logo
قلق استراتيجي على أمن الطاقة يدفع إسرائيل إلى قضم مزيد من أراضي الضفة

قلق استراتيجي على أمن الطاقة يدفع إسرائيل إلى قضم مزيد من أراضي الضفة

Independent عربية١٣-٠٥-٢٠٢٥

آثار بيوت قديمة وحظائر فارغة ومهدمة وبعض الجيف، هي كل ما قد تراه على طول طريق المنعرجات الذي يصل بين مدينتي رام الله وأريحا شرق الضفة الغربية، بعد أن كانت البيوت البدوية والرعوية تنتشر في محيط القرى والبلدات الفلسطينية، فالبدو الذين تمكنوا لعقود من الوقوف في وجه التضيق الإسرائيلي سواء بالتهجير، أم عبر هدم المنشآت، أم منع البناء ومصادرة الأملاك، ومنع توفير الخدمات والبنية التحتية، لم يعد بمقدورهم مواجهة مزيد من المستوطنيين وبطشهم غير المسبوق، إذ إن الملاحقة التي كانت تطاول عشرات التجمعات البدوية والرعوية التي تبلغ بضع أسر فقط، امتدت لمهاجمة تجمعات رعوية وبدوية يبلغ تعدادها مئات الأسر، كما الحال في تجمع بدو "الكعابنة" الذي يبلغ عدد سكانه نحو 800 نسمة. فما يحصل داخل الضفة الغربية منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ليس مجرد تصاعد حاد في كمية اعتداءات المستوطنين، بل تحول مؤسساتي في دور مجالس المستوطنات، التي باتت تتمتع بصلاحيات واسعة أكثر من قبل، ومساحات عمل تترجم من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بأنها "دفاع عن أرض إسرائيل". وهو ما مكنهم إخلاء مساحات شاسعة من الأغوار وجنوب الخليل من التجمعات البدوية والرعوية، التي كانت تعتمد على استخدام مساحات كبيرة من الأراضي كمراع.
حقوق البدو
ووفقاً لمنظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو، تمكن المستوطنون خلال العام الماضي وتحت حماية الجيش، وبواسطة العنف والقيود على التنقل، من تهجير نحو 340 عائلة فلسطينية، من 67 تجمعاً بدوياً ورعوياً في الضفة الغربية، ونفذوا في تصعيد غير مسبوق نحو 3 آلاف اعتداء ضد البدو لترحيلهم قسراً من مناطق سكنهم إلى مناطق أخرى، في عملية تهجير جماعي. وبحسب معطيات مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسليم"، فإن "إسرائيل تمنع الفلسطينيين من استخدام نحو 85 في المئة من مساحة الأغوار وشمال البحر الميت وتستغل هذه المساحة لاحتياجاتها هي، عبر منعهم من المكوث في تلك الأراضي والبناء فيها ورعي أغنامهم وفلاحة أراضيهم الزراعية".
أمن الطاقة
يجمع باحثون ومختصون على أن "إرهاب المستوطنين" الذي تحول تدريجاً بعد السابع من أكتوبر 2023 إلى فعل شبه يومي، لا يمكن فصله عن السياسة الرسمية للحكومة الإسرائيلية وخطتها المعلنة لإنشاء محطات كهرباء في جميع أنحاء الضفة، فعلى ضوء التغيرات في المنطقة وازدياد التهديدات على وقع استمرار الحرب، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة لبناء محطتين لتوليد الطاقة وإنشاء مليوني متر مربع من حقول الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الضفة الغربية بصورة غير مسبوقة، إذ أدرجها وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي إيلي كوهين ضمن "قانون التسويات" لعام 2025 أمام الكنيست، كمشروع إصلاحي نوعي لتعزيز أمن الطاقة في قطاع الكهرباء الإسرائيلي، من شأنه أن يساعد الحكومة في تنفيذ سياستها الاقتصادية من خلال الاستفادة من أراضي الضفة لتوفير الكهرباء لإسرائيل والمستوطنات. وبحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإن منطقة "جبل المقطم" غرب رام الله، والمنطقة الصناعية "بستاني حيفتس" بالقرب من طولكرم، والمنطقة الصناعية المخطط لها "ناحال رابا" جنوب قلقيلية، ومنطقة "ترقوميا" غربي الخليل، ومنطقة "النبي موسى" جنوب أريحا، ومنطقة "محولة" في شمال غور الأردن هي مواقع محتملة لمحطات الطاقة الإسرائيلية، خصوصاً أنها تقع على طول الخط الأخضر.
جمعيات استيطانية
وبحسب الصحيفة، فإن الخطة أعدتها وناقشتها جمعيات استيطانية وتضمنت تصوراً كاملاً لمستقبل الضفة الغربية، مع إشارة واضحة إلى موضوع الطاقة، وعلى وجه الخصوص الطاقة الشمسية. ونقلت الصحيفة اقتباساً حرفياً من الخطة، جاء فيه أن "تحويل الضفة إلى إمبراطورية طاقة يعني تعزيز دورها في الصناعة، مما سيجعلها جزءاً من إسرائيل بكل معنى الكلمة، بل وسيحولها إلى مركز قوة". وعلى رغم أن القانون الدولي الإنساني يحظر "أي تغييرات ديموغرافية أو اقتصادية تفرضها دولة الاحتلال بهدف استغلال الموارد لصالحها، وينص على أن تلزم دولة الاحتلال بضمان عدم استغلال الموارد الاقتصادية للأراضي المحتلة إلا لصالح السكان المحليين"، إذ أكد الوزير كوهين على أن "هدف اسرائيل المتمثل في تحقيق 30 في المئة من إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في عام 2030 سيتحقق في الضفة الغربية التي ستكون مصدراً للطاقة لجميع أنحاء إسرائيل". ووفق المعلن فإن الطاقة الإجمالية لكلا المحطتين لا تقل عن 1300 ميغاوات، تهدف إلى تلبية احتياجات إسرائيل والمستوطنات، مع احتمال تخصيص جزء من الكهرباء للفلسطينيين.
24
قضم أراضي الضفة بحجة أمن الطاقة
قضم أراضي الضفة بحجة أمن الطاقة
1/24 تواصل إسرائيل تحت أكثر من حجة سياستها الاستيطانية في الضفة الغربية (اندبندنت عربية)
تواصل إسرائيل تحت أكثر من حجة سياستها الاستيطانية في الضفة الغربية (اندبندنت عربية) 2/24 تستمر إسرائيل في قضم مزيد من الأراضي بحجة إقامة منشآت للطاقة الشمسية لتعويض نقص الطاقة الكهربائية (غيتي)
تستمر إسرائيل في قضم مزيد من الأراضي بحجة إقامة منشآت للطاقة الشمسية لتعويض نقص الطاقة الكهربائية (غيتي) 3/24 آثار بيوت قديمة وحظائر فارغة ومهدمة وبعض الجيف، هي كل ما قد تراه على طول طريق المنعرجات الذي يصل بين مدينتي رام الله وأريحا شرق الضفة الغربية (اندبندنت عربية)
آثار بيوت قديمة وحظائر فارغة ومهدمة وبعض الجيف، هي كل ما قد تراه على طول طريق المنعرجات الذي يصل بين مدينتي رام الله وأريحا شرق الضفة الغربية (اندبندنت عربية) 4/24 ما يحصل داخل الضفة الغربية منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ليس مجرد تصاعد حاد في كمية اعتداءات المستوطنين (اندبندنت عربية)
ما يحصل داخل الضفة الغربية منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ليس مجرد تصاعد حاد في كمية اعتداءات المستوطنين (اندبندنت عربية) 5/24 يجمع باحثون ومختصون على أن "إرهاب المستوطنين" الذي تحول تدريجاً بعد السابع من أكتوبر 2023 إلى فعل شبه يومي، لا يمكن فصله عن السياسة الرسمية للحكومة الإسرائيلية (اندبندنت عربية)
يجمع باحثون ومختصون على أن "إرهاب المستوطنين" الذي تحول تدريجاً بعد السابع من أكتوبر 2023 إلى فعل شبه يومي، لا يمكن فصله عن السياسة الرسمية للحكومة الإسرائيلية (اندبندنت عربية) 6/24 أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة لبناء محطتين لتوليد الطاقة وإنشاء مليوني متر مربع من حقول الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الضفة الغربية بصورة غير مسبوقة (اندبندنت عربية)
أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة لبناء محطتين لتوليد الطاقة وإنشاء مليوني متر مربع من حقول الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الضفة الغربية بصورة غير مسبوقة (اندبندنت عربية) 7/24 أكد وزير الطاقة الإسرائيلي على أن هدف إسرائيل المتمثل في تحقيق 30 في المئة من إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في عام 2030 سيتحقق في الضفة الغربية (اندبندنت عربية)
أكد وزير الطاقة الإسرائيلي على أن هدف إسرائيل المتمثل في تحقيق 30 في المئة من إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في عام 2030 سيتحقق في الضفة الغربية (اندبندنت عربية) 8/24 لم يعد بمقدور البدو مواجهة مزيد من المستوطنيين وبطشهم غير المسبوق (اندبندنت عربية)
لم يعد بمقدور البدو مواجهة مزيد من المستوطنيين وبطشهم غير المسبوق (اندبندنت عربية) 9/24 بحسب معطيات مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسليم)، فإن إسرائيل تمنع الفلسطينيين من استخدام نحو 85 في المئة من مساحة الأغوار وشمال البحر الميت (اندبندنت عربية)
بحسب معطيات مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسليم)، فإن إسرائيل تمنع الفلسطينيين من استخدام نحو 85 في المئة من مساحة الأغوار وشمال البحر الميت (اندبندنت عربية) 10/24 وفقاً لمنظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو، تمكن المستوطنون خلال العام الماضي وتحت حماية الجيش، وبواسطة العنف والقيود على التنقل، من تهجير نحو 340 عائلة فلسطينية (اندبندنت عربية)
وفقاً لمنظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو، تمكن المستوطنون خلال العام الماضي وتحت حماية الجيش، وبواسطة العنف والقيود على التنقل، من تهجير نحو 340 عائلة فلسطينية (اندبندنت عربية) 11/24 قال رئيس مجلس مستوطنات غور الأردن دافيد الحياني، إنه في حال جرى تنفيذ المخططات فإن منشأة الطاقة الشمسية بالأغوار ستجلب فائدة اقتصادية كبيرة للمستوطنات (اندبندنت عربية)
قال رئيس مجلس مستوطنات غور الأردن دافيد الحياني، إنه في حال جرى تنفيذ المخططات فإن منشأة الطاقة الشمسية بالأغوار ستجلب فائدة اقتصادية كبيرة للمستوطنات (اندبندنت عربية) 12/24 بخلاف غالب مشاريع الطاقة الشمسية في إسرائيل والضفة الغربية، التي تكون مزدوجة الاستخدام مبنية فوق مبان قائمة، فإن المشاريع الجديدة تقام على أراض بمساحات شاسعة لا تخدم أغراضاً أخرى (اندبندنت عربية)
بخلاف غالب مشاريع الطاقة الشمسية في إسرائيل والضفة الغربية، التي تكون مزدوجة الاستخدام مبنية فوق مبان قائمة، فإن المشاريع الجديدة تقام على أراض بمساحات شاسعة لا تخدم أغراضاً أخرى (اندبندنت عربية) 13/24 يرى محللون أن مشاريع الطاقة الشمسية في المستوطنات، إلى جانب أنها ستخدم مخطط توليد الطاقة الكهربائية، فإنها ستعمق اعتماد إسرائيل على البنية التحتية المقامة في المستوطنات (اندبندنت عربية)
يرى محللون أن مشاريع الطاقة الشمسية في المستوطنات، إلى جانب أنها ستخدم مخطط توليد الطاقة الكهربائية، فإنها ستعمق اعتماد إسرائيل على البنية التحتية المقامة في المستوطنات (اندبندنت عربية) 14/24 بدل إنتاج الكهرباء داخل إسرائيل وتوزيعها على المستوطنات كما يجري حالياً، ستصبح المستوطنات مورداً مركزياً للكهرباء في إسرائيل (اندبندنت عربية)
بدل إنتاج الكهرباء داخل إسرائيل وتوزيعها على المستوطنات كما يجري حالياً، ستصبح المستوطنات مورداً مركزياً للكهرباء في إسرائيل (اندبندنت عربية) 15/24 بحسب "هآرتس" فإن "قوة إنتاج المنشأة التي ستقام في غور الأردن، هي الأكبر من جميع منشآت الطاقة الشمسية في إسرائيل (اندبندنت عربية)
بحسب "هآرتس" فإن "قوة إنتاج المنشأة التي ستقام في غور الأردن، هي الأكبر من جميع منشآت الطاقة الشمسية في إسرائيل (اندبندنت عربية) 16/24 بحسب منظمة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية، تقام منشآت الطاقة الجديدة على الأراضي التي أعلن أنها "أراضي دولة" وتعتبر أراضي زراعية (اندبندنت عربية)
بحسب منظمة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية، تقام منشآت الطاقة الجديدة على الأراضي التي أعلن أنها "أراضي دولة" وتعتبر أراضي زراعية (اندبندنت عربية) 17/24 أكثر من 99 في المئة من المخططات التي جرت الموافقة عليها لأراضي الدولة في الضفة تخدم المستوطنين (اندبندنت عربية)
أكثر من 99 في المئة من المخططات التي جرت الموافقة عليها لأراضي الدولة في الضفة تخدم المستوطنين (اندبندنت عربية) 18/24 يرى الخبير في شؤون الاستيطان خليل التفكجي أن "محطات الطاقة الشمسية وحجج استخدام الطاقة النظيفة باتت أحد الأساليب الجديدة التي تستخدمها إسرائيل للسيطرة على مزيد من الأراضي في الضفة (اندبندنت عربية)
يرى الخبير في شؤون الاستيطان خليل التفكجي أن "محطات الطاقة الشمسية وحجج استخدام الطاقة النظيفة باتت أحد الأساليب الجديدة التي تستخدمها إسرائيل للسيطرة على مزيد من الأراضي في الضفة (اندبندنت عربية) 19/24 محطات الألواح الشمسية وإلى جانب أهميتها في تعزيز الاستيطان وسلب الأراضي، ستعمل على تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي من خلال استخدام الكهرباء المولدة في عمليات الزراعة المبكرة في الشتاء وتقويتها (اندبندنت عربية)
محطات الألواح الشمسية وإلى جانب أهميتها في تعزيز الاستيطان وسلب الأراضي، ستعمل على تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي من خلال استخدام الكهرباء المولدة في عمليات الزراعة المبكرة في الشتاء وتقويتها (اندبندنت عربية) 20/24 (اندبندنت عربية)
(اندبندنت عربية) 21/24 المستوطنة التي تقام فيها الألواح الشمسية ستكون لها "أفضلية قومية" من خلال الإعفاء من الضرائب (اندبندنت عربية)
المستوطنة التي تقام فيها الألواح الشمسية ستكون لها "أفضلية قومية" من خلال الإعفاء من الضرائب (اندبندنت عربية) 22/24 يرى الباحث وليد حباس أن السياسات الإسرائيلية التي تسهم في تعميق اندماج البنية التحتية والصناعات والطاقة والسياحة الداخلية والثقافة بين إسرائيل والضفة (اندبندنت عربية)
يرى الباحث وليد حباس أن السياسات الإسرائيلية التي تسهم في تعميق اندماج البنية التحتية والصناعات والطاقة والسياحة الداخلية والثقافة بين إسرائيل والضفة (اندبندنت عربية) 23/24 تشجع إسرائيل مشاريع إنتاج الطاقة الشمسية في المستوطنات كهدف استراتيجي يحكم السيطرة الكاملة على الأغوار ومناطق "جيم"، ويمنع أي تمدد وتواصل فلسطيني (اندبندنت عربية)
تشجع إسرائيل مشاريع إنتاج الطاقة الشمسية في المستوطنات كهدف استراتيجي يحكم السيطرة الكاملة على الأغوار ومناطق "جيم"، ويمنع أي تمدد وتواصل فلسطيني (اندبندنت عربية)
24/24 ذكرت دراسة لمعهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) أن الفلسطينيين يعتمدون بصورة شبه كاملة تصل إلى 87 في المئة على الكهرباء المستوردة من شركة الكهرباء الإسرائيلية (اندبندنت عربية)
محطة "نعمة"
وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن المخطط الذي جرت الموافقة عليه مطلع العام الحالي، ينسجم مع مخطط حكومي سابق أعطى الضوء الأخضر لمستوطنة "نعمة" شمال أريحا و12 مستوطنة أخرى قبيل الحرب، لبناء محطة للطاقة الشمسية تبلغ مساحتها 3.250 مليون متر مربع، وتصل طاقتها الإنتاجية إلى 320 ميغاوات، في حين أن ما توفره المنشأتان الأكبر اللتين تمت المصادقة عليهما في إسرائيل تبلغ قدرتهما 250 ميغاوات. وإلى جانب ذلك سيتم بناء 21 مرفقاً أصغر للطاقة الشمسية في جميع أنحاء الضفة، التي ستستضيف نحو 8 ملايين متر مربع من المساحة. وبحسب رئيس مجلس مستوطنات غور الأردن دافيد الحياني، فإنه في حال جرى تنفيذ المخططات فإن منشأة الطاقة الشمسية بالأغوار ستجلب فائدة اقتصادية كبيرة للمستوطنات، وأضاف "إنها مورد اقتصادي كبير، ونحن نقدم مساهمتنا كجزء من الجهود المبذولة لتحقيق أهداف توفير الطاقة البديلة، وهذا سيوفر الاستقرار في إمدادات الكهرباء في المنطقة". وبخلاف غالب مشاريع الطاقة الشمسية في إسرائيل والضفة الغربية، التي تكون مزدوجة الاستخدام مبنية فوق مبان قائمة، فإن المشاريع الجديدة تقام على أراض بمساحات شاسعة لا تخدم أغراضاً أخرى. ويرى محللون أن مشاريع الطاقة الشمسية في المستوطنات، إلى جانب أنها ستخدم مخطط توليد الطاقة الكهربائية، فإنها ستعمق اعتماد إسرائيل على البنية التحتية المقامة في المستوطنات، فبدل إنتاج الكهرباء داخل إسرائيل وتوزيعها على المستوطنات كما يجري حالياً، ستصبح المستوطنات مورداً مركزياً للكهرباء في إسرائيل. وبحسب "هآرتس" فإن "قوة إنتاج المنشأة التي ستقام في غور الأردن، هي الأكبر من جميع منشآت الطاقة الشمسية في إسرائيل".
أساليب جديدة
بحسب منظمة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية، تقام منشآت الطاقة الجديدة على الأراضي التي أعلن أنها "أراضي دولة" وتعتبر أراضي زراعية، مؤكدة أن أكثر من 99 في المئة من المخططات التي جرت الموافقة عليها لأراضي الدولة في الضفة تخدم المستوطنين. ويرى الخبير في شؤون الاستيطان خليل التفكجي أن "محطات الطاقة الشمسية وحجج استخدام الطاقة النظيفة باتت أحد الأساليب الجديدة التي تستخدمها إسرائيل للسيطرة على مزيد من الأراضي في الضفة الغربية والأغوار لتعزيز الاستيطان"، موضحاً أن "أربعة مشاريع شمالي مدينة أريحا، نفذت بالكامل قرب مستوطنة نعمة". وأردف أن "محطات الألواح الشمسية وإلى جانب أهميتها في تعزيز الاستيطان وسلب الأراضي، ستعمل على تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي من خلال استخدام الكهرباء المولدة في عمليات الزراعة، المبكرة في الشتاء وتقويتها"، مؤكداً أن "المستوطنة التي تقام فيها هذه الألواح ستكون لها 'أفضلية قومية' من خلال الإعفاء من الضرائب، وتقديم امتيازات أخرى لرفع عدد المستوطنين في الضفة إلى مليون مستوطن بحلول عام 2030، تطبيقاً لتفاهمات الاتفاق الائتلافي، التي نصت على أن 'الاستيطان في الضفة حق لليهود غير قابل للتصرف'".
من جهته يرى الباحث وليد حباس أن "السياسات الإسرائيلية التي تسهم في تعميق اندماج البنية التحتية والصناعات والطاقة والسياحة الداخلية والثقافة بين إسرائيل والضفة، تجعل من إنشاء دولة مستقلة للفلسطينيين أمراً بالغ التعقيد، إذ إن إخلاء مئات الآلاف من المستوطنين سيغدو أمراً أصعب من الناحية العملية". ويضيف أن "المستوطنات والبؤر الرعوية لم تعد مجرد أجندة لليمين الإسرائيلي وحسب، بل جزءاً أساسياً من عمل الدولة ومؤسساتها".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
معايير مزدوجة
وفي وقت تشجع فيه إسرائيل مشاريع إنتاج الطاقة الشمسية في المستوطنات كهدف استراتيجي يحكم السيطرة الكاملة على الأغوار ومناطق "جيم"، ويمنع أي تمدد وتواصل فلسطيني. يشن الجيش الإسرائيلي والمستوطنون حرباً على مشاريع الطاقة المتجددة الفلسطينية، إذ يعمدون في غالب الأحيان إلى تدمير منشآت الطاقة الشمسية الصغيرة التي أقامتها تجمعات فلسطينية لتلبية الاحتياجات المحلية، التي عادة ما تكون كافية لشحن الهواتف، ليس فقط لإجبارهم على الرحيل قسراً والتضييق عليهم، بل لتعزيز الهيمنة الإسرائيلية على ملف الطاقة بالكامل واستخدامها كورقة ابتزاز للفلسطينيين.
وذكرت دراسة لمعهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني "ماس" أن اعتماد الفلسطينيين بصورة شبه كاملة يصل إلى 87 في المئة على الكهرباء المستوردة من شركة الكهرباء الإسرائيلية، "يعزز التبعية الاقتصادية ويثقل كاهل الحكومة الفلسطينية بسبب تحكم الشركة الإسرائيلية في الإمدادات، وعدم توافقها مع الاحتياجات المحلية، خصوصاً أن الطلب الفلسطيني على الكهرباء يزداد بمقدار سبعة في المئة سنوياً". وعلى رغم من المحاولات الرسمية الفلسطينية للاستغناء عن الطاقة الإسرائيلية عبر استيرادها من الأردن أو إنشاء محطة طاقة في جنين، إلا أن اسرائيل تواصل احتكار قطاع الكهرباء في الضفة الغربية، إذ يشكل استهلاك الفلسطينيين نحو 10 في المئة من إجمالي الكهرباء المنتجة في إسرائيل.
وتبلغ فاتورة الكهرباء السنوية التي تحولها السلطة الفلسطينية لشركة كهرباء إسرائيل بين 500 إلى 600 مليون دولار، وتعاني بعض المناطق خصوصاً في الريف والمخيمات انقطاعات متكررة، فضلاً عن عدم قدرة السلطة على التحكم في شبكات النقل والتوزيع. ووفق دراسة حديثة لمعهد "ماس"، فإن الحكومة الفلسطينية تسعى إلى تطوير الإطار التنظيمي والسياسات وتحسين قطاع الطاقة المستدامة وتقليل الاستيراد بنسبة 50 في المئة بحلول 2030، إذ تشير معطيات سلطة الطاقة والموارد الطبيعية لعام 2023 إلى أن إمكانات توليد الطاقة الشمسية في فلسطين تقدر بنحو 4174 ميغاوات، إذ تعد الطاقة الشمسية من أهم مصادر الطاقة المتجددة في فلسطين، وتشكل نحو 63 في المئة من إجمالي الطاقة المتجددة المنتجة وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الذي أشار أيضاً إلى أن معدل الاستهلاك السنوي للفرد الفلسطيني من الكهرباء أقل من 15 في المئة من معدل استهلاك الفرد في إسرائيل. وبينت سلطة الطاقة الفلسطينية أن إنتاج الطاقة الشمسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، من ألواح الطاقة الشمسية بلغ في نهاية 2022 نحو 210 ميغاواط، أي ما نسبته أربعة في المئة فقط من استهلاك الطاقة الكهربائية في الضفة والقطاع.
نقاشات داخلية
على رغم أن الضفة الغربية تتميز بعدد ساعات سطوع شمس عالية تقارب 3 آلاف ساعة في العام، وإمكان توليد كميات أكبر للطاقة المتجددة، فإن الإنتاج يقتصر بصورة محدودة على مشاريع الطاقة الشمسية الصغيرة والمتوسطة، فالقيود الجيوسياسية، بما في ذلك تقسيمات أوسلو للأراضي الفلسطينية وصعوبة الاستفادة من المنطقة "جيم" التي تشكل نحو 61 في المئة من مساحة الضفة، وتخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، خلقت فجوات كبيرة، زادت من تعقيدات هذا القطاع وأعاقت الاستثمار فيه، وفاقمت الأعباء المعيشية على الأسر الفلسطينية، إذ تتأثر أسعار الكهرباء والمياه والخدمات الأساسية بالتسعيرة الإسرائيلية. وتشهد إسرائيل في الآونة الأخيرة نقاشاً داخلياً حاداً حول مستقبل قطاع الطاقة، خصوصاً بعد تحذيرات رسمية كشفت عنها "القناة 12" الإسرائيلية استناداً إلى وثائق صادرة عن وزارة المالية، من خطر نفاد الغاز الطبيعي في إسرائيل خلال العقود المقبلة، مما قد ينعكس مباشرة على تعرفة الكهرباء.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

واشنطن تطلب من تل أبيب إتاحة فرصة للمفاوضات
واشنطن تطلب من تل أبيب إتاحة فرصة للمفاوضات

الوطن

timeمنذ 20 دقائق

  • الوطن

واشنطن تطلب من تل أبيب إتاحة فرصة للمفاوضات

طلبت الإدارة الأمريكية من الحكومة الإسرائيلية تأجيل إطلاق عمليتها البرية الشاملة في قطاع غزة، وفقًا لما أفادت به صحيفة جيروزاليم بوست، في محاولة لمنح المسار التفاوضي المتعلق بصفقة تبادل الأسرى مزيدًا من الوقت لتحقيق اختراق ملموس، وذلك في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية المحدودة على الأرض. وبحسب مصادر مطلعة نقلت عنها الصحيفة، شمل الطلب الأميركي نقطتين أساسيتين: الأولى تتعلق بتأجيل التوغل البري الواسع في غزة، والثانية تدعو إلى الإبقاء على المسار التفاوضي مفتوحًا بالتوازي مع العمليات الميدانية الحالية. وفي هذا السياق، جدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تأكيده على استمرار العمليات العسكرية، مشددًا على أن الجيش «لن يتوقف قبل تحقيق كافة الأهداف المعلنة». تعقيد الفرص وأكد مسؤولون إسرائيليون للصحيفة أن إطلاق عملية واسعة النطاق قد يُعقّد فرص التوصل إلى اتفاق لاحقًا، خاصة فيما يتعلق بإمكانية انسحاب القوات من المناطق التي سيتم السيطرة عليها، وهو ما قد يعوق مساعي وقف إطلاق النار في مرحلة لاحقة. وفتحت تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبل أيام، بابًا لاحتمالات المراوحة السياسية، إذ أعرب عن استعداده لوقف إطلاق نار «مؤقت» إذا أفضت المفاوضات إلى اتفاق على تحرير الرهائن. خطة موسعة وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قد صادق، في مطلع مايو، على خطة موسعة تحت اسم «عربات جدعون» تمهّد لتوسيع الحرب في القطاع، وتبعتها تعبئة كبيرة لقوات الاحتياط، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي بدء تنفيذ العملية في 18 مايو من عدة محاور برية. وفي تطور ذي صلة، كشفت صحيفة يسرائيل هيوم أن الجيش يهدف للسيطرة على ما بين 70 إلى %75 من مساحة قطاع غزة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، ضمن خطط الحملة العسكرية المستمرة. مرمى النار مجددًا وفي مشهد يتكرر بوتيرة قاتمة منذ أشهر، تحوّلت خيمة تؤوي عائلة نازحة في وسط قطاع غزة إلى مقبرة مفتوحة، بعدما استهدفتها غارة إسرائيلية، أدّت إلى مقتل أم وطفليها وقريب لهم، بحسب ما أفادت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح. والهجوم لم يكن استثناءً. فخلال 24 ساعة فقط، قُتل 38 فلسطينيًا بينهم عدد من النساء والأطفال في غارات متفرقة، أبرزها في جباليا شمال القطاع، حيث قُتل خمسة أشخاص على الأقل بينهم امرأة وطفل. بينما لا تزال طواقم الإسعاف عاجزة عن انتشال ضحايا آخرين من تحت الأنقاض بسبب القصف المتواصل وصعوبة الوصول للمناطق المستهدفة. عائلات بأكملها تُباد والأنماط المتكررة للغارات في الأسابيع الأخيرة تشير إلى تصاعد مقلق في استهداف تجمعات مدنية تؤوي نازحين فرّوا سابقًا من مناطق اشتباك. وبحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فإن معظم القتلى منذ السابع من أكتوبر الماضي هم من النساء والأطفال، وهو ما أعادت التأكيد عليه منظمات دولية كـ«اليونيسف» و«الأونروا»، التي أعلنت مقتل أكثر من 950 طفلًا في غضون الشهرين الماضيين فقط. هجرة طوعية ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من إعلان إسرائيل نيتها فرض «السيطرة الكاملة» على غزة، وطرحها ما تصفه بـ«خطة الهجرة الطوعية» لجزء كبير من سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليونَي نسمة، وهي خطوة رفضها الفلسطينيون والمجتمع الدولي بوصفها مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني، ويصفها خبراء قانونيون بأنها «تهجير قسري مُقنّع». الموت يسبق المساعدات ورغم السماح مؤخّرًا بدخول دفعات محدودة من المساعدات، بعد حصار مطبق استمر أكثر من شهرين، لا تزال الكارثة الإنسانية تتعمق. آلاف الجرحى بلا علاج، ومئات آلاف الجوعى بلا طعام، بينما الموت يسبق الغذاء والدواء إلى الخيام. تفاصيل العملية الموسعة: • الاسم الرسمي: عملية «عربات جدعون» • موعد الإقرار: 4 مايو 2025 • نطاق العمليات: هجوم بري متعدد المحاور في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة • الاستعدادات: • استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط • تجهيز لوجستي طويل الأمد يشمل إمدادات وتمركز قوات قرب الحدود • أهداف السيطرة الميدانية: • السيطرة على 70 - %75 من مساحة القطاع خلال نحو 3 أشهر (بحسب صحيفة «يسرائيل هيوم») • التوغل في عمق المناطق السكنية والمخيمات الرئيسية • استهداف ما تعتبره إسرائيل «بنى تحتية عسكرية» لحماس أهداف إسرائيل المعلنة وغير المعلنة من العملية: 1. القضاء على القدرات القتالية لحركة حماس، لا سيما وحدات الأنفاق والصواريخ. 2. تحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر 2023. 3. فرض واقع أمني جديد يمنع تكرار الهجمات المسلحة عبر الحدود. 4. استعادة الردع الإسرائيلي بعد العملية المفاجئة التي نفذتها حماس. 5. منع عودة «حماس» إلى الحكم العسكري أو الأمني في القطاع، تمهيدًا لترتيبات بديلة (لم تُعلن رسميًا). 6. إضعاف الحاضنة الشعبية لحماس عبر استهداف مراكز السيطرة والدعم في المدن والمخيمات. 7. توسيع السيطرة البرية لتسهيل عمليات عسكرية أطول مدى دون الاعتماد الكامل على الغارات الجوية. الخسائر البشرية إجمالي الضحايا منذ 7 أكتوبر 2023: • القتلى: 53.939• المصابون: 122.797• الضحايا خلال 24 ساعة ماضية: • شهداء: 38• إصابات: 204الضحايا منذ 18 مارس 2025: • القتلى: 3.785• الإصابات: 10.756ضحايا من الأطفال خلال شهرين فقط: • العدد: أكثر من 950 طفلًا • الجهة المعلنة: الأونروا – اليونيسف «الأطفال في غزة يتحملون معاناة لا يمكن تصورها. يتعرضون للجوع، والنزوح، وهجمات عشوائية. يجب أن يتوقف هذا». — الأونروا، 25 مايو 2025 الوضع الميداني: • لا تزال أعداد من الضحايا تحت الأنقاض أو في الطرقات، وسط عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب استمرار القصف.

صحيفة عبرية: الوحش على مرأى من الجميع.. كيف أغفلت إسرائيل التهديد الحوثي؟ (ترجمة خاصة)
صحيفة عبرية: الوحش على مرأى من الجميع.. كيف أغفلت إسرائيل التهديد الحوثي؟ (ترجمة خاصة)

الموقع بوست

timeمنذ 2 أيام

  • الموقع بوست

صحيفة عبرية: الوحش على مرأى من الجميع.. كيف أغفلت إسرائيل التهديد الحوثي؟ (ترجمة خاصة)

سلطت صحيفة عبرية الضوء على هجمات الحوثيين على دولة إسرائيل وتغافل الأخيرة لتلك الهجمات التي وصفتها بالجبهة الثانوية. وقالت صحيفة " يسرائيل هيوم" في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه منذ ما يقرب من عقد من الزمن، كان هناك تهديد عسكري جديد لإسرائيل يتزايد في اليمن. لكنها لم تحظ باهتمام كبير. وأضافت "من المتوقع أن تتضمن التقارير المتعلقة بالإخفاقات الاستخباراتية التي سبقت حرب السيوف الحديدية قسماً مهماً عن الحوثيين. منذ ما يقرب من عقد من الزمن، كان هناك تهديد عسكري جديد لإسرائيل يتزايد في اليمن. لكنها لم تحظ باهتمام كبير، حيث تم التركيز بشكل أكبر على التهديدات الأكثر إلحاحا مثل إيران وحزب الله وحماس. وتابعت "رغم أن الحوثيين ذُكروا أحيانًا في الإحاطات والتقييمات الدفاعية، إلا أن ذلك كان في الغالب عرضيًا. ورغم إدراك إسرائيل لقدرات الحوثيين بعيدة المدى، فقد فوجئ الكثيرون بإطلاق الجماعة عشرات الصواريخ والطائرات المُسيَّرة على إسرائيل، وزادت من معدل إطلاقها مع مرور الوقت". ووفقًا لبيانات الجيش الإسرائيلي، من بين عشرات الصواريخ التي أُطلقت على إسرائيل، اخترق حوالي 45 صاروخًا المجال الجوي الإسرائيلي، بما في ذلك أكثر من 25 صاروخًا منذ منتصف مارس/آذار، عندما استأنف جيش الدفاع الإسرائيلي القتال في قطاع غزة. وخلال القتال المطول، حقق الدفاع الجوي الإسرائيلي معدلات اعتراض هائلة، تجاوزت 90%. ولكن كما ثبت مرارًا وتكرارًا خلال الحرب، لا يوجد نظام دفاعي مثالي. فالقليل منها الذي يخترق يمكن أن يُسبب أضرارًا جسيمة، وفق التقرير. قبل أسبوعين، يقول التقرير أحدث صاروخ يمني، أفلت من نظام ثاد الأمريكي ومنصة آرو الإسرائيلية، حفرة هائلة في مطار إسرائيل الدولي الرئيسي. كان ذلك انتصارًا معنويًا كبيرًا للحوثيين، ودفع عشرات شركات الطيران الأجنبية إلى تعليق رحلاتها إلى إسرائيل إلى أجل غير مسمى. يضيف "على عكس مزاعم الحوثيين، فإن الصواريخ التي يطلقونها على إسرائيل ليست تفوق سرعتها سرعة الصوت وتفتقر إلى قدرات مناورة خاصة. لكن أنظمة الاعتراض قد تفشل لأسباب متعددة". وأردفت "لفهم كيفية مواجهة تهديد الحوثيين، من المفيد إعادة النظر في جذور الجماعة وكيف وصلت إلى السلطة". وتطرقت الصحيفة العبرية إلى بدء تشكل جماعة الحوثي الشيعية في صعدة شمال اليمن وانقلابها على الدولة ونزعتها الأيديولوجية ودعم إيران لها فكريا وماديا وعسكريا "تهديدات أكثر إلحاحًا" تتابع "راقبت إسرائيل التطورات عن بُعد في الغالب. وظهرت بعض علامات التحذير، خاصة بعد الهجمات الكبرى على أهداف سعودية وإماراتية، مثل هجوم مارس 2021 على منشآت أرامكو النفطية. في اليوم التالي، أطلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني تهديدات مبطنة تربط هجوم الحوثيين بهجوم محتمل على إيلات. كانت الرسالة واضحة: يمكن للحوثيين أن يكونوا بمثابة وكيل إيراني ضد إسرائيل". بعد انتهاء القتال مع الدول العربية، احتفظ الحوثيون بترسانة ضخمة من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية بعيدة المدى. وحذّر البعض في إسرائيل من أنه بمجرد انتهاء الحوثيين من حربهم ضد السعودية، سيوجهون أسلحتهم نحو إسرائيل، حسب التقرير. في يونيو/حزيران 2022، صرّح وزير الدفاع آنذاك، بيني غانتس، بأن الحوثيين يُكدّسون العشرات من هذه الأسلحة، منتهكين بذلك حظر الأسلحة الدولي. وقبل أقل من شهر من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كشف الحوثيون عن صاروخ بعيد المدى يعتقد معظم المحللين أنه مُوجّه إلى إسرائيل. ومع ذلك، ظلّ جمع المعلومات الاستخبارية عن الحوثيين أولويةً ثانويةً، إذ طغت عليه إيران وحزب الله وحماس. تقول الصحيفة "يعتقد البعض أنه، مثل حماس وحزب الله، لا يُمكن هزيمتهم إلا بـ"قوات برية"، وهو خيار من غير المُرجّح أن تُفكّر فيه إسرائيل". وأكدت الصحيفة العبرية أنه لا يُمكن للقوات المحلية المُناهضة للحوثيين في اليمن أن تنجح دون دعم خارجي واسع. ثمة نهج آخر قيد الدراسة وفق التقرير وهو ضرب إيران، التي تُموّل وتُسلّح الحوثيين. لكن ذلك قد لا يُوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، لأن الحوثيين ليسوا تابعين مباشرةً للنظام الإيراني. وخلصت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى القول "لا أحد في إسرائيل مُتفائل بإمكانية وقف تهديد صواريخ الحوثيين بالقوة العسكرية وحدها. قد تستمر صفارات الإنذار المتكررة، التي تدفع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، طالما استمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ".

مصادر: سوريا وافقت على تسليم متعلقات كوهين لإسرائيل كبادرة تجاه ترمب
مصادر: سوريا وافقت على تسليم متعلقات كوهين لإسرائيل كبادرة تجاه ترمب

Independent عربية

timeمنذ 5 أيام

  • Independent عربية

مصادر: سوريا وافقت على تسليم متعلقات كوهين لإسرائيل كبادرة تجاه ترمب

قالت ثلاثة مصادر إن القيادة السورية وافقت على تسليم وثائق ومتعلقات الجاسوس إيلي كوهين لإسرائيل في محاولة لتخفيف حدة التوتر وإظهار حسن النوايا للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفق ما نقلته وكالة "رويترز". وأعلنت إسرائيل يوم الأحد استعادة مجموعة من الوثائق والصور والمتعلقات الشخصية المرتبطة بكوهين قائلة إن الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" تعاونت مع جهاز استخبارات أجنبي لم تحدده للحصول على الوثائق والمتعلقات. ومع ذلك، قال مصدر أمني سوري ومستشار للرئيس السوري أحمد الشرع وشخص مطلع على المحادثات السرية بين البلدين إن أرشيف المواد عرض على إسرائيل في مبادرة غير مباشرة من الشرع في إطار سعيه لتهدئة التوتر وبناء الثقة لدى ترمب. ولا يزال كوهين، الذي أعدم شنقاً في عام 1965 في ساحة بوسط دمشق بعد اختراقه النخبة السياسية السورية، يعد بطلاً في إسرائيل وأشهر جاسوس للموساد لكشفه أسراراً عسكرية ساهمت في تحقيق النصر في حرب 1967. ووصف بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي كوهين يوم الأحد بأنه أسطورة و"أعظم عميل استخبارات في تاريخ الدولة". وتسعى إسرائيل منذ مدة طويلة لاستعادة رفاته ودفنه في إسرائيل. وأشاد الموساد باستلام متعلقاته التي احتفظت بها المخابرات السورية لمدة 60 عاماً ووصف ذلك بأنه "إنجاز أخلاقي رفيع". ولم توضح إسرائيل كيفية حصولها على الوثائق والمقتنيات واكتفت بالقول إن هذا نتيجة "عملية سرية ومعقدة للموساد، بالتعاون مع جهاز مخابرات أجنبي حليف". ولم يرد مكتب نتنياهو أو المسؤولون السوريون أو البيت الأبيض على طلبات للتعليق على دور سوريا في حصول إسرائيل على متعلقات كوهين. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ملف كوهين بعد التقدم المباغت للمعارضة بقيادة الشرع والإطاحة ببشار الأسد لينتهي حكم عائلته الذي دام 54 عاماً في ديسمبر (كانون الأول)، عثرت المعارضة على ملف كوهين في مقر أمني تابع للدولة، حسبما قال المصدر الأمني السوري. وأضاف المصدر أن الشرع ومستشاريه للشؤون الخارجية سرعان ما قرروا استخدام تلك المواد وسيلة للمساومة. وذكر المصدر الأمني أن الشرع أدرك أن وثائق كوهين ومقتنياته مهمة للإسرائيليين وأن إعادتها قد تمثل بادرة دبلوماسية بارزة. ووضع حد للهجمات الإسرائيلية على سوريا وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى أمران حيويان بالنسبة للشرع في الوقت الذي يسعى فيه إلى النهوض ببلاده المنهكة بعد حرب أهلية استمرت 14 عاماً. وتوغلت القوات الإسرائيلية في مناطق حدودية العام الماضي وقصفت مراراً أهدافاً لدعم الأقلية الدرزية في سوريا. وذكرت "رويترز" هذا الشهر أن الإمارات فتحت قناة اتصال للمحادثات بين إسرائيل وسوريا تضمنت جهوداً لبناء الثقة بين الجانبين. وقال مصدران مطلعان إن هناك أيضاً قنوات اتصال أخرى غير مباشرة للمحادثات. وذكر مصدر مطلع إن سوريا وافقت في المحادثات على إجراءات من بينها إعادة رفات كوهين وثلاثة جنود إسرائيليين لقوا حتفهم خلال قتال مع القوات السورية في لبنان في أوائل الثمانينيات. وذكرت إسرائيل الأسبوع الماضي أنها استعادت رفات أحد هؤلاء الجنود، وهو تسفي فيلدمان. وأضاف المصدر أن إعادة متعلقات كوهين جاءت في سياق تلك التدابير لبناء الثقة وتمت بموافقة مباشرة من الشرع. ويقول المسؤولون السوريون إنهم يريدون السلام مع جميع الدول في المنطقة، وأكد الشرع هذا الشهر أن دمشق أجرت محادثات غير مباشرة مع إسرائيل عبر دول تربطها بها علاقات من أجل تهدئة الوضع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store