
وزير خارجية باكستان السابق لـ'القدس العربي': السلاح الإسرائيلي دخل المعركة إلى جانب القوات الهندية
جنود الجيش الهندي يقومون بدورية على خط المراقبة مع الهند. 20 مايو 2025. ا ف ب
الأمم المتحدة- 'القدس العربي': قام وفد برلماني باكستاني رفيع المستوى، برئاسة وزير الخارجية السابق بلاول بوتو زرداري، بزيارة إلى مقر الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، لشرح وجهة نظر باكستان بشأن الاشتباكات الأخيرة مع الهند وارتفاع نسبة التوتر في جنوب شرق آسيا.
وقد التقى الوفد بكل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيسة مجلس الأمن الدولي كارولين رودريغز بيركيت، وأعضاء مجلس الأمن العشرة المنتخبين، ورئيس الجمعية العامة في دورتها الحالية، فيليمون يانغ.
زرداري: إن عسكرة المياه في الخلافات بين الهند وباكستان في عصر التغير المناخي أمر خطير وغير مسبوق، ولا تقبل به أي دولة متحضرة
وقد عقد وزير الخارجية السابق بلاول بوتو زرداري مؤتمراً صحفياً في مقر الأمم المتحدة، شرح فيه للصحافة حيثيات وخلفيات الاعتداء الهندي على باكستان يوم 7 أيار/مايو، بعد اتهام الهند لباكستان بالوقوف وراء الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم 22 نيسان/أبريل الماضي في الجزء المحتل من كشمير، وأدى إلى مقتل 26 شخصاً.
وقال زرداري إن باكستان أدانت الهجوم فوراً ونفت أي علاقة لها بالحادث، وقبلت إجراء تحقيق دولي محايد وشفاف لتحديد المسؤول عن الحادث، إلا أن الهند رفضت العرض الباكستاني، وحمّلت بلاده المسؤولية بعد دقائق من وقوع الهجوم.
وأضاف أن باكستان لم تبدأ أي عدوان على الهند، بل إن الهند هي التي بدأت العدوان، ما أعطى باكستان الحق في ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن النفس، وأسقطت ست طائرات بعد التأكد من مشاركتها في العدوان. وأوضح أنه كان بإمكان القوات الجوية الباكستانية إسقاط عدد أكبر من الطائرات، لكنها مارست قدراً كبيراً من ضبط النفس. وقد شمل العدوان الهندي مناطق ومواقع مدنية وسدود مياه، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين.
وأثنى الوزير السابق على تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية مارك روبيو، ودعوتهما لوقف إطلاق النار، وكذلك على اتصالات الأمين العام غوتيريش لضبط النفس. وقال: 'في المرة القادمة قد لا يكون هناك متسع من الوقت لضبط النفس بين بلدين نوويين، ولهذا من الأهمية أن يضغط المجتمع الدولي على الهند لقبول مبدأ المفاوضات واتباع طريق الدبلوماسية. باكستان تريد الدخول في مفاوضات واسعة وعميقة مع الهند'.
وأكد زرداري أن باكستان ضحية للإرهاب، حيث تشهد البلاد العدد الأكبر من الهجمات الإرهابية، ويقع أكبر عدد من ضحايا الإرهاب فيها. وقال: 'أنا نفسي أحد ضحايا الإرهاب، فقد تم اغتيال والدتي بينظير بوتو. لقد دفعنا ثمناً باهظاً للإرهاب'.
وحذر الوزير من استخدام ورقة المياه في النزاع، رغم الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين، مشيراً إلى أن 'المياه بالنسبة لباكستان هي عصب الحياة، ولا يمكن أن نقبل تهديد الأمن المائي لنحو 200 مليون باكستاني'.
وأضاف: 'إن عسكرة المياه في الخلافات بين الهند وباكستان في عصر التغير المناخي أمر خطير وغير مسبوق، ولا تقبل به أي دولة متحضرة'.
كما حذر زرداري من نظام مودي القائم على شيطنة المسلمين في الهند، خاصة في كشمير، وشيطنة باكستان والمسلمين بشكل عام. وقال: 'ندعو الهند للعمل معنا لمكافحة الإرهاب، فلا يجوز أن نترك مصير 1.7 مليار إنسان في أيدي الجماعات المتطرفة الخارجة عن الدولة'. وأكد أن أي عملية إرهابية تقع في الهند أو كشمير يتم على الفور اتهام باكستان بها. وأضاف: 'الحقيقة أن الأسباب الجذرية وراء العنف هي اضطهاد ملايين الكشميريين ومنعهم من ممارسة حقهم في تقرير المصير'.
ورداً على سؤال لـ'القدس العربي' حول ما إذا تأكدت القيادة الباكستانية من استخدام أسلحة إسرائيلية في الهجوم الهندي الأخير على باكستان، قال الوزير زرداري: 'بالنسبة لي، ومن خلال ما لدي من معلومات، فقد شاركت المسيّرات الإسرائيلية في العدوان الهندي على باكستان، ويمكن للقيادات العسكرية أن تقدم تفاصيل أكثر حول مشاركة السلاح والمعدات الإسرائيلية في الهجمات الهندية الأخيرة على بلادي'.
وفي رد على سؤال لـ 'القدس العربي' حول التشابه بين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والسماح للمستوطنين الهنود بالاستقرار في كشمير، قال الوزير السابق: 'يجب أولاً ألا نشبّه ما يجري في غزة بأي مكان آخر في العالم، ويجب أن ندينه بأقصى العبارات. إن ما يجري من مجازر في قطاع غزة لا مثيل له في أي مكان. أما عن التشابه بين فلسطين المحتلة وكشمير المحتلة، فيمكننا أن نستخلص عدداً من نقاط التشابه، وخاصة بعد إلغاء الوضع الخاص لكشمير عام 2019، والسماح للهنود بالاستيطان فيها لتغيير النسيج الديموغرافي، وهو ما يشبه ما يقوم به المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة'.
الوزير زرداري: ما يجري من مجازر في قطاع غزة لا مثيل له في أي مكان
وأضاف: 'لقد استوحت الهند بعض الممارسات من إسرائيل، وكل ما استوحته وتعلمته منها كان ممارسات قبيحة وعنيفة، خاصة انتهاك القانون الدولي، والأهم من ذلك التهرب من تحمّل المسؤولية، واتهام كل من يعارضهم بالإرهاب. تصرفات إسرائيل الأخيرة وأعمالها القبيحة في غزة تمثلت بها الحكومة الهندية. إن مودي هو النسخة الأخرى لنتنياهو. إنه نسخة عنه. ونحن نطالب الهند بعدم استلهام تلك النماذج القبيحة من إسرائيل'.
وقال إن الهند وباكستان تنتميان إلى حضارة الآريين السلمية، حيث لم تُعثر في الحفريات على أي نوع من أنواع الأسلحة.
واختتم قائلاً: 'إن أمام مودي خيارين؛ الحوار والمفاوضات والدبلوماسية، أو طريق المجازر. كان يُدعى جزار غوجارات، والآن يريد أن يكون جزار كشمير، رغم أن غالبية الشعب الهندي مسالمة وتريد السلام مع باكستان، وكذلك غالبية الشعب الباكستاني تريد السلام. وهذا ما يسعى إليه الوفد البرلماني الذي يقوم بزيارة الأمم المتحدة، والذي سيتوجه إلى واشنطن غداً'.
وكانت الهند قد أرسلت وفداً برلمانياً برئاسة شاشي ثارور (موظف أمم متحدة سابق ووزير دولة للشؤون الخارجية سابقاً) إلى واشنطن، للتواصل مع المسؤولين الأمريكيين وأعضاء الكونغرس لشرح وجهة النظر الهندية.
ويسعى الوفدان البرلمانيان إلى التأثير على صنّاع الرأي العام في الولايات المتحدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 14 ساعات
- العربي الجديد
أحمد الشرع يزور درعا مهد الثورة السورية
زار الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الجمعة، محافظة درعا، مهد الثورة السورية بالجنوب، وذلك في أول زيارة رسمية له للمحافظة منذ إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وتوجه الشرع إلى المسجد العمري، وسط المدينة، الذي انطلقت منه أولى شرارات الثورة السورية، وكان في استقباله حشد من أهالي المدينة. ورافق الشرع في زيارته الأولى إلى محافظة درعا منذ تسلّمه منصبه وفد رسمي رفيع ضم وزير الداخلية أنس خطاب ومسؤولين من الحكومة الجديدة. وكان في استقبال الوفد عدد من وجهاء المدينة وشخصيات محلية. وجاءت زيارة الشرع إلى درعا بعد أيام قليلة من غارات جوية شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت منطقة تل المحص والمال والفوج 172 بريف درعا، إضافة إلى تل الشعار بريف محافظة القنيطرة. وسبق أن زار الشرع عدة مناطق سورية، آخرها مدينة حلب وقبلها طرطوس واللاذقية وإدلب. وشارك الرئيس السوري في 27 مايو/ أيار الماضي في فعالية "حلب مفتاح النصر"، التي أُقيمت على مدرج قلعة حلب احتفاءً بـ"انتصار الثورة السورية وتكريماً لأبطال تحرير المدينة الذين قتل عدد منهم في عمليات نوعية خلف خطوط العدو خلال معركة التحرير". وفي كلمته خلال الفعالية، استذكر الشرع "تضحيات المقاتلين الذين صاغوا بدمائهم ملامح النصر"، مشيراً إلى أن "تحرير حلب شكّل نقطة تحوّل فاصلة في مسار الثورة السورية"، وقال: "نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء، هذه المدينة التي لم تنحن لريح ولم تخضع لعاصفة، بل كانت القلعة والجدار والشاهد على الصمود". أخبار التحديثات الحية الشرع يعتزم إلقاء خطاب سورية أمام الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل وأكد الشرع أن عودة الدولة إلى حلب تمثل وفاءً للوعد، معلناً من قلبها أنه "لقد انتهت حربنا مع الطغاة وبدأت معركتنا ضد الفقر"، ولفت إلى أن تضحيات السوريين أثمرت دعماً إقليمياً ودولياً ورفعاً للعقوبات، ليس من باب المجاملة، بل لأنه "استحقاق استحقه السوريون لما بذلوه من تضحيات وسطّروا من بطولات"، وختم كلمته بدعوة السوريين إلى التكاتف في معركة البناء قائلاً: "أيها الشعب السوري العظيم، إن معركة البناء لتوها قد بدأت، فلنتكاتف جميعاً ونستعن بالله على صنع مستقبل مشرق لبلد عريق وشعب يستحق، وستجدوننا كما عهدتمونا داعمين مخلصين، لا تكل عزائمنا ولا تنحني إرادتنا بعون الله".


العربي الجديد
منذ 15 ساعات
- العربي الجديد
سلسلة بشرية تطوق البرلمان البريطاني لوقف تسليح إسرائيل: الحكومة تجاوزت الخط الأحمر
أحاط الآلاف بمبنى البرلمان البريطاني في العاصمة لندن، اليوم الأربعاء، في مظاهرة "الخط الأحمر" للمطالبة بفرض عقوبات على إسرائيل ووقف تصدير السلاح إليها بشكل كامل، فيما يناقش البرلمان، الأربعاء، مشروع قانون تقدم به النائب المستقل جيرمي كوربين ، يدعو إلى إجراء تحقيق في الدعم البريطاني لإسرائيل. وتجمع المتظاهرون على شكل سلاسل بشرية متشابكين بالأيدي وحملوا شريطاً أحمر طويلاً، وارتدى جميع المشاركين اللون الأحمر في مشهد رمزي للدلالة على دماء الفلسطينيين الذين قُتلوا من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة ، والقول إن أفعال إسرائيل ودعم الحكومة البريطانية لها تجاوزا الخط الأحمر. وأظهر استطلاع جديد، أجرته Opinium Research لصالح حملة التضامن مع فلسطين في المملكة المتحدة والتي نظمت مظاهرة الخط الأحمر ونُشر اليوم الأربعاء، تأييداً واسعاً لحظر تجارة الأسلحة، وفرض عقوبات على الوزراء الإسرائيليين، ومقاطعة المتاجر الكبرى للبضائع الإسرائيلية وطرد إسرائيل من الأمم المتحدة. وجاء في نتائج الاستطلاع أن 57 % يؤيدون حظراً شاملاً للسلاح على إسرائيل، و53 % يؤيدون طرد إسرائيل من الأمم المتحدة، و50 % يؤيدون مقاطعة المتاجر لكل البضائع الإسرائيلية. وشارك في التظاهرة عدد من نواب حزب العمال الحاكم، ونواب من أحزاب أخرى، وقالت الزعيمة المشاركة لحزب الخضر النائبة، شيان بيرري، التي حضرت الوقفة أمام البرلمان إلى جانب نواب آخرين من حزبها: "نحن ندعم اقتراح القانون من جيرمي كوربين في حزب الخضر وندعم أي نشاط ممكن داخل البرلمان لوقف الحرب. من المهم أن تستمع الحكومة وأن يكون امتثال القانون الدولي من أجل منع الإبادة الجماعية في غزة". كوربين يسعى لإجراء تحقيق حول الدعم البريطاني لإسرائيل ويناقش البرلمان البريطاني، اليوم الأربعاء، مشروع قانون تقدم به جيرمي كوربين، يدعو إلى إجراء تحقيق كامل وعلني ومستقل في دور المملكة المتحدة في الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة. ويسعى هذا التحقيق بحسب كوربين إلى إثبات الحقيقة بشأن تعاون بريطانيا العسكري أو الاقتصادي أو السياسي مع إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويتطلب أي تحقيق جاد التعاون الكامل من وزراء الحكومة، المحافظين والعمال، الذين شاركوا في عمليات صنع القرار. وقال كوربين في حديث مع "العربي الجديد" إنه يأمل أن يحصل على الدعم الكافي لتمرير هذا القانون، وقال: "استمر الكثير منا في التعبير عن اشمئزازه من استمرار توريد مكونات برنامج مقاتلات إف-35. وما زلت مدهوشاً من اعتراف الحكومة علناً بأنها تُجري استثناءً من تعليقها الجزئي. فهل يُعد هذا استثناءً من التزاماتها القانونية بمنع الإبادة الجماعية؟ أمرٌ واحدٌ لا شك فيه: لا تزال هذه الحكومة تسمح بتوريد الأسلحة إلى دولة زعيمها مطلوب من قِبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية". وأضاف كوربين: "طالبنا مراراً وتكراراً بالحقيقة بشأن دور القواعد العسكرية البريطانية في قبرص، ونقل الأسلحة إلى إسرائيل، وتزويدها بالمعلومات الاستخبارية العسكرية". وشبه كوربين في مقال له، نُشر قبل شهر بموقع The New Arab النسخة الإنجليزية من "العربي الجديد"، مبادرته الحالية بمحاولات لفتح تحقيق حول سير العمليات العسكرية البريطانية خلال حرب العراق، إذ قاومت الحكومة آنذاك هذه المحاولات، لكنها لم تستطع منع نشر تقرير شامل بقيادة السير جون تشيلكوت، المنشور عام 2016، والذي كشف عن إخفاقات جسيمة داخل الحكومة البريطانية، التي تجاهلت تحذيرات ملايين المواطنين بشأن قرارها الكارثي بخوض الحرب. النائب المستقل جيرمي كوربين في مظاهرة متضامنة مع غزة، 4 يونيو (العربي الجديد) وكان ستيف ويذردن، النائب عن مونتغمريشاير وغليندور، عقد نقاشاً برلمانياً حول مبيعات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، مساء الاثنين الماضي، داعياً الحكومة البريطانية إلى تعليق جميع صادرات الأسلحة. وخلال النقاش، وصف ويذردن غزة بأنها "مسلخ"، وقال إن الحكومة البريطانية لا تزال تسمح بتدفق الأسلحة إلى إسرائيل رغم أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق غزة. كما سلّط ويذردن الضوء على غياب الشفافية في ما يتعلق بالحجم الحقيقي للصادرات العسكرية البريطانية إلى إسرائيل، خاصةً في ما يتعلق بتوريد مكونات برنامج طائرات إف-35 المقاتلة، وحثّ الوزراء على تحديد الشروط المحددة التي من شأنها أن تؤدي إلى وقف المزيد من الصادرات. وقال أكثر من 800 محام وأكاديمي وقاض كبير متقاعد، بمن فيهم قضاة سابقون في المحكمة العليا، خلال رسالة للحكومة قبل أسبوع، إن على المملكة المتحدة فرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية ووزرائها، والنظر في تعليق عضويتها في الأمم المتحدة للوفاء "بالتزاماتها القانونية الدولية الأساسية". وشهدت ساحة البرلمان البريطاني قبل أيام نشاطاً تمثل في قراءة أسماء آلاف الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، واستمر النشاط من دون توقف لمدة 18 ساعة، شارك فيه عدد من الفنانين البريطانيين، منهم الممثل والكوميدي الشهير ستيف كوجان والممثلة جولييت ستيفنسون. وتقول حملة التضامن مع فلسطين: "حان الوقت لأن تُنصت حكومتنا للشعب البريطاني وتُعاقب إسرائيل الآن". تقارير عربية التحديثات الحية هكذا ساعدت المملكة المتحدة إسرائيل في حرب الإبادة على غزّة


القدس العربي
منذ 19 ساعات
- القدس العربي
إعلام عبري: الميليشيا التي تسلحها إسرائيل في غزة تعمل بالتهريب والدعارة والابتزاز ولا تهتم بفلسطين
فلسطينيون يتجمعون لجمع ما تبقى من إمدادات الإغاثة في رفح. 5 يونيو/حزيران 2025. رويترز القدس: ذكرت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية، الجمعة، أن 'الميليشيا' التي تسلحها إسرائيل في قطاع غزة تعمل بالتهريب والابتزاز ولا تهتم بالقضية الفلسطينية. والخميس، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتسليح ميليشيا في غزة، بزعم استخدامها ضد حركة 'حماس'، وذلك بعد أن كشف ذلك وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان. وقالت 'يديعوت أحرونوت' إن 'جهاز الأمن العام (الشاباك) دبر عملية سرية لتسليح ميليشيا فلسطينية في غزة خلال الأشهر الأخيرة'. وأضافت أن الأمر تم 'بموافقة مباشرة من نتنياهو، وبهدف تحدي 'حماس' في جنوب قطاع غزة، عبر تعزيز جماعة بدوية في رفح، لطالما عارضت الحركة الإسلامية'. و'نُقل ما بين عشرات ومئات المسدسات وبنادق AK-47 من إسرائيل إلى الجماعة في رفح'، حسب الصحيفة. وتابعت: 'يُقال إن المجموعة ليست تابعة لداعش في سيناء، لكنها تحافظ على علاقات اقتصادية وثيقة معهم'، دون إيضاحات. الصحيفة نقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه أن أفراد هذه الميليشيا 'ينصب تركيزهم الأساسي على التهريب والدعارة والابتزاز، وليس على القضية الوطنية الفلسطينية'. وقالت الصحيفة إن 'مسؤولين أمنيين ناقشوا هذا النهج مرارًا خلال الحرب، ولا سيّما كيفية التعامل مع الكميات الكبيرة من الأسلحة التي ضُبطت في غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023'. وزادت: 'وكان أحد المقترحات هو إعادة إدخال هذه الأسلحة إلى غزة، وتسليح الفصائل المناهضة لحماس، وهذا هو ما حدث بالفعل'. و'صرح مسؤولون أمنيون بأن المبادرة انطلقت من الشاباك، الذي تربطه علاقات طويلة الأمد بهذه الجماعة، ودعم الجيش الخطة كجزء من إستراتيجية أوسع لإضعاف حماس'، وفق الصحيفة. ونقلت عن مسؤولين في الأمن الإسرائيلي لم تسمّهم، أن عناصر هذه الميليشيا 'ألحقوا ضررًا بحماس وتحدّوها بالفعل، وما زالوا يفعلون ذلك'، وفق تقديرهم. وتابعت: 'هذه ليست المرة الأولى التي تُسلّح فيها إسرائيل عناصر معادية بموافقة نتنياهو، فوفق تقارير سابقة، زوّدت إسرائيل جماعات مسلحة في الجولان السوري بآلاف البنادق خلال الحرب الأهلية (2011–2024)'. وزادت: 'يرفض بعض هؤلاء المقاتلين، وخاصةً المرتبطين بداعش قرب الحدود الأردنية، إعادة الأسلحة. كما وردت تقارير، منذ فترة طويلة، عن تزويد إسرائيل قوات كردية بأسلحة وخبرة عسكرية، وهو ادعاء لم تنفه'. وقالت الصحيفة: 'يتصدر العملية ياسر أبو شباب، وهو بدوي (32 عامًا) من سكان رفح، ويُقدَّم على مواقع التواصل الاجتماعي كقائد لميليشيا محلية'. وأرفقت أنه 'يرأس مجموعة تُسمى القوات الشعبية، ويزعم أنها مُصممة لحماية المدنيين وتوزيع المساعدات الإنسانية'. وتابعت: 'تفيد تقارير فلسطينية ودولية بأن المجموعة تعمل بالتنسيق مع إسرائيل، خاصة في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية شرق رفح بالقرب من معبر كرم أبو سالم الحدودي'. و'اشتهر أبو شباب بعد اتهامه بنهب شاحنات الأمم المتحدة، العام الماضي، وإعادة بيع الإمدادات الإنسانية المخصصة لسكان غزة، وهي ادعاءات ينفيها'، وفق الصحيفة. وزادت: 'في مقابلة إعلامية، ادعى أنه لم يأخذ طعامًا إلا لإطعام عائلته، لكن شهود عيان، بمن فيهم سائق شاحنة، قالوا إن رجاله استولوا بالقوة على شحنات كاملة'. وفي أكثر من مناسبة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 'عصابات مسلحة' مدعومة من إسرائيل تنهب المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل غزة، وسط حصار إسرائيلي خانق. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلًا وتجويعًا وتدميرًا وتهجيرًا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 180 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال. وقبل الإبادة، كانت إسرائيل تحاصر غزة طوال 18 عامًا، واليوم بات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون بلا مأوى، بعد أن دمرت الحرب مساكنهم. (الأناضول)