logo
دفاتر ممزقة ورسائل غاضبة.. التلاميذ بالجزائر يحتجون على النظام العسكري

دفاتر ممزقة ورسائل غاضبة.. التلاميذ بالجزائر يحتجون على النظام العسكري

هبة بريس١٣-٠٥-٢٠٢٥

هبة بريس
في مشهد يعكس اختلال العلاقة بين الأجيال الصاعدة والنظام السياسي الجزائري، شهدت المؤسسات التعليمية في الأيام الأخيرة سلوكًا لافتًا من طرف التلاميذ: دفاتر وكراريس دراسية ممزقة، مبعثرة على أبواب المدارس، في صورة أشبه برسالة صامتة، لكن صارخة، موجهة إلى من يدير شؤون التعليم والسياسة في البلاد.
تحت رعاية 'العم تبون'
في دولة تحترم إشارات المجتمع وتعطي وزنا لما يصدر عن شبابها، لكانت هذه الظاهرة كافية لإطلاق ناقوس الخطر، وعقد جلسات طارئة، وربما إعادة النظر في جوهر العملية التعليمية. لكن في الجزائر، وتحت رعاية 'العم تبون'، تمر مثل هذه الوقائع وكأنها أمر روتيني لا يستحق سوى ملاحظات إدارية باردة.
وزير التربية، محمد صغير سعداوي، ظهر في ندوة تناولت التحضيرات للامتحانات الرسمية، ولم يتعدّ موقفه من الظاهرة سوى توصية تقنية: ضرورة تسليم الكراريس المستعملة لإدارات المدارس بدل تمزيقها. لا تساؤلات، لا بحث في الدوافع، ولا محاولة لفهم الخلفية التربوية أو الاجتماعية لهذا التصرف الجماعي من التلاميذ.
تسيير النفايات الورقية
الوزير بدا مشغولًا باللوجستيك والتنظيم، أكثر من انشغاله بالمغزى الحقيقي وراء هذه التصرفات. وحتى حين قرر اتخاذ 'إجراء'، لم يكن سوى دعوة إلى إعادة تدوير الكراريس بالتنسيق مع وزارة البيئة. وكأن القضية بيئية، لا تربوية ولا سياسية.
وهكذا، تَحوّل وزير التربية إلى موظف يعنى بتسيير النفايات الورقية، لا رجل دولة مسؤول عن تشكيل وعي الأجيال. تجاهل الرسالة، وتفادى النقاش الحقيقي، وفضّل أن يتّبع القاعدة القديمة: 'كم حاجة قُضيت بتركها'.
لكن الواقع لا يُدار بالتجاهل. وإذا كان هؤلاء التلاميذ قد اختاروا تمزيق دفاترهم كأقصى ما يمكنهم التعبير به عن السخط، فإن هذا التمرد الصامت اليوم قد يتحوّل إلى غضب صاخب غدًا، في بلد تتراكم فيه مؤشرات الانفجار الاجتماعي وتتجاهلها السلطة عمدًا

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أكادير: بعد أسبوع على فضيحة "الماستر".. جامعة ابن زهر تصدر بلاغًا "جافًا"
أكادير: بعد أسبوع على فضيحة "الماستر".. جامعة ابن زهر تصدر بلاغًا "جافًا"

هبة بريس

timeمنذ 7 ساعات

  • هبة بريس

أكادير: بعد أسبوع على فضيحة "الماستر".. جامعة ابن زهر تصدر بلاغًا "جافًا"

هبة بريس – عبد اللطيف بركة بعد مرور أسبوع كامل على فضيحة بيع 'شواهد الماستر' بجامعة ابن زهر واعتقال الأستاذ المتهم الذي يوجد رهن التحقيق بسجن الأوداية، خرجت الجامعة، أخيرًا، اليوم الأربعاء 21 ماي الجاري، ببلاغ موجه للرأي العام الطلابي، جاء مخيبًا للآمال وموصومًا بالجفاف اللغوي والفراغ المعلوماتي، مما أثار موجة من الانتقادات والاستغراب. البلاغ، الذي تتوفر 'هبة بريس' على نسخة منه، بدا وكأنه كتب على عجل، وذُيل بتوقيع 'جامعة ابن زهر 2' – وهو توقيع يثير أكثر من سؤال حول مصدره ومغزاه ، حيت لم يتضمن أي جديد يواكب خطورة الاتهامات الموجهة لأستاذ من داخل المؤسسة، بل اكتفى بإعادة ما هو معلوم مسبقًا: 'أن الملف في طور التحقيق والتقاضي'. في ظرفية وطنية حساسة تستوجب الوضوح والشفافية، كان الجميع ينتظر من الجامعة توضيحات دقيقة، وربما إقرارًا بتحمل المسؤولية المعنوية أو الإدارية، أو على الأقل التزامًا واضحًا بإجراءات صارمة لمواجهة مثل هذه التجاوزات إن ثبتت، لكن المفاجأة كانت في بلاغ باهت، أبرز ما فيه هو التنويه بالأساتذة واستمرار تقديم العرض التربوي، وكأن شيئًا لم يحدث. لم يشر البلاغ لا من قريب ولا من بعيد إلى حجم الضرر الذي خلفته هذه القضية على صورة الجامعة ومصداقية شواهدها، ولا إلى الإجراءات التأديبية أو الوقائية الممكن اتخاذها لحماية المؤسسة من أي اختلال مماثل. بل الأدهى، أن غموضه زاد الطين بلة وفتح الباب واسعًا أمام الشائعات والتأويلات التي ستتغذى على صمت المؤسسة الرسمي. والمفارقة المؤلمة أن جامعة ابن زهر، التي تضم عشرات الأساتذة في علوم التواصل والتدبير الإعلامي، وتعج بطلبة الصحافة والإعلام، عجزت عن إنتاج خطاب تواصلي مهني ومسؤول في لحظة دقيقة تتطلب أكثر من أي وقت مضى لغة صريحة وشفافة. باختصار، بلاغ جامعة ابن زهر لم يكن في مستوى الحدث، لا لغويًا ولا إعلاميًا، ليكشف مرة أخرى عن عمق الأزمة التواصلية داخل المؤسسات العمومية، وعن الحاجة المستعجلة لإعادة التفكير في آليات تفاعلها مع الرأي العام، خاصة عندما تكون في قلب فضيحة تهز ثقة المواطنين. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة

أكادير: بعد أسبوع على فضيحة 'الماستر'.. جامعة ابن زهر تصدر بلاغًا 'جافًا'
أكادير: بعد أسبوع على فضيحة 'الماستر'.. جامعة ابن زهر تصدر بلاغًا 'جافًا'

هبة بريس

timeمنذ 7 ساعات

  • هبة بريس

أكادير: بعد أسبوع على فضيحة 'الماستر'.. جامعة ابن زهر تصدر بلاغًا 'جافًا'

هبة بريس – عبد اللطيف بركة بعد مرور أسبوع كامل على فضيحة بيع 'شواهد الماستر' بجامعة ابن زهر واعتقال الأستاذ المتهم الذي يوجد رهن التحقيق بسجن الأوداية، خرجت الجامعة، أخيرًا، اليوم الأربعاء 21 ماي الجاري، ببلاغ موجه للرأي العام الطلابي، جاء مخيبًا للآمال وموصومًا بالجفاف اللغوي والفراغ المعلوماتي، مما أثار موجة من الانتقادات والاستغراب. البلاغ، الذي تتوفر 'هبة بريس' على نسخة منه، بدا وكأنه كتب على عجل، وذُيل بتوقيع 'جامعة ابن زهر 2' – وهو توقيع يثير أكثر من سؤال حول مصدره ومغزاه ، حيت لم يتضمن أي جديد يواكب خطورة الاتهامات الموجهة لأستاذ من داخل المؤسسة، بل اكتفى بإعادة ما هو معلوم مسبقًا: 'أن الملف في طور التحقيق والتقاضي'. في ظرفية وطنية حساسة تستوجب الوضوح والشفافية، كان الجميع ينتظر من الجامعة توضيحات دقيقة، وربما إقرارًا بتحمل المسؤولية المعنوية أو الإدارية، أو على الأقل التزامًا واضحًا بإجراءات صارمة لمواجهة مثل هذه التجاوزات إن ثبتت، لكن المفاجأة كانت في بلاغ باهت، أبرز ما فيه هو التنويه بالأساتذة واستمرار تقديم العرض التربوي، وكأن شيئًا لم يحدث. لم يشر البلاغ لا من قريب ولا من بعيد إلى حجم الضرر الذي خلفته هذه القضية على صورة الجامعة ومصداقية شواهدها، ولا إلى الإجراءات التأديبية أو الوقائية الممكن اتخاذها لحماية المؤسسة من أي اختلال مماثل. بل الأدهى، أن غموضه زاد الطين بلة وفتح الباب واسعًا أمام الشائعات والتأويلات التي ستتغذى على صمت المؤسسة الرسمي. والمفارقة المؤلمة أن جامعة ابن زهر، التي تضم عشرات الأساتذة في علوم التواصل والتدبير الإعلامي، وتعج بطلبة الصحافة والإعلام، عجزت عن إنتاج خطاب تواصلي مهني ومسؤول في لحظة دقيقة تتطلب أكثر من أي وقت مضى لغة صريحة وشفافة. باختصار، بلاغ جامعة ابن زهر لم يكن في مستوى الحدث، لا لغويًا ولا إعلاميًا، ليكشف مرة أخرى عن عمق الأزمة التواصلية داخل المؤسسات العمومية، وعن الحاجة المستعجلة لإعادة التفكير في آليات تفاعلها مع الرأي العام، خاصة عندما تكون في قلب فضيحة تهز ثقة المواطنين.

"البيجيدي" يدين محاولة تصفية السفير المغربي في جنين الفلسطينية
"البيجيدي" يدين محاولة تصفية السفير المغربي في جنين الفلسطينية

هبة بريس

timeمنذ 10 ساعات

  • هبة بريس

"البيجيدي" يدين محاولة تصفية السفير المغربي في جنين الفلسطينية

هبة بريس – الرباط عبر حزب العدالة والتنمية، اليوم الأربعاء 21 ماي الجاري، عن إدانته الشديدة للعملية الإجرامية التي نفذها جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق وفد دبلوماسي رفيع المستوى من ممثلي العديد من الدول العربية والدولية، وذلك عبر تعريضهم لإطلاق نار أثناء زيارتهم لمخيم جنين الفلسطيني، في حادثة كادت أن تودي بحياة سفير المملكة المغربية لدى دولة فلسطين، عبد الرحيم مزيان. واعتبر الحزب في بيان له أن هذه العملية تبرز مرة أخرى 'الطبيعة الوحشية لهذا الكيان الذي لا يكترث لا بالقوانين الدولية ولا بالأعراف الدبلوماسية'. وأعرب حزب العدالة والتنمية عن تضامنه الكامل مع السفير المغربي، مجدداً دعوته إلى 'قطع كل العلاقات وإلغاء كل الاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي، وإغلاق مكتب الاتصال وطرد ممثله، إلى جانب إغلاق مكتب الاتصال المغربي لدى الاحتلال'. وأضاف الحزب: 'ندعو بلادنا، في سياق المواقف المتصاعدة المنددة بسياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، والمطالبة بوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية، إلى اتخاذ كل الخطوات الضرورية والمستعجلة لوقف العدوان الهمجي وحرب الإبادة الوحشية التي يواصلها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، ووضع حد لسياسة الحصار والتجويع والتهجير'. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store