logo
برج الفنون.. منارة إبداعية تمنح المسار الرياضي في العاصمة السعودية أبعاداً جمالية

برج الفنون.. منارة إبداعية تمنح المسار الرياضي في العاصمة السعودية أبعاداً جمالية

العربيةمنذ 4 ساعات

ما إن تسر في بعض طرقات العاصمة السعودية الرياض، فإنك تلحظ أعمدة كهرباء ذات ارتفاع شاهق، ليتوارد في ذهنك للوهلة الأولى أنها تتحول إلى مَعلم فني يضيف إلى العاصمة التي باتت مترامية الأطراف وهجا جماليا، وهذا الأمر يتجسد في "برج الفنون"، الذي بات يشكل مكاناً لافتاً ضمن مشروع المسار الرياضي في وجهة البرومينيد.
لبرج الفنون حكاية مختلفة، إذ منحت تلك الأعمدة الشاهقة فرصة التحول من مشهد يعتقد كثيرون أنه بمثابة " تشوه بصري" إلى منارة فنية مستلهمة من وحي إحدى الأعمدة المزودة لمصادر الطاقة، ليصبح موقفاً للدراجات، ليس مجرد مشهد مكتنز بالإبداع الفني، بفعل تحويل الفنان السعودي عبدالناصر غارم أبراج الكهرباء التي كانت أزيلت ضمن خطط تطويرية للمدينة إلى مشهد مكتنز بالإبداع الفني، تشكل في صورة برج الفنون في المسار الرياضي بالرياض.
"ثلاثية جمالية"
"لم يكن الأمر سهلاً".. هكذا روى الفنان عبد المجيد غارم قصة تصميم البرج الجمالي الذي أصبح وجهة نابضة بالحياة تمنح الزائر التأمل في جماليات المشهد عبر طبقات متعددة تمتزج فيها عناصر الضوء مع اللون، والظل بثلاثية تأسر الزوار بدهشتها، إذ يقول: أعدنا التفكير في عدد الشرائح، وتوزيعها، ليس لسلامة الهيكل، بل كي يتنفس.
"التواضع أمام الطبيعة"
يضيف: التصميم لا يكون حياً إذا لم يكن قادراً على التأقلم مع بيئته ومحيطه، علمتني الرياح أن أي مشروع لا يُقاوم الطبيعة، بل يتعلمّ التواضع أمامها. ولذلك، لم يكن عدد الشرائح قراراً تقنياً فقط، بل كان حواراً مع الهواء، مع الحياة، مع حدودنا نحن البشر. وأصبحت الرياح شريكاً في التصميم، وتعلمّت منها كيف أترك فراغاً بين الشرائح، ليبقى البرج متغيّراً، غير مُحكم".
يكمل في سياق حديثه: "كل شريحة في البرج تشبه قطعة موسيقية. مع الضوء، تتفاعل الألوان بعضها مألوف، وبعضها مختلف، لا تراه إلا عند اختلاط لونين في لحظة معينة من اليوم. هنا، يصبح الضوء مهندساً، واللون راوياً يحكي قصة عن التنوع عن الاختلاف، وعن جمال أن نكون غير متشابهين. فالتنوع ليس مجرد حالة نعيشها، بل قيمة إنسانية تُسهم في توحيد المجتمعات وتعزيز انسجامها".
يهدف الفنان غارم إلى أن يشعر الآخرون بأن البرج ينتمي لهم، ليس لأنه يشبه ما يعرفونه، بل لأنه يشُعرهم بأنهم مرئيّون داخله، كما يحب أن يقول، ويبلغ ارتفاع البرج المستلهمة فكرته من أعمدة الكهرباء نحو 83.5 متر، فيما شهد تركيب691 لوحة ملوّنة تُشكّل واجهته التي تستقر في المسار الرياضي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أنا منغمس في عروبتي
أنا منغمس في عروبتي

الشرق الأوسط

timeمنذ 27 دقائق

  • الشرق الأوسط

أنا منغمس في عروبتي

من أعظم متع الشيخوخة أن يروي الإنسان قصة حياته، وأن يشارك أحبّاءه إحساسه بالانتماء والمعنى. لقد كنت محظوظاً بأن غُمرتُ بحب عائلة حانية، وبصداقات غالية لا تُعدّ، وبوطنٍ ربّاني أوصلني لما أنا عليه اليوم. دخلتُ الحياة بصرخة عالية، وأرجو أن أغادرها على أنغام الموسيقى، كما تُختَتم المسرحيات بالموسيقى الهادئة. وبين البداية والنهاية، عشت حياةً جميلة، أشكر الله عليها، كما أشكر كل من أحاطني بمحبته. سأدع الحكم للآخرين؛ لكنني أرجو أنني قد أحسنتُ استثمار وقتي، وأنني فعلت من الخير أكثر مما وقعتُ في الشر. وأكثر ما أعتز به هو أنني وُلدت عربياً؛ إذ أشعر بفخر عظيم لانتمائي إلى هذا التاريخ العريق والإرث المذهل. حين نروي تاريخ الحضارة الإنسانية، غالباً ما نبدأ من الشرق الأوسط، من أوائل المستوطنات البشرية الكبرى، من السومريين والأكاديين، إلى البابليين والآشوريين، والمصريين القدماء، والأنباط، والفينيقيين. لهؤلاء جميعاً ندين بأسس المجتمع البشري الحديث، من أعمال البرونز والري إلى العلم والكتابة، ومن الفلسفة والقانون إلى الملاحة والتجارة البحرية. ولا ننسى أن ثلاثاً من عجائب الدنيا السبع -أهرامات الجيزة، وحدائق بابل المعلّقة، ومنارة الإسكندرية- قد شُيّدت فيما يُعرف اليوم بالعالم العربي. في الشرق الأوسط، تلقّى أنبياء اليهودية والمسيحية والإسلام رسائل الله، مضيفين أبعاداً أخلاقية ودينية وفلسفية إلى حضارة بشرية متقدمة نشأت في منطقتنا. وخلال العصر الذهبي للإسلام قبل ألف عام، ابتكر العرب الجبر، ومفهوم الصفر، وسهولة استخدام النظام العشري. وقد اقترح العرب دوران الأرض حول محورها قبل ستة قرون من أن تقترحه نظرية غاليليو. ميادين الطب، والهندسة، والملاحة، وحتى البستنة، لم تكن لتكون ما هي عليه اليوم لولا مساهمة العلماء العرب. ولا يوجد سجل للشعر المقفى قبل العرب، كما أن آلات موسيقية؛ مثل: القيثارة، والكنّارة، والدف، والناي، والمزمار، وآلات النفخ، جميعها تنتمي إلى العالم العربي. بل إن مزمار القِربة لم ينشأ في مرتفعات اسكوتلندا، بل على أيدي رعاة عرب وحيدين. لقد كان انفتاح العرب وتقبلهم أفكار ومعارف اليونان والفرس والهنود والصينيين، هما اللذَيْن أتاحا هذه الثقافة المزدهرة في مجال العلوم والابتكار، والتي قادت فيما بعد عصر النهضة والتنوير الأوروبي. إن النصوص العلمية والفلسفية اليونانية التي نعدّها اليوم من أسس الحضارة الغربية والتي فقدها الأوروبيون منذ زمن طويل؛ لولا أن العرب مشكورين حفظوها ودرسوها. إن التقدم العلمي والثقافي الذي حققه الخلفاء الأمويون والعباسيون -الذين حكموا أعرق مدن العالم- لم يصبح لهم مثيل منذئذ. فقد تميّزوا بالانفتاح والتسامح والثقافة الراقية. ومن المثير للاهتمام، اكتشفت مؤخراً من خلال دراسة حمضي النووي أن لي صلة قرابة بالأمويين، الذين تعود أصولهم إلى جزيرة العرب، وبالتحديد إلى عمر بن الخطاب من عشيرة بني عدي من قريش. والأمويون هم من بسطوا خلافتهم حتى الأندلس؛ إسبانيا الحديثة: درّة التعايش الثقافي والديني التي أهدت العالم ثروة من العلوم والفنون والعمارة والفلسفة والتي ما زلنا معجبين بها حتى يومنا هذا. لم تكن قرطبة فقط مركزاً للعلم والإبداع، بل كانت مدينة يعيش فيها نصف مليون نسمة، بشوارع معبّدة مضاءة، و300 حمّام عام، وفيلات رخامية مجهزة بالتدفئة والتبريد الأرضي، في حين كانت لندن ما تزال قرية من الأكواخ والحفر الطينية. لا تقتصر إنجازات الحضارة العربية على التاريخ القديم فحسب، ففي مقال حديث على موقع «ديبلو»، أشار يوفان كورباليجا، رائد في مجال الدبلوماسية السيبرانية، إلى أن التقدم الأخير في الذكاء الاصطناعي ما كان ليكون ممكناً لولا مفاهيم الخوارزمي عن الخوارزميات، والأساليب التجريبية التي أسّسها «أول عالِم حقيقي في العالم» ابن الهيثم، وتطورات المنطق الاحتمالي والواقع الافتراضي التي قدّمها الفارابي وابن سينا وابن رشد، فضلاً عن القيمة الكبرى التي يوليها الإسلام للعلم والعدالة والخصوصية وكرامة الإنسان. لذا؛ فإن تركيز السعودية اليوم على أن تكون رائدة في الذكاء الاصطناعي ليس مصادفة تاريخية، بل امتداد طبيعي لإرث عظيم. قال المفكر السوري ساطع الحصري، ذات مرة: «العربي هو من يتكلم العربية، ويشعر أنه عربي، ويُسمي نفسه عربياً». وأنا بلا شك أندرج تحت هذا التعريف، ولكنني أشعر أن ارتباطي بالشخصية العربية والتاريخ والهوية أعمق من ذلك بكثير. وآمل أنني نجحت في إيصال ما يجعل من العالم العربي وأهله شيئاً فريداً وعظيم الأهمية لمن حولي. هذه الأهمية تتجلّى اليوم مجدداً في القيادة السعودية الحكيمة، التي تبني مستقبلاً واعداً لشعبها ولمنطقتنا أيضاً، في حين تسعى إلى إحلال السلام والتوصل إلى حلول وسط؛ لحل الصراعات في جميع أنحاء العالم. أنا فخور بأن أُسمي نفسي سعودياً عربياً، وأشكر الله على الحياة التي عشتها محاطاً بعائلتي وأصدقائي الذين أحبهم. أما الفصل القادم، فهو لكم لتكتبوه.

"سعادتي" تختتم برنامج "البوصلة للتمكين الأسري" بمحافظة الجموم
"سعادتي" تختتم برنامج "البوصلة للتمكين الأسري" بمحافظة الجموم

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

"سعادتي" تختتم برنامج "البوصلة للتمكين الأسري" بمحافظة الجموم

اختتمت ‫جمعية سعادتي للتنمية الأسرية بمحافظة الجموم فعاليات برنامج "البوصلة للتمكين الأسري"، الموجَّه للنساء، من خلال تقديم آخر ورشتين تدريبيتين ضمن البرنامج، وذلك خلال الفترة من 20 إلى 22 ذي القعدة 1446هــ في مقر الجمعية. الورشة الأولى حملت عنوان "تنسيق الزهور"، وقدمتها فتحية علي، وركزت على المبادئ الأساسية لتنسيق الزهور، وأدوات العمل، وآلية إعداد باقات الزهور وتغليفها باستخدام تقنيات يابانية أنيقة. أما الورشة الثانية فكانت بعنوان "تعليم الكروشيه"، بإشراف سمر حلواني، واستعرضت خلالها أساسيات هذا الفن اليدوي، من أدوات العمل إلى الغرز الرئيسية وطرق قراءة الباترون، مع تطبيقات عملية، تساعد المشاركات على إنتاج أولى القطع اليدوية. وشهد الختام حضورًا فاعلاً وتفاعلاً من المشاركات، اللاتي عبَّرن عن تقديرهن للفرص التدريبية التي أتاحها البرنامج، وتميّزت بجودة المحتوى وتنوُّع التخصصات. ويُعد برنامج 'البوصلة للتمكين الأسري" إحدى أبرز مبادرات الجمعية لعام 1446هــ، إذ اشتمل على سلسلة من الورش الحرفية والتطويرية، وهدف إلى تعزيز مهارات النساء، وتمكينهن من فرص اقتصادية أسرية تماشيًا مع رؤية الجمعية في دعم بناء أسرة واعية ومنتجة.

ستون عامًا في حضن الموج.. "العم إبراهيم" يروي حكاية العمر على ظهر البحر
ستون عامًا في حضن الموج.. "العم إبراهيم" يروي حكاية العمر على ظهر البحر

صحيفة سبق

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة سبق

ستون عامًا في حضن الموج.. "العم إبراهيم" يروي حكاية العمر على ظهر البحر

وسط الأمواج، وتحت شمس لا تغيب عن الأفق، يعيش رجل بسيط حكايةً استثنائيةً، قَلَّ نظيرها.. إنه العم إبراهيم، الذي وهب حياته للبحر؛ فعاش فيه أكثر من ستين عامًا، منذ أن كان في الثامنة عشرة من عمره حتى بلغ عامه الثمانين، دون أن يفقد شغفه، أو يتزحزح عن قناعته. ليس البحر بالنسبة له مجرد مصدر رزق، بل رفيق عمر، وساحة صفاء، وصندوق أسرار، لم يفشها لأحد سواه. على قاربه الذي صار له وطنًا ومأوى بنى العم إبراهيم علاقة فريدة مع الموج، علاقة تتجاوز الصيد؛ لتصل إلى حد التماهي. قصة العم إبراهيم الذي عاش أكثر من 60 عام بين أمواج البحر المزيد مع مداوي الأحمري @MUDAWI_al7 #MBCinAweek #MBC1 — في أسبوع MBC (@MBCinaWeek) May 23, 2025 يقول العم إبراهيم لبرنامج "MBC في أسبوع" وهو يسترجع مسيرته الطويلة: "منذ أن كان عمري 18 عامًا وأنا في البحر، واليوم صرت في الثمانين، بس عادي، في البحر ما أكبر، لأني أقول: يا رحمن". وعن ليالي البرد والمطر، وهل يراها مشقة، أم تفاصيل من تفاصيل الحياة التي اعتادها، يقول: "إذا جاء مطر أو برد أدخل داخل القارب وأغلقه، كأني في البيت، وأفضل". وتفيض كلماته رضا وبساطة، ويبدأ نهاره بدعاء بات طقسه اليومي: "يا الله على بابك اليوم وكل يوم.. يا فتَّاح يا كريم". ويصطاد بما تيسر، ويبتسم بما قسم الله، لا يطمع ولا يتأفف، وكأن البحر علمه درسًا بالاكتفاء والطمأنينة. ويختم حديثه وهو يُخرج سمكة من شباكه قائلاً: "الرضا.. الله الله". العم إبراهيم ليس مجرد صياد، بل حكاية حياة، عنوانها الصبر، وأعمدتها القناعة، وزادها الحب. عاش في قلب البحر، ونام في حضنه، وخرج منه رجلاً يفيض حكمة وسلامًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store