
بالفيديو.. هيئة التراث لـ"سبق": 8 ملايين سنة من التاريخ المناخي موثقة بطرق علمية دقيقة.. والجزيرة شهدت تحولات مناخية منذ القدم
في رد علمي دقيق على سؤال 'سبق'، كشفت هيئة التراث خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته اليوم بمقرها في الرياض، اكتشاف أطول سِجل مناخي في الجزيرة العربية، الذي يُعدُّ أيضًا من أطول السجلات المناخية على مستوى العالم؛ إذ يغطي فترة زمنية تصل إلى ثمانية ملايين سنة.
وحول كيفية تحديد هذا الرقم والعمر الزمني الدقيق أوضح الدكتور عبدالله الشارخ، المشرف على مشروع الجزيرة العربية الخضراء، لـ"سبق" أن الدراسات الميدانية اعتمدت على تقنيات علمية رصينة، ومعترف بها عالميًّا، أبرزها طريقة اليورانيوم-الثوريوم، وطريقة أرجونات البوتاسيوم، وهما من أكثر الأساليب دقة في تقدير أعمار التكوينات الجيولوجية، وتصل نتائجهما إلى عشرات بل مئات ملايين السنين.
وأضاف الشارخ بأن الجزيرة العربية، مثل مناطق جغرافية عديدة، خضعت عبر التاريخ لتأثيرات المناخ العالمي، ولتحولات مناخية متنوعة نتيجة لتغيرات طبيعية معقدة، مثل ميلان محور الأرض، وتغيُّر مواقع الشمس، والحركات التكتونية؛ ما أدى إلى تعاقُب فترات مناخية رطبة وأخرى جافة، أو شبه جافة؛ وهو ما انعكس على طبيعة الحياة فيها.
وكانت هيئة التراث قد أعلنت اليوم توصُّل دراستها العلمية المعنية بالسجل الدقيق للمناخ القديم على أرض السعودية، من خلال تحليل 22 متكونًا كهفيًّا، تُعرف محليًّا بـ"دحول الصمان"، إلى أن أرض السعودية كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة.
وأوضحت هيئة التراث أن الدراسة كشفت عن أطول سِجل مناخي في الجزيرة العربية، يعتمد على الترسبات الكهفية، ويعد من أطول السجلات المناخية في العالم؛ إذ يغطي فترة زمنية طويلة، تبلغ ثمانية ملايين سنة.
وأشارت الهيئة إلى أن هذه النتائج العلمية تُعد إحدى ثمار مشروع 'الجزيرة العربية الخضراء'، وهو مشروع علمي طموح، انطلق منذ عام 2010، ويهدف إلى توثيق التاريخ البيئي والطبيعي لشبه الجزيرة العربية، وتسليط الضوء على أبعاد التغير المناخي وتأثيراته في تشكيل طبيعة المنطقة، كما يسعى إلى تعزيز مكانة السعودية كمرجعية علمية في الأبحاث المناخية والتاريخ الطبيعي.
وأكدت الهيئة التزامها بدعم البحث العلمي وتوسيع التعاون الدولي في هذا المجال، مع تأكيد أن النتائج الحالية لا تمثل إلا بداية لمزيد من الاكتشافات القادمة؛ إذ لا تزال الكهوف في السعودية تُمثل كنزًا علميًّا غير مكتشف بالكامل، ينتظر مَن يكشف أسراره، ويفتح آفاقًا جديدة لفهم تاريخ الجزيرة العريق.
يُذكر أن هذا الاكتشاف نُشر مؤخرًا في مجلة Nature العلمية العالمية؛ ما يضيف ثقلاً أكاديميًّا دوليًّا لأهمية المشروع، ويؤكد ريادة السعودية في دعم البحث العلمي، وتوثيق تراثها الطبيعي والثقافي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 5 أيام
- صحيفة سبق
جامعة القصيم توقّع مذكرة تفاهم مع جامعة كاوست في مجالات البحث والابتكار وريادة الأعمال
وقّعت جامعة القصيم مذكرة تفاهم مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، وذلك في رحاب جامعة كاوست. ووقّع المذكرة كل من: الدكتور محمد بن فهد الشارخ، رئيس جامعة القصيم، والبروفيسور إدوارد بيرن، رئيس جامعة كاوست. تهدف هذه المذكرة إلى تطوير البيئة البحثية، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، إلى جانب تبادل الخبرات بين الجامعتيْن، وتطوير البرامج الأكاديمية المشتركة، والاستفادة من الموارد البحثية المتقدمة، بما يسهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للتميز العلمي والتقني. حضر مراسم التوقيع كلٌّ من: وكيل جامعة القصيم للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور وليد البطاح، والبروفيسور عمر كنيو نائب رئيس جامعة كاوست للشؤون التعليمية والأكاديمية، والبروفيسورة أروى الأعمى نائب الرئيس للتقدُّم المؤسّسي في "كاوست". وشملت مذكرة التفاهم مجالات عدة للتعاون، من أبرزها: الاستفادة من الموارد البحثية والمعلوماتية المتقدمة، وتعزيز التعاون في مجال البحث العلمي، والتدريب والتطوير، والتبادل العلمي لأعضاء هيئة التدريس، مما يُسهم في إثراء الإنتاج البحثي وتحقيق تكامل فعّال بين المؤسستين الأكاديميتين. كما تمّ توقيع اتفاقية برنامج التدريب البحثي مع جامعة كاوست، ووقّعها من جانب جامعة القصيم الدكتور وليد البطاح، ومن جانب كاوست البروفيسور عمر كنيو. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تمكين طلبة جامعة القصيم من المشاركة في برنامج تدريب بحثي معترف به داخل بيئة أكاديمية متقدّمة، بما يعزّز من تطورهم العلمي والمعرفي ضمن تخصّصاتهم، من خلال الانخراط في مشاريع بحثية نوعية تحت إشراف نخبة من الباحثين المتميزين في كاوست.


الرياض
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- الرياض
بالرياضيات لا بالشعارات
التعليم هو سلاح هذا العصر وكل العصور، هو المنتج للقادة والعلماء والمفكرين، هو المكافح للفقر، والمعالج لأمراض المجتمع.. لنركز على الجودة والإتقان، ونشر الوسطية، وحسن التعامل مع الآخر.. وكل مالٍ يصرف على التعليم وتطويره يعود أضعافًا مضاعفة على قوة البلد بكل مكوناته.. صادف يوم دراسي في سوريا وعد بلفور، فخرج الطلبة من فصولهم الدراسية لينضموا للمظاهرات المنددة بالوعد المشؤوم، لكن مدرس الفيزياء المعلم محمد حتاحت -رحمه الله- حاول إيقافهم، وقال عبارته المشهورة: "حاربوهم بالرياضيات والفيزياء، وليس بالشعارات". لكن لا أحد فكر بجد بما قال، وناله الكثير من السباب والتخوين، ومن المتاجرين بالقضية بشكل خاص. أكثر الشباب العربي اختطفت عقولهم بعد احتلال فلسطين، وعاشوا تحت تأثير القومية والحزبية والأيديولوجيا بأنواعها. في الوقت الذي كان فيه الكيان الصهيوني يبني أفضل مراكز الأبحاث العلمية، ويستقطب العلماء من أوروبا وأميركا، ويمنحهم الجنسية والميزات، ويقيم أفضل العلاقات مع مراكز الأبحاث الغربية في مختلف المجالات، ومع كل القوى الفاعلة على مستوى العالم. في ذات الوقت ابتلي العالم العربي بالانقلابات العسكرية والتنظيمات الحزبية والدينية التي قضت على كل ما تبقى من مظاهر النهضة العربية التي بدأت في القرن التاسع عشر في مصر ولبنان. اليوم وبعد سبعين عاماً من الهزائم وإفلاس الشعارات القومية والأحزاب المتأسلمة بدأت تشع أنوار صبح جديد يشرق من الجزيرة العربية، ومن قلبها النابض الرياض. كل الدلائل تشير إلى بزوغ نهضة شاملة تهيأت أسبابها، والتي من أهمها القيادة القوية المخلصة والحكيمة، والاقتصاد القوي متعدد المصادر، والعلاقات المتوازنة مع كل القوى الفاعلة في العالم، والاهتمام بالتعليم والثقافة بأنواعها، والولاء والروح المعنوية العالية للشعب، ولا أدل على قيام النهضة الشاملة، والقادمة بقوة سوى نجاح الرؤية 2030. اليوم تحقق الكثير من المستهدفات قبل موعد استحقاقها بسنوات، ولأن النجاح يقود إلى نجاح أكبر، ولأنه لا حدود للطموح، لذا فالسعودية على موعد مع رؤية جديدة تحدد مسار التنمية في المملكة والعالم العربي للعشرين سنة القادمة بإذن الله. اليوم وبعد الليل الطويل، وما منيت به القضية الفلسطينية من هزائم، اتضحت أهمية نصيحة المعلم حتاحت وصدق قوله، ووطنيته. فأهم أسباب النهضة، وامتلاك القوة ما يأتي: أولًا: التعليم الجيد، والشامل لكل فئات المجتمع هو المحرك والباعث على التقدم والنجاح. وهو الذي أوصل الدول المتقدمة إلى ما وصلت إليه. وكل عناصر القوة المؤثرة في مسيرة التقدم تزداد، وفي تنساب طردي مع الاهتمام بالتعليم. الولايات المتحدة الأميركية ليست الأكبر مساحة، ولا الأكثر سكاناً، ولا الأغنى في المصادر الطبيعية، لكنها الأقوى على مستوى العالم اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً. ويعود السبب إلى اهتمامها البالغ بالتعليم في كل مراحله. والصرف بسخاء على البحث والتطوير والابتكار. وقد استقطبت خلال التسعين عاماً الماضية أفضل العقول على مستوى العالم. وكانت البداية من العلماء الألمان الذين هاجروا قبل الحرب العالمية الثانية وما بعدها. وبسببهم تقدمت الجامعات، وأصبحت الأفضل عالمياً، واحتلت المراكز الأولى في التصنيف من بين جامعات العالم. وأصبحت الشركات الأميركية تتحكم في مجريات الأمور على مستوى العالم، وبقيم سوقية تفوق ميزانيات أكثر الدول. ثانيًا: القيادة هي العامل الحاسم في تقدم الامم أو تخلفها.. وحسب توجه القيادة واهتمامها تتركز الجهود وتظهر النتائج، وكلما كان التركيز على بناء القدرات البشرية، وتبني الحلول العلمية المدروسة، كانت النتائج أفضل.. واليوم توفّر للمملكة قيادة جمعت بين الخبرة والكفاءة. وحين يصح العزم تتذلل الصعاب. قيادة المملكة برؤيتها وحزمها في مكافحة الفساد، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، حققت خلال ثماني سنوات ما عجزت عن تحقيقه الخطط الخمسية العشر الماضية. ثالثًا: الدين من أهم عناصر مكونات ثقافة الشعوب. وكلما كان الدين محفزاً للبذل والعطاء والإتقان وترسيخ قيم الحب والتسامح، كانت النتائج أفضل. والإسلام غني بالكثير من القيم التي تحث على إتقان العمل والأمانة والصدق واحترام الوقت، وغيرها من القيم والأخلاق التي ستكون خير معين للمسلم في أداء عمله، والخروج من الفقر على مستوى العالم. كما أن الوسطية في الدين وحسن المعاملة للآخر المختلف تفوت الفرصة على التطرف والإرهاب الذي يتخذ من الفتاوي المتطرفة، والمظالم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وسيلة لتأجيج العواطف بين الشباب المسلم، وتجنيدهم في صفوف المتطرفين من مختلف المذاهب. علينا أن نعزز مناهجنا بالقيم والمعاملات، ونجعلها في مقدمة العبادات، لنركز على الجودة والإتقان، ونشر الوسطية، وحسن التعامل مع الآخر لننطلق نحو النهضة العربية الشاملة دون عوائق، وليكون الدين خير عون ومساند. التعليم هو سلاح هذا العصر وكل العصور.. هو المنتج للقادة والعلماء والمفكرين.. هو المكافح للفقر، والمعالج لأمراض المجتمع.. وكل مال يصرف على التعليم وتطويره يعود أضعافًا مضاعفة على قوة البلد بكل مكوناتها.


الحدث
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- الحدث
هيئة التراث: 'دحول الصمّان' تكشف أن المملكة كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة
كشفت هيئة التراث عن نتائج دراسة علمية رائدة ضمن مشروع الجزيرة العربية الخضراء، تُظهر أن أراضي المملكة العربية السعودية كانت تغطيها بيئة خضراء خصبة قبل نحو 8 ملايين سنة، وذلك من خلال تحليل دقيق لـ 22 تكوّنًا كهفيًا تُعرف محليًا بـ'دحول الصمّان'، الواقعة شمال شرق الرياض بالقرب من مركز شوية بمحافظة رماح. وأوضح الدكتور عجب العتيبي، المدير العام لقطاع الآثار بالهيئة، في مؤتمر صحفي عُقد اليوم بمقر الهيئة بالرياض، أن الدراسة توصلت إلى أطول سجل مناخي معروف في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية، ويُعد من الأطول على مستوى العالم، إذ يغطي فترة تمتد إلى 8 ملايين سنة. وبيّنت الدراسة أن الجزيرة العربية كانت في عصور سابقة بيئة رطبة وغنية بالأنهار والبحيرات، ما جعلها ممراً طبيعياً لهجرة الكائنات الحية والبشر بين قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا. ويعزز هذا الاكتشاف فهمنا لتاريخ التنوع البيولوجي في المنطقة وتأثير التغيرات المناخية على حركة الكائنات الحية والهجرات البشرية القديمة. ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature العالمية، تحت عنوان 'الحقب الرطبة المتكررة في شبه الجزيرة العربية خلال الـ8 ملايين سنة الماضية'، بمشاركة 30 باحثاً من 27 جهة محلية ودولية، أبرزها: هيئة التراث، هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، جامعة الملك سعود، معهد ماكس بلانك الألماني، جامعة جريفيث الأسترالية، بالإضافة إلى جامعات ومراكز أبحاث من ألمانيا، إيطاليا، بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية. واعتمد الباحثون في تحليلهم على تقنيات متقدمة شملت دراسة الهوابط والصواعد الكهفية، باستخدام تحليلات نظائر الأكسجين والكربون، إلى جانب تأريخ الترسبات باستخدام تقنيتي اليورانيوم-الثوريوم (U-Th) واليورانيوم-الرصاص (U-Pb)، ما مكّن من توثيق فترات رطبة متعاقبة تعود إلى أواخر عصر الميوسين وحتى أواخر البليستوسين. وأظهرت النتائج وجود أنواع حيوانية في بيئة المملكة القديمة، مثل الخيول، أفراس النهر، والتمساح، التي كانت تعتمد على بيئات مائية، مؤكدة أن هذه المنطقة التي تُعد اليوم من أكثر المناطق جفافاً في العالم، كانت في وقت ما غنية بالنباتات والمياه. وأكدت هيئة التراث أن هذه الاكتشافات تمثل نقلة نوعية في فهم التاريخ الطبيعي للمملكة، وتفتح آفاقاً جديدة في البحوث الأثرية والمناخية. كما شددت على أهمية استكمال الدراسات في كهوف المملكة، والتي لا تزال تحمل الكثير من الأسرار العلمية التي تُسهم في توثيق ماضيها البيئي الغني.