
صاحب النظارة المعظمة.. عبد المنعم رياض الجنرال الذهبي
في ميدانه الشهير '
عبد المنعم رياض'
بوسط القاهرة، لا يزال القائد يقف بقامة شامخة، محتفظا بنظاراته المعظمة بينما عيناه المفتوحتان ترهب كل من يحاول أن يقترب من هذا الوطن، فيما يشير إليه المصريون بفخر، وهم يحكون عن الجنرال الذهبي الذي قرر أن يكون في الصفوف الأمامية وينال الشهادة، ليعود جثمانه الطاهر من أرض المعركة ويحمله الشعب على أكتافه يهتف لرجل قدم روحه هدية لانتصارهم.
ما يزال الشهيد
عبد المنعم رياض
على قيد الحياة في قلوب المصريين، يحفظون قصص بطولاته ويرونها لأبنائهم في يوم الشهيد ليصبحوا مثله أبطالا، لا يخافون الموت، وأسودا شجعانا في ميادين القتال ضد الأعداء.
في التاسع من مارس عام 1969 كان القائد
عبد المنعم رياض
يتفقد جنوده في موقع المعدية رقم 6 بالإسماعيلية، قبل أن يتلقى شظية أدت إلى استشهاده، ليعود رئيس أركان القوات المسلحة ملفوفا في علم مصر ويشيع إلى مثواه الأخير في جنازة مهيبة.
في شهر أكتوبر عام 1919 ولد عبد المنعم الرياض، في قرية سبرباي التابعة لمدينة طنطا بمحافظة الغربية لأب عقيد فى الجيش هو "محمد رياض عبد الله"، حصل عبد المنعم على الشهادة الثانوية عام 1936، ليدخل كلية الطب برغبة أهله، وسرعان ما تركها ليلتحق بالكلية الحربية التي ظل يحلم بالالتحاق بها.
عبد المنعم رياض رجل الحروب
إجادته للعديد من الغات وفي مقدمتها الإنجليزية والفرنسية والروسية، مكنته من الاطلاع على سير القادة العسكريين بلغتهم الأصلية، في حين كان يعلم أن الانتصار على إسرائيل يتطلب المعرفة بعلم، قانتسب وهو في رتبة عميد ليدرس الرياضيات في كلية العلوم، من أجل أن يلم، وحين وصل إلى رتبة الفريق قرر الدراسة في كلية التجارة بجامعة عين شمس لمواصلة بثه الذي أعده لنيل الدكتوراه حول الاستراتيجية العسكرية، وانتسب بالمُراسلة إلى إحدى جامعات بريطانيا لدراسة الرياضيات والاقتصاد
عقب التخرج عُيّن رياض في سلاح المدفعية، التحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات في الإسكندرية والسلوم والصحراء الغربية خلال عامي 1941 و1942، ما جعله يشارك في الحرب العالمية الثانية ضد القوات الإيطالية والألمانية، وعمل بعدها في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لما يتمتع به من قدرات عسكرية .
أصبح قائئدا لمدرسة المدفعية المضادة للطائرات وهو برتبة مقدم عام 1951، وقائدا للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية عام 1953، وفي العام تولي قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية، وظل في المنصب إلى أن سافر في بعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتي 1958، لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية، أتمها في عام واحد بتقدير امتياز، وحصل على لقب الجنرال الذهبي.
شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية عام 1960 عقب عودته من الاتحاد السوفيتى، ثم أسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية لشؤون الدفاع الجوي، واشترك وهو برتبة لواء في دورة خاصة بالصواريخ بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات خلال عامي 1962 – 1963، وفي عام 1964 عين رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة، وفي عام 1966 صعد إليه رتبة فريق، وأتم في السنة نفسها دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا.
بناء على طلب من الملك حسين بعد توقيعه على اتفاقية الدفاع المشترك عين عبد المنعم رياض في مايو 1967 قائداً لمركز القيادة المُتقدّم في عمّان، ووضع خطّة إعادة انتشار القوات الأردنية لإحباط مخطّطات الجيش الإسرائيلي. وبمجرد اندلاع حرب 1967 أصبح قائداً عاماً للجبهة الأردنية.
عبد المنعم رياض وبناء الجيش
إلى مصر عاد علد المنعم رياض ليشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزي، بعد نكسة يوليو بأيام قليلة وبالتحديد في 11 يونيو عام 1967 تولى المنصب الكبير ليكون مسئولًا عن إعادة بناء القوات المسلحة بمساعدة الفريق محمد فوزي وزير الحربية، في ذلك الوقت وهى المهمة التي أثبت فيها كفاءة عسكرية ساعدت على حرب التحرير بعد ذلك، بوصفه صاحب تصميم الخطة (200) الحربية التي كانت الأصل في الخطة "جرانيت" التي طُورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات في حرب أكتوبر تحت مسمى "بدر"
عبد المنعم رياض وحرب فلسطين
من أشهر قصص البطولة للفريق أول عبد المنعم رياض، باعتباره واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، مشاركته في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، وعمل وقتها في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بين القاهرة وفلسطين، وحصل في ذلك على وسام الجدارة الذهبي لقدرته العسكرية آنذاك.
إيلات
أشرف بنفسه على تدمير المدمرة "إيلات" والتي وضع خطتها أثناء حرب الاستنزاف، وحدد ملابساتها وموعد التنفيذ، وفي يوم السبت 8 مارس 1969م بدأ التنفيذ في التوقيت المحدد، وانطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة، وتدمير جزء من مواقع خط بارليف، وإسكات بعض مواقع مدفعيته في أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973.
رأس العش بقيادة عبد المنعم رياض
أولى المعارك المصرية التي انتصر فيها الجيش المصري على القوات الإسرائيلية هي معركة رأس العش بعد نكسة يونيو، بقيادة عبد المنعم رياض، حيث قاد الجنرال فرقة من المشاة استطاعت منع سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بور فؤاد.
يوم الشهيد
في يوم الأحد 9 مارس 1969 قرر الفريق الشجاع علد المنعم رياض أن يتوجه إلى الجبهة ليقف كتفا بكتف مع جنوده في مواجهة العدو، زار الموقع رقم 6 القريب من خطوط العدو، والذي فتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.
دقائق معدودة مرت، حتى انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده و استمرت المعركة التي كان يقودها الفريق بنفسه حوالي ساعة و نصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي يقود منها المعركة و نتيجة للشظايا القاتلة و تفريغ الهواء استشهد البطل متأثرا بجراحه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة شهيدًا على الجبهة تاركًا وراءه قصة ظلت عالقة في سجلات التاريخ.
من أقول الشهيد عبد المنعم رياض
"قد يكون القائد المُعاصِر في حاجة إلى نفس صفات الفارِس القديم شجاعاً ومُغامِراً وجريئاً وواسعَ الخيال، ولكن ذلك لا يكفي إن عليه أيضاً أن يعبّ من منابع العِلم والثقافة قدْر الاستطاعة، فذلك ضروري له حتى يستطيع فهم المعادلات الحديثة واستيعاب مختلف فنون القتال وعلومها".
"أنا لست أقل من أي جندي يدافع عن الجبهة، ولا بد أن أكون بينهم في كل لحظة من لحظات البطولة" جملة قالها رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق عبد المنعم رياض، عندما قرر أن يشارك جنوده إحدى خطط تدمير خط برليف، ما جعله يحفر اسمه في سجلات الفخر، وهو يدافع عن تراب وطنه الذي رد له الجميل وهو يحتفل بذلك اليوم كل عام ويطلق عليه "عيد الشهيد".
يؤمن الجنرال بشيئين أساسيين لبلوغ النصر، أن يكون القادة فى مقدّمة الصفوف وأن يترسّخ اليقين بأن الحرب ليست سلاحاً في الأيدي وإنما العبرة بالرجال الذين يحملون السلاح.
صدق رياض، لم يمت نائما على فراشه، أو جالسا في مكتبه، ولكن مقاتل على الجبهة بين ضباطه وجنود الأوفياء.
وسام على صدر مصر
حصل الجنرال الذهبي على العديد من الأوسمة و الميداليات، منها ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ووسام نجمة الشرف، ووسام الجدارة الذهبي، ووسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير من لبنان، ووسام الكوكب الأردني طبقة أولى
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 3 ساعات
- الدستور
ترامب يوضح كيف توصل إلى "استنتاجه" حول مساهمة الولايات المتحدة في هزيمة الفاشية
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال كلمته بحفل بالأكاديمية العسكرية أنه توصل إلى استنتاجه حول المساهمة الكبيرة المزعومة لواشنطن في الانتصار على الفاشية من اتصاله مع قادة آخرين. وقال ترامب إنه "في الأسابيع الأخيرة كان لي شرف التحدث إلى قادة العديد من الدول.. قبل إسبوعين كانوا يقولون إنهم يحتفلون بعيد النصر في الحرب العالمية الثانية، ثم اتصلت بواحد آخر في مناسبة أخرى وقال (نحن نحتفل بالنصر في الحرب العالمية الثانية)، ثم اتصلت برئيس فرنسا (إيمانويل ماكرون) في مناسبة أخرى أيضا وقال إنهم يحتفلون بانتصارهم في الحرب العالمية الثانية.. لقد ساعدناهم كثيرا". ووفقا لترامب، فقد ناقش أيضا الانتصار على الفاشية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأشار ترامب إلى أنه على الرغم من أن الجيش الأحمر (جيش الاتحاد السوفيتي) خسر الملايين من الرجال 51 مليونا، وفقا لتقديرات ترامب، إلا أن الولايات المتحدة "هي التي انتصرت". وأضاف ترامب أن أوروبا وبقية العالم تحتفل بيوم النصر ولكن الولايات المتحدة لا تحتفل به، ولهذا، حدد يوم 8 مايو موعدا لإحياء ذكرى الحدث. يذكر أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا راخاروفا علقت في وقت سابق على منشور لترامب على منصة "تروث سوشيال" تحدث فيه عن دور الولايات المتحدة "الكبير" في الانتصار في الحرب العالمية الأولى والثانية. وقالت زاخاروفا إن "الولايات المتحدة تمر بأزمة عميقة حيث لا يعرف الشعب الأمريكي والحكومة الأمريكية تاريخهم بل إنهم ربما يعرفون تاريخهم أسوأ من جغرافيا العالم".


يمني برس
منذ 3 ساعات
- يمني برس
أمريكا تُحيي خرافة «معاداة السامية»!
يمني برس – بقلم – وديع العبسي سيجد إلياس رودريغيز منفذ عملية واشنطن، من يتعاطف معه، ومن يقف في الطرف الآخر منه، تماما كحال الانقسام الحاد الذي يشهده العالم اليوم بين حق وباطل وهامشي متواطئ بلا مبدأ، لكنه في الناتج، رأى في طريقته لقتل الموظفين الإسرائيليين في قلب العاصمة الأمريكية، التعبير الأفضل من وجهة نظره عن بشاعة القتل، ورفضه للجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وللتماهي والدعم الأمريكي منقطع النظير لهذه الإبادة، التي تقتل بلا سقف وبلا ثوابت. واليوم يظهر معتوه صهيوني نازي، نائب من جوقة ترامب، ليدعو إلى استخدام السلاح النووي ضد قطاع غزة، مستشهدا بما فعلته بلاده في هيروشيما وناغازاكي في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية. النائب الجمهوري المدعو راندي فاين قال: «أمريكا لم تتفاوض مع النازيين أو اليابانيين بل استخدمت القنابل النووية لإجبارهم على الاستسلام، معتبرا أن ما يحدث في غزة يستوجب الأسلوب ذاته». إلياس، الشاب البسيط، ليس قاتلا مأجورا ولا ملف سوابق له، لم يُنكر قيامه بعملية القتل بل إنه تظاهر بكونه شاهداً على الحادث منتظرا وصول الشرطة كي يقول لهم: «فعلتُ ذلك من أجل غزة، فلسطين حرة». وكان قد كتب رسالة مطولة ضمنّها ما يعبر عن إدراك شريحة في المجتمع الأمريكي لانحراف المنهج الذي تسير عليه بلادهم في تقييم وقائع القضايا الإنسانية، والانحياز السافر للصوت الصهيوني. أراد إلياس إيصال رسالته بوضوح قبل أن يجري تشويه مقاصدها من قبل السلطات الأمريكية التي مع ذلك لم تجد حرجا وكعادتها غير الشريفة، في استثمار الحادث لإحياء ما يسمونه معاداة السامية. وربما سيدعم ترامب بهذه الحادثة توجهه للتضييق على الحريات داخل أمريكا وتحديدا تلك المتعلقة بنقد السلوك الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. فرقة مكافحة الإرهاب المشتركة التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي(FBI) ركزت من فورها في تحقيقاتها «على دوافع معاداة السامية المحتملة وراء الهجوم»، وهو الشكل الأنيق والذي تتبعه ملاحقات حمقاء، وأصله «الكراهية لإسرائيل.» فيما رسالة الشاب إلياس رودريغيز، وعبارته للشرطة «فلسطين حرة» لم تكن غلافا لأي تعبيرات ضمنية أو مبطنة، إنه يرفض بصريح العبارة الجرائم البشعة ضد الشعب الفلسطيني، من منطلق إنساني، ويرفض ازدواجية المعايير عند تقييم حالات الانتهاك لحقوق الإنسان، وهو ضد سياسة القتل المستمرة في فلسطين بلا أفق تنتهي عنده هذه المأساة الإنسانية. يأتي هذا فيما اتسعت مساحة الرفض العالمي لما يحدث في غزة، وهي المساحة التي زامنت تحرك ترامب وجوقته الصهيونية لإحياء خرافة السامية. وما تبدو كصحوة ضمير، وجد فيها قادة العدو الإسرائيلي فرصة لمهاجمة دول أوروبا التي تحركت بقوة ضد ممارساتهم الإجرامية في غزة ليتم اتهامها بمعاداة السامية بل وبالتحريض ضد الكيان غير القانوني. وفي مؤتمرٍ صحافي ربط ما يُعرف بوزير الخارجية الإسرائيليّ، جدعون ساعر بـ'صلة مباشرة بين التحريض المعادي للسامية والمعادي لإسرائيل وبين جريمة القتل هذه'، حسب تعبيره وأضاف 'هذا التحريض يمارس أيضًا من جانب قادة ومسؤولين في العديد من الدول والهيئات الدولية، خصوصاً في أوروبا'. ما حدث لا يبدو بأنه سيدفع الأمريكيين لقراءة الحدث بالتحليل واستخلاص الدلالات لأنهم يعون أن الكراهية باتت تنخر في جسد اتحادهم الأمريكي وأن وقوفهم اليوم ليس أكثر من تأثير جرعات علاجية تبدأ من تحديث اللغة العنيفة في التعبير عن موقف بلادهم تجاه القضايا في العالم، من باب استعرض العضلات، وتنتهي عند تأمين مصادر دخل تقوم على الانتهازية والابتزاز.


بوابة الأهرام
منذ 4 ساعات
- بوابة الأهرام
تراجيديا الجحيم والسلام
الجغرافيا والتاريخ تمثيلية على مسرح «الحكومة العالمية»، المدعية ملكية خاتم سليمان وشياطين الجن ومصير البشرية (بحسب خيال مجلس المتنورين الجدد وسينما هوليوود)، فهى اللص الخفى لاستخلاص ثروات الهيمنة على الأرض بالاستعباد الاقتصادي، بجحيم وسلام وحروب نوعية لا تبقى ولا تذر! وأحجية التضليل الإعلامى والتلاعب بالعقول، ومسرحية تغيير نظام القطب الواحد بنظام نطاقات النفوذ الاقتصادى متعدد الأقطاب، بطقوس ترتيل كتاب الإمبراطورية الأمريكية (المقدس)، والسجود للروبوت الأعظم (رب الجنود)، ومناهضة الحرية والمقاومة (بالاستعمار الاستيطاني)، وتجهيز التنظيمات الجهادية الإسلامية (الإرهابية)وبدلاء القادة مغسولى الأدمغة! وتزييف وعى الشعوب بالهندسة الاجتماعية والذكاء الاصطناعي، وربط بقاء الحكومات بنسبة المساهمة فى مشروعات الصندوق السيادي! ولا عزاء لانهيار الثقة فيما بين الأمم والشعوب والديانات، ومطورى الأعمال والسياسيين، وما خفى أعظم!. يرغبون هذه المرة بوحشية ثلاثية الأبعاد فى ضم كندا باعتبارها الولاية (51)، وكذلك جرينلاند لأسباب أمنية واقتصادية وجيوسياسية (منذ شراء ألاسكا من قيصر روسيا 1867)، لتصبح مساحة الولايات المتحدة، نحو (83)% من مساحة روسيا والصين، وتزيد بمقدار ضعف المساحة على قارة أوروبا، أى تشغل (15)% من مساحة اليابسة. لتنفرد بعلامة الجغرافية السياسية، من حيث المساحة وحجم الاقتصاد وتنوع موارد الدولة، والثقافة التى تدين بالتحيز للجنس الأبيض (المستعمر) ومناهضة دولة المكسيك لنسبها من الهنود الحمر (شعب أمريكا غير المختار)! وليست أحداث القرن الأمريكى بامتياز (منذ الحرب العالمية الثانية) إلا من التحكم فى السياسات الاقتصادية العالمية، وتشكيل السياسات العسكرية والأمنية، والسيطرة على الإعلام والمعلومات، والتأثير على السياسة الداخلية للدول، وتشجيع تقليص استقلالية الدول لمصلحة هيئات وأطر مؤسسية عالمية، وإدارة الأزمات والغفلة عن القضايا الرئيسية، والتأثير فى الأجندات الاجتماعية والسياسية العالمية، واحتكار التحكم فى التطور التكنولوجى والابتكار، وهكذا تتحكم هذه الحكومة الخفية (أحادية البعد) فى موازين القوى والصراعات الجيوسياسية!. لم تغادر هيمنة الإمبراطوريات القديمة خرائط القرن الحادى والعشرين، ولم تغب حلبة الموت المؤجل (الرومانية) عن العصر الحديث، ولا جرائم الإبادة الجماعية وتوابعها (غزة مثالاً)، وذلك على جنائزية «هذه الأرض لنا لوحدنا» بكل ما فيها من ثروات طبيعية وبشرية! هؤلاء لا يلعبون النرد، يصنعون قادة الدول وخلايا القوة الناعمة وكتائب الاغتيالات، وغير ذلك كثير، وبالأمس القريب عاقبوا أوكرانيا على تمردها وتزلفها للانتماء الأوروبى ضد الوصاية الأمريكية (شرك ديمقراطية الغرب)، حيث أشهروها ساحة محدودة لحرب عالمية، بالنمل العدوانى لشيطنة الدب الروسي، الذى انتصر على الخوف الطبيعى بهدير العودة إلى الموئل التاريخى فى الفضاء الأوراسي! أى نظام عالمى جديد تجسده حلبة تصفية الحسابات والسوق السوداء لأسلحة القرن الأكثر تطورا وترهيبا وإيلاما؟ إنهم المهندس الأعظم!. فزاعتا الجحيم (على مسافة 41 ساعة بالسيارة)، الأولى فى أوكرانيا والمقصودة أوروبا، والثانية تشمل غزة ولبنان والضفة الغربية وسوريا والعراق واليمن، وتقريض الجمهورية الإسلامية الإيرانية! وقد هزت فزاعة بوتين الأمن القومى الأوروبي، ليفوز حلف شمال الأطلسى بحماية التاريخ الأوروبي، مقابل تعلية الجزية وشراء الفائض الأمريكى من الطاقة! أما فزاعة الجولانى فقد دفعت بعض العرب دفعا إلى السلام، والجائزة جعل دمشق مدينة حديثة ومتطورة! لتردد النداهة: لا دولة مركزية وجيش قوى غير إسرائيل (وكيل أمريكا)، ولا للمقاومة المسلحة البتة، ونعم لعزل إيران لوجستيا بإنشاء ممر داود. وعلى هامش هذه التراجيديا يسرقون التاريخ والآثار، والأعضاء والكفاءات البشرية، بل الممرات الملاحية الدولية، والمنطقة وشعوبها ضحية لعنة الجغرافية!.