
الأعياد الدينية اليهودية.. توقيتها وطقوسها
تتنوع الأعياد التي يحتفل بها اليهود، ويتم تحديد مواعيدها ومدتها بناء على التقويم العبري الذي يسمى أيضا التقويم اليهودي. ويمارس اليهود في هذه الأعياد طقوسا تتنوع بين الصلوات والدعاء والصوم ومختلف أنواع العبادة، وتمتد إلى مجالات أخرى مثل المأكل والملبس.
وفي ما يلي الأعياد اليهودية، كما سردتها الكتب اليهودية والمصادر التشريعية التوراتية:
رأس السنة العبرية (روش هشناه)
هو أحد أعياد اليهود الدينية التي وردت بالتوراة باسم (يوم تروعاه) ويوافق اليومين الأول والثاني من شهر "تشري" من التقويم العبري، وهو التقويم الذي يقول اليهود إنه بدأ منذ خلق الله الأرض إلى يومنا هذا، ووافق عامهم 5783 عام 2022.
تعتمد السنة العبرية على القمر، وتتكون من 12 شهرا يضاف إليها شهر كل 3 سنين كي تبقى الأعياد اليهودية موافقة للتقويم الميلادي. كما يضاف التقويم العبري إلى معظم المعاملات الرسمية الحكومية.
مدته: يبدأ الاحتفال بعيد (روش هشناه) منذ غروب الشمس ويمتد يومين كاملين، تعطل فيهما المؤسسات الحكومية والأهلية والمواصلات العامة والمحال التجارية. ويطلق على الأيام العشرة التي تمتد من رأس السنة وحتى عيد الغفران "أيام التوبة".
المظاهر والطقوس في عيد رأس السنة العبرية (روش هشناه)
تكثر الصدقات في هذا العيد، وتنشط المؤسسات الدينية اليمينية في توزيع المال والمؤن على المحتاجين اليهود، ويتبادل فيه البعض الهدايا.
طعام العيد التقليدي هو الفواكه المجففة مثل التمور والرمان، إلى جانب العسل والنبيذ واللحوم، ويحرصون على شراء الرأس من الأنعام أو الأسماك، لوضعه على مائدة الطعام، قائلين في دعائهم "اللهم اجعلنا رؤوسا ولا تجعلنا ذيولا".
ينفخ اليهود في هذا العيد في بوق (يسمى شوفار) مصنوع من قرن كبش، ويستمر النفخ فيه منذ بداية السنة وطيلة "أيام التوبة"، وتذكر الكتب اليهودية أن النفخ يذكر بقصة الذبح التي أمر الله بها نبيه إبراهيم عليه السلام، لكنهم يعتقدون أن الذبيح هو النبي إسحاق عليه السلام.
وللنفخ في البوق مدة ودرجات معينة (منقطع ومتصل) وحسب المعتقدات اليهودية فإن هذا النفخ يحمل دلالات منها إيقاظ القلب والتوبة والتذكير بحادثة انتقالهم من سيناء.
لليهود 3 صلوات مفروضة في اليوم والليلة (شحاريت ومنحاه وعرفيت) ويضاف إليها في عيد رأس السنة العبرية:
إعلان
صلاة الاستغفار (سليخوت): ويحج عشرات آلاف اليهود إلى حائط البراق المحتل (يسمونه حائط المبكى) غرب المسجد الأقصى المبارك لأدائها جماعة، وطلب المغفرة عن ذنوب السنة الماضية.
صلاة إرسال الخطيئة: يستحم فيها اليهود الغربيون في ماء جار يلقبونه (مِكَفيه) طلبا للطهارة، ويقيمون الصلاة بعدها ظهرا.
صوم جداليا: هو ثالث أيام مطلع السنة العبرية، ويعتبر أحد أيام الصوم الأربعة المتعلقة بالهيكل المزعوم، ويمتد من طلوع الشمس إلى مغيبها، ويرمز إلى مقتل أحد قادة اليهود الذي بقي في القدس بعد السبي الفارسي (القرن الخامس قبل الميلاد) الذي أنهى الوجود اليهودي في فلسطين.
عيد الغفران (كيبور)
يأتي عيد الغفران حسب التقويم العبري في العاشر من شهر (تشري) العبري، وصيامه ملزم دون بقية أيام الصيام اليهودية الستة، ويمتد الصيام إلى 25 ساعة متواصلة. اشتق اسم العيد من كلمة كفارة، ويقصد بها العمل للتكفير عن الذنوب، وفرض على اليهود في سفر اللاويين.
مدته: يمتد من مغيب شمس العاشر من شهر (تشري) بالتقويم العبري إلى مغيب شمس اليوم التالي.
تتعطل الحياة تماما، وتغلق جميع المؤسسات الرسمية والتعليمية، والمواصلات العامة، ووسائل الإعلام، والطرق والمطارات والحواجز، ويفرض إغلاق مشدد على الضفة الغربية و قطاع غزة.
يرتدي اليهود في هذا العيد "لباس التوبة" البيضاء، ويشعلون الشموع في الشمعدان قبل نصف ساعة من بدء الصيام.
يمنع أثناء الصوم الأكل والشرب والاستحمام، واستخدام الزيت أو مواد التجميل، ولبس الأحذية الجلدية والجماع.
يتضمن هذا العيد 5 صلوات طويلة تؤدى في الكُنُس وحائط البراق، وهي على الترتيب: عرفيت، شحاريت، موساف، منحاة، ونعيلاه، وهي الخاتمة التي تسبق كسر الصيام بساعتين.
يشتهر عيد الغفران بطقس ذبح الدجاج لتكفير الذنوب، ومصدره سفر (حزائيل) في المشناه، وينص على التلويح بدجاجة أو ديك فوق الرأس مع ترديد دعاء خاص يذبح بعده الطير، علما بأنه يحرم أكله بعد ذبحه.
عيد العرش أو المظلات (سوكوت)
وهو عيد يهودي ديني ورد في التناخ (كتاب يهودي مقدس) ويأتي في الشهر نفسه بعد عيد الغفران، ويرتبط بذكرى سكن اليهود في الخيم وتحت المظلات أثناء ضياعهم في سيناء، ونزول المن والسلوى، ويعتبر هذا العيد بداية السنة الزراعية الجديدة.
مدته: يمتد 8 أيام، بدءا من يوم 15 من شهر "تشري" حسب التقويم العبري.
مظاهر وطقوس عيد العرش اليهودي
بناء خيمة أو سقيفة من سعف النخل أو غيرها، ويمنع الأكل خارجها، كما يضاء الشمعدان والأنوار على وقع أدعية خاصة.
تقدم في العيد قرابين نباتية وهي الأترج والصفصاف وسعف النخل والآس، ويحملونها معهم أثناء توجههم للصلاة، كما يصل سعر ثمرة الأترج (تشبه الليمون) الخاصة بالحاخام إلى نحو 7 آلاف دولار.
يعتقد بعض اليهود أن السماء إذا أمطرت في العيد فإن الله ساخط عليهم، لأنهم يضطرون إلى مغادرة العرائش والخيم عند المطر.
أهم أيام عيد العرش هو الذي يمثل بداية الأيام الوسطية، وهي أيام حج جماعي تأمر بها التوراة، ويحظى بميزة إذا كان بعد سنة (شميتاه) التي تأتي كل 7 سنوات، ويمنع اليهودي فيها سنة كاملة من زراعة الأرض، ويقتصر المنع على أراضي فلسطين التاريخية فقط.
في اليوم السابع من عيد العرش، يقع يوم (هشوعنا) الذي يذكرهم بطواف الكهنة مع القرابين النباتية حول مذبح الهيكل المزعوم.
بعد يوم (هشوعنا) يأتي يوم بهجة التوراة، الذي يتمثل في السعادة جراء ختم الدورة السنوية لقراءة التوراة وبدء دورة جديدة.
عيد الأنوار (حانوكاة)
يشعل اليهود في هذا العيد الأنوار وشموع (الحانوكاة) احتفالا بذكرى انتصار الحشمونيين في التمرد ضد الإغريق وحلول الحكم اليهودي للقدس مكان الحكم اليوناني، وهو التغيير الذي حدث في القرن الثاني قبل الميلاد -وفق زعمهم- حيث تقول الأسطورة اليهودية إن الحشمونيين عندما دخلوا الهيكل المزعوم لم يجدوا إلا علبة زيت صغيرة لإضاءة الشمعدان، لكن معجزة حدثت ودامت الإضاءة 8 أيام.
كما حاول المستوطنون في الأعوام الماضية إضاءة الشمعدان داخل المسجد الأقصى، وأشعل بعضهم الولاعات عام 2021، في حين دأبوا على نصب الشمعدانات وإضاءتها عند حائط البراق ، وحول أبواب المسجد ، خاصة بابي الأسباط والمغاربة.
مدته: يمتد 8 أيام ابتداء من اليوم الـ25 من شهر كيسليف وحتى الثاني أو الثالث من شهر طيفيت، وفقا للتقويم العبري، ويتشابه في عدد أيامه مع عيد العرش.
المظاهر والطقوس
يفضل اليهود إشعال النار في الشمعدان (المكون من 8 شمعات) عند غروب الشمس أو شروقها مدة لا تقل عن نصف ساعة.
يشترك هذا العيد مع عيد المساخر اليهودي بأن التوراة لم تفرضه وإنما ابتدعه الكهنة احتفالا بحدث تاريخي.
يؤكل فيه الكعك والفطائر والأطعمة المقلية في الزيت تيمنا بمعجزة علبة الزيت، كما يكثر تناول منتجات الألبان لإحياء ذكرى حادثة تاريخية دس فيها السم في الحليب لأحد قادة اليونان (أنتيخيوس الرابع).
عيد المساخر (بوريم)
يعد من أكثر الأيام شعبية لدى الاحتلال الإسرائيلي ، ويكون يوم مرح واحتفال كرنفالي في ذكرى هزيمة اليهود لأعدائهم، وإحباط مخطط الوزير الفارسي (هامان حجي) لإبادتهم في جميع أنحاء المملكة الفارسية، في القرن الخامس قبل الميلاد.
مدته: يمتد يوما واحدا، ويتفاوت كل عام حسب التقويم العبري، ويعد حسب القانون الإسرائيلي إجازة اختيارية.
المظاهر والطقوس
يرتدي اليهود في العيد الملابس التنكرية احتفالا واتباعا لوصية الكهنة، ويقيمون مسيرات تنكرية في مدن محتلة رئيسية.
يوجب العيد شرب الخمر بإفراط حتى الثمالة إلى حد لا يتمكنون فيه من التفرقة بين جملتي "بارك الله مردخاي" و"لعن الله هامان". ومردخاي هو عم إستير التي أيدها وأشار عليها، ويعد بطل سفر إستير.
يحتفل ساكنو المدن المحاطة بسور مثل القدس و عكا في يوم مختلف عن ساكني المدن غير المسورة، لأن اليهود في شوشان (إحدى عواصم الإمبراطورية الفارسية) منحوا يوما إضافيا للقتال.
تؤكل الفطائر المثلثة المحشوة استهزاء بأذني الوزير هامان الذي يصفونه بمضطهد اليهود والشرير، ويصدرون أصواتا بالخشخيشات ويثيرون الضوضاء عندما يذكر اسمه في تلاوة سِفر إستير.
عيد الفصح (بيسح)
عيد رئيسي يهودي مذكور في التوراة، ويحتفل به في ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر هربا من فرعون بقيادة النبي موسى عليه السلام، وتعني كلمة (بيسح) العبور بالعربية.
إعلان
مدته: يمتد 7 أيام، ويختلف كل عام حسب التقويم العبري، ويحظر دينيا العمل في اليوم الأول والأخير من العيد.
المظاهر والطقوس
يصوم اليهود اختياريا اليوم الذي يسبق عيد الفصح، وتسمى عشية العيد باسم ليلة المنهاج (ليل هسيدر).
يمتنع اليهود فيه عن أكل الخبز أو أي طعام مصنوع من الخبز المختمر، ويكتفون بتناول فطيرة "ماتساه"، رمزا لاستعجال اليهود بالخروج من مصر وعدم انتظار انتفاخ العجين.
تشرب 4 كؤوس من الخمر أثناء قراءة نصوص كتاب "الهجداه"، وهو من أكثر الكتب التقليدية انتشارا عند اليهود.
تقاطع عيد الفصح مع شهر رمضان المبارك عام 2023 وعام 2022 حين اندلعت مواجهات في المسجد الأقصى بسبب اقتحامه من المستوطنين.
عيد الشعلة (لاغ بعومر)
يأتي بعد عيد الفصح بـ33 يوما وقبل عيد نزول التوراة، وتوقد فيه شعلات نار تقليدية عشية العيد إحياء لما يقولون إنها ثورة اليهود ضد الرومان في أرض فلسطين بقيادة (شمعون باركوخبا) عام 132 ميلاديا بعد 62 عاما على خراب الهيكل الثاني -حسب اعتقادهم- يستمر العيد يوما واحدا وتعطل فيه المدارس، ويرمز أيضا إلى سنابل حصاد القمح التي كانت تقدّم إلى الكهنة أول أيام عيد الفصح.
يسمى شعبيا "عيد الزيجات" بسبب إقامة العشرات من حفلات الزواج فيه، لأنه اليوم الوحيد الذي يجوز فيه الفرح بين عيدي الفصح ونزول التوراة، كما يمتنع اليهود المتدينون عن الحلاقة حدادا على أرواح من قضوا في الثورة ضد الرومان.
تقام مراسم إشعال الشعلة في مكانين رئيسيين داخل فلسطين المحتلة، هما باحة قبر شمعون الصديق في الشيخ جراح بالقدس، وفي قرية ميرون المحتلة غرب مدينة صفد شمال فلسطين.
عيد نزول التوراة أو الأسابيع (شفوعوت)
يعرف أيضا بعيد الحصاد، ويحتفل فيه بنزول التوراة على اليهود، وببزوغ بواكير الثمار، وسمي عيد الأسابيع لأنه يأتي بعد 7 أسابيع من عيد الفصح، لكن التوراة لا تحدد تاريخا واضحا له، ويعدّه اليهود عيدا يرمز إلى عودة شعب إسرائيل إلى ما يزعمون أنها أرضهم، وحاز العيد اهتماما خاصا بعد توسع المشروع الصهيوني ونشوء فكرة المستوطنات الزراعية (الكيبوتسات) وأهمية العمل في الأرض.
يعد شفوعوت العيد الوحيد الذي لا إجازة فيه بسبب ارتباطه بالزراعة والحصاد وضرورة العمل لهما، كما يؤكل فيه الخبز المختمر وأطعمة الحليب والعسل، ويتوجب على اليهود فيه السهر ليلا لدراسة التوراة، وزخرفة المنزل والكنيس بالخضار، إلى جانب أن بعض الطوائف اليهودية تصب الماء على أفرادها تشبيها للتوراة بالماء مصدر الحياة.
6 أيام صيام
إضافة إلى الأعياد يصوم اليهود 6 أيام في السنة، أحدها إلزامي وهو يوم الغفران ، و4 منها تتعلق بخراب الهيكل المزعوم، وهي العاشر من شهر "تيفيت" (حسب التقويم العبري) وينسب إلى بداية حصار نبوخذ نصر للقدس، و17 من شهر تموز الذي ينسب إلى اختراق أسوار القدس من جيش تيطس، والتاسع من آب الذي ينسب إلى ذكرى خراب الهيكل الأول والثاني.
أما الصيام السادس فهو يوم "إستير" التي استطاعت أن تنقذ اليهود من الذبح في بابل، حسب اعتقادهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب القطرية
منذ 2 ساعات
- العرب القطرية
الشهور العربية الأسماء والمعاني
-A A A+ الشهور العربية الأسماء والمعاني الشهر العربي قمري أو هلالي، ارتبط به ارتباطا وثيقا حتى إن الكلمة دالة في اللغة على القمر أو الهلال، وسمي شهرا لأنه يشهر به فتعرف بدايته ونهايته. وبهذا النظام علقت العبادات في الإسلام، ومن ذلك قول النبي ﷺ «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته.. (الحديث)»، فاعتبر دون غيره من الأنظمة التي اعتبرها غيرهم، والتي قد تتفق معه في عدد الشهور إلا أنها لا توافقه في عدد الأيام لعدم اعتمادها الأهلة. والشهور العربية اثنا عشر أقرها الإسلام. وكانت العرب تسمي الشهر بأسماء مختلفة، إلا أنها استقرت على الأسماء التي نعرفها اليوم، وأن الشهر أخذ اسمه وفقا للطقس الجوي أو الديني وما يلابسه من أحوالهم فيه، ثم لزم ذلك الاسم بعد ذلك وإن اختلف الظرف تبعا لدوران الأهلة، وعليه فقد لا يوافق معنى الاسم الظرف الذي يحل فيه ذلك الشهر. أما معانيها حين التسمية فهذا بيانها وفقا لترتيبها في العام الهجري: المحرم: أو شهر الله. والحرام: ضد الحلال وحرم الشيء امتنع فعله. سمي بذلك لأن العرب كانت تحرم القتال فيه إلا بعض القبائل. وجاءت تسميته دون غيره من الأشهر الحرم تأكيدا على حرمة الشهر لأن العرب في الجاهلية كانت تحله عاما وتحرمه عاما، أو كانت تحتال على التحريم بتأخيره فيسمون المحرم شهر صفر وهو الشهر الذي يليه وليس من الشهور الحرام، فيحلون القتال فيه ويحرمونه في صفر حتى لا تتوالى عليهم الشهور التي يحرم فيها القتال. ودخلت «الـ» عليه للصفة ثم أصبحت للعلمية، وخص بها وجازت عند البعض في صفر وشوال. صفر: أو الصفر، والصــفر: الشيء الخالي. وقد سمي بهذا لأن العرب كانت تخلي بيوتها للسفر طلبا للميرة أو الغزو بعد المحرم. وقد يجمع صفر إلى المحرم فيقال الصفران. شهر ربيع الأول: والربيع الفصل الذي يخرج فيه الثمر والزهر فكانوا يخرجون لرعي العشب في الربيع، والمربع منزل القوم في الربيع. فكان زمن الربيع حين التسمية فلزمهما الاسم. ويقال شهر ربيع تمييزا له عن الفصل. وقد شرف هذا الشهر وأشرق فيه الكون بميلاد السراج المنير رحمة العالمين سيدنا محمد ﷺ. شهر ربيع الآخر: ولم ثمة أول وآخر؟ لعل السبب أنه لما سميا كان الأول زمان المطر والإزهار والثاني زمان الإثمار. وهل يقال «ربيع» بالتنوين على الوصف، أم «ربيع» بالكسر على الإضافة؟ فالأصل الوصف وتجوز الإضافة. جمادى الأولى: جمد ضد ذاب، وجمادى على وزن فعالى، وهو الشتاء عند العرب لجمود الماء فيه. وجمادى وزان فعالى غير مصروفة، ومؤنثة دون غيرها فكلها مذكرة. فإن وجدت مذكرة في الشعر فالمقصود الشهر. جمادى الآخرة: فالآخرة بمعنى المتأخرة، ولا يقال الأخرى لاختلاف المعنى. وعند التثنية يقال جماديان وشهرا جمادى. رجب: ورجب الرجل أي هابه وعظمه. من الأشهر الحرم، سمي بذلك لأن العرب كانت تعظمه فلا يقاتلون فيه. وقد عين النبي ﷺ رجب في قوله: «رجب مضر» لأنهم كانوا أشد تعظيما له من غيرهم. شعبان: شعبت الشيء إذا جمعته أو فرقته فهو من الأضداد، والمشعب الطريق. أما اسم شعبان فلتشعب العرب واعتزال بعضهم بعضا، وتفرقهم عند طلب الماء أو الغزو، أو لأنه شعب وظهر بين شهري رمضان ورجب. ويجوز أن يضم رجب وشعبان فيقال عندئذ رجبان. شهر رمضان: رمض اليوم إذا اشتد حره والرمضاء شدة الحر. سمي بذلك لأنه وافق أيام شدة الحر وقت التسمية. و رمض الصائم؛ للحر في جوفه إذا اشتد عطشه، ورمضان وزان فعلان لشدة الرمض. وقد سبق القول أن العرب التزمت لفظ شهر قبل رمضان، وهو غير منصرف. شوال: ويجوز الشوال. أول أشهر الحج. أما أصل الاسم فمن تشويل لبن الإبل أي قلته بسبب شدة الحر. ذو القعدة: من الأشهر الحرم، لقعودهم فيه عن القتال والترحال أو لأنهم يعدون القعدان أي الإبل للركوب والجمع: ذوات القعدة. ذو الحجة: شهر الحج ومنه اسمه. رابع الأشهر الحرم، والجمع: ذوات الحجة. من الجدير ذكره بعد هذا العرض اللغوي التنبه إلى القيمة الدينية والأخلاقية التي تهديها لنا الآية الكريمة 36 من سورة التوبة فالامتناع عن الظلم ليس مقصورا على الأشهر الحرم، بل يتعداها إلى كل شهور العام. فالطاعة والزمن قيمتان متلازمتان في الإسلام، وفي عدم الوعي لقيمة الزمن تضييع للطاعات وظلم للنفس. وإدراك قيمة الزمن في الإسلام لا يقتصر على الإطار الفردي، بل يمتد إلى تعزيز الهوية الحضارية والثقافية.


العرب القطرية
منذ 2 ساعات
- العرب القطرية
«الكبرياء ردائي»
-A A A+ «الكبرياء ردائي» هل سمعتم بقول الله تعالى في الحديث القدسي: «الكبرياء ردائي، فمن نازعني في ردائي قصمْتُه»؟ وهل وعى المتكبرون معناه؟ وعرفوا مآل كبرهم وتعاليهم؟ إن الوقوف أمام النفس ومحاسبتها، وتقييمها بين الفترة والأخرى ضرورة لمن كان له قلب، أو لمن يرجو الآخرة ويسعى لها. فالتعالي على الخلق صفة مبغوضة من الله عزّ وجلّ، قبل أن تكون مبغوضة من خلقه، وصدق المصطفى حين حدد معنى الكبر قائلًا: «الكِبْرُ بطْرُ الحق، وغمط الناس». وبطر الحق هنا، هو معاملته بالجحود بعد أن تم منه اليقين، والإعراض عن آياته البينات للعالمين، وأما غمط الناس فهو الاحتقار والازدراء، والنظرة إليهم نظرة علو وزهو، وهذه من بوائق العبد التي يقدم بها على رب الأرباب يوم الحساب. فتأملوا الحكمة البالغة والحجة الدامغة، وأنّ الله يغفر ذنوبًا كجبال تهامة، ويحطها عن صاحبها يوم القيامة، إذا سبقت له السعادة في الاستغفار منها والتوبة عنها ولو متأخرًا، أما الكبر، فلو بقي منه أدنى بقية، أودت بصاحبها إلى الرزية، فحاذرِ من مقاسمة الله في ردائه؛ فالله جعل الكبرياء حدًا لا يتجاوزه إلا الأشقياء، الذين تجرؤوا على أن يشاقوا الله ويحادّوه، ويلقوا بأنفسهم إلى مهالك الكَبْتِ الإلهي والقصم الرباني. كذلك، لو لم يكن للكِبر من بائقة أو سابقة في الكبائر إلا كونه ذنْبَ إبليس، لكفاه، فالكبر هو الذي منعه من السجود، فتباهى بعنصر النار، وقد سجد الملائكة وهم من عنصر النور، والكبر هو الذي خسفَ مكانته وأهوى مثابته من العبودية إلى اللعنة الأبدية، فهو في الدنيا شيطان رجيم، وفي الآخرة في أسفل دركات الجحيم، فهل يوجد قصم رباني أشدّ من هذا؟! فنعوذ بالله من هذا الذنب الذي سن سنته إبليس اللعين، أول العصاة لرب العالمين. ثم إن الكبرياء إذا تقمصها من ليست له بحق كانت عليه صغارًا، وزادته ذلًا واحتقارًا، وآتت أُكلها على عكس ما يُرتجي ويُبتغي، وما أحسن ما قال الشاعر أبو نواس في هذا المعنى: عجبت من إبليسَ في كبرهِ وفي الذي أظهر من نخوتِهْ تـاه عـلــى آدمَ في سجدةٍ وصار يقود ذريته ولو تأملنا هذين البيتين لوجدنا فيهما غاية التوبيخ والتقريع، وآية التقبيح والتشنيع على اللعين الرجيم، الذي رجّح التيه والغرور والضلال على الطاعة والإخبات والامتثال، ثم إنه استكبر وانتفخ وانتفش، فكانت العاقبة السوء والخاتمة القاصمة أنّ الله قصمه كما وعد أصحاب الكبرياء، فجعله عبرة للمعتبرين، ونكالا للأوّلين والآخرين، وسَلَبه من الفخامة التي نَشَدَها، ومن الكبرياء الذي قصده، وأبدله الهوان والإبلاس والإفلاس، بل جعله مداسًا للجِنّة والناس، فالشاعر يستغرب من إظهار إبليس كبرياءه وتيهه على آدم، ثم إنه بذلك صار - إلى يوم القيامة - قوادًا لبنيه، والقواد هو الذي يسعى بالمعصية والفاحشة، فيجمع بين العصاة على الفسق والحمق، وهو في لغة الناس سمسار الفسقة، فإذا كان إبليس يرضى أن يمتهن هذه المهنة الوضعية عند أبناء آدم، فما الذي جعله يأنف السجود لأبيه وهو أكرم له وأقوم. فعلينا أن نعي حجم جريمة الكبر، وثقلها على أنفسنا، ومصيرنا يوم القيامة، وأنّها صفة بغيضة، لا يأتيها إلا من تغلغل إبليس ومكره في كيانه ونفسه، فاللهم إنّا نعوذ بك من الكبر، دقّه وجليله، ونعوذ بك من أن نلقاك وفي قلوبنا ولو ذرة من كبر. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@


العرب القطرية
منذ 2 ساعات
- العرب القطرية
الحاج قليل والراكب كثير
-A A A+ الحاج قليل والراكب كثير هكذا وصف الصحابة في زمنهم حج بعضهم، ويمكن ان يرجع ذلك إلى أمور عدة منها: 1-عدم خلوص النيات: النية مطية ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) تجديد النية وتعاهد المقاصد والوجهة لله عز وجل فـ « إنما الأعمال بالنيات « فالحج لغة القصد وهذا القصد لا يكون إلا من الله وإلى الله ولله وبالله « إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم، فالقاصد لبيت الله عليه التماس العزم والإرادة في طاعة وركن الحج لله عز وجل. 2- تعظيم الأعمال الظاهرة: الحج تعظم فيه أعمال الأبدان والقربات المالية وكذلك تتعاظم فيه أعمال القلوب. فالعبادة: هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. فأمر العبادات الظاهرة معلوم بين الناس ؛ أما أعمال القلوب فهي خفية بين العبد وربه وهي تحتاج إلى مصلحات أعمال القلوب وهي الأعمال التي محلها القلب وأعظمها الإيمان بالله عز وجل ومنها التصديق الانقيادي والإقرار بالمحبة التي تقع في قلب العبد لربه ومعبوده والخوف والرجاء والإنابة والتوكل ونحوها. « إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم « وما أحوج الحجاج إلى رافعات الإيمان من مصلحات أعمال القلوب والبعد كل البعد عن مفسدات أعمال القلوب. 3- الانشغال بالمباحات: من مداخل إبليس الرجيم على العبد المؤمن حينما تلبسه بالطاعات والعبادات ؛ اشغالهم بما أباح الله من مطعم أو مأكل أو ملبس أو مركوب أو أشياء تعارفها الناس بينهم كالجوال ونحوه. والحج طاعة كلية في أيام معدودات والاتصال فيها الدائم مع الله مقصد مطلوب ومرغوب والابتعاد عن كل ما يكدر هذا التواصل المباشر. ومن شأن العبد الذي وفقه الله للطاعة أن ينغمس في الأعمال الصالحة حتى لا يرى إلا هي. ولله در القائل « إذا غرق القلب في المباح أظلم «. 4- البحث عن الرخص الشرعية: يقول الله تعالى: ( يا أيها الذين ءامنوا ادخلوا في السلم كافة ) وعلى من أراد الحج أن يتلبس بالعزائم ويجتنب الرخصة دون مبررها وأسبابها ومقدماتها يقول الشاطبي: « فالأحرى بمن يريد براءة ذمته وخلاص نفسه الرجوع إلى أصل العزيمة « فالحج طاعة وعزيمة وبعض الحجاج سامحهم الله يظهر منهم تتبع الرخص والبحث عن السهولة والتيسير دون داعٍ ولهذا قال بعض السلف: « من تتبع الرخص فقد تزندق «. 5- فقدان الأولويات من القضايا الجوهرية هي ترتيب المهمات العاجلات المتعديات واهمال المهمل و المتمهل و القاصر. ولهذا قال العلماء تقديم العمل المتعدي نفعه إلى الغير على العمل القاصر نفعه على صاحبه. وذكر العلماء مثالاً عن ذلك من حج حجة الفريضة ؛ ويريد أن يحج حجة نافلة وكان الحج سيكلفه الكثير من المال فإن الأولى أن ينفق هذا المال على من يحتاج إليه كمساعدة للفقراء والمنكوبين والمعوزين وغيرهم. ووالله كيف نتنعم في نعم الدنيا وأهالينا في غزة تحت القصف والجوع وبالله هل يطيب لنا التلبس بالنوافل وغيرنا في غزة لا يقوى على القيام بالفرض لعدم الأمن و الأكل والشرب والملبس وتالله لتسألن يومئذ عن النعيم. فالله الله في أهل غزة ونصرتهم وامدادهم بالنصرة ورفع ما أصابهم ومددهم بالدعاء ودعمهم بما أرفل الله علينا من آلائه العظيمة ونعمه الجسمية. واختم بما قاله ابن الجوزي رحمه الله: « فرقة... اغتروا بالحج فيخرجون إلى الحج من غير خروج عن المظالم، وقضاء الديون، واسترضاء الوالدين، وطلب الزاد الحلال، وقد يفعلون ذلك بعد حجة الإسلام، ويضيعون في الطريق الصلاة والفرائض، ولا يحذرون في الطريق من الرفث والخصام....ثم يحضر البيت بقلب ملوَّث برذائل الأخلاق وذميم الصفات». @maffatih