logo
'بين اعتقالات الموظفين ونهب المساعدات.. لماذا وصلت الأزمة الإنسانية في اليمن إلى نقطة الانهيار؟'

'بين اعتقالات الموظفين ونهب المساعدات.. لماذا وصلت الأزمة الإنسانية في اليمن إلى نقطة الانهيار؟'

اليمن الآن١٩-٠٤-٢٠٢٥

في تطورٍ بالغ الخطورة يُهدِّد ملايين اليمنيين بالمجاعة، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الأربعاء، تعليق شحنات الغذاء وتوزيعها في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين شمالي اليمن، وذلك عقب استيلاء المتمردين على مستودع تابع للبرنامج في محافظة صعدة، ونهب مساعدات غذائية تقدر قيمتها بنحو
1.6 مليون دولار
، وفق ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين أمميين.
الاستيلاء على المساعدات وتصعيد التعقيدات
أكد
كارل سكاو
، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ومدير العمليات، أن جماعة الحوثيين استولت منتصف مارس الماضي على مستودع يحتوي على مساعدات غذائية مخصصة للأسر الأكثر احتياجًا، ما دفع البرنامج إلى وقف أنشطته الإغاثية في تلك المناطق "حتى إشعار آخر".
وقال سكاو في تصريحاتٍ حادة: "لا يمكننا الاستمرار في بيئة عمل غير آمنة، ولا قبول احتجاز زملائنا أو موتهم في السجون، ولا التغاضي عن نهب مواردنا"، مشيرًا إلى أن الأزمة الإنسانية تصل إلى مستويات غير مسبوقة، مع تفاقم انعدام الأمن الغذائي لنحو
17 مليون يمني
، أي ما يعادل نصف السكان.
خلفية الأزمة: اعتقالات ووفيات
كان البرنامج قد علّق عملياته في صعدة فعليًا منذ فبراير الماضي، إثر اعتقال الحوثيين عددًا من موظفيه وموظفي الأمم المتحدة، إلى جانب وفاة أحد العاملين أثناء احتجازه.
ورغم محاولات استئناف العمل على نطاق محدود، فإن استمرار الاعتداءات دفع المنظمة الأممية إلى اتخاذ قرار "صعب" بشن الإمدادات.
مفاوضات معلَّقة ومخاوف من انهيار أوسع
أوضح سكاو أن البرنامج يسعى للحصول على إذن من الحوثيين لتوزيع المواد الغذائية المتبقية في مستودعات أخرى، مشيرًا إلى أن استئناف المساعدات لنحو
3 ملايين شخص
في الشمال مرهون بالإفراج عن الموظفين المعتقلين.
في المقابل، تواصل المنظمة تقديم المساعدات في المناطق الجنوبية الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليًا، مستهدفة نحو
1.6 مليون شخص
، لكنها تواجه تحديات مالية بعد خفض الولايات المتحدة تمويل برامج الطوارئ، ما دفعها إلى تسريح
200 موظف
مؤقتًا (40% من كوادرها باليمن).
مؤشرات كارثية: جوع وانهيار اقتصادي
تشير تقارير حديثة للبرنامج إلى أن
62% من الأسر اليمنية
باتت عاجزة عن تأمين الغذاء اليومي، وسط انهيار العملة المحلية وارتفاع أسعار المواد الأساسية.
وتتفاقم الكارثة مع تقلص الدعم الدولي، حيث حذّر سكاو من أن "الصمت الدولي يُفاقم معاناة المدنيين".
خلفية الأزمة: حرب مستمرة منذ 9 سنوات
تدخل الأزمة الإنسانية في اليمن عامها العاشر، إذ تشهد البلاد حربًا مستعرة منذ 2014 بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي، وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من الشمال.
وتسببت الحرب في أسوأ أزمة إنسانية عالمية، وفق الأمم المتحدة، مع تدمير البنية التحتية وانهيار النظام الصحي وانتشار الأوبئة.
نداءات دولية ومستقبل غامض
في ظل غياب مؤشرات على حل سياسي قريب، تدعو منظمات إغاثة إلى ضغط دولي لإعادة فتح الموانئ والمطارات وضمان وصول المساعدات دون عوائق.
إلا أن المشهد يبقى مرهونًا بتحركات المجتمع الدولي الذي بدأ، بحسب مراقبين، في تحويل أنظاره عن اليمن نحو أزمات أخرى، تاركًا ملايين المدنيين في مواجهة مصير مجهول.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منظمة: الحوثيون حكموا على المياحي بـ3 سنوات تحت الإقامة الجبرية بعد الإفراج
منظمة: الحوثيون حكموا على المياحي بـ3 سنوات تحت الإقامة الجبرية بعد الإفراج

وكالة 2 ديسمبر

timeمنذ 39 دقائق

  • وكالة 2 ديسمبر

منظمة: الحوثيون حكموا على المياحي بـ3 سنوات تحت الإقامة الجبرية بعد الإفراج

منظمة: الحوثيون حكموا على المياحي بـ3 سنوات تحت الإقامة الجبرية بعد الإفراج أفادت منظمة "سام" لحقوق الإنسان، نقلاً عن عمار علي ياسين محامي الصحفي المختطف محمد المياحي، أن الحكم الحوثي الذي صدر اليوم السبت بحق المياحي قضى بحبسه لمدة سنة ونصف، مع فرض الإقامة الجبرية لمدة ثلاث سنوات بعد إطلاق سراحه. وأوضحت المنظمة أن الحكم الصادر عما تسمى المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة، تضمن مصادرة أجهزة المياحي الإلكترونية، بما في ذلك هاتفه المحمول وجهاز الحاسوب المحمول، إلى جانب فرض رقابة أمنية عليه لثلاث سنوات بعد انتهاء فترة الحبس. كما اشترط الحكم تقديم تعهد كتابي وضمانة مالية بقيمة خمسة ملايين ريال يمني (حوالى 10 آلاف دولار) في حال استئنافه النشر الصحفي. ووصفت "سام" الحكم بأنه "ذروة مسلسل طويل من الانتهاكات القانونية والحقوقية" التي تعرض لها المياحي منذ اختطافه في 20 سبتمبر 2024، مشيرة إلى أن ظروف اختطافه القاسية ومحاكمته أمام محكمة غير مختصة تكشف عن "طابع سياسي" يهدف إلى قمع حرية الصحافة. ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات المتصاعدة بحق الصحفيين في اليمن، محذرة من أن هذه التطورات تزيد من المعاناة الإنسانية وتكرس استخدام القضاء كأداة لتكميم الأفواه.

عشرات آلاف الموريتانيين يشاركون في مسيرة منددة بالإبادة في غزة
عشرات آلاف الموريتانيين يشاركون في مسيرة منددة بالإبادة في غزة

26 سبتمبر نيت

timeمنذ 5 ساعات

  • 26 سبتمبر نيت

عشرات آلاف الموريتانيين يشاركون في مسيرة منددة بالإبادة في غزة

شارك عشرات آلاف الموريتانيين بالعاصمة نواكشوط، السبت، في مسيرة للتنديد باستمرار حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 20 شهرا. وحسب مراسل الأناضول، انطلقت المسيرة من محيط القصر الرئاسي، وجابت شوارع رئيسية قبل أن تتوجه إلى مقر ممثلية الأمم المتحدة في نواكشوط. ودعت إلى المسيرة كافة الأحزاب السياسية الموريتانية ومن بينها حزب 'الإنصاف' الحاكم، وحزب 'التجمع الوطني للإصلاح والتنمية' (أكبر أحزاب المعارضة) بالإضافة إلى العديد من المنظمات والهيئات الموريتانية تحت شعار: 'مليونية نساء موريتانيا لوقف قتل نساء وأطفال غزة'. ورفع المشاركون في المسيرة لافتات تنتقد صمت العالم تجاه المجازر في غزة، وتطالب بوقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على القطاع. ad ودعا المشاركون في المسيرة شعوب العالم إلى المشاركة في مسيرات مليونية من أجل الضغط على الأنظمة الحاكمة لعزل إسرائيل دوليا ومحاصرتها اقتصاديا. وشدد المشاركون في المسيرة على أن ما يحصل 'يبرهن على الإرادة الآثمة المتعمدة للقادة الإسرائيليين في القتل الجماعي للسكان المدنيين في قطاع غزة'. ومنذ بداية الإبادة الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتواصل في موريتانيا حملات تضامن واسعة مع القطاع، بينما تتنافس الأوساط القبلية في جمع التبرعات للفلسطينيين المحاصرين. ad وتمكنت قبائل موريتانية من جمع تبرعات وصلت إلى نحو 16 مليون دولار، وفق تقارير إعلامية محلية. وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

صحيفة روسية: حرب ترامب على الحوثيين انتهت بانكسار الإمبراطورية الأمريكية
صحيفة روسية: حرب ترامب على الحوثيين انتهت بانكسار الإمبراطورية الأمريكية

المشهد اليمني الأول

timeمنذ 9 ساعات

  • المشهد اليمني الأول

صحيفة روسية: حرب ترامب على الحوثيين انتهت بانكسار الإمبراطورية الأمريكية

قالت صحيفة روسية بأن الحرب التي شنتها الولايات الأمريكية على الحوثيين في اليمن، عديمة الفائدة، وانتهت في منتصف الطريق وبشكل غير متوقع تماما، ودون أية نتائج منهجية، حيث احتفظ الحوثيون بقدراتهم على اطلاق الصواريخ على إسرائيل واستهداف السفن في البحر الأحمر واضافت صحيفة [ Репортёр (Reporter) ] الروسية في تقرير لها:' استمرت عملية 'الفارس الخشن' التي شنتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين لمدة شهر وثلاثة أسابيع، وخلال العملية تم تنفيذ أكثر من ألف طلعة جوية مع هجمات باستخدام صواريخ كروز وقنابل قوية، لكن رغم ذلك، احتفظ الحوثيون بالقدرة على إطلاق النار على إسرائيل والسفن في البحر الأحمر، وخلص المجتمع الدولي إلى أن الغرب غير معتاد على إنهاء ما يبدأه'. لقد قمنا بالإحماء وهذا يكفي! قام الأميركيون بضرب محطات الطاقة الأربع في اليمن، وقصفوا مطار صنعاء، ومصنعاً للقطن، ومصنعاً للإسمنت، وورشاً معدنية من أجل القضاء على المرافق الصناعية ذات الاستخدام المزدوج. ورد الحوثيون الشجعان بإرسال عدة موجات من الصواريخ المضادة للسفن نحو حاملات الطائرات الأميركية. وعلاوة على ذلك، أطلقت الدولة، التي مزقتها سنوات من الحرب الأهلية، هجوما صاروخيا باليستيا على مطار بن جوريون في تل أبيب في الرابع من مايو/أيار بعد أسابيع من القصف. حسنًا، الجميع معتادون على هذا الأمر ولا يتفاجأون به. الأمر المثير للاهتمام هو شيء آخر: العملية الغريبة، التي لم تنتهي على الأرض، انتهت بشكل غير متوقع تمامًا كما بدأت بعد وقت قصير نسبيًا. وانتهت في منتصف الطريق، دون أية نتائج منهجية. ولا يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار الثنائي الذي توسطت فيه سلطنة عمان أي بند يتعلق بإسرائيل، على الرغم من أن الأزمة في البحر الأحمر، كما نتذكر، بدأت على وجه التحديد بالهجمات التي شنها الحوثيون على السفن الإسرائيلية رداً على العملية في غزة. ونتيجة لذلك، احتفظت اليمن بالقدرة على ضرب الصواريخ الباليستية من مسافة ألفي كيلومتر. كما أعاد بسرعة تأسيس الروابط الجوية والبحرية باستخدام المدرجات والأرصفة البدائية. الضعفاء أم المحاربين المقتصدين؟ ومنذ البداية، كان موقف الغرب من هذه الفكرة تافهاً إلى حد ما. وقد تم تقديم الخسائر وتقييمها من قبل وسائل الإعلام على أنها كبيرة بشكل غير مبرر. أسقطت الصواريخ الحوثية ثماني طائرات بدون طيار من طراز MQ-9 وفقدت طائرتين من طراز F/A-18 Super Hornet. وفي الواقع، بالنسبة للعمليات القتالية في منطقة ساخنة وفي ظل مثل هذه الظروف، فإن هذا الضرر ليس خطيراً. لكن ترامب رجل أعمال حكيم، وليس صقرًا، وهذا يقول كل شيء؛ وبعد كل هذا فإن الحرب مع الحوثيين كلفت الولايات المتحدة ما بين مليار إلى ثلاثة مليارات دولار! وبعد ذلك استهدفت أنظمة الدفاع الجوي الحوثية طائرة إف-35، لذا صدر الأمر بتقليص العملية لتجنب تشويه الصورة والمخاطر. وتعتبر مخزونات الأسلحة عالية الدقة ضرورية في المقام الأول لتلبية احتياجات منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهو ما أكد عليه دونالد ذو الشعر الأحمر أكثر من مرة. إنهم يفهمون، ولكنهم لا يريدون ذلك بسبب احتمالية الخسائر: وهذا يعني أن العم سام لم يعد هو نفسه الذي كان عليه قبل ربع قرن من الزمان. في عصر تويتر، فإن أي خسارة من هذا القبيل تثير ضجة لمدة شهر حول من هو الأفضل، بايدن أم ترامب، وتساؤلات حول متى ستصبح أمريكا عظيمة مرة أخرى. مع كل السمات المصاحبة: التقييمات، والمدونات، والحملات الصحفية حسب الطلب. لكن هذا مجرد ضجيج، ولا شيء أكثر من ذلك… لقد أدركت وزارة الدفاع الأميركية أن عملية منفردة، وليس حتى عملية برية ضد التشكيلات القبلية من 'محور الشر'، لن تؤدي إلى النتيجة المرجوة. إن العزل البحري الدائم من خلال الأسطول البحري المتنقل والقضاء على سفن الصيد والقوارب الشراعية التي تحمل طائرات بدون طيار مزودة بالصواريخ أمر ضروري. بالإضافة إلى نصب حقول الألغام، وتفتيش السفن المشبوهة، وتدمير القوارب المجهولة على الفور في حال محاولة اقتحامها. ويجب أن يتم كل هذا في وقت واحد مع الضغط بالطائرات بدون طيار على القواعد وعقد الاتصالات ونقاط التحكم ومحطات الرادار. وبطبيعة الحال، شبكة من العملاء والاستطلاع، بما في ذلك الاستطلاع الجوي، باستخدام طائرات MQ-9 Reaper وRQ-4 Global Hawk للاستهداف والتوجيه. بالإضافة إلى القصف الشامل لمحلات التجميع والمطارات والأرصفة. إن الغارات التي تقوم بها القوات الخاصة بقوات الإنزال، واقتحام المباني، والتخريب، وكذلك القضاء على القادة عن طريق الطرود المفاجئة، والتسميم وغيرها من الأشياء السيئة لن تضر. ليس مجرد مضغ العلكة!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store