
أزمة «الفنتانيل».. انتهاء المرحلة الأكثر فتكاً في شوارع أميركا
يبدو أن المرحلة الأكثر فتكاً بأزمة «الفنتانيل» في الشوارع الأميركية قد انتهت، حيث تستمر الوفيات بسبب المخدرات في الانخفاض بوتيرة غير مسبوقة، وللمرة الأولى تشهد جميع الولايات الـ50 ومنطقة واشنطن العاصمة، بعض التعافي على الأقل.
كما وجد تحليل جديد لبيانات الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة، أجراه باحثون بجامعة «نورث كارولينا» في تشابل هيل، أن الانخفاض في الوفيات بدأ في وقت أبكر بكثير مما كان متوقعاً، ما يشير إلى أن التحسن قد يكون مستداماً.
وقال الباحث الرئيس في مشروع تحليل البيانات، نابارون داسجوبتا، الذي فحص سجلات الجرعات الزائدة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: «هذا ليس مجرد تراجع مؤقت، نحن على المسار الصحيح للعودة إلى مستويات الجرعة الزائدة المميتة قبل ظهور (الفنتانيل)».
ووجد فريق داسجوبتا أن الوفيات المرتبطة بـ«الفنتانيل» والمخدرات الأخرى انخفضت بالفعل في العديد من الولايات إلى مستويات لم نشهدها منذ عام 2020، إذ شهد ذلك العام انتشار «الفنتانيل» وجائحة «كورونا» ما وجه ضربة مزدوجة، وأدى إلى زيادة كارثية في حالات الجرعات الزائدة المميتة.
وفي هذا السياق، قال داسجوبتا: «بعد كل هذا الوقت من النظر في حالات الوفاة بسبب الجرعات الزائدة، هذا ما كنا نأمله، لقد كانت مفاجأة كبرى أن نرى الأرقام تتراجع بهذه الطريقة».
مصدر قلق
انخفض إجمالي الوفيات بسبب المخدرات في الولايات المتحدة بنحو الربع، وفقاً للبيانات المؤقتة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ويشمل ذلك «الفنتانيل» والمخدرات غير المشروعة الأخرى، مثل «الكوكايين» و«الميثامفيتامين».
وقالت مديرة المعهد الوطني لتعاطي المخدرات التابع للحكومة الأميركية، الدكتورة نورا فولكو، إن «الانخفاض في حالات الجرعات الزائدة المميتة المرتبطة بـ(الفنتانيل) أكبر من ذلك»، مشيرة إلى أن عدد الوفيات من «الفنتانيل» انخفض بنسبة 30.6% في عام واحد، حيث يُعدّ هذا انخفاضاً كبيراً.
وانخفضت الوفيات بسبب المخدرات في الولايات المتحدة الآن، من ذروة بلغت 114 ألفاً في عام 2023، إلى أقل من 87 ألفاً في العام الماضي، وفقاً لأحدث البيانات المؤقتة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وفي حي كنسينغتون بفيلادلفيا، حيث كان تعاطي المخدرات يتسبب في قلق واسع النطاق للصحة العامة لفترة طويلة، أخبر العديد من الأشخاص أنهم يعتقدون أن الوضع قد تحسّن.
وقالت إيلينا، التي تدخن بانتظام «الفنتانيل» و«الزيلازين»، المعروف أيضاً باسم «ترانك»: «أستطيع أن أقول إن أعداد الأشخاص الذين يموتون انخفضت كثيراً».
ولا تُذكر أسماء الأشخاص بالكامل بالنسبة للذين تمت مقابلتهم بشأن تعاطيهم للمخدرات، لأن النشاط غير قانوني بموجب قانون ولاية فيلادلفيا والقانون الفيدرالي.
وأضافت إيلينا: «بدأ الكثير من الناس في التدخين بدلاً من حقن (الفنتانيل) بالإبر، وأعتقد أن هذا أحدث فرقاً».
وفي حين لايزال الأمر محفوفاً بالمخاطر، تشير الأبحاث إلى أن تدخين «الفنتانيل» يُعدّ أكثر أماناً من الحقن.
انخفاض قوة التأثير
قال زوج إيلينا، واسمه فاديم، الذي يدخن أيضاً «الفنتانيل» المخلوط بـ«الزيلازين»، إن «الأشخاص الذين يواجهون إدماناً شديداً قد تكيّفوا مع قوة (الفنتانيل)، وفي معظم الأحيان يستخدمون كميات أصغر»، مضيفاً: «أعتقد أن الناس قد تكيّفوا، عندما ظهر (الفنتانيل) للمرة الأولى اعتاد الناس على الحقن، ولهذا السبب كانوا يموتون».
وذكر أشخاص مدمنون أن هناك مادة أخرى هي «النالوكسون»، المعروف أيضاً باسم «ناركان»، والذي يتوافر على نطاق أوسع الآن، ويستخدم الدواء لعكس الجرعات الزائدة، وقال الزوجان إيلينا وفاديم إنهما تعرضا «للتخدير» مراراً من قبل الأصدقاء، وهو ما أنقذ حياتهما.
ويقول خبراء الصحة العامة، إن توافر العلاج للإدمان بشكل أكبر، وانخفاض قوة تأثير «الفنتانيل» في الشوارع، أسهما على الأرجح في الانخفاض السريع للجرعات الزائدة المميتة في فيلادلفيا والولايات الأخرى.
وفي جميع أنحاء ولاية بنسلفانيا انخفضت الوفيات بسبب المخدرات بنحو الثلث من الذروة، وشهدت 18 ولاية على الأقل انخفاضات مماثلة، حيث حققت أركنساس انخفاضاً بنسبة 40%، وكارولينا الشمالية بنسبة 52.9%.
تحول طويل الأمد
هل يمكن للولايات المتحدة العودة إلى مستويات الوفيات بسبب المخدرات «العادية» التي لم نشهدها منذ انتشار «الفنتانيل»؟
قال الباحثان داسجوبتا وفولكو إن هناك أدلة متزايدة على أن هذا التحول طويل الأمد ومستدام، على الرغم من أنهما اتفقا على أنه لايزال من غير الواضح سبب انخفاض الوفيات بهذه السرعة.
في الواقع وجد تحليل داسجوبتا الأكثر دقة لسجلات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن العديد من الولايات شهدت بالفعل انخفاضاً في وفيات الجرعات الزائدة في عامَي 2021 و2022، قبل وقت طويل من الإبلاغ عنها سابقاً.
وقال داسجوبتا: «إنه تحسن واضح في الصحة العامة بغض النظر عن كيفية قياسه، لقد استمر في بعض الولايات لسنوات»، وأضاف: «إذا استمر الاتجاه الحالي، فقد تعود الولايات المتحدة إلى مستوى الجرعات الزائدة المميتة الذي لم تشهده منذ عام 2016، عندما بدأت الاستعاضة بـ(الفنتانيل) عن (الهيروين) لإمداد الشوارع بالمخدرات»، وقالت فولكو: «سيكون من المثير أن يتمكن المرء من العودة إلى هذه الأرقام، لأن (الفنتانيل) قلبنا رأساً على عقب».
لحظة إعلان النصر
وأظهرت أحدث البيانات المؤقتة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن خمس ولايات غربية منخفضة السكان، شهدت ارتفاعاً في وفيات المخدرات، بما في ذلك «الفنتانيل»، في عام 2024.
والنتيجة على المستوى الوطني هي انخفاض عدد الوفيات بسبب «الفنتانيل» وغيره من المخدرات في الشوارع بنحو 25 ألف حالة. والمزيد من الناجين يعني أن هناك حاجة متزايدة إلى الرعاية الصحية وعلاج الإدمان.
ومع ذلك، قال خبراء الإدمان إن هذه ليست اللحظة المناسبة لإعلان النصر، فالأشخاص الذين نجوا من إدمان «الفنتانيل» وغيره من المخدرات السامة في الشوارع هم في الأغلب غير أصحاء بشكل كافٍ.
عن «إن بي آر»
«الفنتانيل»
ضاحية كينغستون في فيلادلفيا. أرشيفية
يُعرف «الفنتانيل» بأنه مادة أفيونية اصطناعية، تستخدم عادة لعلاج المرضى الذين يعانون ألماً شديداً مزمناً أو بعد الجراحة، وبسبب قوته نادراً ما تم استخدام الدواء إلا في غرف العمليات بالمستشفيات، أو لتخدير الحيوانات الضخمة، و«الفنتانيل» مادة خاضعة للرقابة الطبية تشبه «المورفين»، لكنها أقوى بنحو 100 مرة، وفق إدارة مكافحة المخدرات الأميركية.
تناقض حاد
يعمل كريستوفر موراف بمجموعة غير ربحية في بنسلفانيا، تُسمى «بي إيه غراوندهوجز»، التي تختبر عينات المخدرات في الشوارع، وتراقب التغييرات في المواد غير القانونية التي تبيعها العصابات والتجار.
ووفقاً لموراف، تُظهر أحدث العينات انخفاض قوة «الفنتانيل» بنسبة تصل إلى 50%، وفي الأغلب تتم الاستعاضة عنها بمهدئات الحيوانات القوية، مثل «زيلازين» و«ميديتوميدين»، وأوضح: «يسبب (زيلازين) أذى شديداً للمتعاطي، لكنه يتطلب كمية كبيرة منه ليكون مميتاً»، وهو تناقض حاد مع «الفنتانيل»، الذي يمكن أن يكون مميتاً حتى مع جرعات صغيرة.
ويتفق الدكتور بن كوتشيارو، وهو طبيب من فيلادلفيا يعالج المرضى الذين يعانون الإدمان في ضاحية كنسينغتون بفيلادلفيا، على أن العقاقير الجديدة التي تباع في الشوارع تقتل عدداً أقل من الناس، بينما لاتزال تسبب أضراراً جسيمة.
وقال: «يبدو أنها أقل فتكاً، لكنها ليست أقل خطورة، نحن نرى الكثير من المشكلات التي تأتي من هذه المواد».
إمكانية التعافي
إيلينا وزوجها فاديم يتطلعان إلى التعافي. من المصدر
يتفق الزوجان المدمنان، إيلينا وفاديم، على أنه في حين يموت عدد أقل من الناس، فإن العقاقير التي يستخدمونها في الأغلب تجعلهم مرضى بشكل خطر، وتقول إيلينا: «لقد انتهى بي الأمر ببعض القروح وبعض الجروح»، مشيرة إلى مادة «الزيلازين»، وتضيف: «أصبت أيضاً ببكتيريا مقاومة للأدوية، تنتشر على مُعدّات المخدرات الملوثة في الشوارع، وتم نقلي إلى المستشفى بسبب ذلك، وكان الأمر سيئاً للغاية».
ومع ذلك، قال الخبراء إن حقيقة أن عشرات الآلاف من الأشخاص، مثل فاديم وإيلينا، لايزالان على قيد الحياة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تمثّل تقدماً كبيراً، وتُظهر أبحاث الإدمان أن الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات في الأغلب يحققون التعافي طويل الأمد، إذا تمكنوا من تجنب الجرعات الزائدة المميتة.
ويقول فاديم: «التعافي ممكن، الأمر يتعلق بمدى رغبتك في ذلك»، متابعاً: «لقد قضينا وقتاً جيداً بين انتكاسات تعاطي المخدرات، لذا فإنه ممكن»، أما إيلينا فلديها أمل وتقول: «يجب أن أفعل ذلك، يجب أن أتعافى تماماً».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 5 أيام
- العين الإخبارية
«المشروبات الغازية».. مزراوي يكشف سر تألقه بعد خفقان القلب
تحدث المغربي نصير مزراوي، لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي، عن التغيير الجذري الذي طرأ على نمط حياته منذ خضوعه لعملية جراحية في القلب. وكان نصير مزراوي خضع للعلاج بعد خروجه بين شوطي مباراة مانشستر يونايتد وأستون فيلا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بسبب خفقان في القلب، وكان قد ابتعد سابقًا عن كرة القدم عندما كان في بايرن ميونخ الألماني عام 2023 بسبب التهاب في أنسجة القلب ناجم عن إصابته بفيروس كورونا. لكن صاحب الـ27 عاما عاد للمشاركة في المباراة التالية مع يونايتد، ومنذ ذلك الحين لم يغِب إلا نادرًا، حيث شارك في 55 مباراة حتى الآن، وفي الشهر الماضي تجاوز عدد الدقائق التي لعبها مع بايرن خلال موسمين كاملين. وقال مزراوي في تصريحات لصحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية: "لقد مر وقت طويل، أشعر وكأنه منذ زمن بعيد.. كان كل شيء على ما يرام، لم يكن الأمر كبيرًا أو هائلاً.. لا يستحق الذكر". وأضاف: "لم يكن هناك فرق سواء حدث أم لا.. لكن من الناحية الشخصية، تمكنت من اللعب لعدد كبير من الدقائق وفي مراكز مختلفة. أعتقد أنني قدمت أداءً جيدًا في المجمل". وتابع: "قد يبدو غريبًا أنني لعبت مباريات أكثر، لكنني غيرت بعض الأمور، بعض التفاصيل الصغيرة، أعتقد أن هذه التفاصيل تصنع الفارق في أعلى مستويات كرة القدم". وعن هذا السر تحديدًا، أوضح مزراوي: "شيء صغير فقط، توقفت عن شرب المشروبات الغازية.. نعم، المشروبات الفوارة، أعتقد أن هذا غيّر الكثير، لأنك لا تحصل على السكر في جسمك بعد الآن.. شرب الماء فقط يحدث فارقًا كبيرًا مع الوقت". وأنهى اللاعب المغربي تصريحاته قائلا: "كانت تجربة فقط لأرى ما إذا كان هناك فرق، من الجميل أن تتناول القليل منها مع العشاء، لكنها مضرة للغاية لجسمك". aXA6IDkyLjExMi4xNDkuMTkxIA== جزيرة ام اند امز PL


البوابة
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- البوابة
أزمة الصحة النفسية لدى المراهقين في الولايات المتحدة: كيف تحمي أبناءك؟
تشهد الولايات المتحدة تفاقمًا مقلقًا في مشاكل الصحة النفسية لدى المراهقين، إذ تسجل معدلات الاكتئاب ومحاولات الانتحار أرقامًا قياسية لم يسبق لها مثيل، ما دفع مختصين إلى التحذير من بلوغ الوضع مستوى الطوارئ الوطنية، وتُظهر البيانات الصادرة عن 'إدارة خدمات إساءة استخدام المواد العقلية والصحة النفسية' أن نحو واحد من كل خمسة مراهقين بين عمر 12 و17 عامًا مرّ بتجربة اكتئاب شديدة خلال عام 2023. ووفقا لـ أشارت الإحصاءات إلى أن 13.4% من المراهقين الأمريكيين راودتهم أفكار جدية عن الانتحار عام 2022، في حين حاول ما يقرب من مليون مراهق إنهاء حياتهم بالفعل في العام نفسه، ورغم قتامة هذه الأرقام، فإن الواقع قد يكون أكثر خطورة، نظرًا لأن بعض المشاركين في استطلاعات الرأي اختاروا عدم الإجابة أو أعربوا عن عدم اليقين. ووفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، يأتي الانتحار في المرتبة الثانية بين أسباب الوفاة لدى الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عامًا. عوامل تفاقم الأزمة النفسية بين اليافعين يؤكد الدكتور إيثان بينور، اختصاصي علم نفس الأطفال، أن الاضطرابات النفسية بين الشباب تسير في منحى تصاعدي منذ قرابة عقد، إلا أن عام 2020 شكّل نقطة تحول حادة، حيث ساهمت جائحة كورونا في تعميق العزلة وزيادة الضغوط النفسية بشكل ملحوظ. وقد كشفت دراسة أجرتها مراكز مكافحة الأمراض عام 2021 أن أكثر من 40% من المراهقين يعانون مشاعر حزن ويأس مستمر. ورغم أن مشكلات الصحة النفسية قد تصيب الجميع، إلا أن بعض الفئات تظل أكثر عرضة للخطر نتيجة عوامل متعددة، أبرزها الخلفية العرقية، والهوية الجنسية، والوضع الاقتصادي. الفئات الأكثر تأثرًا • المراهقون السود: تضاعفت نسب الانتحار بين المراهقين من أصول أفريقية بين عامي 2007 و2017، في أعلى معدلات نمو سُجلت بين المجموعات العرقية. • مجتمع LGBTQ+: بحسب بيانات عام 2021، حاول نحو 42% من الشباب المنتمين لهذا المجتمع الانتحار خلال العام السابق، وكانت النسب الأعلى بين السود والسكان الأصليين ومتعددي الأعراق. • الفتيات المراهقات: الفتيات أكثر عرضة للضغوط النفسية بمقدار الضعف مقارنة بالذكور، حيث كشفت CDC أن أكثر من ربع الفتيات فكّرن جديًا في الانتحار خلال فترة الوباء. يرجع جزء من التفسير إلى طبيعة الدماغ في هذه المرحلة، إذ تنضج المراكز المسؤولة عن العواطف مبكرًا، فيما تتأخر المناطق المرتبطة بضبط النفس واتخاذ القرار، مما يجعل المراهقين عرضة لمشاعر قوية يصعب عليهم إدارتها. ضغوط يومية تتراكم بصمت تشمل أبرز التحديات التي تؤثر سلبًا في الصحة النفسية لليافعين ما يلي: • التنافس الأكاديمي والتوقعات المرتفعة. • التنمر والضغوط الاجتماعية. • مشاكل أسرية، مثل الإهمال أو غياب الدعم أو العنف المنزلي. • الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي. • اضطرابات النوم وسوء التغذية. • تجارب العلاقات العاطفية الفاشلة. • تعاطي المخدرات أو الكحول. دراسة حديثة أجريت على طلاب جامعيين بين 17 و22 عامًا وجدت أن أكثر من 40% يعانون من الاكتئاب، فيما أُبلغ عن سلوكيات إيذاء النفس واضطرابات الأكل بنسب مقلقة، مما يعكس استمرار تأثيرات الجائحة على الصحة النفسية لدى هذه الفئة. أسباب تعميق الأزمة النفسية تحذير نادر صدر عن الجراح العام الأمريكي في ديسمبر 2021 أشار إلى أزمة نفسية متفاقمة في أوساط الشباب، أرجع جزءًا كبيرًا منها إلى تداعيات العزلة خلال الجائحة. إضافة إلى ذلك، تبرز أسباب أخرى مثل: • القلق السياسي والاجتماعي: من الصعب على الكثير من المراهقين تجاوز مشاعر القلق الناتجة عن الأخبار المستمرة عن التغير المناخي، العنف، والعنصرية. • الضغوط المالية: الحياة ضمن أسر منخفضة الدخل تزيد من الشعور بعدم الأمان، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف التعليم والسكن. • تجارب الإساءة: تُظهر الدراسات أن طفلًا من كل أربعة يتعرض لشكل من أشكال الإساءة أو الإهمال خلال طفولته. متى يدق ناقوس الخطر؟ قد لا تكون العلامات واضحة دائمًا، لكن هناك مؤشرات يجب الانتباه لها، منها: • تقلبات مزاجية غير معتادة، مثل الحزن الشديد أو الانفعال المفرط. • تغير السلوك اليومي، كالعزلة أو اضطراب النوم أو تراجع الرغبة في ممارسة الهوايات. • انخراط في سلوكيات مقلقة، كتعاطي المخدرات أو إيذاء النفس. ينصح الدكتور بينور، عند ملاحظة أي من هذه العلامات، بمنح فترة زمنية قصيرة لمراقبة الوضع (أسبوعين مثلًا)، ثم التواصل مع الطبيب المختص إذا لم تتحسن الأمور. دور الأسرة والمجتمع في الدعم • الحضور والدعم العاطفي: وجود شخص بالغ مهتم كالأب أو المعلم أو المدرب، يُعد عاملاً فارقًا في حياة المراهق. • عرض المساعدة دون انتظار الطلب: لا يجب الافتراض أن الطفل سيطلب الدعم بنفسه؛ لذا من المهم المبادرة بالحديث. • الاستماع دون إصدار الأحكام: منح المراهق فرصة التعبير عن مشاعره أفضل من محاولة تصحيحها أو التقليل منها. • البيئة الداعمة للهوية: المراهقون من مجتمع LGBTQ+ يتحسنون نفسيًا بشكل ملحوظ عندما يجدون القبول والدعم من الأسرة. • البحث المستمر عن موارد مفيدة: يمكن الاستعانة بمصادر موثوقة مثل مواقع CDC أو الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أو محتوى تعليمي عبر الإنترنت يقدمه مختصون. • التواصل مع الطبيب عند الحاجة: في حال استمرار القلق، يُنصح بالتحدث مع طبيب الأسرة الذي يعرف خلفية الطفل ويمكنه توجيه الأسرة إلى متخصصين. القدوة تبدأ من الأهل يُشدد الخبراء على أن المراهقين يتأثرون بما يرونه أكثر مما يسمعونه. اتباع الأهل لأنماط حياة صحية مثل ممارسة الرياضة، والتعامل المتزن مع المشاعر، وبناء علاقات إيجابية، كلها سلوكيات تساعد الأبناء على تبني أساليب صحية مشابهة.


الشارقة 24
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- الشارقة 24
فاطمة موسى البلوشي: التمريض أساس التفاني والعطاء
الشارقة 24: بالتزامن مع اليوم العالمي للتمريض؛ احتفلت المؤسسات الصحية والاجتماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم العالمي للتمريض، الذي يوافق 12 من مايو من كل عام، تحت شعار "ممرضونا هم مستقبلنا.. الاهتمام برعاية الممرضين والممرضات يعزز الاقتصاد ويدعم ازدهاره". وبهذه المناسبة؛ أبانت فاطمة موسى البلوشي، المدير التنفيذي لجائزة الشارقة للعمل التطوعي، أن التمريض ليس مجرد مهنة، بل رسالة إنسانية سامية تحمل في طياتها معاني العطاء والتفاني، مشيدةً بالدور الكبير الذي يلعبه العاملون في المجال التمريضي من خلال مشاركتهم في المبادرات التطوعية التي تُسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز استدامة صحة المجتمع. وأضافت البلوشي، أن العمل التطوعي في مجال التمريض يمثل نموذجاً رائداً في تعزيز المسؤولية المجتمعية والإنسانية، حيث يساهم الممرضون والممرضات بخبراتهم وجهودهم في تقديم الرعاية الصحية للمحتاجين، سواء في الظروف الاعتيادية أو خلال الأزمات والطوارئ. وأشارت إلى أن هذه الجهود تتجلى بوضوح خلال الأزمات والكوارث أو فترة انتشار الأوبئة، على غرار جائحة كورونا، وفترة الفيضانات التي تأثرت بها بعض المناطق في الإمارات، مما أبرز التزام الممرضين بدورهم الإنساني والوطني. وأكدت أن الإمارات تحتضن فرقاً تطوعية متخصصة تسهم في تعزيز هذا الدور، مثل فريق "ساند" الذي يتبع مؤسسة الامارات، وكذلك فريق "الاستجابة" بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي الذي يعكس رؤية الدولة في تقديم الدعم الإنساني داخلياً وخارجياً، بالإضافة إلى برنامج الشيخة فاطمة الإنسانية العالمية، بالإضافة إلى مبادرات التطوع المتخصص لمؤسسة القلب الكبير. وأكدت البلوشي أن الاستثمار في تطوير مهنة التمريض وتعزيز مشاركة الممرضين في العمل التطوعي يشكلان عنصراً أساسياً في بناء نظام صحي قوي ومستدام، مشيرةً إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للتمريض يعكس التقدير العميق للعاملين في هذا المجال، الذين يشكلون القلب النابض للأنظمة الصحية في المجتمع.