logo
مركز جامع الشيخ زايد الكبير... منارة للتنوع الثقافي والانفتاح الحضاري

مركز جامع الشيخ زايد الكبير... منارة للتنوع الثقافي والانفتاح الحضاري

البيانمنذ 12 ساعات

يشكّل مركز جامع الشيخ زايد الكبير أيقونة ثقافية بارزة تجسّد روح التنوع الثقافي والانفتاح الحضاري ويجمع في مرافقه بين الأصالة والمعاصرة، والدين والفن، والمحلية والعالمية.
ولا يقتصر دوره على كونه صرحًا دينيًا مهيبًا، بل يُعدّ منصة تحتضن ثقافات متعددة وتروي حكاية لقاء الحضارات تحت سقف واحد.
ويعكس المركز رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي آمن بأن التنوع الثقافي معين ثراء لا ينضب، وأن الانفتاح على الآخر أساس الاستقرار المجتمعي والتقدم الإنساني، ومن هذا المنطلق، يحتضن المركز فعاليات وبرامج تُعبّر عن فسيفساء ثقافية نابضة بالحياة.
ويستقبل المركز ملايين الزوار من مختلف الثقافات والجنسيات سنويًا، ما يجعله مساحة حيّة لعرض ثقافات متنوعة والتفاعل معها، فمن خلال الجولات الثقافية التي تُنظم بلغات عدة، يتعرف الزوار على عناصر العمارة الإسلامية التي تحمل بصمات ثقافية من مختلف البلدان والثقافات، مما يعكس اندماج التراث العالمي في تفاصيل هذا المعلم الاستثنائي.
وقد استقبل المركز العام الماضي 6,582,993 ضيفاً، معززاً مكانته على خريطة السياحة الثقافية العالمية وبلغت نسبة زوار الجامع من خارج الدولة 81%، بينما شكل المقيمون على أرض الدولة نسبة 19%.
ويمتد حضور المركز الثقافي إلى برامج تعليمية وتوعوية تعزز من القيم الإنسانية المشتركة، مثل التسامح والتعايش وقبول الآخر.
وتشمل هذه البرامج "برنامج جسور"، والمعارض الفنية، والمبادرات الاجتماعية، التي تسعى جميعها إلى بناء وعي مجتمعي يقوم على الانفتاح والتعددية الثقافية.
ويُعد برنامج جسور أحد الركائز الأساسية في إبراز التنوع الثقافي داخل المركز ويوفّر بيئة حوارية ثرية بين الزوار الدوليين وأفراد المجتمع المحلي.
ومن خلال جلسات حوار ولقاءات تعريفية، يُتاح لضيوف الجامع الاطلاع على الثقافة الإسلامية ونمط الحياة الإماراتي، ومفهوم التعايش الذي يُعتبر سمة بارزة من سمات المجتمع الإماراتي.
ويضم البرنامج العديد من المبادرات والبرامج الهادفة إلى تعريف أفرادٍ ومؤسَّسات من ثقافات متنوّعة على الثقافة الإسلامية، والقيم الإنسانية التي يتبناها الجامع.
ويحظى المشاركون بفرصة الاطِّلاع على رسالة المركز النابعة من رؤية الوالد المؤسِّس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، والقيادة الرشيدة لترسيخ القيم الإنسانية، والتعرف على الموروث الإماراتي.
وكان من آخر المبادرات التي أطلقها المركز تحت برنامج "جسور"، مبادرة "مآذن العاصمتين" والتي تضمنت تدشين وفد من المركز مجسم جامع الشيخ زايد الكبير، والمكتبة المتنقلة، ومعرض صور فضاءات من نور، في المسجد الجامع في موسكو، ومنذ عام 2012 وبالتعاون مع وزارة الخارجية، دشن المركز أكثر 21 مجسماً للجامع في مختلف دول العالم.
وفي إطار دوره منبرا للتسامح والسلام والأخوة الإنسانية، أطلق المركز منصة أرض التسامح، التي تأخذ متصفحيها في رحلة افتراضية، تعرفهم من خلالها على قيم الجامع ودوره الحضاري والثقافي في نشر وتعزيز رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى العالم، المتمثلة في التعايش والسلام والوئام مع مختلف ثقافات العالم، والتي جاءت تحقيقاً لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وترجمةً لرؤى وتطلعات القيادة الرشيدة.
وفي خطوة نوعية، أطلق مركز جامع الشيخ زايد الكبير متحف "نور وسلام" وتجربة "ضياء التفاعلية"، ليقدم تجربة حسّية تجمع بين الفن والتقنية للتعبير عن النور بوصفه رمزا للسلام الداخلي والانفتاح الروحي.
ولا يقتصر المتحف على عرض مفاهيم دينية، بل يحتفي بالتنوع الإنساني من خلال عدّة لغات سردية، مما يعكس وحدة الرسائل الإنسانية عبر اختلاف الثقافات.
ويأتي متحف نور وسلام مكملاً لما سبق أن نظمه المركز من معارض، من بينها معرض "الحج.. رحلة في الذاكرة" الذي يسلط الضوء على تاريخ الحج، ومعرض "النقود الإسلامية: تاريخ يكشف" الذي يتعرض لتاريخ النقود الإسلامية.
ومن خلال جائزة فضاءات من نور للتصوير الفوتوغرافي، يحتفي المركز بجماليات العمارة وتعبيراتها المتعددة وتستقطب الجائزة مشاركين من شتى أنحاء العالم وتُعد تجسيدًا حقيقيًا لقيمة التنوع الثقافي، إذ تعكس كيف يرى كل مصوّر الجامع من منظور ثقافته وخلفيته الفنية.
وأصبح مركز جامع الشيخ زايد الكبير أحد أهم المعالم الثقافية في العالم العربي والإسلامي، ليس فقط لجمالياته العمرانية، بل لدوره المتنامي في ترسيخ صورة التنوع الثقافي كقيمة حضارية، وحاز على إشادات عالمية عدة تؤكد مكانته صرحا يجمع بين الروحانية والتعدد الثقافي.
وفي زمن تتزايد فيه التحديات التي تواجه التعددية، يبرز مركز جامع الشيخ زايد الكبير نموذجا يُحتذى في تعزيز التنوع الثقافي الإيجابي، مؤكّدًا أن لقاء الثقافات لا يعني ذوبانها، بل احتفاء بها، وتكامل بينها، وبناء لجسور إنسانية تمتد عبر المكان والزمان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«تحدي القراءة» مسار إماراتي لولادة جيل عربي مبدع
«تحدي القراءة» مسار إماراتي لولادة جيل عربي مبدع

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

«تحدي القراءة» مسار إماراتي لولادة جيل عربي مبدع

مشيراً إلى أن المشروع يسهم في تنمية وعي الطلاب وإثقال مهاراتهم الثقافية والأدبية. وشدد شحاتة، على أن هذه المشروعات قادرة على اكتشاف المواهب الأدبية والفكرية، والمساعدة في تشكيل جيل من الكتّاب والروائيين والمفكرين الذين سيحملون راية المعرفة في المستقبل. وقال الخبير التربوي وأستاذ المناهج، إن المشروع يمثل نموذجاً فريداً لتشجيع القراءة بين الطلاب من مختلف الأعمار، حيث يسهم في غرس عادة القراءة، وتوسيع مداركهم، وتنمية قدراتهم الفكرية والمعرفية في سن مبكرة، وهي مرحلة شديدة الأهمية في تكوين الشخصية وتعزيز الذكاء اللغوي والثقافي. وأشار إلى أن مبادرات كهذه تلعب دوراً أساسياً في خلق بيئة تعليمية محفزة للقراءة، من خلال دمج الشباب في أنشطة ومسابقات تفاعلية تجعلهم يتعاملون مع الكتب كأدوات للمتعة والمعرفة في آن واحد، مما يحقق نوعاً من التنافس الإيجابي بينهم، ويحوّل القراءة إلى أسلوب حياة. وأضاف الأكاديمي بجامعة عين شمس: «هذه المشروعات الثقافية تثمر عن جيل قارئ، ناقد، ومبدع، قادر على المساهمة في نهضة المجتمع ومواكبة التحديات المعرفية الراهنة». واختتم حسن شحاتة حديثه قائلاً: «اعتماد المشروع على وسائل رقمية متعددة ومنصات إلكترونية يسهّل وصول الشباب للمحتوى المعرفي، ويحوّل القراءة إلى نشاط تفاعلي رقمي يواكب روح العصر». مشيراً إلى أن هذه المنصات توفر أدوات تقييم وتوجيه تساعد في بناء برامج تعليمية متكاملة، وتحفّز على الاندماج في مجتمع المعرفة الرقمي. جدير بالذكر، أن مشروع «تحدي القراءة العربي» الذي أطلقته دولة الإمارات العربية المتحدة، يُعد أكبر مبادرة معرفية تنافسية من نوعها في الوطن العربي. ويستهدف غرس ثقافة القراءة في نفوس النشء، وتحفيزهم على جعل المطالعة عادة يومية أصيلة، وتنمية شغف الطلاب بالقراءة، بما يثري أفكارهم، ويوسّع آفاقهم المعرفية، ويُعزز من قدراتهم الفكرية ومهاراتهم التحليلية والإبداعية، في إطار رؤية إماراتية تؤمن بأن بناء الإنسان يبدأ من الكلمة والمعرفة.

«إسلامية دبي» تنظم جلسة إفتاء افتراضية حول أحكام الحج
«إسلامية دبي» تنظم جلسة إفتاء افتراضية حول أحكام الحج

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

«إسلامية دبي» تنظم جلسة إفتاء افتراضية حول أحكام الحج

أعلنت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي عن تنظيم جلسة إفتاء افتراضية بعنوان «أحكام الحج والعشر الأوائل من ذي الحجة»، وذلك يوم الثلاثاء المقبل، بالتعاون مع مركز الهدى لتحفيظ القرآن الكريم. ويقدّم الجلسة فضيلة الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد، كبير المفتين في الدائرة، بإدارة الدكتورة زهرة محمد الجابري، وتُعقد عن بُعد عبر منصة «زووم»، بهدف تمكين الفئة المستهدفة من المشاركة، لا سيما النساء وموظفات الدائرة. وتتناول الجلسة أبرز الأحكام الشرعية المتعلّقة بأداء مناسك الحج، وفضائل العشر من ذي الحجة، كما تتيح للمشاركات طرح استفساراتهن للحصول على إجابات موثوقة من مصدر شرعي معتمد، في ضوء ما ورد في الكتاب والسنة. وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة البرامج التوعوية التي تنظمها الدائرة انطلاقاً من رسالتها الدينية والمجتمعية، وحرصها على دعم توجهات القيادة الرشيدة في ترسيخ القيم الإسلامية ونشر الاعتدال والوسطية، بما يسهم في بناء مجتمع معرفي متماسك، يعتز بهويته الإسلامية الأصيلة.

«الخطاب المؤثر» في مكتبة محمد بن راشد
«الخطاب المؤثر» في مكتبة محمد بن راشد

صحيفة الخليج

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة الخليج

«الخطاب المؤثر» في مكتبة محمد بن راشد

نظّمت مكتبة محمد بن راشد، على مدار يومين متتاليين، ورشة عمل تدريبية بعنوان «إعداد خطاب مؤثر ومقنع»، قدّمها سيف المزروعي، المستشار والمدرب المتخصص في فنون الخطابة والتأثير. وشهدت الورشة حضوراً من مختلف الفئات العمرية والمهنية التي تسعى إلى تطوير مهاراتها في صياغة الخطابات وتقديمها بأسلوب مقنع يجذب المستمعين، في خطوة مهمة لتعزيز التواصل اللفظي وغير اللفظي في الحياة الشخصية والمهنية. وتناولت الورشة مفهوم التحدي في الخطابة، والتحديات الداخلية التي يواجهها المتحدثون، مثل الخوف من الفشل والشك بالنفس وصراع الأولويات ومقاومة التغيير والتردد في اتخاذ القرارات، كما تطرقت إلى أن هذه التحديات تعتبر حجر الزاوية التي يجب معالجتها قبل الشروع في إعداد الخطاب، لأن التغلب عليها يرفع من مستوى الأداء ويعزز الثقة بالنفس. وسلطت الورشة الضوء على منهجية إعداد الخطاب المؤثر، والتي تبدأ بفهم عميق للرسالة التي يراد إيصالها، مروراً بتحديد الهدف بوضوح وتحليل الجمهور المستهدف بدقة لضمان توافق المحتوى مع توقعاتهم واحتياجاتهم. وأشار المدرب إلى أن الإعداد المسبق يشمل صياغة الخطاب بشكل متقن، بحيث يكون بسيطاً، وواضحاً ومؤثراً في آن واحد. وخلال الورشة، ركّز المزروعي على الجانب العملي، حيث عرّف المشاركين إلى مجموعة من الوسائل الحديثة في صياغة الخطاب وتقديمه، ومنها: لغة الجسد، ككيفية استخدام حركات اليد وتعابير الوجه ووضعية الجسم لتعزيز الرسالة وزيادة مصداقية المتحدث والنبرة الصوتية، مثل: توظيف التغييرات في الصوت من حيث القوة والارتفاع والسرعة والتمهّل واستخدام الصمت كأداة فنية لإبراز النقاط المهمة والتواصل البصري، كطرق بناء علاقة تواصل مع الجمهور عبر النظر المباشر والمنتظم. كما تطرق إلى أهمية تعزيز الانتباه لخلق أجواء تفاعلية وإدارة التوتر والخوف من خلال تمارين عملية وتقنيات تنفسية وتعلم كيفية استغلال التوتر بشكل إيجابي والتعامل مع الأسئلة والاعتراضات، حيث قدّم استراتيجيات فعَّالة للرد بثقة واحترافية على أسئلة الجمهور أو اعتراضاتهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store