logo
الماركة كهوية: من أنا إذا لم أرتدِ "براند" معروفة؟

الماركة كهوية: من أنا إذا لم أرتدِ "براند" معروفة؟

النهار٢٥-٠٤-٢٠٢٥

ما زال المثل الشعبي المعروف "كُل على ذوقك والبس على ذوق الناس" متداولاً. بصراحة، الجزء الوحيد الذي أجده منطقياً هو "كُل على ذوقك". أما أن ألبس على ذوق الناس؟ فلماذا؟ لماذا علي أن أرتدي ما يعجب الآخرين، وليس ما يلائمني ويُشبهني؟ أليس طبيعياً أن أرتدي ما يُعبّر عن شخصيتي؟ وما لا أقتنع به أكثر هو الهوس المنتشر اليوم بهذه "العلامات التجارية الفاخرة، أو "البراندز" (Brands)، كأن القيمة الحقيقية للإنسان تُقاس باسم "البراند" التي يرتديها.
بدأت قصة العلامات التجارية مع دار 'هيرميس' الفرنسية العريقة للأزياء، أقدم علامة تجارية فاخرة في العالم لا تزال مستمرة حتى اليوم. أسسها تييري هيرميس في عام 1837، وكانت بداياتها في صناعة السروج ومعدات الفروسية. ما كانت أول حقيبة صممتها الدار للزينة، بل كانت جراباً لحمل السرج، قبل أن تنطلق وتصبح من أشهر علامات الموضة، خصوصاً مع ظهور حقائب "كيلي" و"بيركين" الأيقونية. حتى شعار هيرميس، الذي يجسّد حصاناً وعربة، يروي حكاية بداياتها الأصيلة في عالم الفخامة.
بعدها، بدأت العلامات التجارية تنتشر بشكل واسع، حتى أصبح بعضهم يُعير ما يُعرف بـ'البرستيج' أو المظهر الاجتماعي اهتماماً كبيراً، وصار أي دخل إضافي يحصل عليه الموظف يُنفق غالباً على الكماليات، ليبدو فحسب بمظهر معين أمام الآخرين، فتجد مثلاً من يشتري قطعة ملابس لا تُساوي فعلياً ثمنها المرتفع، مثل "تيشيرت" أبيض بسيط قد يصل سعره إلى 300 دولار، لا لسبب إلا لأنه يحمل "لوغو" علامة تجارية معروفة.
هل هو تعبير عن عدم الأمان؟
توضح المعالجة النفسية إليسا رشدان أن العلامات التجارية الفاخرة أو "البراندز" ليست حاجة أساسية، "لكنها تُشعِر البعض بتحقيق الذات، وتمنحه نوعاً من المكانة الاجتماعية، والهوية، والانتماء إلى فئة معينة من الناس". وتضيف لـ "النهار": "رغم أننا نستطيع العيش من دونها، فإن حبها في ذاته ليس خطأ. إنما الخطأ يبدأ عندما يسعى الشخص إلى شراء منتج فاخر يتجاوز ثمنه قدرته المادية، فيلجأ إلى الاستدانة لامتلاك قطعة تحمل اسم ماركة معروفة. وهناك من يذهب إلى حد رفض الجلوس مع أشخاص لا يرتدون "البراندز"، لأن الماركة بالنسبة إليه تمنحه معنىً شخصياً، ومكانة متخيَّلة".
من هذا السلوك، نطرح تساؤلاً جوهرياً: هل الدافع هو الحاجة الحقيقية إلى هذه السلعة أم شعور داخلي بعدم الأمان وتراجع الثقة بالنفس؟
تجيب رشدان: "هناك نوعان من الناس: المرسل والمتلقي. وفي سياق الماركات، يكون الشخص الذي يرتدي العلامة الفاخرة هو "المرسل"، فيحاول إرسال رسالة إلى "المتلقي" بأنه غني، مختلف، وربما ناجح. في المقابل، هناك من يرتبط بالماركات من منطلق إعطاء قيمة للأشياء النادرة والثمينة، لا أكثر.
وعلى مستوى الطبقات الاجتماعية، تختلف النظرة إلى "البراندز":
• الطبقة العليا ترى أن ارتداء الماركات أمر طبيعي ومُتوقع، نظراً إلى قدرتهم المالية العالية.
• الطبقة المتوسطة تنظر إلى ارتداء سلع العلامات الفاخرة بصفتها نوعاً من الإنجاز الشخصي أو مصدر إلهام يدفعهم للعمل أكثر.
• أما الطبقة الشعبية، فترى في اقتناء الماركات وسيلة تمنحهم الشعور بالقوة والانتماء، كأنها بطاقة عبور نحو طبقة اجتماعية أعلى.
في النهاية، لا يمكن الإنكار أن "البراندز" صارت جزءاً من الثقافة المعاصرة، ومؤشراً على الذوق والانتماء أحياناً. لكن المسألة لا تتعلّق بما نرتديه بقدر ما تتعلّق بالدافع وراء ذلك. فهل نلبس لباساً لأنه يعبر عن أنفسنا، أم لأنه يؤمّن لنا قبول الآخرين؟ هل نشتري لنشعر بقيمتنا، أم لأننا نعرف قيمتنا أصلاً؟ الماركات ليست المشكلة بحد ذاتها، إنما تكمن المشكلة في الطريقة التي نتعامل بها معها. الاعتدال، والوعي، والثقة بالنفس، هي ما يجعل من أي قطعة نرتديها، أياً كانت، انعكاساً حقيقياً لنا—not العكس!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جائزة جيزال خوري للإعلام الرقمي الإنساني بإشراف لجنة تحكيم من رواد الكلمة الحرة
جائزة جيزال خوري للإعلام الرقمي الإنساني بإشراف لجنة تحكيم من رواد الكلمة الحرة

الديار

timeمنذ 21 ساعات

  • الديار

جائزة جيزال خوري للإعلام الرقمي الإنساني بإشراف لجنة تحكيم من رواد الكلمة الحرة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تكريمًا لمسيرتها الإعلامية ونضالها في الدفاع عن القضايا الإنسانية، أُطلقت "جائزة جيزال خوري للإعلام الرقمي الإنساني" ضمن برنامج "الجوهر" للتدريب الإعلامي التابع لأكاديمية لابا لوياك. تهدف الجائزة إلى تشجيع الشباب العربي على صناعة محتوى رقمي هادف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في العالم العربي، ودعم المبادرات الحقوقية، وتمكين الجيل الجديد في مجال الإعلام الرقمي، ومنحهم فرصة إيصال رسائلهم إلى جمهور أوسع. وللمشاركة في الجائزة، يقدم المشارك فيلم من تصويره يرصد انتهاكات العدو الصهيوني، على أن يتضمن مقابلة مع شاهد عيان يُثبت الواقعة، الأمثلة على انتهاكات العدو الصهيوني الممكن تناولها تتضمن استهداف الصحفيين والطواقم الطبية والدفاع المدني، تعذيب المعتقلين، الحصار والتجويع ومنع العلاج، استخدام أسلحة محرّمة دوليًا، تدمير المباني التاريخية ودور العبادة، تعمد حرق الأرض في فلسطين، واستهداف اللاجئين. تضم لجنة تحكيم الجائزة الكاتبة والصحفية المغربية، الدكتورة سناء العاجي، المعروفة بمشاركاتها في المنابر المغربية والدولية للدفاع عن حقوق الإنسان، إلى جانب مؤلفاتها العديدة في علم الاجتماع، والإعلامية نادية أحمد، الحاصلة على البكالوريوس في الإذاعة والتلفزيون من جامعة سيريكيوز في نيويورك، والماجستير في الإنتاج السينمائي، و التي قامت بتحقيقات صحفية مستقلة في عدة دول منها اليمن خلال الحرب، كما قدمت برنامج كلام نواعم على قناة MBC، وقامت بتأليف المسلسل الكويتي "الصفقة" الذي يعرض على منصة نتفلكس، والسيدة رنا خوري، الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان، والعضو المؤسس في مؤسسة سمير قصير في لبنان، بالإضافة إلى السيد زياد القطان، كاتب ومنتج أفلام وثائقية باللغتين العربية والإنجليزية، ونُشرت أعماله في صحيفة الغارديان الإنجليزية، وجريدة العربي الجديد، وخدمة بي بي سي العالمية. تبلغ قيمة الجوائز 2000 دولار للفائز بالمركز الأول، و 1500 دولار للمركز الثاني، و 1000 دولار للفائز بالمركز للثالث، إضافة إلى فرص دعم وتمكي متعددة في المجال الإعلامي، وقد بلغ إجمالي عدد المشاركات في الجائزة 60 مشاركة معظمهم من فلسطين وتحديداً قطاع غزة، وتأهلت من بينها 19 مشاركة للمرحلة النهائية، وسوف يتم إعلان الفائزين في حفل يقام في الثاني من شهر يونيو المقبل. وحول إطلاق الجائزة، صرحت الناشطة "رنا خوري": تكمن أهمية هذه الجائزة في الاسم الذي تحمله، والقيمة التي يجسدها هذا الاسم في عالم الصحافة. فجائزة كهذه ليست تكريما فقط بل إسهاما في ترسيخ إرث صحفي في المبادئ والرؤية، فهناك ثلاثة أعمدة أساسية غرستها مدرسة جيزيل خوري فينا: الأخلاق، الاحترافية، والشجاعة. هذه ليست مجرد قيم، بل بوصلة توجه الصحافة نحو رسالتها الحقيقية؛ رسالة البحث عن الحقيقة، قولها بلا خوف، والالتزام بها مهما كان الثمن. جدير بالذكر أن الإعلامية الراحلة جيزال خوري شاركت في برنامج "الجوهر" على مدار ثلاثة أعوام، قدَّمت خلالها 6 ورش تدريبية على مهارات الحوار الإعلامي، استفاد منها 40 شابًا وفتاة شغوفون بالإعلام، من دولة والوطن العربي. واختتمت هذه الورش بحلقات حوارية مع نخبة من القياديين والرياديين العرب. كما يُذكر أنّ برنامج "الجوهر" للتدريب الإعلامي، البرنامج الأول من نوعه في المنطقة، يُنفّذ برعاية شركة المركز المالي الكويتي (المركز)، جريدة "الجريدة"، شركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن (هيسكو) وفندق فوربوينتس شيراتون. يقدّم البرنامج للشباب العربي ورش عملٍ إعلامية مكثفة على يد أبرز الإعلاميّين العرب، لتدريبهم على فنون ومهارات الحوار الإعلامي، لمحاورة ضيوف رياديّين تركوا بصمة في شتّى المجالات بالوطن العربي.

أطلت برفقة حراس شخصيين.. يومي تستعرض خاتم زواجها الضخم وسعره فاق الـ 5 ملايين دولار (فيديو)
أطلت برفقة حراس شخصيين.. يومي تستعرض خاتم زواجها الضخم وسعره فاق الـ 5 ملايين دولار (فيديو)

ليبانون 24

timeمنذ يوم واحد

  • ليبانون 24

أطلت برفقة حراس شخصيين.. يومي تستعرض خاتم زواجها الضخم وسعره فاق الـ 5 ملايين دولار (فيديو)

قامت مشهورة مواقع التواصل الاجتماعي يمنى خوري ، الشهيرة بـ"الدكتورة يومي"، باستعراض خاتم زواجها المميّز بحجر ماسي ضخم. وشاركت يومي متابعيها على انستغرام بمجموعة من الصور التي استعرضت من خلالها خاتم زواجها الماسي المبهر لناحية التصميم وحجم الحجر وبريقه، إذ جاء الخاتم بتصميم "الراديانت كت"، بسبب السطوع القوي واللمعان، ولون الحجر النقي، وهذا ما يشير إلى أن سعره خيالي وقد سعره بأكثر من 5 ملايين دولار. A post shared by Youmna Khoury (@ وحرصت على إخفاء ملامح زوجها واكتفت باستعراض ساعته الفخمة المنسقة مع ساعدها الوردية الجميلة، حيث ظهرت في الصورة ممسكة بيده دون ان تكشف عن هويته وجنسيته واي تفاصيل عن حياته. ومازحت نجمة التيك توك متابعيها الذي يتخطى عددهم الـ7 ملرون شخص بتعليق عن حجم خاتمها وكتبت "الخاتم شوي صغير كان لازم يكون أكبر"، وهو ما تفاعل معه المتابعين بشكل كبير. وكانت المدونة اللبنانية قد نشرت فيديو رصد عقد قرانها حيث جلست إلى جانب المأذون، بينما أخفت عريسها الذي لم تفصح عن هويته، لكنها علّقت بأنها تزوجت، وأضافت حرف اسم زوجها G. وأفيد بأن العريس من الجنسية الكويتية الا ان إحدى الصفحات على انستغرام كشفت ان العريس يُدعى جورهان كيزلوز من مواليد 1989 مؤسس شركة Lanistar والرئيس التنفيذي لشركة Nexus International Hg، وهو تركي ويحمل أيضا الجنسية البريطانية. إلى ذلك، انتشر فيديو ليومي وهي تسير مع شقيقتيها على الطريق برفقة حراس شخصيين. A post shared by @lebanesee_societyy

تيليغرام تحفّز صناع المحتوى بجائزة مالية ضخمة
تيليغرام تحفّز صناع المحتوى بجائزة مالية ضخمة

ليبانون 24

timeمنذ 2 أيام

  • ليبانون 24

تيليغرام تحفّز صناع المحتوى بجائزة مالية ضخمة

جولة أخرى من المنافسة المثيرة بين Telegram وWhatsApp، وقد ينتهي الأمر بشخص ما بحصوله على 50 ألف دولار إضافية في حسابه المصرفي إذا فاز في أحدث مسابقة التي أعلنت عنها منصة تيلجرام حديثًا. وتقوم هذه المسابقة الموجهة إلى منشئ المحتوى، والتي تطالب المتسابق بإنشاء مقطع فيديو فيروسي يكشف كيف أن Telegram كان دائمًا متقدمًا بسنوات على نسخته الرخيصة واتساب. ومن جانبه أكد بافيل دوروف ، المدير التنفيذي ومؤسس Telegram ، أن المنصة خصصت حوالي 50 ألف دولار مقابل هذه الفيديو، موضحًا بأن المسابقة تأتي ردًا على التقارير التي تفيد بأن واتساب انخرط في حملات تشويه تستهدف تيليجرام. ويقول المنظمون إن الحملة الجديدة تهدف إلى زيادة الوعي بين مستخدمي واتساب، والذين قد لا يكون الكثير منهم على دراية بأن الميزات التي يعتمدون عليها كانت رائدة في تيليجرام قبل سنوات. ولمساعدة المشاركين، شاركت Telegram قائمة تضم 30 ميزة بارزة قدمتها أولاً - وتم تنفيذها جميعًا لاحقًا بواسطة WhatsApp القائمة ليست شاملة ولا تتضمن العديد من ميزات Telegram التي لا يزال ليس لها مثيل على WhatsApp. تصل قيمة جائزة المسابقة إلى 50 ألف دولار، والموعد النهائي للتقدم اليها سيكون الموافق من 26 أيار 2025، ويمكن للجميع المشاركة وسيتم الإعلان عن النتائج في شهر يونيو المقبل. ونصت المسابقة على حزمة من الشروط أهمها يجب أن تكون جميع النصوص على الشاشة والمحتوى المنطوق باللغة الإنجليزية ، ويجب ألا يتجاوز الفيديو 180 ثانية (أي ثلاث دقائق، ويُسمح باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كمساعدة تكميلية وستقوم عملية التقييم باختيار مقاطع الفيديو التي تحصل على درجات عالية من الوضوح والتأثير البصري وإمكانية تحويلها إلى ميم وانتشارها، كما يقول المنظمون يجب أن يكون الفيديو مناسبًا للمنصات مثل Tik-Tok وIG Reels وYouTube Shorts والمزيد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store