
العميد بن عامر يحذر.. ما يحدث في غزة اليوم قد يتكرر في أماكن أخرى إذا استمر الصمت
أوضح العميد عبد الله بن عامر، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة اليمنية، أن الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة تُظهر بوضوح الطبيعة الاستعمارية العميقة للكيان الصهيوني، مؤكداً أن هذا الكيان لا يعمل بمعزل عن الحضارة الغربية، بل هو أداة وظيفية لإعادة إنتاج السيطرة والهيمنة على شعوب المنطقة.
وشدد بن عامر على أن ما يجري في غزة يُعيد إلى الأذهان فصولًا مظلمة من التاريخ الاستعماري، خاصة في الأمريكيتين وإفريقيا، حيث نُفذت عمليات إبادة ضد السكان الأصليين، تحت غطاء ديني وثقافي، بررت بمفاهيم "التطهير" و"الاختيار الإلهي".
وأضاف أننا اليوم أمام "نسخة محدثة من ذات العقلية تُمارس الإبادة تحت غطاء صهيوني غربي، وبدعم مباشر من القوى الكبرى."
وأشار بن عامر إلى الارتباط الوثيق بين ممارسات الكيان الصهيوني اليوم وممارسات المستعمرين الأوروبيين قبل قرون، حيث جرى تبرير جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعوب الأصلية بالعودة إلى نصوص العهد القديم، التي وُظفت دينيًا وثقافيًا لشرعنة الاحتلال والقتل.
وأكد أن "الثقافة اليهودية-المسيحية" التي تمثل أساس العقيدة السياسية الغربية، لا تزال تحكم علاقة الغرب بالكيان الصهيوني.
وبيّن أن الخطاب السياسي الصهيوني يُقدّم الكيان دائمًا ككيان وظيفي يخدم مصالح الغرب في المنطقة، وهو ما يتوافق مع وصف بعض الساسة الأمريكيين له منذ خمسينيات القرن الماضي بأنه "قاعدة عسكرية متقدمة لأمريكا في المنطقة".
كما أوضح أن الدعم الغربي، وتحديدًا الأمريكي، للكيان الصهيوني لا يقتصر على المصالح الاقتصادية أو الجيوسياسية، بل يقوم على اعتبارات دينية وثقافية عميقة.
واستشهد بلقاءات الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان مع الجماعات اليهودية قبل إعلان قيام الكيان، والتي أظهرت انحيازًا صريحًا قائمًا على قناعة دينية بأن فلسطين هي "أرض الميعاد" حسب زعمهم.
ولفت إلى أن السجالات داخل الإدارة الأمريكية في تلك الفترة كشفت عن تباين، حيث رأت وزارة الخارجية أن مصلحة واشنطن تكمن في التوازن مع العرب، لكن القرار النهائي كان منحازًا للكيان، بناءً على قناعة بأن "العرب يحتاجون إلى المال ولن يقطعوا النفط، بينما الكيان الصهيوني يخدم مصلحة استراتيجية طويلة المدى."
وتحدث عن البعد الأخلاقي لما يجري، قائلًا إن استمرار الإبادة بحق المدنيين في غزة، في ظل تطور وسائل الإعلام وقدرتها على نقل الوقائع لحظة بلحظة، يفضح نفاق المنظومة الغربية، ويكشف في الوقت نفسه حالة الصمت العربي المخزي.
وشدد العميد بن عامر على أن الكيان الصهيوني ليس مشروعًا قوميًا أو ذاتيًا، بل هو تجلٍ وظيفي لمنظومة استعمارية حديثة، وُجد لخدمة أهداف استعمارية كبرى، تتقاطع فيها المصالح الاستراتيجية الغربية مع النزعة الدينية العنصرية. هذا ما يجعل معركة غزة محطة كاشفة لما هو أعمق من صراع حدود؛ إنها معركة حضارية بين مشروع مقاوم وأدوات استعمار حديثة تلبس عباءة الشرعية الدولية والحرية والديمقراطية.
كما أشار إلى أن صمت الأنظمة العربية والإسلامية تجاه الإبادة الجماعية في غزة، رغم وضوح الصورة وتوفر وسائل الإعلام الحديثة، يكشف حجم الاختراق الثقافي والتبعية السياسية التي تعاني منها هذه الأنظمة. وبيّن أن هذا الصمت يُراهن عليه الكيان الصهيوني، باعتباره خطوة ضمن مخطط "التطبيع الذهني" مع جرائم الاحتلال، بحيث تصبح مشاهد القتل والدمار مشاهد "اعتيادية" لا تستفز الضمير الجمعي للأمة.
وأشاد بموقف قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي_ يحفظه الله _مؤكدًا أن التذكير الأسبوعي بالقضية الفلسطينية يُعيد تموضعها في الوعي الشعبي ويُعيد الاعتبار للمعركة الأخلاقية والحضارية التي تخوضها الشعوب الحرة.
ودعا بن عامر الشعوب الحرة إلى قراءة الصراع من زاوية استراتيجية حضارية، لا كمجرد نزاع سياسي، محذرًا من أن ما يحدث في غزة اليوم قد يتكرر في أماكن أخرى إذا استمر الصمت وغابت المواجهة الشاملة التي تنهض بها الأمة وتُعيد الاعتبار لخيار المقاومة.
* المسيرة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ 2 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
الحشود تتوافد الى ساحات مسيرات (ثبات مع غزة وجهوزية واستنفار في مواجهة العدوان)
26 سبتمبرنت:- بدأت الحشود الجماهيرية في التوافد إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وساحات المحافظات للمشاركة في مسيرات(ثبات مع غزة وجهوزية واستنفار في مواجهة العدوان) وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، دعا في خطابه أمس الشعب اليمني إلى الخروج المليوني اليوم الجمعة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، جهاداً في سبيل الله ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، وتأكيداً على الاستمرار والثبات على الموقف. وأشار قائد الثورة في كلمته اليوم، إلى أن المظاهرات المليونية في افتتاح العام الهجري الجديد الجمعة الماضية كانت بزخم عظيم وحضور شعبي متميز. وقال' من النعمة والتوفيق الإلهي لشعبنا العزيز أن يكون بلدنا رسميا وشعبيا في إطار هذا الموقف الواعي الجهادي والضروري، وكل شعوب أمتنا بحاجة أن تصل إلى موقف شعبنا لأنه ضرورة لها ولأن المعركة هي معركة الجميع'. وأكد قائد الثورة أن الموقف الصحيح للأمة هو أن تتجه في الاتجاه الذي رسمه الله لها في تحمل مسؤولياتها المقدسة في الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


26 سبتمبر نيت
منذ 3 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
أبناء صعدة يحتشدون في 35 ساحة في مسيرات (الثبات مع غزة)
26 سبتمبرنت:- شهدت محافظة صعدة صباح اليوم توافدًا جماهيريًا واسعًا إلى ساحات التظاهرات ضمن مسيرات " ثبات مع غزة وجهوزية واستنفار في مواجهة العدوان"، تأكيدًا على الوقوف الشعبي اليمني المؤازر لغزة، واستجابةً لدعوة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله. وخلال المسيرات التي أقيمت في أكثر من 35ساحة ردد المشاركون في المسيرات الهتافات المعبرة عن التضامن مع غزة والمنددة بالمجازر الصهيونية المستمرة منها: الشعب اليمني ثائر بجهوزية واستنفار - في غزة لله رجال معجزة في الاستبسال لإسرائيل هتفنا الموت وأكدناه بفرط الصوت – مع غزة من أجل الله وجهاد في سبيل الله المحتل أباد وأجرم والغرب المتحضر يدعم – أمتنا المسؤول الأول عن غزة مهما تتنصل يا غزة ياجند الله معكم حتى نلقى الله – الجهاد الجهاد كل الشعب على استعداد فوضناك فوضناك يا قائدنا فوضناك – أيدناك أيدناك واحنا سلاحك في يمناك وأكد الجماهير الحاشدة الاستمرار في الأنشطة والبرامج والفعاليات المساندة لغزة حتى وقف العدوان الصهيوني ورفع الحصار، مؤكدين جهوزيتهم العالية لمواجهة أي تصعيد قادم يقدم عليه العدو الإسرائيلي والأمريكي وعملائهم. واستنكر البيان الصادر عن مسيرات أبناء صعدة صمت الأنظمة العربية والإسلامية تجاه جرائم الكيان الصهيوني في غز، معتبرا الصمت تواطؤاً مكشوفاً، ووصمة عار لا تغتفر، محذراً من استمرار التخاذل الذي شجع الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب المزيد من المجازر والانتهاكات. وشدّد البيان على أن الشعب اليمني سيظل في طليعة المدافعين عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين، مشيداً بدور المرأة اليمنية التي أثبتت حضورها الفاعل في كل ميادين المواجهة، وشاركت بوعي وثبات إلى جانب المجاهدين والمقاومين في فلسطين. وحيّا البيان صمود المقاومة الفلسطينية التي قدمت النموذج الأعظم في التضحية والثبات، مؤكداً أن وحدة الموقف الإسلامي والشعبي هي السبيل لردع الكيان الصهيوني وداعميه، وألا خيار أمام الأمة سوى النهوض الشامل في وجه الاستكبار والعدو الصهيوني. ودعا البيان إلى تصعيد الهبة الجماهيرية، وتفعيل وسائل الضغط الشعبي والإعلامي والسياسي في كل الساحات، بما يسهم في كسر الحصار وفضح جرائم الاحتلال، ويعزز من صمود الشعب الفلسطيني حتى تحرير كامل أراضيه ومقدساته.


اليمن الآن
منذ 7 ساعات
- اليمن الآن
هيئات وشخصيات عربية تندد بالجريمة الشنعاء للمليشيات الحوثية بحق معلم القرآن الكريم الشيخ صالح حنتوس
تتواصل الإدانات المحلية والعربية ضد جريمة المليشيات الحوثية الإرهابية، بحق معلم القرآن الكريم، صالح حنتوس، الذي اقتحمت المليشيات منزله في محافظة ريمة، وأقدمت على تصفيته بعد محاولة القبض عليه. وأدانت عشرات الهيئات، والشخصيات العربية، جريمة اغتيال حنتوس، الذي كرس حياته في تعليم القرآن الكريم، وأدار مركزًا لتحفيظ القرآن، رغم المضايقات التي واجهها خلال السنوات الأخيرة، من قبل المليشيات الحوثية، والتي انتهت بإرسال حملة عسكرية من عشرات الأطقم والمسلحين لقصف منزله وقتله. وأدانت الحكومة، والأحزاب اليمنية، ووزارة الأوقاف، وهيئة علماء اليمن الجريمة الحوثية النكراء بحق الشيخ حنتوس وأسرته، كما أدانت كافة أطياف الشعب اليمني، الجريمة، داعية إلى ضرورة الحسم العسكري لردع المليشيات الحوثية وحماية المواطنين في مناطق سيطرتها، بتحرير تلك المناطق. كما أدانت هيئات عربية، وإسلامية تلك الجريمة، على رأسها هيئة علماء المسلمين، وهيئة علماء المسلمين في العراق، ودعاة وكتاب وصحفيون عرب، تلك الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية. في تعليق له قال الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة:"عن قتل الحوثيين للشيخ صالح حنتوس.. وحفيد أخيه.. لا أسوأ من الجريمة غير تبريرها، إذ زعم بيان لشرطتهم أمس أن (المدعو)، كما وصفته! كان (يعمد إلى الدعوة للفوضى والتمردّ، ورفض مواقف الدولة والشعب اليمني الداعمة للقضية الفلسطينية)". وأضاف أن: "حشر فلسطين في السياق ضرب من الابتذال والإساءة لقضيتها، فهي ليست موضع خلاف بين اليمنيين، ولم تكن كذلك يوما، فضلا عن أن يصدر ما ذُكر عن شيخ جليل نذر نفسه لتعليم القرآن الكريم، وهو شهيد، بإذن الله، لأنه قضى دون بيته وأسرته". بدوره، علق الكاتب جمال سلطان بالقول: "ضجة في اليمن بعد قيام جماعة الحوثي ـ ذراع إيران المسيطرة على صنعاء ـ باقتحام منزل القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح الشيخ صالح حنتوس، وقتله مع أحد الأحفاد وإصابة عدد من الأطفال والنساء، والإصلاح يصف العملية بالإرهابية، ويقول أنها 'دليل فاضح على بشاعة الإرهاب الحوثي وعنصريته الكهنوتية، وهي جريمة تضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات التي تمارسها المليشيا ضد اليمنيين، من قتل وتشريد وتفجير للمنازل ودور العبادة، واختطاف وتنكيل وسلب للحقوق حسب نص البيان". مشيرًا إلى دعوة الحزب المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى (اتخاذ موقف واضح تجاه الإرهاب الحوثي، وتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، ومحاسبة قادتها وتجفيف منابع دعمها'، كما دعا الشعب اليمني إلى رص الصفوف لمواجهة 'هذا العدو التاريخي). وكتب الباحث محمد المختار الشنقيطي: "ويلٌ لأهل المسيرة القرآنية (الحوثيين) من استهداف دار القرآن الكريم، وقَتْل رجل القرآن الكريم صالح حنتوس". ويقول حاتم قشوع تعليقًا على الجريمة: "ليت الصواريخ الفرط صوتية التي يطلقها الحوثي على ا،،،ـراىيل، تبلغ في دقتها وفتكها ما بلغته رصاصاته وقنابله التي وجهها إلى صدر شهيد القرآن، الشيخ صالح حنتوش رحمه الله وتقبله. ففي الأولى جعجعة بلا نية ولا هدف، وفي الثانية كانت الإصابات دقيقة، والنية حاضرة، والدم مباح..!". ويرى الإعلامي السعودي حسين الغاوي: أن "ما حدث في ريمة ليس مجرد اغتيال، بل جريمة مكتملة الأركان بحق إنسان ودين وهوية!"، مشيراً إلى أن "مقتل الشيخ صالح الحنتوس، معلم القرآن الذي لم يحمل سلاحًا إلا كتاب الله.. يكشف الوجه الحقيقي لجماعة الحوثي التي لم تعد تخجل من استهداف العلماء والآمنين في بيوتهم أن يُقتل رجلٌ أعزل وهو على سطح بيته! أو أن تُقصف المساجد والمنازل في وضح النهار! فهذه ليست معركة سلطة! بل عدوان على القيم والضمير والدين". وأكد أن :"صالح حنتوس ليس أول الضحايا، لكنه اليوم يمثل صرخة لكل اليمنيين: لا حياد أمام القتل، ولا تسامح مع من يستبيح دم الأبرياء باسم الدين! ومهما طال صمت المجتمع الدولي فإن ذاكرة الشعوب لا تموت وحق الضحية لا يسقط بالتقادم رحم الله الشيخ الحنتوس رحمة واسعة." ويقول الصحفي العراقي عثمان المختار مستحضرا أحداثا مشابهة بالقول: "من يقرأ تفاصيل هجوم قطعان الحوثيين على مُحفّظ القرآن الشيخ صالح حنتوس يتذكر فورا هجوم قطعان مليشيا جيش المهدي على مُحفّظ القرآن الشيخ علي رزوقي السامرائي، أحد مزامير آل داوود في بغداد. الحاصل على الإجازة بالقراءات السبع، ومُحفّظ القرآن في جامع فخري شنشل بحي الجهاد. قتلوه بعد صلاة مغرب 4/ 3 / 2006". وكتب عمر مدنيه: "زوجة الشيخ صالح حنتوس (الذي اغتاله الحوثي)، هذه السيدة الحافظة للقرآن الكريم، والمعلمة 'فاطمة'، والمصابة برصاص وقذائف مليشيا الحوثي تقول: أخبروا كل من خدعهم الحوثة بنصرة غزة كيف يفعل بنا عبدالملك الحوثي في منزلنا كما يفعل نتياهو بأهلنا في غزة". وقال الباحث إبراهيم جلال: "قلنا مراراً أن من يفتقر إلى المشروعية الأخلاقية في وطنه، لا يمكن أن يكتسبها خارجه، وإن تبدلت الشعارات وتزيّنت بالعاطفة. فلا قضية أسمى للإنسان من قضية العودة إلى وطنه — إلى عزلته وبيته وأهله. قتل الحوثيون الشيخ حنتوس لا لذنبٍ اقترفه، بل لأنه لم يؤمن بخرافاتهم. يا له من إرهاب!".