل، إذ يساهم بشكل مباشر في تطوير منظومات عسكرية معقدة، تشمل: - الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والتوجيه القتالي. - تقنيات الطائرات بدون طيار والأنظمة ذاتية القيادة. - أدوات تعقب وتشويش إلكتروني متطور. - نظم ملاحة بديلة عن الـGPS. - حماية الشيفرات العسكرية. الاتصال المشفر في البيئات المعادية. - أبحاث في الطاقة الموجهة والتطبيقات النووية. - تطوير علاجات ميدانية للجنود المصابين. هذه الأنشطة تُبرر جزئيًا سبب اعتبار المعهد هدفًا استراتيجيًا لطهران، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت منشآت عسكرية وعلماء إيرانيين بارزين. رقابة إسرائيلية مشددة.. ودلالات الصمت من اللافت أن الإعلام الإسرائيلي لم يعرض صورًا أو تفاصيل دقيقة عن حجم الأضرار، في ظل تعليمات صارمة من الرقابة العسكرية تمنع الكشف عن إصابات أو أضرار في منشآت حساسة. هذا التكتّم يعكس حجم الحرج الأمني الناتج عن اختراق الدفاعات الجوية، كما يسلط الضوء على مدى هشاشة البنية التحتية الإسرائيلية أمام هجمات دقيقة تطال العمق التكنولوجي. التمويل والدعم يحظى المعهد بتمويل سخي من الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى دعم كبير من منظمات يهودية وصهيونية دولية، ما يعزز قدرته على استقطاب العقول وتطوير مشاريع تخدم التقدم العلمي والعسكري. كما يشكل المعهد منصة لتعاونات دولية علمية، ما قد يخلق توترا دبلوماسيا إذا ما أثبتت التحقيقات تعرّض منشآت علمية حساسة مدعومة دوليًا لهجوم مباشر. ويُنتظر أن تكشف الساعات القادمة عن أبعاد أعمق للهجوم، ومدى تأثيره على العلاقات الإقليمية وحدود التصعيد بين طهران وتل أبيب.