logo
من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة منذ عام 2024؟

من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة منذ عام 2024؟

BBC عربيةمنذ 2 أيام
تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من 22 عشر شهراً، وتواصل هذه الحرب خطف أرواح العاملين على الجبهات الأولى في الميدان.
أبرز هؤلاء الضحايا صحفيون دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة، إذ قُتل حتى الآن 190 على الأقل، من الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام خلال الحرب في غزة ولبنان وإسرائيل، بحسب لجنة حماية الصحفيين، كما خسر صحفيون آخرون أفراداً من عائلاتهم. وتذكر شبكة أريج "إعلاميون عرب من أجل صحافة استقصائية" ضمن تحقيقها "مشروع غزة" أن هذا العدد أكثر ممن قُتل خلال ست سنوات من الحرب العالمية الثانية.
وفي العاشر من أغسطس/ آب 2025، قتلت غارة إسرائيلية بالقرب من مستشفى الشفاء ستة صحفيين، خمسة منهم من قناة الجزيرة، أبرزهم المراسل أنس الشريف الذي كان بصحبة زميله المراسل محمد قريقع، والمصورين إبراهيم ظاهر، ومؤمن عليوة ومحمد نوفل، في خيمة الصحفيين التي تم استهدافها، بحسب ما ذكرت القناة.
بدأنا كتابة هذا التقرير في عام 2023، بعد أن ازداد عدد القتلى من الصحفيين بشكل ملحوظ، لنوثق أسماءهم، دون أن ننسى أن لكل اسم حق وقصة وأحلام.
معظمهم فلسطينيون قتلوا في غزة
أنس الشريف
قُتل الصحفي أنس الشريف، مراسل قناة الجزيرة، في العاشر من أغسطس/ آب، مع أربعة صحفيين آخرين، في غارة جوية إسرائيلية بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
الشاب ذو الثمانية والعشرين عاماً، كان يحرص على نقل الخبر من الميدان، ودائماً ما كان يظهر على الشاشة من المناطق القريبة من مواقع القصف أو الاشتباكات. رحل الشريف تاركاً خلفه ابنته شام (4 سنوات) وابنه صلاح (سنة) اللذين كان قد فارقهما قبل ذلك بعد أن أصر على البقاء في شمال القطاع لينقل الأخبار، رافضاً الامتثال لأوامر الإخلاء من قبل القوات الإسرائيلية.
وما أن أعُلن عن مقتل الشريف، ظهرت تغريدة على حسابه على موقع اكس، كتبها سابقاً لمثل هذا اليوم، قال فيها: "إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي."
وأضاف: "عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مراراً، ورغم ذلك لم أتوانَ يوماً عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهداً على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكناً ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف".
وكان أنس الشريف فقد والده كذلك خلال هذه الحرب، في غارة استهدفت منزل العائلة في ديسمبر/ كانون أول 2023.
الجيش الإسرائيلي أعلن أنه استهدف أنس الشريف، زاعماً أنه "عمل كرئيس خلية إرهابية في حماس"، لكنّ الجيش لم يقدم سوى أدلة قليلة لدعم ادعائه، كما نفى أنس هذه الاتهامات في وقت سابق، ورفضت قناة الجزيرة ومنظمات حقوقية كذلك هذه الادعاءات.
محمد قريقع
قُتل محمد قريقع في ذات الغارة الإسرائيلية التي قتلت زميله أنس الشريف، وفي ذات المكان الذي وُجدت فيه جثة والدته في أبريل/ نيسان 2024، في مستشفى الشفاء، بعد أن اقتحمه الجيش الإسرائيلي.
الشاب ذو الثلاثة وثلاثين عاماً، كان قد فقد أخاه أيضاً بعد أن أصيب في غارة إسرائيلية على منطقة الشجاعية في مارس/ آذار 2025.
ورحل محمد قريقع تاركاً خلفه زوجته وثلاثة أطفال (زين، وزينة، وسند).
الصحفيون الذين قتلوا عام 2025
الصحفيون الذين قتلوا عام 2024
يمكنكم الاطلاع على باقي الأسماء (الصحفيون الذين قتلوا قبل عام 2024) في هذا التقرير:
القوانين والتشريعات الخاصة بحماية الصحفيين أثناء الحروب
تؤكد منظمة لجنة حماية الصحفيين، أن الصحفيين مدنيون، ويقومون بعملٍ مهمٍ جدًا أثناء الأزمات، ويجب أن لا يتم استهدافهم من أي طرف. ويقول شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير المنظمة حول الحرب في غزة، إنّ الصحفيين يقدمون تضحيات كبيرة، خاصة من يتواجد داخل القطاع، إذ دفعوا ولا زالوا يدفعون ثمنًا باهظَا، ويواجهون تهديداتٍ كبيرة.
هذه ليست المرة الأولى التي يقتل فيها صحفيون في هذا الصراع، معظمهم فلسطينيون، لكن بحسب منظمة لجنة حماية الصحفيين فإن التحقيقات الإسرائيلية "تشبه الصندوق الأسود" في طول مدتها وسريتها، إذ لا توجد وثيقة سياسات تصف طبيعة عملية التحقيق. وتقول المنظمة إنّه منذ بدأت إسرائيل إجراء تقييمات لمثل تلك الحالات منذ عام 2014، أجرت تقييمًا في 5 حالات قُتل فيها صحفيون، لكن لم يفض أيٌ منها إلى فتح تحقيق جنائّي.
وحتى مع وصول حالات أخرى إلى مرحلة التحقيق، فقد انتقدت جماعات حقوق الإنسان هذه التحقيقات، قائلةً إنها تستند إلى شهادات الجنود دون القيام بجمع أدلة أخرى، كما أنهّا تُجرى بعد وقت طويل من وقوع الحوادث التي يتم التحقيق بها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حرب غزة: كيف يواجه الفلسطينيون تبعات العملية الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة؟
حرب غزة: كيف يواجه الفلسطينيون تبعات العملية الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة؟

BBC عربية

timeمنذ 9 ساعات

  • BBC عربية

حرب غزة: كيف يواجه الفلسطينيون تبعات العملية الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة؟

مع بدء إسرائيل خطواتها الأولى للسيطرة على مدينة غزة، نزح آلاف الفلسطينيين من سكان المناطق الشرقية في مدينة غزة تحسبا للهجوم الإسرائيلي. وذكر رئيس لجنة الطوارئ في بلدية غزة مصطفى قزعاط لوكالة فرانس برس أن "أعدادا كبيرة" نزحت إلى المناطق الغربية وإلى مدن ومخيمات وسط القطاع. ووصف قزعاط الوضع في مدينة غزة ب"الكارثي جدا"، مشيرا إلى أن غالبية الذين نزحوا "موجودون في الطرق والشوارع بلا مأوى". وفي مدينة غزة، أصبح أي نزوح جديد أمرا صعبا للكثيرين في ظل المخاوف من احتمالات التوسع الوشيك للعمليات الإسرائيلية. وقالت عايدة أبو ماضي (48 عاما) من سكان حي الزيتون إنها نزحت الأربعاء مع زوجها وأولادها وأحفادها الثلاثة إلى منزل أقارب في مخيم الشاطئ إلى الغرب من مدينة غزة. وأضافت لوكالة فرانس برس "لم أسمع بقرار اسرائيل، لكن رأيت جيراني نزحوا فنزحت". وقال أنيس دلول (64 عاما)، من سكان حي الزيتون، لفرانس برس إن الجيش "دمّر معظم مباني حي الزيتون، وهجّر آلاف الناس"، مشيرا إلى أنه نزح مع عائلته الأحد الماضي إلى حي النصر في شمال غرب المدينة. وأضاف "نحن خائفون من احتلال مدينة غزة وتهجيرنا". أما عزات غباين فأكد أنه لن ينزح مرة أخرى، مضيفا لمراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة: "نزحت من بلدة بيت لاهيا خمس مرات إلى خان يونس، ومخيم المغازي وسط قطاع غزة، ومن ثم إلى رفح، وبعدها عدت إلى بلدة الزوايدة، ثم عدنا إلى هنا. الآن لن أنزح، حتى لو كلف الأمر حياتي. لن أنزح لأن الإمكانيات المادية لا تسمح. لا يوجد عمل ولا أموال ولا خيام، إلى أين نذهب؟ لا يوجد مكان آمن". وقد تمكّنت القوات الإسرائيلية من السيطرة على أطراف المدينة، التي يقطنها أكثر من مليون فلسطيني، عقب أيام من القصف الجوي والمدفعي المكثف. كان وزير الدفاع الإسرائيلي أقر الأربعاء خطة عسكرية للسيطرة على مدينة غزة وأمر باستدعاء 60 ألف جندي احتياط تمهيدا لتنفيذها، كما وافق وزير الدفاع الإسرائيلي على"التحضيرات الإنسانية لإجلاء" السكان من مدينة غزة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأربعاء "سوف ننتقل إلى مرحلة جديدة من القتال، عملية تدريجية دقيقة ومركّزة داخل مدينة غزة وحولها، والتي تُعد حاليا المعقل العسكري والإداري الرئيسي لحركة حماس". ومنذ أكثر من أسبوع، تنفّذ القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية واسعة في أحياء في مدينة غزة، لا سيما حي الزيتون ومنطقتي الصبرة وتل الهوى. لكن مسؤولا عسكريا قال خلال إفادة صحفية إن جنود الاحتياط لن يلتحقوا بالخدمة قبل حلول الشهر المقبل، وهي خطوة تمنح الوسطاء بعض الوقت لتقريب وجهات النظر بين حركة حماس وإسرائيل بشأن شروط وقف إطلاق النار. حماس تندد في المقابل، نددت حركة حماس بالخطوة الإسرائيلية ورأت فيها "استهتارا" بالجهود التي تبذلها وساطات عربية ودولية لوقف الحرب. وفي بيانها، اتهمت حماس نتانياهو بعرقلة التوصل لاتفاق يوقف الحرب ويسمح بإطلاق الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع. وقالت الحركة إن "تجاهل نتنياهو لمقترح الوسطاء وعدم رده عليه، يثبت أنه المعطل الحقيقي لأي اتفاق، وأنه لا يأبه لحياة أسراه وغير جاد في استعادتهم". ترقب لرد إسرائيل يأتي قرار وزير الدفاع الإسرائيلي بعد يومين من إعلان حركة حماس موافقتها على مقترح جديد للهدنة في قطاع غزة وسط ترقب الوسطاء للردّ الإسرائيلي عليه. وتقول مصادر في حركتي حماس والجهاد الإسلامي أن المقترح ينص على هدنة ستين يوما تترافق مع تبادل رهائن ومعتقلين فلسطينيين على دفعتين، على أن يتم الإفراج عن 10 رهائن إسرائيليين و18 جثة في الدفعة الأولى، والباقي في الدفعة التالية. كما ينص على بدء مفاوضات فورية بعد بدء وقف إطلاق النار من أجل اتفاق يمهّد لوقف الحرب. وقال مسؤول إسرائيلي بارز الثلاثاء إن الحكومة الإسرائيلية تريد إعادة جميع الرهائن المحتجزين في غزة في أي اتفاق مقبل. وجرت خلال الأشهر الماضية جولات تفاوضية عدة بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ 22 شهرا لكنها لم تفضِ إلى نتيجة. كان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق هذا الشهر على خطة لتوسيع نطاق الحملة في القطاع بهدف السيطرة على مدينة غزة، وتسيطر إسرائيل حاليا على نحو 75 بالمئة من قطاع غزة. ويحث كثيرون من أقرب حلفاء إسرائيل الحكومة على إعادة النظر في هذه الخطة، لكن نتنياهو يتعرض لضغوط من بعض أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه من أجل رفض وقف إطلاق النار المؤقت ومواصلة الحرب والسعي إلى ضم غزة. ردود فعل دولية وأثارت الخطة الإسرائيلية ردود فعل إقليمية ودولية، إذ دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الخميس، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وذلك في أعقاب إعلان إسرائيل الخطوات الأولى للعملية في مدينة غزة. وقال غوتيريش خلال حضوره مؤتمراً للتنمية في اليابان، إن من الضروري "التوصل فوراً إلى وقف إطلاق نار في غزة، لتجنب الموت والدمار الذي ستسببه حتماً عملية عسكرية ضد مدينة غزة". ودعا غوتيريش كذلك إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة "بشكل غير مشروط". انتشار المجاعة يأتي هذا في وقت حذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من أن خطر الجوع الشديد ينتشر في كل مكان في غزة. وقال ثمين الخيطان المتحدث باسم المفوضية، في مؤتمر صحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف الثلاثاء، إن السلطات الإسرائيلية لم تسمح بدخول المساعدات في الأسابيع القليلة الماضية إلا بكميات أقل بكثير مما هو مطلوب لتفادي جوع شديد واسع النطاق. وأشار الخيطان إلى أن "الوصول إلى الإمدادات الشحيحة المتاحة قد يكون مسعى مميتا، مضيفا أنه منذ 27 أيار/مايو وحتى 17 آب/أغسطس، وثقت المفوضية مقتل 1857 فلسطينيا أثناء بحثهم عن الطعام، من بينهم 1021 قتلوا بالقرب من مواقع "مؤسسة غزة الإنسانية"، و836 قتلوا على طرق شاحنات الإمدادات". وأشار إلى أن "معظم عمليات القتل هذه يبدو أنها اُرتكبت من قبل الجيش الإسرائيلي". وأضاف الخيطان: "يعاني مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين إلى المواصي من نقص حاد في الخدمات والإمدادات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء والكهرباء والخيام". برأيكم سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 22 أغسطس/ آب. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة. كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر منصة إكس على على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

أفضل الطرق لـ"تحييد" حزب الله في لبنان؟- مقال في فايننشال تايمز
أفضل الطرق لـ"تحييد" حزب الله في لبنان؟- مقال في فايننشال تايمز

BBC عربية

timeمنذ 10 ساعات

  • BBC عربية

أفضل الطرق لـ"تحييد" حزب الله في لبنان؟- مقال في فايننشال تايمز

في جولة الصحف اليوم نستعرض عدداً من الموضوعات على عدة أصعدة، بداية من الشرق الأوسط ومقال عن "حزب الله"، وكيف يمكن تحييده لصالح الدولة اللبنانية؛ ثم نتحوّل إلى الغرب ومقال عن "معاناة اللاجئين" والمهاجرين في بريطانيا؛ قبل أن نختتم الجولة من الولايات المتحدة بمقال عن "الحياة الطيبة"- هل توجَد، وكيف يمكن الوصول إليها؟ نستهل جولتنا من صحيفة فايننشال تايمز البريطانية ومقال بعنوان "حزب الله ليس الجيش الجمهوري الأيرلندي"، للكاتبة كيم غطاس. ورأت كيم أن التوقعات بانضمام لبنان قريباً إلى اتفاقات أبراهام، أو بتطبيع السعودية مع إسرائيل، تعكس قصور أصحابها في فَهم حقيقة الوضع في المنطقة وفي معرفة الأطراف المؤثرة فيه. واستدركتْ الكاتبة بالقول إنه صحيحٌ أنّ ثمة تغييرات كبيرة تشهدها المنطقة، ومنها تراجُع القوة العسكرية لحزب الله بشكل كبير، وانعزاله سياسياً داخل لبنان، وانقطاع الطريق الذي كان يتلقّى عبره الإمدادات بعد سقوط نظام الأسد في سوريا. ولفتت كيم إلى أن الحكومة اللبنانية، في سابقةٍ تاريخية، صوّتتْ مطلع أغسطس/آب الجاري لصالح نزع سلاح الحزب، كما أمرت الجيش بوضع خطة- وذلك كله وفقاً لقرارات الأمم المتحدة. ونبّهت الكاتبة إلى أن إيران لا تزال تعتبر حزب الله "سلاحاً هاماً" في ترسانتها يمكن أن تستخدمه في مواجهة أخرى متوقَّعة مع إسرائيل. وقالت كيم غطاس إن حزب الله، رغم اغتيال معظم قياداته، عاد مُجدداً إلى حضن طهران؛ وما لم تصبح إيران نفسها طرفاً في تفاهُم إقليميّ مع إسرائيل، لن يكون بإمكان حزب الله أن يُبرم اتفاقه الخاص مع الدولة اللبنانية فيما يتعلق بالنزع الكامل لسلاحه – وإلى أنْ يحدث ذلك، فهناك الكثير مما يمكن القيام به. وأشارت كيم إلى شروع الجيش اللبناني في مصادرة أسلحة حزب الله الثقيلة، وتفكيك بِنيته التحتية جنوب نهر الليطاني، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار المبرَم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ورأت الكاتبة أن ثمة طريق أفضل من ذلك يمكن للدولة اللبنانية أن تسلكه، وهو: ممارسة ضغوط مالية وقضائية لتضييق الخناق على حزب الله، بحيث لا يعود يستطيع المناورة. وثمة شيء أكثر جدوى وأكبر تأثيراً من كل ذلك، بحسب صاحبة المقال، ويتمثل في تقديم الخدمات للشيعة اللبنانيين، وسحْب البساط من تحت قدم حزب الله في هذا الصدد. ولطالما استندت شرعية الحزب على إقناع المجتمع بأنه وحده القادر على تقديم تلك الخدمات إليهم، فضلاً عن حمايتهم، بحسب الكاتبة التي رأت أنّ تقديم الحكومة كبديل للحزب على هذا الصعيد سيكون صعباً، لا سيما في ظل الهجمات الإسرائيلية المنتظمة على لبنان، وفي ظل احتلال إسرائيل لخمس نقاط على الجانب اللبناني من الحدود. واختتمت الكاتبة بالقول إنه "بينما تحاول الحكومة اللبنانية توطيد أركان سُلطتها والدفاع عن الدولة، فإنه يقع على كاهل إسرائيل أنْ تساعد في البرهنة على أن سلاح حزب الله لم يعُد ذا فائدة". "العنصرية تشهد ازدهاراً في بريطانيا" وإلى الغارديان البريطانية، حيث نطالع مقالاً بعنوان: "أنا لاجئ شرعي في بريطانيا. فلماذا ألقى معاملة المجرمين؟"، للكاتب أيمن الحسين. وقال الحسين، وهو لاجئ سوري يبلغ من العمر 31 عاماً، إنه لا يكاد يمرّ يوم دون إهانة جديدة يتلقاها طالبو اللجوء واللاجئون في بريطانيا، ما بين وصْفهم بالطُفيليين حيناً والذئاب البشرية حيناً آخر، وبأنهم رجال في سِن القتال ما كان ينبغي أن يغادروا أوطانهم. "وفي بعض الأحيان، نحنُ 'غير شرعيين' وهو الوصف الأكثر إهانة"، وفقاً للحسين، الذي يتساءل: "متى أصبحت النجاة بالحياة جريمة؟". ونوّه الكاتب إلى أن الأشخاص الذين يوجّهون تلك الاتهامات للاجئين غالباً ما يكونون بارعين في إيصال أصواتهم للجماهير. ويتساءل الحسين مجدداً: "كم مرّة جلس معنا أيّ من هؤلاء الذين يرموننا بتلك الاتهامات؟ كم مرّة استمعوا إلى قصصنا؟". وقال الكاتب إن الناس لا يقفون على مقدار التعب الذي يكون عليه اللاجئ بعد ما شاهد من أهوال في وطنه اضطرته إلى مغادرة هذا الوطن والنجاة بحياته. ولفت الحسين إلى أنه رغم كل شيء هناك أشخاص رائعون عاملوه بإنسانية، بدءاً من عناصر في قوات حرس الحدود الفرنسية والبريطانية، لكنّ "هناك أشخاصاً لا يرون في اللاجئين سوى مجرمين"، على حد تعبيره. وقال الكاتب إنه عند وصوله إلى المملكة المتحدة في عام 2017 ظنّ للوهلة الأولى أنه أخيراً وصل إلى برّ الأمان، لكنّ ذلك الظنّ تبدّد في قسم الشرطة، وفقاً للحسين، الذي أضاف أنه ظلّ مُطالَباً بالمثول إلى القسم بانتظام لمدة تجاوزت عامين للبتّ في قرار منحه حق اللجوء. "لكن بعيداً عن السلطات، متمثلة في قسم الشرطة، كان المجتمع البريطاني بشكل عام أكثر ترحيباً بنا؛ فكان بإمكاني أن أمشي في شوارع أكثر المدن تنوّعاً وأن أخالط الناس، ولقد قابلت أشخاصاً رائعين طالما جعلوني أشعر أنني واحد منهم"، على حدّ تعبير الحسين. "لكن كل هذا تغيّر منذ قدّمت الحكومة السابقة خطة رواندا- التي أُلغيت الآن"؛ ليتمّ الزجّ بالبعض في مراكز الاعتقال وليتلقوا تهديدات بالترحيل- وقد كان ذلك شيئاً مرعباً". ولفت صاحب المقال إلى أنه ومنذ غيّرت الداخلية البريطانية سياستها في فبراير/شباط الماضي، أصبحت الطلبات التي يتقدّم بها مَن دخلوا البلاد على نحو غير قانوني للحصول على جنسية "يتمّ رفضها بشكل اعتيادي". وقال الحسين إن أحد الكوابيس التي أصبحت تقُضّ مضجعه بشكل اعتيادي هو أن يصرخ طلباً للنجدة في وسط شارع ولا أحد يستمع إليه. ورأى الكاتب أنه وبعد أن عاش سنوات في المملكة المتحدة، أصبح أكثر قدرة على فَهم السياسات، قائلاً إن الناس إنما يرغبون في إلقاء اللوم على طرَفٍ فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي وحالة الخدمات العامة- وبالطبع ليس هناك طرفٌ أسهل في هذا المقام من المهاجرين واللاجئين. ونوّه الحسين إلى أن معظم اللاجئين يحلمون بالعودة إلى أوطانهم متى كان ذلك آمناً، "فمَهما أفعلْ هنا سيُنظَر إليّ دائماً على أنني مجرم وسأظلّ مهدَّداً بالترحيل، مهما انطوى عليه ذلك من مخاطر على حياتي". واختتم الحسين بالقول إن "العنصرية السافرة تشهد ازدهاراً في بريطانيا، وإذا كان الأمر قد بدأ باللاجئين والمهاجرين، فإنه سرعان ما سيطال الآخرين لمجرد أنهم ملوّنون أو لأنهم مختلفون دينياً، أو بسبب توجهم الجنساني. وما لم يتمّ التحرّك الآن فإن الأمور ستسوء"، وفقاً لصاحب المقال. كيف يمكن أن نحيا حياة طيبة؟ ونختتم جولتنا من واشنطن بوست الأمريكية، ومقال بعنوان: "هل هناك حياة طيبة؟ الباحثون يجيبون بـ 'نعم'"، للكاتب ريتشارد سيما. ويقول سيما إن أكثر من أربعين عاماً من البحث عن معنى الحياة الطيبة وعن كيفية الوصول إليها، تمخضتْ عن جوابين اثنين: الأول هو أن الحياة الطيبة هي "حياة سعيدة"، يمكن الوصول إليها عبر السعي وراء الراحة والرضا والفرح أكثر من البحث عن الأحزان. أما الجواب الثاني، فهو أن الحياة الطيبة هي "تلك التي يكون لها معنى"، والتي تجري انطلاقاً من هدف يُرجى الوصول إليه، وتكون حافلة بالتواصل في عالم أفضل. لكن مؤخراً، توصّل الباحثون إلى جواب ثالث، وهو أن الحياة الطيبة هي تلك "الحياة الغنيّة نفسياً"، الحافلة بالتجارب الجديدة، وبالنظرة المتجددة إلى الأشياء والأمور. ولكنها أيضاً حياة حافلة بالتحديات والمصاعب أكثر مما في حالة الحياة السعيدة أو الحياة التي لها معنى. يقول شيغيهيرو أويشي، الباحث بجامعة شيكاغو: "أردنا حياة أكثر استكشافاً ومغامرةً وإبداعاً من الحياة الطيبة"، كتلك التي يحياها الفنانون والشعراء. وكان أويشي هو أول مَن وضع تصورّاً للغنى النفسي. ويرى أويشي أن السعادة تزيد وتنقُص آنياً رَهْنَ الخبرات الجيّدة والسيئة؛ أمّا الغِنى النفسي، فهو مرتبط بكَمّ الخبرات المثيرة التي يمرّ بها الإنسان في رحلة حياته. وهذه أشياء يمكن اكتسابها من الترحال أو من التعرُّف على أشخاص مختلفين، أو من قراءة الكتب أو من مجابهة ظروف صعبة والتغلُّب عليها. تقول إرين ويستغيت، الباحثة في علم الاجتماع بجامعة فلوريدا، إن الحياة الغنيّة نفسياً هي حياة مثيرة تطالبنا بالتخلّي عن مناطق الراحة التي نركن إليها، وبأن نكون على استعداد لتغيير آرائنا. وتضيف إرين: "ذِهنياً وعاطفياً، ليس من المريح أن يدرك الإنسان خطأ النظرة التي كان ينظر بها إلى العالم أو حتى إلى نفسه". ويخلص صاحبُ المقال إلى أن الحيوات الثلاث التي أشرنا إليها (الحياة السعيدة، والحياة التي لها معنى، والحياة الغنيّة نفسياً) يمكن أن يُلخّصها مَن عاشها بعبارة واحدة في نهاية الطريق: فصاحب الحياة السعيدة سيقول: "لقد كان الأمر مُمتعاً"؛ أمّا صاحب الحياة التي لها معنى فسيقول: "لقد أحدثتُ فارقاً"؛ لكنّ صاحب الحياة الغنيّة نفسياً سيقول: "يا لها من رحلة!".

سيرة صحافي شجاع: أنس الشريف والاتهامات الإسرائيلية المزعومة.. كل المراسلين الحربيين هم جنود
سيرة صحافي شجاع: أنس الشريف والاتهامات الإسرائيلية المزعومة.. كل المراسلين الحربيين هم جنود

القدس العربي

timeمنذ 10 ساعات

  • القدس العربي

سيرة صحافي شجاع: أنس الشريف والاتهامات الإسرائيلية المزعومة.. كل المراسلين الحربيين هم جنود

لندن- 'القدس العربي': قالت المعلقة في صحيفة 'نيويورك تايمز' ليديا بولغرين، إن الصحافي الفلسطيني الحائز على جائزة بوليتزر الأمريكية المرموقة، أنس الشريف، كان 'صوت ووجه غزة' قبل أن تغتاله إسرائيل. وقالت الكاتبة في مقالها: ' قبل أحد عشر يوما، اغتالت إسرائيل صحافيا حائزا على جائزة بوليتزر، كان شابا وأصبح فجأة وجها وصوتا لأهل وطنه اليائسين في غزة. ففي تقارير آسرة على قناة الجزيرة وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وثق أنس الشريف الهجوم الإسرائيلي المتواصل على المدنيين، منهارا أمام الكاميرا وهو يغطي المجاعة المتفاقمة'. كان أنس يبلغ من العمر 28 عاما، وكان متزوجا وأبا لطفلين صغيرين، قُتل هو وأربعة من زملائه من قناة الجزيرة وصحافي مستقل واحد على الأقل في غارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمةً صحافية خارج مستشفى في مدينة غزة. وتقول بولغرين إن الجيش الإسرائيلي لم يحاول التستر على هذه الغارة الوقحة ضد المدنيين والتي تعتبر جريمة حرب. بل زعم أن الشريف لم يكن مدنيا على الإطلاق. وزعم، دون أي دليل يذكر، أنه كان قائد خلية تابعة لحماس، وأن عمله الصحافي كان مجرد غطاء لهذا الدور السري. أما الذين قُتلوا معه وهم محمد قريقع وإبراهيم زاهر ومحمد نوفل ومؤمن عليوة ومحمد الخالدي، فكانوا على الأرجح ضحايا جانبية مقبولة في ملاحقة هذا الهدف. الجيش الإسرائيلي لم يحاول التستر على هذه الغارة الوقحة ضد المدنيين والتي تعتبر جريمة حرب. بل زعم أن الشريف لم يكن مدنيا على الإطلاق. وتحول معظم قطاع غزة الصغير إلى أنقاض، وأُجبر معظم السكان الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة على النزوح أكثر من مرة. ومنذ أن أنهت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار في آذار/ مارس، منعت دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة التي يعاني سكانها حسب الأمم المتحدة من المجاعة أو يسيرون نحوها. وتعلق بولغرين، أن مقتل الشريف قد يكون مأساة فردية وسط كل هذه المعاناة، ولكنه جاء في وقت تحضر فيه إسرائيل لهجوم شامل للسيطرة على مدينة غزة. وكما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بأنه ينوي احتلال غزة بأكملها في مواجهة إدانة عالمية متزايدة، إلا أن مقتل الشريف، مثل مقتل زميله مراسل 'الجزيرة' حسام شبات في آذار/ مارس، يمثل مرحلة جديدة مشؤومة في الحرب. وقالت بولغرين إن إسرائيل ولتبرير تدميرها الوحشي لغزة، وإنهاء تهديد حماس المزعوم، التي تقول إنها تستخدم المدارس والمستشفيات والمنازل والمساجد، لم تعد تكتفي باتهام الصحافيين الأفراد بأنهم مقاتلون في حماس، بل تعترف علنا بقتلهم في هجمات مستهدفة، وبناء على أدلة مزعومة يكاد يكون من المستحيل التحقق منها. وتضيف أن الحملة الجديدة خلقت مبررا للتخلص من آخر الصحافيين الذين لديهم منابر تكون شاهدة، وتنشر الخوف في قلوب أي شخص يحاول أو يفكر في تولي مهمة مَن سقطوا من الصحافيين. وتضيف أن استهداف الصحافيين كشف عن الطريقة والمنطق الوحشي الذي تدير من خلاله إسرائيل الحرب: لو كانت حماس في كل مكان، فعندها أي شخص في غزة هو حماس، و'هذه حرب بلا حدود وربما لن يتبقى قريبا أي صحافي يكون شاهدا على الرعب'. وتقول الكاتبة: 'لطالما سكنني الإعجاب بالصحافيين الذين يجدون وطنهم في ظل الهجمات. قضيت سنوات في مناطق الحروب كمراسلة أجنبية، أعمل جنبا إلى جنب مع نخبة من أشجع وأفضل الصحافيين الذين قابلتهم في حياتي، وكنا منخرطين في العمل نفسه وجوهره: محاولة مساعدة العالم على فهم معاناة تبدو غير مفهومة. وبصفتي أمريكية أعمل لدى مؤسسة إخبارية أمريكية، وقفت على نفس خطوط المواجهة في الكونغو، ودارفور، وكشمير، وأماكن أخرى. لكنني كنت أعود إلى الوطن سالمة، بينما هم يظلون يكافحون مع الجميع من أجل البقاء'. وتضيف أن هناك فرقا آخر بينها وبين الصحافيين في محاور الحرب التي غطتها، فهي من جهة اختارت مهنة الصحافة لكن الصحافيين في مناطق الحرب وجدوا أن المهنة هي من اختارتهم. وهذه هي قصة محمد مهاوش، شاب من مدينة غزة. فعندما هاجمت حماس إسرائيل، كان يحلم بالعمل في الفنون. تخرج من الجامعة الإسلامية في غزة، حيث درس اللغة الإنكليزية والكتابة الإبداعية، وكان يأمل في كتابة الأدب والشعر. وبدلا من ذلك، وجد نفسه يعمل صحافيا في قناة 'الجزيرة' الإنكليزية. وأخبرها أن ما دفعه للعمل الصحافي هو 'شعور بالواجب تجاه شعبه والمسؤولية لمدينته التي دمرت'. وأضاف: 'لم أتخيل أبدا تولي المسؤولية أو أكلف بالمسؤولية للكتابة خلال الدمار والموت والفقدان والمأساة'. إسرائيل ولتبرير تدميرها الوحشي لغزة، لم تعد تكتفي باتهام الصحافيين بأنهم مقاتلون في حماس، بل تعترف علنا بقتلهم في هجمات مستهدفة ولأن غزة مدينة صغيرة، فقد تعرف على الشريف وهما يكافحان في تغطية الكارثة التي تتكشف أمامهما. ووصف مهاوش زميله الشريف بالقول: 'كان فعلا شابا شجاعا'. وقبل الحرب، ركز عمله على الثقافة والحياة اليومية و'كان يغطي عائلات تحلم بالأمل وعائلات تتزوج، وأشخاصا يحتفلون بإنجازاتهم وآخرين يستمتعون بحياتهم اليومية. لم يرد قط، أو يطمح، أن يكون مراسلا يحمل مسؤولية شعبه بأكمله'. وقد ترك العمل أثره على الشريف، ويتذكر مهاوش قائلا: 'أتذكر مرات عديدة عبّر فيها علنا وأحيانا مع زملائه في غزة عن مدى جوعه. كم كان متعبا ومنهكا ومرعوبا ومذعورا، كان خائفا للغاية طوال الوقت. كان يشعر بأنه مراقب ومطارد ومستهدف'. وبحسب القانون الدولي، يعتبر الصحافيون مدنيين، لكن إسرائيل قتلت منذ بداية الحرب أكثر من 192 صحافيا وإعلاميا، بحسب أرقام لجنة حماية الصحافيين في نيويورك. ويقول مهاوش إنه قرر في مرحلة ما التوقف عن ارتداء سترة الصحافة التي أصبحت مثل الهدف على ظهره. وغادر مهاوش غزة العام الماضي، وكان مقتل الشريف الذي جاء بعد سلسلة من التهديدات التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، بمثابة الضربة: ' في النهاية قرر التضحية بنفسه.. لم أعد قادرا على ندب الأصدقاء والرفاق'. وتقول بولغرين إن مقتل الشريف والصحافيين الفلسطينيين قوبل برد صامت من الإعلام الغربي الذي كان سريعا في شجب مقتل صحافيين مثل جمال خاشقجي في تركيا، واعتقال ومقتل صحافيين في روسيا. بل الأدهى من ذلك، فقد بدا الإعلام وكأنه يعطي وزنا للاتهامات الإسرائيلية رغم غياب الأدلة القوية. وأخبر مهاوش الكاتبة بأنه شعر بالفزع لرؤية العديد من المؤسسات الإخبارية حول العالم تكرر مزاعم إسرائيل بأن صديقه قتل لأنه كان عضوا في حماس. وقال: 'المؤسف في هذا الأمر أنه يخبرني أن هناك صحافيين في العالم يبررون قتل صحافيين آخرين'. وتتناول بولغرين النظرة للصحافيين المحلييين الذين يعملون من داخل مجتمعاتهم ومعرفتهم العميقة بطبيعة النزاع وما يجري، مقارنة معها كصحافية أجنبية. وكانوا يدركون كيفية التنقل بأمان عبر المناطق الخطرة ولديهم الاتصالات وخبرات أساسية ساهمت في إثراء تغطيتها كصحافية من الخارج. وفي الوضع المثالي، فإن التعاون يفضي إلى علاقات متبادلة ومنفعة وتكافل بين الصحافيين المحليين ونظرائهم الدوليين. لكن في بعض الأماكن، قد ينظر إلى ما هو خبرة بطريقة أكثر قتامة. مقتل الشريف والصحافيين الفلسطينيين قوبل برد صامت من الإعلام الغربي، بل الأدهى من ذلك، فقد بدا الإعلام وكأنه يعطي وزنا للاتهامات الإسرائيلية رغم غياب الأدلة القوية وفي هذا السياق استعانت الكاتبة بفيلم عن الحرب في أوكرانيا بعنوان '2000 متر إلى أندرييفكا' حيث يرافق صحافيان أوكرانيان مجموعة من الجنود الأوكرانيين عبر ممر ضيق من الغابة أثناء محاولة استعادة قرية من القوات الروسية. وتقول إنه فيلم خانق ومرعب، تدور أحداثه في المخابئ والخنادق. وفي إحدى اللحظات، يلاحظ مخرج الفيلم، الحائز على جائزتي بوليتزر وأوسكار، مستيسلاف تشيرنوف، التشابه بينه وبين الصحافي والضابط الشاب الذي يجري معه المقابلة. يقول تشيرنوف إن الجندي حمل بندقية، بينما حمل هو كاميرا. وسعى كل منهما، بوسائل مختلفة، للدفاع عن كرامة وسيادة الشعب الأوكراني. ولو استهدف تشيرنوف، الذي يعمل في وكالة أسوشيتد برس، أو تعرضت سمعته للتشويه من قِبل الدولة الروسية، لما تردد الصحافيون في جميع أنحاء العالم في دعمه ورفض أي ادعاءات ضده باعتبارها دعاية. وسأكون من أوائل من ينضمون إلى أي حملة للدفاع عنه، وفق ما تقول الكاتبة. وبناء على هذه النظرة تحاول بولغرين تحليل المزاعم الإسرائيلية ضد الشريف، وتقول إن الأدلة المقدمة للرأي العام ضعيفة وتتألف من لقطات شاشة لجداول بيانات وأرقام خدمة مزعومة ومبالغ مالية قديمة لم يتم التحقق منها بشكل مستقل. وقالت إيرين خان، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير، عندما قتلت غارة جوية إسرائيلية أخرى صحافيا آخر من قناة الجزيرة ومصوره العام الماضي: 'يبدو أن الجيش الإسرائيلي يوجه اتهامات دون أي دليل ملموس كذريعة لقتل الصحافيين'. وكان الشريف قد نشر تقريرا عن مقتل الصحافيين السابقين. وفي مقابلات أُجريت قبل وفاته، ناشد الشريف المساعدة والسلامة. وقال للجنة حماية الصحافيين: 'كل هذا يحدث لأن تغطيتي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة تلحق الضرر بهم وتشوه صورتهم في العالم. يتهمونني بالإرهاب لأن الاحتلال يريد اغتيالي معنويا'. أنس الشريف: كل هذا يحدث لأن تغطيتي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة تلحق الضرر بهم وتشوه صورتهم في العالم. يتهمونني بالإرهاب لأن الاحتلال يريد اغتيالي معنويا وتقول بولغرين: 'حتى لو أخذنا مزاعم إسرائيل على محمل الجد، وهو ما لن أفعله إطلاقا، نظرا لسجل إسرائيل الحافل، وافترضنا أن الشريف انضم إلى حماس بشكل أو بآخر في عام 2013، وهو في السابعة عشرة من عمره، فماذا نفعل بهذا الاختيار؟ كانت حماس آنذاك السلطة الحاكمة في وطنه منذ عام 2006. وكانت تدير جهاز الدولة بأكمله في منطقة صغيرة. وكتب طارق بقعوني، مؤلف كتاب عن حماس: 'إنها حركة ذات بنية تحتية اجتماعية واسعة ومرتبطة بالعديد من الفلسطينيين غير المنتمين إلى برامج الحركة السياسية أو العسكرية'. ولو نظرنا بشكل أعمق في أدلة إسرائيل أن الشريف كما تزعم لعب دورا عسكريا قبل أن يصبح صحافيا. فتاريخ المراسلين الحربيين حافل بأمثلة على مقاتلين تحولوا إلى مراسلين، ولعل أشهرهم، جورج أورويل، الذي وثق حياة جنود أثناء قتالهم في الحرب الأهلية الإسبانية وأصبح مراسلا حربيا. وفي هذه الأيام، ينظر إلى الخدمة العسكرية على نطاق واسع على أنها ميزة كبيرة بين مراسلي الحرب الأمريكيين. وبعيدا عن اعتبار من خدموا في الجيش متحيزين بشكل لا يحتمل، يقدر المحررون، عن حق، الخبرة والمنظور اللذين يكتسبهما هؤلاء المراسلون من تجاربهم، ويثقون بهم لإعطاء الأولوية لدورهم الجديد كمراقبين صحافيين. وفي إسرائيل، يطلب من معظم الشباب الخدمة في الجيش، لذا فإن الخبرة العسكرية شائعة بين الصحافيين. واستدركت بولغرين قائلة إن الكثيرين سيحتجون ويقولون إن حماس لا تشبه الجيش النظامي للدولة، صحيح كما تقول، لكن هذا لا يحلل إسرائيل من المسؤولية عن استمرار هجومها في غزة وعدم اهتمامها بالأدلة عن هجوم مقبل لها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store