
حريق في مصنع كيميائيات روسي وإغلاق مطارين إثر هجوم من أوكرانيا
أعلنت السلطات الروسية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، أن هجوماً شنته أوكرانيا بطائرات مسيّرة مستهدفة موسكو، أدى إلى إغلاق اثنين من المطارات الرئيسية التي تخدم العاصمة، فيما قال حاكم منطقة تولا الروسية في وقت مبكر من اليوم، إن هجوماً نفذته أوكرانيا
بطائرات مسيّرة
في أثناء الليل أدى إلى اندلاع حريق لم يدم طويلاً في مصنع أزوت للكيميائيات وإصابة شخصين في المنطقة.
وذكر رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين، على تطبيق "تليغرام"، إن وحدات الدفاع الجوي دمّرت تسع طائرات مسيّرة كانت متجهة إلى موسكو بحلول الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش. وأضاف سوبيانين أن فرق الطوارئ توجهت إلى مواقع سقوط حطام الطائرات المسيّرة في الهجوم الذي وقع خلال الليل. ولم يُبلغ بعد عن وقوع أي أضرار.
إلى ذلك، قال حاكم منطقة تولا دميتري ميلياييف على تطبيق "تليغرام" إنّ "الحريق في مصنع أزوت للكيميائيات أُخمد". وأضاف أنه لا يوجد تهديد لجودة الهواء بالقرب من المصنع، لكن المراقبة البيئية ستستمر. وذكر حاكم منطقة كالوغا أن الدفاعات الجوية دمّرت سبع طائرات مسيّرة فوق المنطقة. وتحدّ منطقتا تولا وكالوغا منطقة موسكو من جهة الجنوب.
ونفت أوكرانيا أمس السبت ما قالته روسيا عن تأجيل كييف عمليات تبادل أسرى إلى أجل غير مسمى، وطالبت موسكو بالتوقف عن "ممارسة الأساليب القذرة"، فيما أدت هجمات روسية بالصواريخ والقنابل على خاركيف ليلة الجمعة إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 22 آخرين. وفي وقت لاحق من يوم السبت، نفذت الطائرات الروسية غارة جوية أخرى على خاركيف، أدت إلى مقتل مدني وإصابة أكثر من 40 شخصاً، وهو ما وصفه الرئيس الأوكراني
فولوديمير زيلينسكي
بأنه "جريمة قتل وحشية أخرى". من جهتهم، قال مسؤولون روس إن هجوماً أوكرانياً بالطائرات المسيّرة في منطقة موسكو تسبب في إصابة شخصين.
وفي جولة ثانية من محادثات السلام في إسطنبول يوم الاثنين الماضي، اتفق الجانبان على تبادل المزيد من الأسرى وإعادة رفات 12 ألف جندي قتيل. لكن المسؤول في الكرملين فلاديمير ميدينسكي قال أمس السبت إن الجانب الأوكراني أرجأ بشكل غير متوقع تسلّم رفات جنود وتبادل أسرى حرب إلى أجل غير مسمى، وهو ما نفاه المسؤول في المجلس القومي للأمن والدفاع الأوكراني أندريه كوفالينكو، مطالباً موسكو بالتوقف عن "ممارسة الأساليب القذرة" والعودة إلى العمل البنّاء.
وقال كوفالينكو في منشور على تطبيق "تليغرام": "تصريحات الجانب الروسي اليوم لا تتوافق مع الواقع أو مع الاتفاقات السابقة بشأن تبادل الأسرى أو إعادة الرفات". وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها استخدمت أسلحة عالية الدقة بعيدة المدى وطائرات مسيّرة لضرب أهداف عسكرية محددة في أوكرانيا خلال ليلة الجمعة السبت، وأصابت جميع الأهداف. ومدينة خاركيف واحدة من أكبر المدن الأوكرانية وتقع شمال شرقي البلاد على بعد عشرات الكيلومترات فقط من الحدود الروسية. وتتعرض لقصف روسي متكرر خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقال رئيس بلدية مدينة خاركيف، إيهور تيريخوف، على تطبيق "تليغرام" في وقت سابق أمس السبت: "تتعرض
خاركيف
حالياً لأقوى هجوم منذ بداية الحرب الشاملة". وأشار تيريخوف إلى استهداف أبنية سكنية متعددة الطوابق ومنشآت تعليمية وبنية تحتية خلال الهجوم، وأظهرت صور مباني محترقة ومدمرة جزئياً، وفرق الإنقاذ وهي تنقل المصابين. وقال الحاكم الإقليمي لمنطقة خاركيف أوليه سينيوبوف إنه ربما ما زال هناك أشخاص تحت الأنقاض بعد أن تعرضت منشأة صناعية مدنية للقصف بنحو 40 طائرة مسيّرة وعدة قنابل.
أما في منطقة موسكو، فقال الحاكم أندريه فوروبيوف على تطبيق "تليغرام" إن شخصين أصيبا بعد هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة خلال الساعات الماضية، وقد أُسقِطَت تسع مُسيّرات. وقالت هيئة مراقبة الطيران الروسية إن العمليات استؤنفت في مطارات دوموديدوفو وشيريميتيفو وغوكوفسكي في منطقة موسكو بعد تعليقها مؤقتاً لأسباب تتعلق بسلامة الطيران.
تقارير دولية
التحديثات الحية
هل تواجه روسيا صعوبة في تعويض قاذفات فقدتها في ضربات أوكرانيا؟
وقال زيلينسكي إن القوات الأوكرانية دمرت ثلاثة أنظمة صواريخ إسكندر ودمرت طائرات هليكوبتر عسكرية روسية في الآونة الأخيرة. وأضاف في بيانه المسائي: "تعرضت الخدمات اللوجستية العسكرية والمطارات الروسية لضربات جديدة. وهذا يساعد دفاعنا، فكل مشكلة تواجهها روسيا مهمة بالنسبة إلينا". وقال مسؤول عسكري ألماني كبير في تسجيل صوتي على يوتيوب اطلعت عليه رويترز قبل نشره في وقت لاحق أمس السبت، إن هجوماً أوكرانياً بطائرات مسيّرة مطلع الأسبوع الماضي ألحق على الأرجح أضراراً بنحو 10 بالمئة من أسطول القاذفات الاستراتيجية لروسيا، وأصاب بعض الطائرات في أثناء تجهيزها لشن ضربات على أوكرانيا.
(رويترز، العربي الجديد)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
دمشق تتعهّد بمحاسبة مروّجي الخطاب الطائفي في جامعات سورية
أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في سورية قراراً يقضي بحظر نشر أو تداول أو ترويج، بأيّ وسيلة كانت، أيّ محتوى يتضمّن تحريضاً على الكراهية أو الطائفية أو يسيء إلى الوحدة الوطنية أو السلم الأهلي، وذلك على خلفية ترك طلاب سوريين، ولا سيّما من محافظة السويداء جنوبي البلاد، جامعاتهم في دمشق بسبب تهديدات تعرّضوا لها في الأسابيع الأخيرة. وجاء في قرار أصدره وزير التعليم العالي والبحث العلمي في سورية مروان الحلبي، نُشر مساء أمس السبت على حساب الوزارة الرسمي، أنّه "يحظر على أعضاء الهيئة التعليمية والطلاب والعاملين في الوزارة وجميع الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد العليا والجهات التابعة للوزارة أو المرتبطة بالوزير نشر أو تداول أو ترويج -وبأيّ وسيلة كانت شفهية أو كتابية أو افتراضية عبر الشبكة الإلكترونية- أيّ محتوى يتضمن تحريضاً على الكراهية أو الطائفية أو العنصرية أو يسيء إلى الوحدة الوطنية أو السلم الأهلي". وشدّد الحلبي في قراره على أنّ "أيّ مخالفة لمضمون القرار تعرّض صاحبها للمساءلة الجزائية والمدنية والمسلكية، والإحالة إلى المجالس المختصة" الخاصة بالتأديب والانضباط، لـ"اتّخاذ العقوبات الرادعة التي قد تصل إلى الفصل النهائي والإحالة إلى القضاء". قضايا وناس التحديثات الحية التعليم الجامعي "عقوبة جماعية" لطلاب درعا والسويداء والقنيطرة وتصل العقوبات إلى حدّ الفصل النهائي أو الإحالة إلى القضاء، بحسب أحكام القوانين والأنظمة النافذة. كذلك كلّف الوزير كلاً من رؤوساء الجامعات الحكومية والخاصة في سورية وعمداء المعاهد العليا والمديرين العاملين في المدن الجامعية، وجميع المديرين العاملين في الجهات التابعة أو المرتبطة بالوزير بمتابعة تنفيذ القرار. وجاء قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في سورية بعدما ترك مئات من طلاب محافظة السويداء جامعاتهم في دمشق خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب تعرّضهم لتهديدات وسط توتّر الأوضاع في الجامعات، على خلفية الأحداث الأمنية شهدتها صحنايا وجرمانا في ريف دمشق والسويداء. من جهته، كان وزير الإعلام في سورية، حمزة المصطفى، قد نشر على حسابه الخاص على موقع فيسبوك، قبل أيام، عن استعداد وزير التعليم العالي التعاون مع محافظ السويداء ووزارة الداخلية من أجل إعادة الطلاب والطالبات إلى جامعاتهم وتوفير الحماية لهم، متعهّداً بأن تبقى جامعات سورية "منارة للفكر وحامية للتنوّع الذي تفخر به". في سياق متصل، استقبل وزير داخلية سورية أنس خطاب، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي، وفداً من وجهاء محافظة السويداء وأعيانها، ترأسه المحافظ مصطفى البكور، جرت خلال الاستقبال مناقشة آخر المستجدات المتعلقة بطلاب السويداء، وكيفية توفير نقلهم إلى أماكن دراستهم، بما يضمن استمرار تحصليهم العلمي في ظروف آمنة ومستقرّة.


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
الأمم المتحدة: 4 ملايين شخص فروا من السودان منذ بدء الحرب
أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن نحو أربعة ملايين شخص فروا من السودان منذ بدء الحرب في إبريل/نيسان 2023، واصفة العدد بأنه "كارثي". وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنه في حال استمرار الحرب ، فإن تدفق اللاجئين سيهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي. وأوضحت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، يوجين بيون، في مؤتمر صحافي، أنه "فر أربعة ملايين شخص من السودان إلى الدول المجاورة منذ بدء الحرب التي دخلت عامها الثالث". أضافت أنها "محطة كارثية في أزمة النزوح الأخطر في العالم"، مؤكدة أنه "إذا استمر النزاع، فسيستمر آلاف الأشخاص في الفرار، ما يُعرّض الاستقرار الإقليمي والعالمي للخطر". ويشهد السودان ثالث أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة، منذ إبريل/نيسان 2023، حرباً مدمرة اندلعت على خلفية صراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب عام 2021، ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو. وأدت الحرب إلى سقوط عشرات آلاف القتلى وتشريد 13 مليون نسمة، فيما تعاني بعض المناطق مجاعة، وسط "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم، بحسب الأمم المتحدة. وأظهرت أرقام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 4,003,385 شخصاً فروا من السودان لاجئين وطالبي لجوء وعائدين إلى بلدانهم حتى أمس الاثنين. من بين هؤلاء، فرّ 1.5 مليون شخص إلى مصر، وأكثر من 1.1 مليون إلى جنوب السودان، بينهم حوالى 800 ألف عائد كانوا لاجئين في السودان، وأكثر من 850 ألفاً إلى تشاد. كذلك تحدثت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن حالة طوارئ إنسانية متفاقمة في شرق تشاد، وقد ازداد عدد اللاجئين السودانيين أكثر من ثلاث مرات منذ اندلاع الحرب. وكانت البلاد تستضيف أكثر من 400 ألف لاجئ سوداني قبل بدء النزاع، وتجاوز العدد حالياً 1.2 مليون. وأكد منسق المفوضية الرئيسي للوضع في تشاد، دوسو باتريس أهوانسو، متحدثاً من أمجراس في شرق البلاد، أن هذا الواقع يرتب "ضغطاً غير محتمل على قدرة تشاد على الاستجابة". أضاف أن تدفق اللاجئين عبر الحدود مستمر منذ أواخر إبريل/نيسان عقب هجمات عنيفة في منطقة شمال دارفور في السودان، بينها هجمات على مخيمات نازحين. أضاف أنه في شهر واحد فقط، وصل 68,556 لاجئاً إلى محافظتي وادي فيرا وإنيدي في شرق تشاد، بمعدل 1400 شخص يعبرون الحدود يومياً في الأيام الأخيرة. صحة التحديثات الحية مستشفيات السودان... نفاد الأوكسجين يهدّد حياة آلاف المرضى وقال أهوانسو: "هؤلاء المدنيون يفرون مذعورين، وكثر منهم تحت القصف، ويجتازون نقاط تفتيش مسلحة ويتعرضون لعمليات ابتزاز وقيود صارمة تفرضها الجماعات المسلحة". أضاف أن الاستجابة الطارئة يعوقها "نقص خطير في التمويل"، فيما يعيش أشخاص في ملاجئ في ظروف "مروعة"، ويتعرض عشرات الآلاف لظروف جوية قاسية وانعدام الأمن ونقص المياه. وأكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن هناك "حاجة ملحة" لأن يعترف المجتمع الدولي "بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يتعرض لها السودان ويعمل على القضاء عليها". أضاف: "من دون زيادة كبيرة في التمويل، لا يمكن تقديم المساعدات المنقذة للحياة بالحجم والسرعة المطلوبين". وأدت الحرب إلى تقسيم السودان إلى قسمين، حيث يسيطر الجيش على الوسط والشرق والشمال، فيما تسيطر قوات الدعم السريع وحلفاؤها على معظم منطقة دارفور وأجزاء من الجنوب. (فرانس برس)


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
اللاجئون السودانيون... أقصى الطموح كسرة خبز في عيد الأضحى
يستقبل اللاجئون والنازحون السودانيّون عيد الأضحى هذا العام، وهم من الفئات الأشد حزناً وألماً وقهراً، حيث يقبعون تحت خيامٍ مهترئة في مخيمات النزوح الداخلي وفي مخيمات اللجوء، يتضوّرون جوعاً ويشكون المرض والفقر. يتوقون إلى اليوم الذي تتوقف فيه الحرب وتنتهي رحلة معاناتهم المستمرة منذ أكثر من عامين. يفتقد اللاجئون الذين قطعوا مئات الأميال وعبروا حدود دول الجوار، أي إحساس برائحة العيد ونكهة الفرح، تماماً كما أولئك الذين صمدوا في مخيمات الداخل. ترى سامية كوكو من مخيم "مِجِي" الواقع شرق تشاد ، أن "العيد ذكرى مؤلمة" لحياتها التي كانت تعيشها وسط أسرتها في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، حيث وقعت أسوأ مجازر بشرية مروّعة راح ضحيتها منذ بداية اندلاع الحرب في منتصف إبريل/نيسان 2023، عشرات آلاف الضحايا، من بينهم 10 إلى 15 ألف قتيل في مدينة واحدة بدارفور، بحسب خبراء الأمم المتحدة، وهو ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية العام الماضي (2024). تقول سامية لـ"العربي الجديد": "فقدتُ ثلاثة من أشقائي، أحدهم قُتل في مدينة الجنينة، والثاني قُتل في العاصمة الخرطوم، والثالث انقطعت أخباره وسُجّل في عداد مفقودي الحرب". واضطرّت سامية وباقي أفراد أسرتها إلى قطع المسافة بين مدينة الجنينة والحدود التشادية، سيراً على الأقدام، إلى أن وصلوا إلى مخيم "مِجِي" الذي يقع وسط منطقة قاحلة شبه صحراوية تفتقر لكل الخدمات الضرورية للحياة. تتابع سامية: "نعيش في مخيم لا توجد فيه سوق لشراء خراف الأضاحي أو ملابس العيد، كل همنا الحصول على مياه الشرب وقطعة خبز نسدّ بها رمق الجوع الذي يقبع بين ضلوع الأطفال والنساء لأكثر من عامين. أمّا العيد فأصبح يمثل ذكرى حزن وألم يعتصر قلوبنا. نبكي عندما نجتمع، إذ ليس بيننا مَن لم يُقتل أفراد من أسرته. أرجأنا الفرح والاحتفالات بالأعياد إلى أن تتوقف الحرب وتُضمّد الجراح وتجفّ المآقي من الدموع، وقتها نستطيع أن نحتفل بالعيد ونتذوق طعم شيّ الأضاحي وغيرها، كما كنا نفعل". وتستطرد سامية بالقول: "لا تملك الأسر في مخيم مِجِي أي وسيلة دخل، وتعتمد كليّاً على المساعدات النقدية المقدّمة من برنامج الأغذية العالمي، والتي تعادل قيمتها نحو 22 ألف جنيه سوداني للفرد الواحد، أي أقل من 10 دولارات أميركيّة (الدولار الواحد يساوي نحو 2790 جنيها سودانيا). وحتى هذه المساعدات، رغم محدوديّتها، توقفت في شهر مارس/آذار الماضي، وتبحث النساء والأطفال حاليّاً عن كسرة خبز وقطرة ماء في المخيم الذي لا تتوفر فيه مصادر مياه الشرب، وتختفي أي فرحة بقدوم العيد. الجميع يشعر بالجوع والعطش، وما زالت مشاهد الموت ترافق الجميع". لجوء واغتراب التحديثات الحية الأمم المتحدة: 4 ملايين شخص فروا من السودان منذ بدء الحرب من جهتها، تصف فاطمة إسحاق من مخيم "أبو تنقي" شرق تشاد، مشاعرها بالمأساوية، وتقول لـ"العربي الجديد": "قطعنا المسافة بين تشاد والسودان سيراً على الأقدام، البعض منا ترك جثث أفراد أسرته في العراء، وآخرون دفنوا آباءهم وأمهاتهم الذين قضوا أثناء رحلة الفرار، في قبور ضحلة بالثياب الممزقة التي كانوا يرتدونها، وحاليّاً نقيم في خيمٍ مهترئة صنعناها من المواد المحلية، من العشب وخشب الأشجار، فيما ننام على الأرض، لا نملك أسِرّة ولا فرشاً ولا بطانيات، وقلة منا تمتلك مشمعات بلاستيكية تغفو عليها خلال الصيف وتكتسي بها من البرد خلال الشتاء". تضيف فاطمة: "لا نشعر بالعي د إطلاقاً، ولا توجد أي تجهيزات في المخيم. نحتاج للطعام ومياه الشرب، والأهم نتوق للأمان. نحن النساء لو خرجنا من المخيم لجمع الحطب أو لجلب الماء نتعرض للاغتصاب من سكان القرى المجاورة. حياتنا مهدّدة كما كانت في السودان". بالوتيرة ذاتها، يتحدّث الصادق آدم، الأب لثلاث فتيات وخمسة أولاد، قائلاً لـ"العربي الجديد": "قُتل شقيقي الأكبر وثلاثة من أبناء أعمامي، حُرقت قريتنا بالكامل في ولاية وسط دارفور، ولم نتمكن من الوصول إلى تشاد إلا بعدما انقطعت أنفاسنا، إذ قضينا 45 يوماً نسير على أقدامنا، وعندما وصلنا إلى الحدود كنا نشتهي الطعام الذي حُرمنا منه لأيامٍ عدة، بينما كنا نتقاسم مياه الشرب بكوب الشاي، حتى لا ننقطع من المياه قبل وصولنا لأقرب منطقة سكنية". ويشرح الصادق، وهو اللاجئ حاليّاً في مخيم "علاشا" شرق تشاد، أنّ أوضاع اللاجئين لا تسمح لهم بتذكّر العيد نهائيّاً، "ما زلنا كلما اجتمعنا نستذكر أحبّة فقدناهم، وتغلبنا الدموع والبكاء الشديد، لذلك فإنّ العيد بالنسبة لنا هو يوم للحزن وليس يوماً للفرح. الألم والأسى يعتصران قلوبنا، نرى أطفالنا يتضوّرون جوعاً كل يوم، ولا نجد طعاماً لهم". بدوره، يصف يعقوب جبريل من مخيم "أم خروبة" شرق تشاد، أوضاع اللاجئين بأنها غير مناسبة للاحتفال، ويقول لـ"العربي الجديد": "نعاني القهر والجوع، وأقصى طموحنا الحصول على قطعة خبز، فكيف لنا أن نفكر في ذبح الأضاحي وتوزيع الكعك والحلويات. هذا ترف لا نطمح إليه طالما نقبع في مخيمات اللجوء. أملنا الوحيد أن تتوقف الحرب، وأن نعود لأهلنا وديارنا لنحتفل بالأعياد معاً". أجبرتهنّ الحرب على مرارة النزوح، 11 فبراير 2025 (فرانس برس) ويشير يعقوب إلى أن المخيمات بحد ذاتها غير مُصمّمة لخلق بهجة في العيد، ويضيف: "لا توجد أسواق في المخيمات تُعرض فيها خراف الأضاحي وحلويات العيد والملابس الجديدة، ليس هناك من يخاطر بنقل تجارته إلى المخيمات التي تفتقر لأبسط مقوّمات الحياة. فقد هربنا من أهوال الحرب والقتل ووجدنا أنفسنا في مخيمات معزولة، غير متصلة بالحياة. لذلك من الاستحالة أن تجد لاجئاً يستعدّ للاحتفال بالعيد". أمّا سمر عبد المتعال، التي نزحت بدايةً إلى مخيم "زمزم" القريب من مدينة الفاشر بإقليم دارفور، والتي تتعرّض لحصار مُحكم من قوات الدعم السريع، فتقول لـ"العربي الجديد": "ليست المرة الأولى التي أُحرم فيها طعم العيد، فمنذ أن غادرنا قريتنا ونزحنا داخليّاً إلى مخيم "زمزم" قبل أن تجتاحه قوات الدعم السريع في إبريل/نيسان الماضي، فقدتُ الإحساس بالعيد تماماً". وتضيف سمر، اللاجئة حاليّاً في مخيمٍ صغير يقع غرب كمبالا، عاصمة أوغندا، أنّ "اللاجئين يبحثون عن المواد الغذائية في ظل نفاد مدخراتهم وعدم وجود فرص عمل في أوغندا، لذلك فإنّ الاحتفالات بالعيد وإنفاق الأموال في شراء الأضاحي هي ترف لا طاقة لهم عليه". تحلم سمر بنهاية قريبة للحرب، كي تعود إلى قريتها في السودان، حيث ستعاود زرع أرضها ومشاركة جيرانها وأسرتها فرحتها بالعيد، بالطريقة التي كانوا يحتفلون بها سابقاً. وتضيف بغصّةٍ وبكاءٍ صامت: "قبل سنوات كانت لدينا أرض نزرعها وكانت لدينا ماشية نضحّي بها، كانت حالنا مستورة، واليوم تفرّقنا بين المنافي؛ والدي وإخوتي في تشاد وأنا وشقيقتي ووالدتنا في أوغندا وشقيقاتي المتزوجات نزحن إلى منطقة جبل مرة، هرباً من انتهاكات قوات الدعم السريع". وتختم بالقول: "أشتاق لجمع أسرتنا كما كنا في السابق، وأحلم بأن يأتي العيد المقبل ونحن معاً، نخرج لصلاة العيد ونعود إلى منزلنا حيث نوزّع الحلوى على الجيران". لا مجال للفرح والعيد، 11 فبراير 2025 (فرانس برس) لا يقلّ حزن زُحل خميس من مخيم "كلمة"، القريب من مدينة نيالا بإقليم دارفور، عن باقي أحزان اللاجئين والنازحين، وتقول لـ"العربي الجديد": "لم نقم بأيّ تجهيزات لعيد الأضحى، حيث إن العائلات النازحة في المخيم والتي يتجاوز عددها ستين ألف عائلة، ستهرع لشراء الطعام والدواء، في حال توفرت الأموال والمساعدات". وتخبر أنّ "النازحين لا يعملون، إنما خسروا ممتلكاتهم ومدخراتهم قبل وصولهم إلى المخيم، وبينهم أسر نازحة منذ اندلاع الحرب في إقليم دارفور في عام 2003، ولحقت بهم عائلات نازحة فرّت من تداعيات حرب العام 2023. ولولا بعض التكايا التي تقدم فيها وجبات بسيطة لكان الآلاف لقوا حتفهم نتيجة الجوع الشديد. الجميع يريد الطعام لا الفرح حاليّاً، ونتمنى أن تتوقف الحرب لنعود إلى حياتنا السابقة". وتشير زُحل إلى "معاناة 779 طفلاً من سوء التغذية في مخيم "كلمة"، وتقول: "لو وجدنا الأموال لاشترينا لهم الطعام عوض ذبح الأضاحي وشراء الملابس الجديدة". قضايا وناس التحديثات الحية الأضحى في المغرب... مجدداً "عيدنا فلسطيني" ومن المفارقة أن النازحين بالداخل واللاجئين بالخارج، يشتركون في عزوفهم عن الاحتفال بالعيد، ويقاسون سوء الأوضاع المالية والحزن على فقدان أحبّةٍ وأقارب. وتصف سامية كوكو الوضع في عشرين مخيماً في تشاد بـ"المُزري"، وتقول لـ"العربي الجديد": "بعد توقف الإعانات النقدية منذ ثلاثة أشهر، وصلتنا خطابات بوقف الإعانات رسمياً، وهو ما يعني الحكم على آلاف النساء والأطفال بالموت جوعاً، وفي مثل هذه الظروف القاهرة، لا يفكر اللاجئون إلا في قطعة خبزٍ ويحلمون بانتهاء الحرب والعودة إلى قراهم ومدنهم وحياتهم الطبيعية". بالنسبة للسودانيّين الذين تشتتوا في المنافي وفي خيام النزوح الداخلي، لم تعد للحياة برمّتها أي قيمة، إلا إذا اقترنت بأمل العودة لديارهم والعيش بكرامة عوض الذلّ والإهانة، وفق قول سامية، التي ترى أنّ "العيد بالنسبة لآلاف اللاجئين فقدَ نكهته وطعمه. إذ إن آلاف النساء والأطفال يفترشون أرض المخيمات ليلاً، حيث لا توجد أي مستلزمات للحياة ولا مدارس ولا مستشفيات في أغلب المخيمات، وهو ما يجعل التفكير في العيد وتجهيز الأضاحي أمراً في غاية الاستحالة للاجئين يعيشون هذه الظروف المريرة".