
برج الفنون.. منارة إبداعية تمنح المسار الرياضي في العاصمة السعودية أبعاداً جمالية
لبرج الفنون حكاية مختلفة، إذ منحت تلك الأعمدة الشاهقة فرصة التحول من مشهد يعتقد كثيرون أنه بمثابة " تشوه بصري" إلى منارة فنية مستلهمة من وحي إحدى الأعمدة المزودة لمصادر الطاقة، ليصبح موقفاً للدراجات، ليس مجرد مشهد مكتنز بالإبداع الفني، بفعل تحويل الفنان السعودي عبدالناصر غارم أبراج الكهرباء التي كانت أزيلت ضمن خطط تطويرية للمدينة إلى مشهد مكتنز بالإبداع الفني، تشكل في صورة برج الفنون في المسار الرياضي بالرياض.
"ثلاثية جمالية"
"لم يكن الأمر سهلاً".. هكذا روى الفنان عبد المجيد غارم قصة تصميم البرج الجمالي الذي أصبح وجهة نابضة بالحياة تمنح الزائر التأمل في جماليات المشهد عبر طبقات متعددة تمتزج فيها عناصر الضوء مع اللون، والظل بثلاثية تأسر الزوار بدهشتها، إذ يقول: أعدنا التفكير في عدد الشرائح، وتوزيعها، ليس لسلامة الهيكل، بل كي يتنفس.
"التواضع أمام الطبيعة"
يضيف: التصميم لا يكون حياً إذا لم يكن قادراً على التأقلم مع بيئته ومحيطه، علمتني الرياح أن أي مشروع لا يُقاوم الطبيعة، بل يتعلمّ التواضع أمامها. ولذلك، لم يكن عدد الشرائح قراراً تقنياً فقط، بل كان حواراً مع الهواء، مع الحياة، مع حدودنا نحن البشر. وأصبحت الرياح شريكاً في التصميم، وتعلمّت منها كيف أترك فراغاً بين الشرائح، ليبقى البرج متغيّراً، غير مُحكم".
يكمل في سياق حديثه: "كل شريحة في البرج تشبه قطعة موسيقية. مع الضوء، تتفاعل الألوان بعضها مألوف، وبعضها مختلف، لا تراه إلا عند اختلاط لونين في لحظة معينة من اليوم. هنا، يصبح الضوء مهندساً، واللون راوياً يحكي قصة عن التنوع عن الاختلاف، وعن جمال أن نكون غير متشابهين. فالتنوع ليس مجرد حالة نعيشها، بل قيمة إنسانية تُسهم في توحيد المجتمعات وتعزيز انسجامها".
يهدف الفنان غارم إلى أن يشعر الآخرون بأن البرج ينتمي لهم، ليس لأنه يشبه ما يعرفونه، بل لأنه يشُعرهم بأنهم مرئيّون داخله، كما يحب أن يقول، ويبلغ ارتفاع البرج المستلهمة فكرته من أعمدة الكهرباء نحو 83.5 متر، فيما شهد تركيب691 لوحة ملوّنة تُشكّل واجهته التي تستقر في المسار الرياضي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

صحيفة سبق
منذ 30 دقائق
- صحيفة سبق
تركي آل الشيخ يعلن طرح تذاكر نزال كانيلو وكروفورد على لقب بطولة العالم الموحدة للوزن فوق المتوسط
أعلن المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (GEA) رئيس الإتحاد السعودي للملاكمة عن طرح تذاكر النزال التاريخي بين إثنين من أعظم نجوم الملاكمة وأكثرهم هيمنةً، بطل العالم بلا منازع في الوزن فوق المتوسط، ساؤول "كانيلو" ألفاريز (63 انتصارًا، 2 خسارة، 2 تعادل، 39 بالضربة القاضية)، مع النجم المتوَّج في أربعة أوزان مختلفة، تيرينس كروفورد (41 انتصارًا دون هزيمة، 31 بالضربة القاضية)، الذي سيقام على لقب بطولة العالم الموحدة للوزن فوق المتوسط في ملعب أليجيانت بمدينة لاس فيغاس الأميركية، يوم السبت الـ 13 من سبتمبر المقبل. ويُنظم هذا النزال المنتظر ضمن "موسم الرياض"، بالشراكة مع رئيس ومدير شركة UFC دانا وايت، وشركة "صلة" المتخصصة في إدارة الفعاليات. وستطرح تذاكر النزال للبيع اليوم (الجمعة) السابعة مساءً بتوقيت السعودية، (الساعة 8 صباحًا بتوقيت المحيط الهادئ )، عبر موقع ، مع تحديد حد أقصى للشراء يبلغ 8 تذاكر لكل شخص. كما تبدأ المبيعات المسبقة يوم الخميس 17 يوليو في التوقيت نفسه، ويمكن للراغبين التسجيل عبر موقع للاستفادة منها. ولمحبي التجربة الفريدة، توفر شركة On Location، المزوّد الرسمي لحزم VIP في هذا الحدث، باقات حصرية تشمل تذاكر مميزة وتجارب فريدة من نوعها، مثل التقاط صور بجوار الحلبة ليلة النزال، وضيافة شاملة متميزة، وحضور حفلة ما بعد النزال، إلى جانب الملصق الرسمي للحدث، وغيرها من المزايا. ويمكن الاطلاع على التفاصيل والحجز عبر الموقع: كما سيتم بث النزال التاريخي عبر منصة نتفليكس بشكل مباشر لمشتركيها في أكثر من 190 دولة حول العالم، دون أي تكلفة إضافية، ليستمتع به أكثر من 300 مليون مشترك عالميًا. ويأمل ساؤول "كانيلو" ألفاريز، النجم المكسيكي وأحد أبرز الأسماء في تاريخ الملاكمة، أن يضيف اسم كروفورد إلى قائمة ضحاياه التي تضم أساطير أمثال شين موسلي، غينادي غولوفكين، وميغيل كوتو، لتعزيز إرثه في عالم الملاكمة وتحقيق انتصار جديد في مسيرته الحافلة. من جانبه، يتطلع تيرينس كروفورد، القادم من أوماها بولاية نبراسكا، إلى تأكيد مكانته كأفضل ملاكم في العالم دون منازع من خلال التغلب على ألفاريز. ويُعد كروفورد بطل العالم الحالي في وزن المتوسط (حسب رابطة WBA وحامل لقب WBO المؤقت)، وقد حقق شهرة عالمية بانتصاراته على أسماء مثل ريكي بيرنز، خوسيه بينافيديز جونيور، أمير خان، شون بورتر، وإيرول سبينس جونيور. وبعد أن نجح مؤخرًا في الصعود إلى وزن 154 باوند وتحقيق الفوز على إسرائيل مادريموف، يستعد كروفورد الآن لخوض أكبر اختبار في مسيرته أمام كانيلو.


الاقتصادية
منذ 30 دقائق
- الاقتصادية
انطلاق جولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الصين
انطلقت فعاليات جولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، ومهرجان الرياضات الإلكترونية الصيني السعودي في بكين، بمبادرة مشتركة من مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية وشركة تينسنت للرياضات الإلكترونية، الشريك الإستراتيجي في الصين. وأعلنت تيري تشانج مدير الرياضات الإلكترونية في شركة تينسنت خلال مشاركتها في انطلاقة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، عن 3 مبادرات رئيسية، الأولى: تقديم باقات سياحية شاملة مخصصة لكأس العالم للرياضات الإلكترونية، بالتعاون مع الهيئة السعودية للسياحة، تشمل تذاكر البطولة، وعروض طيران وإقامة، وتجارب ميدانية لعشاق الرياضات الإلكترونية في جميع أنحاء الصين، والمبادرة الثانية: إقامة برنامج حافل خلال جولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الصين، يتضمن مشاهدة أكثر من 100 موقع فيما يزيد على 40 مدينة صينية خلال أسابيع البطولة الـ7، وتتمثل المبادرة الثالثة في استضافة الشركة "أسبوعا صينيا" ضمن مهرجان كأس العالم للرياضات الإلكترونية من 24 يوليو إلى 3 أغسطس. وقالت تيري تشانج: "يجسد هذا الحدث استمرار شراكتنا الفعالة مع مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، نطمح إلى أن تكون الرياضات الإلكترونية جسرا ثقافيا يزيل الحواجز بين الشعوب، ويفتح المجال أمام جيل الشباب للتواصل من خلال شغفهم المشترك، هذه اللغة الثقافية الديناميكية ستسهم في تعزيز الحركة السياحية، وبناء منصة تبادل ثقافي رفيعة المستوى بين الصين والسعودية". وعلق تركي الشهري مدير المشاريع الخاصة في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية: "إن الشراكة مع تينسنت تعد جسرا ثقافيا، وتبرز إيماننا المشترك بقدرة الألعاب والرياضات الإلكترونية على ربط الناس والثقافات والمجتمعات، حيث تعد الصين جزءا أساسيا من رؤيتنا، إذ يسهم السوق الصينية في نجاح كأس العالم للرياضات الإلكترونية، ونتطلع إلى تعاون أعمق في مجالات الرياضات الإلكترونية والثقافة والسياحة".


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
«المونو» يُطلق رؤيته المستقبلية: منصّة التجديد الثقافي في بيروت
ليس «مسرح المونو» مكاناً تشتعل فيه الأضواء وتنطفئ فقط؛ لحَمْله ذكريات لا تَسقُط بالتقادُم. فهو ملجأ الذين لم ييأسوا من الجمال، ومأوى للأصوات الخفيّة. وحين باتت الخشبة رفاهية، بقي «المونو» شاهداً على أنّ الفنّ ليس زِينة، وبيروت، مهما انطفأت، ستظلُّ تشعر بقلب ينبُض بلغتها الأولى: المسرح. هذا المكان بيتٌ للذين يؤمنون بأنّ الفنَّ تنفُّس ضروري في عالم يختنق. هكذا رآه المخرج والممثل غبريال يمّين، حين قال إنّ «المونو» كان بالنسبة إلى جيل كامل من الفنانين مَعْبراً ومكاناً للتجريب ومنصة تعلُّم؛ لا مجرَّد توقيت عرض. هو المسرح الذي يشبه بيروت في عنادها (الشرق الأوسط) في احتفال أقامه المسرح بحضور مديرته جوزيان بولس، ورئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش، بحضور فنانين ومانحين وأصدقاء الثقافة، تخطَّى الهدف تكريم الماضي العريق، ليُعلن وعداً بالاستمرار، واستنهاضاً لأحلام مُقبلة لا تزال تستحق مساحة على الخشبة. منذ ولادته عام 1997، بمبادرة من إيمي بولس، وبدعم روحي وفكري من جامعة القديس يوسف، حفر «المونو» اسمه بين حجارة المدينة، وتحوَّل أحد أعمدة الحرّية الثقافية في لبنان. ظلَّ صامداً في وجه العواصف، مفتوحاً على احتمالات الجمال، ومتاحاً لكلّ مَن أراد أن يقول شيئاً من القلب. ملجأ الذين لم ييأسوا من الجمال ومأوى للأصوات الخفيّة (المونو) ومنذ أن تسلَّمت جوزيان بولس الإدارة عام 2022، بدأت الروح تدبّ مجدداً في زوايا «المونو» لجَعْل الشغف أكثر رسوخاً وجدوى. عاد النبض إلى جسد المسرح؛ ذلك المكان الحيّ الذي يُكرّس الانتماء لكلّ مَن يؤمن بأنّ الفنّ فعل وجود. توسَّع الأفق ليشمل مفاهيم الشمول، والعدالة الثقافية، وحقّ الاختلاف الجمالي، بعيداً عن مقاييس السوق ومزاج الاستهلاك. ففي «المونو»، لا يُقاس الفنّ بعدد التذاكر. يُقاس بصدق التجربة، وبقدرة الخشبة على أن تترك أثراً في الروح. قالت جوزيان بولس في كلمتها: «الثقافة ليست امتيازاً يُمنح؛ إنها حاجةٌ تنبُض فينا». ووسط أيام تتساقط فيها المعاني، يقف «المونو» واثقاً بدوره. فقد قدَّم خلال عام 2024 فقط أكثر من 60 عرضاً مسرحياً، وجذب ما يفوق 54 ألف متفرّج. رقمٌ يُقاس بالمعنى: أن ثمّة جمهوراً لا يزال يختار المسرح، ويؤمن بأنّ اللقاء الحيّ لا يُعوّضه شيء. بفريق صغير لا يتجاوز 12 شخصاً، لكن بروحٍ تتّسع، يواصل «المونو» نسج برامجه بشغف وعناية. يقدّم عروضاً تتنقّل بين الجرأة والتنوّع، وبين التجريب والتقليد. يفتح نوافذه للنصوص المحلّية والعالمية، مُقدّماً كلّ ذلك بكونه حقاً أصيلاً ومتنفَّساً لمَن يؤمن بأنّ الفنّ ضرورة وجودية، وليس امتيازاً محصوراً في قاعات النخبة. صحيحٌ أنّ بعض العروض لا تكون دائماً على المستوى نفسه من النضج أو التأثير؛ ففي التجريب ما يُخفِق كما فيه ما يُدهِش، لكن في هذا التنوّع عينه تكمن جرأة «المونو»: أن يحتمل تفاوت المحاولات، وأن يظلَّ مساحة مفتوحة للتجريب والبحث، وليس منصة محكومة بمنطق «المضمون» أو ما يرضي الذائقة السائدة. فحتى التعثُّر على هذه الخشبة، يحمل صدقه الخاص. رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش يؤمن باستنهاض الأحلام (المونو) وإيماناً بدوره مساحةً للتعلُّم والانتماء، أطلق «المونو» خطة طموحة تمتدّ حتى عام 2030، تتضمَّن برامج تربوية لتنمية الحسّ الجمالي لدى الأطفال، وإطلاق جائزة سنوية باسم «المونو الذهبي» لتكريم المواهب اللبنانية، وتنظيم مهرجان كوميدي يعبُر حدود المتوسّط، بالإضافة إلى ورشات إقامة فنّية وتجديد شامل للبنية التقنية، من صوت وإضاءة وترجمة وتكييف. ورغم ضآلة الموارد، نجح «المونو» في تأمين تمويله الذاتي 3 سنوات متتالية، بميزانية سنوية لا تتجاوز 200 ألف دولار، بدعم من الاتحاد الأوروبي وشركاء محلّيين ودوليين، وبإدارة مالية حريصة. لكنَّ المسرح يعيش بجمهوره. وكل تبرّع، مهما بدا صغيراً، هو إشعال لشمعة على الخشبة، وإسهام في حفظ ذاكرة مدينة تُراهن على الضوء. غبريال يمّين يرى في المسرح بيتاً للمؤمنين بأنّ الفنَّ تنفُّس ضروري (المونو) ولعلّ في تخصيص المقعد «A1» لذكرى إيمي بولس رمزية كبيرة؛ فهو تخليد لمؤسِّسة، واحتفاء بكلّ مَن رأى أنّ الفنّ يستحق بيتاً حقيقياً في بيروت. «المونو» كيانٌ حيّ يُشبهنا حين نبحث عن معنى وسط الفوضى، وعن جمال لا تُفسده القسوة. هو المساحة التي لا تخجل من أسئلتنا، فتستقبلها كما هي، على الخشبة وبين النظرات. إنه المكان الذي نرتاده لنُجرّب أن نكون.