logo
المسلسل السعودي «هزاع»... حين يتحوّل حارس أمن إلى طبيب نفسي

المسلسل السعودي «هزاع»... حين يتحوّل حارس أمن إلى طبيب نفسي

الشرق الأوسط٠٨-٠٥-٢٠٢٥

في عالم الدراما كل الاحتمالات ممكنة؛ كأن يتحوَّل حارس أمن، ذو تعليم متواضع، إلى طبيب نفسي في غمضة عين، هذا ما يطرحه المسلسل السعودي «هزاع»، الذي يتصدَّر حالياً قائمة الأعمال الأعلى مشاهدة على منصة (شاهد).
تبدأ الحكاية من الشاب البسيط هزاع (خالد صقر)، صاحب سجلٍ مليء بالسوابق، يعمل رجل أمن في مصنع، قبل أن يُفصل منه، وتقوده الصدفة إلى وظيفة طبيب نفسي في عيادة راقية.
ومن هذا التحوُّل المثير، تنطلق سلسلة من المواقف الطريفة والمفارقات الاجتماعية التي تعكس يوميات المهمشين والبسطاء في المجتمع، في إطار يجمع بين الكوميديا الذكية والنقد الاجتماعي. يشارك في بطولة المسلسل كل من خالد صقر، وعلي الحميدي، وأسامة خالد القس، وسعيد صالح، وفهد المطيري، وسمية رضا، ونواف عبد الله السليمان، وفهد الغريري، ورياض الصالحاني، ومريم عبد الرحمن، وروان الطويرقي، ومريم الغامدي. العمل من تأليف محمد المرشد، وإخراج محمد الهليل، وإنتاج شركة الصّباح.
خالد صقر في مشهد من المسلسل (الشرق الأوسط)
قصص من الحياة
يتحدث مخرج المسلسل محمد الهليل لـ«الشرق الأوسط»، مشيداً بقوة العمل الإنتاجية؛ مؤكداً ضرورة عرض قصص أشخاص يشعر المشاهد بأنهم قريبون منه، لكونهم يشبهون من يراهم على أرض الواقع، وأشار إلى أن ذلك لم يظهر فقط في النص، بل أيضاً في مواقع التصوير، وبناء الشخصيات، والحوارات، والطابع الكوميدي الذي وُلد من التناقض بين كل شخصية وأخرى، وما تبقى من تفاصيل أخرى مرتبطة بالعمل.
وعن تعامله مع بطل المسلسل خالد صقر، يقول الهليل إنه بدأ في عام 2016، ومنذ ذلك الحين نشأ بينهما تناغمٌ عالٍ. مع تأكيده أن خالد ممن يبثُّون الروح في الشخصية التي يعمل عليها. ويبدو كلام الهليل دقيقاً من حيث قدرة خالد صقر على تجسيد شخصية هزاع، بكل ما تحمله من ارتباك وتلعثم وصعوبة في مواكبة زملائه من الأطباء المتعلمين، الذين يتَّقنون الإنجليزية بطلاقة، في حين يعاني هو من فهمها.
الدراما النفسية
ورغم التفاعل الجماهيري الواسع مع العمل، لم تخلُ ردود الفعل من تساؤلات حول بعض المفارقات غير المنطقية في سياق الأحداث. يعلّق قائلاً إن «المسلسل كوميدي في الأساس، كما أن الحالات النفسية التي حاولنا اختيارها تبدو مألوفة في الحياة اليومية، فلم نذهب إلى الأمراض النفسية المعقدة، كما أن الفكرة قائمة على سؤال بسيط: كيف سيستطيع هزاع (الشخصية الرئيسية) التعامل مع المرضى بارتباط حقيقي؟». موضحاً أن كاتب العمل محمد المرشد استلهم القصة من واقع وجود بعض الأطباء ممن لا يوجد لديهم ارتباط حقيقي مع المرضى، على عكس ما قدمه العمل في شخصية هزاع.
مواقف كوميدية طريفة تحدث داخل مستشفى خاص في الرياض (الشرق الأوسط)
المهمشون... أبطال من نوع مختلف
يكشف الهليل عن ميوله المتزايدة نحو شخصيات المهمَّشين، مؤكّداً أن هذا التّوجه يرافقه منذ بداياته في صناعة الأفلام القصيرة. يقول: «أجد نفسي منجذباً لأولئك الذين لا صوت لهم، مثل هزاع وأمثاله، وأحب اكتشاف تحوّلاتهم في الحياة، وكيف يرون العالم من زاوية مختلفة».
ويُضيف أنه استلهم كثيراً من تجربة المُخرِجَين البلجيكيين الأخوين داردين، المعروفين بواقعيتهما الشديدة في تصوير شخصيات الطبقة العاملة. ويؤكد سعيه لتقديم هذه الروح الواقعية في «هزاع» ضمن قالب طريف، مليء بالتناقضات التي تعكس السياق الاجتماعي المحلي، ومحاولته إظهار الجانب الإنساني لكل شخصية، «حتى اللصوص منهم ظهروا بشكل غير مألوف، لفهم دوافعهم والاقتراب منهم».
تميَّز المسلسل برؤية إخراجية بصرية جديدة على الدراما السعودية، حيث ظهرت العاصمة الرياض في مشاهد غنية بأحيائها السكنية وشوارعها الفسيحة، وقدّمت الكاميرا لمحات واقعية من داخل المنازل، بعيداً عن التكلُّف والمبالغة اللذين يطغيان أحياناً على الأعمال المحلية، كما ظهرت حداثة المدينة وتطوّرها السريع في اللقطات الخارجية، ما أضفى على المسلسل بُعداً بصرياً مميّزاً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

برج الفنون.. منارة إبداعية تمنح المسار الرياضي في العاصمة السعودية أبعاداً جمالية
برج الفنون.. منارة إبداعية تمنح المسار الرياضي في العاصمة السعودية أبعاداً جمالية

العربية

timeمنذ 18 دقائق

  • العربية

برج الفنون.. منارة إبداعية تمنح المسار الرياضي في العاصمة السعودية أبعاداً جمالية

ما إن تسر في بعض طرقات العاصمة السعودية الرياض، فإنك تلحظ أعمدة كهرباء ذات ارتفاع شاهق، ليتوارد في ذهنك للوهلة الأولى أنها تتحول إلى مَعلم فني يضيف إلى العاصمة التي باتت مترامية الأطراف وهجا جماليا، وهذا الأمر يتجسد في "برج الفنون"، الذي بات يشكل مكاناً لافتاً ضمن مشروع المسار الرياضي في وجهة البرومينيد. لبرج الفنون حكاية مختلفة، إذ منحت تلك الأعمدة الشاهقة فرصة التحول من مشهد يعتقد كثيرون أنه بمثابة " تشوه بصري" إلى منارة فنية مستلهمة من وحي إحدى الأعمدة المزودة لمصادر الطاقة، ليصبح موقفاً للدراجات، ليس مجرد مشهد مكتنز بالإبداع الفني، بفعل تحويل الفنان السعودي عبدالناصر غارم أبراج الكهرباء التي كانت أزيلت ضمن خطط تطويرية للمدينة إلى مشهد مكتنز بالإبداع الفني، تشكل في صورة برج الفنون في المسار الرياضي بالرياض. "ثلاثية جمالية" "لم يكن الأمر سهلاً".. هكذا روى الفنان عبد المجيد غارم قصة تصميم البرج الجمالي الذي أصبح وجهة نابضة بالحياة تمنح الزائر التأمل في جماليات المشهد عبر طبقات متعددة تمتزج فيها عناصر الضوء مع اللون، والظل بثلاثية تأسر الزوار بدهشتها، إذ يقول: أعدنا التفكير في عدد الشرائح، وتوزيعها، ليس لسلامة الهيكل، بل كي يتنفس. "التواضع أمام الطبيعة" يضيف: التصميم لا يكون حياً إذا لم يكن قادراً على التأقلم مع بيئته ومحيطه، علمتني الرياح أن أي مشروع لا يُقاوم الطبيعة، بل يتعلمّ التواضع أمامها. ولذلك، لم يكن عدد الشرائح قراراً تقنياً فقط، بل كان حواراً مع الهواء، مع الحياة، مع حدودنا نحن البشر. وأصبحت الرياح شريكاً في التصميم، وتعلمّت منها كيف أترك فراغاً بين الشرائح، ليبقى البرج متغيّراً، غير مُحكم". يكمل في سياق حديثه: "كل شريحة في البرج تشبه قطعة موسيقية. مع الضوء، تتفاعل الألوان بعضها مألوف، وبعضها مختلف، لا تراه إلا عند اختلاط لونين في لحظة معينة من اليوم. هنا، يصبح الضوء مهندساً، واللون راوياً يحكي قصة عن التنوع عن الاختلاف، وعن جمال أن نكون غير متشابهين. فالتنوع ليس مجرد حالة نعيشها، بل قيمة إنسانية تُسهم في توحيد المجتمعات وتعزيز انسجامها". يهدف الفنان غارم إلى أن يشعر الآخرون بأن البرج ينتمي لهم، ليس لأنه يشبه ما يعرفونه، بل لأنه يشُعرهم بأنهم مرئيّون داخله، كما يحب أن يقول، ويبلغ ارتفاع البرج المستلهمة فكرته من أعمدة الكهرباء نحو 83.5 متر، فيما شهد تركيب691 لوحة ملوّنة تُشكّل واجهته التي تستقر في المسار الرياضي.

"تعليم الطائف" تُكرِّم الفائزين والفائزات بجائزة المحافظ للتميُّز التعليمي "ملهم".. الاثنين المقبل
"تعليم الطائف" تُكرِّم الفائزين والفائزات بجائزة المحافظ للتميُّز التعليمي "ملهم".. الاثنين المقبل

صحيفة سبق

timeمنذ 36 دقائق

  • صحيفة سبق

"تعليم الطائف" تُكرِّم الفائزين والفائزات بجائزة المحافظ للتميُّز التعليمي "ملهم".. الاثنين المقبل

بحضور ورعاية الأمير سعود بن نهار بن سعود بن عبدالعزيز، محافظ الطائف، تُكرِّم الإدارة العامة للتعليم بالطائف الفائزين والفائزات بجائزة سمو محافظ الطائف للتميز التعليمي "ملهم" في موسمها الأول 1446هــ يوم الاثنين 28-11-1446هـ. وأكد المدير العام للتعليم بالطائف، الدكتور سعيد بن عبدالله الغامدي، أن جائزة محافظ الطائف "ملهم" نقلة نوعية غير مسبوقة في أهدافها ودلالاتها التعليمية، وتُسهم إسهامًا فاعلاً في النهضة التعليمية والتربوية بشمولها الواسع، ومواكبة النهضة الشاملة التي عاشتها وتعيشها بلادنا في شتى المجالات، وتتوافق مع تحقيق رؤية السعودية 2030. وأضاف الدكتور الغامدي: "تهدف جائزة ملهم لتشجيع وإبراز أفضل الممارسات التعليمية والتربوية المتميزة، وتحسين أداء العمليات والممارسات الإدارية". وتسعى الجائزة إلى تمكين المدرسة، وتحسين نواتج التعلُّم، وتحقيق المزيد من الجودة والتميز، والإسهام في التهيئة والتأهيل، ورفع مستوى الجاهزية للمنافسة على الجوائز المحلية والدولية. وتشتمل الجائزة بفئاتها وفروعها من الميدان التعليمي على التميز المؤسسي المدرسة، والتميز الفردي للمعلم والموظف الإداري والطالب وطالب التربية الخاصة، إضافة إلى التميز المستقل للمبادرات النوعية والمسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي. وثمَّن المدير العام للتعليم للأمير سعود بن نهار بن سعود بن عبدالعزيز رعايته ودعمه اللامحدود لجميع برامج التعليم المختلفة في المحافظة.

نور الملّاح لـ«الشرق الأوسط»: لم يعد لدي ما أخسره
نور الملّاح لـ«الشرق الأوسط»: لم يعد لدي ما أخسره

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

نور الملّاح لـ«الشرق الأوسط»: لم يعد لدي ما أخسره

ينتمي الفنان نور الملّاح إلى زمن الفن الجميل، وفي جعبته مئات الأعمال الغنائية التي شكّلت نجاحات متتالية. تعاون معه أبرز نجوم الفن في لبنان، فلحّن الأغاني لجورج وسوف ونجوى كرم وماجدة الرومي، وربيع الخولي، ورامي عياش، وغيرهم. أسهم في شهرتهم الواسعة من خلال أغنيات لا يزال العالم العربي يرددها حتى اليوم. فمن منا لا يتذكر أغنية «حلف القمر» و«روحي يا نسمة» للوسوف، و«خدني حبيبي» و«عم يسألوني عليك الناس» لماجدة الرومي. يقول بأنه لم يلق الوفاء من أحد (نور الملّاح) لكن الملحن اللبناني ابتعد منذ فترة طويلة عن الساحة، فصارت إطلالاته الإعلامية قليلة، فيما توقّف عن التعامل مع الفنانين على الساحة. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» عن سبب هذا البعد يردّ: «مع الأسف صاروا اليوم يدرجونني على لائحة (الدقة القديمة). أما الحقيقة فهي ساطعة كالشمس. فألحاني لا تزال تتردد حتى اليوم، والناس تتحمّس عند سماعها وتصفّق طرباً». لم أغب عمداً... ولكن الظروف أسهمت بذلك نور الملّاح ويشير الملّاح إلى أن الناس صارت اليوم محكوماً عليها بسماع أعمال دون المستوى. «إنهم يقدّمون لهم الأغاني كطبق لا يوجد غيره على المائدة الفنية، ويغصبونهم على تناوله بطريقة أو بأخرى. فمعظم أغاني اليوم ألحانها مسروقة. كما أنها تتألف من نغمة واحدة يتم تكرارها في الأعمال كافة، بينها ما اقتبس من ألحان تركية وإسبانية، وأخرى من الهند واليونان. أما شعراء الأغنية فيضطرون للمسايرة، ويكتبون ما يناسبها. برأيهم أن هذه الاستمرارية لهم ضرورية كي يواكبوا الـ(ترند)». ألف أكثر من ألف أغنية ولحن لا تزال تُردد في الحفلات (نور الملّاح) يقول إن الساحة الفنية ترتكز على أعمال سيئة، وإن الفوضى العارمة تهيمن عليها. والقاعدة الأساسية الرائجة هي قنص الفنانين. «كل شيء يسهم في انتشار الأغنية يجب أن يدفع ثمنه سلفاً. وهذا الأمر يسري على شاشات التلفزة كما عبر أثير الإذاعات. ليس المهم مستوى ما يبثّونه ويعرضونه، الأهم هو جني الربح الوفير. حتى الغناء ما عاد مقتصراً على فنانين حقيقيين، ووسائل التواصل الاجتماعي شرّعت الشهرة للجميع، فباستطاعة أي شخص اليوم أن يغني ويحقق الانتشار بين ليلة وضحاها مع الأسف». الغناء ما عاد مقتصراً على فنانين حقيقيين ووسائل التواصل الاجتماعي شرّعت الشهرة للجميع نور الملّاح تعزّ الدنيا على نور الملّاح القابع اليوم في منزله، وانتقاداته القاسية للساحة الفنية يدرجها ضمن خبرة طويلة تخوّله ذلك. «لم يعد عندي ما أخسره. أقول الأمور بصراحة ولو كان وقعها ثقيلاً». يعاتبه كثيرون لأنه لم يأخذ حقّه كما يجب. فهو أيضاً إلى جانب موهبة التلحين يملك صوتاً جميلاً. فلماذا هذا الغياب من دون أي إنتاج حديث؟ «كيف أقدّم الجديد ولا وسيلة عندي لذلك؟! فالأعمال الغنائية باتت مكلفة جداً. من أين لي ميزانية أخصصها لهذا الموضوع؟ لقد ألّفت أكثر من ألف أغنية ولحن، لا تزال تُردد حتى الساعة في الحفلات. أنا لم أغب عمداً، ولكن الظروف أسهمت بذلك». بعض الفنانين يجهلون مخارج الحروف وآخرون يتمسّكون بأسلوب غنائي لديهم قدرات أهم منها لإبرازها نور الملّاح تغيرات كثيرة طالت الفن اليوم، فبات لا يشبه الزمن الماضي، يقول نور الملاح في سياق حديثه. ويتابع: «في الماضي كانوا يقدّرون الفنان ويطالبونه بإطلالة إعلامية تلفزيونية أو إذاعية أو مكتوبة. أما اليوم فبات المغني وجميع تحركاته على كل شفّة ولسان بفضل وسائل التواصل. انعدم وهج الفنان الذي كان يتم انتظار إطلالته بين حين وآخر. حتى إن السبق الصحافي ما عاد موجوداً، فلا جديد تحت الشمس». في برنامج {ذا ستايدج} الذي كرّمه في حلقة خاصة (نور الملّاح) يرى الملّاح أن أصواتاً غنائية كثيرة وجميلة لا تتوفّر لها الفرص. فمن يديرون الساحة يفضلون المغنين «القبابيط». ويتابع: «مع الأسف إنهم يكتسحون الساحة بأعمال هابطة. والأسوأ هو أنهم يقدّمونهم على غيرهم، ويبرزونهم باعتبارهم نجوماً». وينتقد الملّاح أسلوب غناء رائج، ولكن على قواعد غير أصيلة. «بعضهم يجهل مخارج الحروف كالفنان وائل كفوري. وبعضهم يتمسّك بأسلوب غنائي لديه قدرات أهم منها لإبرازها كنجوى كرم. فالصوت يجب أن يولد من الرأس، ولكن الغالبية تغني من الزلاعيم، وهو أمر خاطئ».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store