logo
تصريحات صهيونية تهديدية للسعودية

تصريحات صهيونية تهديدية للسعودية

26 سبتمبر نيتمنذ 3 أيام
باستثناء فترة حكم الملك فيصل، لم نلمس عداوة بين «السعودية» والدولة«الصهيويهودية» اللتين تتقاسمان الولاء لـ«أمريكا» والاعتراف بالفضل في الإنشاء لـ«بريطانيا»، ولئن كانت السعودية -بسبب رمزية موقعها الدينية لدى أمة الإسلام- قد أرجأت إشهار اتفاق «أبراهام»، فقد كان تطبيع علاقتها مع «الكيان» -بفعل سياسة «ابن سلمان»- قيد الإعلان، لولا اندلاع معركة «الطوفان».
لعل تلقائية التعاطف الذي يوليه «محمد بن سلمان» ولي عهد السعودية «الدولة الصهيويهودية» -نتيجة ترعرعه بين يدي مربية يهودية- تقف وراء استئناسه للحديث عن قرب تطبيع علاقة بلاده مع الصهاينة، ووراء نفيه -بحسب ما تداولت معظم وسائل الإعلام في سبتمبر 2023- صحة تقارير تفيد بإيقافه محادثات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتأكيده أنَّ الكيانين يقتربان مع مرور كل يوم من إعلان «التطبيع»، وفي ذلك دلالة على ارتباط البلدين بعلاقات سرية يرجع عمرها إلى عشرات السنين ومرتكزها تضييق الخناق على المقاومين الفلسطينيين الذين يقلقون البلدين، ولولا إمساك سلطات «الدولة العبرية» على سلطات «السعودية» تعهدات سرية بالوقوف وراءها بكل ما تملكه من ثقل، حتى تتخلص من خصومها أولًا بأول، لما أقدم بعض المسؤولين الصهاينة على مخاطبة «السعودية» بنبرةٍ تهديدية.
ربط وقف العدوان الفظيع بالتطبيع
منذ إعلان «عبدالله بن عبدالعزيز» عام 2002 -حين كان ولي عهد المملكة- عن المبادرة العربية {الأرض مقابل السلام} تتصنع السلطات السعودية -بهدف دغدغة مشاعر الجماهير العربية والإسلامية- ربط تطبيع علاقتها مع السلطات الصهيونية بقيام الدولة الفلسطينية، بيد أنَّ اندلاع «طوفان الأقصى» الذي كشف -بإفشاله إجراءات تطبيع علاقات السلطات السعودية بسلطات الكيان بعد إذْ كان وشيك الإعلان- عن زيف ذلك التصنع غير المقنع، قد حمل الرياض على التسويف في عقد القمم مانحةً «نتنياهو» أطول فرصة ممكنة للقضاء على حركة «حماس» المتهمة -من قبل سلطات «آل سعود» ومن «صهاينة اليهود»- بالإرهاب، لكن ذلك الهدف لم يتحقق بالرغم من كثرة ما تعرض له «القطاع» من خراب.
وحتى يخرج الصهاينة المتعثرين عن الحسم بماء الوجه، ربط «إسحاق هرتسوغ» رئيس «دولة الكيان» إيقاف الحرب الإبادية بتطبيع العلاقات مع السعودية، وهذا ما يؤكده استهلال موقع «ميدل إست أونلاين» تقريره المعنون [الرئيس الإسرائيلي يروّج للتطبيع مع السعودية كمفتاح لوقف الحرب] الذي نشره الخميس الموافق 2024/1/18 بما يلي: (قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ اليوم الخميس إن "تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، هو مفتاح الخروج من الحرب"، محمِّلًا -في الوقت ذاته- حركة حماس -بهجومها على إسرائيل- مسؤولية إفشال توقيع اتفاق سلام مع الرياض كان في لمساته الأخيرة).
اقتراح «دولة فلسطينية» في السعودية
وفي مقابل عودة السلطات السعودية -وكأنها لم تعِ ذهاب «ترامب» في بداية فبراير الماضي إلى أنَّ مساحة «دولة الكيان» صغيرة جدًّا على الخارطة- إلى تصنع دور المتحفظ عن تطبيع علاقاتها مع السلطات الصهيونية قبل إقامة دولة فلسطينية، لم يتردد «نتنياهو» عن المشورة على السلطات السعودية -بسخرية لاذعة- بإقامة تلك الدولة الفلسطينية على جزء من أراضيها الشاسعة، وقد أشير إلى هذا المعنى في مستهل الخبر الصحفي المعنون [نتنياهو يقترح إقامة دولة فلسطينية في السعودية ومطالب بموقف عربي ضد السياسة الاستعمارية] الذي نشرته الصحفية «سوزان عاطف» في موقع «المصري اليوم» مساء السبت الـ8 من فبراير الماضي على النحو التالي: (قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»: إنَّ المملكة العربية السعودية «لديها ما يكفي من الأراضي لإقامة دولة للفلسطينيين فيها».
وأوضح نتنياهو في مقابلة مع القناة الـ14 العبرية: «يُمكن للسعوديين إنشاء دولة فلسطينية في المملكة العربية السعودية، فلديهم الكثير من الأراضي هناك»، وعندما سُئل عن الدولة الفلسطينية كشرط للتطبيع، أضاف أنه «لن يتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يعرض دولة إسرائيل للخطر»).
مطالبتها بثمن التطبيع وحربي غزة وإيران
لقد أكدت ردود الفعل التي قوبل بها «طوفان الأقصى» أنَّ «دولة الكيان» هي الوجه الآخر -أو على الأقل- الذراع المتقدمة لـ«أمريكا»، وفي ضوء هذه الحقيقة المرة تتباهى هذه الدولة المارقة في اعتداءاتها المتكررة وتعتبر نفسها مركز الإقليم -إن لم نقل العالم- بأكمله، وذلك ما جعل «سموتريتش» وزير مالية «الكيان» يحذر الجميع من التخلف عن قطار التطبيع، ويطالب السعودية -بنبرة تهديدية- بالمسارعة إلى التطبيع وإلى دفع ثمن ذلك التطبيع، بالإضافة إلى ثمن الحرب على «حماس» والهجوم على «إيران» على اعتبار انهما مهددان لـ«لمملكة» بقدر تهديدهما لـ«الكيان»، وذلك ما يُفهم من استهلال الصحفية «داليا بطرس» تغطيتها الإخبارية المعنونة [وزير إسرائيلي يطالب السعودية بـ"دفع تكاليف الحرب مع ايران"] الذي نشره موقع ««أخبار مصر الآن» في الـ29 من يونيو الماضي بما يلي: ( قال وزير المالية الإسرائيلي «سموتريتش» -يوم السبت-: خلال اتفاقيات أبراهام يمكن بناء شرق أوسط جديد، تكون فيه إسرائيل محورًا رئيسيًّا يربط بين إفريقيا وآسيا وأوروبا.
وأضاف: من مصلحة دول مثل السعودية الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، وينبغي أن تكون السعودية هي من 'تدفع' ثمن السلام مع إسرائيل.
وتابع قائلا: 'لقد بذلنا بالفعل جهدًا شاقًّا في مواجهة «إيران» و«حماس» اللتين تهددانها بقدر ما تهدداننا).
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'حماس' تنعي عضو المجلس التشريعي محمد الغول شهيداً بقصف صهيوني
'حماس' تنعي عضو المجلس التشريعي محمد الغول شهيداً بقصف صهيوني

وكالة الأنباء اليمنية

timeمنذ 17 ساعات

  • وكالة الأنباء اليمنية

'حماس' تنعي عضو المجلس التشريعي محمد الغول شهيداً بقصف صهيوني

الدوحة – سبأ: نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ورئيس اللجنة القانونية فيه، ووزير العدل الأسبق في الحكومة الفلسطينية التي ترأسها الشهيد إسماعيل هنية، مؤكدة أن الغول ارتقى شهيدًا في جريمة اغتيال صهيونية جبانة استهدفته صباح اليوم الثلاثاء في قطاع غزة. وقالت "حماس"، في بيان تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): "إن الشهيد محمد الغول أحد أعلام الدعوة والجهاد والعمل الوطني والقانوني، ارتقى إلى علياء المجد والخلود، شهيدًا بإذن الله تعالى، في جريمة اغتيال صهيونية جبانة استهدفته صباح اليوم وهو على طريق الدعوة وخدمة شعبه وقضيته، ضمن سلسلة جرائم العدو المتواصلة بحق أبناء شعبنا'. وأضافت: "إن استشهاد القائد محمد فرج الغول يُشكّل خسارة جسيمة لفلسطين، ولمشروع المقاومة، ولحركة 'حماس' التي فقدت اليوم أحد أبنائها البررة، ورجالاتها الأفذاذ الذين نذروا حياتهم لله، وكرّسوا أعمارهم في سبيل تحرير الأرض والإنسان، ورفع المظلمة التاريخية عن شعبنا المجاهد'. وتابعت: 'لقد كان الشهيد محمد فرج الغول مثالًا للعالم الملتزم، والسياسي الثابت على المبادئ والمواقف، والمقاوم الصلب، حمل همّ قضيته منذ صباه، وتشرّف بانتمائه إلى صفوف الحركة الاسلامية ، فكان من الرعيل الأول المؤسس للعمل الإسلامي في قطاع غزة". وأردفت: "ارتقى الشهيد الغول وهو في المواقع التنظيمية والسياسية والتشريعية، وكان دومًا صوت الحق، ولسان المظلوم، ومدافعًا جسورًا عن الثوابت والحقوق، لا تلين له قناة، ولا تنكسر له عزيمة'. وأشارت إلى أن الشهيد الغول، اعتُقل على أيدي العدو الصهيوني مرات عديدة، لكنه ظلّ صامدًا، رابط الجأش، لا يحيد عن مواقفه، ولا يتراجع عن مبادئه. ولفتت إلى أن الغول "كان خلال عضويته في المجلس التشريعي نموذجًا للبرلماني الوطني الحر، وكان في وزارة العدل عنوانًا للعدالة، وضميرًا حيًّا للمقاومة، وسيفًا مشرعًا بوجه كل محاولات التطبيع والتفريط'. وأفادت بأن الشهيد الغول، عرفه الناس في ميادين الدعوة والإصلاح، خطيبًا مفوهًا، ومرشدًا حكيمًا، لا يُذكر اسمه إلا مقرونًا بالحق والخير والوحدة، وقد كرّس حياته لخدمة أبناء شعبه. وأكدت 'حماس' أنها وإذ تنعى إلى جماهير الشعب الفلسطيني والأمة هذا القائد المجاهد، فإنها تؤكد أنّ "دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، وإنّ اغتيال قادتنا وعلمائنا لن يزيدنا إلا تمسكًا بنهج المقاومة، ووفاءً لدماء الشهداء، وعزمًا على مواصلة الطريق حتى التحرير والعودة'.

مراجعة عالمية: اليمن ينزلق نحو التقسيم الفعلي
مراجعة عالمية: اليمن ينزلق نحو التقسيم الفعلي

يمن مونيتور

timeمنذ 19 ساعات

  • يمن مونيتور

مراجعة عالمية: اليمن ينزلق نحو التقسيم الفعلي

ترجمة وتحرير 'يمن مونيتور' المصدر: World Politics Review/ كتبه: جوناثان فنتون-هارفي على الرغم من توقف الحرب الإيرانية-الإسرائيلية في الوقت الحالي، إلا أن التوترات الإقليمية لا تزال قائمة في أعقابها. وتعد اليمن دولة رئيسية معرضة للخطر، حيث تواجه خطر الانزلاق بهدوء مرة أخرى إلى فوضى عنيفة أو الوقوع تحت الانفصال والتقسيم الفعلي. تراجع الاهتمام العالمي باليمن منذ أبريل/نيسان 2022، عندما حوّل وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة حربها الأهلية الوحشية إلى نزاع مجمد 'لا حرب ولا سلم'. لكن البلاد عادت إلى دائرة الضوء بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما بدأ في إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، مؤطرين أفعالهم كبادرات تضامن مع الفلسطينيين في غزة. الآن، تخاطر البلاد بالانزلاق مرة أخرى إلى الصراع أو ترسيخ تجزئة دائمة. في 12 يونيو/حزيران، قبل يوم واحد من شن إسرائيل أولى ضرباتها الجوية على إيران، التي دعمت وزودت الحوثيين منذ اندلاع الحرب الأهلية اليمنية في عام 2014، حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من أن 'الوقت ليس في صالحنا'. وأضاف غروندبرغ أن 'الجبهات المتعددة في جميع أنحاء اليمن لا تزال هشة وتخاطر بالانحدار إلى قتال أكثر نشاطًا'. بينما صمد وقف إطلاق النار بين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والتي تدعمها السعودية والإمارات العربية المتحدة، في الوقت الحالي، إلا أن مظهر الهدوء يخفي حقيقة أن الدولة اليمنية تتفكك بشكل متزايد على امتداد الخطوط السياسية والاقتصادية والجغرافية. ففي حين يتم تبسيط الوضع في كثير من الأحيان على أنه صراع بالوكالة بين إيران والسعودية، فإن التوترات في اليمن كانت مدفوعة منذ فترة طويلة بمظالم داخلية تعود إلى توحيد شمال وجنوب اليمن في عام 1990. واليوم، تتصلب الانقسامات التي تغذيها تلك المظالم. الانقسامات الداخلية العميقة لقد عزز الحوثيون، وهم حركة زيديه شيعية تسيطر على العاصمة صنعاء وأجزاء كبيرة من الشمال، أنفسهم بشكل متزايد كحكومة أمر واقع منذ وقف إطلاق النار. يعتبر القادة الحوثيون أنفسهم خلفاء لنظام الإمامة المعزول، الذي حكم معظم شمال اليمن من 897 حتى عام 1962، عندما أطاحت به ثورة جمهورية مدعومة من مصر. في المقابل، تمارس الحكومة المعترف بها دوليًا والمعروفة باسم مجلس القيادة الرئاسي (PLC)، سيطرة إقليمية وسلطة محدودة في اليمن، وتظل منقسمة بين فصائل مختلفة ذات أجندات متباينة. في الواقع، تم تشكيل مجلس القيادة الرئاسي كمحاولة لتوحيد الجماعات المسلحة المتنافسة التي تدعمها السعودية والإمارات، لكنه لا يزال منقسمًا حول قضايا رئيسية، لا سيما بشأن مسألة السعي لتحقيق الوحدة الوطنية أو استقلال الجنوب. في الجنوب، يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي (STC) المدعوم من الإمارات ، إلى ما يصفه إحياء الدولة اليمنية الجنوبية التي كانت قائمة قبل عام 1990، كما يتضح من محاولاته ترسيخ سيطرته على عدن والموانئ الجنوبية الأخرى من خلال ميليشياته التابعة له. وبالنسبة للإمارات، فإن دعم المجلس الانتقالي الجنوبي يعد مفتاحًا لجهودها لتأمين الطرق البحرية من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي، مع عدن وسقطرى كنقاط ارتكاز رئيسية. في ضوء هذه الانقسامات الموجودة مسبقًا في اليمن، أدت التصعيد الإقليمي بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة إلى تصاعد المخاوف من احتمال جر البلاد إلى حرب أوسع، مما قد يؤدي بدوره إلى إشعال صراعها الداخلي من جديد. وقد أطلق الحوثيون بعض الضربات الصاروخية نحو إسرائيل بالتنسيق مع طهران ردًا على الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية العسكرية والسياسية والنووية لإيران في يونيو، لكنهم بشكل عام لعبوا دورًا متحفظًا خلال المواجهة. ومع ذلك، استأنفوا الهجمات على إسرائيل بعد أربعة أيام فقط من وقف إطلاق النار، مما يسلط الضوء على تزايد استقلاليتهم التشغيلية عن إيران. في هذه الأثناء، لم تفلح الضربات الإسرائيلية الانتقامية على البنية التحتية العسكرية للحوثيين في تدمير قدراتهم فحسب، بل استغلها الحوثيون أيضًا لحشد الدعم المحلي. وقد صوّر الحوثيون مواجهتهم مع إسرائيل كمصدر للشرعية الداخلية والمقاومة الشعبية، حتى بينما تحول الضربات الإسرائيلية الانتباه عن الخدمات المنهارة والظروف الاقتصادية المتردية تحت حكمهم. قد يعكس ذلك إعادة معايرة لأولوياتهم، لا سيما مع تركيزهم على تعزيز السيطرة في الداخل بدلاً من العمل كقوة وكيلة لإيران في المنطقة الأوسع. بينما لا يزال الحوثيون يعتمدون على الدعم الإيراني للصواريخ الأطول مدى التي استخدموها للوصول إلى إسرائيل، فقد طور الحوثيون بعض الإنتاج المحلي للأسلحة، مما يمنحهم درجة من الاستقلالية. الآن، قد يدفع ضعف موقف إيران وفقدانها للبنية التحتية العسكرية بعد الضربات الأمريكية والإسرائيلية الحوثيين بشكل أكبر للتركيز داخليًا وتقليل اعتمادهم على طهران. تفاقم التفكك على الرغم من أن الحوثيين قد أحكموا سيطرة نسبية على شمال اليمن، إلا أنهم لا يزالون يواجهون جيوبًا من المقاومة القبلية بالإضافة إلى المعارضة الأيديولوجية. وهذا ينطبق بشكل أكبر في الجنوب، حيث يواجهون عداءً صريحًا من الفصائل المتنافسة، بما في ذلك الميليشيات المتحالفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الموالية للحكومة. ومع ذلك، تظل هذه الفصائل المعارضة مجزأة، مما يعقد الجهود لمواجهة الحوثيين. على سبيل المثال، في يونيو 2023، تم تأسيس المجلس الوطني الحضرمي (HNC) بدعم سعودي، ووضع نفسه كثقل موازن للمجلس الانتقالي الجنوبي وسعى إلى الحكم الذاتي الإقليمي في محافظة حضرموت الغنية بالموارد الطبيعية. يبرز ظهور المجلس كيف أن حتى المعسكر المناهض للحوثيين يتفكك، حيث تواصل الرياض وأبو ظبي التنافس على النفوذ في جنوب اليمن. تعكس جهود السعودية لممارسة النفوذ في حضرموت من خلال المجلس الوطني الحضرمي المخاوف الاستراتيجية الطويلة الأمد للمملكة بشأن حدودها الجنوبية، لكنها تشير أيضًا إلى التوترات مع الإمارات التي استمرت منذ انحسار الصراع في اليمن. في غضون ذلك، أصبحت البنية التحتية الاقتصادية لليمن منقسمة بشكل متزايد. تعمل البلاد الآن بوجود بنكين مركزيين، أحدهما تحت سيطرة الحوثيين في صنعاء، والآخر تحت سيطرة الحكومة الاسمية في عدن. يطبق كل منهما سياساته النقدية الخاصة، وحتى العملة انقسمت، مع تداول أسعار صرف وأوراق نقدية مختلفة عبر الانقسام. بالإضافة إلى تفاقم التفكك الاقتصادي للبلاد، فإن ظهور أنظمة حكم ومالية متوازية يجعل إعادة التوحيد أكثر صعوبة يومًا بعد يوم. هناك أيضًا تهديد أمني متزايد من الأسفل، على شكل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (AQAP). على الرغم من ضعف الجماعة ودفعها خارج العديد من المناطق الاستراتيجية، إلا أنها حاولت استعادة أهميتها، حيث انتقد زعيمها الحالي، سعد بن عاطف العولقي، أعمال إسرائيل في غزة وكذلك الدعم الأمريكي لإسرائيل في خطاب أخير. وعلى الرغم من أنه من غير المرجح أن يستعيد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سيطرته الإقليمية السابقة، فإن وجوده المستمر يهدد بزيادة تأجيج عدم الاستقرار في جنوب هش بالفعل. وسط هذه التحديات، تعثرت الجهود الدبلوماسية إلى حد كبير للتحرك بما يتجاوز حالة الجمود الحالية بين الحرب والسلام. في مايو/أيار، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل لاتفاق غير رسمي مع الحوثيين لإنهاء الهجمات على السفن البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، بعد حملة استمرت شهرًا من الضربات الجوية والصاروخية الأمريكية ضد الجماعة ثبت أنها غير حاسمة. لكن الوضع لا يزال في طريق مسدود، وقد تراجعت الجهود الإقليمية والمدعومة من الولايات المتحدة لدفع حل سياسي موحد بعد أن واجهت عقبات متعددة، حيث لم يتمكن معظم الفاعلين الخارجيين من التعامل مع الحوثيين. وهذا يترك الباب مفتوحًا أمام احتمال العودة إلى الحرب، سواء بتحريض من القوات الموالية للحكومة أو من الحوثيين الذين يستغلون فرصة للسيطرة على الأراضي من الطرف الآخر. في الواقع، في الأشهر الأخيرة، كانت هناك تعبئة وحتى اشتباكات طفيفة بالقرب من الخطوط الأمامية في بعض المناطق المتنازع عليها سابقًا، بما في ذلك مأرب، بالإضافة إلى محافظات أخرى مثل الحديدة ولحج. وفي 5 يوليو/تموز، أحبطت القوات الحكومية هجومًا حوثيًا شرق تعز، وهي مدينة تحاصرها الجماعة منذ فترة طويلة. وبعد أيام، في 12 يوليو/تموز، أدى انفجار إلى مقتل خمسة أطفال، وهو حادث تبادل الجانبان اللوم فيه. من الواضح أن اليمن يبدو الآن أقرب إلى نقطة الانهيار. التدخل الإقليمي على الرغم من قدراتها العسكرية ودعمها للحكومة المعترف بها دوليًا، يبدو أن السعودية حذرة من إعادة إشعال حرب واسعة النطاق مع الحوثيين. وبدلاً من ذلك، أفادت التقارير أن الرياض تحركت نحو تدابير غير مباشرة، مثل دعم القبائل الشمالية كحاجز ضد الجماعة. وهذا النوع من الاستفادة من الفصائل القبلية للتأثير هو أسلوب اعتمد عليه السعوديون منذ السبعينيات، عندما تشكلت جمهورية شمال اليمن لأول مرة. تستمر الشائعات حول خطط سعودية وإماراتية لدعم صراع متجدد، على الرغم من أن البلدين نفيا ذلك. في الواقع، يحمل كلا البلدين ذكريات مؤلمة لضربات الحوثيين الصاروخية التي استهدفت منشآتهما النفطية، ولا سيما في عامي 2019 و 2022 على التوالي، بينما من المرجح أن يؤدي الصراع المتجدد إلى تخريب خططهما للتنمية الاقتصادية في الداخل، لا سيما رؤية السعودية 2030. ومع ذلك، يأمل كل من السعودية والإمارات بالتأكيد في التعامل مع الحوثيين، خاصة وأن الجماعة ستظل تشكل تهديدًا لأمن البحر الأحمر في المستقبل المنظور. أفادت التقارير أن الإمارات العر ضغطت على إدارة الرئيس السابق جو بايدن لإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وهي خطوة نفذها ترامب في مارس/آذار 2025. وردد المجلس الانتقالي الجنوبي الروايات الإماراتية المتشددة حول مواجهة الحوثيين، بينما أشاد برئاسة ترامب كدفعة لمواجهتهم. وهذا يشير إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيكون على الأرجح في طليعة أي عودة إلى الصراع مع الجماعة، بافتراض أنه يمكن أن يسوي خلافاته مع بقية مجلس القيادة الرئاسي. في غضون ذلك، على الرغم من تنافسهما في الجنوب، تدرك السعودية والإمارات أن انهيار مجلس القيادة الرئاسي لن يفيد إلا الحوثيين. وبالتالي، من المرجح أن تظل كل من الرياض وأبو ظبي شريكتين، وإن كانتا حذرتين وحتى متذمرتين، فيما يتعلق بمستقبل اليمن. ومع ذلك، ما لم تتمكنان من حل خلافاتهما بالكامل، فإن التقسيم الفعلي داخل اليمن سيكون أي شيء عدا أن يكون مستقرًا، بما في ذلك في الجنوب. في الوقت الحالي، فإن المسار الأكثر ترجيحًا هو صراع منخفض المستوى، وتفكك زاحف، وشلل سياسي. ليست العودة إلى حرب شاملة أمرًا حتميًا، لكن استمرار إهمال ديناميكيات اليمن سيزيد فقط من احتمال العنف في نهاية المطاف، مما يهدد الأمن الداخلي والإقليمي.

باحث مصري يكشف "سببا صادما" لتوقيت تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"...ماذا قال السنوار؟
باحث مصري يكشف "سببا صادما" لتوقيت تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"...ماذا قال السنوار؟

اليمن الآن

timeمنذ يوم واحد

  • اليمن الآن

باحث مصري يكشف "سببا صادما" لتوقيت تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"...ماذا قال السنوار؟

بعد مرور قرابة عامين على عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر 2023، تكشفت تفاصيل مفاجئة حول أحداث غزة في الأيام التي سبقت العملية. وكشف الصحفي المصري والباحث في شؤون الحركات الإسلامية ماهر فرغلي خلال استضافته في بودكاست "ماذا يحدث في الشرق الأوسط" الذي تقدمه صحيفة "الوطن" المصرية، عن تفاصيل جديدة ومهمة عن أيام حركة حماس التي سبقت العملية، ومن بين التفاصيل التي أوردها محاولة سحب العديد من صلاحيات يحيى السنوار والتي رفضها بشدة. وذكر ماهر فرغلي أن مصادر وصفها بالمطلعة وقريبة من دوائر صنع القرار داخل الحركة، أفادت بأنه كان هناك تحرك لإقالة يحيى السنوار من قيادة غزة قبل هجوم 7 أكتوبر، حيث كان من المقرر استبداله بشخص آخر قادم من تركيا، على أن يترك السنوار للجناح العسكري فقط. وأضاف أن السنوار شعر بتلك التحركات وأبلغ المقربين منه أنه لن يسلم غزة إلا كأكوام من التراب وهو ما يفسر اتخاذه قرار تنفيذ هجوم 7 أكتوبر قبل وصول خليفته بيوم واحد فقط. وبين الكاتب الصحفي المصري الخبير في شؤون التيارات الإسلامية السياسية، أن حركة حماس لم تنجح في التحول من تنظيم مسلح إلى إدارة سياسية قادرة على حكم قطاع غزة بشكل مؤسسي، مشيرا إلى أنها تعاني من تفكك داخلي حاد وتنقسم إلى أجنحة متعددة أحدها موال لإيران وآخر لقطر، إضافة إلى الجناح العسكري الذي يتأثر بوضوح بأفكار التيار السلفي الجهادي والذي تغلغل داخل "كتائب عز الدين القسام". وصرح فرغلي بأن حماس تعاني تراجعا كبيرا في قدراتها سواء على المستوى العسكري أو الشعبي أو التنظيمي، مقدّرا أنها فقدت ما لا يقل عن 70% من قوتها الإجمالية. وأفاد بأن إصرار الحركة على البقاء في قطاع غزة بأي ثمن يعود إلى ارتباطها العضوي بالمشروع الإخواني، حيث قال: "إذا غادرت حماس قطاع غزة، فهذا يعني سقوط المشروع الإخواني نهائيا، ولن تكون له عودة". من جهتها، قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن الكنز الاستخباراتي الذي استحوذت عليه إسرائيل بعد اغتيال محمد السنوار تضمن وثيقة مذهلة تصف بشكل دقيق من أفواه قادة حماس، أسباب شن هجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر، والعقلية داخل حماس التي أدت إلى الهجوم، والعلاقات بين حماس وحزب الله وإيران وأعضاء آخرين في "حلقة النار"، والخطة الكاملة للحركة، التي اعتقدت أن هجوم 7 أكتوبر سيؤدي بالفعل إلى تدمير إسرائيل. المصدر: وسائل إعلام

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store