
صدى العدوان
ابتداءً، يُظهر تقرير أميركي صادر عام 2000 أن كل ما تشهده المنطقة من اعتداءات صهيونية على غزة ولبنان، وما شهدته سوريا وقبلها العراق، وما يتعلق بالتهديدات الأميركية والصهيونية لإيران، لم يكن وليد لحظته، وليس قراراً إسرائيلياً منفرداً بدعم أميركي في أعقاب طوفان الأقصى أو لأي سبب آخر، بل وليد تحليلات وقراءات أميركية قبل ربع قرن على الأقل، كما جاء في كتاب محمود حيدر، "الدولة المستباحة"، الصادر عن دار رياض الريس عام 2004.
تحت عنوان "استراتيجية جديدة لإسرائيل عام 2000"، أعدّ فريق أميركي تابع للبنتاغون، برئاسة الأميركي المتصهين ريتشارد بيرل، تقريراً عن الاستراتيجية الأميركية الصهيونية المقبلة، وأرسل التقرير إلى نتنياهو. ومما جاء فيه:
- تشكيل تحالف في الشرق الأوسط، يضم "إسرائيل" وتركيا ودولة عربية.
- تحت عنوان فرعي: طريق دمشق يمر عبر بغداد، دعا التقرير إلى استراتيجية عمل تستولي على العراق، في طريقها إلى تحطيم سوريا.
- دفن أوسلو نهائياً، والسيطرة الإسرائيلية على كامل الأراضي الفلسطينية بأي ثمن.
- ضرب المراكز "الأصولية" التابعة لإيران في العراق وسوريا ولبنان وغزة، ونزع سلاحها والقضاء عليها تماماً، انتهاءً بضرب إيران نفسها (محمود حيدر، الكتاب المشار إليه، ص 275 – 276).
في ضوء ما سبق، ليس في وسع أحد إنكار أن كل ما شهدته بلدان الإقليم، وخصوصاً لبنان وسوريا وفلسطين، من أحداث سياسية: استهداف المقاومة والترتيبات الأخيرة في لبنان؛ إسقاط الدولة السورية؛ حصار الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وهذه الدرجة من الوقاحة، سياسياً وإعلامياً، في مواقع متعدّدة، نفطية وغير نفطية، هو مجرد صدى للاعتداءات الوحشية للعدو الصهيوني في سياق القراءات الأميركية سابقة الذكر.
فبعد استعصاءٍ معروف للمشهد في لبنان، حكومياً ورئاسياً، وللمشهد السوري، وقلقٍ وذعر في الأوساط الإمبريالية ومحميات النفط والغاز المسال، تحوّل هذا الاستعصاء إلى سيولة سياسية غير متوقعة ما إن تمكن العدو الصهيوني من الجو، حيث فشل في البر أمام المقاتلين، من إنهاك المقاومة واستنزافها.
ويعرف المتبجحون المَوتورون من السياسيين والإعلاميين أن الوقاحة عبر الشاشات وخلف الكواليس ناجمة عن العدوان الوحشي الصهيوني – الأميركي، وليس بسبب وزنهم وحجمهم، سياسياً وإعلامياً واجتماعياً، فالذين جربوا حظهم قبل هذا العدوان كانت الخيبة والفشل الذريع من نصيبهم.
ويحاول "حلف واشنطن – تل أبيب"، من عرب الإقليم، في كل البلدان والساحات، المضي أكثر في الاستثمار في الدماء والدمار والأيتام والأرامل والبيوت والمدارس والمستشفيات المهدَّمة، وتحويل القذائف الصهيونية إلى فواتير في كل الصناديق، من الانتخابات البلدية والبرلمانية، إلى صندوق النقد الدولي معها، إلى الفاجعة السورية.
والأخطر من ذلك كلّه، أشكال من التطبيع والصَّهينة، فالعدو الصهيوني، الذي خسر الكثير من قواته وسمعته، لم يفعل كل ما فعل من دون هذه الفواتير التي ظهرت سريعاً، في دعوة رموز معروفة في أكثر من بلد إلى نزع سلاح حزب الله والمقاومة الفلسطينية، وإنعاش مناخات تقود إلى اتفاق 17 أيار جديد.
وهو ما تكرر في سوريا أيضاً، بعد سقوطها، من خلال موجات التدمير الصهيونية العاتية لتحطيم الجيش السوري (نزع سلاحه)، والتنصل من المشاغبة السابقة ضد العدو الصهيوني، وتحميلها لـ"الميليشيات الإيرانية"، على حد تعبير أكثر من شخص من المجاميع، التي تم تسليمها سوريا في رحلة الدراجات النارية السياحية من إدلب إلى دمشق.
هكذا، في الإطار العام للتداعيات المذكورة، وفي سياق استعادة نظامي الوصاية الإمبريالية والملة العثماني، يمكن تلخيص الاستهدافات العامة لها في النقاط التالية:
1- إنهاء فكرة المحور، وطيّ ملف المقاومة، ونزع سلاحها، وتفكيك الجيوش المحيطة بفلسطين، وخصوصاً الجيش السوري.
2- تصفية قضية فلسطين، وتفريغها من أي بُعد سياسي، وتحويلها إلى شظايا اجتماعية باسم الترانسفير خارج فلسطين.
3- الحطّ من القيم الوطنية والإنسانية، التي تتعلق بالكرامة والبطولة والهوية والسيادة.
4- ضرب فكرة الأمة وتمزيقها إلى هويات طائفية وجهوية متناحرة.
5- اللعب على الجغرافيا السياسية، من خلال شرق أوسط من الكانتونات الضعيفة، وتمزيق المنطقة بين شرق أوسط إبراهيمي وهلال "سني".
27 آذار 10:00
20 آذار 07:35
6- ضرب فكرة الدولة وتمزيقها بين أشكال من "الدولة الضعيفة والنظام القوي" وبين البلديات الكبرى.
7- الاتكاء على الإعلام والثقافة الانتهازيَّين، لإشاعة ثقافة الهزيمة واليأس والخوف والعبث والعدمية والكراهية الطائفية.
في لبنان، تجري ترجمة نتائج العدوان الصهيوني بفرض الوصاية الأميركية، وجوائز ترضية هنا وهناك، وبمحاولة إعادة لبنان إلى ما بعد عدوان حزيران 1982 ومناخات 17 أيار، ومحاولة نزع سلاح حزب الله وإسقاط المقاومة من مثلث الجيش والشعب والمقاومة، وحظر أي نقد للعروبة النفطية، وربما سيطال الأمر أي نقد للخصخصة والبنك الدولي، كون ذلك شمولية بائدة. ومن المؤكد أن مشروعاً جديداً لقانون الانتخابات البرلمانية سيُطرَح لتقليم دور الحزب، وسيكون ذلك بلا جدوى أمام عودة موضوعية في هذه النقطة بالذات لتحالف التيار والثنائي الوطني (الشيعي).
في سوريا، فإن الاستهدافات السياسية للعدوان الصهيوني ستأخذ أبعاداً أخطر كثيراً، من الوصاية الثلاثية، التركية – الصهيونية – الأطلسية، وتكريس جعجع "سني"، بهدف التحرّش بالحدود مع لبنان، وافتعال معارك مع الشيعة في القرى الحدودية، ومحاولة جر حزب الله إليها، واللعب على الإزاحات المجربة عن التناقض التناحري مع العدو الصهيوني إلى اختلاق عدو مذهبي بديل (الرافضة)، كما أنتجت ذلك كواليس الجامعة الإسلامية في "تل أبيب" وجواسيسها، بدءاً بالجبهة الشرقية والحرب العراقية الإيرانية، إلى ما شهده العراق وسوريا على أيدي العصابات التكفيرية، باسم العدو القريب.
إضافة إلى هذا الدور لجماعات الدراجات النارية، التي انتقلت من إدلب إلى القصر الجمهوري في دمشق، ثمة ملاحظة تتعلق باستراتيجية الخرافة التي راحت تتمدد من إعلان دولة اليهود على الأرض الموعودة المزعومة، إلى تسويق الجولاني كسفيانيّ منتظر يعيد المجد إلى بني أمية بعد سحقهم من جانب العباسيين، ويصرف النظر عن الصراع العربي الصهيوني في الإزاحات سابقة الذكر.
يشار هنا إلى المحاولة التي لم تعمر طويلاً عندما جربت أوساط في طهران ودمشق اختراق الجماعات التكفيرية أيديولوجياً بالتركيز على العدو البعيد (الإمبرياليين، وعلى رأسهم واشنطن وأداتها تل أبيب) بدلاً من العدو القريب، كما اخترعته ولفقته أقلام الاستخبارات الأطلسية والصهيونية، ومعهد الأبحاث التابع لها في الجامعة الإسلامية في "تل أبيب"، واخترعت له داعش وجبهة النصرة وأمثالهما.
على الصعيد الإقليمي، وفي مقابل محاولات إضعاف إيران وحصارها، وتحويل التباينات الموضوعية فيها، بين تيار الحرس الثوري والتيار الليبرالي، إلى مادة للاستثمار والتفجير الداخلي، إعادة اللعب على الانبعاث العثماني من زاوية طورانية توسعية، تمتد باسم الوصاية المذهبية في مناطق واسعة من سوريا والمنطقة عموماً، والسيطرة على مجرى النهرين في إطار تقاسم وظيفي صهيوني – عثماني، وتصويره كتنافس أو صراع ثنائي، من أجل دفع العرب نحو الحضن التركي.
فلسطينياً، إضافةً إلى الهدف الاستراتيجي الصهيوني، متمثلاً بتصفية القضية الفلسطينية وقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين وتشتيت البقية، يهدف العدو إلى:
- تفريغ غزة ما أمكن، وتحويلها إلى مجمع بتروكيميائي وإدارة لثالث أو رابع احتياطي للغاز في العالم. ومن المؤكد أن واشنطن ستكون شريكاً أساسياً لـ"تل أبيب" في ذلك، وقد لا تمانع في حصص ضئيلة لبعض الأطراف العربية أو التركية.
- تفريغ الضفة الغربية ما أمكن أيضاً، عبر التهجير القسري، أو خلق منطقة استثمارات في الأردن، بدعم من محميات النفط والغاز المسال. فالمنطقة الشرقية والوسطى من فلسطين (الضفة الغربية) تحتل أهمية معروفة في العقل التوراتي وأمراضه الطائفية.
وبخصوص الأردن، الذي يستطيع التحسب الميداني إذا ما تصاعدت المخاطر الصهيونية عليه، لكنه قد ينزلق إلى البيئة الخليجية الاستثمارية للتهجير، وفق السيناريو المذكور، بسبب الطبيعة الاجتماعية للسلطة والبرجوازية النافذة في مقابل حركة وطنية ضعيفة ومتشظية.
إلى ذلك، على المستوى العام للإقليم، فما جرى ويجري يندرج في إطار الحرب بشأن "الهارت لاند" أو قلب العالم الثاني، من الصراع حول أوراسيا، ولاسيما بعد أن تمكنت عواصم وقوى في المنطقة من تشكيل محور مناهض حول "الهارت لاند" المقصود، امتد إلى ما يُعَدّ، في العقل الإمبريالي الصهيوني وعرب النفط والغاز المسال، خواصر من طراز أمني استراتيجي خطير، من جنوبي لبنان إلى غزة إلى باب المندب.
فالمحور المذكور، قبل استهدافه وإضعافه، شكّل تحدياً استراتيجياً لمجمل مصالح الغرب الأميركي – الأوروبي، ومعه الكيان الصهيوني، والمحميات النفطية، وقطع عليهم محاولاتهم بناء شرق أوسط إبراهيمي متصهين.
في ضوء ما سبق، ثمة ملاحظتان. تتعلق الأولى بالعدو الصهيوني والحرب، التي عوّض فيها خساراته البرية بالسيطرة على الجو وآفاق ترجمة هذه السيطرة. وتتعلق الملاحظة الثانية بقوى المقاومة واحتياطياتها الشعبية وكيفية توظيفها في هذه الحرب الحاسمة:
- فيما يتعلق بالعدوّ، فإن السؤال المطروح هو: هل استعاد وظيفته الدركية الإقليمية، من خلال جرائمه الوحشية والتحولات التي شهدتها سوريا.
نعرف أن الوظيفة الإقليمية لأي كيان أو جهة ترتبط بمجموعة مؤشرات ومعطيات تحتاج إلى قوة نيران كثيفة، لكن هذه القوة، في حد ذاتها، لا تكفي، وخصوصاً إذا كانت الرافعة الاجتماعية لها من نمط الحالة الطالبانية الداعشية اليهودية، التي تزيح الأشكناز من طريقها، يوماً بعد يوم، وليس الأشكناز مجرد تشكيلات طبقية حملت المشروع الصهيوني منذ تأسيسه وتشكلت على غرار التشكيلات الرأسمالية الاستعمارية، بل هم محور السردية الصهيونية المزعومة، في المقاييس الكولونيالية الغربية وخطابها الاستشراقي العنصري.
فإذا أضفنا إلى ذلك مخازن السلاح الأميركية المتطورة والمفتوحة للعدوّ، منذ حرب تشرين 1973، حتى جرائمه ضد غزة ولبنان واليمن، فإن هذا الكيان أعجز من أن يعيد إنتاج وظيفته السابقة، وهو فعلاً، على رغم كل تداعيات جرائمه، كيان في طريق الزوال.
- أما بالنسبة إلى المقاومة الوطنية في كل أنحاء الإقليم، ومع أهمية تكوينها، ميدانياً وعسكرياً، فقوتها لا تقتصر على الاشتباك بالنار فقط، ونعرف من دروس المقاومة في آيرلندا الجنوبية، كيف أدارت حرب التحرير والاستقلال مع الاستعمار البريطاني بالتناوب بين سلاح القتال وسلاح المظاهرات المليونية والعصيان المدني أيضا.
فإذا استشرى الخطاب المضاد ضد البيئة الوطنية للمقاومة في لبنان، وضد الشعب السوري، وخصوصاً في الساحل وأريافه، وفي بلدان أخرى، من العراق إلى اليمن، الذي يُظهر صلابة وإرادة واستعدادات عالية، فما الذي تستطيع كل قوى الكون وأسلحته وحصاراته أن تفعله مع شعب قرر أن يغلق الشوارع في مظاهرات حاشدة مفتوحة، أو عبر إعلان عصيان مدني، مدة أسبوع واحد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 31 دقائق
- النهار
صباح "النهار": تزكية على وقعٍ حربي وفي عين الإعصار... نتنياهو يقتحم المفاوضات فهل تفعلها إسرائيل؟
1- مانشيت "النهار": تزكية واسعة جنوباً... على وقعٍ حربي! تجاذب و"اشتباه" في ملف قانون الانتخاب تحت وطأة مشهدٍ وواقع تدميري تركته الحرب الإسرائيلية على الكثير من المناطق الجنوبية وعشية الذكرى الـ25 للتحرير، تختتم غداً محافظتا الجنوب والنبطية الانتخابات البلدية والاختيارية التي أجريت في لبنان خلال شهر أيار على أربع جولات. وإذا كانت معظم الوقائع الانتخابية في الجولات الثلاث السابقة، شهدت تمايزات في خصائص المناطق أو أوجه شبه في مناطق أخرى، إن من حيث المعارك والتنافسات أو من حيث الاصطفافات والائتلافات السياسية – العائلية، فإن أول ما سيميّز الجولة الرابعة الجنوبية هو الرقم اللافت لعدد البلدات التي لجأت إلى التزكية الاختيارية الطوعية أو القسرية، بفعل الظروف المثيرة للقلق والخوف من الواقع الميداني المتمادي في بلدات الحافة الجنوبية وحتى ما بعدها في الاقضية الجنوبية الأخرى. للمزيد اضغط هنا. 2- تجدّد الغارات الاسرائيلية على جنوب لبنان ليلاً (فيديو) تجددت الغارات الاسرائيلية على جنوب لبنان، ليل الخميس الجمعة، بعد أن شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية مساء اليوم غارات جوية استهدفت جنوب لبنان وشرقه. واستهدفت غارة بلدة العزية في قضاء صور جنوب لبنان. للمزيد اضغط هنا. 3- وزراء مالية مجموعة السبع يظهرون وحدتهم في ختام محادثاتهم... ويتوعدون روسيا بمزيد من العقوبات اختتم وزراء مالية مجموعة السبع محادثاتهم في كندا بإظهار وحدتهم، معتبرين أن حالة عدم اليقين الاقتصادية التي اجتاحت العالم بعد فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية شاملة، آخذة بالتراجع. وكان اجتماع هذا الأسبوع بمثابة اختبار لمدى قدرة اقتصادات دول مجموعة السبع المتقدمة على تجاوز التوترات الاقتصادية منذ عودة ترامب إلى السلطة. للمزيد اضغط هنا. 4- منع جامعة هارفارد من قبول طلاب أجانب يؤثر على مصدر رئيسي لإيرادات الجامعات الأميركية تلقّت جامعة هارفارد ضربة جديدة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحرمانها من تسجيل الطلاب الأجانب، وهو أمر تردد صداه على نطاق أوسع إذ أنه يستهدف مصدرا رئيسيا للدخل لمئات الكليات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. للمزيد اضغط هنا. 5- ارتفاع إضافي بأسعار الذهب اليوم... فكم بلغت؟ يتّجه الذهب اليوم الجمعة لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر، إذ أدى تراجع الدولار وتزايد المخاوف إزاء أوضاع المالية العامة في أكبر اقتصاد في العالم إلى دعم الإقبال على الملاذ الآمن. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 3299.79 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00:14 بتوقيت غرينتش. وارتفع المعدن النفيس بنحو ثلاثة بالمئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن ويتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ أوائل نيسان/ أبريل. للمزيد اضغط هنا. اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم: كتب نبيل بومنصف: في عين الإعصار… مجدداً! سواء سمحت إسرائيل غداً السبت بتمرير الجولة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في منطقة الجنوب اللبناني أم لم تمررها بفعل تصعيد الغارات والاغتيالات في صفوف عناصر "حزب الله" وكوادره كما دأبت عليه في الأيام السابقة، سيمضي لبنان بعد استحقاقه الانتخابي البلدي إلى موقع شديد الإحراج يستتبع شدّ مزيد من الأحزمة. للمزيد اضغط هنا. كتب ماجد كيالي: في مشروعية وضرورة طيّ صفحة الوجود الفلسطيني المسلّح في لبنان تمثلت النكبة (1948) بإقامة إسرائيل، وحرمان الفلسطينيين من هويتهم وكيانيتهم وحقوقهم الفردية والجمعية، وولادة مشكلة اللاجئين، بتشريد ثلثي الشعب الفلسطيني من أرضه ودياره (نحو 900 ألف)، إلى الدول العربية المجاورة، منهم 180 ألفاً في لبنان. المشكلة أن لبنان، بظروفه الخاصة، لم يستطع هضم هؤلاء الفلسطينيين اللاجئين، من النواحي الإنسانية والاجتماعية، إذ قطنت غالبيتهم العظمى في 12 مخيماً (من أصل 59 مخيماً في بلدان اللجوء)، ظلت أحوالهم مزرية، من كل النواحي. فاقم من ذلك حرمانهم من فرص العمل في عشرات من المهن، مع إخضاعهم لمراقبة أمنية مشددة، والتعامل معهم باعتبارهم موضوعاً سياسياً وأمنياً، بمبرر حساسية، أو فرادة، وضع لبنان بتركيبته الطائفية. للمزيد اضغط هنا. وكتب علي حمادة: 1982- 2025: هل تفعلها إسرائيل؟ أعادت عملية قتل اثنين من أعضاء السفارة الإسرائيلية في واشنطن، في إطلاق نار على المتحف اليهودي في العاصمة، المراقبين بالذاكرة إلى عام 1982، ومحاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن شلومو أرغوف حيث شكلت المحاولة يومها ذريعة مباشرة لإسرائيل لاجتياح لبنان. يومها نفذ العملية "أبو نضال"، أحد قادة حركة "فتح" المنشقين، والذي كان على صلة بعدد من أجهزة المخابرات العربية كالعراقية والليبية، والشرقية كالاتحاد السوفياتي وبعض دول أوروبا الشرقية. للمزيد اضغط هنا. يمكن تعداد الفوائد و"الخيرات" التي سيجنيها الاقتصاد اللبناني من رفع العقوبات الدولية عن سوريا، بتعداد الحاجات السورية التي كانت تؤمنها السوق اللبنانية إلى السوق السورية. يكفي أن تعود حركة حركة التصدير والاستيراد في سوريا إلى طبيعتها، لتتوافر السيولة الكافية بالدولار في السوق السورية، فيتوقف تلقائياً نزف العملات الأجنبية من السوق اللبنانية نحو سوريا، بما سيخفف حتماً الضغوط النقدية على مصرف لبنان من جهة، ويزيد من قدرته على استحواذ الفائض الدولاري في السوق من جهة أخرى. ل لمزيد اضغط هنا. وكتب راغب جابر: بلديات لبنان: لا أمل عملياً انتهت الانتخابات البلدية في لبنان مع إسدال الستارة على مرحلتها الثالثة في بيروت والبقاع، انتخابات الجنوب غداً تبدو شكلية لولا معركتي صيدا وجزين، باعتبار ان البلديات "الشيعية" تولى قطبا الثنائي "أمل" و"حزب الله" ترتيب لوائحها التي فازت بالتزكية أو ستفوز في الصناديق لتعذر التوافق مع قوى وشخصيات رفضت الإنضواء تحت عباءة الثنائي. للمزيد اضغط هنا. وكتب عادل بن حمزة: حلّ الدولتين... الطريق الصعب الذي لا بديل منه في ظلّ تزايد تعقيد المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، تعود الرباط لتؤكد حضورها كفاعل ديبلوماسي وازن في جهود إحلال السلام، من خلال استضافتها الاجتماع الخامس للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين. هذا اللقاء، الذي احتضنته العاصمة الرباط يوم 20 أيار/ مايو تحت شعار "الحفاظ على دينامية عملية السلام: الدروس المستخلصة، النجاحات والآفاق"، لا يعكس فقط إرادة جماعية لإحياء مسار تفاوضي طال انتظاره، بل يشكل أيضاً اعترافاً ضمنياً بأن البدائل المطروحة لحل الدولتين ليست سوى وصفات للفوضى والانزلاق نحو مزيد من العنف والتطرّف. للمزيد اضغط هنا. وكتب سميح صعب: نتنياهو يقتحم المفاوضات الأميركية-الإيرانية زاد ما بثته شبكة "سي ان أن" الأميركية للتلفزيون، عن استعدادات إسرائيلية لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، من أجواء التشاؤم التي خيّمت في الأيام الأخيرة على مسار المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، للتوصّل إلى اتفاق نووي جديد. سبق ذلك، هجوم حاد لمرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتلاه تشكيك واضح في احتمال الوصول إلى نتيجة إيجابية في المفاوضات، التي لسلطنة عُمان فيها دور الوسيط. للمزيد اضغط هنا.

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
شادي فياض للحزب: افهم عربي و"حل عن سما ربنا" حقبة سوداء متخلفة (الفيديو)
ملفات سياسية واخرى اقتصادية وتحديدا سياحية، طرحها رجل الأعمال شادي فياض، خلال اطلالته مفي برنامج كلام موزون من وكالة " أخبار اليوم ، حيث قال من لا يعلم كيف يقرأ التغيرات الايجابية في المنطقة فهو يضيّع على البلد فرصة تاريخية سيدفع ثمنها لبنان من خلال المماطلة و"التذاكي". ورأى اننا في لبنان عالقون بين خط سيادي "كتير قوي" وجدي للمطالبة بحسم الامور والانتهاء من هذه الحقبة السوداء المتخلفة التي لم تأت الا بالفقر والدمار والجوع. وبين محور يريد ان يعطينا دروس من العصر الخشبي بينما نحن نريد بلد متطور. وشدد على انه من غير المسموح بعد اليوم ان يضع علينا احد الشروط "مين ما كان يكون". وردا على سؤال، شدد على ان لدينا كامل الثقة بوطنية وجدية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واناشده بان اكثر من 90% من الشعب اللبناني يشد على يدك كي تحسم موضوع سلاح حزب الله، معتبرا ان الشروط التعجيزية التي يضعها "الحزب" اوصلتنا الى الخراب والدمار فـ"حل عن سما ربنا" نريد ان نعيش بسلام، خاصة ان سلاحكم لم يستطع ان يدافع عن لبنان. واضاف: لا احد يريد ان يقصي احدا بل نريد دولة بنظام واضح، وبيئة المقاومة او الشيعة ليست بحاجة الى ضمانات "فهموا علينا عربي" ! وبالنتقال الى سوريا، شدد فياض على ان الشركات اللبنانية مجبورة على المشاركة في اعادة اعمار سوريا لكن على الدولة اللبنانية ان تمهد لها الطريق عبر الاتفاق مع الدول المانحة التي ستؤمن الاموال. اما بالنسبة الى الملف السياحي، فجزم فياض ان السياحة موجودة في المنطق اللبناني وطريقة عيش الشعب اللبناني، فبلدنا سياحي بامتياز ويجب تجهيز المطار لاستقبال السواح واللبنانيين المغتربين، اذ في وقت نسعى الى ترتيب المشهد نجد من يأتي ليشوهه، وبالحديث عن مهرجانات الارز، فاشار فياض الى انها الاضخم والاهم في لبنان هذا العام، لافتا الى ان كل الفنادق في الارز والبلدات المجاورة وصولا الى إهدن اكتملت فيها الحجوزات منذ الآن، وهذا ما يخلق الـ Eco tourisme الذي يجب تعزيزه. وكشف ان هذا الصيف سيعاد تنظيم احتفال الالعاب النارية في خليج جونية الذي كان يستقطب 400 الف شخص، وبدأنا التحضير لاحتفال كبير لمناسبة عيد الجيش كتحية له في الاول من آب المقبل. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


المردة
منذ 3 ساعات
- المردة
الغارات تشدّ عصب الجنوبيين: 67 بلدية تفوز بالتزكية
بعد اعتداءاتٍ بـ«المفرّق» خلال الأسبوعين الماضيين، شنّ العدو الإسرائيلي أمس غارات بـ«الجملة» من بعلبك إلى الريحان وإقليم التفاح وتول وتولين وصولاً إلى وادي العزية في القطاع الغربي. تصاعد العدوان كان متوقّعاً عشية الانتخابات البلدية والاختيارية، بعد تهديد العدو بأنه لن يسمح بالتجمعات في المنطقة الحدودية. لكنّ ردات الفعل الشعبية، ولا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي، عكَست تحفُّزاً لمشاركة أوسع في الاقتراع غداً، تَحدّياً للعدوان المستمر. حول العصائر المُثلّجة، يتحلّق عدد من الشبان في محل حسن قبلان في ساحة ميس الجبل. أزال محل الـ«فريسكو» سريعاً آثار العدوان، ولم ينتظر إزالة الركام المنتشر حوله. اعتنى قبلان بافتتاح المحل، قبل ترميم منزله المُتضرر. يحرص السبعيني على تذكير زبائنه بأن «المجالس بالأمانات»، في إشارة إلى الأجواء الحامية التي شهدتها البلدة منذ شهرين حتى مطلع الأسبوع الجاري، عند إعلان سحب المرشحين المعارضين للوائح حركة أمل وحزب الله البلدية والاختيارية. فازت البلدية والمخاتير بالتزكية في البلدة الأكبر من حيث الكثافة السكانية والعمران والنشاط الاقتصادي. فتنفّس الأهالي الصعداء، العائدون والنازحون والمغتربون على السواء. فلو لم تتحقّق التزكية، لما كانوا سيضطرون إلى الحضور إلى مراكز الاقتراع التي حدّدتها وزارة الداخلية والبلديات في الأحياء الغربية للبلدة، على المقلب المعاكس للحدود. وهي كانت قد وافقت على افتتاح مراكز للاقتراع بعد عودة أكثر من 600 عائلة للاستقرار في ميس الجبل وإعادة افتتاح المستشفى ومركز الدفاع المدني ومحال الخُضَر والمواد الغذائية ومحطة الوقود والصيدلية. العدد الكبير للبلديات الفائزة بالتزكية غير مسبوق جنوباً لكنّ الاستهداف الإسرائيلي اليومي دفع الحزب والحركة للسعي نحو التزكية. «القطوع» مرَّ أيضاً في القليلة والمنصوري ومجدل زون وصديقين وبرج رحال وكفرصير وحناويه والخيام وعيناثا وعيتا الشعب وحاريص وغيرها من البلدات الكبرى. قرار وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار تمديد مهل سحب الترشيحات حتى اليوم، ساهم في «كرّ المسبحة» بوتيرة متسارعة في اليومين الماضيين. وحتى مساء أمس، وصلت عدد البلديات الفائزة بالتزكية إلى 76 في مختلف أقضية الجنوب. في المقابل، فإن غالبية المعارك المتبقية قائمة على عدد قليل من الترشيحات المنافسة للوائح «تنمية ووفاء». في بلدات المنطقة الحدودية، تأخرت التّزكية بسبب مرشح أو ثلاثة، كما حصل في بنت جبيل ومركبا وبليدا وعيتا الشعب. أما في بليدا، فهناك مرشحان يمنعان الفوز بالتزكية. وغالبية الترشيحات اندرجت في خانة «تسجيل الموقف ومنع مصادرة الرأي الآخر والاستئثار بقرار المجتمعات المحلية». كما يعتبر البعض أن المعارك ولو على صغر حجمها «دليل حياة لدى أهالي الجنوب، الذين يقاتلون على كل الجبهات». مسؤول العمل البلدي في المنطقة الأولى في حزب الله، علي الزين، قال لـ«الأخبار» إن «التزكية تركّزت على المجالس البلدية، فيما تُرك الخيار للعائلات في المقاعد الاختيارية». لذلك، هناك الكثير من البلدات، لا تزال الانتخابات قائمة فيها، إنما على «المخترة» فقط، مثل الناقورة وعيتا الشعب وبنت جبيل… ويعتبر الزين أن تحقيق التزكية في البلدات الكبرى إنجاز كبير «عكس أعلى درجات الديمقراطية التي تفرض رأي الأكثرية». يرفض الزين الانتقادات التي وُجّهت للثنائي بتغييب المكوّنات الأخرى. فـ«المرشحون من الثنائي والمعارضة هم من نسيج سياسي واحد وأبناء البيئة نفسها. لكنّ المعيار الأساسي لإنجاح أي مجلس بلدي، توافر التجانس بين الأعضاء». العدد الكبير للبلديات الفائزة بالتزكية غير مسبوق جنوباً. مع العلم أن العدوان المستمر، منع الكثيرين من الترشح إما لأن «الناس لا يحتملون خلافات»، أو لأن «الواقع الأمني لا يحتمل انتخابات». وفي هذا الإطار، يستعرض الزين أحوال القرى الحدودية التي يستحيل لوجستياً، إقامة انتخابات فيها، ككفركلا ويارون ومارون الرأس وعيتا الشعب، موضحاً أن «التزكية وفّرت على الناس الخطر الأمني وعبء الانتقال والانتظار».