logo
في بيروت نسب هزيلة وحماسة مفقودة

في بيروت نسب هزيلة وحماسة مفقودة

صوت لبنانمنذ 2 أيام

كتبت زيزي إسطفان في 'نداء الوطن':
لم تكن الانتخابات البلدية في بيروت على قدر التوقعات أو الآمال، فالفرصة التي قدمت إلى أهل بيروت لتغيير واقع العاصمة وبلسمة جراحها بعد كل ما مرت به من مآسٍ وإهمال، لم يتلقفها «البيارتة» بحماس ولم تحظ بالاحتضان المطلوب.
بقيت البرودة سيدة الأجواء وبدا النهار الانتخابي الطويل رغم كل محاولات التجييش التي سبقته، وكأنه سخرة مفروضة على البعض، فيما فضّل آخرون عدم الالتفات إلى الاستحقاق وكأنه لا يعنيهم.
منذ الصباح الباكر بدا واضحاً أن بيروت بمختلف مناطقها وأحيائها لا تعيش أجواء معركة انتخابية حامية كما هي الحال في مدينة زحلة أو بعض البلدات والقرى في البقاع. لا تجييش وتحشيد يذكر للماكينات الانتخابية وللمناصرين، وحدها «جمعية المشاريع» كانت سيدة الساحة منذ الصباح، حيث غزا متطوعوها بقمصانهم الصفراء مداخل كل مراكز الاقتراع في كل الأحياء، فيما بدا صارخاً صباحاً غياب الماكينات الأخرى في مناطق مثل المدور، دار المريسة، مينا الحصن والمصطيبة. وكانت خيم مناصري الأحزاب خارج مراكز الاقتراع في هذه المناطق شبه فارغة مع تسجيل حضور لحزب الطاشناق في المدور والمرفأ وحزب «الحوار» في المناطق ذات الأغلبية السنية.
ست لوائح كانت تتنافس في بيروت أبرزها كما بات معروفاً لائحة، «بيروت بتجمعنا» وهي ائتلاف واسع للأحزاب المتناقضة، الهدف منه وفق ما ردده المسؤولون عن هذه الأحزاب، تأمين المناصفة في البلدية بين المسلمين والمسيحيين. فجمعت اللائحة «القوات اللبنانية» و «الكتائب» و «الطاشناق» و»جمعية المشاريع» و «حزب الله» و «حزب الحوار» برئاسة النائب فؤاد مخزومي.
اللائحة الثانية التي كان يتوقع لها أن تحظى بحضور قوي في بيروت لائحة « بيروت مدينتي»، بدت هذه المرة أقل حضوراً، أقله على صعيد المندوبين والمناصرين المتواجدين في الخيم، حيث لوحظ أحد المناصرين صباحاً وهو يطلب المزيد من المتطوعين ويناشدهم النزول إلى الأرض فيما صار حضورهم أكثر كثافة في ساعات الظهر.
لائحة «بيروت بتحبك» برئاسة العميد المتقاعد محمود الجمل ودعم النائب نبيل بدر و «الجماعة الإسلامية» كان لها حضور على الأرض وبين المندوبين وانتشرت خيم «الجماعة الإسلامية» أمام أكثر من مركز اقتراع، وبدا لافتاً تنظيمهم ونشاطهم.
لائحة « ولاد البلد» برئاسة رولا العجوز العضو السابق في بلدية بيروت لم يكن لمناصريها حضور يذكر على الأرض بحيث شكلت الغائب الأكبر وربما كان حضورها محصوراً في بعض الأحياء البيروتية.
تبقى هناك لائحتان غير مكتملتين «ممفد» و «بيروت عاصمتنا».
طوال اليوم الانتخابي الطويل، لم تشهد بيروت تزايداً كبيراً في عدد المقترعين وبقي الهدوء سيد العملية الانتخابية التي خلت تماماً من الإشكاليات الأمنية. وبدت بعض الأقلام لا سيما تلك الخاصة بالأقليات شبه فارغة.
ففي مركز اقتراع المدرسة المعنية في زقاق البلاط المخصصة للأقليات في بيروت ونعني بهم الدروز والموارنة والأرمن الكاثوليك والسريان الكاثوليك بلغ عدد المقترعين حتى الساعة الثانية من بعد ظهر أمس 28 مقترعاً من أصل 555 ناخباً. كذلك بدا لافتاً عدم وجود أعداد كبيرة من المندوبين رغم وجود ست لوائح متنافسة، وعزا البعض ذلك إلى غياب المنافسة والحماوة و إلى غياب المال الانتخابي. وقد لوحظ غياب الأموال عن بعض اللوائح من خلال عدم وجود مناصرين لها على الأرض مع ما يتطلبه ذلك من كلفة، وعدم حصول المناصرين في حال تواجدوا على وجبة الغداء أو حتى الماء والمرطبات.
وكان لافتاً تواجد خيمة لـ «حزب الله» أمام معظم مراكز الاقتراع التي زرناها رغم كون لائحة «بيروت بتجمعنا» لا تضم إلا مرشحاً واحداً لـ «الحزب» هو المهندس عماد الفقيه. ويقال وفق بعض الشهود، إنه في بعض الخيم التابعة لـ «حزب الله» كان المتواجدون فيها يعطون إرشاداتهم للناخبين ويطلبون سراً تشطيب بعض الأسماء والأخبار ذاتها سرت حول «جمعية المشاريع» التي أوعزت لمناصريها تشطيب بعض أسماء المرشحين التابعين للنائب مخزومي .
تقنياً لم تختلف انتخابات بيروت عن انتخابات جبل لبنان ولبنان الشمالي بالنسبة إلى الفوضى الإدارية، وعدم احترام معايير كثيرة، أولها احترام حق كبار السن والمعوقين حركياً في الوصول إلى أقلام الاقتراع. حيث لوحظ مثلاً وجود الأقلام في الطابقين الرابع والخامس من إحدى المدارس مع عدم وجود مصعد، كما لوحظ تخبط بعض الناخبين في إيجاد أقلام الاقتراع الخاصة بهم بعد تلقيهم معلومات متضاربة حولها.
انتهى اليوم الانتخابي الطويل في بيروت وبقيت نسبة الاقتراع منخفضة حيث وصلت إلى 20.16 % وفق محصلة شبه نهائية لوزارة الداخلية والبلديات ولم يزدد حماس البيارتة في المشاركة بالعملية الديمقراطية .
لا شك أن عوامل كثيرة ساهمت في رد الفعل هذا ولا بد من دراستها بتأنٍ، إذ ثمة حسرة في قلب كل بيروتي عبرت عنها إحدى السيدات قائلة: «نحن كبيارتة لا ننتخب بتكليف شرعي ولا بهبّة عشائرية عائلية».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بالفيديو… هكذا اغتالت إسرائيل حسين نزيه برجي في صور
بالفيديو… هكذا اغتالت إسرائيل حسين نزيه برجي في صور

بيروت نيوز

timeمنذ 19 دقائق

  • بيروت نيوز

بالفيديو… هكذا اغتالت إسرائيل حسين نزيه برجي في صور

وادعى قائلاً: 'تتولى المديرية مسؤولية تطوير وإنتاج وصيانة الوسائل القتالية وتوسيع قدرات التموين في الحزب. منذ انشائها أدارت المديرية مشاريع عديدة لانتاج الوسائل القتالية بما فيها انتاج الصواريخ الدقيقة'. وزعم أدرعي أنّ 'حسين نزيه برجي عمل مهندسًا ولديه خبرة طويلة في 'الحزب'، وتولى مسؤولية انشاء بنى تحتية لانتاج صواريخ أرض – أرض دقيقة حيث هدفت عملية استهدافه إلى ضرب جهود اعمار 'حزب الله' بعد حملة سهام الشمال'. #عاجل 🔸 عملية استهداف جديدة: جيش الدفاع يواصل القضاء على عناصر إرهابية ومن بينها عنصر في حزب الله من مجال انتاج الوسائل القتالية في لبنان 🔸هاجم جيش الدفاع في منطقة صور جنوب لبنان في وقت سابق اليوم وقضى على الارهابي حسين نزيه برجي والذي كان يعتبر عنصر ذو خبرة مركزية في مجال… — افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) May 21, 2025

واقع الحزب المالي تحت مجهر أميركي-إسرائيلي: ضغط إضافي مرتقب
واقع الحزب المالي تحت مجهر أميركي-إسرائيلي: ضغط إضافي مرتقب

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 24 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

واقع الحزب المالي تحت مجهر أميركي-إسرائيلي: ضغط إضافي مرتقب

قال مصدر اسرائيلي لسكاي نيوز عربية الأحد إن "انهيار النظام السوري، وخطوات الحكومة اللبنانية، وزيادة مصاريف الحزب نتيجة الحرب، عوامل تصعّب من وضعه الاقتصادي". اضاف "نعرف ان حزب الله يحاول بناء مسارات جديدة لنقل الأموال الإيرانية، ونحن مستمرون بالمراقبة وإحباط هذه المحاولات". واستخدم حزب الله بحسب المصدر "مؤسسة القرض الحسن لدفع تعويضات لناشطيه، ولذلك فهو يواجه صعوبة في دفع المستحقات للمقرضين". وتابع "حزب الله يعاني من أزمة ثقة ضخمة مع جمهوره، لذا فأغلب جهوده الآن منصبّة على تعويض جمهوره وهي أولويته الأولى، لكن هذا لا يعني أنه يحاول إعادة التسلح". ويقوم الحزب بحسب المصدر بإعاقة "قوانين الإصلاح المالي في البرلمان، وهي قوانين ضرورية للحكومة للتعامل مع الدول والمؤسسات الدولية لإعادة الاعمار. وختم "حزب الله خسر إلى حد بعيد المنافسة على الجمهور الشيعي لصالح حركة أمل". هذه المواقف الإسرائيلية التي تركز على واقع حزب الله المالي، تأتي على وقع رزمة عقوبات أميركية جديدة أصدرتها الخزانة الأميركية منذ ايام قليلة وتستهدف اشخاصا وكيانات يساعدان حزب الله ماليا، في حين أعلن الحساب الرسمي لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، تخصيص مكافأة قد تصل الى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات حول الشبكات المالية لحزب الله في أميركا الجنوبية. المعطيات هذه تدل بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، على ان بقدر ما يراقب المجتمع الدولي عموما وواشنطن وتل ابيب خصوصا، وضع حزب الله عسكريا حيث يعتبران اعادة بناء ترسانته، خطاً احمر، فإنهما بالقدر ذاته، يراقبانها "ماليا". واذا كان الحليفان اي أميركا وإسرائيل، اختلفا في الأيام القليلة الماضية على المضي قدما في استخدام الالة العسكرية ضد الحزب واذرع ايران، حيث يفضل الاسرائيلي البقاء عليها فيما يريد الأميركي التخلي عنها، فإنهما متفقان على خنق الحزب ماليا. من هنا، تتابع المصادر، فإن واشنطن، التي ستعود مبعوثتها مورغان أورتاغوس الى بيروت في قابل الأيام مبدئيا، ستواصل سياسة الضغط المالي الاقصى على الحزب عبر العقوبات، وايضا عبر استعجال لبنان الرسمي، ايجاد حل لملف القرض الحسن الذي يساعد في رأي الولايات المتحدة، حزبَ الله، على الوصول الى الاموال. ووفق المصادر، تريد واشنطن من الدولة اللبنانية معالجة هذه المعضلة لانها ستساعد الولايات المتحدة اكثر في عملية لجم إسرائيل عسكرياً. فهذه النقطة ستحسب لصالح لبنان وستضاف الى منعه هبوط الطيران الايراني في بيروت، بما يؤكد اكثر ان لبنان يطبق اتفاق وقف النار وملتزم به (وهو ينص على منع الحزب من إعادة بناء نفسه ماليا وعسكريا)، فما المبرر، والحالة هذه، لاستمرار الإسرائيلي في احتلال اراض لبنانية وانتهاك اتفاق وقف النار؟ انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

هذه قوّة "حزب الله" الحقيقيّة
هذه قوّة "حزب الله" الحقيقيّة

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 24 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

هذه قوّة "حزب الله" الحقيقيّة

بينما يتمّ الضغط على لبنان من أجل نزع سلاح "حزب الله"، وسط ترقّب زيارة الموفدة الأميركيّة مورغان أورتاغوس إلى بيروت لحسم هذا الموضوع، خاض "الحزب" الإنتخابات البلديّة والإختياريّة في الضاحية الجنوبيّة وفي البقاع، ويستعدّ للجولة الأخيرة من الإستحقاق الإنتخابيّ في الجنوب، لتثبيت حضوره الشعبيّ في المناطق ذات الأغلبيّة الشيعيّة، والتشديد على التمسّك بالمبادئ، وفي مُقدّمتها "المقاومة" ومُحاربة العدوّ الإسرائيليّ. وبرهن "الحزب" من خلال النتائج أنّ بيئته لا تزال تُؤيّده، لكن هناك تعويلٌ من خصومه في الداخل والخارج على خسارته بعض البلديّات والمخاتير في مناطق الجنوب، حيث أنّ الدمار كبير، وهناك حالة من الغضب بسبب التأخّر في إطلاق عجلة إعادة الإعمار جراء ربطها بنزع سلاح "المقاومة". في المقابل، كانت التزكية لافتة في الكثير من البلدات الجنوبيّة، تماماً كما جرى في الضاحية والبقاع، ما يُشير إلى أنّ هناك رفضاً لإجراء إنتخابات في قرى مُختلفة، حيث الأكثريّة هي شيعيّة وداعمة لـ"حزب الله"، وسط غياب أيّ مُنافسة فعليّة لمرشّحيه. وليس من المتوقّع وفق مراقبين أنّ تختلف نتائج الإنتخابات النيابيّة عن البلديّة والإختياريّة، فقوّة "حزب الله" كانت ولا تزال تتمثّل بقاعدته الشعبيّة وليس بسلاحه، فمن رأى كيف تهافت مناصروه إلى قرى البقاع للتصويت لمرشّحيه والتمسّك بنهج الشهيد حسن نصرالله، يتأكّد أنّ الحرب والدمار والقتل والتهجير كلّها عوامل لم تُؤثّر على شارع "الحزب"، بل زادته قناعة في تأييد "المقاومة"، أكانت عسكريّة أمّ سياسيّة، بانتظار حسم موضوع السلاح غير الشرعيّ. وتقول أوساط سياسيّة إنّ "حزب الله" ومعه "حركة أمل" وجّها الكثير من الرسائل إلى الخصوم في لبنان والخارج، لعلّ أهمّها أنّ بيئتهما لا تزال مُتماسكة وداعمة لهما، وهذا الأمر تُرجم أصلاً في تشييع نصرالله وهاشم صفي الدين في شباط الماضي وبحسب الأوساط السياسيّة، فإنّ نزع سلاح "المقاومة" لن يُشكّل نكسة لـ"حزب الله" أو للبيئة الشيعيّة، لأنّهما سيُحافظان على هيمنتهما على المقاعد النيابيّة الخاصة بالشيعة، وعلى أبرز البلديّات في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، لأنّ التجارب السابقة مع قوى أخرى، أثبتت أنّ اللبنانيين لا زالوا داعمين لأحزابهم التقليديّة، في الحرب كما بعدها، والأمر لن يختلف مع جمهور "الحزب"، وما جرى في انتخابات البقاع يُعتبر أبرز دليلٍ على ذلك. ولكن، يبقى على "حزب الله" أنّ يُؤمن أنّ قوّته تكمن في مناصريه وليس في سلاحه، إذ يُؤخذ عليه أنّه لم يستطع الدفاع عن لبنان بوجه العدوّ الإسرائيليّ، وأنّ السلاح الذي يُشكّل أبرز المشاكل لم يكن يوماً الحلّ، وتسبّب في شرخ كبير بين المواطنين، وحرم الدولة من اتّخاذ قرار الحرب والسلم، وتحييد البلاد عن نزاعات وحروب المنطقة. المصدر: خاص "لبنان 24" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store