النص الكامل لخطة ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة
كُشف عن وثيقة "مسربة" تحمل مقترحًا مفصلًا قُدم باسم المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، السفير ستيف ويتكوف، تتضمن تصورًا أمريكيًا لهدنة مؤقتة في غزة تمتد ستين يومًا، على أن يتم خلالها إطلاق سراح جزء من الرهائن الإسرائيليين والمحتجزين الفلسطينيين، وبدء مفاوضات تؤسس لوقف إطلاق نار دائم.
لكن هذا المقترح، المعلن في لحظة متداخلة بين الحرب والسياسة، لم يأتِ من البيت الأبيض الحالي، بل من الرئيس دونالد ترامب، الذي يطرح نفسه مجددًا كوسيط دولي وفاعل على الساحة، في تحرك يثير أسئلة عميقة حول شرعية المبادرة وأبعادها السياسية والقضائية.تفاصيل المقترح: مرحلة جديدة أم إعادة إنتاج للأزمة؟تحمل الوثيقة عنوانًا يوحي بالحل: "إطار للتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار الدائم". إلا أن التفاصيل تُظهر توافقًا مشروطًا ومركبًا، قد يؤدي إلى تثبيت وقف مؤقت لإطلاق النار لكنه في المقابل يُعيد تدوير الشروط والتوازنات نفسها التي فشلت المبادرات السابقة في تجاوزها.يبدأ المقترح بهدنة لمدة 60 يومًا، بضمانة شخصية من ترامب لالتزام إسرائيل، ويتضمن في مرحلته الأولى إطلاق سراح 10 رهائن أحياء و18 من الجثامين الإسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن 125 سجينًا محكومًا بالمؤبد و1111 أسيرًا آخرين من غزة، إضافة إلى رفات 180 فلسطينيًا.المساعدات الإنسانية تبدأ فورًا بعد قبول حماس بالاتفاق، وتُشرف على توزيعها هيئات دولية مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر. أما الجانب العسكري، فتنص الوثيقة على إيقاف الهجمات الجوية الإسرائيلية ل10-12 ساعة يوميًا، مع إعادة انتشار تدريجي للجيش الإسرائيلي شمالًا ثم جنوبًا. التفاوض المشروط.. بين الرهائن والخرائط في اليوم الأول، تبدأ مفاوضات تشمل ملفات كبرى:تبادل بقية الأسرى والرهائن.انسحاب القوات الإسرائيلية وإعادة الانتشار النهائي.ترتيبات ما يُعرف ب"اليوم التالي" في غزة.الإعلان النهائي لوقف إطلاق نار دائم.هذه المرحلة تحوّل الهدنة إلى غرفة اختبار لإمكانية بناء سلام فعلي، لكنها تضع القضية الفلسطينية – مجددًا – رهينة مفاوضات أمنية وإنسانية، دون معالجة جذور الأزمة أو تقديم أفق سياسي واضح لغزة.ترامب والضمانات: عودة أم تجاوز؟ما يثير الانتباه هو تكرار اسم ترامب في الوثيقة باعتباره الضامن والمُعلن للاتفاق، وهو ما قد يُعد سابقة غير مألوفة في الأعراف الدبلوماسية الأميركية، إذ إن الرئيس السابق لا يشغل حاليًا أي منصب رسمي، ما يفتح الباب لتساؤلات قانونية:هل يحق لرئيس سابق تقديم التزامات باسم الدولة؟هل هذه المبادرة مقدمة غير رسمية لحملة انتخابية أم تجاوز دستوري؟هل تحرج هذه الوثيقة إدارة بايدن التي تتبنى مقاربة مختلفة تجاه الملف الفلسطيني؟وتشير مصادر إلى أن البيت الأبيض لم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن، ما يعزز فرضية أن الوثيقة قد تكون أداة ضغط سياسية من حملة ترامب الانتخابية، أو محاولة لإظهار "البديل" في السياسة الخارجية الأميركية، خصوصًا في ظل التعثر الحالي للمفاوضات.المأزق القانوني والسياسيالوثيقة المسربة – بقدر ما تحاول أن تظهر كخارطة طريق للسلام – تكشف أيضًا هشاشة الإطار القانوني الذي تتحرك من خلاله. إذ إن طرحها بهذا الشكل، من جهة غير رسمية، قد يعرضها للطعن القانوني أمام المحاكم الأميركية، خاصة إن تم استخدامها كورقة سياسية في حملة انتخابية دون غطاء قانوني من الدولة.في الوقت ذاته، قد تُربك الجهود الدبلوماسية الجارية حاليًا بوساطة قطر ومصر، وتُفقد الثقة بأي التزام أميركي مستقبلي إذا ما بدا أن السياسة الخارجية أصبحت حلبة للتنافس الداخلي بين إدارة قائمة ورئيس سابق يسعى للعودة.مبادرة مشروطة برهانات مضاعفةما تطرحه وثيقة ويتكوف ليس مجرد خطة لوقف إطلاق النار، بل هو اختبار ثلاثي الأبعاد:اختبار لنية الأطراف المحلية في غزة وإسرائيل في القبول بالتفاوض المتزامن مع التهدئة.اختبار لقدرة الدبلوماسية الأمريكية – الرسمية وغير الرسمية – على التأثير في منطقة مثقلة بالدماء.واختبار أخير لطموحات دونالد ترامب نفسه، الذي يبدو أنه يحاول استخدام الملف الفلسطيني كسُلّم سياسي داخلي، قد يوصله إما إلى بوابة البيت الأبيض مجددًا أو إلى نزاع قانوني غير مسبوق حول حدود العمل السياسي لرئيس سابق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 44 دقائق
- فيتو
ترامب ينتقم من نتنياهو ويقيل مسؤولين كبارا "مؤيدين لإسرائيل" في إدارته
في خطوة تؤكد تصاعد الخلافات وتطورها بين ترامب ونتنياهو، قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ، إقالة 3 مسؤولين في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، يعتبرون "مؤيدين جدًّا" لإسرائيل. إقالة مسؤولين "مؤيدين لإسرائيل" في إدارة ترامب وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن قرار إقالة المسؤولين الثلاثة جاء على خلفية الخلافات بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. تفاصيل خلافات ترامب ونتنياهو وتتمحور الخلافات حول رغبة إسرائيل في شن هجوم "منفرد" على إيران حتى لو كان ذلك من دون موافقة واشنطن، وكذلك استمرار الحرب في قطاع غزة. والمسؤولون الثلاثة المقالون من مناصبهم، هم ميراف سارن الأمريكية الإسرائيلية التي عينت مؤخرًا رئيسة قسم إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي، وإريك تريجر منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمجلس ذاته، ومورجان أورتاجوس نائبة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف مبعوثة واشنطن إلى لبنان. وقالت مصادر مطلعة للصحيفة إنها لا تستبعد إمكانية إقالة المزيد من "المؤيدين لإسرائيل" في إدارة ترامب من مناصبهم. واعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن إقالة هؤلاء المسؤولين لم تكن من فراغ، بل هي "جزء من التباعد بين إسرائيل وإدارة ترامب، حيث يبدو أن الأمريكيين اختاروا هذه السياسة لأسبابهم الخاصة". وكان ترامب قال في وقت سابق إنه طلب من نتنياهو عدم شن هجوم على إيران، وتحدث عن تقدم في المفاوضات النووية مع طهران وقرب التوصل إلى اتفاق. وفي ملف غزة، قدم ويتكوف مؤخرًا مقترحًا إلى إسرائيل وحماس لوقف الحرب، إلا أنه انتقد لاحقًا رد الحركة على الاقتراح. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


أهل مصر
منذ ساعة واحدة
- أهل مصر
أكسيوس: أمريكا قد تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة ضئيلة
تدور المفاوضات الإيرانية الأمريكية من أجل إحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الأمريكية، وطهران الذي عقده الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما،ويسعى الرئيس الأمريكي ترامب لعقد ذلك الاتفاق لمنع إندلاع حرب إسرائيلية إيرانية في المنطقة. وتقول أكسيوس عبر مصدرين غير معروفين بالبيت الأبيض بإن أمريكا قد تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة ضئيلة لتمرير الاتفاق،ولن يسمح لطهران أيضا بالوصول لاختراع القنبلة النووية عبر ذلك الاتفاق. وهو ما أكد عليه الرئيس الأمريكي ترامب بشكل علني في عدة مؤتمرات بالبيت الأبيض وكذلك هي نفس الرؤية الدبلوماسية لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث الأمريكي لطهران ستيف ويتكوف. في إتجاه آخر قال مصدر دبلوماسي إيراني بإنه رفض المقترحات الأمريكية التي طُرحت عليهم بواسطة عمان والتي تدعوا إلي تفكيك إيران كافة مفاعلاتها النووية والتوقف عن تخصيب اليورانيوم حتي لو بهدف سلمي.


الأسبوع
منذ ساعة واحدة
- الأسبوع
البيت الأبيض: من المرجح أن يتحدث "ترامب" و"شي جين بينج" خلال الأسبوع الجاري
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أ ش أ أعلن البيت الأبيض، أمس /الإثنين/، أنه من المرجح أن يجري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج اتصالًا هاتفيًا هذا الأسبوع، في وقت لا يزال فيه أكبر اقتصادين في العالم يواجهان توترات تجارية متصاعدة. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "بلومبرج" الأمريكية: "يمكنني أن أؤكد أنه من المرجح أن يتحدث الزعيمان هذا الأسبوع"، وذلك من دون أن تحدد موعدًا لهذا الاتصال المحتمل أو أن تؤكده بشكل قاطع. ولم يصدر تعليق فوري من السفارة الصينية في واشنطن في هذا الصدد. كانت واشنطن وبكين قد تبادلتا الاتهامات بانتهاك شروط الاتفاق الواسع الذي أُبرم بينهما الشهر الماضي، والذي تضمن تخفيضًا متبادلًا للتعريفات الجمركية المرتفعة. ويرى ترامب أن الحوار المباشر مع الرئيس الصيني هو السبيل الوحيد لحل الخلافات بين البلدين، غير أن الأخير بدا متحفظًا على إجراء محادثات هاتفية مباشرة، مفضلًا ترك التفاصيل للمفاوضين والمستشارين.