logo
محمد عبدالوهاب الشيباني :القارئ المهووس..أكثر من مجرد شاعر أو ناقد

محمد عبدالوهاب الشيباني :القارئ المهووس..أكثر من مجرد شاعر أو ناقد

اليمن الآن١٣-٠٥-٢٠٢٥

الأديب اليمني الشامل محمد عبدالوهاب الشيباني، ذلك القارئ المهووس، كاد يكون من القلائل الذين لا زالوا يتأملون الكتب أكثر مما يتأملون شاشات هواتفهم المحمولة. رغم أنه نادرا ما يستخدم الهاتف للكتابة، إلا أنه يبقيه قريبا لقراءة 'بعض الموضوعات' التي يشاركها الأصدقاء على مواقع التواصل. لكن الحنين إلى الورق هو الذي يسكنه، فقد أصبح التاريخ -لا سيما التاريخ اليمني- أحد أبرز اهتماماته في الآونة الأخيرة. ومع ذلك، ظلت الرواية هي العشق الأول، وهي المساحة التي طالما تعمق فيها، حتى أصبح لديه مكتبة غنية بالروايات التي قرأها بشغف واستمتاع. إنه ذلك النوع من القراء الذي يعود لقراءة الروايات أكثر من مرة، مثلما يعود إلى قراءة كتب المذكرات التي تولي مكانة خاصة في قلب مكتبته؛ تلك الكتب التي يعتبرها أقرب إلى الشهادات الحية على الذاكرة الإنسانية.
الشيباني ليس فقط قارئا نهما، بل هو أيضا شاعر من الطراز الأول. ينتمي إلى جيل التسعينيين الذين تركوا بصمة مميزة في ساحة الأدب اليمني. وبينما تخصص في كتابة قصيدة النثر، أبدع أيضا في الصحافة الثقافية؛ فقد كتب في منابر ثقافية بارزة مثل صحيفة 'الثقافية' وصحف أخرى كـ'الجمهورية' و'الشارع'. ومجلة الفيصل وموقع بلقيس و….
لم يكن الشيباني يكتب فقط عن الأدب، بل كان واحدا من الأصوات التي لا تتردد في طرح تساؤلاتها حول الانحدار الثقافي في اليمن. ففي نظره، لم تكن الحرب مجرد تدمير للمجال الحيوي للبلاد، بل كانت -أكثر من ذلك- بمثابة عملية 'إلغاء' كاملة للفضاء الثقافي وحرية التعبير. ويرى أن استبداد الأطراف المتحاربة خلق حالة من التضييق على كل ما يرتبط بالحياة والتفكير والحرية، وكأن الثقافة باتت ضحية أولى لحرب بلا هوادة.
الشيباني يترأس حالياً منصة خيوط المهمة ، وهو يتجلى بصفته ممثلا لفن الحساسية الجديدة: قصيدة الشارع والمكان والوجوه والتاريخ و..
على مدار ثلاثين عاما من الكتابة، شكل الشيباني مسيرة غنية تنوعت بين الشعر والنقد الثقافي. وتتمثل تجربته الشعرية في أربع مجموعات، منها: ' تكييف الخطأ' (2001)، أوسع من شارع أضيق من جينز (2003)، مرقص/ الليل محمل بحصته الثخينة (2004)، ونهار تدحرجه النساء (2014). فضلا عن مجاميع تنتظر النشر.'أقدام تتهيأ لركل المديح'
و'المسافة التي تتوسط العبث المهذب'.
يُلاحظ في شعره مزاوجة بين الأماكن والوجوه والوجع، مما يجعل قصيدته دائما متعلقة بالشارع والمكان، وكأنها مرآة لأوجاع الشعب اليمني.
إنه 'فن الحساسية الجديدة'، كما يصفه البعض، هو ما يميز شعر الشيباني. فقصيدته تعيش حالة من التصالح مع كل ما هو يومي وبسيط، لكنها تغوص في عمق الألم والجمال معا. إنه شاعر يستشعر الأماكن بحدة، ويرصد الوجوه كما لو كانت كل وجهة تحمل قصة. ومثلما يوثق الشيباني لرحلة الشارع والأمكنة والوجوه في الشعر، يفعل الأمر ذاته في النقد؛ إذ ينتقل بين النقد الشعري والسردي وصولا إلى النقد البصري للتشكيل والتصوير الفوتوغرافي وفضاءات الرواية.. نظرته النقدية ليست تلك التي تهتم فقط بالمعايير الفنية، بل تسعى إلى كشف العلاقات الاجتماعية والسياسية التي تنعكس في النصوص الأدبية. يرى أن الرواية، أكثر من غيرها من الفنون، قادرة على أن تكون وسيلة لفهم الاضطرابات العميقة في المجتمع اليمني؛ فهي تحمل في طياتها أصوات الشخصيات المهمشة والمقهورة، وتطرح الأسئلة التي قد تعجز السياسة عن الإجابة عليها. ومن هنا، ظل الشيباني يرى الرواية كنافذة يمكن من خلالها رؤية واقع البلاد ومآسيها بطريقة أعمق.
لقد كانت حساسيته العالية تجاه الفن بشكل عام تظهر في قراءاته النقدية، سواء للشعر أو للسرد أو للفن التشكيلي، مما يجعله أحد أبرز النقاد في اليمن في هذا الصدد.
محمد عبد الوهاب الشيباني لم يكن فقط شاعرا وكاتبا وناقدا، بل أيضا محاسبا في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين. هذا الدور الإداري سمح له بالاقتراب من المؤسسة الثقافية التي كانت تلعب يوما ما دورا محوريا في الحياة الثقافية اليمنية. لكن الشيباني يرى أن هذا الاتحاد، مثل الكثير من المؤسسات الأخرى، تأثر سلبا بالشحن المناطقي والوعي التشطيري الذي دمر الوحدة الثقافية. لقد كان انقسام الاتحاد، وفقا للشيباني، جزءا من الانهيار الثقافي العام الذي شهدته البلاد؛ ففي الوقت الذي كانت فيه ساحات الاحتجاج تعج بالمطالبات بإسقاط النظام في الشمال وإسقاط الوحدة في الجنوب، كان الاتحاد صامتا بلا صوت.
وكذلك يرى الشيباني أن الاتحاد لم يكن حاضرا في هذه التحولات الكبيرة، وكان غياب دوره علامة على التدهور الثقافي الذي تشهده البلاد. وبالنسبة له، فإن الثقافة لا يمكن أن تزدهر في بيئة تتسم بالصراعات والحرب. ولذلك، كان استبداد المتحاربين هو السبب الرئيسي في تدهور حرية التعبير والإبداع، وقد أثر ذلك بشكل مباشر على الأدباء والكتاب، الذين وجدوا أنفسهم معزولين في فضاء مغلق.
وفي ظل تعطل الدبلوماسية وتفاقم الصراع المسلح،يرى السياسة المتعطلة والحل المنشود: العودة إلى طاولة السياسة. يظل الشيباني مقتنعا بأن الحل في اليمن لا يمكن أن يأتي إلا عبر السياسة. فهو يرى أن الدبلوماسية، وإن كانت الأداة الأكثر نعومة بين أدوات السياسة، تظل هي الوسيلة الأنجع لتفكيك القضايا المتصلبة. فتعطيل السياسة، وفقا له، هو ما سمح للعنف والإيديولوجيات المتطرفة بالسيطرة على المشهد. ويضيف أن الأحزاب المدنية اليمنية، مثل الحزب الاشتراكي وحزب البعث والتنظيم الناصري، تم إقصاؤها من حسابات الحرب لأنها لا تملك أذرعا عسكرية، مما جعلها غير قادرة على المشاركة في معادلة الصراع.
إن الشيباني يرى أن الحل النهائي للأزمة اليمنية يجب أن يأتي من خلال عودة السياسة إلى مسارها الطبيعي. فالسياسة، كما يقول، هي عملية تراكمية تتطلب الكثير من التسويات والكثير من العمل الكابح للعنف والفوضى. وفي الوقت الذي تعاني فيه اليمن من غياب هذه التسويات، يظل الشيباني مؤمنا بأن العودة إلى طاولة المفاوضات هي الخيار الوحيد الممكن لإنهاء الحرب.
وهكذا فأن محمد عبد الوهاب الشيباني هو أكثر من مجرد شاعر أو ناقد يمني؛ إنه عقل متقد دائما بالتساؤلات والإبداع. تجربته الشعرية تتشابك مع تجربته النقدية، وحياته الثقافية المتفردة ممتدة بين الكتابة والصحافة والنقد والسياسة أيضا. الشيباني قيادي رفيع في حزب التجمع الوحدوي اليمني- يساري' الأقلية الهائلة'كما اراه وهو الحزب الذي اسسه خالد الذاكرة والذكر الراحل المقيم عمر الجاوي وقبل حتى إقرار التعددية السياسية قبل الوحدة ليفرض شروط الديمقراطية باكراً رغم ترددات نظامي الشمال والجنوب معا.كان محمد عبد الوهاب الشيباني نائب رئيس تحرير صحيفة التجمع.إنه صوت مميز في عالم الأدب اليمني، وصاحب رؤية نقدية متعددة الأبعاد والمعنى والدلالات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محمد عبدالوهاب الشيباني :القارئ المهووس..أكثر من مجرد شاعر أو ناقد
محمد عبدالوهاب الشيباني :القارئ المهووس..أكثر من مجرد شاعر أو ناقد

اليمن الآن

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • اليمن الآن

محمد عبدالوهاب الشيباني :القارئ المهووس..أكثر من مجرد شاعر أو ناقد

الأديب اليمني الشامل محمد عبدالوهاب الشيباني، ذلك القارئ المهووس، كاد يكون من القلائل الذين لا زالوا يتأملون الكتب أكثر مما يتأملون شاشات هواتفهم المحمولة. رغم أنه نادرا ما يستخدم الهاتف للكتابة، إلا أنه يبقيه قريبا لقراءة 'بعض الموضوعات' التي يشاركها الأصدقاء على مواقع التواصل. لكن الحنين إلى الورق هو الذي يسكنه، فقد أصبح التاريخ -لا سيما التاريخ اليمني- أحد أبرز اهتماماته في الآونة الأخيرة. ومع ذلك، ظلت الرواية هي العشق الأول، وهي المساحة التي طالما تعمق فيها، حتى أصبح لديه مكتبة غنية بالروايات التي قرأها بشغف واستمتاع. إنه ذلك النوع من القراء الذي يعود لقراءة الروايات أكثر من مرة، مثلما يعود إلى قراءة كتب المذكرات التي تولي مكانة خاصة في قلب مكتبته؛ تلك الكتب التي يعتبرها أقرب إلى الشهادات الحية على الذاكرة الإنسانية. الشيباني ليس فقط قارئا نهما، بل هو أيضا شاعر من الطراز الأول. ينتمي إلى جيل التسعينيين الذين تركوا بصمة مميزة في ساحة الأدب اليمني. وبينما تخصص في كتابة قصيدة النثر، أبدع أيضا في الصحافة الثقافية؛ فقد كتب في منابر ثقافية بارزة مثل صحيفة 'الثقافية' وصحف أخرى كـ'الجمهورية' و'الشارع'. ومجلة الفيصل وموقع بلقيس و…. لم يكن الشيباني يكتب فقط عن الأدب، بل كان واحدا من الأصوات التي لا تتردد في طرح تساؤلاتها حول الانحدار الثقافي في اليمن. ففي نظره، لم تكن الحرب مجرد تدمير للمجال الحيوي للبلاد، بل كانت -أكثر من ذلك- بمثابة عملية 'إلغاء' كاملة للفضاء الثقافي وحرية التعبير. ويرى أن استبداد الأطراف المتحاربة خلق حالة من التضييق على كل ما يرتبط بالحياة والتفكير والحرية، وكأن الثقافة باتت ضحية أولى لحرب بلا هوادة. الشيباني يترأس حالياً منصة خيوط المهمة ، وهو يتجلى بصفته ممثلا لفن الحساسية الجديدة: قصيدة الشارع والمكان والوجوه والتاريخ و.. على مدار ثلاثين عاما من الكتابة، شكل الشيباني مسيرة غنية تنوعت بين الشعر والنقد الثقافي. وتتمثل تجربته الشعرية في أربع مجموعات، منها: ' تكييف الخطأ' (2001)، أوسع من شارع أضيق من جينز (2003)، مرقص/ الليل محمل بحصته الثخينة (2004)، ونهار تدحرجه النساء (2014). فضلا عن مجاميع تنتظر النشر.'أقدام تتهيأ لركل المديح' و'المسافة التي تتوسط العبث المهذب'. يُلاحظ في شعره مزاوجة بين الأماكن والوجوه والوجع، مما يجعل قصيدته دائما متعلقة بالشارع والمكان، وكأنها مرآة لأوجاع الشعب اليمني. إنه 'فن الحساسية الجديدة'، كما يصفه البعض، هو ما يميز شعر الشيباني. فقصيدته تعيش حالة من التصالح مع كل ما هو يومي وبسيط، لكنها تغوص في عمق الألم والجمال معا. إنه شاعر يستشعر الأماكن بحدة، ويرصد الوجوه كما لو كانت كل وجهة تحمل قصة. ومثلما يوثق الشيباني لرحلة الشارع والأمكنة والوجوه في الشعر، يفعل الأمر ذاته في النقد؛ إذ ينتقل بين النقد الشعري والسردي وصولا إلى النقد البصري للتشكيل والتصوير الفوتوغرافي وفضاءات الرواية.. نظرته النقدية ليست تلك التي تهتم فقط بالمعايير الفنية، بل تسعى إلى كشف العلاقات الاجتماعية والسياسية التي تنعكس في النصوص الأدبية. يرى أن الرواية، أكثر من غيرها من الفنون، قادرة على أن تكون وسيلة لفهم الاضطرابات العميقة في المجتمع اليمني؛ فهي تحمل في طياتها أصوات الشخصيات المهمشة والمقهورة، وتطرح الأسئلة التي قد تعجز السياسة عن الإجابة عليها. ومن هنا، ظل الشيباني يرى الرواية كنافذة يمكن من خلالها رؤية واقع البلاد ومآسيها بطريقة أعمق. لقد كانت حساسيته العالية تجاه الفن بشكل عام تظهر في قراءاته النقدية، سواء للشعر أو للسرد أو للفن التشكيلي، مما يجعله أحد أبرز النقاد في اليمن في هذا الصدد. محمد عبد الوهاب الشيباني لم يكن فقط شاعرا وكاتبا وناقدا، بل أيضا محاسبا في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين. هذا الدور الإداري سمح له بالاقتراب من المؤسسة الثقافية التي كانت تلعب يوما ما دورا محوريا في الحياة الثقافية اليمنية. لكن الشيباني يرى أن هذا الاتحاد، مثل الكثير من المؤسسات الأخرى، تأثر سلبا بالشحن المناطقي والوعي التشطيري الذي دمر الوحدة الثقافية. لقد كان انقسام الاتحاد، وفقا للشيباني، جزءا من الانهيار الثقافي العام الذي شهدته البلاد؛ ففي الوقت الذي كانت فيه ساحات الاحتجاج تعج بالمطالبات بإسقاط النظام في الشمال وإسقاط الوحدة في الجنوب، كان الاتحاد صامتا بلا صوت. وكذلك يرى الشيباني أن الاتحاد لم يكن حاضرا في هذه التحولات الكبيرة، وكان غياب دوره علامة على التدهور الثقافي الذي تشهده البلاد. وبالنسبة له، فإن الثقافة لا يمكن أن تزدهر في بيئة تتسم بالصراعات والحرب. ولذلك، كان استبداد المتحاربين هو السبب الرئيسي في تدهور حرية التعبير والإبداع، وقد أثر ذلك بشكل مباشر على الأدباء والكتاب، الذين وجدوا أنفسهم معزولين في فضاء مغلق. وفي ظل تعطل الدبلوماسية وتفاقم الصراع المسلح،يرى السياسة المتعطلة والحل المنشود: العودة إلى طاولة السياسة. يظل الشيباني مقتنعا بأن الحل في اليمن لا يمكن أن يأتي إلا عبر السياسة. فهو يرى أن الدبلوماسية، وإن كانت الأداة الأكثر نعومة بين أدوات السياسة، تظل هي الوسيلة الأنجع لتفكيك القضايا المتصلبة. فتعطيل السياسة، وفقا له، هو ما سمح للعنف والإيديولوجيات المتطرفة بالسيطرة على المشهد. ويضيف أن الأحزاب المدنية اليمنية، مثل الحزب الاشتراكي وحزب البعث والتنظيم الناصري، تم إقصاؤها من حسابات الحرب لأنها لا تملك أذرعا عسكرية، مما جعلها غير قادرة على المشاركة في معادلة الصراع. إن الشيباني يرى أن الحل النهائي للأزمة اليمنية يجب أن يأتي من خلال عودة السياسة إلى مسارها الطبيعي. فالسياسة، كما يقول، هي عملية تراكمية تتطلب الكثير من التسويات والكثير من العمل الكابح للعنف والفوضى. وفي الوقت الذي تعاني فيه اليمن من غياب هذه التسويات، يظل الشيباني مؤمنا بأن العودة إلى طاولة المفاوضات هي الخيار الوحيد الممكن لإنهاء الحرب. وهكذا فأن محمد عبد الوهاب الشيباني هو أكثر من مجرد شاعر أو ناقد يمني؛ إنه عقل متقد دائما بالتساؤلات والإبداع. تجربته الشعرية تتشابك مع تجربته النقدية، وحياته الثقافية المتفردة ممتدة بين الكتابة والصحافة والنقد والسياسة أيضا. الشيباني قيادي رفيع في حزب التجمع الوحدوي اليمني- يساري' الأقلية الهائلة'كما اراه وهو الحزب الذي اسسه خالد الذاكرة والذكر الراحل المقيم عمر الجاوي وقبل حتى إقرار التعددية السياسية قبل الوحدة ليفرض شروط الديمقراطية باكراً رغم ترددات نظامي الشمال والجنوب معا.كان محمد عبد الوهاب الشيباني نائب رئيس تحرير صحيفة التجمع.إنه صوت مميز في عالم الأدب اليمني، وصاحب رؤية نقدية متعددة الأبعاد والمعنى والدلالات.

تعز تحتفي بإصدار كُتيب يتحدى الصور النمطية عن المرأة في الأمثال الشعبية
تعز تحتفي بإصدار كُتيب يتحدى الصور النمطية عن المرأة في الأمثال الشعبية

اليمن الآن

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • اليمن الآن

تعز تحتفي بإصدار كُتيب يتحدى الصور النمطية عن المرأة في الأمثال الشعبية

سمانيوز/متابعات احتضنت قاعة بلقيس في منتزه التعاون بمدينة تعز، الأربعاء، فعالية ثقافية أُشْهِرَ خلالها كتيب 'العكس صحيح' للكاتب عبدالسلام الهياجم، في خطوة تهدف إلى تنشيط الحركة الأدبية بمدينة تعاني آثار سنوات من الحصار والنزاع. حضر الفعالية، التي نظمتها مؤسسة حضرموت للثقافة بالشراكة مع برنامج 'مسارات اليمن 2' التابع للمجلس الثقافي البريطاني، عبدالله العليمي مدير عام مكتب الثقافة بالمحافظة، وقاسم ابراهيم مديرعام الاعلام والعلاقات بالمحافظة وعبدالكريم السامعي مدير فرع الهيئة العامة للكتاب، والدكتور احمد الهياجم مديرعام المعلومات والاحصاء بالمحافظة إضافة إلى عشرات الأدباء والشعراء والإعلاميين. وأكد العليمي في كلمة له أن الكُتيب يُعد 'إضافة نوعية للمكتبة اليمنية' من خلال نقده لصور المرأة السلبية في الأمثال الشعبية، مشيراً إلى أن مثل هذه الإصدارات 'تعزز الهوية الثقافية وتدفع نحو مجتمع أكثر وعياً'. وأشاد بدور المؤسسات الثقافية المحلية والدولية في دعم الأنشطة الفكرية 'كجزء من مقاومة التحديات التي تواجهها تعز'. من جانبهما، قدما الأديب والناقد احمد عبدالحق والمؤلف الهياجم شرحاً حول فكرة الكتيب الذي يحلل كيفية استخدام الأمثال الشعبية في ترسيخ مفاهيم مجتمعية مجحفة بحق المرأة، بينما ألقى الشاعر عبدالخالق الصيت قصيدة نالت استحسان الحضور، تلاها عرض موسيقي وتوقيع نسخ من الكتاب. وتأتي هذه الفعالية في إطار سلسلة جهود لإعادة إحياء الحياة الثقافية في تعز، المدينة التي تُعتبر تاريخياً مركزاً أدبياً وفنياً، وعاصمة للثقافة اليمنية. ويؤكد منظمو الفعاليات أن دعم المواهب الشابة وإتاحة مساحات للحوار الإبداعي يظلان 'سلاحاً لمواجهة اليأس وتجديد الأمل'.

تعز.. مدينة الثقافة والإبداع في وجه حملات التشويه
تعز.. مدينة الثقافة والإبداع في وجه حملات التشويه

اليمن الآن

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • اليمن الآن

تعز.. مدينة الثقافة والإبداع في وجه حملات التشويه

( #تعز.. قلب اليمن النابض بالفن والثقافة) (تعز.. طائر العنقاء الذي لا يموت) (تعز.. رغم الحصار والتشويه تبقى منارة اليمن الثقافية) الكاتب : فؤاد قاسم البرطي رغم محاولات التشويه الممنهجة والإشاعات التي تستهدف مدينة تعز.. رغم احتسابها على طرف سياسي معين ومحاولة تصنيفها بأنها مدينة غير آمنة.. تبقى تعز مدينة الحرية والثقافة والإبداع.. تنهض من جديد كطائر العنقاء.. تثبت للعالم أنها عصية على الادعاءات ومحاولات الطمس والتشويه.. فهي لا تزال تنبض بالحياة.. تعانق الفن والإبداع.. وتفتح ذراعيها للجميع.. تعز.. عاصمة الدراما اليمنية الحديثة أصبحت تعز خلال السنوات الأخيرة مركزًا نابضًا للإنتاج الإعلامي والفني، حيث شهدت نهضة درامية ملحوظة انعكست في إنتاج عدد من المسلسلات التي عُرضت خلال رمضان 1446هـ (2025م).. ومن أبرز هذه الأعمال: - مسلسل 'طريق إجباري'.. دراما اجتماعية تتناول صراع الخير والشر.. بطولة نبيل حزام، سالي حمادة، وعبد الله الكميم، وإخراج عبد العزيز حشاد.. تم تصويره في تعز وعُرض على قناة بلقيس اليمنية.. - مسلسل 'دُرّة'.. يروي معاناة فتاة تقع ضحية التشويه والابتزاز الإلكتروني، فتخوض رحلة محفوفة بالمخاطر لإثبات براءتها واستعادة سمعتها.. بطولة محمد قحطان، أماني الذماري، وعبد الله يحيى إبراهيم، وإخراج ياسر الظاهري ومحمد فاروق.. تم تصويره في تعز وعُرض على قناة المهرية.. - مسلسل 'الجمالية'.. يتناول قضايا اجتماعية مثل حب الوطن والمسؤولية الوطنية.. بطولة فهد القرني، محمد الأموي، ومنى الأصبحي، وإخراج سيف الدين الوافي.. تم تصويره في تعز وعُرض على قناتي يمن شباب والعربي 2.. - مسلسل 'دروب المرجلة' (الجزء الثاني).. يواصل سرد الصراع بين قطاع الطرق وشباب القبائل اليمنية.. بطولة صلاح الوافي، أشواق علي، وإخراج وليد العلفي.. تم تصويره في تعز وعُرض على قناة السعيدة اليمنية.. وفي رمضان الماضي 1445هـ، شهدت تعز أيضًا إنتاج عدة أعمال درامية بارزة، منها مسلسل 'ممر آمن'، الذي صُوِّر في مناطق متعددة من المدينة بما في ذلك الضباب والساحل، بالإضافة إلى مسلسل 'الجمالية' الذي شارك في بطولته فهد القرني ومنى الأصبحي.. تعز لم تكتفِ بالإنتاج الدرامي.. بل أصبحت أيضًا محطة رئيسية لإنتاج البرامج الترفيهية والمسابقاتية التي تُعرض في رمضان وعيدي الفطر والأضحى.. لإضافة جملة 'كما كرمت تعز أبرز الفنانين اليمنيين' بشكل سلس، يمكن وضعها بعد الفقرة الخاصة بـ 'تعز.. مسرح الفنون والمهرجانات' لتُعزز فكرة المدينة التي تحتفي بالفن والفنانين. سأقوم بتحسين الجملة وإدخالها في المكان المناسب. تعز.. مسرح الفنون والمهرجانات احتضنت تعز في السنوات الأخيرة مهرجانات ثقافية وفنية ضخمة نظّمها مكتب الثقافة.. لتتحول ساحاتها إلى منصات إبداعية تحتفي بالفن والجمال.. حيث امتلأت قلعة القاهرة وملعب الشهداء ومنتزه التعاون بعشرات الآلاف الذين حضروا لمتابعة الفعاليات الفنية والكرنفالات التي تكرس دور تعز كعاصمة للثقافة اليمنية.. كما كرمت تعز أبرز الفنانين اليمنيين تقديرًا لمساهماتهم في إثراء المشهد الفني والدرامي، واحتفظت لهم بمكانة خاصة في قلوب أهلها. تعز.. الوجهة الرياضية الأولى على الصعيد الرياضي.. استضافت تعز العديد من معسكرات المنتخب الوطني الأول استعدادًا لخليجي 26 بالكويت والتصفيات الآسيوية الأخيرة.. لتؤكد أنها ليست مجرد مدينة محاصرة كما يُروَّج.. بل لا تزال قلب الرياضة اليمنية النابض.. تعز بعيون القادة والزعماء تعز، بتاريخها العريق ومكانتها المتميزة، لطالما حظيت بإشادات من كبار القادة والمفكرين اليمنيين الذين أدركوا قيمتها في مسيرة النضال الوطني.. ومن أبرز ما قيل عنها: • الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال زيارته لتعز عام 1964: 'رأيت في تعز اليوم روح اليمن الأبية، متجسدة في شعب يحمل القوة والعزة والثورة والحرية، هذا الشعب الذي انتصر لنفسه فحصد الكرامة والحرية..' • الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، رئيس مجلس النواب السابق: وصف تعز بجملة خالدة.. 'تعز هي اليمن'.. في إشارة إلى دورها المحوري في الحفاظ على الهوية الوطنية ووحدة البلاد.. • الرئيس السابق علي عبد الله صالح: 'تعز هي المحافظة السياسية والثقافية والتعليمية'.. مؤكدًا ريادتها في مختلف المجالات.. • الأديب المصري نجيب محفوظ، الذي زار تعز عام 1963، قال عنها: 'أُعجبت بجمال تعز، فهي مدينة تعانق الطبيعة بسحرها، حيث الحقول الخضراء، والجبال المزينة بالزهور، والهواء العليل المشبع برائحة الورود والثمار.. كما أن سكانها شعلة من النشاط والذكاء..' • الشاعر محمد محمود الزبيري، عن دور تعز في الثورة اليمنية: 'ولقد وُلِدت القضية الوطنية هناك في تعز، في صورة قصائد كنا نلقيها على الجماهير في محافل الأعياد الضخمة..' كما قال عن مكانة تعز الفكرية: 'تعز كانت أشد اختلافًا عن صنعاء بنزوعها التجاري، وكثرة خيوط اتصالها بعدن، مما جعلها أكثر مناخًا ملائمًا لتلقي الأفكار التحررية..' • الأديب خالد الرويشان، وزير الثقافة السابق، وصف تعز بأنها: 'روح الثورة والجمهورية التي لا تموت.. مدينة الحلم والنضال التي تكسر الحصار وتعيد كتابة التاريخ.. منارة الحرية والثقافة ومهد السبتمبريين الأحرار..' كما تغنى بها الأدباء والمفكرون والشعراء عبر التاريخ، باعتبارها مهد الوعي الوطني والثقافي.. تعز.. المدينة التي لا تموت رغم كل التحديات التي واجهتها.. لا تزال تعز تقدم صورة مشرقة عن اليمن الذي نريده جميعًا.. يمن الثقافة والفن والإبداع.. يمن الحرية والنضال.. تعز اليوم ليست مجرد مدينة تواجه الحصار.. بل مدينة تتحدى وتُبدع، تنسج خيوط الحياة من قلب المعاناة، وتظل منارة اليمن الثقافية التي لا تنطفئ.. #فؤاد_قاسم_جحمة_البرطي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store