logo
مفاجأة علمية.. نجم منكب الجوزاء الذي عرفته العرب قديما له "رفيق" يدور حوله

مفاجأة علمية.. نجم منكب الجوزاء الذي عرفته العرب قديما له "رفيق" يدور حوله

الجزيرة٢٢-٠٧-٢٠٢٥
في عامي 2019 و2020، حدث انخفاض حاد في سطوع نجم منكب الجوزاء، دفع بعض العلماء إلى الاعتقاد بأن نهاية هذا النجم تقترب، وربما خلال فترة قصيرة نسبيا قد ينفجر في صورة مستعر أعظم.
لكن بعد ذلك بعدة سنوات، تمكن الفلكيون من اكتشاف أن هذا الحدث، الذي سُمي "التعتيم العظيم"، ناجم في الواقع عن سحابة كبيرة من الغبار المنبعثة من منكب الجوزاء، وتدور حوله، وكلما مرت أمامه (بالنسبة لنا)، انخفض لمعانه، ثم عاد مجددا ليلمع كما كان.
أثار هذا الحدث اهتمام العلماء بدراسة منكب الجوزاء، مما أدى إلى إجراء تحليلات جديدة للبيانات الأرشيفية المتعلقة به، وحاليا يقترح العلماء أن هذا النجم الذي أدهش البشرية طوال تاريخها، له نجم مرافق يدور حوله.
عملاق أحمر فائق
منكب الجوزاء هو أحد ألمع النجوم في سماء الليل، وهو عملاق أحمر فائق، ويعني ذلك أنه في آخر مراحل حياته، حيث كان في الماضي نجما أبيض إلى أزرق، ثم انتفخ وتحول للون الأحمر، ولذلك يتميز هذا النجم بحجم هائل، إذ يمتد نصف قطره حوالي 700 ضعف نصف قطر الشمس.
ورغم أن عمره لا يتجاوز عشرة ملايين سنة، وهو ما يعتبر صغيرا وفقا لمعايير علم الفلك، فإنه في مرحلة متأخرة من حياته كما أسلفنا، وربما ينفجر خلال فترة قصيرة نسبيا (تصل إلى مليون سنة مثلا)، لكن تلك تظل تخمينات بحثية.
يقع منكب الجوزاء في كوكبة الجبار، وقد رصده الناس بالعين المجردة لآلاف السنين، وعرفته العرب قديما حيث استخدم مع الكثير من النجوم كدليل أثناء السفر.
ويكتب اسم هذا النجم باللاتينية (Betelgeuse)، ويعني ذلك إشارة للجوزاء العربية، ولو قررت البحث خلف تاريخ التسمية ستكتشف أنه لم يكن يُكتب كذلك تحديدا، بل كان شيئا قريبا من (Bedlgeuze)، أو "بد الجوزاء"، حسب بول كونتش، وهو أستاذ متمرس في جامعة ميونخ اهتم بتاريخ النجوم العربية.
وكما تلاحظ فإن الكلمة العربية الحقيقية هي "يد الجوزاء"، لكن في أثناء الترجمة من العربية إلى اللاتينية فُقدت نقطة من "يد" فأصبحت "بد"، ما يعني أن اسم النجم الحالي مستقى من الأصل العربي، حيث تخيل الناس في الجزيرة العربية قديما أن هذه المنطقة من السماء كانت فتاة سميت "الجوزاء".
وعرف البشر منذ قديم الزمان أن سطوع منكب الجوزاء يتغير بمرور الوقت، أي أنه يزيد وينقص في لمعانه بقدر يسير، وقد أثبت علماء الفلك أن له فترة تغير رئيسية (خلالها ينخفض سطوعه ثم يعود مجددا) تبلغ حوالي 400 يوم، وفترة ثانوية أطول تبلغ حوالي 6 سنوات.
وقد دفع أحد التحليلات العلماء إلى اقتراح أن سبب تقلب سطوع منكب الجوزاء على مدار 6 سنوات هو وجود نجم مرافق، ولكن عندما بحث تلسكوب هابل الفضائي ومرصد تشاندرا للأشعة السينية عن هذا النجم المرافق، لم يتم رصد أي شيء.
لكن حينما قام فريق من علماء الفيزياء الفلكية بقيادة ستيف هاول، كبير الباحثين في مركز أبحاث أميس التابع لناسا برصد منكب الجوزاء باستخدام جهاز تصوير مرقط يُسمى "ألوبيكي"، ظهر النجم المرافق لهم بصورة واضحة.
و"ألوبيكي"، هي كاميرا مثبتة على تلسكوب جيميني الشمالي، وهو أحد نصفي مرصد جيميني الدولي، وكل من التلسكوبين مزود بمرآة رئيسية قطرها 8.1 أمتار، وهذا يمنحه قدرة هائلة على جمع الضوء من الأجسام البعيدة والضعيفة جدا.
التصوير المرقط هو تقنية تصوير فلكية تستخدم أزمنة تعريض قصيرة جدا لتجميد التشوهات في الصور الناتجة عن الغلاف الجوي للأرض.
زمن التعريض في الكاميرا هو الفترة التي يظل فيها حساس الكاميرا أو فيلمها مفتوحا لاستقبال الضوء وتسجيل الصورة، وكلما كان زمن التعريض أطول، زاد الضوء الداخل للصورة (مفيد في الإضاءة المنخفضة)، وكلما كان أقصر، تجمدت الحركة لتفادي الصور المهزوزة.
وتمكّن هذه التقنية من دقة عالية، وعند دمجها مع قدرة مرآة جيميني الشمالية على جمع الضوء، سمحت برصد رفيق منكب الجوزاء الخافت مباشرة.
ومكّن تحليل ضوء النجم المرافق هاول وفريقه من تحديد خصائص هذا النجم، ونُشر هذا العمل البحثي في مجلة "ذا أستروفيزكال جورنال ليترز".
طفل سماوي
وحسب الدراسة الجديدة، فإن النجم المرافق تقدر كتلته بحوالي 1.5 مرة كتلة الشمس، ويبدو أنه نجم من النوع الطيفي "إيه" أو "بي"، ويعني ذلك أنه نجم ساخن أزرق إلى أبيض، وتكشف تحليلات العلماء أنه لم يبدأ بعد بحرق وقوده من الهيدروجين، والمتراكم في النواة، ما يعني أنه نجم "طفل" بالمعنى الفلكي.
ويعتقد العلماء أنه في نوفمبر 2027، سيعود النجم المرافق إلى أبعد نقطة له عن منكب الجوزاء، مما يسهل رصده، ويأمل العلماء في ذلك الوقت أن يقوموا بتأكيد مقترحاتهم في الدراسة الجديدة، حسب بيان صحفي رسمي من منصة مرصد جيمني.
وحسب الدراسة، يقع النجم المرافق على مسافة قريبة نسبيا من سطح منكب الجوزاء، تساوي حوالي 4 أضعاف المسافة بين الأرض والشمس.
بالنسبة للكواكب فهذه مسافة كبيرة، لكن في عالم النجوم فإنها مسافة قريبة جدا، ولذلك نرى بأعيننا وتلسكوباتنا النجم وكأنه فرد واحد فقط، لأن النجمين متجاوران جدا بحيث نظنهما نجما واحدا، مثلما ترى شخصين بعيدين عنك على مسافة 500 متر مثلا وكأنهما شخص واحد.
ولكن في هذا السياق، يجب التنبيه أن العلماء بحاجه إلى المزيد من الدراسات للتأكيد على وجود النجم المرافق لمنكب الجوزاء، فربما تكشف أرصاد مستقبلية أنه نجم واقع في خلفية الصورة، ولا علاقة له بمنكب الجوزاء.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مرصد هابل يلتقط صورة لانفجار نجمي على مسافة 1300 كوينتليون كيلومتر
مرصد هابل يلتقط صورة لانفجار نجمي على مسافة 1300 كوينتليون كيلومتر

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

مرصد هابل يلتقط صورة لانفجار نجمي على مسافة 1300 كوينتليون كيلومتر

أعلن مرصد هابل الفضائي عن صورة جديدة لمجرة تقع على بُعد 137 مليون سنة ضوئية في كوكبة الشجاع. ويساوي ذلك مسافة تقدر بحوالي 1300 كوينتليون كيلومتر، والكوينتليون هو عدد يساوي مليون تريليون. وتُعد الشجاع أكبر كوكبة من بين 88 كوكبة تغطي السماء بأكملها، كما أنها أطول كوكبة، إذ تمتد بزاوية 100 درجة عبر السماء ليلا، بل يتطلب الأمر ما يقرب من 200 قمر مكتمل، موضوعة جنبا إلى جنب، للوصول من أحد جانبي الكوكبة إلى الجانب الآخر. وقد عرفت العرب قديما هذه المنطقة من السماء، وأطلقت على ألمع نجومها اسم "الفرد"، ولا يزال يحتفظ بالاسم نفسه إلى الآن (Alphard)، فهو تسمية عربية لذلك النجم الذي تفرّد في لمعانه بتلك المنطقة التي تخلو من النجوم اللامعة. عناقيد المجرات وتُعد المجرة التي التقط مرصد هابل صورة لها، وسميت "إن جي سي 3285 بي" عضوا في عنقود "الشجاع 1″، أحد أكبر عناقيد المجرات في الكون القريب من التجمع الذي تسكن فيه مجرتنا (التجمع المحلي). وتتكون عناقيد المجرات من مئات إلى آلاف المجرات المرتبطة ببعضها البعض بفعل الجاذبية، وتنتشر في الكون على مساحات شاسعة تقدر بمئات الملايين من السنوات الضوئية. ويرتكز عنقود الشجاع 1 على مجرتين إهليلجيتين عملاقتين في مركزه، ويبلغ عرض كل من هذه المجرات حوالي 150 ألف سنة ضوئية، مما يجعلها أكبر بحوالي 50% من مجرتنا الأم، درب التبانة. وبحسب بيان رسمي من موقع ناسا، تقع مجرة "إن جي سي 3285 بي" على أطراف هذا العنقود، بعيدا عن المجرات الضخمة في المركز. مستعر من نوع خاص وفي عام 2023، استضافت هذه المجرة مستعرا أعظم من النوع "آي إيه"، وهو نوع من الانفجارات النجمية القاسية جدا، والذي يتوهج للفترة وجيزة بسطوع أكثر من الشمس بحوالي 5 مليارات مرة. وتحدث المستعرات العظمى من هذا النوع عندما يصل نجم (غالبا نجم قزم أبيض) إلى حد كتلة معينة تتراكم على سطحه، مما يؤدي إلى انفجاره بشكل عنيف. ويحدث ذلك عندما يتراكم الغاز من نجم مرافق له حتى تصل كتلته إلى حد غير مستقر، مما يؤدي إلى انفجار مدمر، وتستخدم المستعرات العظمى من هذا النوع كمؤشرات لقياس المسافات في الفضاء، بسبب سطوعها المنتظم. وفي الصورة التي أعلن عنها مرصد هابل، يظهر المستعر الأعظم، المسمى "إس إن 2023 إكس كيو إم"، كنقطة زرقاء لامعة واضحة على الحافة اليسرى من قرص المجرة. تحتوي هذه المجرة على مئات المليارات من النجوم، وربما تتخطى تريليون نجم، ولكن انفجار نجم واحد منها يظهر لامعا كما تلاحظ في الصورة بشكل واضح، بل يمكن أن تراه كافة جوانب المجرة، مما يعطينا لمحة عن عظمة وقوة هذا الحدث الكوني المهيب.

‫ 41 مخالفة حصيلة الرصد في الربع الثاني.. البيئة: 10 طلعات تفتيشية بطائرة «الأوتوجايرو»
‫ 41 مخالفة حصيلة الرصد في الربع الثاني.. البيئة: 10 طلعات تفتيشية بطائرة «الأوتوجايرو»

العرب القطرية

time٢٢-٠٧-٢٠٢٥

  • العرب القطرية

‫ 41 مخالفة حصيلة الرصد في الربع الثاني.. البيئة: 10 طلعات تفتيشية بطائرة «الأوتوجايرو»

الدوحة - العرب نفذت وزارة البيئة والتغير المناخي في الربع الثاني من العام الجاري 10 طلعات جوية تفتيشية من خلال طائرة «الأوتوجايرو»، غطت المناطق الشمالية من الدولة، وبلغ إجمالي ساعات الطيران 12.60 ساعة، وذلك في إطار جهود الوزارة لتعزيز استخدام التقنيات الحديثة في حماية البيئة والمحافظة على التنوع البيولوجي. وأوضح السيد محمد نهار النعيمي مدير مكتب محميات الدولة الخارجية بوزارة البيئة والتغير المناخي أن الطائرة قدمت خدماتها لإدارتي الحماية البرية وتنمية الحياة الفطرية، وأسهمت في رصد 41 مخالفة بيئية، منها 33 مخالفة (تم رصدها بواسطة) إدارة الحماية البرية، و 8 مخالفات (تم رصدها بواسطة) إدارة تنمية الحياة الفطرية، مشيرًا إلى أن المخالفات شملت التعدي على التربة والغطاء النباتي، والإساءة لاستخدام الأراضي، والتخلص العشوائي من المخلفات، والتعدي على الروض واقامة منشآت دون ترخيص، بالإضافة إلى ممارسات بيئية مخالفة أخرى. وأكد النعيمي أن تشغيل الطائرة يأتي في إطار دعم جهود الرصد البيئي من خلال استخدام تقنيات حديثة ومتطورة، تساهم في الاستكشاف البيئي وتنمية الحياة الفطرية، وتوفير معلومات دقيقة عن البيئة البرية والبحرية، فضلاً عن مراقبة السواحل، ودعم البحث العلمي ومتابعة الكائنات النباتية والحيوانية. وبين أن الطائرة تتميز بتكنولوجيا متقدمة تتيح الاتصال الفوري بين قائد الطائرة والمفتشين البيئيين وإدارة العمليات البيئية وفرق الدوريات، فضلاً عن تزويدها بكاميرات عالية الدقة لتوثيق الحياة البرية والبحرية، ما يساهم في مراقبة نشاط الكسارات ودراسة الغطاء النباتي وحماية التنوع البيولوجي. ولفت إلى أن الطائرة أثبتت كفاءتها في تنفيذ طلعات آمنة دون صعوبات أثناء الإقلاع أو الهبوط، مشيرًا إلى أن استبيانات الموظفين المشاركين في تلك الرحلات أظهرت رضاهم عن التجربة، حيث رأوا أن مدة الطيران المثلى تتراوح بين ساعة إلى ساعتين، وأن الفترة الأنسب للطلعات تمتد من الثالثة إلى السادسة مساءً، كما أشادوا بجاهزية الطائرة وسرعة الاستجابة من قبل قائدها، بالإضافة إلى جودة التواصل مع إدارة العمليات البيئية، وغياب أية صعوبات أو مشكلات فنية أثناء تنفيذ الرحلات. كانت الوزارة قد دشنت نظام الرصد الجوي البيئي باستخدام طائرة الاوتو جايرو العمودية، في شهر مايو من العام الماضي، حيث انطلقت أولى طلعاتها من مطار أم شخوط ‎بحضور سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البيئة والتغير المناخي، وشملت الجولة رصد عدد من المناطق البرية والشواطئ. وتُعد الطائرة من الوسائل التقنية الحديثة التي تعتمد عليها الوزارة في مراقبة السواحل البحرية، وتقديم بيانات بيئية دقيقة، ودعم البحث العلمي، ومتابعة التنوع الحيوي، والتعرف على التغيرات البيئية في المناطق البرية، وكذلك رصد المخالفات وسرعة التعامل معها ما يساهم في تعزيز الاستدامة البيئية ضمن إطار الركيزة الرابعة لرؤية قطر الوطنية 2030.

مفاجأة علمية.. نجم منكب الجوزاء الذي عرفته العرب قديما له "رفيق" يدور حوله
مفاجأة علمية.. نجم منكب الجوزاء الذي عرفته العرب قديما له "رفيق" يدور حوله

الجزيرة

time٢٢-٠٧-٢٠٢٥

  • الجزيرة

مفاجأة علمية.. نجم منكب الجوزاء الذي عرفته العرب قديما له "رفيق" يدور حوله

في عامي 2019 و2020، حدث انخفاض حاد في سطوع نجم منكب الجوزاء، دفع بعض العلماء إلى الاعتقاد بأن نهاية هذا النجم تقترب، وربما خلال فترة قصيرة نسبيا قد ينفجر في صورة مستعر أعظم. لكن بعد ذلك بعدة سنوات، تمكن الفلكيون من اكتشاف أن هذا الحدث، الذي سُمي "التعتيم العظيم"، ناجم في الواقع عن سحابة كبيرة من الغبار المنبعثة من منكب الجوزاء، وتدور حوله، وكلما مرت أمامه (بالنسبة لنا)، انخفض لمعانه، ثم عاد مجددا ليلمع كما كان. أثار هذا الحدث اهتمام العلماء بدراسة منكب الجوزاء، مما أدى إلى إجراء تحليلات جديدة للبيانات الأرشيفية المتعلقة به، وحاليا يقترح العلماء أن هذا النجم الذي أدهش البشرية طوال تاريخها، له نجم مرافق يدور حوله. عملاق أحمر فائق منكب الجوزاء هو أحد ألمع النجوم في سماء الليل، وهو عملاق أحمر فائق، ويعني ذلك أنه في آخر مراحل حياته، حيث كان في الماضي نجما أبيض إلى أزرق، ثم انتفخ وتحول للون الأحمر، ولذلك يتميز هذا النجم بحجم هائل، إذ يمتد نصف قطره حوالي 700 ضعف نصف قطر الشمس. ورغم أن عمره لا يتجاوز عشرة ملايين سنة، وهو ما يعتبر صغيرا وفقا لمعايير علم الفلك، فإنه في مرحلة متأخرة من حياته كما أسلفنا، وربما ينفجر خلال فترة قصيرة نسبيا (تصل إلى مليون سنة مثلا)، لكن تلك تظل تخمينات بحثية. يقع منكب الجوزاء في كوكبة الجبار، وقد رصده الناس بالعين المجردة لآلاف السنين، وعرفته العرب قديما حيث استخدم مع الكثير من النجوم كدليل أثناء السفر. ويكتب اسم هذا النجم باللاتينية (Betelgeuse)، ويعني ذلك إشارة للجوزاء العربية، ولو قررت البحث خلف تاريخ التسمية ستكتشف أنه لم يكن يُكتب كذلك تحديدا، بل كان شيئا قريبا من (Bedlgeuze)، أو "بد الجوزاء"، حسب بول كونتش، وهو أستاذ متمرس في جامعة ميونخ اهتم بتاريخ النجوم العربية. وكما تلاحظ فإن الكلمة العربية الحقيقية هي "يد الجوزاء"، لكن في أثناء الترجمة من العربية إلى اللاتينية فُقدت نقطة من "يد" فأصبحت "بد"، ما يعني أن اسم النجم الحالي مستقى من الأصل العربي، حيث تخيل الناس في الجزيرة العربية قديما أن هذه المنطقة من السماء كانت فتاة سميت "الجوزاء". وعرف البشر منذ قديم الزمان أن سطوع منكب الجوزاء يتغير بمرور الوقت، أي أنه يزيد وينقص في لمعانه بقدر يسير، وقد أثبت علماء الفلك أن له فترة تغير رئيسية (خلالها ينخفض سطوعه ثم يعود مجددا) تبلغ حوالي 400 يوم، وفترة ثانوية أطول تبلغ حوالي 6 سنوات. وقد دفع أحد التحليلات العلماء إلى اقتراح أن سبب تقلب سطوع منكب الجوزاء على مدار 6 سنوات هو وجود نجم مرافق، ولكن عندما بحث تلسكوب هابل الفضائي ومرصد تشاندرا للأشعة السينية عن هذا النجم المرافق، لم يتم رصد أي شيء. لكن حينما قام فريق من علماء الفيزياء الفلكية بقيادة ستيف هاول، كبير الباحثين في مركز أبحاث أميس التابع لناسا برصد منكب الجوزاء باستخدام جهاز تصوير مرقط يُسمى "ألوبيكي"، ظهر النجم المرافق لهم بصورة واضحة. و"ألوبيكي"، هي كاميرا مثبتة على تلسكوب جيميني الشمالي، وهو أحد نصفي مرصد جيميني الدولي، وكل من التلسكوبين مزود بمرآة رئيسية قطرها 8.1 أمتار، وهذا يمنحه قدرة هائلة على جمع الضوء من الأجسام البعيدة والضعيفة جدا. التصوير المرقط هو تقنية تصوير فلكية تستخدم أزمنة تعريض قصيرة جدا لتجميد التشوهات في الصور الناتجة عن الغلاف الجوي للأرض. زمن التعريض في الكاميرا هو الفترة التي يظل فيها حساس الكاميرا أو فيلمها مفتوحا لاستقبال الضوء وتسجيل الصورة، وكلما كان زمن التعريض أطول، زاد الضوء الداخل للصورة (مفيد في الإضاءة المنخفضة)، وكلما كان أقصر، تجمدت الحركة لتفادي الصور المهزوزة. وتمكّن هذه التقنية من دقة عالية، وعند دمجها مع قدرة مرآة جيميني الشمالية على جمع الضوء، سمحت برصد رفيق منكب الجوزاء الخافت مباشرة. ومكّن تحليل ضوء النجم المرافق هاول وفريقه من تحديد خصائص هذا النجم، ونُشر هذا العمل البحثي في مجلة "ذا أستروفيزكال جورنال ليترز". طفل سماوي وحسب الدراسة الجديدة، فإن النجم المرافق تقدر كتلته بحوالي 1.5 مرة كتلة الشمس، ويبدو أنه نجم من النوع الطيفي "إيه" أو "بي"، ويعني ذلك أنه نجم ساخن أزرق إلى أبيض، وتكشف تحليلات العلماء أنه لم يبدأ بعد بحرق وقوده من الهيدروجين، والمتراكم في النواة، ما يعني أنه نجم "طفل" بالمعنى الفلكي. ويعتقد العلماء أنه في نوفمبر 2027، سيعود النجم المرافق إلى أبعد نقطة له عن منكب الجوزاء، مما يسهل رصده، ويأمل العلماء في ذلك الوقت أن يقوموا بتأكيد مقترحاتهم في الدراسة الجديدة، حسب بيان صحفي رسمي من منصة مرصد جيمني. وحسب الدراسة، يقع النجم المرافق على مسافة قريبة نسبيا من سطح منكب الجوزاء، تساوي حوالي 4 أضعاف المسافة بين الأرض والشمس. بالنسبة للكواكب فهذه مسافة كبيرة، لكن في عالم النجوم فإنها مسافة قريبة جدا، ولذلك نرى بأعيننا وتلسكوباتنا النجم وكأنه فرد واحد فقط، لأن النجمين متجاوران جدا بحيث نظنهما نجما واحدا، مثلما ترى شخصين بعيدين عنك على مسافة 500 متر مثلا وكأنهما شخص واحد. ولكن في هذا السياق، يجب التنبيه أن العلماء بحاجه إلى المزيد من الدراسات للتأكيد على وجود النجم المرافق لمنكب الجوزاء، فربما تكشف أرصاد مستقبلية أنه نجم واقع في خلفية الصورة، ولا علاقة له بمنكب الجوزاء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store