
حشر آل مكتوم: « البيان» نقلت نبض الشارع وعكست صوت المجتمع
وأضاف: «في تلك المرحلة، لم تكن هناك كوادر صحفية محلية مؤهلة بشكل كافٍ، ما دفعنا للاستعانة بالخبرات العربية لتشكيل فرق التحرير والصحافة، ومع مرور الوقت، بدأ الشباب الإماراتي بالتدرب في الصحيفة، حتى أصبحوا يشكلون جزءاً أساسياً من الفريق التحريري، ما ساعد على تعزيز الهوية المحلية للصحيفة وتوسيع نطاق تأثيرها».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
خالد بن محمد.. ديمقراطية الصحراء ودور الإمارات
د. صلاح الغول* حرص سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان (1982-) منذ صغره على ملازمة أبيه ومعلمه الأول، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، فاستقى من مجلسه، ولا سيما برزته الأشهر بباب البحر يوم الثلاثاء من كل أسبوع، دروس الحياة، وتعلم على يديه فنون الحُكم والسياسة والحكمة. ونشأ الشيخ خالد على أنّ المجالس القبلية منتديات عامة للنقاش المفتوح والحر والشورى، وهي خير تجسيد لما يُطلق عليه البعض «ديمقراطية الصحراء». ومن بين أهم ما تعلمه الشيخ خالد من والده، حفظه الله، أولوية التواصل مع المواطنين، ما يعني أنّ المواطنين يستطيعون الوصول إلى «شيخهم»، والتفاعل معه بسهولة ومن دون عوائق، وتيسير سبل تواصل المواطنين مع «قادتهم»، عن طريق فتح مجالسهم ومكاتبهم أمامهم، والتبسط في الحديث إليهم. ومنذ توليه ولاية عهد إمارة أبوظبي في 29 مارس/ آذار 2023، رسّخ الشيخ خالد نهج الآباء المؤسسين للاتحاد بالتواصل المباشر مع المواطنين والوصول إليهم في شتى بقاع الإمارة، عن طريق مشاركتهم أفراحهم وأتراحهم، والزيارات المتعددة التي ينفذها للوقوف على أحوالهم واحتياجاتهم، وافتتاح مشاريع الإسكان وغيرها من الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، التي تُجسد «ديمقراطية الصحراء»، وانشغاله بالبناء والتعمير ورفاه مواطنيه. ويمكن فهم جوهر هذا النمط من الديمقراطية من القول المأثور للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي يثبت أنّ «الديمقراطية في الإمارات العربية المتحدة ليست شعارات، وليست مجرد نصوص في الدستور، إنها واقع عملي، سواء على مستوى السلطة العليا للبلاد، أو على المستوى الشعبي». وإذا أردت البحث عن ولي العهد، فلن تجده في القاعات المكيفة الهواء، أو المكاتب الوثيرة، أو منصات الإعلام، أو وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنه دائم الوجود في المشاريع، في المدارس، في مواقع البناء، لا يعتمد على التقارير المكتوبة، بل يفضّل الرؤية والمعاينة والقرار بناءً على الواقع. ومثل والده، حفظه الله، جعل الشيخ خالد من القائد صانع قرار حقيقي، لا إداري شكلي، وهو عنصر نادر بين النخب السياسية في المنطقة. ويسألونك لِمَ يرتبط مواطنو الدولة ب«معازيبهم»، ويرضون عنهم، ويثقون بهم؟ فالواقع أن هذه القنوات المفتوحة من أعلى لأسفل ومن أسفل لأعلى، وعدم وجود حواجز تقف حائلاً أمام أي مواطن لعرض مطالبه على الحاكم ومن يلي عهده أو ينوب عنه... يُفسر ذلك. وهذا التفاعل بين القيادة والشعب رسّخه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وجعله أساساً ثابتاً للعلاقة بين الحاكم وشعبه، وقاعدة أساسية للحكم الصالح أو الرشيد في دولة الإمارات. وهكذا نشأ الشيخ خالد بن محمد في كنف والده كمشروع قائد، واكتسب منه الانضباط، والصمت الاستراتيجي، والحسّ بالمسؤولية قبل الامتياز. كما اكتسب منه أسلوب والده في الحُكم والقيادة القائمة على الفعل لا القول، الحضور لا الظهور. ومن السياسة الداخلية إلى السياسة الخارجية، فقد عبّر الشيخ خالد بن محمد عن تصوره لدور بلاده الخارجي أحسن تعبير بقوله: «نحن نفوق حجمنا تأثيراً. We punch above our weight». جاء ذلك على هامش حوار الأعمال الإماراتي الأمريكي الذي عُقد خلال الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدولة الإمارات يومي 15 و16 مايو/ أيار 2025. وهذا التصور الذي عبر عنه الشيخ خالد ينهل من معين» صاحب الثمانية في السياسة الخارجية الإماراتية، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، الذي حدد ثمانية مبادئ لسياسة بلاده الخارجية، كشف عنها مستشاره الدبلوماسي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، تؤسّس ملامح دورها الخارجي. وقد تحدثت عن هذه المبادئ أكثر من مرة على صفحات «الخليج». وخلاصته أنه في ظل الشيخ محمد بن زايد غدت الإمارات، وهي الدولة الصغيرة الحجم جغرافياً وديموغرافياً، في مقدمة الدول المتوسطة ذات التأثير على المستويين الإقليمي والدولي. ولعل الدور الإماراتي في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا وبين روسيا والولايات المتحدة، وفي جهود إعادة دمج سوريا في النظام العربي، وفي تسهيل المفاوضات النووية الأمريكية الإيرانية... خير دليل على ذلك. وقد أسهم الشيخ خالد بن محمد في المستوى الذي وصلته السياسة الخارجية الإماراتية من فاعلية وتأثير، عن طريق زياراته إلى ماليزيا، وكوريا الجنوبية، وكازاخستان، وإثيوبيا، والبرازيل، والبحرين، وقطر، والفاتيكان، وسنغافورة، وباكستان، والنرويج. وقد أسهمت هذه الجولات في بناء شبكة علاقات دولية متعددة الأبعاد لدولة الإمارات، ودرّبت الشيخ خالد على التفاوض مع عوالم متناقضة. ولعل هذه الجولات والزيارات الخارجية هي جزء من التدريب الذي يتلقاه شيخنا خالد بن محمد في إطار المدرسة المحمدية، لا سيما تدريبه على صناعة الحلفاء والشركاء الاستراتيجيين، التي تُعد من الصناعات الثقيلة في السياسة الدولية، وذلك أنّها تنم عن بصيرة نافذة ورشادة ظاهرة وحكمة بالغة، وتتطلب مهارات «ذكية» تمزج بين أدوات القوة الناعمة وأدوات القوة الصلدة، والبراعة في توظيفها من جانب صنّاع السياسة.


صحيفة الخليج
منذ 4 ساعات
- صحيفة الخليج
سيف علي خان: السينما انعكاس لروح الأمة
ضمن جلسات منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية، نُظّمت جلسة حوارية مع نجم السينما الهندية سيف علي خان، أدارها الإعلامي أنس بوخش، وتناولت دور السينما كوسيلة فعّالة للقوة الناعمة، وأثرها في نقل الثقافات وتعزيز التواصل بين الشعوب. وأكد خان خلال الحوار أن السينما تُعد من أبرز أدوات تصدير الهوية الثقافية، إذ تُمكّن الدول من مشاركة تراثها وفنونها ومعتقداتها وجمالها مع العالم، وقال: «أرى السينما كقوة ناعمة تستطيع كل دولة من خلالها أن تُعبّر عن نفسها وتنقل قيمها وهويتها الحضارية». ولفت نجم بوليوود إلى أن تأثير السينما لا يقتصر على الترفيه، بل يمتد إلى الحياة اليومية للناس، وذكر مثالاً على ذلك بقوله: «كنت أتحدث مع شخص في دبي، وأخبرني بأنه رغم كونه عربياً، فقد أقام نوعاً من الطقوس الهندية في حفل زفافه، إذ ارتدت العروس الساري، وتم تشغيل الموسيقى الهندية، هذا يعني أننا نجحنا في تصدير ثقافتنا من خلال الأفلام، ويُعبر كثيراً عنّا كأمة». وشدّد خان على أن الفن، بما في ذلك السينما، يُعد انعكاساً صادقاً لروح الأمة، مضيفاً: «عندما نشاهد فيلماً حقيقياً على منصة مثل نتفليكس، فإننا نعيش تجربة ثقافية جديدة، ونرى كيف يعيش الناس في أماكن أخرى. الفيلم الصادق يشبه السفر، لأنه ينقل روح المكان وأصالته». كما تطرق نجم بوليود إلى انتشار مفهوم «القوة الناعمة» بشكل متزايد في الحديث عن السينما، معتبراً أن التحولات العالمية الراهنة تبرز أهمية هذا النوع من التأثير الثقافي. وقال:«أصبحنا نسمع كثيراً عن مصطلح القوة الناعمة في سياق السينما، ومع كل ما يحدث في العالم اليوم، أعتقد أنه من الضروري أن نكون واعين بأهميتها ودورها المتنامي». وفي ختام حديثه، وجه خان نصيحة إلى صنّاع الأفلام، داعياً إياهم إلى الحفاظ على الخصوصية الثقافية والأصالة في أعمالهم، قائلاً: «أفضل ما يمكن أن يقدمه الفنان هو أن يبقى وفيّاً لثقافته. إذا سألني أحد الأجانب عن فيلم هندي أنصحه بمشاهدته، فلن أرشّح له فيلماً تم تصويره في نيويورك أو لندن، بل بعمل فني ينبض بالحياة في قلب بلادنا، لأنه الأكثر صدقاً وتمثيلاً لهويتنا».


الإمارات اليوم
منذ 5 ساعات
- الإمارات اليوم
لطيفة بنت محمد للمؤثرين: أنتم تمثلون جيلاً من الشباب.. فاسعوا إلى ترك أثرٍ طيب
شهدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، فعاليات قمة الإعلام العربي 2025، التي عقدت برعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ونظمها نادي دبي للصحافة، خلال الفترة من 26 إلى 28 مايو الجاري، وحظيت بمشاركة نخبةٍ من كبار الشخصيات والرموز والقامات السياسية والإعلامية، وصُنّاع المحتوى والمؤثرين من داخل الدولة ومختلف أنحاء المنطقة والعالم. وألقت سموّها كلمةً رئيسة مهمة تطرّقت فيها إلى الحديث عن دور الإعلام في عصر الخوارزميّات، مشيرةً إلى أننا نعيش في مرحلةٍ فارقة، يتقاطع فيها الإعلام مع التحوّل الرقمي، وتتبدل فيها قواعد التأثير والتواصل، وتتغيّر فيها أدوار المؤسسات والأفراد، وهو ما يستدعي وقفة تأمل، وطرح أسئلة جوهرية تتمحور حول ماهية الإعلام الذي نريده، ودور المؤثر الحقيقي، وكيفية حماية مجتمعاتنا من الفوضى الرقمية دون أن يؤدي ذلك إلى عزلها عن التطوّر. وقالت سموّها: «نحتاج في هذه المرحلة إلى إعلامٍ لا يركز على مواكبة التحوّل الرقمي فحسب، بل على قيادة صناعة المحتوى من جديد بعمقٍ ثقافي وإنساني، ليُعيد الإنسان إلى الواجهة». ووجّهت سموّها رسالةً للمؤثرين، قالت فيها: «أنتم لا تمثلون أنفسكم فحسب، بل تمثلون جيلاً كاملاً من الشباب الطامح الباحث عن الإلهام والقدوة، تقع على عاتقكم مسؤولية المساهمة في التغيير إلى الأفضل عبر محتواكم الهادف، ونفخر بكل مؤثرٍ نجح في إحداث تأثير إيجابي، ووضع مسؤوليته الأخلاقية نصب عينيه، وسخّر وعيه في خدمة محتواه، فاسعوا إلى ترك أثرٍ طيب، فالأثر الطيب لا يُمحى». وأكدت سموّها أن «الخوارزميات والذكاء الاصطناعي ما هي إلا أدوات صنعناها نحن، ونمتلك مفاتيحها، ويجب أن ننظر إليها على أنها فرص حقيقية لصناعة المستقبل، وعلينا أن نتعامل معها بالوعي المسؤول الذي نمتلكه، فنحن أصحاب العقول، ونحن المبتكرون، ونحن من يحدد الهدف ويوجه المسار، وقد حان الوقت لنستعيد زمام الأمور لنكون نحن من يقودها لا العكس، فقدرتنا على التوجيه تستند إلى المعرفة والإحساس بالمسؤولية تجاه أنفسنا وتجاه المستقبل». وأضافت سموّها: «نعيش اليوم عالماً متغيّراً لم تعد ترسمه الجغرافيا ولا تحدُّه الحدود بين الدول، بل تصنعه الخوارزميات التي أصبحت تنسق تفاعلنا مع المحتوى، وتأخذنا لعوالم جديدة لكل منها هويّته وأفكاره وروحه، ما أثمر تشكّل المجتمعات الرقمية التي لا تُقاس فيها الهوية بالمكان أو الجنسية، بل بالفكرة والانتماء والاهتمامات والانطباعات المشتركة، لتتحوّل إلى مساحات للنقاش والمشاركة والبوح والتأثير، تمنح الفرصة للإنسان لأن يكون مرئياً ومسموعاً بعد أن كان مُهمشاً في واقعه، حيث تجاوزنا اليوم عصر الإعلام المركزي، ودخلنا عصر المحتوى اللامركزي الذي تتعدد فيه المصادر وتتناثر فيه الحقائق، ليصبح بإمكان كل فرد أن يكون وسيلة إعلامية قائمة بذاتها». وأشارت سموّها إلى أن «المجتمعات الرقمية أصبحت واقعاً موازياً يُزاحم الواقع الفعلي في تشكيل الهوية، وتكوين العلاقات، وصناعة القرار»، حيث شاركت سموّها بعض الأرقام كشفت من خلالها طبيعة الواقع الذي نعيشه اليوم، «فهناك ملايين المجتمعات الرقمية المصغّرة التي تتشكل وتتنامى على مئات منصات التواصل الاجتماعي النشطة في جميع أنحاء العالم، في حين يُقدَّر عدد سكان العالم في 2025 بأكثر من ثمانية مليارات نسمة، وهناك أكثر من خمسة مليارات هوية تعكس عدد المستخدمين النشطين لوسائل التواصل الاجتماعي، أي ما يمثل 64.7% من سكان العالم». وذكرت سموّها أن «العام الماضي فقط، شهد زيادة قدرها 241 مليون مستخدم، أي ما يقارب الـ660 ألف مستخدم جديد يومياً، وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على أننا لا نشهد مرحلة تطورٍ تكنولوجي فحسب، بل نشهد تحوُّلاً جذرياً يعيد تشكيل علاقتنا بأنفسنا، وبالعالم من حولنا». وعرضت سموّها بعض الأمثلة التي تؤكد أن المجتمعات الرقمية ليست مجرد مجموعات، بل ثقافات وعوالم تتكوّن لتفتح آفاقاً للتواصل والولاء تتجاوز ما كان مألوفاً في الماضي، وقالت في هذا الجانب: «أخاطبكم اليوم كفرد من أفراد المجتمع، وكعضو في هذه المجتمعات الرقمية التي أعادت رسم خريطة العالم بمنظورها الجديد، المنظور القائم على التواصل العالمي، فشابٌّ في الإمارات يشارك الآن خبراته في الأنيمي مع مجموعة في اليابان، وآخر في هولندا يشعر باتصال مع لاعبه المفضل في البرازيل أكثر من جيرانه في الحي نفسه، وآخر في أحد البلدان يعرض تجربته مع التنمر، ويتأثر بها متابعوه في مصر ولبنان وأستراليا، أو غيرها من الدول، جميعهم متصلون عبر شبكة عالمية تتخطى الحدود والقارات، حيث يجدون في هذا الانتماء الجديد معنى أعمق وربما أكثر صدقاً من ارتباطهم بالمكان الجغرافي الذي يعيشون فيه، لافتةً سموّها إلى أن المؤثرين أسهموا اليوم في تشكيل الوعي العام، وأصبحوا جزءاً من الذاكرة الثقافية لعصرنا بفضل قدرتهم على الوصول المباشر والسريع إلى الجماهير، حيث باتوا ينافسون وسائل الإعلام التقليدية في التأثير على الرأي العام، وتوجيه السلوك، وصناعة التوجّهات». ووسط كل هذه التحوّلات، طالبت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بإعادة التفكير في دور الإعلام وعلاقته مع الإنسان، متسائلةً: «كيف سيخاطب الإعلام ملايين المجتمعات الرقمية الصغيرة، وكيف يمكنه فهم الهويّات الجديدة التي تشكّلها الخوارزميات والتفاعل والتواصل معها؟»، مشدّدة على أهمية دور الإعلام كمرشد، ومسؤوليته الأخلاقية والمهنية المتمثلة في التحقق من المعلومات، وكشف الأخبار المضللة، وتقديم محتوى موثوق مبني على الحقائق والشمولية رغم سيطرة التكنولوجيا. وخاطبت سموّها المؤسسات الإعلامية، قائلة: «الإعلام غير مطالب بأن ينافس المؤثرين في صراع (الترند)، بل نريده أن يرسّخ المعنى، يعيد بناء الثقة، ويقدّم سرداً إنسانياً عميقاً وسط سيل المحتوى السريع والمُختَزل، نحتاج في هذه المرحلة إلى إعلامٍ لا يركز على مواكبة التحوّل الرقمي فحسب، بل على قيادة صناعة المحتوى من جديد بعمقٍ ثقافي وإنساني، ليُعيد الإنسان إلى الواجهة، وهو ما يعيد تعريف دوره من ناقلٍ للأخبار إلى حاملٍ للهوية، وحارسٍ للحقيقة، مؤكدةً ضرورة أن يصافح الإعلام العصر الرقمي من جهة، وأن يحافظ على أصالة القيم من جهة أخرى، كما يتوجّب عليه أن يفسر الحقائق ويترجم المفاهيم، ليعزز التفاهم والقيم الإنسانية المشتركة، لا تأجيج الانقسامات، وبهذا يستعيد مكانته راوياً واعياً مسؤولاً يمتاز بالنزاهة والأصالة والانفتاح». ودعت سموّها الجمهور للنظر إلى المجتمعات الرقمية كفرص لبناء الجسور وتبادل المعرفة وصناعة محتوى هادف، لا كتهديد، مؤكدة أننا اليوم في أمسّ الحاجة إلى نشر رسائل الأمل والخير والإيجابية، وهذا ما ينبغي لوسائل الإعلام القيام به، أن تكون منارات للإلهام، وصوتاً للأمل، وشعلةً تُنير دروب المستقبل، لتمنحنا الثقة بغدٍ واعدٍ أكثر إشراقاً وإنسانية. وطالبت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، المؤسسات الإعلامية والمؤثرين وصنّاع الرأي بالعمل معاً لصياغة خطابٍ إعلامي جديد أساسه المسؤولية والوعي، يضع المعايير الأخلاقية والمهنية في قلب المعادلة. وختمت سموّها كلمتها بالتأكيد على أن المجتمعات الرقمية نشأت كامتداد طبيعي لعلاقة الإنسان بالإنسان، وحاجته إلى بناء الروابط وتبادل الأفكار والمشاعر، وتحقيق تطلُّعاته للتواصل والمشاركة والتأثير، داعيةً إلى الانطلاق من قمة الإعلام العربي نحو أهداف أسمى وأكبر وأعمق، بحيث نستثمر وسائل التواصل الاجتماعي في بناء مجتمعات إيجابية فاعلة - سواء واقعية أو افتراضية - لتحقيق أهداف إنسانيتنا المشتركة، رغم كل الحدود والمسافات. «محتواك أثرك» في خطوة إيجابية وسعي جاد لترك بصمة رقمية تعبّر عن روح هذا اللقاء، أطلقت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الجلسة، وسماً جديداً بعنوان «محتواك أثرك»، وقالت عنه: «هذا الوسم سيكون حلقة الوصل التي تربطنا ببعضنا أينما كنّا، وسينعكس فيه وعينا وقيمنا ومبادئنا، وستتجسّد من خلاله تطلعاتنا نحو المحتوى الذي نطمح إليه، ليكون النتاج رصيداً غنياً من المضامين الهادفة التي نفخر بها»، مشيرة سموّها إلى أن «محتواك أثرك» ليس مجرد وسم أو شعار، بل هو رسالة لنا جميعاً لأن نقف مع أنفسنا قبل نشر أي محتوى، وعهد بأن نُسخّر أصواتنا وحضورنا الرقمي من أجل إحداث التغيير والتأثير الإيجابي في حياتنا ومجتمعاتنا، لنكون منارات الخير والأمل للجميع. لطيفة بنت محمد: . المجتمعات الرقمية أصبحت واقعاً موازياً يُزاحم الواقع الفعلي في تشكيل الهوية، وتكوين العلاقات، وصناعة القرار. . يجب أن نستثمر وسائل التواصل الاجتماعي في بناء مجتمعات إيجابية فاعلة - سواء واقعية أو افتراضية - لتحقيق أهداف إنسانيتنا المشتركة، رغم كل الحدود والمسافات. . الخوارزميات والذكاء الاصطناعي أدوات صنعناها نحن، ويجب أن ننظر إليها على أنها فرص حقيقية لصناعة المستقبل، وعلينا أن نتعامل معها بالوعي المسؤول. . 5 مليارات هوية تعكس عدد المستخدمين النشطين لوسائل التواصل الاجتماعي، ما يمثل 64.7% من سكان العالم.