
المشير حفتر: القوات المسلحة ستقول كلمتها الفاصلة في اللحظة الحاسمة.. النص الكامل للكلمة
حفتر: القوات المسلحة ضمانة أمن ليبيا واستقرارها 🇱🇾
ليبيا – أكد المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، في كلمته خلال العرض العسكري الكبير بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لعملية الكرامة، على أهمية دور القوات المسلحة في حماية ليبيا وتثبيت الأمن والاستقرار، مشيدًا بالتضحيات الكبيرة لمنتسبي الجيش الذين دحروا الإرهاب.
🔹 تضحيات وبطولات الجيش الليبي 💪
وأشاد حفتر بالتضحيات الجسام لجنود وضباط القوات المسلحة قائلاً: 'نحيي تحية اعتزاز وإكبار القوات المسلحة العربية الليبية بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لثورة الكرامة المجيدة والتي تجسد افتخار أبناء الشعب الليبي بجيشه العظيم الذي دحر قوى الإرهاب والتطرف في معارك الشرف والبطولة التي شهد العالم عليها'.
🔹 الجيش ضمانة المستقبل 🇱🇾
وأوضح حفتر أن الجيش الليبي كان وسيظل 'حملة الأمانة وحماة الحاضر والمستقبل والمؤتمنين على صون وحماية بلادنا ليبيا من كل المخاطر والتحديات'، داعيًا جميع منتسبي القوات المسلحة للبقاء على أهبة الاستعداد لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
🔹 فخر بقدرات الجيش المتطورة 🚀
وشدد حفتر على أن ما تحقق من بناء وتنظيم وتطوير لقدرات الجيش الليبي 'كان حلمًا تحقق بفضل الإرادة الصلبة والعزيمة والإصرار'، لافتًا إلى أن هذا التطور أصبح مبعث فخر واعتزاز لجميع الليبيين.
🔹 ليبيا تستحق التضحية والبذل 🌟
وأكد حفتر أن ليبيا تستحق 'من أبنائها البذل والفداء والجهد والعطاء'، معربًا عن ثقته في أن القوات المسلحة الليبية ستقول كلمتها الفاصلة في اللحظة الحاسمة دفاعًا عن وحدة الوطن وسيادته.
🔹 تأكيد على المهنية والاحترافية العسكرية 🎖️
كما أكد حفتر حرصه على 'إرساء القيم المهنية العسكرية وترسيخ المبادئ الاحترافية' لضمان جيش قوي يدافع عن ليبيا ووحدتها، مشيرًا إلى أن الجيش الوطني الليبي قاتل الإرهاب نيابة عن العالم أجمع.
🔹 رسالة للشعب الليبي 🇱🇾
وفي ختام كلمته، وجه حفتر الشكر للشعب الليبي على دعمه اللامحدود للقوات المسلحة، معربًا عن أمله في استعادة الدولة وهيبتها وتوحيد ليبيا تحت راية الأمن والاستقرار.
وفيما يلي الكلمة الكاملة للمشير حفتر :
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله:
السادة المحترمون ضباط وجنود القوات المسلحة العربية الليبية، والسيدات والسادة الضيوف والحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نحيّي تحية اعتزاز وإكبار القوات المسلحة العربية الليبية بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لثورة الكرامة المجيدة، والتي تجسد افتخار أبناء الشعب الليبي بجيشه العظيم الذي دحر قوى الإرهاب والتطرف في معارك الشرف والبطولة التي شهد العالم عليها بأسره، وهذا كان بفضل التضحيات الجسام من أبطالنا في القوات العربية الليبية، وشهدائنا وجرحانا الذين ضحّوا بدمائهم الزكية دفاعًا عن الأرض والعرض.
أحيّيكم تحية الكرامة وأنتم تثبتون عامًا بعد عام، أنكم حملة الأمانة وحماة الحاضر والمستقبل والمؤتمنون على صون وحماية بلادنا ليبيا من كل المخاطر والتحديات. أنتم جنودنا وضباطنا البواسل المرابطون في الثغور، وأنتم أملنا وفخرنا وأنتم من تملكون كل الاحترام والتقدير؛ لأنكم تدافعون عن الوطن وحماته في معارك الكرامة والعزة والشرف. كنتم وستبقون أمل الشرفاء والأحرار، ومضرب المثل في البطولة والإقدام، أذهلتم العدو قبل الصديق بعزمكم وانتمائكم للقوات المسلحة، وسطرتم ببطولاتكم وتضحياتكم صفحات مشرّفة تُضاف لسجل جيشنا الليبي الكريم.
وها أنتم اليوم وعبر العرض العسكري الكبير، وكما عاهدناكم، توالون العمل والبذل والعطاء، مدركين حجم التحديات التي تواجه الوطن بما تملكونه من قدرات عالية ومهارات قتالية متقدمة تعكس المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقكم. تحية لكم ضباطًا وضباط صف وجنودًا في مواقعكم وثكناتكم، دماء شهدائنا وجرحانا دليل عملكم ومنارة دربكم يا رجال العز والفخر. إن ما شاهدناه اليوم يؤكد على ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في ربوع ليبيا، كي تستعيد عافيتها وتعود الحياة الطبيعية لسائر مدنها وقراها وتغدو عامرة بالخير والعطاء والنماء. وبما أن القوات المسلحة ضمانة الأمانة والأمان وركيزة الاستقرار، فالواجب يحتم عليكم أن تظلوا دائمًا على أتم الاستعداد والجاهزية كلًّا في موقعه ومكان عمله في ظل التحديات الخارجية والداخلية لتنهض بلادنا من جديد بكم.
أيها الأبطال المغاوير، وبدعم منقطع النظير من أبناء شعبنا الأبي وقبائلنا الليبية الشريفة التي تعبّر عن أصالتها وانتمائها لقواتها المسلحة، كانت وستظل قواتكم المسلحة رهن إشارة أبناء شعبنا صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة.
أبطالنا الميامين، رفاق العقيدة والسلاح، يحق لنا بعد سنوات طويلة من البناء والتنظيم والتدريب المستمر وبذل الجهود المضنية أن نفتخر بقواتنا المسلحة وقدراتها المميزة وإمكانياتها المتطورة، وهذا ما كان ليتحقق لولا توفر الإرادة الصلبة والعزيمة والإصرار حتى تحقق حلمًا كان يراود الجميع. ويحق لنا كذلك أن نفتخر بانتصارنا على الإرهاب والإرهابيين التي سطرتها بطولاتكم وتضحياتكم ودماء شهدائنا الأبرار وجرحانا الشجعان الذين قدموا أروع صورة للبطولة والتضحيات والفداء، ومن هنا كانت وستبقى دائمًا قواتكم المسلحة موضع الرعاية والاهتمام، وعلى مختلف المستويات والاتجاهات وبما يضمن تنفيذ المهام الموكلة لها بكل نجاح وإتقان خدمة للوطن وضمانًا لمستقبل أبنائه.
أيها الأعزاء الأشاوس الأبطال، إن ليبيا تستحق من أبنائها البذل والفداء والجهد والعطاء لتكون دائمًا في الموقع والمكانة التي تليق بتاريخها ومكانتها ودورها الهام إقليميًا ودوليًا. وعلى كل ليبي وليبية أن يعتز بجيشه الوطني الليبي وهم مفعمون بالشعور بالفخر، الذي حمى ويحمي وذاد ويذود وواجه ويواجه بإرادة حديدية لا تلين كل الصعاب والمخاطر، وقادر على القضاء عليها بكل قوة وحزم، وإنكم حيثما حللتم حل معكم النصر والأمل، وحيثما نزلتم تضاعف الفخر والاعتزاز، ونقولها عاليًا ورؤوسنا عالية ورايتنا عالية في عنان السماء: كلنا فداء لليبيا وعزتها ووحدة ترابها، وسيكون لقواتكم المسلحة كلمتها الفاصلة في اللحظة الحاسمة.
أيها الضباط وضباط الصف والجنود، أنتم الدرع والسيف على الحدود، وتدافعون عن الوطن العزيز بلا حدود، وتتقدمون الصفوف وتنتشرون في ساحات القتال دون تردد. أنتم صقور جارحة في البر والبحر والجو، تقضون على كل من يفكر في عدائنا وتشتيت شملنا، وفي هذه المناسبة العظيمة نؤكد حرصنا على إرساء قيمنا المهنية العسكرية وترسيخ المبادئ الاحترافية لجيش ليبي قوي ولاؤه لله أولًا وأخيرًا، وللشعب الليبي وتضحياته من أجل الوطن.
لقد كانت ولا زالت تضحيات جيشنا هي المشاعل التي أنارت الطريق وصانت الكرامة الوطنية ورفعت رؤوس الليبيين عاليًا، واليوم وبعد مرور 11 عامًا على انطلاق ثورة الكرامة أصبح الجيش الوطني الليبي يضحي بدعم الشعب الذي يرى فيه مشروعًا وطنيًا استطاع أن يحقق الأمن والأمان والاستقرار في جبهات القتال.
لقد دفع الجيش الوطني الليبي آلافًا من أبنائه البررة لتحرير بلادنا والتصدي بقوة لمشروع الإرهاب العابر للحدود، ونذكّر الجميع أننا حاربنا وهزمنا الإرهاب نيابة عن العالم، ومعناها أننا قاتلنا حتى ينتبه العالم بكل دولة للشعب الليبي ويقدم احتياجات الجيش دون تمييز وتأخر.
ونحن هنا وفي هذا المكان الذي يقام عليه العرض الكبير، في أكبر صرح علمي في المجال العسكري، الذي لم تشهد له المنطقة مثيلًا حيث واكب أحدث الطرق المتطورة في التعليم والتدريب وجميع المجالات العسكرية التي من شأنها توفير الجهد والوقت والمال في برامج التدريب المختلفة. هذه المدينة العسكرية تعد إنجازًا عظيمًا يضاف لإنجازات القوات المسلحة العربية الليبية ومبعث فخر واعتزاز لجميع أبناء شعبنا العزيز، ونود تقديم الشكر والتقدير لكل ضباطنا وجنودنا القائمين على تنظيم هذا العرض المتميز الذي عكس روح الانضباط والجاهزية العالية.
أخيرًا نؤكد أن الهدف الأول والأخير لقواتكم المسلحة هو استعادة الدولة الليبية وهيبتها وتعزيز الأمن والاستقرار، وأن تكون ليبيا آمنة ومستقرة وموحدة، ونحن مع إرادة الشعب الليبي ورهن إشارته.
مهام القوات المسلحة العربية الليبية هي الدفاع بكل حزم عن حرمة الوطن وسيادة القانون والحفاظ على سيادة واستقلال ليبيا من الأخطار الخارجية والداخلية. ونتقدم مجددًا بالشكر والتقدير للسادة الضيوف على مشاركتهم معنا في هذه المناسبة الخالدة.
لكم منا وافر الاحترام والتقدير، عاشت ليبيا حرة أبيّة، والرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 36 دقائق
- الوسط
تقرير: «غموض» يحيط بسفينة أسلحة إيرانية راسية قبالة طبرق
كشفت مجلة متخصصة في الشؤون البحرية عن رسو سفينة شحن إيرانية منذ ثلاثة أسابيع قبالة ميناء طبرق، لافتة إلى أن تلك السفينة لها تاريخ طويل في نقل الأسلحة للحرس الثوري الإيراني. وذكر تقرير، نشره مسار «إليانا» إلى اللاذقية أضاف التقرير أن السفينة «إليانا» أفرغت، في يونيو 2024، شحنةً إيرانية المنشأ في اللاذقية بسورية، وذلك قبل سقوط الرئيس بشار الأسد، حيث كان الحرس الثوري الإيراني يستخدم اللاذقية كمركز لوارداته من الأسلحة. وأوضح التقرير أن شحنات الحرس الثوري الإيراني المتجهة إلى حزب الله والنظام السوري كانت تُشحن إلى ميناء اللاذقية، أو تُنقل جوًا على متن طائرات شحن من طراز «بوينغ 747» عبر مطار اللاذقية الدولي. الرحلة الأخيرة للسفينة «إليانا» في رحلتها الأخيرة، انطلقت السفينة «إليانا» من ميناء بندر عباس الإيراني في 18 أبريل، وزارت ميناء جبل علي في الإمارات العربية المتحدة، على الرغم من وضع السفينة المحظور، ثم استأنفت رحلتها في 21 أبريل. ولا يُعرف نوع الحمولة، إن وُجدت، التي نقلتها «إليانا» في جبل علي، وفق التقرير الذي أشار إلى أن السفينة استغرقت 13 يومًا للوصول إلى الطرف الجنوبي لقناة السويس دون أي زيارة معلنة للميناء، بينما يستغرق العبور من جبل علي إلى قناة السويس عادةً ستة أيام فقط. ونظرًا لتجهيزها برافعات سطحية، ستتمكن «إليانا» من تفريغ حمولاتها في موانئ غير متطورة خلال رحلتها، وربما تتمكن من القيام بذلك في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن أو في السودان، وفق موقع «The Maritime Executive». وبعد عبورها قناة السويس، توجهت «إليانا» إلى مدينة طبرق في ليبيا، وظلت راسية هناك ثلاثة أسابيع. وأشار التقرير إلى أن قائد قوات «القيادة العامة»، المشير خليفة حفتر، «يحظى بدعم الإمارات ومصر والسعودية وقوات الدعم السريع في السودان، وهي دول لا تُعتبر عادةً حليفة لإيران»، لكنه أشار إلى أن حفتر «يحظى أيضًا بدعم روسيا، الحليف الوثيق لإيران». أسئلة و«لغز محيِّر» يطرح التقرير سؤالا حول من يرعى حمولة «إليانا»؟ ومن هي الجهة الموجهة إليها؟ وهو ما اعتبره «لغزًا محيرًا»، متسائلاً أيضا حول من يتغاضى عن الحمولة؟ معتبرا ذلك «هو سبب بقاء إليانا عالقة في المرسى وحمولتها فارغة». لكن التقرير أشار إلى أن «الأمر الواضح الوحيد في هذه القصة هو أن المُرسِل مُعتمد أو مُموَّل من الحرس الثوري الإيراني»، لافتة إلى واقعة في الماضي عندما اشتعلت النيران في شحنات مُفرَّغة من سفن مُشتبه بها ومُرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، مثل سفينتي «جولبون» و«جيران» التابعتين لشركة الخطوط البحرية الإيرانية، مما أسفر عن نتائج كارثية.


الوسط
منذ ساعة واحدة
- الوسط
الحج 2025: السوريون يغادرون من دمشق لا المنافي بعد 12 عاماً من الشتات
"لم يكن ثمة شعورٍ يُضاهي ما اختلج في صدري وأنا أقترب من أطهر بقاع الأرض... فرحٌ لا تُحيط به الكلمات، وحُلمٌ طال انتظاره أصبح واقعاً" هكذا عبّر العقيد المتقاعد رياض الأسعد عن مشاعره خلال رحلته إلى مكة، ضمن بعثة الحج السورية لعام 2025. ويقول الأسعد، في مقطع مسجلٍ نشره عبر حسابه على منصة اكس (تويتر سابقاً) "هي المرة الأولى - منذ سنوات- التي لا يغادر فيها السوريون لأداء الحج من مطارات العالم، بل عادوا إلى الانطلاق من وطنهم". الأسعد، الذي انشقّ عن جيش النظام السوري في بدايات الثورة عام 2011، أعلن حينها تأسيس "الجيش السوري الحر"، الذي أصبح لاحقاً من أبرز التشكيلات العسكرية المعارضة. ولعب دوراً بارزاً في تحركات "الثورة المسلحة"، داعياً إلى توحيد الصفوف وإذابة الخلافات بين قوى المعارضة المختلفة وإقامة نظام ديمقراطي، قبل أن يُصاب إثر انفجار في منطقة دير الزور شمالي سوريا، نُقل على إثره إلى تركيا لتلقي العلاج. واليوم، بعد أكثر من عشر سنوات على لحظة انشقاقه، يعود الأسعد لأداء فريضة الحج، على متن أول رحلة حج سورية تنطلق من مطار دمشق الدولي منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024. بعد عقد من الغياب: تنظيم موحد للحج السوري من داخل البلاد وإذا كان العقيد رياض الأسعد قد عبّر عن مشاعره الجيّاشة لحظة اقترابه من مكة، فإن الانطلاق من مطار دمشق لم يكن أقل تأثيراً بالنسبة لكثير من الحجاج السوريين، فقد حملت هذه اللحظة رمزية عاطفية خاصة بعد سنوات من الشتات. يقول الحاج عبيدة الكاطع: "حين وصلنا إلى المطار، غمرنا شعور بالعزة والفخر، وأحسسنا حقيقةً أننا مواطنون يُحترمون، هناك من يسأل عنا ويهتم بشؤوننا ويرعانا". تعد رحلة هذا الموسم انعطافة هامة في تنظيم شؤون الحجاج السوريين، حيث إن الرحلات عادت لتنطلق، وفق ترتيبات جديدة، بشكل مباشر من دمشق، بعد أكثر من عقد من غياب التنسيق مع الجانب الرسمي في سوريا. جاء هذا التغيّر في سياق التحوّلات السياسية التي شهدتها البلاد أواخر عام 2024، مع تشكيل حكومة انتقالية تولّت إدارة شؤون الداخل، من بينها ملف الحج الذي ظلّ لسنوات طويلة خاضعاً لترتيبات استثنائية وغير مستقرة منذ عام 2011. وزير الأوقاف السورية محمد الخير أبو شكري قال خلال لقائه حجاجاً سوريين إن هذا الحج "هو الأول بعد تحرير سوريا من النظام البائد"، وأضاف: "أكرمني الله أن أكون في خدمة حجاج بيت الله، وهم يغادرون من مطار دمشق الدولي في أول رحلة إلى بيت الله الحرام نقوم فيها بوداعهم وخدمتهم". BBC منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، خرج ملف الحج من أيدي المؤسسات الرسمية في دمشق، إذ توقفت السلطات السعودية عن اعتماد وزارة الأوقاف السورية جهةً مسؤولةً عن تنظيم شؤون الحجاج، لترد الأخيرة - حينها - باتهام السعودية "بمنع الحجاج السوريين من أداء فريضة الحج في سابقة لم يشهد لها التاريخ الإسلامي مثيلاً". وبدلاً من ذلك، تم تسليم المهمة إلى "لجنة الحج العليا" التابعة للائتلاف السوري المعارض، والتي أدارت الملف لأكثر من 12 موسماً متتالياً. جرى التنسيق بين اللجنة والسلطات السعودية لتنظيم سفر السوريين إلى الحج من عدة دول، أبرزها تركيا، الأردن، لبنان، كما سُمح في بعض المواسم لسوريين داخل البلاد بأداء الفريضة بعد الحصول على تأشيرات خاصة من سفارات أجنبية. ويقول الكاطع وهو رئيس لمجموعة تنظّم عمل الحجاج "في فترة التهجير، افتتحت لجنة الحج مكاتب في شمال سوريا، في معبري باب الهوى وباب السلامة، كما أسّست 3 مكاتب في تركيا، ومكاتب أخرى في لبنان، الأردن، مصر، الكويت، الإمارات، وقطر، لتخدم الجاليات السورية الكبيرة هناك". ويبين في حديثه لبي بي سي أن "إصدار التأشيرات في تلك الفترة أمر بالغ الصعوبة، بسبب تباين الإجراءات بين الدول المُعتمدَة لإصدار التأشيرات منها". خلال تلك السنوات، لم يكن هناك رقم موحد أو دائم لعدد الحجاج السوريين، إلا أن متوسط الأعداد تراوح بين 12,000 و19,000 حاج سنوياً بحسب بيانات لجنة الحج العليا والسلطات السعودية. وشهدت تلك الأرقام تقلبات تبعاً للظروف الأمنية، وسياسات الاستقبال في دول الجوار، وإمكانية وصول السوريين إلى نقاط السفر. وغالباً ما كانت أولوية الاختيار تُمنح للمقيمين في الخارج، ما ترك كثيرين في الداخل السوري، لا سيما في المناطق المحاصرة أو الخارجة عن السيطرة الرسمية، بلا فرصة واضحة لأداء الفريضة. فيزا إلكترونية ونظام تدرجي واختيار بالقرعة ومن بين أبرز الترتيبات الجديدة التي رافقت هذا التحوّل، وفق الهيئة السورية للحج والعمرة، اعتماد نظام قرعة إلكترونية متكامل، شمل السوريين في الداخل والخارج، حيث خصص 7 في المئة من المقاعد للحجاج الذين تجاوزوا سن السبعين، فيما جرى توزيع باقي المقاعد على فئات عمرية محددة. ويقول أحمد عبد الهادي طويل، وهو رئيس مجموعة تابعة للجنة تنظيم الحج "بدأنا العمل مع لجنة تنظيم الحج منذ عام 2013، ومنذ ذلك الحين نشهد تطوراً ملحوظاً في الترتيبات عاماً بعد عام، والحمد لله، الانطباعات دائماً إيجابية". ويضيف لبي بي سي : "في السابق، كانت تأشيرات الحج تُستخرج من أربع دول فقط: لبنان، الأردن، مصر، وتركيا، أما هذا العام، ولأول مرة، أصبح بإمكان الحجاج استخراج التأشيرات من داخل سوريا، حتى عبر نظام التأشيرة الإلكترونية، وهو تطور مهم يسهل الإجراءات ويعزز الاستقلالية". ويقارن الكاطع بين الإجراءات السابقة والحالية إذ يقول"سابقاً، كانت كل مجموعة حجيج تعمل بشكل منفصل، وتسكن في مدارس أو أماكن غير مرخّصة، في ظروف عشوائية، لكن بعد أن تسلّمت لجنة الحج المهمة تغير الوضع بشكل جذري". وأكد أنه "أصبح هناك انتظام وتواصل واضح بين المجموعات، وتحسّن مستوى السكن بشكل كبير، إذ باتت جميع الإقامات في فنادق مصرح بها من وزارة الحج السعودية". ويضيف"حتى في المدينة المنورة، يقيم جميع الحجاج السوريين في فنادق خمس نجوم، دون تمييز بين فئة وأخرى. كما أصبحت كلفة الحج موحّدة، ليس فقط للسوريين داخل البلاد، بل أيضاً لأولئك المقيمين في الخارج." ووفق البيانات الرسمية، بلغ عدد المتقدّمين 43,215 شخصاً، جرى اختيار 22,500 منهم عبر قرعة إلكترونية معلنة. وبلغ عدد الحجاج المختارين من فئة من تجاوزوا السبعين عاماً 1,575 حاجاً، يرافقهم 1,360 مرافقاً، يشمل السوريين داخل البلاد وخارجها، وذلك عبر منصات إلكترونية ومراكز ميدانية أنشأتها وزارة الأوقاف الجديدة في عدد من المحافظات. BBC "لم يُعامل الحجاج على أساس مناطقي، بل كمواطنين سوريين متساوين في الحق والفرصة" خلال عهد النظام السابق، اضطرّ كثير من الحجاج السوريين إلى السفر بجوازات غير سورية، أو استخراج وثائق مرور مؤقتة، أو الالتحاق بحملات حج لا تتبع لبلادهم. وقد جعل ذلك أداء الفريضة، في كثير من الأحيان، مرهوناً بالعلاقات الشخصية أو الإمكانات المالية، بدلاً من أن يكون ضمن مسار رسمي متاح لجميع السوريين. السفر هذا العام يتم لأول مرة منذ نحو عقد مباشرة من مطار دمشق الدولي، وهو ما أتاح للحجاج من المحافظات المختلفة الوصول إلى مكة دون المرور بدول الجوار. في المقابل، لا تزال بعض الأصوات التي استمعت إليها بي بي سي وفضّلت عدم الافصاح عن هويتها، ترى أن فرص الوصول للحج لم تتساوَ بشكل كامل، إذ أن بعض المناطق التي تعيش أوضاعاً خاصة، سواء كانت جغرافية أو إدارية أو سياسية، لا تزال تواجه صعوبات في ضمان تسجيل الراغبين فيها، أو في توفر مكاتب معتمدة تغطي حاجاتهم. لكن يؤكد كل من أحمد طويل والكاطع أن "اختيار الحجاج هذا العام شمل جميع المناطق السورية دون استثناء، بما في ذلك الحسكة، دير الزور، الرقة، اللاذقية، وحتى المناطق القريبة من خطوط التماس". ويشددان على أن "التعامل مع الحجاج لم يُبنَ على أسس مناطقية أو سياسية، بل تم باعتبارهم مواطنين سوريين متساوين في الحق والفرصة، ومن مختلف الأطياف." BBC وقد حددت الوزارة كلفة الحج لهذا العام بـ4,900 دولار أمريكي، تشمل الإقامة والمواصلات داخل الأراضي المقدسة والخدمات الصحية والإدارية. ويقول أحمد طويل إن التكلفة "تُعد من بين الأقل مقارنة بالدول الإسلامية الأخرى، وهي قريبة من أسعار السنوات الماضية" مضيفاً "في العام الماضي كانت التكلفة نحو 4700 دولار، وقد تم هذا العام تقديم خدمات إضافية للحجاج". ويشير هنا أيضاً إلى أن غياب ناقل وطني رسمي "أثر على التكلفة بعض الشيء، لكنه لم يمنع من الحفاظ على مستوى جيد من الخدمات والسعر". فيما يوضح الكاطع أن الكلف الحالية تشمل الترتيبات الحالية المتعلقة بـ "التنقّلات الجماعية ووجبات الإفطار اليومية والموائد المفتوحة، وهدايا من وزارة الأوقاف السورية، إضافة إلى الخدمات المقدّمة من المملكة العربية السعودية". "خروجنا من مطار جدّة لم يستغرق نصف ساعة" ويشير أحمد طويل إلى أن الدخول إلى السعودية كان منظماً وسلساً، قائلاً: "البعثة دخلت عبر مطار جدة، واستغرقت إجراءات الخروج من المطار قرابة نصف ساعة فقط، وهو وقت يُعد ممتازاً بالنظر إلى حجم البعثة وطبيعة الترتيبات". من الناحية التنظيمية، جرى إرسال بعثات طبية وإدارية سورية إلى السعودية لمرافقة الحجاج وتوفير الدعم الميداني، كما تم توقيع اتفاقات خدمية مباشرة مع مؤسسات سعودية معنية بالحج، بما في ذلك شركات النقل والإعاشة والإيواء. وبحسب وزير الأوقاف أبو شكري، فقد جرى توزيع الحجاج على المخيمات بطريقة "تعتمد معيار العدد والمنطقة الجغرافية دون اعتبارات إضافية"، في محاولة لتفادي ما وُصف سابقًا بالتفاوت في الخدمة. BBC وبينما تستمر هذه الترتيبات الجديدة، يُنظر إلى موسم الحج لعام 2025 بوصفه مرحلة انتقالية اختبارية لملف ظل طوال 12 عاماً معقّداً ومتداخلاً بين أبعاد عدّة. فمنذ بدء الأزمة السورية عام 2011، لم يكن تنظيم الحج شأناً دينياً فحسب، بل ارتبط أيضاً بواقع الانقسام السياسي، وتوزع السيطرة الميدانية، وظروف الشتات التي دفعت مئات الآلاف من السوريين لأداء المناسك من دول مجاورة، كلٌ بحسب موقعه وظروفه.


الوسط
منذ ساعة واحدة
- الوسط
لماذا أثار العرض العسكري في بنغازي اهتمام المدونين الروس؟
لفت العرض العسكري، الذي أُقيم أخيرا في بنغازي، الانتباه بعدما أظهر كمية كبيرة من المعدات الروسية الصنع وأخرى بيلاروسية، مما أثار ردود فعل متباينة وسط المعلقين الروس والمدونين العسكريين. واحتفلت قوات «القيادة العامة»، بقيادة المشير خليفة حفتر، يوم 18 مايو بالذكرى الحادية عشرة لـ«عملية الكرامة» التي أطلقتها في العام 2014 ضد تنظيم «أنصار الشريعة» و«القاعدة»، وما يسمى «الدروع» في بنغازي، بحضور نائب وزير الدفاع الروسي يونس بيك يفكوروف. وأقيم عرض عسكري في مجمع عسكري جديد شرق المدينة، كشفت «القيادة العامة» خلاله عن المعدات العسكرية الروسية، وفق تعليق مجلة «أرمي» الفرنسية المتخصصة اليوم الأربعاء. اهتمام بنوعية المعدات المعروضة أولت المجلة اهتمامًا بنوعية المعدات المعروضة، ولاحظت بشكل خاص وجود أنظمة الدفاع الجوي «Tor-M1» و«M2 «SA-15 Gauntlet، وهي مصممة لتحييد الصواريخ المجنحة أو الطائرات دون طيار أو الطائرات منخفضة الارتفاع. ويؤكد ظهور هذه الأنظمة العلني حقيقة المساعدة العسكرية الروسية، التي حاولت موسكو في السابق الحفاظ عليها في شكل من أشكال الغموض الاستراتيجي، حسب المجلة. ومن أبرز ما جاء في العرض العسكري أيضًا طائرة الهليكوبتر الثقيلة من «طراز Mi-26»، وهي واحدة من أكبر مركبات النقل الجوي في العالم، والقادرة على حمل المركبات المدرعة الخفيفة أو حاويات الإمدادات، ويشير وجودها إلى زيادة القدرات اللوجستية في بلد لا يزال يعاني من عدم الاستقرار. استعراضات عسكرية هذه ليست المرة الأولى التي تنظم فيها «القيادة العامة» استعراضات عسكرية، لكن هذه النسخة تتميز بالجرأة، وفق وصف «أرمي» التي أوضحت أن حفتر يريد تذكير الجميع بأنه لا يزال الرجل القوي في برقة. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، أكد العديد من المحللين أن أنظمة الدفاع الجوي «Tor-M1/M2» المعروضة كانت بالفعل نماذج من أصل روسي، وليست نسخا إيرانية أو صينية. ورجَّح البعض إمكانية تسليمها المباشر عبر رحلات الشحن التي تديرها شركة «فاغنر»، أو شركات عسكرية خاصة روسية أخرى، كما وثَّقت مؤسسة أبحاث التسلح في الصراعات. يأتي هذا العرض بعد أقل من أسبوعين من انعقاد القمة الدولية للأمن بالبحر الأبيض المتوسط في روما، حيث أكد الاتحاد الأوروبي أهمية احترام حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، الذي دخل حيز التنفيذ منذ عام 2011. وأفادت المجلة بتسجيل الوجود الروسي في ليبيا بقاعدتي «الجفرة» و«براك الشاطئ» الجويتين، حيث جرى رصد طائرات «ميج-29» و«بانتسير-إس1» في عام 2020. وعلقت: «لم يعد الأمر يتعلق بالدعم الخفي، بل بدمج فعلي للتقنيات الروسية في الهيكل العسكري للجيش الوطني الليبي». في السياق نفسه، استعرض موقع «أم كاي» أنواع العتاد اللافت للأنظار، مثل مركبة ثلاثية ذات عجلات كبيرة الحجم، وتشبه إلى حد بعيد التصميم البيلاروسي المعروف باسم «كونونغ»، حسب قناة «يا فويني» على «تلغرام». وحسب مواصفات المركبة، فهي مصممة لخوض القتال في الظروف الصعبة مثل المناطق الصحراوية، ومزودة بمنصة خلف السائق، لنقل الحمولة المختلفة. كما أنها مسلحة برشاش «كلاشنيكوف» عيار 7.62 ملم في الجزء الأمامي. وقد أُطلق عليها اسم «الدراجة القاتلة»، وذلك بسبب تصميمها غير التقليدي، وقدراتها العالية على اجتياز المناطق الوعرة، وتسليحها الذي يجعلها مناسبة لأداء المهام الخاصة. وهذه المركبة جرى تطويرها أصلا في بيلاروسيا، ولاقت اهتماما إعلاميا دوليا في السنوات الماضية بسبب كفاءتها الميدانية العالية. ومن المعدات الجديدة الروسية التي كشف عنها العرض العسكري ناقلات جنود مدرعة «BTR-82A». كما عُرضت الناقلات المزودة بمدفع «30 ملم» وأنظمة دفاع متطورة. وشمل العرض العربات المدرعة «سبارتان» و«تيغر» الروسية الصنع، المُصممة للعمليات السريعة والقتال في المناطق الحضرية. كذلك عُرضت صواريخ «سميرتش» (Smerch) بعيدة المدى «300 مم»، القادرة على إصابة أهداف على مسافات تصل إلى 90 كم. حجم المساعدات العسكرية نشرت مدونة «ديفونس بلوغ»، نقلا عن القنوات الموالية للكرملين، ما قالت إنه غضب إزاء حجم المساعدات العسكرية المقدمة إلى ليبيا وسط شكاوى متزايدة من الجنود الروس على الخطوط الأمامية في أوكرانيا، الذين اضطر العديد منهم إلى الاعتماد على مركبات مدنية معدلة بسبب الخسائر المتزايدة في المعدات. «لماذا نرسل مركبات مدرعة جديدة إلى الخارج بينما قواتنا تكتفي بشاحنات صغيرة معدلة؟!».. يتساءل أحد المدونين العسكريين الروس البارزين على «تلغرام»، معبرا عن إحباطه من إعطاء الأولوية للمساعدات العسكرية على الاحتياجات المحلية في أثناء الصراع النشط في أوكرانيا.