
تراجع الطلب على خام غرب تكساس الوسيط مع تسارع إنتاج "أوبك+"
تراجع الطلب العالمي على خام غرب تكساس الوسيط خلال شهر مايو، في ظل زيادة الإمدادات من دول تحالف أوبك+ وتدفق أنواع جديدة من النفط إلى السوق العالمية، ما وفر خيارات أوسع للمصافي الأوروبية والآسيوية وأدى إلى ضغط على الأسعار في أبرز مناطق الإنتاج الأمريكية.
وتواجه الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط الخام في العالم، منافسة متزايدة مع قيام 'أوبك+'، بقيادة السعودية وروسيا، بضخ مزيد من النفط في محاولة لاستعادة حصص سوقية ومعاقبة الأعضاء الذين تجاوزوا حصصهم الإنتاجية.
منذ أبريل الماضي، أعلنت دول 'أوبك+' عن زيادات في الإنتاج بلغت إجمالًا 1.37 مليون برميل يوميًا — أي ما يعادل 62% من خطة إعادة ضخ 2.2 مليون برميل يوميًا في السوق.
وتأتي هذه الزيادات وسط حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية، مع محاولة المنتجين استيعاب تأثير السياسات التجارية المتقلبة، خاصة في ظل توقعات بتحول طويل الأجل نحو مصادر طاقة أنظف قد تقلل الاعتماد على النفط.
بالنسبة للولايات المتحدة، فإن ضعف الطلب على خامها الخفيف يمثل تحديًا إضافيًا في ظل تقلبات قرارات التعرفة الجمركية من إدارة الرئيس دونالد ترامب، والتي دفعت بعض الشركات لدراسة خفض الإنتاج وتسريح العمال، رغم دعوات البيت الأبيض لزيادة الإنتاج المحلي.
ووفقًا لتحليل بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية (EIA)، انخفضت صادرات الخام الأمريكي إلى 3.8 مليون برميل يوميًا في مايو، مقارنةً بمتوسط 4 ملايين برميل يوميًا في أبريل.
تراجعت أسعار خام WTI-Midland — أحد أهم الأنواع المنتجة من النفط الصخري — بنسبة 45% منذ بداية مارس، ليصل فارق السعر إلى 60 سنتًا فقط فوق عقود الخام الأميركي القياسية.
كما انخفض سعر خام Light Louisiana Sweet بنحو 30%، مع تسجيل علاوة سعرية بـ2.70 دولار للبرميل فقط فوق العقود الآجلة.
ويقول جيريمي إروين، رئيس قسم النفط في شركة Energy Aspects: 'الطلب على خام غرب تكساس الوسيط ضعيف حاليًا، ونتوقع أن يزداد التراجع مع تفضيل المصافي الأوروبية للخامات المتوسطة خلال فصل الصيف'.
في أوروبا، انخفضت واردات الخام الأمريكي الخفيف إلى 1.4 مليون برميل يوميًا في مايو، مقارنة بـ1.6 مليون برميل في أبريل و1.7 مليون برميل في مايو 2024، وفق بيانات شركة Kpler.
وعلى الرغم من أن الخامات الخفيفة أسهل في التكرير، فإن العديد من المصافي العالمية استثمرت في تطوير قدراتها لمعالجة الخام الثقيل عالي الكبريت، والذي يعد أرخص سعرًا ويمكنه إنتاج كميات كافية من الوقود عالي القيمة.
مع انتهاء فترة صيانة المصافي في آسيا وارتفاع الإنتاج الأوروبي تحضيرًا لفصل الصيف، ارتفع الطلب على الخام المتوسط عالي الكبريت، وهو ما قلل من جاذبية الخامات الخفيفة الأمريكية.
ويقول محللون إن انخفاض أسعار خام مربان الإماراتي جعل من غير المجدي تصدير خام WTI إلى آسيا.
كما تسعى 'أوبك+' لزيادة الإنتاج بشكل أسرع من المتوقع هذا العام، جزئيًا للرد على تجاوزات دول مثل كازاخستان، التي أنتجت فوق حصتها الرسمية.
ويقول مات سميث، كبير محللي النفط في Kpler: 'ارتفاع إنتاج كازاخستان يزيد من توافر خام CPC Blend، الذي بات ينافس خام WTI بشكل مباشر في أوروبا'.
كما أشار إلى أن صادرات غيانا والبرازيل — التي تبلغ حاليًا نحو 400 ألف برميل يوميًا لكل منهما إلى أوروبا — قد ترتفع إذا استطاعت المصافي الأوروبية استيعابها.
ومن جهته، قال محلل في شركة Vortexa إن خامات أخرى مثل نفط ليبيا والجزائر، بالإضافة إلى خام Johan Castberg النرويجي الجديد، توفر بدائل متنوعة للمصافي الأوروبية.
تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن ينمو الاستهلاك العالمي للنفط بمقدار 970 ألف برميل يوميًا في 2025، و900 ألف برميل في 2026، بينما سيزيد الإنتاج العالمي بمعدل 840 ألف برميل في 2025 و680 ألف برميل في 2026.
لكن نمو الطلب يتركز حاليًا على المنتجات المشتقة من الخام الثقيل والمتوسط، وهو ما يضغط أكثر على أسعار خام غرب تكساس الوسيط، حسبما أكد يانيف شاه، نائب رئيس شركة Rystad Energy.
وأضاف: 'نتوقع زيادة في معالجة الخام المتوسط عالي الكبريت، مع خصومات أكبر على الخامات الخفيفة'.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدولة الاخبارية
منذ 37 دقائق
- الدولة الاخبارية
بسبب اسعار الفائدة.. ترامب يلمح ضد رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي
السبت، 7 يونيو 2025 09:08 صـ بتوقيت القاهرة قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "لو كان لدينا رئيس جيد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة". وبحسب ما نشرته فضائية"القاهرة الإخبارية"، قال ترامب، إن ما يفعله "الفيدرالي" يكلف بلدنا ثروة. دعا ترامب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) إلى خفض أسعار الفائدة نقطة مئوية كاملة. وقال ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال "التأخر الشديد من مجلس الاحتياطي الاتحادي كارثة! أوروبا تبنت 10 تخفيضات في أسعار الفائدة، بينما لم نجر أي خفض. رغم ذلك، تمضي بلادنا بصورة ممتازة.

مصرس
منذ 2 ساعات
- مصرس
بسبب سياسات ترامب.. هل تكتب الرسوم الجمركية نهاية الاستقرار الأمريكي؟
أشار تحليل مجلة «تايم» الأمريكية، إلى أن تجربة ترامب الاقتصادية خلال ولايته الحالية، كشفت إصراره على حدسه بدلًا من الحسابات الدقيقة التي من المفترض أن تُتخذ ف الحُسبان، ما قد يؤدي لفوضى مالية.. قد تكتب سطورها الأخيرة في الولايات المتحدة قريبًا. فالرسوم الجمركية، التي يراها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الرفيق المُخلص للاقتصاد الوطني، يعتبرها الاقتصاديون من جهة أخرى «قنبلة موقوتة تهدد كل مظاهر الاستقرار ل الاقتصاد الأمريكي».ورغم تحذيرات التاريخ الممتدة من الرئيس الأمريكي الأسبق، أندرو جاكسون إلى رئيس وزراء الممكلة المتحدة الأسبق، ونستون تشرشل، يبدو أن ترامب يكرر ذات الأخطاء.. لكن بثوب جديد وشعار «أمريكا أولاً».وتزايدت التساؤلات، حول هل تسير أمريكا على طريق الركود التضخمي، بقدمين رئاسيتين وذاكرة اقتصادية مثقوبة نحو ماضي السياسات الخاطئة التي مهدت لكوارث، وهل أصبحت الرسوم الجمركية هي ضريبة الغطرسة الاقتصادية الجديدة؟منذ عودته إلى البيت الأبيض عقب فوزه في الانتخابات الأمريكية 2024، لم يُخفِ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عزمه على تنفيذ رؤيته الاقتصادية القائمة على الحماية التجارية وفرض الرسوم الجمركية الواسعة.اقرأ أيضًا| اقتصاديون يُحذرون: مشروع ترامب المالي «جميل» نظريًا.. وكارثي فعليًاهل تحكم الغريزة ترامب بدل «العقل»؟مع تصاعد التحذيرات من خبراء الاقتصاد، بدا أن ترامب يسير على خُطى زعماء سابقين اتخذوا قرارات اقتصادية كبرى بدوافع سياسية أو شخصية، فانتهى الأمر بشعوبهم إلى ركود، وبطالة، وتضخم مُرعب.حيث كشف تحليل مجلة «تايم» الأمريكية، كيف أن قرارات ترامب قد تُعيد إلى أمريكا شبح "الركود التضخمي" الذي ضربها في سبعينيات القرن الماضي، ويتتبع أوجه الشبه بين سياساته وسياسات خاطئة اتخذها قادة مثل أندرو جاكسون ونستون تشرشل.. فكلهم تجاهلوا نصائح الاقتصاديين.. ودفع المواطن الثمن، وفي كل مرة تجاهل فيها صناع القرار الاقتصادي التحليل المنطقي، ودفعهم الحدس لتغيير القواعد المُستقرة، كانت النتائج باهظة.واليوم، تُدق أجراس الخطر من جديد بسبب توجهات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي اعتمد سياسة الرسوم الجمركية واسعة النطاق، والتي أثارت مخاوف من ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة، وبالتالي يواجه الشعب الأمريكي انتقام اقتصادي من شركاء التجارة للولايات المتحدة، ومن ثم يتباطؤ النمو، بل وربما عودة محتملة لشبح "الركود التضخمي" بعد غياب دام نصف قرن.ترامب.. جاكسون وتشرشل بوجه جديد؟منذ تأسيس الولايات المتحدة، دفعت نزعة التمرد على النظريات الاقتصادية ثمنًا باهظًا، فبعد إنشاء أول بنك أمريكي بتصور ألكسندر هاملتون، عاد الكونجرس الأمريكي ليُغلقه نتيجة الانقسام السياسي.وبعد أزمة كبرى، عاد البنك الثاني بقيادة نيكولاس بيدل، ليعيد بعض التوازن، لكنه لاقى مصيرًا مُشابهًا بعدما استخدم الرئيس الأمريكي الأسبق، أندرو جاكسون الفيتو ضده، رغم معرفته بأهميته، ولم يكن الأمر اقتصاديًا بقدر ما كان عداءً شخصيًا ضد بيدل ونخبة فيلادلفيا، شبيه بما يفعله ترامب اليوم تجاه النخب الاقتصادية، بحسب مجلة تايم الأمريكية.بانهيار البنك الثاني، وُلدت فوضى مصرفية في الولايات المتحدة، حيث أفرطت البنوك الفردية في طباعة النقود، وارتفع التضخم، وضاعت السيطرة.ولم تكن هذه إلا بداية لسلسلة من الأزمات التي امتدت لعقود، بسبب غياب مؤسسة مركزية تضبط الإيقاع النقدي، واليوم، يعيد ترامب إشعال ذات النيران، ولكن بطريقة مختلفة.أخطأ أيضًا تشرشل حين قرر، في 1925، إعادة ربط الجنيه البريطاني بالذهب عند مستواه ما قبل الحرب العالمية الثانية، وكان القرار مدفوعًا بالحنين والرمزية، وليس بالتحليل الواقعي، كما تجاهل تحذيرات كينز وكاستل، فانكمش الاقتصاد البريطاني، وواجهت البلاد إضرابات وركودًا، وانتهت التجربة بانسحاب مذلّ من معيار الذهب بعد خمس سنوات من العناد.واليوم، يبدو الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أقرب ما يكون إلى جاكسون بعناده، وإلى تشرشل بتجاهله للأرقام، حيث إنه يؤمن بأن العجز التجاري مرفوض مهما كانت طبيعته، ويرى أن فرض الرسوم الجمركية يحمي الصناعة الأمريكية، غير مبالٍ بتحذيرات الاقتصاديين بأن فرض رسوم لا يعالج العجز بل يعقّد العلاقات.ويُذكر الاقتصاديون، بأن العجز المالي مع دولة ما لا يعني وجود خلل، طالما هناك فائض مع دول أخرى، تمامًا مثلما يشتري الفرد حاجاته من المتجر ويغطي مصاريفه من راتبه، دون أن يُطلب منه التوازن مع كل طرف على حدة، بحسب مجلة تايم الأمريكية.لكن الرهان على الرسوم الجمركية كحل شامل يتجاهل تعقيدات الاقتصاد العالمي، وقد تكون خطوة ترامب الجديدة نسخة معاصرة من قرارات جاكسون وتشرشل، وهي شعبوية براقة تغلف قنابل اقتصادية مؤجلة، ورغم أن ترامب يملك فرصة لتدارك ما يمكن تداركه، إلا أن تاريخه يظهر ميلًا للتشبث بالرأي، لا التراجع عنه.اقرأ أيضًا| ترامب يُشعل حرب الجمارك مُجددًا بتهديدات مباشرة لآبل والاتحاد الأوروبي


بوابة الأهرام
منذ 2 ساعات
- بوابة الأهرام
ترامب: "لو كان لدينا رئيس جيد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة"
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "لو كان لدينا رئيس جيد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة". موضوعات مقترحة وبحسب ما نشرته فضائية"القاهرة الإخبارية"، قال ترامب، إن ما يفعله "الفيدرالي" يكلف بلدنا ثروة. دعا ترامب، الجمعة، مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) إلى خفض أسعار الفائدة نقطة مئوية كاملة. وقال ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال "التأخر الشديد من مجلس الاحتياطي الاتحادي كارثة! أوروبا تبنت 10 تخفيضات في أسعار الفائدة، بينما لم نجر أي خفض. رغم ذلك، تمضي بلادنا بصورة ممتازة.