logo
علياء الجريدي تهمس بحكايات مطرّزة في الرياض

علياء الجريدي تهمس بحكايات مطرّزة في الرياض

بين الخيوط المتراقصة على سطح القماش، تكتب الفنانة المصرية علياء الجريدي حكاياتها الفنية التي تتنقل بين الواقع والأسطورة، بين الحقيقة والخيال، لتقدم رؤية تشكيلية فريدة تلامس الروح قبل العين. وشاركت الجريدي، بدعوة من هيئة الفنون البصرية السعودية، في الدورة الأولى من «أسبوع فن الرياض»، بعرض استثنائي يُقام بالتعاون بين «غاليري إرم» بالرياض و«غاليري مصر» في الزمالك، حيث تقدم مجموعة من أعمالها التي تحوّل التطريز إلى لغة بصرية تحمل في طياتها أسئلة وجودية عن العالم ومستقبله.
شاركت الجريدي في «أسبوع فن الرياض» بمجموعة من أعمالها الفنية التي تتحوّل كل لوحة من لوحاتها وفقاً لرؤيتها إلى فضاء للتفاعل والحوار بينها وبين المُتلقي، مما يسمح للمتلقي باكتشاف العوالم الخرافية المختبئة بين الخطوط.
حكايات خاصة
وما يضفي على هذه الأعمال سحرها الخاص هو قدرتها على إثارة حاسة اللمس لدى المشاهد، فعناصر التطريز تكاد تقفز من سطح اللوحة لتعانق يد المتلقي، فتدعوه لاكتشافها أو البحث عن المعنى الكامن وراءها، وبمجرد أن يمرر أصابعه على تموجات القماش وتقاطعات الخيوط سيغمره دفء التجربة، كأن العمل الفني يهمس له بحكاياته الخاصة.
الحقيقة والخيال
وتتجلى في أعمال الجريدي تلك الرؤية القلقة لمستقبل العالم في الممارسات الفنية، حيث تعكس أعمالها انشغالها الدائم بفكرة التمزق والتداخل بين الحقيقة والخيال. وتؤمن الجريدي أن الأساطير والخرافات تستند في الغالب إلى أصل من الحقيقة، وفي أعمالها الأخيرة تتناول الفنانة فكرة انقسام الكوكب وتسعى إلى تجسيد صورته الجديدة التي تتشكل وسط هذه التحولات العميقة.
تقول الجريدي: «يمر كوكبنا في السنوات الأخيرة وتحديدًا منذ 2010 بحالة من الارتباك والفوضى المتزايدة نتيجة لأحداث متشابكة ومتلاحقة ذات أثر عنيف، لا تتيح للعقل أو النفس فرصة لاستيعابها أو لم شتاتها، سواء كانت هذه الأحداث على المستوى الشخصي أو العالمي، لم يعد تأثيرها مقتصراً على فئة بعينها أو حتى على بلد محدد، ويرجع ذلك إلى التطور المتسارع في وسائل التواصل التي زادت من حالة التضارب والتشويش، ما عمّق من صعوبة الوضع في ظل هذا الواقع، حيث تلاشى العديد من المفاهيم، وانكسرت المسلمات، وتبعثر اليقين، ما جعل ملامح المستقبل أكثر غموضًا، والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى أين يقودنا كل هذا؟ هل يتجه كوكبنا إلى التحوّل والتغيّر الجذري، أم إلى مزيد من الانقسام والتشرذم؟».
مرفق عدد (6) صور:
1- علياء الجريدي
2- من أعمال الفنانة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

علياء الجريدي تهمس بحكايات مطرّزة في الرياض
علياء الجريدي تهمس بحكايات مطرّزة في الرياض

الجريدة

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • الجريدة

علياء الجريدي تهمس بحكايات مطرّزة في الرياض

بين الخيوط المتراقصة على سطح القماش، تكتب الفنانة المصرية علياء الجريدي حكاياتها الفنية التي تتنقل بين الواقع والأسطورة، بين الحقيقة والخيال، لتقدم رؤية تشكيلية فريدة تلامس الروح قبل العين. وشاركت الجريدي، بدعوة من هيئة الفنون البصرية السعودية، في الدورة الأولى من «أسبوع فن الرياض»، بعرض استثنائي يُقام بالتعاون بين «غاليري إرم» بالرياض و«غاليري مصر» في الزمالك، حيث تقدم مجموعة من أعمالها التي تحوّل التطريز إلى لغة بصرية تحمل في طياتها أسئلة وجودية عن العالم ومستقبله. شاركت الجريدي في «أسبوع فن الرياض» بمجموعة من أعمالها الفنية التي تتحوّل كل لوحة من لوحاتها وفقاً لرؤيتها إلى فضاء للتفاعل والحوار بينها وبين المُتلقي، مما يسمح للمتلقي باكتشاف العوالم الخرافية المختبئة بين الخطوط. حكايات خاصة وما يضفي على هذه الأعمال سحرها الخاص هو قدرتها على إثارة حاسة اللمس لدى المشاهد، فعناصر التطريز تكاد تقفز من سطح اللوحة لتعانق يد المتلقي، فتدعوه لاكتشافها أو البحث عن المعنى الكامن وراءها، وبمجرد أن يمرر أصابعه على تموجات القماش وتقاطعات الخيوط سيغمره دفء التجربة، كأن العمل الفني يهمس له بحكاياته الخاصة. الحقيقة والخيال وتتجلى في أعمال الجريدي تلك الرؤية القلقة لمستقبل العالم في الممارسات الفنية، حيث تعكس أعمالها انشغالها الدائم بفكرة التمزق والتداخل بين الحقيقة والخيال. وتؤمن الجريدي أن الأساطير والخرافات تستند في الغالب إلى أصل من الحقيقة، وفي أعمالها الأخيرة تتناول الفنانة فكرة انقسام الكوكب وتسعى إلى تجسيد صورته الجديدة التي تتشكل وسط هذه التحولات العميقة. تقول الجريدي: «يمر كوكبنا في السنوات الأخيرة وتحديدًا منذ 2010 بحالة من الارتباك والفوضى المتزايدة نتيجة لأحداث متشابكة ومتلاحقة ذات أثر عنيف، لا تتيح للعقل أو النفس فرصة لاستيعابها أو لم شتاتها، سواء كانت هذه الأحداث على المستوى الشخصي أو العالمي، لم يعد تأثيرها مقتصراً على فئة بعينها أو حتى على بلد محدد، ويرجع ذلك إلى التطور المتسارع في وسائل التواصل التي زادت من حالة التضارب والتشويش، ما عمّق من صعوبة الوضع في ظل هذا الواقع، حيث تلاشى العديد من المفاهيم، وانكسرت المسلمات، وتبعثر اليقين، ما جعل ملامح المستقبل أكثر غموضًا، والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى أين يقودنا كل هذا؟ هل يتجه كوكبنا إلى التحوّل والتغيّر الجذري، أم إلى مزيد من الانقسام والتشرذم؟». مرفق عدد (6) صور: 1- علياء الجريدي 2- من أعمال الفنانة

الأيدي الناعمة تُبدع في فضاء الفن بمعرض «هُنَّ»
الأيدي الناعمة تُبدع في فضاء الفن بمعرض «هُنَّ»

الجريدة

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • الجريدة

الأيدي الناعمة تُبدع في فضاء الفن بمعرض «هُنَّ»

في قاعة تتنفس بداخلها الألوان، تجتمع أنامل 20 فنانة عربية لصياغة حدث فني جديد، فما بين أضواء «غاليري إرم» في الرياض وظلال لوحاتهن، يُولد حوار جمالي بعنوان «هُنَّ» يُداعب الذائقة البصرية بِرقةٍ واحترافية، حيث يتحوَّل فراغ القماش ولقطات عدسات الكاميرات إلى فضاء مفتوح لإبداع متنوع، وتصير اللوحات والصور الفوتوغرافية أشبه بمرايا تعكس أفكار المرأة المبدعة وقدرتها على مناقشة الكثير من القضايا بالريشة والألوان. ضمن فعاليات «أسبوع فن الرياض»، تجتمع إبداعات عشرين من الفنانات المعاصرات العربيات تحت عنوان «هُنَّ» بمعرض يُقام حالياً في «غاليري إرم» بالعاصمة السعودية، وتتنوَّع الأعمال بين الرسم، والتصوير الفوتوغرافي، والغرافيك. وتشارك في المعرض الفنانات: ريم الفيصل (السعودية)، وعلياء الجريدي (مصر)، وآمنة النصيري (اليمن)، وبشرى المتوكل (اليمن)، وإيمان عزت (مصر)، وفاطمة لوتاه (الإمارات)، وغادة الكندري (الكويت)، وهند عدنان (مصر)، وهند ناصر (الأردن)، ولالة السعيدي (المغرب)، وليلى بيضون شلبي (لبنان)، ومها الملوح (السعودية)، ومريم بودربالة (تونس)، وبترا سرحال (لبنان)، وريما سلمون (سورية)، وشلبية إبراهيم (مصر)، وسعاد عبدالرسول (مصر)، وتغريد درغوث (لبنان)، وتبيان بحاري (السودان)، وياقوت القبّاج (المغرب). وفي صدارة هذا المشهد، الذي يجمع إبداعات مجموعة من ذوات الأيدي المُبدعة الناعمة، تطل الفنانة الكويتية غادة الكندري بلوحة تجسِّد «كوكب الشرق» أم كلثوم. وهي ليست مجرَّد عمل فني يخلِّد «سيدة الغناء العربي»، صاحبة الصوت الذهبي، بل إعادة اكتشاف لجمالية التراث في ثوب معاصر، كأن الكندري تُمسك بمشعل الماضي لتُضيء به متاهات الحاضر، حيث تقدِّم رؤية تشكيلية تمزج بين الأصالة والانزياح نحو آفاق تجريدية جديدة. الفنانة غادة الكندري من مواليد عام 1969، تعلَّمت الرسم بشكل فردي، حيث تأثرت في وقت مبكر بالرسامين الكلاسيكيين، مثل: سيزان، وماتيس، وموديلياني، وكليمت، كما تأثرت بفن القصص المصوَّرة، ولاحقاً اتجهت في أعمالها إلى أشكال أكثر تجريدية، واعتمدت على تفكيك أشكالها المعتادة والتخلي عن الأشكال المألوفة. وأقامت الكندري أول معرض فردي لها بالقاهرة في أكتوبر 2022، بعنوان «في نهاية اليوم نظل جميعاً أطفالاً»، استضافه «غاليري مصر» بضاحية الزمالك في القاهرة، تلك المدينة التي شهدت سنوات دراستها حين كانت تدرس الإعلام في الجامعة الأميركية. وفي مقدمتها للمعرض الحالي، قالت الكاتبة السعودية وفاء الرشيد: «شهدت المملكة والعالم العربي في السنوات الأخيرة نهضة فنية غير مسبوقة، حيث أصبحت الفنانات في صدارة المشهد، يُساهمن في تشكيل الهوية الإبداعية للمنطقة، فبعد أن كانت المرأة العربية ممثلة تمثيلاً محدوداً في عالم الفن، باتت اليوم تُعيد صياغة السرد الفني، مُستخدمةً أعمالها وسيلةً لاستكشاف التراث والهوية والتحوُّلات المجتمعية». وتابعت الرشيد: «يمثل هذا المعرض شهادة على هذا التحوُّل الثقافي، إذ يسلِّط الضوء على الأصوات القوية للفنانات السعوديات والعربيات اللواتي يتحدين الحدود التقليدية، ويكسرن القواعد السائدة، ويقدمن رؤى جديدة حول القضايا المعاصرة». من جهته، قال مؤسس «غاليري إرم» محمد السعوي: «التشكيليات العربيات برزن وأثرن بشكل ملحوظ في مجتمعاتهن العربية وفي المهجر، من خلال طرحهن الفني تبوأن مراكز مهمة في مسيرة الفن التشكيلي عالمياً، وليس بمستغرب أن يكون ضمن أهم مئة فنانة وفنان على مستوى العالم فنانتان عربيتان. (هُنَّ) احتفاء يقدمه (إرم غاليري) بالفنانة التشكيلية العربية بنجاحاتها المهنية بمناسبة تدشين النسخة الأولى من أسبوع فن الرياض، من خلال عرض مختلف الأساليب الإبداعية للفنانات المشاركات، لمنح المتلقي مشهداً بانورامياً من واقع الساحة التشكيلية». من جانبه، ذكر مؤسس «غاليري مصر»، الفنان محمد طلعت: «هذا المعرض يأتي استكمالاً لمحاولاتي المتواصلة في استكشاف المسارات المتنوعة للفن العربي، وهذه المرة عبر شراكة بين (غاليري مصر) في القاهرة، و(غاليري إرم) في الرياض، حيث يهدف هذا التعاون إلى تقديم رؤية معمَّقة حول الفن الذي تنتجه نخبة من الفنانات العربيات المعاصرات، حيث يُشكِّل المعرض مساحة لتسليط الضوء على العلاقة بين الفن والمجتمعات العربية المتعددة، واستكشاف كيف تعكس أعمال الفنانات المشاركات واقعهن الثقافي والفكري». بدورها، قالت المنسقة الفنية للمعرض راندا صدقة: «تُعد الفنانات المشاركات شخصيات بارزة في المشهد الفني المعاصر الدولي، تستند أعمالهن إلى الواقع المُعاش، حيث تتناول موضوعات الذاكرة، وإدراك الحقيقة، والارتباط بالمكان، من شمال إفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية، تقدم نخبة من الفنانات المتميزات منظوراً فريداً يجسِّد الهوية العربية المتنوعة والمركبة».

«رحيل»... رحلة فنية بين القوة والهشاشة بريشة مدحت شفيق بمواد طبيعية
«رحيل»... رحلة فنية بين القوة والهشاشة بريشة مدحت شفيق بمواد طبيعية

الجريدة

time١٣-٠٢-٢٠٢٥

  • الجريدة

«رحيل»... رحلة فنية بين القوة والهشاشة بريشة مدحت شفيق بمواد طبيعية

يستضيف «غاليري إرم» في العاصمة السعودية الرياض، بالتعاون مع «غاليري مصر» بالقاهرة، معرضا استثنائيا للفنان المصري العالمي مدحت شفيق، تحت عنوان «رحيل»، خلال الفترة من 17 الجاري حتى 31 مارس المقبل. ويأتي هذا المعرض احتفاءً بإبداعات الفنان الذي يُعد أحد أبرز الأسماء الفنية على مستوى العالم، حيث يقدم أعمالًا إبداعية تجمع بين القوة والهشاشة، مستخدما مواد طبيعية وتقنيات فريدة تعكس رؤيته الفنية العميقة. معرض «رحيل» ليس مجرد عرض لأعمال فنية، بل رحلة عبر الزمن والأساطير، حيث يقدم مدحت شفيق عالمًا بصريًا يتحدى التوقعات ويجمع بين الماضي والحاضر. عبر استخدامه لمواد طبيعية وتقنيات فريدة، يخلق شفيق أعمالًا تترك أثرًا عميقًا في نفوس المتلقين، مؤكدًا مكانته كواحد من أبرز الفنانين التشكيليين في المنطقة العربية والعالم. تراث وحداثة يُعتبر مدحت شفيق، المولود في محافظة أسيوط بصعيد مصر عام 1956، واحدًا من أبرز الفنانين التشكيليين الذين نجحوا في خلق عالم فني مميز، يجمع بين التراث المصري القديم والحداثة الفنية. بعد حصوله على دبلوم في التصوير وديكور المسرح والسينما من أكاديمية بربرا للفنون الجميلة في ميلانو، قرّر الاستقرار في إيطاليا منذ عام 1976، حيث استمد من البيئة الأوروبية تأثيرات فنية أضافت إلى أعماله بعدا عالميا. تمتاز أعمال شفيق باستخدام مواد طبيعية مثل القطن، والورق، والأقمشة المصبوغة، وقطع الخشب، بالإضافة إلى مساحيق الأصباغ، والأكريليك، والجص، والفحم، وأوراق الذهب، وهذه المواد تتحوّل تحت يديه إلى إبداعات فنية تتسم بالروعة والجمال المدهش، حيث تلتقي في لوحاته القوة والهشاشة في تناغم بديع. من لوحات شفيق في المعرض يقدم معرض «رحيل» مجموعة من الأعمال التي تعكس رؤية شفيق الفنية الفريدة، والتي تتجاوز المنطق التقليدي لتصل إلى «ما بعد التعبيرية»، وفق وصف النقاد، حيث تحمل لوحاته في طياتها بقايا من التاريخ والأساطير. تظهر في لوحاته تأثيرات من الحضارة المصرية القديمة، مثل تهشيرات الزمن، ووجوه الفيوم التاريخية الشهيرة، وأحصنة ذات طابع قدسي، بالإضافة إلى أهلة غامضة ومساحات لونية دافئة تتناثر عليها لمسات من الأرجواني. كما وصفه الناقد الفني الراحل أحمد فؤاد سليم، بأنه «مصور مكين قادر على محو العالم المرئي وإعادة تركيبه وفق أنساق تلتقي على جسور من الزمن والأسطورة». وأعماله هذا الفنان المعروف تُقرأ كحكايات بصرية، حيث تتنقل العين بين العناصر الفنية من اليمين إلى اليسار أو العكس، تمامًا كما كانت تُقرأ الرسوم على حوائط المعابد المصرية القديمة. فنان عالمي للفنان مدحت شفيق أعمال عديدة مقتناة حول العالم، بما في ذلك متحف المتروبوليتان في نيويورك، الذي يعتبره واحدًا من أهم الفنانين العرب المعاصرين. كما تم توثيق أعماله في العديد من الكتب والمجلدات الفنية، مثل كتاب «رؤية جديدة: الفن العربي في القرن الحادي والعشرين» الصادر عام 2009، وكتالوج معرض «Settimo Splendore» في فيرونا عام 2007.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store