
الحرب الإسرائلية -الإيريانية:من الرابح ومن الخاسر؟
بقلم..عبد السلام اسريفي/ رئيس الوحرير
في ضوء الهدنة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تبدو الإجابة عن سؤال 'من المنتصر في الحرب الخاطفة بين إيران وإسرائيل؟' معقدة، وغير محسومة بطريقة تقليدية، فكل طرف خرج بمكاسب جزئية وخسائر واضحة، دون أن يحقق أهدافه الاستراتيجية الكبرى.
مكاسب إسرائيل:
ضربات دقيقة لبنية إيران التحتية النووية والعسكرية: إسرائيل تمكنت من اغتيال عدد من العلماء والقادة العسكريين الإيرانيين، وضرب مواقع نووية حساسة، مما تسبب في تأخير محتمل للبرنامج النووي الإيراني.
اختراق أمني واستخباراتي: قدرة إسرائيل على الوصول إلى أهداف شديدة التحصين داخل إيران تشير إلى نجاح استخباراتي مهم.
خسائر إسرائيل:
عجز عن تدمير المفاعل النووي الإيراني بالكامل، حيث ادعت طهران أنها رحّلت اليورانيوم المخصب قبل الضربة.
ضربات مؤلمة في الداخل الإسرائيلي، خاصة في تل أبيب، حيث استهدفت البنى التحتية وأُسقطت منصات دفاعية كانت تعتبرها تل أبيب أساسية في منظومتها الأمنية.
أزمة داخلية وثقة مهزوزة: الحرب خلقت حالة ذعر وفقدان ثقة في القيادة السياسية والعسكرية، خاصة تجاه حكومة نتنياهو.
مكاسب إيران:
قدرة على اختراق الجبهة الداخلية الإسرائيلية: ضرب مواقع حيوية في تل أبيب يعتبر انتصاراً رمزياً ومعنوياً قوياً.
حفاظ على النظام والبنية النووية الأساسية: رغم الخسائر، لم تسقط القيادة الإيرانية ولم تُدمر منشآتها النووية بالكامل.
خسائر إيران:
فقدان كوادر علمية وعسكرية مهمة.
تضرر مواقع استراتيجية بسبب التفوق التكنولوجي الإسرائيلي.
ضغوط اقتصادية متزايدة بسبب الكلفة العالية للرد العسكري.
الخلاصة:
لا يوجد منتصر عسكري واضح. كل طرف نجح في توجيه ضربات للآخر، لكن دون تحقيق نصر استراتيجي شامل. وبالتالي، فإن الرابح الحقيقي، كما أشرت، قد يكون شركات تصنيع الأسلحة التي استفادت من الحرب بتجريب وبيع تقنيات جديدة، في حين أن الخاسر الأكبر هو الاستقرار الإقليمي والاقتصاد الداخلي للطرفين.
في لغة السياسة:
إسرائيل 'ربحت' في التكتيك، وخسرت في تحقيق الهدف الاستراتيجي.
إيران 'صمدت'، وربحت في المعركة النفسية، لكنها نزفت في العمق.
أما الهدنة الأمريكية، فهي ليست إعلاناً لنهاية الحرب، بل مجرد 'استراحة' في صراع طويل مستمر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عبّر
منذ 2 ساعات
- عبّر
ترامب: أنقذت خامنئي من موت قبيح ومهين والحرب لم تنتهي بعد
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أنه سيقصف 'بالتأكيد' إيران مجددا إذا أشارت المعلومات الاستخباراتية إلى أنها لا تزال قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتيح صنع الأسلحة النووية. وعندما سُئل في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض عما إذا كان سيفكر في شن ضربات جديدة إذا لم تنجح غارات الأسبوع الماضي في إنهاء الطموحات النووية الإيرانية، أجاب 'بلا شك. بالتأكيد'. واعتبر ترامب أن المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي 'هزم شرّ هزيمة' نتيجة الضربات الأميركية والإسرائيلية. علاقة بالموضوع، قال ترامب في ذات اللقاء، إنه منع اغتيال المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، مهاجما إياه لقوله إن طهران انتصرت في الحرب مع إسرائيل. وأورد ترامب في منشور على منصة تروث سوشال 'لقد أنقذته من موت قبيح ومهين للغاية'، مضيفا أنه أوقف العمل على تخفيف العقوبات على إيران بعد تصريحات خامنئي.


المغرب اليوم
منذ 3 ساعات
- المغرب اليوم
ما بعد هدنة ترمب!
بطريقته المعهودة، رسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب صورة درامية للضربة الأميركية على إيران، وقال إنها أنهت الحرب، منتقداً كل من حاول التقليل من أثرها، وبشكل خاص بعض الإعلام الأميركي الذي ذكر أن الضربة أعادت البرنامج النووي الإيراني شهوراً للوراء وليس سنوات. ترمب ليس من النوع الذي يقبل بأي توصيفات أقل من الإبهار، لذلك لم يكتفِ بهجومه على الصحافيين الذين ألمحوا إلى أن تأثير الغارة لم يكن بالقدر الذي صورت به، وعاد إلى الموضوع في قمة (الناتو) أمس مستخدماً مقاربة مع ضربتي هيروشيما وناغازاكي إبان الحرب العالمية الثانية، قائلاً إنهما مثلما أنهتا تلك الحرب، فإن الضربة على إيران أنهت هذه الحرب. في إطار ترتيبات ما بعد الضربة الأميركية والرد الإيراني الرمزي، ضغط ترمب لوقف سريع لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل من دون الكثير من التفاصيل حول شروطه وآلياته، ومن دون أن يكون هناك اتفاق مكتوب وموقع عليه. في كل الأحوال رمى ترمب بكل ثقله وراء وقف النار ولن يقبل بانهياره لأنه يريد أن يخرج منتصراً من تدخله العسكري، ولأنه يريد أن يحتوي الخلافات الداخلية التي برزت في معسكر مؤيديه الذين عارض بعضهم جره أميركا للتدخل خدمة لإسرائيل، وذكّروه بأن ذلك يخرق تعهداته الانتخابية بأنه يريد أن يكون «رئيس السلام» ولن يقود أميركا إلى حروب بلا نهاية. لذلك بدا الرئيس الأميركي غاضباً عندما سأله الصحافيون عن خرق وقف النار في لحظاته الأولى، فدعا إسرائيل علناً إلى أن تستدعي طائراتها من الجو عندما كانت في طريقها لشن غارة على إيران. كشفت تلك اللحظات عن أن نتنياهو ربما كانت لديه تحفظات على الوقف السريع لإطلاق النار وأراد تفجيره، لكن رسائل واشنطن الغاضبة أوقفته. ترمب يريد أن يقول للعالم إن استراتيجية «الرجل القوي» التي مارسها، نجحت، أولاً في توجيه ضربة قوية للبرنامج النووي الإيراني؛ وثانياً في تحقيق وقف النار و«إنهاء» الحرب؛ وثالثاً، وهي المرحلة التالية، في إعادة إيران إلى طاولة التفاوض وهي في موقف أضعف. هذه الحرب فيها الكثير من الخبايا والمناورات والتفاهمات التي بدا بعضها يتكشف. فمن مجريات الأمور وضح أن ترمب أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لمهاجمة إيران في 13 يونيو (حزيران)، وساعدها بممارسة التمويه والخداع مع إيران. وفي اليوم العاشر من الحرب جاء التدخل الأميركي بعملية «مطرقة منتصف الليل»، ثم الرد الإيراني «الرمزي» والمنسق الذي استهدف أهم القواعد الأميركية في المنطقة من دون أن يحدث أضراراً تذكر. وضمن سريالية المشهد شكر ترمب إيران لأنها أبلغتهم قبل وقت كافٍ سمح بإخلاء المواقع، ووضع الدفاعات في حال استعداد لإسقاط كل الصواريخ. هذا الإنذار المسبق لم يكن الوحيد، إذ سبقه إنذار آخر وفقاً لتقارير ذكرت أن أميركا أبلغت إيران مسبقاً بالضربة التي شنتها عليها، ما أتاح لها نقل معدات وكميات من اليورانيوم من موقع فوردو إلى أماكن أخرى. أما بالنسبة لموضوع تغيير النظام فلم يكن سوى ورقة ضغط، إذ إن ترمب بدأ يقول الآن إنه سيعني حدوث فوضى ولا أحد يريد ذلك. مع وقف النار يستطيع كل طرف أن يقول إنه خرج منتصراً رغم أي ثمن تحمله. ترمب سيقول إن استراتيجيته انتصرت، وسيعزز صورة «الرجل القوي» التي يحبها. وسيقول أيضاً إنه الرئيس الذي يحقق السلام لأنه أوقف هذه الحرب وأنقذ المنطقة، كما أوقف قبلها المواجهة العسكرية بين باكستان والهند، ما يجعله مستحقاً لنوبل للسلام، وفق ما يأمل. نتنياهو سيقول إنه حقق أهدافه و«دمر» قدرات إيران النووية وأعادها إلى الوراء سنوات، وحد من قدرات إيران الصاروخية باستنزاف كميات منها وتدمير مراكز تصنيع، كما اغتال عدداً من علماء إيران النوويين وقتل قادة عسكريين ومسؤولين ودمر مراكز عسكرية. إيران من جانبها تستطيع أن تقول إنها رغم ما خسرته، فإنها صمدت وأثبتت قدرتها على الرد وكبدت إسرائيل خسائر مادية واقتصادية وبشرية واستراتيجية كبيرة على رأسها مبدأ الردع. كما جربت أسلحتها في أرض معركة حقيقية، ومنها صواريخ جديدة ومسيّرات، ونجحت في تجاوز منظومات الدفاع الإسرائيلية مرات عدة. منطقتنا هي الخاسر من الحروب التي تدار فوق رؤوسها وعلى حساب استقرارها، وفي وسط كل هذا تم نسيان معاناة غزة غير المسبوقة، كما نسيت حرب السودان وغيرها. ماذا بعد؟ التوصل للهدنة ربما كان الجزء الأسهل. الجزء الأصعب الآن هو المفاوضات لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني. فترمب سيطلب السقف الأعلى، وإيران سترفض، ما يعني أن الهدنة الحالية قد تكون مجرد مهلة قبل اندلاع حرب أكبر، أو يتم التوصل إلى اتفاق على أرضية وسطى بين مطلب واشنطن بعدم استئناف التخصيب، وموقف طهران بالتمسك بحق التخصيب ولو بنسبة 3 في المائة.


أكادير 24
منذ 5 ساعات
- أكادير 24
إيران تحت المجهر: هل أطلقت إسرائيل شرارة حرب لا نهاية لها؟
agadir24 – أكادير24 تشير المعطيات الصادرة عن دوائر استخباراتية غربية وتصريحات لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين إلى أن الحرب الخاطفة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية لم تحقق أهدافها الحاسمة. وبرغم إعلان وقف إطلاق النار، فإن معظم التقديرات ترى في ذلك هدنة مؤقتة ضمن مسار تصعيدي طويل الأمد. فقد ناقش مجلس الشيوخ الأمريكي، في جلسة إحاطة مغلقة، نتائج الضربة التي نُفذت بمشاركة إسرائيلية وأمريكية. وأجمع بعض الأعضاء، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على أن الأثر الميداني للعملية كان محدودًا. حيث لم يتجاوز تأخير البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر، بينما لم تُسجّل مؤشرات على توقف قدرات التخصيب. بدورها، تحدثت صحف غربية، منها 'تلغراف' و'نيويورك تايمز'، عن امتلاك إيران لكميات من اليورانيوم المخصب بدرجة 60%، مع إمكانية تطوير رؤوس نووية بدائية في غضون فترة وجيزة. وأعربت إسرائيل عن تخوفها من أساليب 'غير تقليدية' في نقل هذه الرؤوس، مثل شحنات بحرية أو عبر طائرات مدنية. في هذا السياق، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي بأن إسرائيل ستواصل العمل لضرب القدرات الباليستية الإيرانية، والحفاظ على 'السيطرة الجوية' التي اكتسبتها خلال الضربة الأخيرة. ويشمل ذلك استهداف أي تحركات لبناء أو ترميم الدفاعات الجوية الإيرانية، إلى جانب ضرب مراكز تصنيع الصواريخ والوقود الصلب. من جهة أخرى، أفادت تقارير عن نقل الولايات المتحدة جزءًا من منظوماتها الدفاعية إلى قواعد جديدة في السعودية، وتحديدًا بمدينة ينبع، في ما يبدو أنه استعداد لمرحلة ثانية من العمليات. ويُتوقع أن تشكل هذه القواعد مركزًا لوجستيًا بعيدًا عن مدى الصواريخ الإيرانية القصيرة والمتوسطة. في الداخل الإيراني، طُرح تساؤل استراتيجي مفصلي: كيف يمكن ردع جولة ثانية من الحرب؟ فبينما يتحدث البعض عن الحاجة إلى تفعيل منظومات دفاعية متعددة الطبقات بالتعاون مع الصين أو روسيا، يرى محللون أن الوقت ليس في صالح طهران. فبناء بنية تحتية عسكرية متكاملة يحتاج سنوات، بينما تبدو الجولة القادمة أقرب مما يتصور البعض. في هذا الإطار، يبرز طرح 'الردع غير التقليدي'، من خلال ما يُعرف إعلاميًا بـ'السلاح القذر'، كخيار محتمل لخلق معادلة توازن ميداني سريع، عبر التلويح بامتلاك صواريخ تحمل رؤوسًا مشعة ولو بمستوى منخفض، كوسيلة للضغط السياسي وليس بالضرورة للاستخدام العسكري الفعلي. في خضم ذلك، تتجه الأنظار إلى مواقف موسكو، التي طالبت إيران بالسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعودة، ما اعتُبر تراجعًا عن موقف الدعم الصريح لطهران، وطرح أسئلة جدية حول تحولات التحالفات الإقليمية والدولية في ظل هذه الأزمة. وفي ظل هذا المشهد المعقد، يبقى احتمال انفجار مواجهة جديدة واردًا بقوة، خاصة إذا ما أصرّت إسرائيل على استكمال أهدافها، واستمر الغموض حول الرد الإيراني، أو افتقدت طهران القدرة على تقديم عنصر ردع فوري وفعّال.