
خلفيات ومستقبل الحرب الإسرائيلية الإيرانية
الحروب نهايات مدمرة مظلمة ظالمة دموية تبلغها الدول حينما تضيق عليها الفرص، ويزداد الشحن، وتتفاقم الخطورة، وتختلط الأوراق وقلة وجود المصلحين، أو تحيزهم وتحولهم لأجزاء من الصراع، يدفعونه في الخفاء والعلن للتعنت والتجبر.
الشرق الأوسط أتون الصراعات، ووقود فوضاها، وصعوبة تفكيك أسبابها، وتتبع عقلانيتها، منذ أزمنة طويلة، وحروب الشرق تتزاوج بكثرة وتتوالد مشعلة فتل المعارك الأخرى، بين دول تعرف سواد مستقبلها فتعمل بكل قواها ليوم مواجهة عندها تكرم البلد أو تهان.
إسرائيل تظل الطرف الأكثر تهديدا وقصدا ومحاربة لأطراف عديدة، وإيران تمثل طرف الممانعة فيها، تبني أذرعها، تسلحهم، تصرف عليهم، وتوجههم للمحاربة عنها ومنها ولها.
منطقيا فإسرائيل كانت تعلم أنها الطرف الأكثر مواجهة ضد محيطها، ولذلك ظلت تبني قواتها وتقنياتها وقدراتها داخليا وخارجيا وبكل بعد نظر وحيطة، لتبلغ من القوة والتجسس والاختراقات ما لن يكتشف إلا بعد عقود من الزمن.
أمريكا ظلت تدير الصراعات في الشرق، لصالح حليفتها الزرقاء، وكانت تتدخل بقواتها مرات، والدعم اللوجستي إضافة للتدريب وتقديم الاستشارات على الأرض والبحر، وفي جيرة الأجواء، الملتهبة.
عقيدة أمريكا ظلت تحاول إبقاء الشرق دون أسلحة نووية، رغم غض طرفها عن نووي إسرائيل، فتستميت لمنع إيران من امتلاك النووي.
ترامب وفي فترتي رئاسته عمل جهوده، ومن خلال الوسطاء العرب والغربيين، حاول عقد اتفاقية مع إيران لإقرار ذلك وتنظيمه، وإيران تساهلت، وطمعت وماطلت حتى تكون إحدى الدول النووية.
توقيع الاتفاقية استطال، وأخذ ممرات ملتوية، ولذلك عزمت إسرائيل على كشف ورقتها الأخيرة «صعود الأسد»، قاتلة أو مقتولة، وبدعم من أمريكا، وعمليات تسليح مفتوحة، ومؤازرة من معظم دول الغرب، التي تشارك في الحرب ولو بالصمت الرهيب.
الحرب لا كاسب فيها بالكامل، ولا خاسر بالكلية، فالأضرار والأخطار المستقبلية تتوزع بين الجهتين المتقابلتين، وعلى المتضررين في القرب، وهذا ما ظهر جليا في أول أيام الحرب الإسرائيلية الإيرانية المباشرة، بعد أن تم تقييد جميع الأذرع الإيرانية، لتكتفي فقط بالدعاء.
إسرائيل باغتت العالم، وعاثت بالجو فسادا، وحركت أعوانها على الأرض الإيرانية، ودمرت مناطق الخطورة، وفجرت وعطلت تخصيب اليورانيوم، وقتلت من كبار القادة الكثير، وأثبتت تواجد عناصر الموساد على أرض إيران!
إيران بنظرية عليَّ وعلى أعدائي لم تتردد، ولم تقف قاصرة الحيلة، وانهالت على مدن إسرائيل بالصواريخ البالستية، رغبة منها في تغيير قوانين اللعبة، ولأول مرة، وبهذا الحجم من التدمير الصاروخي الموجع.
من سيفوز في النهاية؟
سؤال بلا جواب موثوق.
فأمريكا تريد نهاية للحوار النووي، وتوقيع المعاهدة مع إيران، بما تريده.
الشرق مناطق خوف وحذر، والجيرة متضررة، أمنيا وعسكريا واقتصاديا، والمواجهات مليئة بالمفاجآت، ولا بد من نهاية للفيلم، يتقبلها الجميع ولو جبرا، ويتعاملون معها وكأنها الحقيقة الأصيلة الكاملة.
إنها ولا شك تعد من أسوأ الفترات على منطقة الشرق الأوسط، وأكثرها حرجا، بيادق الشطرنج يتم تحريكها، وتتساقط، ولا أحد يعرف كيف ستكون النقلات القادمة.
الشعوب العربية العقلانية عانت كثيرا، وملت من انتظار السلام الدائم والتنمية والتقدم بعيدا عن تخلف العداوات، وأضرار التجييش والتسليح والحروب والتخلف والتغريب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

موجز 24
منذ ساعة واحدة
- موجز 24
ترامب يترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي حول إيران
قال مسؤول أميركي إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترأس يوم الجمعة اجتماعا للأمن القومي بشأن إيران في البيت الأبيض بحضور كبار مساعديه. وأضاف المسؤول أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف على تواصل منتظم مع الإيرانيين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مع قيام قطر بدور الوسيط. واجتمع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في جنيف مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وسط تصاعد الصدام العسكري الإيراني الإسرائيلي. ودعا عراقجي، في تصريحات أدلى بها من جنيف، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف العدوان والجرائم التي يرتكبها النظام الإسرائيلي، مشددا على أن إيران ستواصل الدفاع عن نفسها بكل السبل المشروعة. وقال عراقجي: 'على نظام إسرائيل أن يوقف فورا اعتداءاته'، مؤكدا أن البرنامج النووي الإيراني 'سلمي بالكامل ويخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية'. كما عبر عن قلق بلاده من 'غياب الإدانة الدولية للهجمات الإسرائيلية الشنيعة'، مضيفا أن 'إيران ستواصل ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن النفس'. تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوتر الإقليمي وتبادل الهجمات بين طهران وتل أبيب، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الصراع في المنطقة. وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بأن الضربات الإسرائيلية على إيران قد تؤدي إلى كارثة نووية. وأعرب رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أمله في ألا تلجأ واشنطن إلى استخدام قنابل اختراق التحصينات ضد موقع تخصيب اليورانيوم في فوردو الإيرانية.


الأمناء
منذ ساعة واحدة
- الأمناء
غروسي: الهجوم على محطة بوشهر الإيرانية سيؤدي إلى كارثة نووية
حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الجمعة، من أن أي هجوم على المفاعل النووي في بوشهر ستكون له "تبعات كارثية". وقال غروسي، في كلمته أمام مجلس الأمن: "لم يتم رصد إشعاعات نووية من المنشآت الايرانية"، مبرزا "لكن الخطر موجود". وأضاف: "إن تعرضت منشأة بوشهر لهجوم فقد يسبب ذلك تلوثا إشعاعيا واسعا وسيؤدي إلى تبعات كارثية على سكان طهران لاحتوائه على مواد نووية". وتابع: "كما تبقى هناك احتمالية لحصول تلوثات كيميائية وإشعاعية في منشأة نظنز النووية". وأكد غروسي أن الوكالة "تتابع عن كثب أوضاع المنشآت والمرافق النووية الإيرانية في ظل القصف الإسرائيلي". وكشف أنه "تم استهداف البنى التحتية الكهربائية في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في إيران وهناك مبنى لأجهزة الطرد المركزي تضرر بفعل الهجمات الإسرائيلية، كما هناك 4 مبان بموقع أصفهان تضررت". وشدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية على أنه "ينبغي ألا تحدث أبدا أي هجمات على المنشآت النووية". وختم بالقول إن "الحل الدبلوماسي في متناول أيدينا إذا توفرت إرادة سياسية"، مؤكدا "نحن قادرون على ضمان عمليات تفتيش نووية محكمة بموجب أي اتفاق مع إيران".


الأمناء
منذ ساعة واحدة
- الأمناء
إيران : لن نوقف تخصيب اليورانيوم
قال المتحدث باسم الرئاسة الإيرانية ماجد فرحاني، الجمعة، إن إيران لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم. وذكر فرحاني، في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأميركية، أن "إيران لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، لكنها قد تقدم بعض التنازلات". وأضاف: "أن الولايات المتحدة قادرة على إنهاء الصراع مع إيران بمكالمة واحدة لإسرائيل". وتابع: "المفاوضات مع إيران يمكن أن تُستأنف بسهولة إذا أمر الرئيس ترامب إسرائيل بوقف هجماتها على إيران". كما كرّر فرحاني الموقف الإيراني القائل باستحالة المحادثات في ظل استمرار الضربات الإسرائيلية. وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إن الهجوم الإسرائيلي يمثل "خيانة للدبلوماسية"، مضيفا أن استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية يُعد "جريمة حرب خطيرة". وعقب ذلك، أجرى وزير الخارجية الإيراني، محادثات في جنيف، مع نظرائه الأوروبيين حول البرنامجين النووي والصاروخي لإيران. ولليوم الثامن على التوالي، تتواصل الحرب بين إسرائيل وإيران، وبلغ التصعيد مستويات غير مسبوقة، وسط مخاوف دولية من انزلاق هذا النزاع نحو حرب شاملة.