
صفا الجميل... الكومبارس الذي أحب ليلى مراد وأسمهان في صمت
صفا الجميل، أو صفصف كما كان يلقب، لم يكن مجرد وجه مميز في السينما المصرية، بل كان حالة فنية وإنسانية استثنائية، تركت أثرًا خفيفًا على الشاشة وثقيلًا في القلوب. صفاء الدين حسين زكي الفيضي، الذي عرفه الجمهور باسم صفا الجميل، بدأ مشوارًا فنيًا مختلفًا، مزج فيه بين الكوميديا الصامتة، والحضور الطيب، وقصص الحب التي عاشها في الظل.
بداية مختلفة... ونقطة تحول
لم تكن انطلاقته تقليدية، فقد اكتشفه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وكان يتفاءل بوجوده، فقدمه للمخرج محمد كريم، ليشارك في فيلم "دموع الحب" عام 1935. بعدها، التقطه نجيب الريحاني بعينه الكوميدية الثاقبة، وقدمه في فيلم "سلامة في خير" عام 1937، ليبدأ مشوارًا طويلًا من الأدوار الصغيرة لكن المؤثرة، رغم إعاقته ومظهره المختلف.
الكومبارس المحبوب... الذي أخلص في الحب
صفا الجميل لم يكن نجم شباك، لكنه كان نجمًا في الكواليس والقلوب. أثيرت حوله قصص حب كثيرة، كلها كانت من طرف واحد، عايشها بصدق واحتفظ بها لنفسه. أحب المطربة ليلى مراد أثناء تصوير فيلمها "يحيا الحب"، وكان على وشك أن يطلب يدها، لكنه تراجع كل مرة، بسبب إحساسه بأنه لا يملك الوسامة الكافية. حين علمت ليلى بمشاعره، فاجأته بقولها: "ده أنت صفا الجميل"، ومن هنا، أصبح هذا الاسم هو هويته الفنية والشخصية.
في قصة أخرى، أحب أسمهان واعتقد أنها تبادله المشاعر، خاصةً مع حرصها على وجوده الدائم في الاستوديو أثناء عملها. لكن كعادته، ظل يحتفظ بمشاعره في صمت، مكتفيًا بالحب من بعيد.
موسيقاه... ومكانته بين النجوم
إلى جانب التمثيل، كان صفا الجميل عاشقًا للموسيقى، وأتقن العزف على آلة الكمان. وصفه الفنان رشدي أباظة بأنه "طبق السلطة الجميل" على مائدة الفن، في إشارة إلى دوره المحبب رغم بساطته. كان الكثير من النجوم يعتبرونه فأل خير، بينهم عبد الوهاب، أسمهان، أنور وجدي، وصالح جودت، وكانوا يحرصون على وجوده في كواليس أعمالهم.
الوجه غير النمطي... والحضور المختلف
بسبب ملامحه، حصره المخرجون في أدوار الشخص المعاق ذهنيًا أو "الحرنكش" المدلل، كما في فيلم "فيروز هانم". ورغم أن الجمهور ظن أنه يعاني فعلًا من مشكلة ذهنية، إلا أنه في لقاء قديم أوضح أنه لا يعاني من أي مشكلة صحية، وإنما كانت ملامحه غير مألوفة، وقد تعامل مع ذلك بروح مرحة، حيث قال ساخرًا: "مش يمكن يعملوا مسابقة لأغرب وجه في العالم وأفوز أنا بيها؟".
وصفه البعض بأنه "نوفل السينما المصرية"، نظرًا لدوره المميز في فيلم "شباك حبيبي". كانت أدواره دائمًا صغيرة الحجم لكنها كبيرة التأثير، ومن أبرز أفلامه: "غزل البنات"، "اليتيمتين"، "جوز الأربعة"، "مدرسة البنات"، "سلفني 3 جنيه"، و"مطلوب أرملة" الذي كان آخر ظهور له قبل رحيله عام 1966.
صفا الجميل

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المصري اليوم
منذ 3 أيام
- المصري اليوم
عيد ميلاد «عادل إمام».. الخالد فى ضمائرنا
حين لا تعرفُ بلدًا ما: لم تزره ولم تقرأ عنه، فإن هذا البلد بكامله يدخلك، أو تدخله، عبر بوابة «الفن»، من خلال رواية، أو لوحة، أو فيلم. فحين تسمعُ كلمة «روسيا»، فورًا تتذكّر «تشيخوف»، «ديستويفسكى»، و«تشايكوفسكى»، وحين تسمع «هولندا»، ستفكّر تلقائيًّا فى «ڤان جوخ»، وترتسمُ على صفحة عقلك طواحيُن الهواء وحقول القمح. وإذا سمعت: «النمسا»، فورًا سيعزفُ أوركسترا عقلك افتتاحيةَ السيمفونية الأربعين للعبقرى «موتسارت»، تلك التى استلهمها «الرحابنةُ» لتشدو «فيروز»: «يا أنا يا أنا أنا وياك/ صِرنا القصص الغريبة/ واتسرقت مكاتيبى/ وعرفوا إنك حبيبى» وإذا سمعتَ اسمَ «مصرَ»، ولم يسعدك الحظُّ بزيارتها، أو قراءة تاريخها العريق الذى صاغ أرقى حضارات الأرض وأجملها، فسوف ترتسمُ على شاشة عقلك صورة «أم كلثوم» تقفُ شامخةً كملكة، عاقصةً شعرَها لأعلى، وإيشاربٌ حريرى يتدلّى من خنصرها، لتشدو: «ظالمُ الحُسن شهىُ الكبرياء» كما كتب كلماتها وموسيقاها العبقريان: «إبراهيم ناجى»، «رياض السنباطى». أو يجلجلُ فى خاطرك صوتُ «يوسف وهبى» يقول: «ما الدنيا إلا مسرحٌ كبير»، أو «فؤاد المهندس» يغنّى: «أنا واد خطير»، كلمات «حسين السيد»، وموسيقى الأسطورة «محمد عبد الوهاب»، الذى يدهشنا فى موسيقى الأغانى الكوميدية الخفيفة، مثلما أدهشنا فى تلحين أعقد القصائد وأعلاها كعبًا!. ودون شك سوف يصافحُك وجهُ «عادل إمام» وهو يقول: «بلد بتاعت شهادات صحيح!»، أو حتى ملامحه صامتًا متعجّبًا من قول إلى الإرهابى: «أنت مكانك مش هنا، مكانك فوووق»، وعشرات التعبيرات الشهيرة التى غرسها «عادل إمام» فى ذاكرة الوعى المصرى خلال ستين عامًا من السينما والمسرح والدراما كسرت حاجز المائة وسبعين عملا. كنتُ فى المملكة العربية السعودية، وبعد كلمة نطقتُها، توقف رجلٌ من الشرق الأقصى، كان يسير مع أسرته، ثم أسرع نحوى، ودون مقدمات قال لى بعربية متعثّرة: «أنتِ مصرى؟»، فقلتُ له: «نعم أنا مصرية». فابتسم بسعادة وقال: (تعرفى «عادل إمام»؟ سلم عليه!) فابتسمتُ ووعدته بأن أفعل. وبعد سنوات أوفيتُ وعدى فى الطائرة التى جمعتنى بالفنان الكبير فى طريقنا إلى «مهرجان جرش» بالأردن. نقلتُ له تحية الرجل الآسيوى، فشكرنى ثم ابتسم ابتسامته الشهيرة وقال: «طب هو مبيجيش ليه؟ مش يبقى ييجى؟!»، وانفجر الحضور بالضحك. «عادل إمام» ظاهرةٌ فنية مصرية لها أثرُها البالغ، وبصمتُها القوية فى تاريخ الدراما المصرية. خلال أفلامه طرح وناقش همومَ المجتمع، ورفع إصبعَ الاتهام عنيفًا فى وجه أخطر أدران المجتمع. فُصامية التطرف والإرهاب: «الإرهابى»، العشوائيات وأزمة الإسكان: «كراكون فى الشارع»، تآكُل السلام المجتمعى: «حسن ومرقص»، الرفض الشعبى للتطبيع مع إسرائيل: «السفارة فى العمارة»، الانشطار المجتمعى: «عمارة يعقوبيان»، الفساد والاتّجار الدينى: «طيور الظلام»، الوطنية فى مواجهة الفساد الإدارى: «اللعب مع الكبار»، الاسترقاق والانسحاق الطبقى: «المنسى»، استغلال الجهل والعَوز: «رجب فوق صفيح ساخن»، و«عنتر شايل سيفه»، البيروقراطية ومتلازمة ستوكهولم: «الإرهاب والكباب»، فساد الأخلاق وإفساد القيم المهنية: «الأفوكاتو»، وغيرها العديد من المشاكل المجتمعية التى تُعثِّر المجتمعات وتعوِّق نهوضَه. يأتى «الفنُّ» ويُسلَِّط الضوء عليها، لكى يرى سوءتَها المُشاهِدُ، فيختصمها وجدانُه ويرفضها، ومن ثم يبدأ المجتمع فى علاجها. الأعمال الفنية حاملةُ الرسالة، تعقِد مقارنةً كاشفة بين الخطايا، فى مقابل القيم العليا التى تتسرّب إلينا خلال أبطال العمل، فيستقر فى ضميره أن الخلود والبقاء لقيم: الحق- الخير- الجمال. وهنا لابد من تقديم التحية للعبقرى المصرى «وحيد حامد»، وكذلك «يوسف معاطى»، اللذين صاغا بقلميهما تلك التحف الفنية. نجح «عادل إمام» فى استصراخ «المسكوت عنه» من أدران الواقع المصرى التى نالت منه خلال خمسة عقود، وتسليط الضوء على هموم المواطن البسيط وأحلامه وصراعه من أجل العيش الكريم والتحقق. وتلك واحدة من أهم رسائل الفن وأخطرها. وتتجلى عبقرية «عادل إمام» فى تقديم الكارثة عبر الكوميديا، فيجعلك تبتسمُ وأنت تتجرّع كأسَ المرّ. تتأمل أحداثَ الدراما وتبحث عن نفسك بين أبطاله، الطيبين والأشرار. ولا شك أنك واجدٌ نفسك هنا أو هناك، فى عمل ما من أعمال «عادل إمام». القوى الناعمة، هى السفيرُ الأغزرُ سَفرًا، والأسرعُ وصولا، والأعمقُ أثرًا، والأبرعُ تمثيلا لبلاده فى عيون الغرباء. القوى الناعمة، المتمثلة فى الفنون الستة: «المسرح، الموسيقى، الشعر- العمارة، النحت، التشكيل»، ثم تأتى السينما، الفن السابع، فترتسم فى رأسك «الصورةُ الأولى» عن بلد لم تزره. لأن بلدًا لم تطأه قدمُك، سيبادرُ هو بزيارتك فى بيتك، عبر الفنون السبعة. والسينما هى الأسرعُ وصولا. فى عيد ميلاده الخامس والثمانين، أقول للزعيم: «شكرًا على الخيوط المحورية التى نسجتها على قماشة الفن المصرى الغنية بعظماء فنانيها. كل عام وأنت جميل. ومهما اخترتَ أن تحتجبَ عن عيونِنا، فإن عيونَنا لن تنساك، لأنك خالدٌ فيها».


فيتو
منذ 5 أيام
- فيتو
وردة الجزائرية.. 13 عامًا على رحيل أميرة الطرب العربي.. قدمت مع زوجها بليغ حمدي أشهر أغانيها.. شاركت في بطولة 5 أفلام سينمائية.. وهذا موقفها من مصر
وردة الجزائرية ، الملقبة بـ "أميرة الطرب العربي" كانت تملك صوتا قويا جميلا، غنت لكبار الملحنين والشعراء، واصطدمت برؤساء مصر حتى منعت سنوات طويلة من دخول مصر، من اشهر أغانيها 'العيون السود' و'فى يوم وليلة'، قدمت مع بليغ حمدى بعد زواجها منه أشهر أغنياتها، وقدمها المنتج حلمى رفلة للسينما فى فيلم غنائى، ورحلت فى مثل هذا اليوم عام 2012. ولدت المطربة وردة فتوكى الشهيرة بـ وردة الجزائرية عام 1939، من أم لبنانية وأب جزائرى، عملت بالغناء منذ كانت طفلة في السابعة من عمرها، وتعلمت الغناء على يد الملحن التونسى الصادق ثريا فكانت تؤدى فقرة خاصة فى الملهى الذى كان يمتلكه والدها فى باريس، بتقديم أغنيات عبد الوهاب وأم كلثوم. ابنة بلد المليون شهيد عرف عن وردة التى قدمت من الجزائر، بلد المليون شهيد، حبها الشديد لبلادها، فقد قالت: 'ولدت للآسف في باريس مهد الاستعمار، مما زاد حقدي عليهم، وذلك لظروف عمل والدي بالتجارة هناك، وكنا نملك هناك فندقا وملهى إلا أن وجودنا في باريس مكننا من تقديم أكبر مساعدة لأبناء بلدنا، فقد كنا ممنوعين من دخول الجزائر؛ لأن شقيقي كان متهما بتهريب الأسلحة إلى المجاهدين، ونتيجة لذلك أيضا أغلق الفرنسيين الفندق، واعتبروه مركزا لجيش التحرير الجزائري، اضطررنا إلى إغلاق الملهى أيضا، عدت بعدها إلى الجزائر'. المظ وعبد الحامولى كانت البداية قادت الصدفة وردة الجزائرية للغناء فى مصر بعد أن اكتشفها الفنان الجزائرى أحمد التيجانى فقدمها فى الإذاعة الفرنسية الموجهة إلى العرب فى شمال افريقيا ونجحت، وعندما بلغت السابعة عشرة سافرت إلى بيروت مرة أخرى وغنت هناك فى ملهى طانيوس، وكان الموسيقار محمد عبد الوهاب موجودا فى إحدى الحفلات وعندما سمعها تغنى أعمال أم كلثوم نصحها بالحضور إلى مصر وحكى عنها للمنتج حلمى رفلة الذى كان يستعد لانتاج فيلم (ألمظ وعبده الحامولى) واختارها لبطولة الفيلم. وردة الجزائرية ونظرا لجمال صوتها فى أغنيات فيلم ألمظ وعبده الحامولى اختارها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لتكون ضمن فريق غناء نشيد (وطنى حبيبى وطنى الأكبر) وطلب من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب إدراجها ضمن مطربى النشيد،وبدأت وردة الجزائرية طريق الشهرة في مصر. مصر هى نبض قلب وردة عشقت وردة الجزائرية مصر وكانت تقول عنها دائما 'مصر هي نبض قلبي، ولو ابتعدت عن مصر لتوقف قلبي عن النبض' ومن هنا غنت لمصر الكثير من الأعمال، وكانت من أوائل الفنانين الذين غنوا في الساعات الأولى لعبور القوات المسلحة خط بارليف في حرب 1973، وفي إصرار على مشاركتها بالغناء في الحدث العظيم ذهبت إلى مبنى ماسبيرو وبصحبتها الملحن بليغ حمدي، والشاعر عبد الرحيم منصور، وأصرت على تسجيل أغنيتي 'وأنا ع الربابة باغنى'، و"بسم الله الله أكبر"، التي ألهبت حماس الجنود على الجبهة والجماهير في بيوتهم، وزاد على ذلك أنها تنازلت عن أجرها في هذه الأغانى. عرفت وردة فى البداية بأغنياتها فى فيلم المظ وعبده الحامولى وهى (روحى وروحك حبايب، يانخلتين فى العلالى، اسال دموع عينيا )، لكن صادف صوتها النجاح والشهرة بعد أن لحن لها رياض السنباطى أغنية " لعبة الأيام " التى كانت بداية قوية فى طريقها قدمت بعدها أجمل الأغنيات منها (أوقاتى بتحلو، العيون السود، ومالى وأنا مالى بالأحزان أنا مالى، مستحيل، خليك هنا بلاش تفارق، اشترونى وازرعوا فى القلب وردة، وفرحانة، فى يوم وليلة، حكايتى مع الزمان، أوقاتى بتحلو)، وغيرها، وكانت آخر أعمال وردة الجزائرية أغنية "أيام" التى قدمتها عام 2009 من خلال ألبوم "اللى ضاع من عمري" الذى طرح بالأسواق قبل رحيلها بشهور قليلة وهو للشاعر مروان خورى. 5 أفلام انتهت بصوت الحب قدمت وردة للسينما عددا قليلا من الأفلام لم يتعد الخمسة بدأتها بفيلم 'ألمظ' وعبده الحامولى مع الفنان عادل مأمون لأول مرة فى السينما، تبعته بأفلام (أميرة العرب، آه ياليل يازمن، حكايتى مع الزمان)، وكان آخرها صوت الحب مع حسن يوسف. أحب الجمهور باختلاف طبقاته صوت وردة، فاستمع إليها المثقف والعامل والطالب، والفقير والغنى والعاشق والمجروح، فكانت صوتا لكل عربى، ووصف وردة الملحن حلمى بكر بالصوت الرنان وهى تلميذة عبد الوهاب التى صقلها بليغ حمدى وقال عنها عمار الشريعى: صوت رنان والغناء عندها هو الحياة. وردة الجزائرية فى مجدها نجحت وردة الجزائرية فى مواكبة العصر حين طورت من أغانيها وقدمتها في شكل جديد حين غنت جرب نار الغيرة ففتحت الباب بالتعاون مع الملحنين والشعراء الشباب كما قدمت أغنية "بتونس بيك" من ألحان صلاح الشرنوبى. اصطدمت وردة الجزائرية بالسلطة فى عهد الرؤساء السابقين جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسنى مبارك حيث أشيع حولها عدد من القصص التي تؤكد علاقتها بالمشير عبد الحكيم عامر الأمر الذي جعل البعض يتهمها بأنها أحد أسباب نكسة 67 فمنعها عبد الناصر من دخول مصر، ثم سمح لها السادات بدخول مصر والغناء مرة ثانية. دفنت بالجزائر بناء على وصيتها أصيبت وردة بمرض بالكبد وفي عام 1998 أجرت عملية زرع كبد ونقل إليها كبد أحد الأشخاص المتوفين الأمر الذي أثار جدلا وقتها حول مدى جواز نقل الأعضاء بين المتوفين والأحياء ورحلت فى مثل هذا اليوم 17 مايو عام 2012 إثر أزمة قلبية ودفنت في الجزائر بناء على وصيتها لتكون وسط أبنائها فى نهاية المطاف. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الدستور
منذ 5 أيام
- الدستور
هكذا أصبحت وردة الجزائرية صوتًا للعروبة بين باريس والجزائر ومصر
في ذكرى وفاتها.. في مثل هذا اليوم وتحديدا يوم 17 مايو لعام 2012، أُسدل الستار على واحدة من أنقى الأصوات العربية وأكثرها تأثيرًا، هى الفنانة وردة الجزائرية، فقد كانت صوتًا عابرًا للحدود، بين فرنسا والجزائر ومصر، حيث حملت في صوتها وجدان ثلاثة أوطان، ووهبت الفن العربي زخما لا يُنسى من الإحساس والأصالة، إذ غنت للحب وللوطن والفرح والانكسار، كما أنها كانت أكثر من مطربة؛ ويمكن اعتبارها بمثابة تجربة شعورية كاملة، وذاكرة موسيقية حية. وردة الجزائرية.. ولادة فنية من رحم التعدد وُلدت وردة في باريس عام 1939 لأب جزائري وأم لبنانية، وتربّت في كنف أسرة موسيقية تدير ملهى ليليًا شهيرًا في الحيّ اللاتيني، حيث استمعت في طفولتها المبكرة إلى أصوات عمالقة الغناء العربي مثل أم كلثوم وعبدالوهاب، إلى جانب الموسيقى الغربية. كانت بدايتها الفنية من فرنسا، لكن الانطلاقة الحقيقية بدأت من بيروت والجزائر، قبل أن تحتضنها مصر، بلد الفن الأول في ذلك الزمن، وتصبح مركز إشعاعها الأكبر. وردة ومصر.. قصة عشق فني ووطن حين وصلت وردة إلى مصر، فتحت أمامها الأبواب، آمن بها الموسيقار محمد عبدالوهاب، ومنحها لحنًا في أول أفلامها "ألمظ وعبده الحامولي"، ثم كانت النقلة الكبرى مع بليغ حمدي، الذي كوّنت معه واحدة من أروع الثنائيات في تاريخ الغناء العربي. وقدّمت في مصر أعمالًا لا تُنسى: "بتونس بيك"، "في يوم وليلة"، "خدني معك"، "أكذب عليك"، "أنده عليك"، وغيرها من الأغاني التي ترسّخت في الوجدان العربي، كما غنت لمصر "وطني حبيبي الوطن الأكبر"، وشاركت في المناسبات القومية، لتُصبح "وردة" رمزًا عربيًا جامعًا. وردة.. جزائرية الصوت والهوى رغم سنوات الغياب الطويلة عن الجزائر بسبب ظروف سياسية، عادت وردة إلى وطنها الأم لتغني له، وتكرّم فيه، وتستعيد مكانتها كرمز وطني، وغنت للجزائر "بلادي أحبك"، و"عيد الكرامة"، لتؤكد أن انتماءها ظل نابضًا في صوتها، حتى لو تأخر اللقاء. ومن الستينيات إلى العقد الأول من الألفية، احتفظت وردة بمكانتها في قلوب الجماهير، وجددت صوتها في تجارب مختلفة، بينها تعاونها مع الملحن صلاح الشرنوبي في "حرمت أحبك"، وظهورها اللافت مع الجيل الجديد في فيديو كليب "أيام" عام 2006.