logo
"تملك 90 رأسًا نوويًا" .. كيف خدعت إسرائيل أميركا بشأن برنامجها للأسلحة النووية؟

"تملك 90 رأسًا نوويًا" .. كيف خدعت إسرائيل أميركا بشأن برنامجها للأسلحة النووية؟

صحيفة سبقمنذ 3 ساعات

في خمسينيات القرن الماضي، بدأت إسرائيل، تحت قيادة ديفيد بن غوريون، مشروعًا سريًا لبناء أسلحة نووية في صحراء النقب، متحديةً حليفتها الأقرب، الولايات المتحدة الأميركية بينما كانت واشنطن تسعى لمنع انتشار الأسلحة النووية، لجأت إسرائيل إلى التستر والتضليل لإخفاء نواياها، مستغلةً الدعم الفرنسي والنرويجي، واختارت إسرائيل هذا المسار لاعتقادها أنه تأمين ضد تهديدات جيرانها، ويكشف هذا التقرير الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية اليوم (الاثنين) تفاصيل خداع إسرائيل لواشنطن، وكيف نجحت في بناء ترسانتها النووية بعيدًا عن أعين العالم؟
في منتصف الخمسينيات قرر بن غوريون أن إسرائيل بحاجة إلى سلاح نووي كضمانة أمنية ضد الدول العربية المحيطة، واستغلت إسرائيل أزمة السويس عام 1956 لتعزيز تعاونها مع فرنسا، التي شعرت بالتزام تجاه إسرائيل، وسرًا، بدأت فرنسا بمساعدة إسرائيل في بناء مفاعل ديمونا في النقب، مع خطط لإنشاء مصنع إعادة معالجة كيميائية تحت الأرض، لتجنب الرقابة الدولية، وقدمت إسرائيل تأكيدات كاذبة بأن المشروع سلمي، بينما زودت النرويج الماء الثقيل اللازم للتفاعلات النووية بعد ضمانات مماثلة.
وعندما اكتشفت المخابرات الأمريكية منشأة ديمونا أواخر الخمسينيات، ادعت إسرائيل أنها مصنع نسيج، وبعد كشف الزيف، قدمت تفسيرًا جديدًا بأنها منشأة بحث معدنية خالية من قدرات إنتاج الأسلحة، وفي ديسمبر 1960، أعلن بن غوريون في الكنيست عن المفاعل، مؤكدًا أنه للأغراض السلمية فقط، لكن إسرائيل بنت سرًا مصنعًا لإعادة معالجة البلوتونيوم تحت المفاعل، مخفيًا بجدران مزيفة ومصاعد سرية، لتضليل أي زوار أجانب.
وفي مطلع الستينيات، ضغط الرئيس جون كينيدي على إسرائيل للسماح بعمليات تفتيش دورية لديمونا، خوفًا من انتشار الأسلحة النووية، ووافق الإسرائيليون جزئيًا، لكن التفتيش الأمريكي عام 1961 لم يكتشف مصنع إعادة المعالجة المخفي، واستمرت إسرائيل في تأخير التفتيشات اللاحقة حتى أرسل كينيدي رسالة حازمة عام 1963 إلى رئيس الوزراء ليفي إشكول، محذرًا من أن عدم التعاون قد يهدد العلاقات الثنائية، وأكدت تفتيشات 1964 عدم وجود قدرات أسلحة، لكن ذلك استند إلى افتراض خاطئ بغياب مصنع البلوتونيوم.
ولضمان استمرار التستر، أنشأت إسرائيل غرفة تحكم مزيفة في ديمونا، مزودة بلوحات وأجهزة قياس وهمية لإيهام المفتشين الأمريكيين بأن المفاعل يعمل بقدرة محدودة لأغراض سلمية، وتضمنت الخطة تدريبات مكثفة للفنيين الإسرائيليين لتجنب الأخطاء، وبحلول 1968، اقتنعت وكالة المخابرات المركزية بأن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، لكن الوقت كان قد فات لوقف البرنامج، وبحلول 2025، تشير تقديرات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إلى أن إسرائيل تملك حوالي 90 رأسًا نوويًا، مع القدرة على إنتاج ما يصل إلى 300 سلاح نووي.
وفي سبتمبر 1969، توصل الرئيس ريتشارد نيكسون ورئيسة الوزراء غولدا مائير إلى اتفاق سري: تعهدت إسرائيل بعدم اختبار أسلحتها أو الإعلان عنها، مقابل توقف الولايات المتحدة عن زيارات ديمونا والضغط لتوقيع إسرائيل على معاهدة عدم الانتشار، لكن في 1979، رصد قمر صناعي أمريكي تجربة نووية محتملة قبالة جنوب إفريقيا، يُشتبه أنها إسرائيلية، مما يشير إلى خرق محتمل للاتفاق، وتجاهلت إدارتا كارتر وريغان الأدلة، مفضلتين الحفاظ على التحالف مع إسرائيل.
ونجحت إسرائيل في خداع الولايات المتحدة عبر عقود، مستخدمةً التضليل والمنشآت المزيفة لإخفاء برنامجها النووي، ولم يبرر هذا الخداع تصرفات إيران النووية، لكنه كشف عن تحديات منع انتشار الأسلحة النووية، وبقبول واشنطن الضمني لترسانة إسرائيل، التي تُقدر بحوالي 90 رأسًا نوويًا حاليًا، أثيرت اتهامات بمعايير مزدوجة في الشرق الأوسط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المستشار الألماني: لا يوجد سبب لانتقاد الهجوم الإسرائيلي والأميركي على إيران
المستشار الألماني: لا يوجد سبب لانتقاد الهجوم الإسرائيلي والأميركي على إيران

الشرق الأوسط

timeمنذ 15 دقائق

  • الشرق الأوسط

المستشار الألماني: لا يوجد سبب لانتقاد الهجوم الإسرائيلي والأميركي على إيران

قال المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، اليوم الاثنين، إنه لا يوجد سبب يدعوه لانتقاد الهجمات التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة على إيران. وقال ميرتس، في حدث نظمته «مجموعة الضغط الصناعية الألمانية (BDI)»: «لا يوجد سبب لنا، أو لي شخصياً، لانتقاد ما بدأته إسرائيل قبل أسبوع، ولا يوجد سبب لانتقاد ما فعلته أميركا في نهاية الأسبوع الماضي»، وفقاً لوكالة «رويترز». وأضاف: «نعم، الأمر لا يخلو من المخاطر، لكن ترك الأمر على ما كان عليه لم يكن خياراً أيضاً»، مشيراً إلى أنه «من الواضح أن إيران كانت في طريقها إلى صنع سلاح نووي». وتابع: «لم يعد من الممكن التشكيك بجدية في الأدلة على أن إيران ماضية في طريقها لصنع سلاح نووي». وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مساء السبت (فجر الأحد بتوقيت غرينيتش)، أن الجيش الأميركي شنَّ ضربات جوية «دمَّرت بشكل تام وكامل» 3 منشآت نووية إيرانية هي «فوردو» و«نطنز» و«أصفهان»، وهدَّد بشنِّ مزيد من الهجمات إذا لم تذهب طهران إلى السلام.

ترامب: على الجميع إبقاء أسعار النفط منخفضة
ترامب: على الجميع إبقاء أسعار النفط منخفضة

أرقام

timeمنذ 24 دقائق

  • أرقام

ترامب: على الجميع إبقاء أسعار النفط منخفضة

قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في منشور عبر منصة "تروث سوشيال" يوم الإثنين، إنه ينبغي على "الجميع" الحفاظ على انخفاض أسعار النفط، وإلا فإنهم يلعبون "لصالح العدو". لم يوضح "ترامب" مغزى كلماته تلك في منشوره المقتضب، لكن هذه التصريحات تأتي في ظل مخاوف إغلاق إيران مضيق "هرمز" الذي يمر عبره خُمس إمدادات النفط العالمية. إذ وافق البرلمان الإيراني من حيث المبدأ إلى إغلاق المضيق، رداً على الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة على 3 منشآت نووية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. وفي منشور لاحق بعد دقائق قليلة، قال "ترامب" موجهاً حديثه لوزارة الطاقة إنه يتعين عليها تسريع وتيرة التنقيب على الفور.

كيف تسلّلت «قاذفات الشبح» إلى إيران دون رصدها؟
كيف تسلّلت «قاذفات الشبح» إلى إيران دون رصدها؟

عكاظ

timeمنذ 27 دقائق

  • عكاظ

كيف تسلّلت «قاذفات الشبح» إلى إيران دون رصدها؟

أفصحت وكالة «أسوشيتد برس»، أن الاستهداف «غير المسبوق»، للولايات المتحدة على مواقع نووية في إيران، استغرق سنوات من التحضير، وتضمن في لحظاته الأخيرة أنشطة «خداع» أضفت على العملية عنصر مفاجأة قويّاً. وأفادت الوكالة الأمريكية، اليوم (الإثنين)، بأن طيارين أمريكيين أسقطوا، في وقت مبكر من أمس الأحد، قنابل تزن 30 ألف رطل على منشأتين رئيسيتين لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في إيران، لتوجيه ما يعتقد قادة عسكريون أمريكيون أنه «ضربة قاضية» للبرنامج النووي. وعزز البحارة الأمريكيون عنصر المفاجأة في المهمة، عبر إطلاق العشرات من صواريخ «كروز» من غواصة باتجاه موقع آخر واحد على الأقل، بحسب الوكالة. وقال مسؤولون أمريكيون إن العملية التي سميت «مطرقة منتصف الليل» اتسمت بـ«ضربة دقيقة» دمرت البرنامج النووي، رغم إقرارهم بأن عملية التقييم لا تزال جارية، فيما نفت طهران وقوع أضرار جسيمة، وتوعدت بالرد. وانطلقت قاذفات B-2 الشبح من قلب الولايات المتحدة محملة بما مجموعه 420 ألف رطل من المتفجرات، رافقتها أسراب من طائرات التزوّد بالوقود والمقاتلات، التي أطلق بعضها أسلحته الخاصة. وحسب مسؤولين أمريكيين فإن إيران، لم ترصد وابل القصف القادم، ولم تطلق طلقة واحدة باتجاه الطائرات الأمريكية. وأفصح المسؤولون أن العملية اعتمدت على سلسلة من أساليب الخداع والتمويه للحفاظ على سريتها، وجاءت في أعقاب 9 أيام من الضربات الإسرائيلية التي «أضعفت» أنظمة الدفاع الجوي لإيران. وحسب الوكالة، فإن خطة التمويه الأمريكية بدأت قبل إقلاع الطائرات، ومع بدء تنفيذ أجزاء من الخطة، أعلن ترمب، الخميس، أنه سيتخذ قراراً خلال أسبوعين بشأن توجيه ضربة لإيران، في خطوة بدت وكأنها تمنح مزيداً من الوقت للمفاوضات، لكنها كانت في الواقع تغطي على الهجوم الوشيك. وأضافت أن مجموعة من قاذفات B-2 الشبح، توجهت، السبت، غرباً من ولاية ميزوري في إطار خطة التمويه، نحو قاعدة أمريكية في المحيط الهادئ. وحلقت سبع قاذفات أخرى من طراز B-2 شرقاً، وكانت كل واحدة منها تحمل قنبلتين خارقتين للتحصينات طرازGBU-57A/B، مع الحفاظ على الحد الأدنى من الاتصالات لتفادي أي رصد أو لفت انتباه. وأقر رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين، بأن كل ذلك كان «جزءاً من خطة للحفاظ على عنصر المفاجأة التكتيكية»، كاشفاً أن عدداً بالغ الصغر من المخططين وكبار القادة» فقط كان على علم بها في واشنطن وفلوريدا، حيث مقر القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM). وقبل دخول المجال الجوي الإيراني، رافقت قاذفاتB-2 مقاتلات شبحية وطائرات استطلاع أمريكية. وأظهرت خريطة نشرتها وزارة الدفاع (البنتاغون) أن مسار الطيران مر فوق لبنان وسورية والعراق، دون أن يتضح ما إذا كانت تلك الدول أُبلغت مسبقاً بتحليق الطائرات فوق أجوائها. وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث،: «قاذفاتنا B-2 دخلت (إيران) وخرجت وعادت من دون أن يعلم العالم بذلك على الإطلاق». وقبل نحو ساعة من دخول قاذفات B-2 الأجواء الإيرانية، أطلقت غواصة أمريكية في المنطقة أكثر من 20 صاروخ كروز طراز «توماهوك» على أهداف رئيسية، بينها موقع في أصفهان يُستخدم لتحضير اليورانيوم لعمليات التخصيب. وفي تمام الساعة 06:40 مساءً بتوقيت واشنطن (02:10 فجراً بتوقيت طهران)، أسقطت أول قاذفة B-2 قنبلتيها من طراز GBU-57 الخارقتين للتحصينات على منشأة «فوردو» لتخصيب اليورانيوم، المدفونة على عمق كبير تحت الأرض. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها هذه القنابل المعروفة في سلاح الجو باسم «العتاد الخارق الضخم» (MOP) في القتال، وتزن كل قنبلة 30 ألف رطل، وهي مصممة لاختراق الأرض قبل أن تنفجر برأس حربي ضخم. وتركزت الضربات بشكل رئيسي على منشأة «فوردو»، رغم أن قنبلتين عملاقتين على الأقل استهدفتا أيضاً موقعاً آخر لتخصيب اليورانيوم في «نطنز». شملت العملية 75 سلاحاً موجهاً بدقة، بينها 14 قنبلة خارقة للتحصينات طراز GBU-57 أطلقتها 7 قاذفات شبحية طراز B-2 Spirit، وأكثر من 20 صاروخ كروز طراز «توماهوك» أُطلقت من غواصة أمريكية. وشاركت في العملية 125 طائرة، شملت قاذفاتB-2، ومقاتلات وطائرات تزوّد بالوقود. وأعلن وزير الدفاع أن هذه أكبر ضربة قتالية تنفذها قاذفاتB-2 في تاريخ الولايات المتحدة، وثاني أطول مهمة طيران تنفذها هذه القاذفات على الإطلاق، بعد تلك التي جرت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر». وأثناء انشغال الخبراء بمناقشة سبب توجه القاذفات نحو غوام، بدلاً من قاعدة «دييجو جارسيا» في المحيط الهندي، الأقرب إلى إيران، التي تتمركز فيها قوات أمريكية وبريطانية، كانت الولايات المتحدة تنفذ فعلياً هجوماً سرياً للغاية ضد إيران. وفي وقت مبكر صباح السبت بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، أقلعت 7 قاذفات شبحية أخرى طراز B-2 من قاعدة «وايتمان» الجوية في ولاية ميزوري. وعلى عكس القاذفات التي توجهت نحو المحيط الهادئ وظهرت على الرادارات في بعض الأوقات، حلقت هذه الطائرات السبع شرقاً في وضعية التخفي التام. وأكد النائب السابق لمدير التخطيط والاستراتيجية في القيادة المركزية الأمريكية مارك كيميت، أن مستوى السرية في العملية كان لافتاً. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store