
مباهج الشطر الثاني...!
إنّ السعادة شعور داخلي يتجسّد في سكينة النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر وراحة الضمير، والإحساس بالراحة والمتعة. إنّ شعور الإنسان بأنه على الطريق الصحيح، وأنه على المستوى الأخلاقي يقوم بما يجب عليه القيام به، يوفر له مصدراً مهماً للشعور بالرضا والسعادة، وإنّ قوة الإيمان بالقيم التي يؤمن بها المرء تتحكم بهذا الشعور.
من المهم أن نعرف موارد الشعور بالسعادة، لأن معرفة تلك الموارد تساعدنا على حماية أنفسنا من الجري خلف الأوهام التي وقع فيها كثير من الناس من قبلنا، إذا قلنا إن قيمة الصدق وهي تشكّل قيمة عظيمة لدى كل المجتمعات، فهذا يعني أن المرء الذي يفشل في الشعور بأنه يقوم بالحد المقبول من صدقه في قوله وعمله، سيفقد الشعور باللياقة الأخلاقية أمام مجتمعه، وهذا مصدر تكدير وإزعاج له، أما الإنسان الذي يتغلّب على نفسه ويجاهدها بأن يكون صادقاً في فعله وقوله، فيشعر بلذة النصر، وينتظر الثواب من الله تعالى في الآخرة، وهذا مصدر عظيم للطمأنينة.
إنّ شعور أي شخص بالرضا عن وضعه العام يوفّر له مورداً مهماً للشعور بالراحة والأمان والسرور.
بعض الناس يقضون معظم أيام حياتهم في البحث عن أمور توفر لهم سعادة أعظم، ومن خلال الرحلة الشاقة لا يجدون الوقت للاستمتاع بما بين أيديهم من صحة وأهل وأمن ومال... وإذا بلغ الواحد منهم الخمسين أو الستين، وهو يبحث عن المزيد من المال والنفوذ وأسباب القوة شعر أن قدرته الروحية والنفسية والجسدية على الاستمتاع قد تراجعت، وأن أمراض التقدم في السّن أخذت بغزو جسده، وهكذا يمكن لأي واحد منا أن يقع في مصيدة أن يقضي الشطر الأول من حياته في اشتهاء مباهج الشطر الثاني، ويقضي الشطر الثاني في الندم على ما فاته في الشطر الأول من حياته، من هنا كان التمتع بما هو موجود وفي كل مراحل الحياة هو ما تقضي به الحكمة، الاستمتاع بالقليل يحتاج إلى أن ندرب أنفسنا على القناعة والاحتفال بأمور غير مادية مثل الصحة والأمن والعيش بين الأحبة واحترام الناس.
قامت جامعة «هارفارد» بدراسة استمرت ثمانين عاماً، وقد خلصت تلك الدراسة إلى أنه: لا الثروة ولا الخصائص الوراثية الجيدة، ولا الذكاء ولا الوضع الاجتماعي المرموق، كل له تأثير في صحة الإنسان ورفاهيته وسعادته مثل علاقته بالآخرين. إن حاولنا أن نتذكر أعظم الأفراح التي شعرنا بها في حياتنا، سنجدها أفراحاً جماعية أي مستمدة من كوننا وقت أفراحنا كنّا مع جماعة، ومن هنا نفهم سر تركيز ديننا الحنيف على معاني برّ الوالدين، وصلة الأرحام والإحسان للجار، وإكرام الضيف، والوفاء للصديق، ومعاملة الناس بالأخلاق الحسنة... مهما أنفقنا من وقت ومال وجهد في سبيل الاحتفاظ بعلاقات اجتماعية جيدة، فإن ما نكسبه أكثر بكثير مما نقدمه.
M.alwohaib@gmail.com
mona_alwohaib@

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كويت نيوز
منذ 13 ساعات
- كويت نيوز
الصحة تُعلن بدء تقديم التطعيمات المطلوبة لحجاج بيت الله الحرام استعداداً لموسم الحج
أعلنت وزارة الصحة عن بدء تقديم خدمات التطعيم وإصدار الشهادات الصحية للحجاج في جميع أقسام الصحة الوقائية داخل مراكز الرعاية الصحية الأولية (المستوصفات)، وذلك وفقًا لتوصيات السلطات الصحية في المملكة العربية السعودية، وحرصًا على سلامة الحجاج وضمان وقاية صحية متكاملة خلال تأديتهم للمناسك. وأشارت إلى أن التطعيمات الإلزامية لحجاج بيت الله الحرام تشمل: • تطعيم السحايا الرباعي. • التطعيم ضد كوفيد-19 (ويُشترط توفر واحدة من التالي على الأقل: جرعة واحدة محدثة لموسم 2024–2025، أو استكمال الجرعات الأساسية، أو تعافٍ موثّق من إصابة مؤكدة بكوفيد خلال 2024). وأوصت الوزارة بالحصول على: تطعيم الإنفلونزا الموسمية. تطعيم الالتهاب الرئوي البكتيري (لفئات محددة). وأكدت الوزارة على أهمية تطعيم المرافقين (المُخالطين) لأفراد أسر الحجاج، لا سيما من لم يتلقوا تطعيم السحايا خلال الخمس سنوات الماضية، حيث يُشترط تلقي جرعة واحدة على الأقل لهذا الغرض. وبينت ان تحديث التحصينات الأساسية يُعد جزءًا من خطة الوزارة لحماية الفئات المستهدفة من أمراض مثل: الدفتيريا، الكزاز، السعال الديكي، شلل الأطفال، الحصبة، الجدري المائي، والنكاف. وأوضحت وزارة الصحة أن جميع اللقاحات متوفرة مجانًا في مراكزها الصحية المنتشرة في مختلف المحافظات، مشددة على ضرورة تلقي التطعيم قبل موعد السفر بما لا يقل عن 10 أيام. ونوهت إلى أماكن تقديم الخدمة تشمل:


الأنباء
منذ 2 أيام
- الأنباء
الشاي الأسود والتوت والفواكه الحمضية..مفتاح لـ"شيخوخة صحية"
كشفت دراسة حديثة أن تناول كميات أكبر من الشاي الأسود، والتوت، والفواكه الحمضية يوميا، قد يكون مفتاحا لشيخوخة صحية. وأجريت الدراسة من قبل فريق من الباحثين من جامعة إديث كوان في أستراليا، وجامعة كوينز بلفاست، وكلية هارفارد للصحة العامة في بوسطن. وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون المزيد من الفلافونويد يشيخون بشكل أفضل"، حسبما نقلت صحيفة "ذا ميرور" البريطانية. والفلافونويد هي مجموعة من المركبات النباتية الطبيعية التي تنتمي إلى فئة أوسع تُعرف باسم البوليفينولات. وتوجد بكثرة في الفواكه والخضروات والمشروبات النباتية مثل الشاي والعصائر. وعند وصول هذه المركبات، إلى القولون، تتحول بفعل ميكروبات الأمعاء إلى مركبات نشطة بيولوجيا تقلل الالتهابات، وتدعم جهاز المناعة، وقد تؤثر كذلك على صحة الدماغ.


كويت نيوز
منذ 6 أيام
- كويت نيوز
5 عادات يومية بسيطة تساعد على تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية
يُعد مرض القلب أحد الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، ولكن الخبر السار هو أن العديد من عوامل الخطر تقع تحت سيطرتنا. إن اتباع عادات صحية يمكن أن يقلل بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية ويُحسّن صحة القلب على المدى الطويل، وفقًا لما نشرته صحيفة «Hindustan Times». تحتوي على التوت والشاي.. حمية تحد من علامات الشيخوخة غير الصحية يقدم طبيب القلب دكتور جاك وولفسون، عبر حسابه على منصة إنستغرام، 5 نصائح سهلة لأسلوب حياة صحي يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في صحة القلب، كما يلي: 1. الطبيعة والهواء الطلق قال الدكتور وولفسون إنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الشخص في الهواء الطلق، قلّ خطر الإصابة بالنوبات القلبية. إن الهواء النقي والضوء الطبيعي والحركة تُحدث فرقًا كبيرًا في صحة القلب والصحة العامة. 2. نوم أفضل وأضاف وولفسون أنه «مهما كان وقت نوم الشخص الحالي، يمكن أن يجعله أبكر بساعة». إن النوم الجيد يمنح القلب الراحة التي يحتاجها، ويدعم تعافيه بشكل أفضل وتوازن الهرمونات. 3. تقليل وقت الشاشات واقترح التقليل من استخدام التكنولوجيا. وتابع: «تقليل استخدام الأجهزة، يجعل «الشخص» أفضل حالاً»، موضحًا أن قلة استخدام الشاشات تؤدي إلى نوم أفضل وإلى تقليل التوتر وإتاحة المزيد من الوقت لممارسة عادات صحية للقلب. 4. الوقوف حافي القدمين وأكد وولفسون أن وقوف الشخص في الطبيعة «حافي القدمين، وهو ما يُسمى التأريض، يفيد صحة القلب». يُعتقد أن التأريض، أو التواصل مع الأرض، يقلل الالتهاب ويحسن الدورة الدموية. 5. ممارسة الامتنان وأوضح أن ممارسة الامتنان من خلال «شكر الله مرة واحدة على الأقل يوميًا يؤدي لتحسين صحة القلب والصحة البدنية والنفسية بصفة عامة». إن تخصيص وقت للامتنان يمكن أن يُخفف الشعور بالتوتر ويُحسن الحالة المزاجية، كما يدعم صحة القلب عن طريق خفض مستويات الكورتيزول.