logo
مشروع القرن بين ضفتي المتوسط: النفق البحري المغربي الإسباني يدخل مرحلة الحسم

مشروع القرن بين ضفتي المتوسط: النفق البحري المغربي الإسباني يدخل مرحلة الحسم

بلبريس١٢-٠٥-٢٠٢٥

بلبريس - ليلى صبحي
عاد مشروع النفق البحري بين المغرب وإسبانيا إلى واجهة الاهتمام السياسي والهندسي، بعدما أعلنت الحكومة الإسبانية تخصيص تمويل جديد لإجراء دراسات متقدمة حول جدواه الفنية والمالية. ويهدف هذا المشروع الطموح إلى إنشاء رابط قارّي ثابت بين أوروبا وإفريقيا عبر مضيق جبل طارق، من خلال نفق بحري يربط سواحل طريفة أو الجزيرة الخضراء بمدينة طنجة، مما سيُشكّل تحوّلاً استراتيجياً في بنية النقل والخدمات بين القارتين.
وقد خفضت وزارة النقل الإسبانية، التي يشرف عليها أوسكار بوينتي، الميزانية المخصصة لهذه المرحلة من 2.4 إلى 1.6 مليون يورو، وهو ما أكّدته شركة "سيكجسا" الإسبانية المشرفة على المشروع، موضحة أن تقليص الميزانية يعود إلى حذف بعض المراحل من النسخة الأولى من الدراسة، بينها إلغاء نفق استطلاعي وتبسيط تحليل المسارات البديلة.
في المقابل، أوكلت الحكومة إلى شركة "إينيكو" العمومية مهمة إعداد دراسة الجدوى المالية وتقييم الطلب المتوقع على المشروع، إلى جانب تحديد أنسب نقطة لإنشاء النفق، والتي تنحصر حالياً بين منطقتي طريفة والجزيرة الخضراء في اتجاه قادس.
بالتوازي مع ذلك، تواصل شركة "هيرينكنيشت" الألمانية المتخصصة في تقنيات حفر الأنفاق تقييم الجوانب التقنية للمشروع، وهي بصدد إعداد تقرير نهائي حول مدى قابلية تنفيذه، من المنتظر أن يُنشر خلال شهر يونيو المقبل. هذه المعطيات التقنية تتكامل مع اتفاقيات وُقّعت مؤخراً بين المغرب وإسبانيا لتعزيز التعاون الهندسي والعلمي بشأن المشروع، شملت رقمنة الوثائق وتبادل المعطيات وتطوير حلول لمواجهة التحديات الجيولوجية المعقدة في قاع المضيق.
هذا النفق، الذي يُتوقّع أن يمتد على طول يتجاوز 40 كيلومتراً، منها نحو 28 كيلومتراً تحت سطح البحر، سيضم مسارين للسكك الحديدية ونفقاً ثالثاً للخدمات.
ويرى الخبراء أنه سيُحدث نقلة نوعية في الربط بين ضفتي المتوسط، وسيساهم في تسريع تنقل الأشخاص والبضائع، وإعادة هيكلة الجغرافيا اللوجستية والتجارية بين الضفتين، خصوصاً أن مضيق جبل طارق يُعدّ من أكثر الممرات البحرية حركةً في العالم. كما يعزّز المشروع موقع المغرب كمحور لوجستي بين إفريقيا وأوروبا، ويفتح آفاقاً استثمارية جديدة في مجالات النقل والطاقة والصناعة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسبانيا تزود المغرب بكاميرات متطورة لتعزيز مراقبة حدود سبتة ومليلية
إسبانيا تزود المغرب بكاميرات متطورة لتعزيز مراقبة حدود سبتة ومليلية

ناظور سيتي

timeمنذ 6 ساعات

  • ناظور سيتي

إسبانيا تزود المغرب بكاميرات متطورة لتعزيز مراقبة حدود سبتة ومليلية

المزيد من الأخبار إسبانيا تزود المغرب بكاميرات متطورة لتعزيز مراقبة حدود سبتة ومليلية ناظورسيتي : متابعة خصصت الحكومة الإسبانية، بقيادة بيدرو سانشيز، مبلغاً يناهز 654 ألف يورو (حوالي 7.1 مليون درهم مغربي) لتمويل اقتناء معدات لوجستية سيتم تسليمها للمغرب، في إطار جهود مشتركة للحد من الهجرة غير النظامية. وتتضمن هذه المعدات 91 كاميرا حرارية غير مبردة و281 حاملاً ثلاثي القوائم، بهدف تعزيز قدرات المملكة في مراقبة حدودها والتصدي لتدفقات الهجرة، باستخدام تكنولوجيا متقدمة توفر رصداً دقيقاً ومستمراً. يتم تنفيذ هذا المشروع عبر مؤسسة FIAP، التابعة لوزارة الخارجية الإسبانية، والتي تشرف على التنسيق ضمن شراكة أوروبية إفريقية تهدف إلى تطوير التعاون التقني في مجال مراقبة الحدود. وقد أُسندت صفقة التوريد، بتاريخ 30 أبريل الماضي، إلى تحالف مؤقت بين شركتي "بلانيفيكاسيونيس سان أدريان ديل باي" و"فيزيون تارغت"، بقيمة إجمالية بلغت 654,142.58 يورو، مع تحديد أجل أقصاه خمسة أشهر لتنفيذ المشروع. وينص العقد أيضاً على تنظيم دورات تدريبية لفائدة أطر وزارة الداخلية المغربية، لتمكينهم من الاستخدام الأمثل لهذه المعدات المتطورة وتعزيز كفاءاتهم التقنية في هذا المجال. وتعكس هذه المبادرة التعاون المتنامي بين المغرب وإسبانيا في المجال الأمني، خصوصاً فيما يتعلق بمراقبة الهجرة، كما تندرج ضمن مقاربة شاملة تروم تحقيق حلول مستدامة لمواجهة التحديات الأمنية والإنسانية المرتبطة بالهجرة غير النظامية.

المغرب في المرتبة 11 ضمن أكبر مصدري البطيخ الأصفر
المغرب في المرتبة 11 ضمن أكبر مصدري البطيخ الأصفر

بلبريس

timeمنذ 8 ساعات

  • بلبريس

المغرب في المرتبة 11 ضمن أكبر مصدري البطيخ الأصفر

بلبريس - ياسمين التازي أفادت منصة 'هورتو إنفو' المختصة في تحليل البيانات الفلاحية. أن المغرب احتل المرتبة التاسعة عالميًا من حيث قيمة مداخيل صادراته من البطيخ الأصفر، والمرتبة الحادية عشرة من حيث حجم هذه الصادرات. وأظهر التقرير الذي اعتمد على إحصائيات الأمم المتحدة، 'COMTRADE'، أن المغرب قد صدّر سنة 2024 أزيد من 43 مليون كيلوغرام من البطيخ، بقيمة تقارب 61 مليون يورو. وعلى مستوى الأسعار، أوضح المصدر ذاته أن البطيخ المغربي شديد التنافسية في الأسواق الخارجية، حيث بلغ متوسط سعر بيع البطيخ المغربي 1,41 يورو للكيلوغرام، وهو ثالث أعلى سعر عالميًا بعد ميانمار (2,90 يورو/كغ) وفرنسا (1,53 يورو/كغ). أما على المستوى العالمي، أبرز التقرير أن إجمالي حجم صادرات البطيخ عالميًا بلغ أكثر من 2 مليار كيلوغرام، بقيمة إجمالية قدرت بـ 1,64 مليار يورو، مشيرا إلى أن إسبانيا احتلت المرتبة الأولى عالميًا في تصدير البطيخ، إلى أن تجاوزتها غواتيمالا في سنة 2023، قبل أن يتم تأكيد هذا التفوق سنة 2024. وأضاف أن غواتيمالا صدرت أزيد من 364 مليون كيلوغرام، أي ما يمثل 18% من السوق العالمية من حيث الحجم. ومع ذلك، لا تزال إسبانيا تحتفظ بالريادة من حيث العائدات، محققة 314 مليون يورو بفضل أسعار البيع المرتفعة، رغم أنها أقل من أسعار المغرب. وتأتي البرازيل خلف المصدرين الرئيسيين، حيث صدّرت 243 مليون كيلوغرام من البطيخ سنة 2024. كما تبرز دول مثل الصين (166,14 مليون)، الولايات المتحدة (157,26 مليون)، والهندوراس (153,9 مليون) ضمن الستة الأوائل. وتأتي هذه الأرقام في وقت لا زالت زراعة البطيخ بنوعيه (الأحمر والأصفر) تعرف قيودا بسبب توالي سنوات الجفاف، حيث تقوم العديد من المناطق، على رأسها مدينة زاكورة المعروفة بهذه الزراعة، بتقنينها وذلك من خلال تحديد المساحة القابلة للاستغلال في زراعة البطيخ في ما بين نصف هكتار وهكتار واحد كحد أقصى، إلى جانب المنع الكلي لزراعة البطيخ بالمناطق المتواجدة بالقرب من حقول ضخ مياه الشرب، والمحددة من طرف اللجنة المحلية.

ولد الرشيد: أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي منصة استراتيجية لتعزيز السيادة الطاقية
ولد الرشيد: أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي منصة استراتيجية لتعزيز السيادة الطاقية

بلبريس

timeمنذ 10 ساعات

  • بلبريس

ولد الرشيد: أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي منصة استراتيجية لتعزيز السيادة الطاقية

بلبريس - ليلى صبحي أكد محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، أن المغرب، في تنسيق وثيق مع نيجيريا، يواصل العمل على مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، الذي يشكل خطوة محورية نحو تثمين الموارد الطاقية بالقارة الإفريقية وتعزيز ولوج بلدان غرب إفريقيا إلى طاقة نظيفة ومستدامة. وجاءت تصريحات ولد الرشيد خلال افتتاح الدورة الثالثة لمنتدى مراكش البرلماني الاقتصادي الأورومتوسطي والخليجي، الذي ينعقد تحت الرعاية الملكية السامية. واعتبر أن المشروع يشكل منصة استراتيجية مستقبلية، ليس فقط في مجال الغاز الطبيعي، بل أيضًا في نقل الهيدروجين الأخضر، بما يعزز مكانة إفريقيا كمزود طاقي عالمي، ويجعل من هذا الأنبوب أطول بنية تحتية لوجستية للطاقة في العالم عند اكتماله. كما شدد رئيس الغرفة الثانية على أن المنتدى البرلماني يشكل فرصة لترسيخ الحوار والتعاون الإقليمي، وتبادل التجارب في مجال التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن النمو الاقتصادي العادل والشامل يمر عبر الاستثمار في الرأسمال البشري، وتعزيز آليات التمويل المشترك، وربط الأسواق المالية، إلى جانب إنشاء بنوك وصناديق استثمارية إقليمية قادرة على دعم المشاريع الكبرى. ودعا ولد الرشيد البرلمانات إلى لعب دور أكثر فاعلية في الدفع نحو هذا التكامل، من خلال الترافع وإعداد تشريعات ملائمة تواكب التحولات وتُيسر انبثاق نماذج تعاون ناجعة. ولم يغفل التحديات الراهنة التي يواجهها العالم، وفي مقدمتها ضرورة إرساء حكامة رشيدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، بالنظر إلى تأثيره العميق على المجتمعات واقتصادات المستقبل. وأبرز في هذا الصدد أن العالم يواجه تحولات مناخية وتكنولوجية تتطلب تفكيرًا استباقيًا ونماذج تدبير جديدة تتسم بالابتكار والانفتاح. واختتم ولد الرشيد مداخلته بالتأكيد على أن هذه المرحلة تشكل لحظة مفصلية لإعادة صياغة نموذج اقتصادي عالمي أكثر عدالة، قائم على شراكات متكافئة، معربًا عن أمله في أن تثمر مخرجات المنتدى توصيات طموحة تعزز الدينامية التنموية بمنطقتي البحر الأبيض المتوسط والخليج.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store