
عدّاد الموت يرتفع على طرقات لبنان
حوادث السير على ازدياد وتكفي متابعة ما تصدره غرفة التحكّم المروري من إحصاءات يوميّة عن القتلى والجرحى للتأكد أنّ واقع السلامة المرورية في لبنان على شفير الهاوية. وقد ضجّت وسائل الإعلام بوفاة الشاب إيلي مطر في وادي كفرذبيان - فيطرون في حادث سقوط الصهريج، وفي اليوم ذاته، حادث السير المروّع والتصادم المتسلسل بين 5 سيّارات في جعيتا، وقبل أيام، مقتل ثلاثة شبّان على درّاجتين ناريتين إثر اصطدام درّاجتيهما بسيارة منقلبة على أوتوستراد ضبية نتيجة حادث سير. لكنّ الأخبار على فظاعتها، تتحوّل سريعًا إلى متفرّقات يوميّة نتيجة تكرار أخبار الموت على الطرقات... الحكومة تحرّكت وترأس وزير الداخلية والبلديات اجتماعًا للجنة السلامة المرورية بحضور أعضاء اللجنة وممثلين عن عدد من الجمعيات المختصة بالسلامة المرورية لنقاش الأفكار والمقترحات لتحسين واقع السلامة المرورية في المدى القريب ووضع رؤية استراتيجية طويلة الأمد.
لجنة السلامة المرورية: خطط على الورق
"يازا" المشاركة في اللجنة حضرت الاجتماع وفي حديث إلى "نداء الوطن" قال د. زياد عقل مؤسّس ورئيس "يازا" إن اللجنة اجتمعت للمرة الأولى منذ ست سنوات وقامت حتى الآن باجتماعين فقط. أضاف: "لقد أنفقت الحكومة ضمن مشروع تحسين وضع الطرقات 200 مليون دولار إلّا أن هذا المبلغ لم يصرف بشكل صحيح خلال السنوات الماضية وثمّة دراسة أنجزت السنة الماضية حول السلامة المرورية بكلفة مليون دولار لكننا كجمعية يازا لم نطّلع عليها وقد طالبنا بنشر نتائج هذه الدراسة ليطّلع عليها الرأي العام ولا يجوز أن تبقى محاطة بالسرية منذ أكثر من سنة. لقد اقترحنا عدة نقاط خلال هذا الاجتماع ومنها ألّا تذهب الميزانية المطروحة لتزفيت الطرقات للزفت وحده بل أن تكون الأولوية لصيانة الطرق. كما طرحنا مشكلة سرقة الممتلكات العامة التابعة للطرقات مثل أغطية الريغارات والفواصل الحديدية وغيرها ووضعنا آلية لتجنّب هذه المشكلة التي تؤدّي إلى ضرر كبير على سلامة الناس والمرور".
ويتابع عقل قائلًا: "من المبكر الحديث عن مقرّرات فعلية للجنة، فالاجتماع الأول كان اجتماع تعارف ستليه حتمًا اجتماعات يؤمل أن تؤدي إلى نتيجة مع المتابعة المستمرّة من قبل الجميع". نسأل د. عقل عن دور لجنة الأشغال النيابية في تحسين وضع الطرقات فيقول حين كانت اللجنة برئاسة النائب محمد قباني قبل العام 2019 كانت تتمتع بإنتاجية كبيرة تفوق بكثير ما تقوم به اللجنة الحالية أو ما سبقها في السنوات السبع الماضية حيث لوحظ تباطؤ كبير في مراقبة شؤون السلامة المرورية والتشريع العائد إلى هذه المواضيع.
وكان د. عقل قد عرض بعضًا من الأسباب التي تؤدي حاليًا إلى ازدياد أعداد حوادث السير وأعاد جزءًا كبيرًا منها إلى سائقي السيّارات والدرّاجات والمركبات الذين يتلهّون بتطبيقات الهاتف المحمول من خرائط غوغل إلى المحادثات الهاتفية وإرسال النصوص التي تشتت انتباه السائق وتؤدّي إلى حوادث وإصابات فيما المطلوب التركيز الكلّي على الطريق. ويقول عقل إن الفئات العمرية الأكثر عرضة للحوادث هي فئة الشباب من سن 15 إلى 30 لكن للأسف في لبنان لا أرقام دقيقة حول الموضوع. أمّا السبب الأساسي الثاني غير مصادر الإلهاء فيعود إلى غياب المعاينة الميكانيكية منذ العام 2022 وهذا ما أدّى إلى وجود شاحنات وسيارات تسير على الطرقات بحال سيئة، ما أدّى إلى تزايد عدد الحوادث لا سيّما حوادث الشاحنات في مختلف المناطق اللبنانية.
أرقام صادمة
حتى الآن الأمور لا تعد بتحرّكات سريعة وفي انتظار البدء بتفعيل الإجراءات ماذا تقول الأرقام وماذا يقول الخبراء في السلامة المرورية حول أسباب ازدياد حوادث السير على طرقات لبنان في مختلف محافظاته؟
نجيب شوفاني النقيب الأسبق لخبراء السير في لبنان وواضع عدة كتب وكتيّبات للتوعية حول السلامة المرورية، يؤكّد أن سنة 2025 حتى آخر شهر حزيران، شهدت زيادة ملحوظة في عدد حوادث السير وفي أعداد القتلى والجرحى، كما شهدت بداية شهر تموز خمسة أيام جهنمية كان الصليب الأحمر فيها ينقل حوالى 50 جريحًا كلّ يوم. وتقول الأرقام الموثقة التي زوّدنا بها شوفاني وفقًا لأرقام قوى الأمن (بعد عجزنا عن التواصل مع قوى الأمن) إنّ عدد الإصابات نتيجة حوادث السير في الأشهر الستة الأولى من العام 2024 بلغ 5400 بينها 154 قتيلًا أما في الأشهر الستة الأولى من العام 2025 فالعدد ارتفع إلى 6000 إصابة بينها 207 قتلى. وهذه الأرقام على هولها ليست نهائية بل هي ما تسجّله القوى الأمنية من حوادث وما ينقله الصليب الأحمر من جرحى. ولكن هنا لا بدّ من الإشارة إلى أن هذا العام شهد عودة الحياة الطبيعية إلى لبنان ومجيء أعداد كبيرة من الزوّار فيما في العام الماضي كانت الحرب دائرة والناس قد خفّفوا من تنقلاتهم.
وبحسب إحصائيات الصليب الأحمر، فإنّ الحوادث تتركز في محافظة جبل لبنان وتليها محافظة الشمال. ولكن هذا لا يعني بحسب شوفاني عدم وجود حوادث في محافظات الجنوب والنبطية والبقاع بل لأن نقل الجرحى فيها يعتمد على مؤسسات صحية غير الصليب الأحمر. وقد تمّ نقل 2200 جريح في جبل لبنان خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2024 وتصاعد هذا الرقم إلى 2300 جريح في الفترة نفسها من العام 2025. وتتركز الحوادث المرورية في محافظة جبل لبنان الممتدة من الأولي إلى المدفون والتي تضم الشوف وبعبدا والمتن وكسروان وجبيل لأنها المنطقة الأكثر كثافة بالسيارات ومنطقة عبور لكلّ المحافظات نحو بيروت.
نسأل الخبير عن سبب تزايد الحوادث المؤدّية إلى وقوع قتلى وجرحى، فيجيب أن حجم الحادث يكبر كلّما كان هناك فراغ على الطرقات. ففي الليل مثلًا حين يكون الطريق فارغًا أو على الطرقات الجبلية حين تكون الزحمة قليلة تزداد السرعة، ما يؤدي إلى حوادث مروّعة في ظلّ عدم وجود إنارة على الأوتوسترادات وعدم وجود حدود ظاهرة للطرقات الجبلية، فلا خطوط صفراء عاكسة ليلًا ولا حواجز حديدية وغالبًا ما تكون الرؤية على المنعطفات غير مكشوفة وكلّها عوامل تتسبّب في حصول الحوادث وانقلاب السيارات في الوديان على الطرقات الجبلية. وحتى اليوم، لم تباشر وزارة الأشغال والنقل بوضع خطوط مضيئة تحدّد جوانب الطريق للتخفيف من الحوادث. طرقات لبنان كلّها باتت تحتاج إلى صيانة وإعادة تأهيل حيث إنّ الزفت لم يعد صالحًا لقيادة المركبات، استُهلك وتآكل وصار يسبّب الحوادث إضافة إلى وجود الحفر والتضاريس في الطرقات وغياب صيانة الجسور وفواصلها الحديدية.
السائق ثمّ السائق ثمّ الطريق
لكن حالة الطرقات وحدها ليست هي المسبّب الرئيسي لحوادث السير كما يؤكد النقيب الأسبق شوفاني، بل هم السائقون ورعونتهم في القيادة وغياب الوعي والثقافة المرورية عندهم. ويعطي مثلًا على ذلك حادث ضبية. فلو كان عند الأشخاص الذين انقلبت سيارتهم الوعي الكافي لنقلها إلى يمين الطريق ووضع مثلث التنبيه خلف السيارة كما تقضي المادة 343 من قانون السير، لربما كان سائقا الدرّاجتين قد تنبّها للأمر وما خسرنا سعد وآية ورواد. وهنا تجدر الإشارة إلى أن شرطة السير لا تتحرك إلّا في حال وجود قتلى أو جرحى في الحادث أو حين يتسبّب في زحمة تحتاج إلى حلحلة. من هنا، أهمية التوعية على السلامة المرورية وقانون السير بدءًا بالمدارس لا بل تحويلهما إلى مادة أساسية تساهم أكثر من سواها بالحفاظ على الأرواح والمستقبل والدروس موجودة في المركز التربوي لكنّها لم تطبع ولم توزّع على المدارس والمشروع كان قد بدأ في العام 2010 على أيام الوزير حسن منيمنة لكنه لم يبصر النور.
من جهة أخرى، يقول شوفاني إنه منذ العام 2019 تتوالى الأزمات على لبنان وقد حالت دون حصول فئة كبيرة من الجيل الجديد بين 18 و 25 سنة على دفاتر سوق. هم يقودون بلا دفتر وبلا خبرة ومعرفة بالقوانين سواء أكانوا يقودون سيارات أم درّاجات نارية، ما يؤدي إلى قيادة خاطئة وردّات فعل غير مدروسة بسبب قلة الخبرة وبالتالي إلى ازدياد في الحوادث. هذا إضافة إلى عدم الإلمام بقانون السير وعدم الاهتمام بتطبيقه مع غياب الرادع الفعلي ومع وجود فوضى الدرّاجات النارية المستشرية التي يفترض أن تقود على يمين الطريق فإذا بها تتسلّل أينما كان مسببة الحوادث. حتى المشاة يفترض بهم الالتزام بقانون السير وارتداء السترة الفوسفورية العاكسة للضوء التي تسهل رؤيتهم وكذلك الأمر بالنسبة إلى سائقي الدرّاجات مع وضع الخوذة على رؤوسهم لكن لا أحد يراقب هذه الإجراءات ويتشدّد في تطبيقها.
وفي تلخيص سريع، يعدّد خبير السير نجيب شوفاني أسباب تزايد عدد الحوادث بالتالي: السرعة ثمّ السرعة فالسرعة التي كلّما ازدادت ازداد حجم الحادث في ظلّ غياب أو تباطؤ عمل رادارات السرعة ودوريات السير التي تسطّر محاضر ضبط بحق المخالفين. يليها أو يترافق معها استهلاك الكحول وحاليًا لا تقوم القوى الأمنية بإجراء فحص للكحول على الطرقات بشكل كافٍ في حين تتزايد نسبة الشباب الذين يتعاطون الكحول بكميات كبيرة خلال السهرات، ويأتي بعد ذلك الخليوي وهو أكبر مصدر للإلهاء بكل تطبيقاته.
بعد العوامل البشرية هذه، تأتي العوامل الخارجية ومنها التقاطعات التي ومع غياب الإشارات الضوئية والإنارة تتحوّل إلى مصيدة قاتلة للسيارات وركابها الذين يجهلون بمعظمهم قانون الأولوية في عبور التقاطعات. ومع عدم قدرة المواطن اللبناني على الاهتمام بسيارته وإصلاح أعطالها تزداد نسبة الحوادث وهذا الإهمال ينسحب على الإطارات التي تعتبر العامل الذي يربط المركبة بالطريق وحين يصبح الإطار متآكلًا ومتهالكًا نتيجة الاستهلاك والعوامل الطبيعية يتحوّل إلى أبرز مسبّب للحوادث.
شاحنات الموت المتنقلة
على أكواع عاريا، انقلبت شاحنة وتسبّبت في مقتل شخص. وفي حمانا منذ فترة، اجتاحت شاحنة عددًا من السيارات والمتاجر وقبلها توفي أحد الأشخاص نتيجة دخول سيارته تحت شاحنة متوقفة على جانب الطريق. شاحنات الموت تجوب الطرقات دون رقيب. من يراقب حمولة الشاحنات؟ هل من قبابين على الطرقات وعلى طريق الشام بالأخص أو مراكز لمعاينة حالة الفرامل؟ الشركات المصنعة للشاحنات مثل مرسيدس وفولفو حدّدت حمولة الشاحنات الأكثر اعتمادًا في لبنان بـ 10 أطنان، لكن المشترع اللبناني ووفق المادة 133 من قانون السير زاد الحمولة بنسبة 20 % ومع زيادة الحمولة يقول النقيب الأسبق شوفاني لم يعد ميكانيك الشاحنات يتحمّل خاصة أن معظمها صارت موديلًا قديمًا. ولا يقتصر الأمر على هذا بل تغيب الدفاعات الأمامية والخلفية للشاحنات ويغيب الشريط العاكس الذي يفرضه القانون عن مؤخرة وجوانب الشاحنة ما يجعلها غير مرئية على الطريق ليلًا. ولا ننسى وجود السائقين السوريين الذين يقودون الشاحنات خلافًا للقانون اللبناني الذي يمنح إجازة عمومية للبنانيين فقط وهؤلاء يجهلون كيفية القيادة على الطرقات اللبنانية والجبلية التي تختلف بشكل كبير عن الطرقات السورية المسطحة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت بيروت
منذ ساعة واحدة
- صوت بيروت
وكالة بلومبرغ: الحكومة الأمريكية تدرس الاستحواذ على حصة في "إنتل"
أفادت وكالة 'بلومبرغ نيوز'، اليوم الخميس، نقلا عن أشخاص مطلعين بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجري محادثات مع شركة إنتل من أجل استحواذ الحكومة على حصة في شركة صناعة الرقائق. وقفزت أسهم إنتل سبعة بالمئة تقريبا. وقالت الصحيفة إن الخطة جاءت عقب اجتماع هذا الأسبوع بين ترامب ورئيس إنتل التنفيذي ليب بو تان. يأتي ذلك بعد أن طالب ترامب علنا باستقالة تان بسبب استثماراته السابقة في شركات تكنولوجيا صينية، وبعضها مرتبط بالجيش الصيني. رفضت إنتل التعليق على التقرير، لكنها أكدت التزامها الراسخ بدعم جهود ترامب لتعزيز الريادة الأمريكية في مجال التكنولوجيا والتصنيع. وأي اتفاق، وأي ضخ نقدي محتمل، سيساعد إنتل في وقت تخفض فيه إنفاقها وتقلص وظائفها لتحسين وضعها المالي. وبعد أن كانت الشركة الرائدة بلا منازع في تصنيع الرقائق، فقدت إنتل مكانتها في السنوات القليلة الماضية. وانخفضت قيمتها السوقية من 288 مليار دولار إلى 104 مليارات في 2020. ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب من رويترز للتعليق.


صوت بيروت
منذ ساعة واحدة
- صوت بيروت
ما هو نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "القبة الذهبية"؟
اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصميما لنظام الدفاع الصاروخي 'القبة الذهبية' وعيّن قائدا للبرنامج الدفاعي الطموح الذي تبلغ تكلفته 175 مليار دولار. وفيما يلي بعض التفاصيل الرئيسية حول المشروع: * كيف سيعمل؟ الهدف الكبير الجديد هو أن تستفيد القبة الذهبية من شبكة من مئات الأقمار الصناعية التي تدور حول العالم مزودة بأجهزة استشعار متطورة وصواريخ اعتراضية لإسقاط صواريخ العدو القادمة بعد انطلاقها من دول مثل الصين أو إيران أو كوريا الشمالية أو روسيا. وفي أبريل نيسان، سألت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) المتعاقدين في مجال الدفاع عن كيفية تصميم وبناء شبكة لإسقاط الصواريخ الباليستية العابرة للقارات خلال 'مرحلة التعزيز' بعد الإطلاق مباشرة، وهي مرحلة الصعود البطيء والمتوقع لصاروخ العدو عبر الغلاف الجوي للأرض. ولا تستهدف الدفاعات الحالية صواريخ العدو إلا في منتصف رحلاتها عبر الفضاء. وتتمثل الفكرة والقدرة الجديدة في أنه بمجرد اكتشاف الصاروخ، ستسقطه القبة الذهبية إما قبل دخوله الفضاء بصاروخ اعتراضي أو بأشعة الليزر، وإما بعد فترة وجيزة في مسار سفره في الفضاء. والفكرة الجديدة الأخرى في الخطة هي زيادة دفاعات إضافية على الأراضي الأمريكية. وكشف مخطط أولي للخطة التي قدمها البنتاغون لقطاع الدفاع في أغسطس آب وأوردتها رويترز لأول مرة أن النظام سيشمل ثلاث طبقات أخرى على الأرض بالإضافة إلى طبقة الاعتراض الفضائية. وأظهر العرض التقديمي للبنتاغون أن نظام الدفاع الصاروخي الحالي، ويسمى نظام الدفاع الأرضي لمنتصف المسار، الذي يستخدم صواريخ اعتراضية أرضية متمركزة في ولايتي كاليفورنيا وألاسكا سيجري تعزيزه لإنشاء الطبقة الثانية. ويتضمن التصميم الأولي الذي تم الكشف عنه في أغسطس آب طبقة ثالثة تتألف من خمسة مواقع إطلاق أرضية تهدف إلى اعتراض الصواريخ القادمة وهي لا تزال في الفضاء. وستكون ثلاثة من هذه المواقع الخمسة في البر الرئيسي للولايات المتحدة، في حين سيكون الموقعان المتبقيان في ولايتي هاواي وألاسكا. أما طبقة الاعتراض الرابعة فستكون من أجل 'الدفاع محدود النطاق'، وتهدف إلى حماية المراكز السكانية. ويتضمن التصميم رادارات جديدة، وقاذفة 'شائعة' جديدة تماما ستطلق صواريخ اعتراضية من الطرازات الحالية والتي سيتم انتاجها في المستقبل، وقد تشمل نظام الدفاع الصاروخي الحالي (باتريوت). وقال البنتاغون إن هذه الأنظمة ستعمل بشكل متناسق لدحر جميع أنواع التهديدات، مثل الأسلحة فرط الصوتية وصواريخ كروز. وقال ترامب عند إصدار هذا الإعلان في مايو أيار 'وعدت الشعب الأمريكي بأنني سأبني درعا دفاعية صاروخية متطورة لحماية وطننا من تهديد الهجوم الصاروخي الأجنبي'. * هل القبة الذهبية مثل القبة الحديدية الإسرائيلية؟ قال ترامب في إشارة إلى نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي 'ساعدنا إسرائيل في نظامهم وكان الأمر ناجحا جدا، والآن لدينا تكنولوجيا متقدمة جدا عن ذلك'، في إشارة إلى نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي 'القبة الحديدية'. وبُني نظام القبة الحديدية لاعتراض أنواع الصواريخ التي تطلقها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة. وطورت هذا النظام شركة رافائيل الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة بدعم من الولايات المتحدة، وبدأ تشغيله في 2011. وتطلق كل وحدة تجرها شاحنة صواريخ موجهة بالرادار لتفجير التهديدات قصيرة المدى مثل الصواريخ وقذائف المورتر والطائرات المسيرة في الجو. ويحدد النظام ما إذا كان الصاروخ في طريقه لضرب منطقة مأهولة بالسكان، وإذا لم يكن كذلك يتم تجاهل الصاروخ والسماح له بالهبوط دون ضرر. ووُصفت القبة الحديدية في البداية بأنها توفر تغطية لحماية مساحة بحجم مدينة ضد صواريخ يتراوح مداها بين أربعة كيلومترات و70 كيلومترا، لكن الخبراء يقولون إنه تم توسيع نطاقها منذ ذلك الحين. * إلى أي حد تشبه مبادرة حرب النجوم للرئيس الأسبق رونالد ريجان؟ قال ترامب في مايو أيار 'سنكمل حقا المهمة التي بدأها الرئيس ريجان قبل 40 عاما، وسننهي إلى الأبد تهديد الصواريخ للوطن الأمريكي'. وليست فكرة ربط قاذفات الصواريخ، أو أشعة الليزر، بالأقمار الصناعية ليتسنى لها إسقاط صواريخ العدو الباليستية العابرة للقارات بجديدة، فقد كانت جزءا من مبادرة حرب النجوم المبتكرة خلال رئاسة رونالد ريجان. لكنها تمثل قفزة تكنولوجية ضخمة ومكلفة عن القدرات الحالية. وتم الإعلان عن 'مبادرة الدفاع الاستراتيجي' من ريجان، كما كان يطلق عليها، في 1983 بوصفها أبحاثا رائدة في نظام دفاع وطني قد يجعل الأسلحة النووية بلا قيمة. وكان جوهر برنامج مبادرة الدفاع الاستراتيجي عبارة عن خطة لتطوير برنامج دفاع صاروخي فضائي قد يحمي الولايات المتحدة من هجوم نووي واسع النطاق. وتضمن الاقتراح طبقات عديدة من التكنولوجيا التي من شأنها تمكين الولايات المتحدة من تحديد عدد كبير من الصواريخ الباليستية القادمة وتدميرها تلقائيا عند إطلاقها أو في أثناء تحليقها أو عند اقترابها من أهدافها. ولم تكلل مبادرة الدفاع الاستراتيجي بالنجاح لأنها كانت مكلفة للغاية، وطموحا أكثر مما يلزم من منظور تكنولوجي في ذلك الحين، ولا يمكن اختبارها بسهولة، وبدا أنها تنتهك معاهدة قائمة لمكافحة الصواريخ الباليستية. * من سيبني القبة الذهبية؟ برزت شركة سبيس إكس، المملوكة لحليف ترامب السابق إيلون ماسك، بصواريخها وأقمارها الصناعية، إلى جانب شركة البرمجيات بالانتير وشركة أندوريل لصناعة الطائرات المسيرة، في صدارة المرشحين لبناء المكونات الرئيسية للنظام. لكن ربما تعثرت هذه الجهود عندما تجاهلت إدارة ترامب مفهوم القبة الذهبية كخدمة مدفوعة الأجر لا تملكها الحكومة. ومن المتوقع أن تأتي العديد من الأنظمة الأولية من خطوط إنتاج قائمة. وذكر الحاضرون في المؤتمر الصحفي الذي عُقد في البيت الأبيض مع ترامب بالاسم شركات إل3 هاريس تكنولوجيز ولوكهيد مارتن وآر.تي.إكس كورب كمقاولين محتملين للمشروع الضخم. واستثمرت إل3 هاريس مبلغ 150 مليون دولار في بناء منشأتها الجديدة في فورت واين بولاية إنديانا، حيث تُصنّع أقمار استشعار فضائية لتتبع الصواريخ فرط الصوتية والباليستية، وهي جزء من جهود البنتاجون لاكتشاف وتتبع الأسلحة فائقة السرعة بشكل أفضل باستخدام أجهزة استشعار توضع في الفضاء، ويمكن تعديلها بما يسمح بدمجها في القبة الذهبية. لكن تمويل مشروع 'القبة الذهبية' لا يزال غير مؤكد. واقترح مشرعون جمهوريون استثمارا أوليا بقيمة 25 مليار دولار ضمن حزمة دفاعية أوسع نطاقا بقيمة 150 مليار دولار، إلا أن هذا التمويل مرتبط بمشروع قانون مثير للجدل يحتاج إلى إجراءات خاصة ويواجه عقبات كبيرة في الكونغرس.


صوت بيروت
منذ 2 ساعات
- صوت بيروت
بقيمة 500 مليون دولار.. أمريكا تقر صفقة محتملة لنظام صواريخ للبحرين
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، اليوم الخميس، أن وزارة الخارجية وافقت على صفقة محتملة لبيع نظام صواريخ المدفعية عالية الحركة (إم142) والعتاد ذي الصلة للبحرين بكلفة تقارب 500 مليون دولار. والمتعاقد الرئيسي في هذه الصفقة هو شركة لوكهيد مارتن.