
كيف ساهم تطبيق تجسس في إسقاط نظام الأسد؟
أدى هجوم إلكتروني متطور، تنكّر في صورة مبادرة مساعدات إنسانية، إلى إضعاف الجيش السوري كثيرا، مما يُعتقد أنه ساهم في الانهيار السريع لنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.
وحسب معلومات كشف عنها تحقيق للصحفي السوري كمال شاهين، ونُشر في 26 مايو 2025 بموقع مجلة نيوز لاين الأميركية، فإن هذه العملية تُسلط الضوء على حقبة جديدة من الحرب السيبرانية التي يمكن للأدوات الرقمية فيها، أن تُطيح بقوة عسكرية تقليدية.
عملية خداع مزدوج
الاستغلال بدأ بتطبيق مزيف يطلق عليه: STFD-686، وهو يحاكي تطبيق "الأمانة السورية للتنمية" الرسمي، والذي كانت تُشرف عليه أسماء الأخرس زوجة الأسد.
وتم توزيع هذا التطبيق عبر قناة تلغرام غير موثقة، مستهدفاً الضباط الذين يعانون من ضائقة اقتصادية شديدة، مع وعود بمساعدات مالية مثلت الطُّعم الذي جذب الآلاف منهم لتحميله، وتوفير معلومات شخصية وعسكرية كجزء من إجراءات التسجيل.
لكن بمجرد تثبيته، لم يكتفِ التطبيق بجمع بيانات حساسة عبر نماذج تصيد احتيالي (مثل رتب الضباط، ومواقع خدمتهم، وتفاصيل عائلاتهم)، بل استخدم كذلك برنامج التجسس SpyMax.
هذا البرنامج المتقدم سمح للمهاجمين بالوصول الكامل إلى سجلات المكالمات، والرسائل النصية، والصور، والمستندات، وحتى تفعيل الكاميرات والميكروفونات من بُعد على الأجهزة المُخترقة.
هذه العملية المعقدة، التي جمعت بين الخداع النفسي والتجسس الإلكتروني المتطور، تُشير إلى تخطيط دقيق ومُحكم، وفقا لشاهين.
انهيار من الداخل
ظل برنامج التجسس هذا يعمل خمسة أشهر على الأقل قبل "عملية ردع العدوان" التي شنتها قوات المعارضة السورية، والتي أدت إلى سقوط النظام وسيطرتها على حلب في ديسمبر/كانون الأول عام 2024.
البيانات التي تم جمعها وفرت للمهاجمين خريطة حية لانتشار القوات ونقاط الضعف الإستراتيجية، مما منحهم نافذة آنية على الهيكل العسكري السوري، ويُرجح أن المعلومات المُخترقة ساعدت الثوار في تحديد الثغرات الدفاعية والتخطيط لهجمات مفاجئة وسريعة.
تُسلط هذه الحادثة الضوء على نقطة فريدة، وهي أن حملة التجسس هذه لم تستهدف أفرادًا بعينهم، بل مؤسسة عسكرية بأكملها. ويُمكن أن يُفسر هذا الاختراق الواسع النطاق للقيادة العسكرية حالات تضارب الأوامر والفوضى داخل الجيش السوري خلال الأيام الأخيرة للنظام، وحتى حوادث النيران الصديقة التي شهدتها ساحة المعركة وبالذات في حماة.
الحرب السيبرانية:
ورغم أن المخططين الحقيقيين لهذا الاختراق لا يزالون مجهولين، فإن ثمة تلميحات تشير إلى جهات فاعلة مختلفة، بما فيها فصائل المعارضة السورية وأجهزة استخبارات إقليمية أو دولية، فإن فعالية الهجوم كانت واضحة.
وتُجسد هذه الحادثة كيف يمكن للأدوات الرقمية منخفضة التكلفة، أن تُدمر قوة عسكرية تقليدية، وتوضح كيف أن نقاط الضعف المنهجية مثل انخفاض الروح المعنوية، وانخفاض الأجور، ونقص الوعي الأمني الرقمي، والفساد، يُمكن أن تُصبح ثغرات تُستغل في الحروب الحديثة.
ومن الصعب تحديد عدد الهواتف التي تعرضت للاختراق في الهجوم بدقة، ولكن يُرجّح أن يكون العدد بالآلاف، وقد أشار تقرير نُشر على قناة تلغرام نفسها في منتصف يوليو/تموز إلى إرسال 1500 تحويل مالي ذلك الشهر، مع منشورات أخرى تُشير إلى جولات إضافية من توزيع الأموال، و"لم يوافق أيٌّ من الذين تلقوا الأموال عبر التطبيق على التحدث معي، مُشيرين إلى مخاوف أمنية" على حد تعبير شاهين.
وخلص التحقيق إلى أن الكشف عن هذا الهجوم السيبراني ساعد في تفسير كيف سقط نظام كان مهيمنًا في السابق بهذه السرعة وكيف كانت مقاومته ضعيفة إلى هذا الحد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 41 دقائق
- الجزيرة
أردوغان: لإيران الحق في الدفاع عن نفسها
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن لإيران الحق المشروع في الدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان، مؤكدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاوز في ظلمه الزعيمَ النازي أدولف هتلر. وفي حديثه أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم بمقر البرلمان اليوم الأربعاء، أضاف أردوغان أن إيران تدافع عن نفسها ضد هجمات إسرائيل "الجنونية" وغير القانونية، وما وصفه بأنه "إرهاب دولة" وأوضح أن دفاع إيران عن نفسها أمر طبيعي وقانوني ومشروع. وأشار الرئيس التركي إلى أن إسرائيل هاجمت إيران (جارة تركيا) دون انتظار انتهاء المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، مضيفا أن أنقرة ترغب في حل القضايا عبر الدبلوماسية. وقال إن بلاده مستعدة للمساهمة في إيجاد حل. وأضاف أردوغان أن بلاده مستعدة لمواجهة أي سيناريوهات وحالات سلبية قد تنجم عن الصراع الإسرائيلي الإيراني. وقال أيضا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "تجاوز منذ زمن طويل الظالم (الزعيم النازي الألماني أدولف) هتلر" من حيث جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها. وأشار أردوغان إلى أن أنقرة تتابع عن كثب ما سماها "هجمات إسرائيل الإرهابية" على إيران، وأن جميع المؤسسات التركية بحالة تأهب قصوى تحسبا لتداعياتها المحتملة. ولفت إلى أن تركيا أصبحت في الوقت الراهن دولة ذات بنية دفاعية متكاملة تحمي سماءها بأنظمة دفاع جوي محلية، مؤكدا مضيها بعزيمة ومثابرة حتى الوصول إلى "الاستقلال الكامل" بالصناعات الدفاعية. وانتقد الرئيس التركي صمت الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ودول العالم تجاه ما وصفها بالاعتداءات الإسرائيلية السافرة. ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران، سمته "الأسد الصاعد" وقصفت خلاله منشآت نووية وعسكرية بمناطق مختلفة، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين، كما استهدفت مقار مدنية وسيادية من بينها مبنى التلفزيون الرسمي.


الجزيرة
منذ 41 دقائق
- الجزيرة
تحقيق يكشف حملة تحريض إسرائيلية ضد باكستان
شهدت المنصات الإسرائيلية تحريضا ضد باكستان بعد تصريحاتها التضامنية التي نددت فيها بالحرب التي تشنها إسرائيل على إيران. ورصدت وكالة "سند" للتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة حملة التفاعلات الإسرائيلية التي ترافقت مع تحريض ومعلومات مضللة بشأن الموقف الباكستاني. وبدأ صحفيون وشخصيات إسرائيلية بارزة ناطقة بالعبرية والعربية بنشر ادعاءات وتصريحات مغلوطة، مطالبين الحكومة الإسرائيلية باتخاذ خطوات استباقية ضد باكستان. وشاركت بعض الحسابات البيان الرسمي الذي أصدرته باكستان تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على إيران، وادعت أن باكستان هددت فيه باستخدام السلاح النووي ضد إسرائيل. وطالب إسرائيليون حكومتهم بالتدخل لمنع أي مساعدة باكستانية لإيران، سواء بالمعدات العسكرية أو بالأسلحة النووية التي تملكها باكستان منذ عشرات السنين. كما ادعت بعض الحسابات أن باكستان أبلغت فرنسا والولايات المتحدة أن الجيش الباكستاني سيدخل الحرب ضد إسرائيل في حال تدخلت أي دولة مباشرة في الحرب ضد إيران. خبر مفبرك وانتشر خبر عن إرسال باكستان 750 صاروخا باليستيا إلى إيران مرفقا بصور لصواريخ باليستية باكستانية سبق الإعلان عنها في مناسبات عدة. ونشر موقع "نزيف" العسكري الإسرائيلي مقالا زعم فيه أن الدعم العسكري الباكستاني لإيران قد يشمل أنظمة دفاع جوي متطورة إلى جانب الصواريخ، مدعيا أن الأخبار منقولة عن وسائل إعلام إيرانية. وبالتحقق من الادعاءات الإسرائيلية تبين أن خبر نقل 750 صاروخا مفبرك بالكامل، حيث لم تعلن باكستان عن أي دعم عسكري لإيران، كما لم تعلن طهران عن استلامها أي مساعدات عسكرية. ولم توثق المصادر المفتوحة أي صور أو مقاطع فيديو أو رصد ملاحي يدل على وجود دعم عسكري باكستاني لإيران رغم انتشار الطائرات الإسرائيلية في الأجواء الإيرانية وعدم إعلانها عن رصد أي تحركات مماثلة. أما بخصوص تصريح باكستان بشأن استخدام الأسلحة النووية فلم يُعثر على أي تصريح رسمي باكستاني بهذا الشأن، كما لم تُنشر هذه المزاعم في أي وسيلة إعلام محلية. وصرّح وزير الخارجية الباكستاني في خطاب أمام مجلس الشيوخ بأن جميع المعلومات المنتشرة كاذبة ومضللة، مؤكدا أن بلاده لم تُصدر أي تهديد باستخدام الأسلحة النووية، وأن البرامج النووية والصاروخية الباكستانية مخصصة فقط للدفاع عن باكستان. كما لم تعلن فرنسا أو الولايات المتحدة عن تلقيهما أي تهديد من باكستان بالانضمام إلى إيران في حال تدخلت أميركا أو الدول الأوروبية إلى جانب إسرائيل. وكانت باكستان قد أصدرت بيانا أدانت فيه العدوان الإسرائيلي على إيران، وأكدت تضامنها الكامل مع الشعب الإيراني، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل لوقف العدوان ومحاسبة إسرائيل. ومنذ فجر يوم الجمعة الماضي تشن إسرائيل بدعم أميركي عدوانا على إيران يشمل قصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، مما أسفر عن 224 قتيلا و1277 جريحا، في حين ترد طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة خلفت نحو 24 قتيلا ومئات المصابين.


الجزيرة
منذ 41 دقائق
- الجزيرة
جدل حول أول ظهور لماهر الأسد بموسكو بعد سقوط نظام بشار
عاد اسم ماهر الأسد (شقيق الرئيس السوري المخلوع بشار) إلى الواجهة في الأوساط السورية الافتراضية، وذلك بعد انتشار واسع لمقطع فيديو يظهره -حسب ناشطين- في أحد مطاعم العاصمة الروسية. ويأتي هذا الظهور الأول لماهر وسط تساؤلات وسيناريوهات متضاربة حول مصيره منذ سقوط نظام الأسد في دمشق يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، إذ راجت أنباء سابقا عن إصابة ماهر والهرب وقت دخول المعارضة العاصمة دمشق. وأثار الفيديو -الذي انتشر سريعا عبر منصات التواصل الاجتماعي- موجة من التفاعل بين السوريين، حيث سعى المغردون إلى التحقق من الموقع الدقيق للمطعم الذي ظهر فيه شقيق المخلوع. وفي هذا السياق، قال الصحفي الاستقصائي مراد القوتلي، المتخصص في التحقق من المصادر المفتوحة، إنه نجح في تحديد الموقع بدقة، موضحاً أن الفيديو صوّر داخل مطعم "Мята Lounge" الواقع ضمن مجمع "afimall city" بمنطقة موسكو سيتي الفاخرة، حيث يُعتقد أن أفراداً من عائلة الأسد يقيمون هناك. وأشار آخرون إلى أمكانية وجود ماهر بالعاصمة الكازاخية، بالقول إنه يمتلك هذا المقهى الذي لديه عدد من الفروع في روسيا وكازاخستان وأوزبكستان وتتشابه فيها الديكورات والتصاميم، والفيديو على الأغلب مأخوذ في فرع المقهى بالعاصمة الروسية. كما لفت مدونون الانتباه إلى ظهور بروين إبراهيم (الأمين العام لحزب الشباب للبناء والتغيير) -والمقرّبة من موسكو- بجوار ماهر الأسد في الفيديو المتداول، مما أضفى بعدا سياسيا على الحدث وربط بين الدوائر المحيطة بالنظام السوري المخلوع وحلفائه في روسيا. وقد تعددت الروايات حول مصير ماهر الأسد بعد انهيار النظام، إذ أشارت بعضها إلى أنه فرّ إلى العراق أو روسيا بشكل منفصل عن شقيقه، في حين نفى ناشطون صحة هذه الأخبار معتبرين أن الفيديو الحديث يرجّح وجود ماهر بجوار أخيه بشار في موسكو، مما يدحض روايات تحدّثت عن تخلّي بشار عن ماهر أثناء الهروب. وتبقى الأسئلة مفتوحة حول توقيت تصوير هذا الفيديو وملابسات وجود ماهر الأسد في موسكو، في وقت يستمر الجدل والنقاش عبر المنصات الافتراضية بشأن مستقبل أسرة الأسد ومصير أبرز رموزها بعد التغييرات الكبيرة التي شهدتها الساحة السورية مؤخراً.