logo
اللاجئون السودانيون... أقصى الطموح كسرة خبز في عيد الأضحى

اللاجئون السودانيون... أقصى الطموح كسرة خبز في عيد الأضحى

العربي الجديدمنذ 5 ساعات

يستقبل اللاجئون والنازحون السودانيّون عيد الأضحى هذا العام، وهم من الفئات الأشد حزناً وألماً وقهراً، حيث يقبعون تحت خيامٍ مهترئة في مخيمات النزوح الداخلي وفي
مخيمات
اللجوء، يتضوّرون جوعاً ويشكون المرض والفقر. يتوقون إلى اليوم الذي تتوقف فيه الحرب وتنتهي رحلة معاناتهم المستمرة منذ أكثر من عامين.
يفتقد اللاجئون الذين قطعوا مئات الأميال وعبروا حدود دول الجوار، أي إحساس برائحة العيد ونكهة الفرح، تماماً كما أولئك الذين صمدوا في مخيمات الداخل. ترى سامية كوكو من مخيم "مِجِي" الواقع شرق
تشاد
، أن "العيد ذكرى مؤلمة" لحياتها التي كانت تعيشها وسط أسرتها في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، حيث وقعت أسوأ مجازر بشرية مروّعة راح ضحيتها منذ بداية اندلاع
الحرب
في منتصف إبريل/نيسان 2023، عشرات آلاف الضحايا، من بينهم 10 إلى 15 ألف قتيل في مدينة واحدة بدارفور، بحسب خبراء الأمم المتحدة، وهو ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية العام الماضي (2024).
تقول سامية لـ"العربي الجديد": "فقدتُ ثلاثة من أشقائي، أحدهم قُتل في مدينة الجنينة، والثاني قُتل في العاصمة الخرطوم، والثالث انقطعت أخباره وسُجّل في عداد مفقودي الحرب". واضطرّت سامية وباقي أفراد أسرتها إلى قطع المسافة بين مدينة الجنينة والحدود التشادية، سيراً على الأقدام، إلى أن وصلوا إلى مخيم "مِجِي" الذي يقع وسط منطقة قاحلة شبه صحراوية تفتقر لكل الخدمات الضرورية للحياة. تتابع سامية: "نعيش في مخيم لا توجد فيه سوق لشراء خراف الأضاحي أو ملابس العيد، كل همنا الحصول على مياه الشرب وقطعة خبز نسدّ بها رمق الجوع الذي يقبع بين ضلوع الأطفال والنساء لأكثر من عامين. أمّا العيد فأصبح يمثل ذكرى حزن وألم يعتصر قلوبنا. نبكي عندما نجتمع، إذ ليس بيننا مَن لم يُقتل أفراد من أسرته. أرجأنا الفرح والاحتفالات بالأعياد إلى أن تتوقف الحرب وتُضمّد الجراح وتجفّ المآقي من الدموع، وقتها نستطيع أن نحتفل بالعيد ونتذوق طعم شيّ الأضاحي وغيرها، كما كنا نفعل".
وتستطرد سامية بالقول: "لا تملك الأسر في مخيم مِجِي أي وسيلة دخل، وتعتمد كليّاً على المساعدات النقدية المقدّمة من برنامج الأغذية العالمي، والتي تعادل قيمتها نحو 22 ألف جنيه سوداني للفرد الواحد، أي أقل من 10 دولارات أميركيّة (الدولار الواحد يساوي نحو 2790 جنيها سودانيا). وحتى هذه المساعدات، رغم محدوديّتها، توقفت في شهر مارس/آذار الماضي، وتبحث النساء والأطفال حاليّاً عن كسرة خبز وقطرة ماء في المخيم الذي لا تتوفر فيه مصادر مياه الشرب، وتختفي أي فرحة بقدوم العيد. الجميع يشعر بالجوع والعطش، وما زالت مشاهد الموت ترافق الجميع".
لجوء واغتراب
التحديثات الحية
الأمم المتحدة: 4 ملايين شخص فروا من السودان منذ بدء الحرب
من جهتها، تصف فاطمة إسحاق من مخيم "أبو تنقي" شرق تشاد، مشاعرها بالمأساوية، وتقول لـ"العربي الجديد": "قطعنا المسافة بين تشاد والسودان سيراً على الأقدام، البعض منا ترك جثث أفراد أسرته في العراء، وآخرون دفنوا آباءهم وأمهاتهم الذين قضوا أثناء رحلة الفرار، في قبور ضحلة بالثياب الممزقة التي كانوا يرتدونها، وحاليّاً نقيم في خيمٍ مهترئة صنعناها من المواد المحلية، من العشب وخشب الأشجار، فيما ننام على الأرض، لا نملك أسِرّة ولا فرشاً ولا بطانيات، وقلة منا تمتلك مشمعات بلاستيكية تغفو عليها خلال الصيف وتكتسي بها من البرد خلال الشتاء".
تضيف فاطمة: "لا نشعر
بالعي
د إطلاقاً، ولا توجد أي تجهيزات في المخيم. نحتاج للطعام ومياه الشرب، والأهم نتوق للأمان. نحن النساء لو خرجنا من المخيم لجمع الحطب أو لجلب الماء نتعرض للاغتصاب من سكان القرى المجاورة. حياتنا مهدّدة كما كانت في السودان".
بالوتيرة ذاتها، يتحدّث الصادق آدم، الأب لثلاث فتيات وخمسة أولاد، قائلاً لـ"العربي الجديد": "قُتل شقيقي الأكبر وثلاثة من أبناء أعمامي، حُرقت قريتنا بالكامل في ولاية وسط دارفور، ولم نتمكن من الوصول إلى تشاد إلا بعدما انقطعت أنفاسنا، إذ قضينا 45 يوماً نسير على أقدامنا، وعندما وصلنا إلى الحدود كنا نشتهي الطعام الذي حُرمنا منه لأيامٍ عدة، بينما كنا نتقاسم مياه الشرب بكوب الشاي، حتى لا ننقطع من المياه قبل وصولنا لأقرب منطقة سكنية".
ويشرح الصادق، وهو اللاجئ حاليّاً في مخيم "علاشا" شرق تشاد، أنّ أوضاع اللاجئين لا تسمح لهم بتذكّر العيد نهائيّاً، "ما زلنا كلما اجتمعنا نستذكر أحبّة فقدناهم، وتغلبنا الدموع والبكاء الشديد، لذلك فإنّ العيد بالنسبة لنا هو يوم للحزن وليس يوماً للفرح. الألم والأسى يعتصران قلوبنا، نرى أطفالنا يتضوّرون جوعاً كل يوم، ولا نجد طعاماً لهم".
بدوره، يصف يعقوب جبريل من مخيم "أم خروبة" شرق تشاد، أوضاع اللاجئين بأنها غير مناسبة للاحتفال، ويقول لـ"العربي الجديد": "نعاني القهر والجوع، وأقصى طموحنا الحصول على قطعة خبز، فكيف لنا أن نفكر في ذبح الأضاحي وتوزيع الكعك والحلويات. هذا ترف لا نطمح إليه طالما نقبع في مخيمات اللجوء. أملنا الوحيد أن تتوقف الحرب، وأن نعود لأهلنا وديارنا لنحتفل بالأعياد معاً".
أجبرتهنّ الحرب على مرارة النزوح، 11 فبراير 2025 (فرانس برس)
ويشير يعقوب إلى أن المخيمات بحد ذاتها غير مُصمّمة لخلق بهجة في العيد، ويضيف: "لا توجد أسواق في المخيمات تُعرض فيها خراف الأضاحي وحلويات العيد والملابس الجديدة، ليس هناك من يخاطر بنقل تجارته إلى المخيمات التي تفتقر لأبسط مقوّمات الحياة. فقد هربنا من أهوال الحرب والقتل ووجدنا أنفسنا في مخيمات معزولة، غير متصلة بالحياة. لذلك من الاستحالة أن تجد لاجئاً يستعدّ للاحتفال بالعيد".
أمّا سمر عبد المتعال، التي نزحت بدايةً إلى مخيم "زمزم" القريب من مدينة الفاشر بإقليم دارفور، والتي تتعرّض لحصار مُحكم من قوات الدعم السريع، فتقول لـ"العربي الجديد": "ليست المرة الأولى التي أُحرم فيها طعم العيد، فمنذ أن غادرنا قريتنا ونزحنا داخليّاً إلى مخيم "زمزم" قبل أن تجتاحه قوات الدعم السريع في إبريل/نيسان الماضي، فقدتُ الإحساس بالعيد تماماً". وتضيف سمر، اللاجئة حاليّاً في مخيمٍ صغير يقع غرب كمبالا، عاصمة أوغندا، أنّ "اللاجئين يبحثون عن المواد الغذائية في ظل نفاد مدخراتهم وعدم وجود فرص عمل في أوغندا، لذلك فإنّ الاحتفالات بالعيد وإنفاق الأموال في شراء الأضاحي هي ترف لا طاقة لهم عليه".
تحلم سمر بنهاية قريبة للحرب، كي تعود إلى قريتها في السودان، حيث ستعاود زرع أرضها ومشاركة جيرانها وأسرتها فرحتها بالعيد، بالطريقة التي كانوا يحتفلون بها سابقاً. وتضيف بغصّةٍ وبكاءٍ صامت: "قبل سنوات كانت لدينا أرض نزرعها وكانت لدينا ماشية نضحّي بها، كانت حالنا مستورة، واليوم تفرّقنا بين المنافي؛ والدي وإخوتي في تشاد وأنا وشقيقتي ووالدتنا في أوغندا وشقيقاتي المتزوجات نزحن إلى منطقة جبل مرة، هرباً من انتهاكات قوات الدعم السريع". وتختم بالقول: "أشتاق لجمع أسرتنا كما كنا في السابق، وأحلم بأن يأتي العيد المقبل ونحن معاً، نخرج لصلاة العيد ونعود إلى منزلنا حيث نوزّع الحلوى على الجيران".
لا مجال للفرح والعيد، 11 فبراير 2025 (فرانس برس)
لا يقلّ حزن زُحل خميس من مخيم "كلمة"، القريب من مدينة نيالا بإقليم دارفور، عن باقي أحزان اللاجئين والنازحين، وتقول لـ"العربي الجديد": "لم نقم بأيّ تجهيزات لعيد الأضحى، حيث إن العائلات النازحة في المخيم والتي يتجاوز عددها ستين ألف عائلة، ستهرع لشراء الطعام والدواء، في حال توفرت الأموال والمساعدات". وتخبر أنّ "النازحين لا يعملون، إنما خسروا ممتلكاتهم ومدخراتهم قبل وصولهم إلى المخيم، وبينهم أسر نازحة منذ اندلاع الحرب في إقليم دارفور في عام 2003، ولحقت بهم عائلات نازحة فرّت من تداعيات حرب العام 2023. ولولا بعض التكايا التي تقدم فيها وجبات بسيطة لكان الآلاف لقوا حتفهم نتيجة الجوع الشديد. الجميع يريد الطعام لا الفرح حاليّاً، ونتمنى أن تتوقف الحرب لنعود إلى حياتنا السابقة". وتشير زُحل إلى "معاناة 779 طفلاً من سوء التغذية في مخيم "كلمة"، وتقول: "لو وجدنا الأموال لاشترينا لهم الطعام عوض ذبح الأضاحي وشراء الملابس الجديدة".
قضايا وناس
التحديثات الحية
الأضحى في المغرب... مجدداً "عيدنا فلسطيني"
ومن المفارقة أن النازحين بالداخل واللاجئين بالخارج، يشتركون في عزوفهم عن الاحتفال بالعيد، ويقاسون سوء الأوضاع المالية والحزن على فقدان أحبّةٍ وأقارب. وتصف سامية كوكو الوضع في عشرين مخيماً في تشاد بـ"المُزري"، وتقول لـ"العربي الجديد": "بعد توقف الإعانات النقدية منذ ثلاثة أشهر، وصلتنا خطابات بوقف الإعانات رسمياً، وهو ما يعني الحكم على آلاف النساء والأطفال بالموت جوعاً، وفي مثل هذه الظروف القاهرة، لا يفكر اللاجئون إلا في قطعة خبزٍ ويحلمون بانتهاء الحرب والعودة إلى قراهم ومدنهم وحياتهم الطبيعية".
بالنسبة للسودانيّين الذين تشتتوا في المنافي وفي خيام النزوح الداخلي، لم تعد للحياة برمّتها أي قيمة، إلا إذا اقترنت بأمل العودة لديارهم والعيش بكرامة عوض الذلّ والإهانة، وفق قول سامية، التي ترى أنّ "العيد بالنسبة لآلاف اللاجئين فقدَ نكهته وطعمه. إذ إن آلاف النساء والأطفال يفترشون أرض المخيمات ليلاً، حيث لا توجد أي مستلزمات للحياة ولا مدارس ولا مستشفيات في أغلب المخيمات، وهو ما يجعل التفكير في العيد وتجهيز الأضاحي أمراً في غاية الاستحالة للاجئين يعيشون هذه الظروف المريرة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سياسة إسرائيلية.. مراكز المساعدات تتحول إلى 'مصائد الموت'
سياسة إسرائيلية.. مراكز المساعدات تتحول إلى 'مصائد الموت'

القدس العربي

timeمنذ 39 دقائق

  • القدس العربي

سياسة إسرائيلية.. مراكز المساعدات تتحول إلى 'مصائد الموت'

غزة: في مشهد يكشف 'مصائد الموت' التي يُستدرج إليها الفلسطينيون أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات المزعومة، يروي الفلسطيني عبد العزيز أبو روك لحظات مروعة عاشها فجر السبت قرب مركز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة. فقد استهدف الجيش الإسرائيلي مجموعة من الفلسطينيين المُجوّعين بنحو 3 قذائف مدفعية بعدما طلب منهم التقدم نحو المركز لاستلام المساعدات. بعدها بدقائق، طلب من مجموعة ثانية التقدم ليبدأ بإطلاق النيران العشوائية صوبهم بقصد قتلهم في حين أنه لم يوزع أي طرد غذائي على من نجا، وفق قول أبو روك. وحذرت مراكز حقوقية فلسطينية بشكل متكرر من مراكز توزيع المساعدات المدعومة من تل أبيب وواشنطن، والتي تحولت إلى 'مصائد للموت' يتم فيها استهداف الفلسطينيين وقتلهم بشكل متعمد. ويقول الفلسطينيون إنهم يسلكون هذا الطريق المحفوف بالمخاطر، وسط انعدام الخيارات للحصول على الطعام في ظل مجاعة تهدد حياة أطفالهم بالموت. وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لأكثر من 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع. وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت إسرائيل في 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ مخطط مشبوه لـ'توزيع مساعدات'، عبر ما تُسمى 'مؤسسة غزة الإنسانية' المدعومة إسرائيليا وأمريكيا. وتتم عملية التوزيع وفق آلية وُصفت من منظمات حقوقية وأممية بأنها 'مهينة ومذلة'، حيث يُجبر المحتاجون على المرور داخل أقفاص حديدية مغلّفة بأسلاك شائكة، في مشهد شبّهه مراقبون بممارسات 'الغيتوهات النازية' في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية. ولم تسمح تل أبيب إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى مُنقذ للحياة. 'عادت شهيدة' الشاب الفلسطيني المصاب عدي أبو شاب، قال، وهو على سرير العلاج في أحد مستشفيات قطاع غزة، إن والدته خرجت للحصول على طرد غذائي من المساعدات الأمريكية الإسرائيلية، إلا أنها عادت 'شهيدة'. وأضاف أنها المرة الأولى التي تخرج فيه والدته للحصول على المساعدات، إلا أنها عادت 'شهيدة' بعدما أصيب بشظايا قذائف إسرائيلية قرب مركز توزيع المساعدات. وأوضح أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمد قتل شقيق والدته الذي كان بصحبتها حينما حاول إنقاذها وإسعافها حيث أطلق النار باتجاهه فأصابه في رأسه بشكل مباشر. وعاش الفلسطيني المصاب أبو شاب صدمة حينما علم نبأ مقتل والدته حيث ودعها بمشهد مؤثر، تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي مقطع الفيديو المتداول ظهر أبو شاب وهو يُنقل على سرير الإصابة، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على والدته، وخاطبها قائلا: 'وينك يا أمي تعالي يا حبيبتي'. وما إن اقترب منها حنى بدأ بالصراخ والبكاء، مطالبا من حوله بمساعدته على النزول من السرير ليمنح والدته حضنا أخيرا قبل الفراق الأبدي. أفخاخ الموت الفلسطيني أبو روك، الذي كان برفقة والدة عدي وشقيقها، قال في شهادته حول الواقعة، إن الفلسطينيين قرب مركز توزيع المساعدات كانوا مقسمين إلى مجموعات ويسيرون ضمن مسار وضحه الجيش. وتابع: 'بعدما اقتربنا نحو 200 متر من مركز توزيع المساعدات غرب رفح، بدأ الجيش بالمناداة على المجموعة الأولى بالاقتراب، حيث تم قصفهم بداية بـ3 قذائف مدفعية'. وأشار إلى أن والدة عدي وشقيقها كانا يتواجدان في المجموعة الأولى، حيث أصيبت والدة عدي بشظايا بترت على إثرها بشكل مباشر قدمها ويدها، فيما أصيب شقيقها برصاص إسرائيلي في رأسه حينما حاول إنقاذها. وتابع أبو روك: 'بعدما قصفوا المجموعة الأولى والشهداء أمامنا، طلبوا من المجموعة الثانية أن تتقدم هي الأخرى'. ليبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك بإطلاق النيران عشوائيا صوب المدنيين الجائعين، وفق قوله. وأشار إلى أنه حاول إنقاذ شقيق 'أم عدي' الذي كان على قيد الحياة في حينه، وسحبه من المنطقة إلى مكان آخر لنقله إلى المستشفى، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترض تلك المحاولات بإطلاق مكثف للنيران لأكثر من نصف ساعة، وفق قوله. وذكر أنه استطاع أخيرا سحب شقيق 'أم عدي' من المنطقة، لكن بعدما فارق الحياة متأثرا بجراحه، لافتا إلى أنه حمله على عربة يجرها حيوان، ومن ثم عاد لسحب جثة 'أم عدي'. واستكمل قائلا: 'في طريقنا إلى المستشفى تم قنص فلسطيني وإصابته في رقبته، لأسحبه أيضا وأنقله للمستشفى عبر العربة'. ووصف أبو روك مراكز توزيع المساعدات بـ'النار والموت الأحمر'، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي لم يوزع- السبت- أي مساعدات حيث كانت 'فخا لقتل الفلسطينيين'. وفي 3 يونيو/ حزيران الجاري، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان إن الجيش الإسرائيلي يحول نقاط توزيع المساعدات إلى 'مصائد لاستهداف المدنيين وإعدامهم ميدانيا'. والسبت، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية من مراكز 'المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية' جنوبي القطاع إلى 110، وعدد المصابين إلى 1000، منذ 27 مايو الماضي. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق، إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر بوقفها صادرة عن محكمة العدل الدولية. وخلفت الإبادة أكثر من 180 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال. (الأناضول)

اللاجئون السودانيون... أقصى الطموح كسرة خبز في عيد الأضحى
اللاجئون السودانيون... أقصى الطموح كسرة خبز في عيد الأضحى

العربي الجديد

timeمنذ 5 ساعات

  • العربي الجديد

اللاجئون السودانيون... أقصى الطموح كسرة خبز في عيد الأضحى

يستقبل اللاجئون والنازحون السودانيّون عيد الأضحى هذا العام، وهم من الفئات الأشد حزناً وألماً وقهراً، حيث يقبعون تحت خيامٍ مهترئة في مخيمات النزوح الداخلي وفي مخيمات اللجوء، يتضوّرون جوعاً ويشكون المرض والفقر. يتوقون إلى اليوم الذي تتوقف فيه الحرب وتنتهي رحلة معاناتهم المستمرة منذ أكثر من عامين. يفتقد اللاجئون الذين قطعوا مئات الأميال وعبروا حدود دول الجوار، أي إحساس برائحة العيد ونكهة الفرح، تماماً كما أولئك الذين صمدوا في مخيمات الداخل. ترى سامية كوكو من مخيم "مِجِي" الواقع شرق تشاد ، أن "العيد ذكرى مؤلمة" لحياتها التي كانت تعيشها وسط أسرتها في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، حيث وقعت أسوأ مجازر بشرية مروّعة راح ضحيتها منذ بداية اندلاع الحرب في منتصف إبريل/نيسان 2023، عشرات آلاف الضحايا، من بينهم 10 إلى 15 ألف قتيل في مدينة واحدة بدارفور، بحسب خبراء الأمم المتحدة، وهو ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية العام الماضي (2024). تقول سامية لـ"العربي الجديد": "فقدتُ ثلاثة من أشقائي، أحدهم قُتل في مدينة الجنينة، والثاني قُتل في العاصمة الخرطوم، والثالث انقطعت أخباره وسُجّل في عداد مفقودي الحرب". واضطرّت سامية وباقي أفراد أسرتها إلى قطع المسافة بين مدينة الجنينة والحدود التشادية، سيراً على الأقدام، إلى أن وصلوا إلى مخيم "مِجِي" الذي يقع وسط منطقة قاحلة شبه صحراوية تفتقر لكل الخدمات الضرورية للحياة. تتابع سامية: "نعيش في مخيم لا توجد فيه سوق لشراء خراف الأضاحي أو ملابس العيد، كل همنا الحصول على مياه الشرب وقطعة خبز نسدّ بها رمق الجوع الذي يقبع بين ضلوع الأطفال والنساء لأكثر من عامين. أمّا العيد فأصبح يمثل ذكرى حزن وألم يعتصر قلوبنا. نبكي عندما نجتمع، إذ ليس بيننا مَن لم يُقتل أفراد من أسرته. أرجأنا الفرح والاحتفالات بالأعياد إلى أن تتوقف الحرب وتُضمّد الجراح وتجفّ المآقي من الدموع، وقتها نستطيع أن نحتفل بالعيد ونتذوق طعم شيّ الأضاحي وغيرها، كما كنا نفعل". وتستطرد سامية بالقول: "لا تملك الأسر في مخيم مِجِي أي وسيلة دخل، وتعتمد كليّاً على المساعدات النقدية المقدّمة من برنامج الأغذية العالمي، والتي تعادل قيمتها نحو 22 ألف جنيه سوداني للفرد الواحد، أي أقل من 10 دولارات أميركيّة (الدولار الواحد يساوي نحو 2790 جنيها سودانيا). وحتى هذه المساعدات، رغم محدوديّتها، توقفت في شهر مارس/آذار الماضي، وتبحث النساء والأطفال حاليّاً عن كسرة خبز وقطرة ماء في المخيم الذي لا تتوفر فيه مصادر مياه الشرب، وتختفي أي فرحة بقدوم العيد. الجميع يشعر بالجوع والعطش، وما زالت مشاهد الموت ترافق الجميع". لجوء واغتراب التحديثات الحية الأمم المتحدة: 4 ملايين شخص فروا من السودان منذ بدء الحرب من جهتها، تصف فاطمة إسحاق من مخيم "أبو تنقي" شرق تشاد، مشاعرها بالمأساوية، وتقول لـ"العربي الجديد": "قطعنا المسافة بين تشاد والسودان سيراً على الأقدام، البعض منا ترك جثث أفراد أسرته في العراء، وآخرون دفنوا آباءهم وأمهاتهم الذين قضوا أثناء رحلة الفرار، في قبور ضحلة بالثياب الممزقة التي كانوا يرتدونها، وحاليّاً نقيم في خيمٍ مهترئة صنعناها من المواد المحلية، من العشب وخشب الأشجار، فيما ننام على الأرض، لا نملك أسِرّة ولا فرشاً ولا بطانيات، وقلة منا تمتلك مشمعات بلاستيكية تغفو عليها خلال الصيف وتكتسي بها من البرد خلال الشتاء". تضيف فاطمة: "لا نشعر بالعي د إطلاقاً، ولا توجد أي تجهيزات في المخيم. نحتاج للطعام ومياه الشرب، والأهم نتوق للأمان. نحن النساء لو خرجنا من المخيم لجمع الحطب أو لجلب الماء نتعرض للاغتصاب من سكان القرى المجاورة. حياتنا مهدّدة كما كانت في السودان". بالوتيرة ذاتها، يتحدّث الصادق آدم، الأب لثلاث فتيات وخمسة أولاد، قائلاً لـ"العربي الجديد": "قُتل شقيقي الأكبر وثلاثة من أبناء أعمامي، حُرقت قريتنا بالكامل في ولاية وسط دارفور، ولم نتمكن من الوصول إلى تشاد إلا بعدما انقطعت أنفاسنا، إذ قضينا 45 يوماً نسير على أقدامنا، وعندما وصلنا إلى الحدود كنا نشتهي الطعام الذي حُرمنا منه لأيامٍ عدة، بينما كنا نتقاسم مياه الشرب بكوب الشاي، حتى لا ننقطع من المياه قبل وصولنا لأقرب منطقة سكنية". ويشرح الصادق، وهو اللاجئ حاليّاً في مخيم "علاشا" شرق تشاد، أنّ أوضاع اللاجئين لا تسمح لهم بتذكّر العيد نهائيّاً، "ما زلنا كلما اجتمعنا نستذكر أحبّة فقدناهم، وتغلبنا الدموع والبكاء الشديد، لذلك فإنّ العيد بالنسبة لنا هو يوم للحزن وليس يوماً للفرح. الألم والأسى يعتصران قلوبنا، نرى أطفالنا يتضوّرون جوعاً كل يوم، ولا نجد طعاماً لهم". بدوره، يصف يعقوب جبريل من مخيم "أم خروبة" شرق تشاد، أوضاع اللاجئين بأنها غير مناسبة للاحتفال، ويقول لـ"العربي الجديد": "نعاني القهر والجوع، وأقصى طموحنا الحصول على قطعة خبز، فكيف لنا أن نفكر في ذبح الأضاحي وتوزيع الكعك والحلويات. هذا ترف لا نطمح إليه طالما نقبع في مخيمات اللجوء. أملنا الوحيد أن تتوقف الحرب، وأن نعود لأهلنا وديارنا لنحتفل بالأعياد معاً". أجبرتهنّ الحرب على مرارة النزوح، 11 فبراير 2025 (فرانس برس) ويشير يعقوب إلى أن المخيمات بحد ذاتها غير مُصمّمة لخلق بهجة في العيد، ويضيف: "لا توجد أسواق في المخيمات تُعرض فيها خراف الأضاحي وحلويات العيد والملابس الجديدة، ليس هناك من يخاطر بنقل تجارته إلى المخيمات التي تفتقر لأبسط مقوّمات الحياة. فقد هربنا من أهوال الحرب والقتل ووجدنا أنفسنا في مخيمات معزولة، غير متصلة بالحياة. لذلك من الاستحالة أن تجد لاجئاً يستعدّ للاحتفال بالعيد". أمّا سمر عبد المتعال، التي نزحت بدايةً إلى مخيم "زمزم" القريب من مدينة الفاشر بإقليم دارفور، والتي تتعرّض لحصار مُحكم من قوات الدعم السريع، فتقول لـ"العربي الجديد": "ليست المرة الأولى التي أُحرم فيها طعم العيد، فمنذ أن غادرنا قريتنا ونزحنا داخليّاً إلى مخيم "زمزم" قبل أن تجتاحه قوات الدعم السريع في إبريل/نيسان الماضي، فقدتُ الإحساس بالعيد تماماً". وتضيف سمر، اللاجئة حاليّاً في مخيمٍ صغير يقع غرب كمبالا، عاصمة أوغندا، أنّ "اللاجئين يبحثون عن المواد الغذائية في ظل نفاد مدخراتهم وعدم وجود فرص عمل في أوغندا، لذلك فإنّ الاحتفالات بالعيد وإنفاق الأموال في شراء الأضاحي هي ترف لا طاقة لهم عليه". تحلم سمر بنهاية قريبة للحرب، كي تعود إلى قريتها في السودان، حيث ستعاود زرع أرضها ومشاركة جيرانها وأسرتها فرحتها بالعيد، بالطريقة التي كانوا يحتفلون بها سابقاً. وتضيف بغصّةٍ وبكاءٍ صامت: "قبل سنوات كانت لدينا أرض نزرعها وكانت لدينا ماشية نضحّي بها، كانت حالنا مستورة، واليوم تفرّقنا بين المنافي؛ والدي وإخوتي في تشاد وأنا وشقيقتي ووالدتنا في أوغندا وشقيقاتي المتزوجات نزحن إلى منطقة جبل مرة، هرباً من انتهاكات قوات الدعم السريع". وتختم بالقول: "أشتاق لجمع أسرتنا كما كنا في السابق، وأحلم بأن يأتي العيد المقبل ونحن معاً، نخرج لصلاة العيد ونعود إلى منزلنا حيث نوزّع الحلوى على الجيران". لا مجال للفرح والعيد، 11 فبراير 2025 (فرانس برس) لا يقلّ حزن زُحل خميس من مخيم "كلمة"، القريب من مدينة نيالا بإقليم دارفور، عن باقي أحزان اللاجئين والنازحين، وتقول لـ"العربي الجديد": "لم نقم بأيّ تجهيزات لعيد الأضحى، حيث إن العائلات النازحة في المخيم والتي يتجاوز عددها ستين ألف عائلة، ستهرع لشراء الطعام والدواء، في حال توفرت الأموال والمساعدات". وتخبر أنّ "النازحين لا يعملون، إنما خسروا ممتلكاتهم ومدخراتهم قبل وصولهم إلى المخيم، وبينهم أسر نازحة منذ اندلاع الحرب في إقليم دارفور في عام 2003، ولحقت بهم عائلات نازحة فرّت من تداعيات حرب العام 2023. ولولا بعض التكايا التي تقدم فيها وجبات بسيطة لكان الآلاف لقوا حتفهم نتيجة الجوع الشديد. الجميع يريد الطعام لا الفرح حاليّاً، ونتمنى أن تتوقف الحرب لنعود إلى حياتنا السابقة". وتشير زُحل إلى "معاناة 779 طفلاً من سوء التغذية في مخيم "كلمة"، وتقول: "لو وجدنا الأموال لاشترينا لهم الطعام عوض ذبح الأضاحي وشراء الملابس الجديدة". قضايا وناس التحديثات الحية الأضحى في المغرب... مجدداً "عيدنا فلسطيني" ومن المفارقة أن النازحين بالداخل واللاجئين بالخارج، يشتركون في عزوفهم عن الاحتفال بالعيد، ويقاسون سوء الأوضاع المالية والحزن على فقدان أحبّةٍ وأقارب. وتصف سامية كوكو الوضع في عشرين مخيماً في تشاد بـ"المُزري"، وتقول لـ"العربي الجديد": "بعد توقف الإعانات النقدية منذ ثلاثة أشهر، وصلتنا خطابات بوقف الإعانات رسمياً، وهو ما يعني الحكم على آلاف النساء والأطفال بالموت جوعاً، وفي مثل هذه الظروف القاهرة، لا يفكر اللاجئون إلا في قطعة خبزٍ ويحلمون بانتهاء الحرب والعودة إلى قراهم ومدنهم وحياتهم الطبيعية". بالنسبة للسودانيّين الذين تشتتوا في المنافي وفي خيام النزوح الداخلي، لم تعد للحياة برمّتها أي قيمة، إلا إذا اقترنت بأمل العودة لديارهم والعيش بكرامة عوض الذلّ والإهانة، وفق قول سامية، التي ترى أنّ "العيد بالنسبة لآلاف اللاجئين فقدَ نكهته وطعمه. إذ إن آلاف النساء والأطفال يفترشون أرض المخيمات ليلاً، حيث لا توجد أي مستلزمات للحياة ولا مدارس ولا مستشفيات في أغلب المخيمات، وهو ما يجعل التفكير في العيد وتجهيز الأضاحي أمراً في غاية الاستحالة للاجئين يعيشون هذه الظروف المريرة".

نيس تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات
نيس تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات

العربي الجديد

timeمنذ 5 ساعات

  • العربي الجديد

نيس تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات

يتوجّه قادة العالم إلى نيس في جنوب شرق فرنسا ، اليوم الأحد، لحضور "مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات" الذي يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحويله إلى قمة لحشد الجهود، في حين قرّرت الولايات المتحدة مقاطعته. وسيجتمع حوالى خمسين رئيس دولة وحكومة، من بينهم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إذ سيقام عرض بحري جزءاً من احتفالات اليوم العالمي للمحيطات، قبل افتتاح المؤتمر الاثنين. وستركز المناقشات التي تستمر حتى 13 يونيو/ حزيران على التعدين في قاع البحار، والمعاهدة الدولية بشأن التلوث البلاستيكي، وتنظيم الصيد المفرط، وقال ماكرون لصحيفة "أويست فرانس" إن هذه القمة تهدف إلى "حشد الجهود، في وقت يجري التشكيك في قضايا المناخ من جانب البعض"، معرباً عن أسفه لعدم مشاركة الولايات المتحدة فيها. ومن غير المنتظر أن ترسل الولايات المتحدة، التي تملك أكبر مجال بحري في العالم، وفداً على غرار مقاطعتها المفاوضات المناخية. ففي نهاية إبريل/نيسان، قرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحادياً فتح المجال أمام التعدين في المياه الدولية للمحيط الهادئ، متجاوزاً "السلطة الدولية لقاع البحار"، الهيئة الحكومية الدولية غير المنتمية إليها الولايات المتحدة لعدم مصادقتها على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وأقرّت الدول في مسودة الإعلان الختامي التي كانت قيد التفاوض، بأن "العمل لا يتقدم بالسرعة أو النطاق المطلوبَين". أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أشهر عن رغبته في جمع 60 مصادقة في نيس للسماح بدخول معاهدة حماية أعالي البحار حيّز التنفيذ حدّدت فرنسا أهدافاً طموحة لهذا المؤتمر الأممي الأول الذي يعقد على أراضيها منذ مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب21" الذي استضافته باريس في العام 2015. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إنّ فرنسا "تسعى ليكون المؤتمر موازياً بالنسبة إلى المحيطات، لما كان عليه اتفاق باريس، قبل عشر سنوات، بالنسبة إلى المناخ". وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أشهر عن رغبته في جمع 60 مصادقة في نيس للسماح بدخول معاهدة حماية أعالي البحار حيّز التنفيذ. من دون ذلك، سيكون المؤتمر "فاشلاً"، وفق موقف أدلى به السفير الفرنسي لشؤون المحيطات أوليفييه بوافر دارفور في مارس/آذار. التنمية المستدامة للمحيطات وتهدف المعاهدة التي اعتمدت في العام 2023 ووقعتها 115 دولة إلى حماية الأنظمة البيئية البحرية في المياه الدولية التي تغطي نحو نصف مساحة سطح كوكب الأرض. وقد صادقت عليها إلى الآن رسمياً 28 دولة والاتحاد الأوروبي. وتأمل فرنسا أيضاً في توسيع نطاق التحالف المؤلف من 33 دولة، الذي يؤيد تجميد التعدين في قاع البحار. ومن المتوقع أن تتطرق النقاشات غير الرسمية بين الوفود أيضاً إلى المفاوضات من أجل التوصل إلى معاهدة لمكافحة التلوث البلاستيكي، والتي ستستأنف في أغسطس/آب في جنيف، في حين تأمل باريس الدفع قُدُماً نحو المصادقة على الاتفاقات المتّصلة بمكافحة الصيد غير القانوني والصيد المفرط. وتغطي المحيطات 70.8% من مساحة سطح الكرة الأرضية، وتشهد منذ عامَين موجات حر غير مسبوقة تهدّد كائناتها الحية، لكن حمايتها هي الأقل تمويلاً بين أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة. وشدّد قصر الإليزيه على أن قمة نيس "ليست مؤتمراً لجمع التبرعات بالمعنى الدقيق للكلمة"، في حين قالت كوستاريكا، الدولة المشاركة في استضافة المؤتمر، إنها تأمل في جمع 100 مليار دولار من التمويل الجديد للتنمية المستدامة للمحيطات. وهو ما انتقده بريان أودونيل، مدير حملة من أجل الطبيعة، وهي منظمة غير حكومية تعمل على حماية المحيطات. وقال براين أودونيل، مدير "كامبين فور نايتشر" التي تعمل على حماية المحيطات: "لقد أنشأنا أسطورة تقول إن الحكومات لا تملك الأموال اللازمة لحماية المحيطات"، وأضاف "هناك أموال. ولكن ليست هناك إرادة سياسية". ونشر ما يصل إلى خمسة آلاف عنصر من الشرطة والدرك والجنود لضمان أمن القمة التي لا تواجه "تهديداً محدداً"، وفقاً للسلطات. وفي نيس التي سيصل إليها الرئيس الفرنسي بالقارب من موناكو حيث يختتم منتدى حول الاقتصاد الأزرق والتمويل، اليوم الأحد، ستُعرض على ماكرون توصيات المؤتمر العلمي الذي سبق القمة، فضلاً عن مقياس "ستارفيش" الجديد الذي يحدّد حالة المحيط الذي يعاني استغلالاً مفرطاً وارتفاعاً في درجة حرارته. بيئة التحديثات الحية ارتفاع حرارة المحيطات يهدّد مجتمعات جنوب غربي "الهادئ" وتحت ضغط منظمات غير حكومية، أعلن الرئيس الفرنسي، السبت، فرض قيود على صيد الأسماك بشباك الجر في بعض المناطق البحرية المحمية من أجل توفير حماية أفضل للأنظمة البيئية. واستقبلت المنظمات غير الحكومية هذا الإعلان بتشكك، فقد أشاد به بعضها باعتباره "خطوة أولى جيدة"، في حين انتقدت أخرى "ضعف الطموح" وغموض التدابير المعلنة. ويختتم اليوم بعشاء رسمي مع رؤساء الدول والحكومات في قصر نيغريسكو، مع قائمة طعام تتضمن الخضراوات الموسمية والأسماك المتوسطية. (فرانس برس)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store